قال الصحفي كلودي بيريز -في مقال له بصحيفة إلباييس الإسبانية- إن الممثل الأعلى السابق للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبيجوزيب بوريل دعا الدول الأعضاء إلى مقاضاة مؤسسات الاتحاد بسبب تقاعسها عن التحرك تجاه الحرب على غزة.
وأضاف أن عدة دول أبدت دعمها لإقامة دولة فلسطينية أو تستعد لاتخاذ هذه الخطوة قبيل الاجتماع المقبل للأمم المتحدة.
ويأتي تصريح بوريل -وفق ما أورده المقال- في وقت تتصاعد فيه قناعة الشعوب الأوروبية، ولا سيما إسبانيا، بأن ما يجري في قطاع غزة يرقى إلى مستوى “الإبادة الجماعية” وسط دعوات متزايدة لاتخاذ مواقف حاسمة تجاه إسرائيل.
المسار القانوني
ولفت بيريز إلى أن آلاف الأكاديميين والمفكرين في أوروبا والولايات المتحدة وصفوا التصعيد العسكري بأنه “إبادة” ولكن بروكسل تواصل التزام الصمت، فلا العلاقات التجارية قُطعت ولا مبيعات السلاح توقفت.
وفي هذا السياق، قال بوريل إن “هناك إرادة واضحة لإبادة الشعب الفلسطيني، وإذا كانت إسرائيل تنتهك حقوق الإنسان -وكل المؤشرات تدل على ذلك- فإن بإمكان أي دولة عضو مثل إسبانيا رفع الأمر إلى المحاكم الأوروبية لتفعيل معاهدات حقوق الإنسان“.
وشدد بوريل على أن “غزة كشفت إفلاس أوروبا الأخلاقي، وحان الوقت للتحرك، وهذه اللامبالاة غير مقبولة، فإن المعاهدات واضحة بشأن عواقب خرق القانون الإنساني”.
ووفق ما أورده المقال، استنكر بوريل تقاعس أوروبا تجاه معاناة الفلسطينيين، مؤكدا أن الصورة التي تقدمها القارة عن قيمها الأخلاقية والإنسانية لا تعكس الواقع، خاصة بعد إعلان عدد من القادة الأوروبيين صراحة دعمهم لإسرائيل.
أغلب الشعوب الأوروبية ترى أن ما يحدث في غزة إبادة جماعية وفق مقال إلباييس (وكالات)
عجز وتقاعس
ووجه بوريل أصابع الاتهام إلى القيادات الأوروبية قائلا “إن جيل السياسيين الألمان الذين وُلدوا بعد الحرب العالمية الثانية وما زالوا في السلطة محكومون بعقدة ذنب تجاه دور ألمانيا التاريخي في المحرقة، ويعتقدون أن الصواب يعني دوما حماية إسرائيل”.
إعلان
وأضاف أن إرث المحرقة التاريخي “الذي يمتد إلى دول مثل النمسا وسلوفاكيا يشلّ الموقف الأوروبي، وتدعم قلة من الدول الأعضاء إسرائيل بلا شروط”.
وأشار كاتب المقال إلى أن أوروبا تواجه مأزقا أخلاقيا متشابها في أوكرانيا، حيث أخّر خوف القارة التاريخي من التهديد النووي الروسي وصول المساعدة العسكرية لكييف وفاقم الحرب.
وخلص بوريل -حسب المقال- إلى ضرورة أن تلجأ الدول الأعضاء الـ27 إلى استخدام المحاكم الأوروبية أداة لوقف انتهاكات إسرائيل في غزة، مؤكدا أن الوقت قد حان للتحرك لإنهاء الجمود السياسي والأخلاقي في أوروبا.
صورة إسرائيل في العالم لم تعد تُرى في شركات التكنولوجيا المتقدمة والمؤسسات الأكاديمية والثقافية، بل في سلوك المستوطنين وأحزاب أقصى اليمين الذين يفرضون حضورهم بالبلطجة والعنف بدعم علني من النخبة الحاكمة.
