نتنياهو.. حل عسكري شامل رغم الخلافات

نتنياهو.. حل عسكري شامل رغم الخلافات

نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت تفاصيل اجتماع الكابينت الإسرائيلي الأمني والسياسي لمناقشة خطط احتلال مدينة غزة والمنطقة الوسطى بالقطاع.

ورفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وعدد من الوزراء اقتراح رئيس الأركان بقبول الصفقة الجزئية الموجودة، مع التوجه نحو حل عسكري شامل، لتتسع الاحتجاجات المطالبة بصفقة تستعيد الأسرى.

لابيد يحذر: فوز نتنياهو مجددا يعني نهاية الصهيونية وانهيار إسرائيل

لابيد يحذر: فوز نتنياهو مجددا يعني نهاية الصهيونية وانهيار إسرائيل

قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد مساء اليوم الاثنين إن فوز ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مجددا في الانتخابات”سيكون نهاية الصهيونية وانهيار إسرائيل”.

وقال لابيد في مؤتمر لحزب “يش عتيد”: “نحن أمام الفرصة الأخيرة لإنقاذ الدولة. إذا لم نتحرك الآن، فلن يتبقى شيء لإنقاذه بعد عامين، وستُغلق نافذة الفرصة”.

وشدد على ضرورة إقرار دستور لإسرائيل، إلى جانب مواجهة الفساد وتعزيز حماية الشرطة والمحاكم، مؤكدا أن هذه الخطوات باتت ملحة للحفاظ على وجود إسرائيل.

وفي وقت سابق، دعا لابيد الحكومة الإسرائيلية إلى الاعتذار عن موت الأطفال في غزة، معتبرا أن ذلك يصب في مصلحة إسرائيل الدولية. وأكد لابيد إن هناك خطة وافقت عليها حماس لكن الحكومة تتلاعب والمختطفون يموتون، رافضا اقتراح تشكيل حكومة جديدة.

وأفادت وسائل إعلام الإسرائيلية، بأن وثيقة داخلية سرية أعدها الجيش الإسرائيلي، تقر بشكل قاطع “بفشل عملية عربات جدعون”، التي بدأت في أيار الماضي في تحقيق أهدافها.

وفي كلمة له أمام البرلمان البريطاني اليوم الاثنين، أوضح وزير الخارجية البريطاني أن حكومته عازمة على المضي قدماً في الاعتراف بالدولة الفلسطينية، إذا لم تستجب إسرائيل للشروط التي وضعتها لندن.

في كلمته، أشار لامي إلى أن رئيس الوزراء كير ستارمر وضع ثلاثة شروط رئيسية: وقف إطلاق النار في غزة، واتخاذ خطوات ملموسة لإنهاء الصراع، ووقف خطط الضم في الضفة الغربية. وقال لامي: “ما زلنا على طريق الاعتراف بفلسطين”، مضيفًا أنه لن يُتخذ قرار نهائي قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في 9 أيلول.

المصدر: RT

“غزة ليست للبيع”.. الفلسطينيون يرفضون خطط التهجير

“غزة ليست للبيع”.. الفلسطينيون يرفضون خطط التهجير

رفض مسؤولان في حركة المقاومة الفلسطينية “حماس” ما يُحكى عن خطة أميركية لسيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة وإخلائه من سكانه وتحويله إلى منطقة اقتصادية وسياحية، بعد تقارير في هذا الشأن وردت في صحيفة “واشطن بوست” الأميركية.

وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية أمس الأحد، أن إدارة دونالد ترمب تدرس خطة تنص على سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة، بعد تهجير سكانه داخل القطاع وخارجه، وإعادة بنائه منتجعًا سياحيًا ومركزًا صناعيًا.

وأضافت الصحيفة، التي اطلعت على نشرة من 38 صفحة تتناول تفاصيل الخطة، أن القطاع المدمر بفعل عدوان الاحتلال الإسرائيلي “سيوضع وفق الخطة تحت وصاية الولايات المتحدة لمدة لا تقل عن عشر سنوات”.

