by | Aug 29, 2025 | أخبار العالم
أعقب قرار مجلس الأمن الدولي تمديد ولاية قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان (اليونيفيل) لمرة أخيرة، ردود فعل متحفظة وأخرى مؤيدة، بعد أن قضى بنهاية عمل القوة الأممية في نهاية كانون الأول/ كانون الأول 2026.
وعقب صدور القرار رحّبت به بيروت، وقالت وزارة الخارجية اللبنانية في بيان إن تمديد ولاية اليونيفيل لمدة عام، يأتي “في ظرف حساس ودقيق يمر به لبنان في ظل الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة عليه”.
الاحتلال يتهم اليونيفيل بالفشل
من جانبه، رحّب الاحتلال الإسرائيلي في بيان لوزارة خارجيته بقرار مجلس الأمن الدولي، لكن الوزارة ادعت أن قرار مجلس الأمن “بإنهاء مهمة اليونيفيل بشكل منظم وتدريجي هو القرار الصحيح الذي سيساهم في الاستقرار الإقليمي”.
وزعمت أنّ “اليونيفيل فشلت على مدار سنوات في منع التراكم العسكري المستمر لحزب الله، داخل منطقة عملياتها، كما أن تقاريرها لم تعكس الواقع على الأرض وخلقت مظهرًا زائفًا للاستقرار”.
وقالت الخارجية الإسرائيلية إن على الحكومة اللبنانية مسؤولية “اغتنام هذه الفرصة التاريخية لمآذارة سيادتها كاملة”.
فرنسا تتمسك بضرورة انسحاب إسرائيل من النقاط الحدودية
وفجر الجمعة، رحّب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من جهته بتمديد مهمة اليونيفيل حتى 2027، مشدّدًا في الوقت نفسه على ضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من نقاط حدودية لبنانية ما زالت تحتلّها.
وعقب محادثات هاتفية مع كلّ من نظيره اللبناني جوزيف عون ورئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، قال ماكرون: “لقد أشدتُ بالقرارات الشجاعة التي اتّخذتها السلطة التنفيذية اللبنانية نحو استعادة حصرية القوة. أشجّع الحكومة اللبنانية على اعتماد الخطة التي ستُعرض على مجلس الوزراء لهذا الغرض”.
وأضاف في منشور على منصة إكس، أنّ المبعوث الفرنسي الخاص إلى لبنان جان إيف لودريان “سيزور لبنان للعمل جنبًا إلى جنب مع السلطات على أولوياتنا بمجرد اعتمادها”.
وشدّد الرئيس الفرنسي على أنّ “الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من جنوب لبنان وإنهاء كل الانتهاكات للسيادة اللبنانية هما شرطان أساسيان لتنفيذ هذه الخطة”، مضيفًا: “لطالما أبدت فرنسا استعدادها لأداء دور في تسليم النقاط التي لا تزال تحتلها إسرائيل”.
وجاء القرار الدولي وسط ضغوط إسرائيلية، فمؤخرًا قالت صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية، إن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، بعث رسالة إلى نظيره الأميركي ماركو روبيو، طالبه فيها بإنهاء عمل القوة الأممية.
by | Aug 28, 2025 | أخبار العالم
يصوّت مجلس الأمن الدولي، اليوم الخميس، على مشروع قرار يمدّد لمرة أخيرة عمل قوة حفظ السلام الأممية في جنوب لبنان
(يونيفيل) تمهيدا لانسحابها. وقالت الرئاسة البنمية لمجلس الأمن الدولي، أمس الأربعاء، إنّ جلسة التصويت ستعقد اليوم الخميس بعدما أرجئت مرارا بسبب رفض الولايات المتحدة وإسرائيل صيغة مسودة القرار.
وتأسست قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) عام 1978 وتتولى تسيير دوريات على الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل. ويتم تجديد تفويض المهمة سنويا، ومن المقرر أن ينتهي أجل التفويض الحالي يوم الأحد المقبل.
وقال دبلوماسيون تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم لوكالة رويترز إنه من المقرر أن يعتمد المجلس المكون من 15 عضوا مشروع قرار فرنسيا بعد التوصل إلى حل توافقي مع الولايات المتحدة، صاحبة حق النقض (الفيتو)، التي قالت في اجتماع مغلق الأسبوع الماضي إنه يتعين تمديد مهمة يونيفيل لعام واحد فقط أخير. ويطالب مشروع القرار قوات يونيفيل “بوقف عملياتها في 31 كانون الأول/ كانون الأول 2026 والبدء اعتبارا من هذا التاريخ وفي غضون عام واحد في خفض عدد أفرادها وسحبهم بشكل منظم وآمن، بالتشاور الوثيق مع حكومة لبنان بهدف جعل حكومة لبنان المسؤول الوحيد عن الأمن في جنوب لبنان”.