بهذه المقدمة افتتحت الكاتبة الإسرائيلية كسينيا سفتلوفا مقال رأي نشرته صحيفة “زمن إسرائيل”، واستشهدت بمقطع فيديو انتشر خلال الأيام الأخيرة من الضفة الغربية، ظهر فيه عدد من الفتية المستوطنين قرب قرية المغيّر القريبة من رام الله، وهم يهددون سيدة فلسطينية ويحاولون إخافتها، فصرخ أحدهم بالكلمة الوحيدة التي يعرفها من اللغة العربية “اسكتي” بينما صاح آخر بالعبرية “إلى الوراء”.
وتقول الكاتبة إن نظرات الكراهية التي علت وجوه هؤلاء الفتية لم تترك مجالا للشك في نواياهم، إذ كانوا يريدون بث الرعب في نفس امرأة بقيت متماسكة، رافضة الانصياع للخوف.
مستوطنون يهاجمون مركبات الفلسطينيين بالضفة الغربية (الصحافة الفلسطينية)
وجه إسرائيل
ورغم أن هذا الفيديو لم يظهر عنفا جسديا مباشرا، فقد وصفته الكاتبة بأنه أكثر إزعاجا من صور الحرق والنهب والاعتداءات وحتى جرائم القتل التي ارتكبها مستوطنون ضد فلسطينيين في الأشهر الماضية.
وذلك لأن المشهد ببساطته يختصر التحول الأخطر الذي يجعل إسرائيل تُرى في العالم كدولة غارقة في الجنون، يغمرها خطاب الحقد، وتفقد قدرتها على ضبط أبنائها، توضح سفتلوفا.
وترى الكاتبة أن من يتشبث بالاعتقاد بأن إنجازات التكنولوجيا الإسرائيلية ومعاهد البحث مثل معهد وايزمان، أو حتى الفرق الموسيقية الشهيرة، هي التي تشكل صورة إسرائيل في الخارج، عليه أن يستفيق.
وقالت إن المشهد الذي يحفر في الوعي الدولي اليوم ليس مختبرا ولا حفلا موسيقيا، بل وجوه المستوطنين الفتية، وهم يصرخون على فلسطينية في قريتها، ويتصرفون كأنهم أصحاب الأرض، وبالتالي فهذه هي “بطاقة الهوية” التي باتت إسرائيل تقدمها للعالم.
لا توجد دعاية قادرة على محو هذا الواقع لأن المسألة لم تعد سوء إدارة إعلامية، بل هي نتيجة مباشرة لاختيارات سياسية واجتماعية، أصبح خلالها العنف أداة معلنة لبسط السيطرة على الفلسطينيين.
وقد يكون الإعلام والدبلوماسية الإسرائيلية قادرين على الحديث طويلا عن “فشل في الدعاية”، ولكن لا توجد دعاية قادرة على محو هذا الواقع، لأن المسألة لم تعد سوء إدارة إعلامية، بل هي نتيجة مباشرة لاختيارات سياسية واجتماعية، أصبح خلالها العنف أداة معلنة لبسط السيطرة على الفلسطينيين.
بلطجة
ونبهت الكاتبة إلى أن أفعال هؤلاء الفتية ليست حوادث فردية، بل هي تنسجم مع توجه معلن من قبل وزراء في الحكومة، مثل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، اللذين لا يكتفيان بالتغاضي عن أعمال العنف ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم، بل يشجعانها ويدخلانها في خطابهم السياسي.
إعلان
واليوم تعرض مشاهد حرق مزارع الزيتون الفلسطينية، ومنع قوافل الإغاثة الإنسانية من الوصول إلى غزة، أمام الكاميرات بوقاحة، في الوقت الذي يتحدث فيه قادة أقصى اليمين علنا عن “الانتقام” و”إبادة العماليق”، في خطاب يتبناه علنا مسؤولون رسميون في الدولة، كما تقول الكاتبة.
وذهبت إلى أن هذه المآذارات لم تعد تهدد الفلسطينيين ووجودهم فقط، بل أصبحت تهدد إسرائيل نفسها على مستوى سمعتها ومكانتها الدولية، بعد أن سوقت نفسها كدولة حديثة ومتنورة، لكنها اليوم تجد نفسها في صورة دولة يحكمها خطاب الكراهية والعنف، ويقودها وزراء يتبنون مواقف دينية وقومية متطرفة.
