وزير إسرائيلي يعترف: نحن معزولون.. وزراء مهمشون منبوذون والحرب تسير على هذا النحو لأننا غير قادرين

وزير إسرائيلي يعترف: نحن معزولون.. وزراء مهمشون منبوذون والحرب تسير على هذا النحو لأننا غير قادرين

كشفت تسجيلات مسربة من اجتماع متوتر بين وزير التعليم الإسرائيلي، يوآف كيش، وعائلات الأسرى في غزة، عن يأس وغضب واتساع هوة الثقة بين الإسرائيليين وحكومتهم.

واعترف الوزير الإسرائيلي صراحة بـ “عزلة” الحكومة دوليا وعجزها عن إدارة الأزمة، في تصريح نادر يكشف عمق الأزمة السياسية التي تعيشها إسرائيل.

وجاء اللقاء، الذي بثت “القناة 12 العبرية” تسجيله مساء الثلاثاء، في ظل تصاعد الضغوط الدولية والعسكرية وتوسع رقعة الحرب، حيث وجه أفراد العائلات اتهامات حادة للوزير وللحكومة بـ “تعطيل الصفقات” و”التسبب بقتل أحبائهم” و”العمل بمعزل عن الواقع والمعطيات الدولية”.

وكانت الصدمة الكبرى في التسجيلات هي مدى جهل الوزير، وهو عضو في مجلس الوزراء السياسي-الأمني المصغر (الكابينت)، بتفاصيل أي خطة أو صفقة مقترحة. ردود كيش المترددة والمتكررة بـ “لا أعرف” و “لم يخبروني” رسمت صورة لحكومة مشلولة وغير منسقة.

أحد أقارب الأسرى صرخ محتجا: “أنتم أيها الوزراء، لا تعلمون شيئا عن الصفقة. هل تعلمون من أين علمت بها؟ من المسؤول الأمريكي، ماركو روبيو!”. هذه المقولة، أكثر من غيرها، تلخص فكرة العزلة: فالمعلومات التي يجب أن تأتي لوزير إسرائيلي من داخل غرفة الحرب تأتيه عبر عائلات المخطوفين الذين يتلقونها من دبلوماسيين أمريكيين رفيعي المستوى.

وأكد قريب آخر هذه الفكرة بمقولة تكاد تكون تاريخية: “أنتم مهمشون… رئيسكم يفعل ما يشاء وأنت منبوذ”، ليجيب كيش بالموافقة: “هذا صحيح، والحكومة مقسمة أيضا”.

في ذروة الجدال، وبعد اتهامه بالعزلة والتهميش، لم ينكر الوزير كيش الأمر، بل اعترف به صراحة في واحدة من أبرز لحظات التسجيل، قائلا: “هذا صحيح، نحن معزولون. أنت محق، نحن لا نختبئ”. ثم عاد ليكرر الفكرة لاحقا واصفا طريقة إدارة الحرب: “أولا، الحرب كلها تسير على هذا النحو… لأننا غير قادرين…”.

هذا الاعتراف لا يخص عزلة عن الشعب الغاضب فحسب، بل يعكس، كما ورد على لسان العائلات، عزلة دبلوماسية حيث أصبحت القنوات الأمريكية هي المصدر الوحيد للمعلومات، وعزلة داخلية في أروقة الحكومة نفسها، التي يبدو أن القرارات فيها محصورة في يد فئة ضيقة بعيدا عن الوزراء.

ولم تترك العائلات مجالا للشك في مشاعرهم. القريب الذي قال: “ستقتلونه، سترسلون جنودا لقتله بدلا من تقديم صفقة”، والآخر الذي حذر: “ستكون أيديكم ملطخة بالدماء، الجميع”، ووالدة االأسير التي هددت: “الويل لكم إن لم يكن ابني حيا غدا”، جميعها تعكس انهيارا كاملا للثقة في استراتيجية “الضغط العسكري” التي تتبناها حكومة نتنياهو.

وحسب الرواية التي سردها أحد الحضور، فإن 6 أسرى قتلوا في الأول من أيلول بسبب هذه الاستراتيجية التي فشلت في إنقاذهم، مما يغذي شعور العائلات بأن أبناءهم “سيقتلون باسم استمرار الحرب”.