وأفادت مصادر رفضت الكشف عن اسمها للصحيفة الأميركية، بأن إدارة ترمب تعمل على عدة خطط لم تُعتمد بعد، موضحةً أن الخطة المذكورة صُممت بناءً على فكرة الرئيس ذي الخلفية التجارية بإنشاء “مركز سياحي للشرق الأوسط”، وفق تعبيرها.

وتابعت أن من الأهداف التي صممت بناءً على رؤية ترمب المعلنة لتحويل غزة إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”، تحويل غزة إلى منتجع سياحي ومركز للتكنولوجيا المتقدمة.

“غزة ليست للبيع”

وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس باسم نعيم لوكالة فرانس برس موجّها كلامه للإدارة الأميركية، تعليقًا على الخطة المتداولة في الإعلام، “انقعوها واشربوا ماءها، كما يقول المثل الفلسطيني بالعامية”، مضيفًا “غزة ليست للبيع”.

وأضاف أن غزة “ليست مدينة على الخريطة أو جغرافيا منسية، بل هي جزء من الوطن الفلسطيني الكبير”.

وأكّد نعيم “رفض حماس ورفض شعبنا” للخطة التي تنص بحسب الصحيفة الأميركية على نقل كل سكان القطاع الفلسطيني لخارج غزة الذي يوضع تحت إشراف أميركي لمدة عشر سنوات لتحويله إلى منطقة سياحية ومركز للتكنولوجيا المتقدّمة.

الفلسطينيون يرفضون خطط التهجير

وقال مسؤول آخر في حماس طلب عدم ذكر اسمه لفرانس برس، “ترفض حماس كل هذه الخطط التي تهجّر أبناء شعبنا وتبقي المحتل على أرضنا. إنها خطط بدون قيمة وظالمة”.

وأضاف أن حماس “لم تتلقَّ أي شيء رسمي بشأن مثل هذه الخطط. سمعنا عنها في وسائل إعلام”.

وفي غزة، قال قاسم حبيب (37 عامًا) إنه سمع بالخطة من وسائل إعلام فلسطينية.

وأضاف النازح من حي الزيتون في جنوب شرق مدينة غزة والمقيم حاليًا في خيمة في حي الرمال في غرب المدينة، إنه “كلام فارغ، يكذبون علينا”.

وأضاف “إذا أرادت الولايات المتحدة مساعدة غزة، فالطريق معروفة، ليضغطوا على بنيامين نتنياهو كي يوقف الحرب والقتل”.

وقال وائل عزام (60 عامًا) من منطقة المواصي المجاورة لخانيونس في جنوب القطاع، “هل يقبل ترمب أن يُنقل من منزله ومدينته؟ (…) هنا ولدنا وترعرعنا”.

يشار إلى أن مجلس الوزراء الأمني والسياسي الإسرائيلي (الكابينت) ناقش خطط احتلال مدينة غزة، حيث تجنب مناقشة ملف صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس. 

وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي رفض مقترحًا تقدم به وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير للتصويت على قرار يمنع صفقة جزئية مع حماس لوقف الحرب على غزة، قائلًا: إن “هذا ليس مطروحًا على الطاولة”. 

أبو عبيدة “يميط اللثام” أخيرًا عن وجهه.. هل التحق بالضيف والسنوار؟

أبو عبيدة “يميط اللثام” أخيرًا عن وجهه.. هل التحق بالضيف والسنوار؟

“دماء القادة ليست بأغلى من دماء أي طفل فلسطيني على هذه الأرض”.

هذا ما شدّد عليه أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عندما أعلن استشهاد القائد العسكري الأعلى لكتائب القسام محمد الضيف في الثلاثين من كانون الثاني/ كانون الثاني الماضي، بعد أكثر من أربعة أشهر على إعلان إسرائيل اغتياله.

وصف أبو عبيدة الضيف وستة من رفاقه الذين استشهدوا معه، بأنهم “استشهدوا مقبلين غير مدبرين، في خضم معركة طوفان الأقصى، بين غرف عمليات القيادة أو في الاشتباك المباشر مع قوات العدو في الميدان”.