وقد بات جزء من النخب السياسية يرى أن العنف هو اللغة الوحيدة التي يمكن من خلالها الحفاظ على السيطرة، وهذا -كما تقول الكاتبة سفتلوفا- ما يجعل “البلطجة” تتحول إلى سياسة دولة، لا مجرد انحرافات فردية.
أكدت صحف غربية أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أهان الهند وأغضبها مما دعاها إلى إعادة النظر في علاقتها ببلاده، والبحث عن مسارها الخاص وشركائها، الذين قد تجدهم في الصين وروسيا.
ورأت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن ترامب بدد ما استثمره أسلافه في بناء علاقات مع الهند، وقالت بلومبيرغ إن الهند بدأت تعزز علاقاتها مع الصين وروسيا متحدية واشنطن.
في حين نبهت لوموند الفرنسية إلى عودة مناخ السلام والاستقرار بين الهند والصين، ورأت لوفيغارو في زيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي للصين تقاربا مؤقتا بين البلدين، بينما اعتبرت إيكونوميست أن العواقب ستكون وخيمة على واشنطن، وخلصت تايمز إلى أن نهج ترامب العدواني في التعامل سيؤدي إلى نتائج عكسية.
وقالت نيويورك تايمز إن الرؤساء الأميركيين المتعاقبين استثمروا على مدى 3 عقود، رأس مال دبلوماسيا هائلا لبناء صداقة مع الهند، فوصف بيل كلينتون الديمقراطيتين بأنهما “حليفان طبيعيان”، ووصفهما جورج بوش الابن بأنهما “أخوان في قضية الحرية الإنسانية”، وقال باراك أوباما وجو بايدن إن العلاقة بينهما واحدة من أهم الاتفاقيات العالمية لهذا القرن.
لقاء مودي (يمين) مع بوتين (وسط) وشي جين بينغ يعزز العلاقات بين البلدان الثلاثة في تحد للولايات المتحدة (الفرنسية)
واعتبرت واشنطن الهند سوقا ناشئة ضخمة، وثقلا موازنا محتملا للصين، وشريكا رئيسيا في الحفاظ على أمن منطقة المحيطين الهندي والهادي، وقوة صاعدة من شأنها أن تعزز نظاما دوليا قائما على القواعد، وكذلك تخلت الهند عن شكوكها تجاه واشنطن، واقتربت منها بثبات، كما تقول الصحيفة الأميركية.
سلام واستقرار
لكنّ ترامب الذي ادعى لنفسه الفضل في إنهاء الحرب بين الهند وباكستان -تتابع نيويورك تايمز- أثار غضب مودي الذي تفاخر بقربه منه ذات مرة، وأهانه،كما قرّب قائد الجيش الباكستاني الجنرال عاصم منير، وفرض رسوما جمركية عقابية بنسبة 50% على الواردات الهندية إلى الولايات المتحدة.
إعلان
وخلصت الصحيفة إلى أن الهند بدا أنها خُدعت بوهم أنها محمية بشكل فريد بفضل الرابطة الخاصة المزعومة بين ترامب ومودي، وقالت إنهما أخضعا العلاقات الخارجية لبلديهما لشخصيتيهما.
وتحدثت بلومبيرغ الأميركية عن لقاءات مودي بالرئيس الصيني شي جين بينغ والروسي فلاديمير بوتين وعن مكالمته مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في إطار بحثه عن مساره الخاص وحلفاء جدد، ورأت في تعزيزه علاقاته مع الصين وروسيا تحديا للولايات المتحدة ولترامب خاصة.
الاجتماع بين مودي وشي استمر ساعة بدا بعدها مودي متفائلا للغاية، وصرح قائلا إن تعاوننا يخدم مصالح 2.8 مليار نسمة في بلدينا، كما أنه سيمهد الطريق لرفاهية البشرية جمعاء
بواسطة لوموند
وذكّرت بلومبيرغ بأن اللقاء مع الرئيس الصيني أدى إلى إعادة ضبط العلاقات، ونقاش قضايا الحدود، واستئناف الرحلات الجوية المباشرة، وتعزيز التجارة بين الجارين اللدودين.
