زيلينسكي يدين “هجوم روسيا العدائي” على المبنى الحكومي الرئيسي في كييف

زيلينسكي يدين “هجوم روسيا العدائي” على المبنى الحكومي الرئيسي في كييف

قالت رئيسة الوزراء الأوكرانية يوليا سفيريدينكو، إن المبنى الحكومي الرئيسي في كييف تعرّض للقصف لأول مرة منذ بدء الحرب خلال هجمات روسية.

وأضافت سفيريدينكو أن سقف المبنى وطوابقه العليا تضررت، واندلع حريق “بسبب هجوم عدائي”.

وقال مسؤولون إن أربعة أشخاص على الأقل قُتلوا في غارات جوية في أنحاء البلاد، بينهم طفل رضيع وشابة إثر قصف مبنى سكني من تسعة طوابق في منطقة سفياتوشينسكي في كييف.

وأفادت القوات الجوية الأوكرانية بإطلاق روسيا عدداً قياسياً من الطائرات المسيرة والصواريخ في أحدث هجوم ليلي، تجاوز الـ800.

  • ثلاثة أسباب وراء موقف بوتين المتشدد تجاه أوكرانيا
  • بوتين يؤكد أنه سيحقق جميع أهدافه العسكرية في أوكرانيا ويحدد شروطه للسلام

ووفقاً للقوات الجوية، أصابت تسعة صواريخ و56 طائرة مسيرة 37 موقعاً في أوكرانيا، وسقطت الأجسام التي تم اعتراضها في ثمانية مواقع.

وصرّح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن الضربات تسببت في أضرار في مدن زابوريجيا وكريفي ريه وأوديسا، بالإضافة إلى منطقتي سومي وتشيرنيهيف.

وقال زيلينسكي عبر مواقع التواصل الاجتماعي: “تحدث عمليات القتل هذه في الوقت الذي كان من الممكن أن تبدأ فيه الدبلوماسية الحقيقية منذ زمن بعيد، وهي تُعدّ جريمة متعمدة ومحاولة لإطالة أمد الحرب”، داعياً إلى حشد الإرادة السياسية العالمية لوقف الهجمات.

بدورها، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها نفذت ضربات على المجمع الصناعي العسكري والبنية التحتية للنقل في أوكرانيا، ما ألحق أضراراً بمخازن الأسلحة والمعدات العسكرية.

دخان يتصاعد فوق مباني مجلس الوزراء الأوكراني في وسط كييف، 7 أيلول/ أيلول 2025
دخان يتصاعد فوق مباني مجلس الوزراء الأوكراني في وسط كييف، 7 أيلول/ أيلول 2025

ويُعرف مبنى حكومة كييف المُستهدف أيضاً بمبنى مجلس الوزراء، إذ يضم مكاتب الوزراء الرئيسيين في أوكرانيا.

وألمح عمدة كييف، فيتالي كليتشكو، إلى احتمال أن تكون طائرة مُسيّرة قد أصابت مبنى مجلس الوزراء عن طريق الخطأ بعد اعتراضها، على الرغم من أن التفاصيل ظلت غير واضحة حتى يوم الأحد.

وكتب على تيليجرام: “في مقاطعة بيشيرسك، اندلع حريق في مبنى حكومي نتيجة إسقاط طائرة مُسيّرة”.

وأشار إلى أن هذا تطور جديد في هجمات روسيا على أوكرانيا. وحتى الآن، لم يُضرب أي مبنى حكومي، فوسط كييف محصن بشدة منذ بدء الغزو الشامل. لذا، سيُصدم الناس بذلك.

وأضاف قائلا إنها ضربة رمزية. وتُظهر بوضوح أن حديث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن استعداده للسلام مجرد استعراض. ​​فهو لا يتوقف، بل تُكثّف روسيا هجماتها.

ولم يُسمح لفريق بي بي سي بالاقتراب من مبنى مجلس الوزراء. فالمنطقة بأكملها تقع خلف نقطة تفتيش، حيث إن جميع المباني الرسمية الرئيسية موجودة هناك؛ الحكومة والبرلمان والقصر الرئاسي.

لكن في وقت سابق من يوم الأحد، شاهد الفريق عموداً كبيراً من الدخان يتصاعد في السماء من خلف ميدان الاستقلال مباشرةً.