وبعد نحو تسعة أشهر من نعيه الضيف، تشير بعض التقارير إلى أنّ أبو عبيدة، الذي لم يظهر طوال مسيرته إلا ملثّمًا، انضمّ إلى رفاق دربه: محمد الضيف، ويحيى السنوار، وإسماعيل هنية، وآخرين من قادة المقاومة، فضلًا عن عشرات آلاف الشهداء الفلسطينيين منذ 7 تشرين الأول/ تشرين الأول 2023.

صورة نشرتها حماس ليلة السبت لعدد من قادتها الشهداء-فيسبوك

صورة نشرتها حماس ليلة السبت لعدد من قادتها الشهداء-فيسبوك

وزعم وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس عصر الأحد اغتيال أبو عبيدة، بعد يوم كامل تضاربت فيه الأنباء بشأن مصيره، قائلًا في حسابه على منصة إكس: “تمت تصفية المتحدث باسم إرهاب حماس في غزة، أبو عبيدة”.  

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت سابق أن الجيش وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) شنا هجومًا استهدف أبو عبيدة، هذا في حين قالت القناة 14 الإسرائيلية إن أبا عبيدة كان داخل مبنى قرب مخبز في حي الرمال بمدينة غزة لحظة استهدافه.

أبو عبيدة يتوعد بأسر المزيد  

وكان جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة أكد السبت استشهاد 66 شخصًا على الأقل في ضربات إسرائيلية، طالت إحداها بناية سكنية قرب مفترق التايلندي بحي الرمال في غرب مدينة غزة. ويرجّح أن تكون البناية هي التي تواجد فيها أبو عبيدة وعدد من أفراد عائلته.

ابو عبيدة بين الشهيد اسماعيل هنية وموسى ابو مرزوق عام 2014-غيتي

أبو عبيدة بين الشهيد إسماعيل هنية وموسى أبو مرزوق عام 2014- غيتي

وجاء الهجوم بعد يوم واحد فقط من آخر تصريحات لأبي عبيدة، حين قال إن خطط إسرائيل لاحتلال غزة “ستكون وبالًا على قيادتها السياسية والعسكرية”.

وفي سلسلة تدوينات على قناته في “تلغرام” الجمعة الماضي، شدّد على أن “خطط العدو الإجرامية لاحتلال غزة سيدفع ثمنها جيش العدو من دماء جنوده، وستزيد من فرص أسر جنود جدد”. واعتبر أن نتنياهو ووزراءه قرروا “تقليص عدد الأسرى الإسرائيليين الأحياء إلى النصف، وأن تختفي معظم جثث أسراهم القتلى إلى الأبد”.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن الجمعة مدينة غزة “منطقة قتال خطيرة”، في وقت تواصل إسرائيل التهديد بشن هجوم عسكري كبير على المدينة.

الملثّم والحرب النفسية

رغم ظهوره المتكرر منذ توليه منصب الناطق باسم كتائب القسام عام 2002، بقيت شخصية أبو عبيدة غامضة، إذ لم يُعرف عنه سوى القليل. ويُعتقد أنه وُلد في مخيم جباليا في شباط/ شباط 1985، وفق مصادر في حماس، وهو حاصل على ماجستير في أصول الدين من الجامعة الإسلامية في غزة.

صورة تعود الى 2012 لابي عبيدة المعروف بالملثم-غيتي

صورة تعود إلى 2012 لأبي عبيدة المعروف بالملثم – غيتي

ووفقًا لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، نال الماجستير عام 2013 عن أطروحة بعنوان “الأرض المقدسة بين اليهودية والمسيحية والإسلام”.

وكان أبو عبيدة من أعلن، في خطاب مصوّر، عن عملية “طوفان الأقصى” في تشرين الأول/ تشرين الأول 2023، وبعدها بات يطل في عشرات الخطابات المتلفزة، والرسائل الصوتية، والبيانات الصحافية، والتغريدات.

ولا تقتصر أهميته على كونه الناطق باسم الكتائب، بل كان من قادة القسام البارزين، مقرّبًا من دائرة صنع القرار في المجلس العسكري، ومن أبرز المقربين إلى الشهيدين محمد الضيف ومحمد السنوار.

وقد لفت أبو عبيدة أنظار المؤسسات الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية عام 2006 عندما أعلن عن أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في عملية “الوهم المتبدد” شرق رفح، وهي العملية التي قُتل فيها جنديان وأصيب اثنان آخران.