وكرد فعل على هذا الشعور بالتهميش والعزلة التي تعيشها الحكومة، أعلنت العائلات عن تصعيد احتجاجي كبير في القدس اليوم الأربعاء، يشمل التجمع أمام الكنيست ونصب خيمة اعتصام أمام منزل رئيس الوزراء ومظاهرة مسائية، في رسالة واضحة أن صبرهم على حكومة “معزولة” و”مهمشة” و”غير فاعلة” قد نفد.

التسريبات لم تكن مجرد حوار عادي، بل كانت وثيقة تسقط الستار عن أزمة حكم عميقة في إسرائيل. واعتراف وزير إسرائيلي رفيع المستوى بأن حكومته “معزولة” وغير متحكمة بمفاوضات مصيرية، ليس فقط إدانة ذاتية، بل هو مؤشر خطير على حالة من الانفصام بين القيادة السياسية والإرادة الشعبية الملحة لإنهاء الأزمة، مما يدفع مصير الأسرى ومستقبل الحرب وإسرائيل إلى منطقة مجهولة قاتمة.

المصدر: القناة 12 العبرية

فشل “عربات جدعون 2”.. لماذا تخشى إسرائيل السيطرة الكاملة على غزة؟

فشل “عربات جدعون 2”.. لماذا تخشى إسرائيل السيطرة الكاملة على غزة؟

بدأت عملية عربات “جدعون 2” بجدل حول تسميتها، واستمر هذا الجدل بالتصاعد عسكريًا على الأقل، إلى حد الإقرار بفشلها بتحقيق أهدافها، بل بتوقع فشلها خلال مراحلها المقبلة أيضًا، إذا ما أصر جيش الاحتلال على تبني الآلية المتبعة ذاتها.

وهذه الآلية، وفقًا لوثيقة موقعة من العميد احتياط في جيش الاحتلال غاي حزوت، ارتكبت من خلالها إسرائيل كل خطأ ممكن في إدارة الحرب المزعومة، متخذة أساليب تتعارض مع عقيدتها العسكرية، وتجاهلت نقطة في غاية الأهمية، ألا وهي تكتيك حرب الشوارع الذي تتبناه حركة حماس.

ويشكل هذا التكتيك معضلة للجيوش النظامية، إذ يلغي أي تفوق تكنولوجي وأي تقدم للقوة النارية، كما يرهق عناصر الجيش، ويستنزف موارده، ويطيل أيضًا أمد المعركة ويقيد حرية حركة المناورة مستغلاً خفة حركة عناصره ومعرفتهم للتضاريس المكانية.

إقرار إسرائيلي بفشل عملية “عربات جدعون 2”

وأضاف العميد حزوت وفي وثيقته التي كشفت عنها صحيفة “إسرائيل هايوم”، أن آلية الجيش لم تتضمن الخطوات الأساسية اللازمة لحسم النصر، وأنها لن تتضمنها مستقبلًا في المرحلة الثانية من خطته لاحتلال مدينة غزة، وهي فرض حصار كامل، وعزل حركة حماس عن المدنيين، وتعطيل خطوط الإمداد عن الحركة والسيطرة على الأرض.

وذهب حزوت إلى أبعد من ذلك، إذ قال إن إسرائيل فعلت العكس تمامًا، فمن خلال اعتمادها منطق الردع بدلًا من الحسم والعمل في المناطق نفسها التي سبق أن ناور فيها بطء وتيرة العمليات، وتفضيلها مبدأ أمان القوات على جوهر المهمة، والقتال دون بعد زمني أو إدارة فعالة للموارد.

إلى ذلك، فإن قلب المعادلة أنهك قواتها واستنزف ذخائرها، كما أعاقت تحقيق إنجازات ملموسة أفقدها رصيدها الدولي، والأهم أن فشلها فيما سبق أعطى أفضلية لحماس المتمرسة في حرب الشوارع.

وإذ يعتقد العميد حزوت أن كل شروط البقاء والنصر توفرت لدى المقاومة، كما أقر بأن حماس لم تهزم ولن تهزم عسكريًا ولا سياسيًا، وأن تل أبيب لم تتمكن من استعادة محتجزيها.

وكانت هاتان النقطتان الهدف المعلن لبدء العملية، إذ لم تكشف وثيقة حزوت حجم الفشل عملياتيًا في ميدان المعركة فحسب، بل كشفت أيضًا عن حجم الانشقاق في الأوساط العسكرية كذلك، خصوصا مع الإشادة المنقوصة التي عبر عنها مسؤولون كبار في جيش الاحتلال، إذ لم تمنعهم تلك الإشادة من استجواب العميد، بزعم أن الوثيقة ونتائجها لم تكتب بتفويض رسمي، ولم تمثل موقف الجيش.