وقال بيتر نافارو، وهو أحد مساعدي ترامب، إن الهند تستغل الحرب بشرائها النفط الروسي بأسعار مخفضة لتبيعه إلى أوروبا، وجدد انتقاداته لها قائلا إن “الهند ليست سوى مغسلة ملابس للكرملين”، ومع ذلك قال إن “مودي قائد عظيم، لا أفهم لماذا يقيم علاقات مع بوتين وشي جين بينغ، وهو أكبر ديمقراطية في العالم”.
ومن جانبها علقت صحيفة لوموند الفرنسية بأن قمة منظمة شنغهاي للتعاون في الصين أبرزت العلاقات المتنامية بين الهند والصين بعد إهانة ترامب لنيودلهي، وأعطت مودي فرصة التقرب من بكين على الرغم من كونها خصمه وعدوه.
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن الاجتماع بين مودي وشي جين بينغ استمر ساعة، وبعدها بدا مودي متفائلا للغاية، مشيرا إلى “عودة مناخ السلام والاستقرار بعد فك الارتباط على الحدود”، ودعا إلى تكثيف العلاقات، وصرح قائلا “إن تعاوننا يخدم مصالح 2.8 مليار نسمة في بلدينا، كما أنه سيمهد الطريق لرفاهية البشرية جمعاء”.
خلاف شخصي
أما لوفيغارو، فرأت -خلافا لزميلاتها- أن زيارة رئيس الوزراء الهندي لأول مرة منذ 7 سنوات للصين، تؤكد تحسنا مؤقتا في العلاقات بين البلدين، وربطت ذلك بتصعيد واشنطن للضغط على نيودلهي.
ورأت الصحيفة الفرنسية أن هذه الدعوة المتأخرة تُخفي ضمنيا حدود حملة الصين الترويجية، وقالت إنها مجرد حل مؤقت بعد رفض الرئيس الكوري الجنوبي الجديد لي جاي ميونغ، السفر إلى ميدان تيانانمن، وسط مفاوضات مع واشنطن.
أما إيكونوميست، فعلقت بأن هذه الزيارة تعد مثالا صارخا على تحسن العلاقات بين الهند والصين التي دخلت في حالة جمود عميق عام 2020 عقب اشتباك حدودي، ورأت أن مودي سيركز أيضا على الخلاف بين بلاده وأميركا وكيفية رد الهند عليه.
الخلاف بين مودي (يسار) وترامب كلف البلدين غاليا على المستوى الدبلوماسي والاقتصادي بحسب صحف دولية (رويترز)
ومن ناحيتها اهتمت صحيفة تايمز البريطانية، بسبب الخلاف بين مودي وترامب، وقالت إن نهج ترامب العدواني في التعامل مع الجغرافيا السياسية أدى إلى نتائج عكسية، حيث رفض ناريندرا مودي الرد على مكالماته الهاتفية، وهو ما نفاه مسؤولون أميركيون.
إعلان
وردت الصحيفة الخلاف بين القائدين إلى ما قاله ترامب، وقالت إن الخلاف بدأ مع ادعائه التوسط في تسوية نزاع حدودي بين الهند وباكستان في أيار/أيار، واتسع نطاقه مع فرض الولايات المتحدة رسوما جمركية تعد الأعلى على الهند، إلى جانب البرازيل.
ويعود سبب الخلاف -حسب تايمز- إلى أمر شخصي بعد أن ظن ترامب خطأ، أن مودي سينضم إلى باكستان في ترشيحه لجائزة نوبل للسلام، في حين أتت مكالمته الهاتفية مع مودي في 17 حزيران/تموز بنتائج عكسية، عندما شعر رئيس الوزراء الهندي بأنه يضغط عليه لإعلان ترامب صانع سلام، كما قالت صحيفة نيويورك تايمز.
وفي الوقت الذي كلّف فيه قرار ترامب كلا البلدين غاليا من حيث رسوم الاستيراد والتصدير والعلاقات الجيوسياسية، يشيد مودي “بالزخم الإيجابي” في العلاقات مع الصين، دون أن يتراجع عن موقفه من روسيا برغم الرسوم الجمركية العقابية التي فرضها ترامب، كما قالت الصحيفة البريطانية.