ابو عبيدة اعلن اسر جلعاد شاليط عام 2006-غيتي

أبو عبيدة أعلن أسر جلعاد شاليط عام 2006 – غيتي

وتقول إسرائيل إن اسمه الحقيقي هو “حذيفة سمير عبد الله الكحلوت”، ونشرت سابقًا صورة مزعومة له، كما استهدفته مرارًا، وشنّت حربًا نفسية لا هوادة فيها لتشويه صورته، أو دفعه لإظهار هويته الحقيقية للقيام بتعقبه، لكنها فشلت في كل محاولاتها.

فقد ادّعت أنه مصاب ومختبئ أسفل مستشفى ناصر في كانون الأول/ كانون الأول 2023، وروّجت مرة أخرى مزاعم عن وجوده خارج قطاع غزة.

وقام المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، بمسعى إعلامي لتحقيق أي نصر ضد الملثّم في أعقاب هجوم طوفان الأقصى بالكشف عن صورة أبي عبيدة المعروف بالملثّم، لكن تبيّن أن الصورة المزعومة هي نفسها التي أعلن عنها الجيش الإسرائيلي عام 2014، ما أحبط محاولة أدرعي لادّعاء أي نصر، أو العثور على ما يقوده إلى شخصية أبي عبيدة الحقيقية.  

لغة رفيعة وجيش في رجل 

عرفت خطابات أبو عبيدة انتشارًا واسعًا في المنطقة، وتميّزت بلغتها العربية الرفيعة، وبنهايتها الثابتة: “وإنه لجهاد: نصر أو استشهاد”.

ومن خلالها كان أبو عبيدة ينقل الرسائل أو يسرد التفاصيل الدقيقة لآخر عمليات المقاومة، أو يحدّد المواقف من بعض الأمور السياسية التي كان أهالي غزة أو مناصرو المقاومة في المنطقة ينتظرون حسمًا فيها.

ابو عبيدة في نيويورك في ذكرى النكبة في أيار الماضي-غيتي

أبو عبيدة في نيويورك في ذكرى النكبة في أيار الماضي – غيتي

وحافظ أبو عبيدة الذي اعتبره مؤيدو المقاومة جيشًا رديفًا لا يقل ضراوة عن المقاومين في الميدان، على الوتيرة نفسها في بث روح العزيمة والثقة بالنصر في نفوس المقاومين، منذ أول خطاب مصوّر ألقاه في الثاني عشر من تشرين الأول/تشرين الأول 2023، إلى آخر خطاب مصوّر ألقاه في 18 تموز/ تموز الماضي.

وفي مقابل ذلك، كانت انتقاداته لقادة الدول العربية والإسلامية تزداد حدّة مع كل خطاب جديد، إلى أن وصلت إلى اعتبار قادة هذه الدول خصومًا أمام الله، وتحميلهم مسؤولية سقوط عشرات آلاف الشهداء نتيجة ما وصفه بخذلانهم وصمتهم على المجزرة التي تُرتكب في قطاع غزة.

وفي خطاب 12 تشرين الأول 2023، أكد أبو عبيدة أن الحركة وضعت خطة دقيقة لتنفيذ عملية “طوفان الأقصى”، وسرد مجريات الهجوم والاستعدادات التي سبقته، مشيرًا إلى أن المقاومة كانت حريصة على إخفاء النوايا والتدريبات والتحركات قبيل تنفيذ هجومها.

أما في آخر خطاب مصوّر ظهر فيه وألقاه في 18 تموز/ تموز الماضي فأكد أبو عبيدة أن المقاومة في جهوزية كاملة لمواصلة معركة استنزاف طويلة ضد الاحتلال مهما كان شكل عدوانه، وأن مجاهدي المقاومة تبايعوا “على الثبات والإثخان في العدو حتى دحر العدوان أو الشهادة”.

وقال أبو عبيدة:

سنقاتل بحجارة الأرض وبما نمتلكه من إرادة، ورجال مؤمنين يصنعون بالقليل من السلاح المعجزات الباهرة بفضل الله

وشدّد أبو عبيدة على أن إستراتيجية قيادة القسّام وقرارها في هذه المرحلة هي “تأكيد إيقاع مقتلة في جنود العدو، وتنفيذ عمليات نوعية مركزة من مسافة الصفر، والسعي لتنفيذ عمليات أسر لجنود صهاينة”.