والأحد، اجتمع المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) لمناقشة خطة احتلال مدينة غزة التي تسمى “عربات جدعون 2″، وتأتي استكمالا لـ عربات جدعون” التي أطلقها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة بين 16 أيار/ أيار و6 آب/ آب الماضيين.

لماذا تخشى إسرائيل السيطرة الكاملة على غزة؟

وفي هذا الإطار، أكد الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، معين الطاهر، أن الفترة الأخيرة شهدت تصاعدًا في حدة الخلافات بين القيادة العسكرية الإسرائيلية من جهة، وبين كل من رئيس الأركان إيال زامير، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش من جهة أخرى، حيث وصلت هذه التوترات إلى مستوى التراشق الكلامي وارتفاع الأصوات داخل اجتماعات المجلس الوزاري الأمني المصغر.

وفي حديث للتلفزيون العربي من العاصمة الأردنية عمّان، أوضح الطاهر أن هناك تباينًا واضحًا في الرؤى بين القيادة السياسية والعسكرية بشأن طبيعة العملية العسكرية الجارية.

وأضاف أن هذه الخلافات لا تقتصر على الجانبين السياسي والعسكري، بل تمتد أيضًا إلى داخل المؤسسة العسكرية نفسها، حيث تختلف الآراء حول أهداف الحرب، وما تحقق منها، وما لم يتحقق حتى الآن.

وأشار الطاهر إلى أن زامير يدرك تمامًا أن هذه المعركة ستكلف الجيش الإسرائيلي خسائر فادحة. كما بيّن أن جيش الاحتلال، ومنذ بداية الحرب، يعتمد على أساليب الإبادة الجماعية والتدمير المنهجي، حيث يقوم بمسح المناطق واحدة تلو الأخرى، دون أن يتبع إستراتيجية السيطرة والتمركز داخل الأحياء والأزقة والشوارع.

وأضاف أن الاحتلال يدرك صعوبة تنفيذ العملية ، وأن زامير يسعى إلى فرض سياسة ردع من خلال القصف المكثف والتدمير الواسع، بهدف الضغط للوصول إلى صفقة تبادل أسرى أو دفع حركة حماس إلى الاستسلام.

في المقابل، تعتمد المقاومة على تكتيك عدم التصدي المباشر أثناء تقدم القوات، لكنها تهاجم مواقع تمركز الجيش الإسرائيلي بعد استقراره، مستخدمة الكمائن، والصواريخ، والقناصة، والعبوات الناسفة، والألغام، ضمن أشكال متعددة من القتال، وفقًا للطاهر.

“نيويويرك تايمز”: انقسام إسرائيلي بشأن إصرار نتنياهو على اتفاق شامل لإنهاء حرب غزة

“نيويويرك تايمز”: انقسام إسرائيلي بشأن إصرار نتنياهو على اتفاق شامل لإنهاء حرب غزة

تنقسم القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية بشأن إصرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على التوصل إلى اتفاق شامل لإنهاء حرب غزة، وفقاً لما نقلته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، أمس الثلاثاء، عن أربعة مسؤولين مطلعين على المداولات الداخلية.

وبينما يدعو عدد من الشخصيات القيادية في الجيش وجهاز الاستخبارات “الموساد” والحكومة إلى العودة إلى النهج التدريجي لحل النزاع، بدءاً بهدنة مؤقتة، يفضل نتنياهو ووزراء كبار آخرون الآن اتفاقاً أكثر صعوبة يهدف إلى إطلاق سراح جميع المحتجزين المتبقين دفعة واحدة وإنهاء الحرب بشروط وضعتها إسرائيل، وهي شروط رفضتها حركة حماس حتى الآن، بحسب ما ذكرت نيويورك تايمز.

ونقلت الصحيفة الأميركية عن المسؤولين الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، أن من بين المعارضين لموقف نتنياهو، رئيس أركان الجيش، إيال زامير؛ ورئيس جهاز “الموساد” ديفيد برنيع، ومستشار نتنياهو للأمن القومي تساحي هنغبي، ووزير الخارجية جدعون ساعر. ولم يُعلّق المعارضون علناً. ولم يُجب مكتب رئيس الوزراء فوراً على طلب التعليق، كما رفض الجيش الإسرائيلي التعليق.