في عالم يشهد سباق تسلح غير مسبوق وتزايدا في التهديدات الجوية من صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة هجومية، كشفت تركيا عن مشروع “القبة الفولاذية”، الذي تمثل منظومة الدفاع الجوي غير المأهول “غورز” أحد ركائزه.
وفي تقريرين منفصلين لمحررها الأول لشؤون الأمن القومي برندون ويكيرت، تناولت مجلة ناشونال إنترست تفاصيل مشروع القبة الفولاذية، واصفة إياه بأنه يمثل تحولا محوريا نحو الدفاع الذاتي المعتمد على الذكاء الاصطناعي في عالم متعدد الأقطاب على نحو متزايد.
وعلى عكس القبة الحديدية الإسرائيلية التي تركز أساسا على اعتراض الصواريخ قصيرة المدى، صُممت القبة الفولاذية التركية لتوفير حماية شاملة، وهي بذلك أشبه بمفهوم القبة الذهبية الذي طرحته إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بحسب ويكيرت في تقريره بالمجلة.
ويستهدف المشروع حماية البنى التحتية الحيوية، بما في ذلك الموانئ ومنشآت الطاقة ومحطة “أكويو” النووية.
ويُشرف على تنسيقه رئاسة الصناعات الدفاعية (إس إس بي)، بمشاركة شركات رئيسية مثل أسيلسان وروكتسان وتوبيتاك ساجيه و شركة الصناعات الميكانيكية والكيميائية، مع التركيز على الإنتاج المحلي لتقليص الاعتماد على الخارج وتعزيز فرص التصدير لأسواق مثل الخليج وأوروبا الشرقية.
كيف يعمل نظام “غورز”؟
ارتكز تطوير “غورز” على دمج الذكاء الاصطناعي في عملية اكتشاف التهديدات والتعامل معها، مما يقلل الحاجة لتدخل بشري ويزيد سرعة الاستجابة في بيئات عالية الخطورة.
ويعتمد نظام “غورز” على منصة مجنزرة متوسطة الحجم ذات قدرة عالية على الحركة في التضاريس الوعرة، وصغر حجمه يسمح بنقله جوا عبر مروحيات، مثل مروحية “سي إتش-47″، وهو مصمم لمواجهة طيف واسع من التهديدات، بما في ذلك المسيّرات الصغيرة، والذخائر الخاصة، والصواريخ الجوالة، والمروحيات، والأسلحة الموجهة بدقة.
إعلان
وأوضح التقرير أن هذه المنظومة -التي طورتها شركة أسيلسان الرائدة في الإلكترونيات الدفاعية التركية- تعتمد على مركبة أرضية مجنزرة غير مأهولة، مما يتيح لها الانتشار السريع في أصعب التضاريس، ويمنحها ميزة على الأنظمة التقليدية.
تركيا طورت جيشها في العقدين الأخيرين كثيرا (رويترز)
والمنظومة مجهزة بـ 8 صواريخ طراز “سونغور”، ومدفع دوار عيار 30 ملم، إضافة إلى رادارات متقدمة وأنظمة استشعار كهروبصرية، لتكون قادرة على التعامل مع طيف واسع من تهديدات الطائرات المسيّرة الصغيرة والذخائر المتسكعة إلى الصواريخ الجوالة والمروحيات.
وجاء الكشف عنها خلال معرض الصناعات الدفاعية الدولي (IDEF 2025) في إسطنبول.
ورغم التحديات المرتبطة بموثوقية الذكاء الاصطناعي في بيئات الحرب الإلكترونية، يتمتع “غورز” بتصميم معياري يتيح تحديثه بتكلفة منخفضة، مما يزيد قدرته على مواكبة التطورات التكنولوجية.
ويرى مراقبون أن إدخال “غورز” إلى الخدمة سيمنح تركيا ميزة إستراتيجية في النزاعات غير المتكافئة، حيث تبرز المسيّرات كسلاح رئيسي. في المقابل، يثير النظام تساؤلات أخلاقية حول مستقبل الأسلحة الذاتية التشغيل بالكامل، وهو ما دفع البعض لتشبيهه بالتكنولوجيا “المدمرة”.