ووجّه هجومًا شديد اللهجة لحكام الدول العربية والإسلامية، متهمًا إياهم بالخذلان، قائلًا: 

إننا نقول للتاريخ وبكل مرارة وألم وأمام كل أبناء أمتنا: يا قادة هذه الأمة الإسلامية والعربية ونخبها وأحزابها الكبيرة ويا علماءها، أنتم خصومنا أمام الله عز وجل. أنتم خصوم كل طفل يتيم وكل ثكلى وكل نازح ومشرّد وجريح ومكلوم.
إن رقابكم مثقلة بدماء عشرات الآلاف من الأبرياء الذين خُذلوا بصمتكم، وإن هذا العدو المجرم النازي لم يكن ليرتكب هذه الإبادة على مسمعكم ومرآكم إلا وقد أمن العقوبة وضمن الصمت واشترى الخذلان

ورغم إعلان إسرائيل اغتيال أبي عبيدة إلا أنه لا يتوقع أن تسارع حركة حماس إلى تأكيد النبأ أو نفيه، إذ غالبًا ما تتأخر الحركة في تأكيد استشهاد قادتها الكبار خاصة الذين يستشهدون داخل قطاع غزة، لأسباب لوجستية تتعلق بترتيبات التأكد من الاغتيال، وأسباب أخرى ذات صلة بالحرب النفسية.

لماذا تتأخر حماس بتأكيد اغتيال قادتها؟

وكانت إسرائيل أعلنت اغتيال قائد كتائب القسام محمد السنوار في غارة نفذتها في 13 أيار/ أيار الماضي قرب مستشفى غزة الأوروبي في جنوب شرق خانيونس، وأكدت عثورها على جثته في حزيران/ حزيران الماضي، إلا أن حماس لم تعلن ذلك إلا يوم السبت الماضي.

غالبا ما تتاخر حماس في تأكيد اغتيال قادتها في غزة قبل التوثق من ذلك-غيتي

غالبًا ما تتأخر حماس في تأكيد اغتيال قادتها في غزة الا بعد التوثق من ذلك – غيتي

وحدث ذلك بعد حديث نتنياهو عن استهداف أبو عبيدة، حيث نشرت كتائب القسام في وقت متأخر من مساء السبت صورًا ومقاطع مصورة للمرة الأولى لقادتها الذين اغتالتهم إسرائيل منذ 7 تشرين الأول، ومنها صور إسماعيل هنية ويحيى السنوار ومحمد الضيف ومروان عيسى.

وأكدت للمرة الأولى استشهاد محمد السنوار الذي تولى قيادة المجلس العسكري لكتائب القسام بعد اغتيال محمد الضيف.

والأمر حدث أيضًا بعد اغتيال الضيف الذي أعلن أبو عبيدة استشهاده في 30 كانون الثاني/ كانون الثاني 2025 بالإضافة إلى 6 من أعضاء المجلس العسكري لكتائب القسام، وهم نائبه مروان عيسى وغازي أبو طماعة ورائد ثابت ورافع سلامة وأحمد الغندور وأيمن نوفل، علمًا أن إسرائيل كانت قد أعلنت اغتيال الضيف في 1 آب/ آب 2024، في ضربة جوية نفذتها في تموز/ تموز الماضي على مجمع في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.

تشييع القيادي في حماس يحيى عياش 1996-غيتي

تشييع القيادي في حماس يحيى عياش 1996-غيتي

واستشهد العديد من قادة الحركة في عمليات اغتيال نفذتها إسرائيل أو اتهمت بتنفيذها، لم يكن أولهم يحيى عياش ولن يكون أبو عبيدة إذا تأكد استشهاده آخرهم، ومن أبرز عمليات ومحاولات الاغتيال: 

1996: يحيى عيّاش 

في 5 كانون الثاني/ كانون الثاني 1996، قامت إسرائيل باغتيال يحيى عيّاش، القيادي في كتائب القسام، بانفجار هاتف نقال في غزة، واتهم جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) بالضلوع في قتل عيّاش الذي كان يُعرَف بـ”المهندس”.