وتحدثت الصحيفة عن وجود شكوك متزايدة في قدرة إسرائيل الآن على تحقيق ما عجزت عن تحقيقه عسكريًا خلال 22 شهراً من الحرب. ونقلت عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين أن زامير عارض في الأسابيع الأخيرة إصرار الحكومة على بسط السيطرة العسكرية الكاملة على مدينة غزة، كما أعرب عن مخاوفه بشأن إرهاق جنود الاحتياط وضعف لياقتهم البدنية، وسط تحذيرات من أن توسيع العمليات قد يعرض المحتجزين الإسرائيليين للخطر ويقتل المزيد من المدنيين الفلسطينيين. وقال أحد المسؤولين لـ”نيويورك تايمز”، إنّ زامير وخلال اجتماع مجلس الوزراء الأمني (الكابينت) ​​أول من أمس الأحد، حذّر مرة أخرى من احتلال مدينة غزة على أساس أنه قد يؤدي إلى أن يصبح الجيش مسؤولاً وحده عن إدارة غزة.

وأمس الثلاثاء، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، إنّ إسرائيل لم ترد حتى الآن على الوسطاء بشأن مقترح اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الذي وافقت عليه حركة حماس. وأوضح الأنصاري خلال مؤتمر صحافي أسبوعي في مقرّ وزارة الخارجية في الدوحة: “ليس هناك رد إسرائيلي على الوسطاء حتى الآن، وهناك اتصالات للعودة إلى المفاوضات”، التي تنصلت منها حكومة الاحتلال تماماً، قبل إعلانها عن مخطط لاحتلال مدينة غزة وتهجير سكانها لاستكمال الإبادة الجماعية.

وفي سؤال لمراسل “العربي الجديد” بشأن إمكانية طرح الوسطاء مبادرة جديدة تقوم على صفقة شاملة في ظل التعنت الإسرائيلي، قال الأنصاري إنّ هناك اتصالات تجري حالياً للوصول إلى نمذجة مختلفة للوصول إلى اتفاق، مضيفاً: “لن أخوض في تفاصيل هذه الاتصالات، لكن نحن منفتحون على جميع الحلول بكل أشكالها إذا كان من ممكن أن تصل بنا إلى اتفاق، لكن في الوقت الحالي العرض الموجود على الطاولة هو الخطة المعلن عنها سابقاً ووافقت عليها حماس، غير ذلك رسمياً ليس هناك شيء على الطاولة سوى الاتصالات وتبادل الأفكار”.

وترفض إسرائيل حتّى الساعة الردّ على مقترح اتفاق غزة الذي وافقت عليه حركة حماس، والذي يتضمّن اتفاقاً جزئياً على أساس مقترح أميركي سابق، ويقضي بهدنة لمدة 60 يوماً، تتخللها مجموعة من الإجراءات، يأتي في مقدمتها إطلاق سراح عشرة من المحتجزين الإسرائيليين الأحياء، ونحو 19 من الجثامين، في مقابل إدخال كميات كبيرة يُتَّفَق عليها من المساعدات الإنسانية إلى القطاع وتوزيعها عبر الآلية الأممية، وقال الأنصاري “لا يمكن أن يقبل المجتمع الدولي ربط القضية الإنسانية بوجود صفقة لإطلاق الأسرى”، ودعا إلى “فتح المعابر وإدخال المساعدات لغزة”، لافتاً إلى أن خطوات إسرائيل تلقى معارضة إقليمية ودولية واضحة، كما دعا المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية المجتمع الدولي إلى تشكيل موقف موحد لإيقاف إسرائيل، وقال: “لا فائدة من انتظار عملية السلام بينما لا يوجد طرف إسرائيلي يريد هذه العملية”.

عشرات الشهداء بينهم صحفي بغزة.. مصر تدعو لإلزام إسرائيل بمقترح الهدنة

عشرات الشهداء بينهم صحفي بغزة.. مصر تدعو لإلزام إسرائيل بمقترح الهدنة

أفاد مراسل التلفزيون العربي مساء الثلاثاء باستشهاد أكثر من 112 فلسطينيًا جراء استهدافات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة منذ فجر اليوم.

وترتكب إسرائيل منذ 7 تشرين الأول/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وأسفرت الإبادة، بدعم أميركي عن عشرات آلاف الشهداء والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 361 فلسطينيًا بينهم 130 طفلًا.