ثم سمعوا وشاهدوا صاروخين روسيين مجنحين يتحركان بسرعة فائقة، قبل وقوع انفجار آخر.

في مجمع سكني في كييف تعرّض للقصف، كانت فالنتينا وزوجها نائمين عندما حطمت الغارة نوافذ منزلهما وغطتهما بالزجاج.

وقالت، وهي تشعر بحزن عميق لوفاة جارتها الشابة مع طفلها: “على الأقل ما زلنا على قيد الحياة”.

ويقول الناس إن العائلة كانت قد انتقلت للتو إلى الشقة، وأن زوج المرأة في المستشفى، مصاب بجروح بالغة.

وتعرّضت شقة لاعب كرة القدم الأوكراني، جورجي سوداكوف، في كييف لأضرار بالغة إثر قصف طائرة روسية مسيرة، بينما كانت زوجته وأطفاله بداخلها، وفقاً لما ذكره اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً على إنستغرام.

ويشارك سوداكوف في مهمة دولية مع منتخب أوكرانيا، لكنه نشر صوراً ومقاطع فيديو للحادث. ولم يتضح ما إذا كانت عائلة سودوكوف قد أصيبت في الهجوم.

وأفاد مسؤولون في كييف أن عدة مبانٍ سكنية متعددة الطوابق في منطقتي سفياتوشينكي ودارنيتسكي قد دُمرت جزئياً بعد ضربات مباشرة.

  • ماذا تعني الضمانات الأمنية لأوكرانيا؟
  • أين يمكن أن تنعقد قمة بوتين – زيلينسكي المحتملة؟
فالنتينا
كانت فالنتينا نائمة عندما ضربت طائرة روسية مسيرة شقتها

وفي أماكن أخرى من أوكرانيا، أصيب 17 شخصاً في غارة جوية على مدينة زابوريجيا، حيث تضررت عدة مبانٍ، بما في ذلك منازل وحضانة أطفال، وفقاً لرئيس الإدارة الإقليمية إيفان فيدوروف.

وأضاف فيدوروف أن امرأة قُتلت وفُقد رجل بعد أن أسقطت طائرة روسية قنبلة على قرية نوفوبافلوفكا خارج المدينة.

وقال زيلينسكي إن شخصاً آخر قُتل في سافونيفكا، بمنطقة سومي، وآخر في منطقة تشيرنيهيف.

وهاجمت روسيا مدينة كريفي ريه، مسقط رأس زيلينسكي في وسط أوكرانيا، حيث أُصيبت ثلاث منشآت للبنية التحتية. وتم تفعيل تحذيرات من الغارات الجوية طوال الليل في جميع مناطق البلاد.

كما شُنّت غارات جوية من أوكرانيا على روسيا. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قوات دفاعها الجوي أسقطت أو اعترضت 69 طائرة مسيرة أوكرانية في عدد من المناطق الروسية.

وصرّح حاكم منطقة بيلغورود، فياتشيسلاف غلادكوف، يوم الأحد، بمقتل ثلاثة مدنيين على الأقل وتضرر مبانٍ في المنطقة.

وقال قائد القوات الأوكرانية للطائرات المسيّرة، روبرت بروفدي، إن الطائرات المسيّرة الأوكرانية أصابت خط أنابيب النفط الروسي الرئيسي “دروجبا”. وأضاف أن محطة ضخ في منطقة بريانسك الروسية قد تعرّضت للقصف.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، رفض بوتين مقترحات غربية لنشر “قوة طمأنة” في أوكرانيا، وذلك في اليوم التالي لدخول أي اتفاق لوقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وذلك عقب قمة باريس التي هدفت إلى وضع اللمسات الأخيرة على خطط الضمانات الأمنية.

وأدان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الهجوم الذي وقع يوم الأحد على أوكرانيا، قائلاً إنه يُظهر أن “بوتين يعتقد أنه يستطيع التصرف دون عقاب” وأنه “ليس جاداّ بشأن السلام”.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن 26 دولة من حلفاء أوكرانيا التزموا رسمياً بنشر قوات “براً وبحراً وجواً” للمساعدة في توفير الأمن فور توقف القتال. ولم يُدلِ بمزيد من التفاصيل.