1997: خالد مشعل 

في 25 أيلول/ أيلول 1997، تعرّض خالد مشعل القيادي في حركة حماس، لمحاولة اغتيال في العاصمة الأردنية عمّان نفذها عملاء لجهاز الموساد الإسرائيلي عبر حقنه بالسمّ.

وإثر الهجوم عليه، دخل مشعل في غيبوبة، لكن تدخل العاهل الأردني الراحل الملك حسين في القضية أنقذ حياة مشعل، بعد اتفاق أتاح الحصول من إسرائيل على الترياق، والإفراج عن مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين، مقابل الإفراج عن عملاء الموساد الذين أوقفهم الأردن.

2002: صلاح شحادة

استشهد مؤسس الجناح العسكري لحركة حماس صلاح شحادة في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مبنى في غزة في 22 تموز/ تموز 2002، وتسبّب القصف باستشهاد 15 مدنيًا بينهم زوجة شحادة وابنته وثمانية أطفال آخرين.

2003: إسماعيل أبو شنب 

اغتيل إسماعيل أبو شنب، أحد مؤسسي حركة حماس، في استهداف صاروخي إسرائيلي لسيارته في 22 آب/ آب 2003.

2004: أحمد ياسين 

استشهد مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين بغارة نفذتها مروحية إسرائيلية فجر 22 آذار/ آذار 2004، بعيد خروجه من مسجد في غزة.

اغتالت اسرائيل الشيخ احمد ياسين عام 2004-غيتي

اغتالت اسرائيل الشيخ احمد ياسين عام 2004-غيتي

2004: الرنتيسي والشيخ خليل

بعد أقل من شهر من اغتيال الشيخ ياسين، لقي خليفته في قيادة الحركة عبد العزيز الرنتيسي المصير نفسه في ضربة إسرائيلية، وفي أيلول/ أيلول من العام ذاته، استشهد المسؤول في الحركة عز الدين الشيخ خليل بانفجار سيارة مفخخة.

2009: ريّان وصيام 

استشهد نزار ريّان، أحد أبرز القادة السياسيين والعسكريين للحركة، في الأول من كانون الثاني 2009 في غارة أثناء عملية عسكرية إسرائيلية، أودت أيضًا بحياة عشرة من أبنائه. 

وبعد 15 يومًا، اغتالت إسرائيل سعيد صيام، أحد أبرز قياديي الحركة، والذي شغل منصب وزير الداخلية بعد فوز حماس في الانتخابات التشريعية.

2010: محمود المبحوح 

عثر على محمود المبحوح، أحد المسؤولين العسكريين في حركة حماس، مقتولًا في غرفة فندق في دبي في 20 كانون الثاني/كانون الثاني 2010، واتهمت الحركة وشرطة دبي عملاء لإسرائيل بالوقوف خلف العملية باستخدام جوازات سفر أجنبية مزورة.

2012: أحمد الجعبري 

أطلقت إسرائيل عملية “عمود السحاب” ضد فصائل المقاومة في قطاع غزة بعملية اغتيال لنائب القائد العام لكتائب القسام أحمد الجعبري في 14 تشرين الثاني/ تشرين الثاني 2012، عبر قصف صاروخي استهدف سيارته.

2014: أبو شمالة والعطار وبرهوم  

أدت غارة جوية إسرائيلية في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة في 21 آب 2014، إلى اغتيال ثلاثة من القادة العسكريين لكتائب القسام، هم محمد أبو شمالة ورائد العطار ومحمد برهوم.

2024: صالح العاروري

بعد أشهر من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 تشرين الأول 2023، اغتالت إسرائيل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، في ضربة جوية استهدفت مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت في 2 كانون الثاني 2024.

2024: محمد الضيف 

في مطلع آب 2024، أعلنت إسرائيل أن ضربة جوية نفذتها في خانيونس بجنوب قطاع غزة في 13 تموز/ تموز، أدت إلى اغتيال محمد الضيف، قائد كتائب عز الدين القسام. 