عشرات الشهداء في قطاع غزة

ومساء اليوم، أفاد مراسل التلفزيون العربي باستشهاد الصحفي أيمن هنية جراء قصف للاحتلال قرب المستشفى الأردني غربي مدينة غزة.

كما استشهد 4 فلسطينيين، وأصيب آخرون جراء الغارات والقصف على حي الصبرة شرقي غزة، حسبما أفاد به مراسلنا.

وأشار المراسل إلى استشهاد 4 فلسطينيين، وإصابة آخرين جراء غارة للاحتلال الإسرائيلي على مواطنين غربي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

وفي سياق متصل، نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” عن مصادر أن 36 شهيدًا وصلوا إلى مستشفى الشفاء، و5 شهداء إلى عيادة الشيخ رضوان، و13 شهيدًا إلى مستشفى الأهلي العربي “المعمداني”، و12 شهيدًا إلى مستشفى العودة، و6 شهداء إلى مستشفى شهداء الأقصى، و40 شهيدًا إلى مستشفى ناصر.

وفي مجزرة جديدة، استشهد 7 فلسطينيين برصاص الاحتلال الإسرائيلي أثناء انتظارهم المساعدة جنوب مدينة خانيونس، جنوب القطاع، كما استشهد مواطنان وأصيب آخرون باستهداف طائرات الاحتلال تجمعًا للمواطنين قرب المستشفى الأردني بحي تل الهوا، جنوب غرب مدينة غزة.

إلى ذلك، استشهد مواطن وأصيب آخرون في استهداف طائرات الاحتلال منزلًا لعائلة الطبش في منطقة أبو إسكندر بحي الشيخ رضوان.

كما استشهد مواطن وأصيب آخرون، باستهداف طائرات الاحتلال شقة سكنية جنوب الجامعة الإسلامية، جنوب غرب مدينة غزة. كما استشهد مواطن بنيران الاحتلال شرق دير البلح وسط القطاع.

مصر تدعو لإلزام إسرائيل بمقترح الهدنة 

سياسيًا، دعت مصر اليوم الثلاثاء، المجتمع الدولي وفي مقدمته الاتحاد الأوروبي إلى الضغط على إسرائيل لقبول “المقترح المطروح” لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، دون “شروط تعجيزية”.

جاء ذلك خلال لقاءين منفصلين عقدهما وزير خارجية مصر بدر عبد العاطي، مع نظيرته في سلوفينيا تانيا فايون، ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، وفق بيانين للخارجية المصرية.

والتقى عبد العاطي المسؤولين الأوروبيين في إطار زيارته إلى سلوفينيا للمشاركة بأعمال الدورة العشرين لمنتدى “بليد” الإستراتيجي، وهو منصة دولية تجمع قادة سياسيين وخبراء وممثلين عن منظمات دولية لمناقشة قضايا الأمن والسلام والتنمية بالعالم.

وقبل نحو أسبوعين، أعلنت حركة حماس موافقتها على مقترح اتفاق قدمه الوسطاء لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تجاهل المقترح ولم يرد على الوسطاء، رغم تطابقه مع آخر سبق أن وافقت عليه تل أبيب، ويمضي في خطط احتلال كامل مدينة غزة.

وأكد عبد العاطي خلال لقائه مع فايون “ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية لتحقيق وقف فوري وشامل لإطلاق النار (في غزة)، وضمان النفاذ الكامل وغير المشروط للمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية”، وفق بيان للخارجية المصرية.

وشدد على “أهمية اضطلاع المجتمع الدولي، وفي مقدمته الاتحاد الأوروبي، بمسؤولياته للضغط على إسرائيل لرفع القيود المفروضة على دخول المساعدات، والتجاوب مع المقترح المطروح لوقف إطلاق النار دون شروط تعجيزية”.

“أهمية الضغط على الجانب الإسرائيلي”

وفي لقائه مع رئيس المجلس الأوروبي، أكد عبد العاطي، بحسب بيان ثان، “أهمية الضغط على الجانب الإسرائيلي لقبول المقترح المطروح لوقف إطلاق النار ونفاذ المساعدات والتوقف عن تمسكها بشروط تعجيزية”.

وأعرب عن “التطلع لقيام الاتحاد الأوروبي باتخاذ خطوات فعالة لوضع حد للجرائم الإسرائيلية، ولدفعها للالتزام بالقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي”.