وقد سعى بوتين إلى سحق مبادرة الحلفاء، محذراً من أن أي قوات تُنشر في أوكرانيا ستكون “أهدافاً مشروعة”.

وشنت روسيا غزواً شاملاً لأوكرانيا في شباط/ شباط 2022، وتسيطر موسكو حالياً على حوالي 20 في المئة من الأراضي الأوكرانية، بما في ذلك شبه جزيرة القرم الجنوبية التي ضمتها روسيا بشكل غير قانوني عام 2014.

ثلاثة أسباب وراء موقف بوتين المتشدد تجاه أوكرانيا

ثلاثة أسباب وراء موقف بوتين المتشدد تجاه أوكرانيا

أحياناً، لا يتشكل الانطباع الأكبر بالكلمات.

إنما برد الفعل.

في أقصى شرق روسيا، وجّه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحذيراً للغرب، قائلاً: لا تفكروا حتى في إرسال جنود – بمن فيهم قوات حفظ السلام – إلى أوكرانيا.

قال الرئيس الروسي: “إذا ظهرت أي قوات هناك، وخاصةً الآن بينما القتال مستمر، فإننا سوف ننطلق من فرضية أنها ستكون أهدافاً مشروعة للتدمير”.

ثم جاء رد الفعل.

انفجر الحضور في المنتدى الاقتصادي في فلاديفوستوك بالتصفيق، حيث رحّب المسؤولون وقادة الأعمال الروس، على ما يبدو، بالتهديد بـ “تدمير” القوات الغربية.

بمراقبة المشهد في القاعة، وجدتُ التصفيق مخيفاً تماماً.

جاء ذلك بعد يوم واحد فقط من تعهد حلفاء أوكرانيا، ما يُسمى بتحالف الراغبين، بإنشاء “قوة طمأنة” لأوكرانيا بعد الحرب.

  • تعرف على الرد الروسي الواسع على عملية “شبكة العنكبوت” الأوكرانية
  • روسيا وأوكرانيا تتفقان على تبادل جثامين 6000 جندي
بوتين
صرح بوتين بأنه لن يلتقي زيلينسكي إلا في موسكو، وهو اقتراح رُفض خارج روسيا باعتباره غير قابل للتنفيذ

صفق الجمهور مجدداً، عندما أشار زعيم الكرملين إلى استعداده للقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ولكن على أرض روسية فقط.

قال بوتين: “أفضل مكان لذلك هو العاصمة الروسية، في مدينة الأبطال موسكو”.

خارج روسيا، قوبل اقتراح بوتين بالرفض باعتباره غير جاد، وغير قابل للتنفيذ على الإطلاق. ومجرد حالة من “الاستفزاز السياسي”.

لكنه، من نواحٍ عديدة، يُجسد موقف الكرملين الحالي من الحرب في أوكرانيا: “نعم، نريد السلام، ولكن بشروطنا فقط. هل ترفضون شروطنا؟ لا سلام إذاً”.

هذا الموقف المتصلب مدعوم بمجموعة من العوامل.

أولاً: قناعة الكرملين بأن القوات الروسية في أوكرانيا تملك زمام المبادرة في ساحة المعركة.

ثانياً: النجاح الدبلوماسي. ففي الصين هذا الأسبوع، صافح بوتين عدداً من قادة العالم وتبادل الابتسامات معهم. كان الهدف من هذه الزيارة إظهار لوجود أصدقاء أقوياء لروسيا، مثل الصين والهند وكوريا الشمالية.

ثالثاً: الولايات المتحدة. إذ دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب -الشهر الماضي- بوتين إلى ألاسكا لعقد قمة. وهكذا أشاد معلقون روس مؤيدون للكرملين بالحدث باعتباره دليلاً على فشل الجهود الغربية لعزل روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا.

ولإقناع الكرملين بإنهاء القتال، حدد ترامب سابقاً إنذارات ومواعيد نهائية، وهدد بفرض المزيد من العقوبات إذا لم تصنع روسيا السلام.

لكن ترامب لم يُنفذ تهديداته، وهذا سبب آخر للثقة الروسية.

