
غارات جوية باكستانية تثير غضباً في أفغانستان ودعوات للرد
تسود حالة من الغضب والاستياء في الأوساط الأفغانية بسبب الغارات الجوية التي نفذتها طائرات مسيّرة باكستانية في جنوب وشرق أفغانستان. وفي حين أعلنت وزارة الخارجية الباكستانية، اليوم الخميس، أنها استدعت القائم بأعمال السفير الباكستاني عبيد الرحمن نظاماني وسلمته رسالة احتجاج شديدة اللهجة، أكد مسؤولون محليون أن أي عدوان باكستاني لن يبقى من دون رد.
وقالت الخارجية الأفغانية، في بيان، إنها استدعت القائم بالأعمال وسلمته رسالة احتجاج على ما ترتكبه باكستان من انتهاك للسيادة الأفغانية، مضيفة أن الحكومة الأفغانية لن تقبل أي نوع من المساومة بهذا الخصوص، وأن الدفاع عن سيادة الدولة أولوية. كما أكدت الخارجية أن الاعتداء على الأراضي الأفغانية خط أحمر، ولن يبقى بدون عواقب وخيمة جداً، مشيرة إلى أن كل ضحايا الغارات الباكستانية هم مدنيون، ومعتبرة ذلك عملاً استفزازياً وانتهاكاً، سيكون له عواقب وتأثيرات.
من جانبه، قال الناطق باسم الحكومة المحلية في ولاية خوست (شرق) مستغفر كربز لـ”العربي الجديد”: “خلال الليلة الماضية استهدفت غارات باكستانية منزلاً في مديرية سبيره، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أطفال وإصابة خمسة أشخاص بينهم نساء”، موضحاً أن المنزل المستهدف يعود لتاجر محلي من أبناء قبيلة زدران، ولا علاقة بأي جهة سياسية أو عسكرية.
وأوضح زعيم قبلي في المنطقة يدعى محمد نبي زدران لـ”العربي الجديد” أن المنزل المستهدف هو “لحاجي محمد نعيم، المعروف بحاجي سجل، وهو تاجر محلي، يعرفه سكان القرية، كل همه التجارة والشغل، وقد أدى إلى مقتل ثلاثة من الأطفال وإصابة ثمانية آخرين، خمسة منهم إصاباتهم بليغة”. ودعا الزعيم القبلي الحكومة الأفغانية إلى الرد بشكل قوي، مشدداً على أن قبائل المنطقة تقف جنباً إلى جنب مع القوات الأفغانية للوقوف في وجه الاعتداء الباكستاني.
بدورها، أكدت الحكومة المحلية في ولاية ننغرهار (شرق) أن غارتين جويتين استهدفتا منزلاً بمديرية شينواري، مؤكدة، في بيان، أن المنزل يعود لأحد سكان المنطقة يدعى شاهسوار وهو عامل مياوم. وأكدت مصادر قبلية لـ”العربي الجديد” في وقت سابق أن الغارتين اللتين استهدفتا ننغرهار سبّبتا مقتل شخصين وإصابة أربعة آخرين بجراح.
إلى ذلك، قال عضو البرلمان السابق، عبد الناصر أصولي، في شريط مصور على حسابه بمنصة “إكس” إن “الجيش الباكستاني بكل وقاحة يشن غارات على منازل الناس ما أدى إلى مقتل وإصابة المدنيين”. وطلب أصولي من جميع الشرائح الأفغانية أن تكون صفاً واحداً في وجه ما سماه بالعدوان الباكستاني، وطلب من الحكومة الأفغانية أيضاً أن تقوم بالرد بشكل قوي جداً، وإشراك المسلحين المعارضين للجيش الباكستاني في ذلك.
وقال الإعلامي الأفغاني، ميرويس أفغان، في تسجيل على صفحته على “فيسبوك” إن “جميع الأفغان متحدون حيال هذا العدوان السافر، وإن حكومة طالبان ستقوم بالرد، لا محالة، ويكون ذلك على طريقتها الخاصة”.
وفيما لم يصدر أي تعليق رسمي من الحكومة أو الجيش الباكستاني على الغارات، ذكرت منابر إعلامية وبعض الإعلاميين الباكستانيين أن إسلام أباد “لم يكن أمامها من خيار سوى القضاء على مواقع المسلحين”، متحدثة عن أن الغارات الجوية الباكستانية استهدفت مواقع لمسلحي طالبان الباكستانية. وكان دوي انفجارات عديدة قد سمع خلال الليلة الماضية في كل من ولاية ننغرهار وكنر في شرق أفغانستان وخوست جنوبي البلاد. وأكدت مصادر قبلية حينها لـ”العربي الجديد” أن الانفجارات نجمت عن غارات جوية نفذتها طائرات مسيّرة باكستانية.
وليست هذه أول مرة تقوم بها القوات الباكستانية بتنفيذ غارات جوية داخل أفغانستان بذريعة استهداف مواقع مسلحي طالبان الباكستانية، بل سبق أن فعلت ذلك ثلاث مرات آخرها في كانون الأول/كانون الأول من العام الماضي، وأدت تلك الغارات إلى مقتل وإصابة العشرات، وكانت حكومة طالبان قد أعلنت أن الضحايا مدنيون، ولكن باكستان ذكرت أنها استهدفت مسلحي طالبان الباكستانية.