وتعود جذور مشروع القبة الفولاذية -بحسب المجلة- إلى مساعي تركيا الطويلة لتحديث قدراتها الدفاعية الجوية، بعد أن ظلت تعتمد تاريخيا على مزيج من الأنظمة الأجنبية، بما في ذلك “إس-400” الروسية، ومنظومة “إم آي إم-23 هوك” الأميركية للدفاع الصاروخي متوسطة المدى من نوع أرض-جو، وأصول تابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو).
ومن العوامل التي حدت بتركيا لتحديث قدراتها الدفاعية -طبقا لويكيرت- “التوتر الملحوظ” في علاقاتها العسكرية في 2013 مع الولايات المتحدة “بسبب رغبة أنقرة في شراء بطاريات صواريخ باتريوت“.
ومن بينها أيضا، أن التدخل الروسي في سوريا كان قد بلغ آنذاك ذروته، الأمر الذي اعتبرته تركيا تهديدا لسلامة أراضيها، بالإضافة إلى قلق أنقرة من مشكلة تنظيمات كردية مسلحة.
“الدرع الفولاذية” ستمنح تركيا قريبا الحماية التي تتطلع إليها قيادتها، لكونها دولة تقع عند مفترق 3 قارات (آسيا وأوروبا وأفريقيا)
طبقات وتحديات
ويرتكز مشروع القبة الفولاذية على 3 طبقات مترابطة:
1. الطبقة قصيرة المدى المنخفضة الارتفاع: تشمل أنظمة مثل مدافع “كورتوك” عيار 35 ملم وصواريخ “سونغور” المحمولة على الكتف للتعامل مع المسيّرات والطائرات ذات الطيران المنخفض.
2. الطبقة المتوسطة المدى: تتمثل في صواريخ “هيسار” بأنواعها البرية والبحرية.
3. الطبقة البعيدة المدى العالية الارتفاع: تعتمد على منظومة “سيبر” المطورة لاعتراض الصواريخ الباليستية والطائرات على ارتفاعات عالية.
وتشير المجلة إلى أن هذه الطبقات مدعومة برادارات متقدمة مثل “إيرالب” للمراقبة بعيدة المدى، وشبكة “رادنت”، إضافة إلى أدوات حرب إلكترونية كمنظومة الرادار المتنقل “كورال 200″، وأجهزة التشويش المضادة للطائرات المسيّرة.
أما نظام القيادة والسيطرة “حكيم”، فيدمج الذكاء الاصطناعي ليتيح رصدا فوريا وصورة جوية موحدة تعزز سرعة الاستجابة.
تركيا تواجه تحديات جدية، تتمثل في اتساع الرقعة الجغرافية مما يجعل تغطية الأجواء بالكامل مهمة باهظة ومعقدة، كما أن مساحة البلد الشاسعة تجعل من الصعب توفير تغطية محكمة
ورغم هذه الطموحات الكبيرة، فإن محرر شؤون الأمن القومي بالمجلة الأميركية يقول في تقريره إن تركيا تواجه تحديات جدية، تتمثل في اتساع الرقعة الجغرافية مما يجعل تغطية الأجواء بالكامل مهمة باهظة ومعقدة، كما أن مساحة تركيا الشاسعة تجعل من الصعب توفير تغطية محكمة.
إعلان
هذا إلى جانب أن التكنولوجيا اللازمة للتصدي للتهديدات الفرط-صوتية لا تزال قاصرة. ثم إن الاعتماد الجزئي على التعاون الخارجي، مثل الانفتاح على فرنسا للحصول على منظومة “سامب-تي” يكشف أن بلوغ الاكتفاء الذاتي الكامل لم يتحقق بعد، وفقا للمجلة الأميركية.
ويختتم ويكيرت تقريره قائلا إن هذه “الدرع الفولاذيي” ستمنح تركيا قريبا الحماية التي تتطلع إليها قيادتها، لكونها دولة تقع عند مفترق 3 قارات هي آسيا وأوروبا وأفريقيا.
قال تقرير نشرته صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية إن مكتبات روسيا وبيلاروسيا بدأت منذ يوم الثلاثاء بيع رواية مترجمة إلى اللغة الروسية التي كتبها قائد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يحيى السنوار.