يشيد بوتين علناً بجهود ترامب للسلام. ومع ذلك، رفض مقترحاته لوقف إطلاق النار، ولم يُبدِ أي رغبة في تقديم تنازلات بشأن الحرب في أوكرانيا.

فأين يترك ذلك آفاق السلام؟

صرح بوتين مؤخراً بأنه يرى “ضوءاً في نهاية النفق”.

لكن يبدو لي أن روسيا من جهة، وأوكرانيا وأوروبا (وإلى حد ما الولايات المتحدة) من جهة أخرى، يسيرون في أنفاق مختلفة، على طرق مختلفة، ووجهات مختلفة.

تركز أوكرانيا وأوروبا على مسار يفضي إلى إنهاء القتال، ووضع ضمانات أمنية لكييف، والتأكد من أن الجيش الأوكراني قوي بما يكفي بعد الحرب لمنع غزو آخر.

عندما يتحدث بوتين عن “ضوء في نهاية النفق”، أعتقد أنه يتخيل مساراً يؤدي إلى انتصار روسي في أوكرانيا، وعلى نطاق أوسع، إلى بناء نظام عالمي جديد يعود بالنفع على روسيا.

وبالنسبة لمسألة السلام، يصعب رؤية أين ومتى سيلتقي هذان المساران المختلفان تماماً.

بوتين يؤكد أنه سيحقق جميع أهدافه العسكرية في أوكرانيا ويحدد شروطه للسلام

بوتين يؤكد أنه سيحقق جميع أهدافه العسكرية في أوكرانيا ويحدد شروطه للسلام

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن روسيا “مستعدة” للقتال لتحقيق “جميع أهدافها”، إذا لم توافق أوكرانيا على اتفاق.

جاءت تصريحات بوتين بعد حضوره عرضاً عسكرياً ضخماً في الصين، اعتُبر تحدياً للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والنظام العالمي الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة.

حاول الرئيس الأمريكي إقناع بوتين بإنهاء الحرب، لكن الزعيم الروسي، لم يفعل ذلك حتى الآن، رغم أنه أثنى على “رغبة ترامب الصادقة”.

وعلق وزير الدفاع البريطاني جون هايلي، في حديث لبي بي سي، أثناء زيارته لكييف يوم الأربعاء، بأن ترامب “أحضر” بوتين إلى طاولة المفاوضات، ولم يستبعد مآذارة المزيد من الضغط عليه.

وقال هايلي: “إن دولاً مثل بريطانيا مستعدة لمآذارة ضغوط اقتصادية إضافية على بوتين… وتقديم مساعدات إضافية لأوكرانيا حتى تتمكن من مواصلة القتال”.

  • بوتين وكيم في الصين: بكين تكشف عن أسلحة جديدة في عرض عسكري ضخم
  • ترامب يقول إنه سيحاول إعادة أراضٍ لأوكرانيا في محادثاته مع بوتين
  • زيلينسكي يحذر من إقصاء أوكرانيا عن قمة ترامب وبوتين ويؤكد رفض التنازل عن أراضٍ لروسيا

أخرج ترامب بوتين من عزلته الدولية الشهر الماضي، عندما استضافه واجتمع معه في ولاية ألاسكا الأمريكية.

كما حاول إقناع بوتين بلقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

قال بوتين يوم الأربعاء: “لم أستبعد أبداً إمكانية عقد مثل هذا الاجتماع. ولكن هل هناك جدوى؟ لنرَ”.

وأضاف بوتين أن أي اجتماع كهذا يتطلب تحضيرات مسبقة لتحقيق نتائج، وأن زيلينسكي يمكنه دائمًا زيارة موسكو لرؤيته، وسريعا جاء الرد من وزير خارجية أوكرانيا، وقال “معروف إنها فكرة غير مقبولة”.

رسالة ترامب

الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير يتصافحان معاً
ترامب قال إنه ليس لديّه رسالة للرئيس بوتين، لأنه يعرف موقفه من الحرب في أوكرانيا

يُبرز الرئيس الأوكراني زيلينسكي رفض بوتين الاجتماع معه، كوسيلة لحث ترامب على فرض عقوبات على روسيا وتعزيز دفاعات أوكرانيا.

وكان بوتين قد شن غزواً شاملاً على جارته أوكرانيا، في شباط/شباط 2022.