 2024: إسماعيل هنية 

اغتالت إسرائيل في 31 تموز/ تموز رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في مقر إقامته في شمال طهران التي كان يزورها لحضور مراسم تنصيب الرئيس الجديد مسعود بزشكيان.

مشعل في تشييع جثمان اسماعيل هنية في الدوحة-غيتي

مشعل في تشييع جثمان اسماعيل هنية في الدوحة-غيتي

2024: يحيى السنوار 

في 17 تشرين الأول/ تشرين الأول، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل يحيى السنوار الذي خلف هنية، وتتهمه إسرائيل بأنه أحد المخططين الرئيسيين لهجوم 7 تشرين الأول.

2025 محمد السنوار 

في حزيران/ حزيران الماضي أعلن الجيش الإسرائيلي العثور على جثة القائد العسكري في كتائب القسام محمد السنوار، بعد أيام من إعلان إسرائيل أنها اغتالته في غارة جوية في القطاع في 13 أيار، مع آخرين بينهم محمد شبانة، قائد لواء رفح في كتائب القسام.

العمليات الإسرائيلية في جنين تدخل شهرها السابع وتخلف دمارا واسعا ونزوح آلاف السكان

العمليات الإسرائيلية في جنين تدخل شهرها السابع وتخلف دمارا واسعا ونزوح آلاف السكان

دخلت العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة جنين ومخيمها في الضفة الغربية شهرها السابع، حيث خلفت دمارا واسعا في البنى التحتية والمنازل وشردت آلاف الفلسطينيين.

وقال مدير العلاقات العامة في بلدية جنين بشير مطاحن إن القوات الإسرائيلية دمرت أكثر من 600 منزل بشكل كامل، وهدمت نحو 1000 وحدة سكنية جزئيا، ما أدى إلى تهجير ونزوح حوالي 22 ألف نسمة من سكان المخيم.

وأضاف مطاحن أن القوات الإسرائيلية المتواجدة في المخيم بشكل دائم تمنع دخول وخروج أي شخص، ما يعرقل جهود البلدية في حصر الأضرار بدقة، مشيرا إلى أن القوات أعادت رسم خارطة المخيم بشكل كامل من خلال إزالة عدة معالم وشق طرق وشوارع جديدة داخله.

وأوضح أن استمرار العمليات أدى إلى تفاقم أزمة النازحين، خاصة فيما يتعلق باستيعاب الطلاب في المدارس القريبة من مناطق النزوح، حيث أغلقت 8 مدارس في المخيم والمناطق المحيطة، ما سيؤدي إلى تكدس في صفوف الطلاب.

وحسب تصريحات مطاحن، تقدر الخسائر المباشرة لبلدية جنين بنحو 400 مليون دولار، في حين تتفاقم الخسائر غير المباشرة يوميا نتيجة استمرار الأزمة الاقتصادية، والتي بدأت قبل ثلاث سنوات مع تصاعد الاقتحامات الإسرائيلية التي بلغت 62 اقتحاما قبل الأحداث الأخيرة، ما انعكس على الحركة التجارية وأدى إلى إغلاق العديد من المحال التجارية وفشل مشاريع متعددة.

وأشار إلى أن الأسواق المحلية تعاني كسادا عميقا نتيجة إغلاق معبر الجلمة وتواجد الجيش الإسرائيلي بشكل يومي، إضافة إلى تدمير الشوارع الرئيسية التي تربط المدينة بالمربع التجاري والقرى المجاورة غربا وجنوبا.

وأكد أن بلدية جنين بدأت منذ ثلاثة أشهر بتنفيذ عملية تأهيل للشوارع بدعم كامل من الحكومة الفلسطينية، شملت شوارع الناصرة، حيفا، وشارع نابلس، بهدف تسهيل حركة المواطنين وإنعاش السوق التجاري.

كما تسعى البلدية لإعادة تأهيل الأحياء المتضررة، وخاصة الحي الشرقي وشارع المدارس، الذي تضرر بشكل متكرر جراء عمليات الجرافات الإسرائيلية.

ومنذ بدء العمليات على المدينة والمخيم في 21 كانون الثاني الماضي، ارتقى 40 قتيلا، إلى جانب عشرات الإصابات وعمليات الاعتقال.

المصدر: وفا