وحسب التقرير، تُرجم عنوان الرواية الأصلي “الشوك والقرنفل” إلى “كيف نهزم إسرائيل: أشواك وورود الشرق الأوسط”، ويقدم وصف الكتاب باللغة الروسية السنوار على أنه “تشي غيفارا الفلسطيني”، في إشارة إلى الثائر الأرجنتيني المشهور.
ويؤكد الوصف أن السنوار يعد “أحد أبرز القادة العسكريين العرب في القرن الـ21″، إذ إنه هندس عملية “طوفان الأقصى” وقاد جهود الدفاع عن غزة بين عامي 2023 و2024.
ويضيف النص: “رغم تفوق إسرائيل من حيث المقومات العسكرية، فإنها فشلت في الاستيلاء على غزة، وقد ألقى الجيش الإسرائيلي أكثر من 80 ألف طن من القنابل على الشريط الساحلي الصغير، ولكن القطاع صمد بفضل السنوار”.
رواية السنوار صدرت أيضا باللغة الإيطالية في كانون الأول/كانون الأول الماضي عن دار لا لوتشي بميلانوا (الجزيرة)
ويشير النص إلى أنه “في هذا الكتاب، يروي “جنرال الأحرار” سيرة حياته التي كرسها للكفاح والنضال من أجل تحرير الفلسطينيين وجميع الشعوب العربية”.
وأفاد موقع “نيوزرو” الروسي، الذي نشر التقرير الأصلي، بأن الطبعة محدودة وهناك 150 نسخة فقط، أصدرتها دار رودينا التابعة لدار ألغوريثم للنشر المعروفة بمؤلفاتها ذات الطابع السياسي.
ولفت التقرير إلى أن أحد مؤلفي دار ألغوريثم هو ألكسندر بروخانوف، الذي أصدر كتابا في 2008 بعنوان “حماس: مديح للأبطال”.
“في هذا الكتاب، يروي “جنرال الأحرار” سيرة حياته التي كرسها للكفاح والنضال من أجل تحرير الفلسطينيين وجميع الشعوب العربية”
بواسطة وصف كتاب “كيف نهزم إسرائيل: أشواك وورود الشرق الأوسط”
وكتب السنوار روايته هذه في السِّجن، الذي قضى فيه 23 عاما بعد أحكام بالسَّجن المؤبد، إثر اتهامه بالتخطيط لاختطاف وقتل جنديين إسرائيليين، وقتل 4 فلسطينيين كانوا عملاء للاحتلال.
ترجمة إيطالية
وسبقت الترجمة الروسية للرواية ترجمة للإيطالية اعتبرت الأولى لكتاب السنوار في دولة غربية أثارت لغطا واسعا، واعتبر مقدمها المؤرخ الإيطالي والأكاديمي البارز المختص بالتاريخ الإسلامي، ماركو دي برانكو أن “السنوار شخصية ملهمة لا تقل تأثيرا عن تشي غيفارا في الوجدان الإنساني المقاوم”، واعتبر أن “تجاهل النتاج الفكري والإبداعي للشهيد السنوار يعد خسارة لكل من يرغب في الاطلاع على تاريخ النضال الفلسطيني”.
إعلان
وواصل المؤرخ الإيطالي تقديمه “للشوك والقرنفل” مؤكدا أهمية رواية السنوار من ناحية الظروف المحيطة بتلقيها في إيطاليا: “ورغم أنني مختصّ بتاريخ القرون الوسطى فإن النص الذي نناقشه اليوم تنبع أهميته من كونه يعد من دون أدنى شك وثيقة تاريخية، تعرضت لنوع من أنواع الحظر الناعم”.
وفي سياق تقديم بيكاردو للنص شدد هذا الأخير على خلو الرواية من أي مشاعر للحقد أو الكراهية، بل العكس تماما حيث كانت تكتنف العمل مشاعر المؤمن المطمئن لقضاء الله. ليستطرد مباشرة دي برانكو في أن السنوار كان يواجه في روايته مفهوم “المكتوب” في الثقافة العربية، وأن عاطفة الكاتب الهادئة كما ظهرت في النص، من شأنها أن تثير استغراب القارئ الغربي لكونه لا يشف عن أي مشاعر كره لليهود أو ما يعرف بمعاداة السامية، وهو ما اعتبره المؤرخ الميزة الأبرز في العمل.