وفي وقت سابق الثلاثاء، أكد متحدث الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، بمؤتمر صحفي، أن “هناك اتصالات لمحاولة العودة للمفاوضات، لكن لا جديد، ولم ترد إسرائيل على مقترح وقف إطلاق النار حتى اللحظة ولم نر (منها) غير التصعيد والاستمرار في مساعي احتلال غزة”.

وفي اليوم ذاته، كشفت “القناة 12” العبرية عن وثيقة سرية داخلية للجيش الإسرائيلي يقر فيها بفشل عملية “عربات جدعون” في تحقيق أهدافها المعلنة، وعلى رأسها هزيمة “حماس” وإعادة الأسرى.

وفي 21 آب صدّق “الكابينت” على خطط الجيش لاحتلال مدينة غزة، التي سبق أن وافق عليها وزير الأمن يسرائيل كاتس.

“المعركة الأخيرة في غزة”.. نتنياهو في مهمة لاحتواء التململ داخل الجيش

“المعركة الأخيرة في غزة”.. نتنياهو في مهمة لاحتواء التململ داخل الجيش

أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس الأركان إيال زامير رسائل إلى جنود الاحتياط في الجيش بأنهم يدخلون معركة الحسم في غزة.

وتوعد رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير بملاحقة قادة حركة حماس في كل مكان يمكن العثور عليهم فيه، مضيفًا خلال لقاء جنود الاحتياط أن “إسرائيل تعمل في أرجاء الشرق الأوسط كافة وأن حماس لن تجد مكانًا تختبئ فيه”، حسب قوله.

“أهداف معنوية”

وأفاد مراسل التلفزيون العربي في القدس المحتلة، أحمد دراوشة، بأن نتنياهو أطلق تصريحات لجنود الاحتياط بشأن ما تسميه وسائل إعلام إسرائيلية حالة الإنهاك والتململ التي يعيشونها.

وذكر المراسل أن نتنياهو عدّد “الإنجازات” التي حققتها إسرائيل خلال العام، من العدوان على إيران، إلى العدوان على لبنان في خريف العام الماضي، إلى الحرب المتواصلة على قطاع غزة، وصولًا إلى إسقاط نظام بشار الأسد، وفق ما قاله نتنياهو.

لكنه أضاف أيضًا أن ما بدأ في غزة يجب أن ينتهي في غزة، بمعنى أن تل أبيب ماضية في عملياتها العسكرية في مدينة غزة. وقال إن كثيرًا من الأمور التي كانت إسرائيل تعتقد أنه لا يمكن تطبيقها، جرى تطبيقها في هذه الحرب.

ولفت المراسل إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلي أشار إلى ما يسميه شجاعة وبطولة الجنود الإسرائيليين في الميدان. لكن يبدو، وفق المراسل، أن الهدف الأساسي من كلام نتنياهو معنوي، وهذه المرة موجّه للجنود الإسرائيليين على ضوء الإنهاك الكبير جدًا الذي تعرض له جنود الاحتياط.

كما أشار إلى الصعوبات الاقتصادية والعائلية، وإلى التحديات التي يواجهها جهاز التعليم نتيجة استدعاء جنود الاحتياط المرة تلو الأخرى. ويبدو أنها محاولة لإقناع الجنود بأن هذه المعركة هي الأخيرة في هذه الحرب، في محاولة لتهدئتهم عبر تذكيرهم بما يسميها نتنياهو إنجازات تحققت.

في المقابل، كان رئيس أركان الجيش إيال زامير أكثر حدة عندما تحدث عن حسم المعركة في قطاع غزة وتحدث أيضًا عن القضاء على حركة حماس، وكذلك تنفيذ اغتيالات في صفوفها خارج فلسطين. وهي للمرة الثانية خلال أيام معدودة يتطرق لهذا الأمر وهذه إشارة خطيرة إلى أن إسرائيل تنوي تنفيذ اغتيالات خارج فلسطين في الفترة المقبلة ضد قيادات وكوادر، وفق تعبير زامير، في كلمته اليوم.

“احتلال في أقصر وقت ممكن”

كل هذا وإسرائيل مستمرة في التصعيد، ويترافق ذلك مع حملة دبلوماسية. وبعد نحو أسبوعين من الآن، وتحديدًا في الرابع عشر من أيلول/ أيلول، من المفترض أن يزور وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، برفقة مستشار الأمن القومي، تل أبيب لإجراء مباحثات مع المسؤولين الإسرائيليين، وقد تبدأ خلال تلك الفترة عملية إعادة احتلال مدينة غزة.