وفي وقت لاحق من يوم الأربعاء، قال ترامب إن الزعيم الروسي “يعرف موقفي” بشأن إنهاء الحرب.

وقال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض، حيث كان يستضيف الرئيس البولندي المنتخب حديثاً كارول نافروتسكي: “ليس لديّ رسالة للرئيس بوتين، فهو يعرف موقفي، وسيتخذ قراراً بطريقة أو بأخرى”.

وبدا ترامب منزعجاً حين أشار مراسل في البيت الأبيض إلى أنه لم يتخذ أي إجراء ضد موسكو، وأشار فقط إلى عقوبات ثانوية فرضها ترامب على الهند لشرائها النفط الروسي.

ورد ترامب دون تفصيل: “هل تعتبرون ذلك عدم اتخاذ أي إجراء؟ كما أنني لم أُنفّذ المرحلتين الثانية والثالثة بعد”.

شروط بوتين للسلام

وفي بكين قال بوتين، رداً على سؤال للتلفزيون الروسي الرسمي حول إمكانية انتهاء الحرب في أوكرانيا قريباً: “هناك بصيص أمل في نهاية النفق”.

وأضاف بوتين: “يبدو لي إذا ساد المنطق السليم، فسيكون من الممكن الاتفاق على حل مقبول لإنهاء هذا الصراع. وإلا، فسيتعين علينا إنهاء جميع مهامنا عسكرياً”.

لكنه أكد أن روسيا لن تتخلى عن منطقة دونباس شرقي أوكرانيا، التي سيطرت عليها قواته.

وجدد الرئيس الروسي مطالبته لأوكرانيا بعدم السعي للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وكذلك وقف ما وصفه بالتمييز ضد المواطنين ذوي الأصول الروسية، وكانت هذه إحدى الذرائع التي أعلنتها روسيا لغزو أوكرانيا.

كما لمح بوتين إلى أن الضمانات الأمنية الغربية بعد اتفاق سلام مستقبلي “لن تشمل” مناطق دونباس، “التي اختار سكانها الانضمام إلى روسيا”، في إشارة إلى استفتاء أجراه لسكان المنطقة في أعقاب الضم وأثار انتقادات واسعة.

اجتماع باريس

من المقرر أن يستضيف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الخميس، اجتماعاً لما يُسمى “ائتلاف الراغبين”، وهو تجمع لحلفاء أوكرانيا.

وأفاد مصدر من مكتب ماكرون في قصر الإليزيه بأن المجموعة تسعى للحصول على دعم أمريكي لتوسيع نطاق الضمانات الأمنية التي ستقدمها لأوكرانيا، بالإضافة إلى السعي للتوصل إلى وقف لإطلاق النار من جانب روسيا.

وكان الرئيس ترامب قد حث بوتين على وقف إطلاق النار، خلال قمتهما في ألاسكا الشهر الماضي، لكنه خرج من المحادثات قائلاً إن “البحث” عن اتفاق سلام سيكون الطريق الأفضل لإنهاء الصراع.

لكن بوتين رفض الدعوات إلى هدنة، وكثّفت قواته هجماتها على المدن الأوكرانية.

وشهدت ليلة الأربعاء وحدها، إطلاق أكثر من 500 طائرة روسية مُسيّرة و24 صاروخ كروز على أوكرانيا.

وتحدث وزير الدفاع البريطاني لبي بي سي، عن أن بريطانيا وأكثر من 30 دولة أخرى سوف تسهم في “تأمين الأجواء والبحار والأراضي (الأوكرانية)”، بمجرد توقيع اتفاق سلام.

وقال جون هيلي: “عازمون في الوقت نفسه على التأكد من عدم تعريض هذا السلام للخطر بنسيان الاستعداد للحرب، ولهذا السبب نعزز المساعدات العسكرية لأوكرانيا”.

وأضاف لبي بي سي: “لهذا السبب، حوّلنا اليوم مليار جنيه إسترليني (1.24 مليار دولار) من الأصول الروسية المصادرة، ليعاد تحويلها إلى مساعدات ومعدات عسكرية لأوكرانيا. إن صح التعبير، فقد عادت أموال بوتين القذرة مع الفوائد”.