وتأتي هذه التطورات بعدما التزمت السلطات اللبنانية بسحب سلاح حزب الله قبل نهاية العام الجاري في إطار تطبيق وقف إطلاق النار الذي أنهى الحرب بين إسرائيل وحزب الله. وقطعت الحكومة اللبنانية هذه التعهدات على وقع ضغوط أميركية وتخوّف من أن تنفّذ إسرائيل تهديدات بعدوان جديد ما لم يتم نزع سلاح الحزب. وتزعم تل أبيب أنه كان من المفترض أن تطبّق القوات الدولية قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بلبنان، بما في ذلك منع تسليح حزب الله بعد حرب لبنان الثانية (العدوان على لبنان عام 2006)، إلّا أنها لم تقم بذلك فعلياً.
من جهتها، تحدثت الرئاسة اللبنانية عن توافق حول تمديد مهمة يونيفيل حتى نهاية العام 2027، وقالت الرئاسة في بيان إنّ الرئيس جوزاف عون تلقى، اليوم الخميس، اتصالاً هاتفياً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تناول آخر الاتصالات الجارية للتمديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب (يونيفيل). وشكر عون الرئيس الفرنسي على “الجهد الذي بذله شخصياً ووفد بلاده في الأمم المتحدة بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة الأميركية والدول الأعضاء في مجلس الأمن، والذي أسفر عن التوافق للتمديد للقوات الدولية حتى نهاية العام 2027، على أن تكون مدة الفترة العملانية لهذه القوات سنة وأربعة أشهر، وتخصص سنة 2027 لتمكين الجنود الدوليين من مغادرة الجنوب تدريجياً حتى نهايتها”.
واعتبر عون “هذا الأمر خطوة متقدمة ستساعد الجيش اللبناني في استكمال انتشاره حتى الحدود المعترف بها دولياً، متى تحقق الانسحاب الإسرائيلي الكامل وتوقفت الأعمال العدائية، وأعيد الأسرى اللبنانيون”.
وتناول البحث أيضاً، بحسب بيان الرئاسة، الخطة التي سيضعها الجيش لتنفيذ قرار مجلس الوزراء بحصرية السلاح في يد القوى الأمنية اللبنانية وحدها، إذ اعتبر الرئيس ماكرون أنها “خطوة مهمة ينبغي أن تتسم بالدقة، ولا سيما أنها تلقى دعماً أوروبياً ودولياً واسعاً”. وتطرق الرئيسان عون وماكرون إلى التحضيرات الجارية لعقد مؤتمرين دوليين لإعادة إعمار لبنان ولدعم الجيش.
(رويترز، العربي الجديد)
by | Aug 28, 2025 | أخبار العالم
شهد جنوب لبنان اليوم الخميس تصعيداً عسكرياً إسرائيلياً جديداً مع تنفيذ جيش الاحتلال سلسلة غارات على عددٍ من البلدات والقرى الحدودية وسط تحليق مكثف لطائراته على علو منخفض في الأجواء اللبنانية. وشنّ طيران الاحتلال بعد الظهر سلسلة غارات على وادي برغز والجبور والمحمودية ومجرى الخردلي جنوبي لبنان. كذلك، ألقت طائرة إسرائيلية قنبلة صوتية على مواطن في أثناء ترميم منزله في بلدة كفركلا، ومن ثم ألقت ثلاث قنابل إضافية على عددٍ من المواطنين وسيارة رابيد وشاحنة تابعة للبلدية.
وزعم جيش الاحتلال في بيان له أن طائرات سلاح الجو التابعة له أغارت على عدة بنى تحتية ومنصّة صاروخية لحزب الله في عدة مناطق في جنوب لبنان، زاعماً أنّ وجودها في تلك المناطق يعتبر انتهاكاً للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان، ومدعياً أنه “سيواصل العمل لإزالة أي تهديد على إسرائيل”.
يأتي هذا التصعيد في وقتٍ لم تسفر الجولة الأخيرة التي قام بها الوفد الأميركي في بيروت عن أي نتائج إيجابية، بل تركت مزيداً من التعقيدات في ظلّ فرض واشنطن شروطاً إضافية على لبنان مقابل بدء انسحاب إسرائيل من النقاط التي تحتلها جنوباً على رأسها رؤية خطوات عملية على صعيد نزع سلاح حزب الله، من خلال الخطة التطبيقية المنتظر أن يقدّمها الجيش اللبناني إلى مجلس الوزراء.
وتبقى الأنظار مفتوحة على الخطة المنتظر أن يقدّمها الجيش إلى مجلس الوزراء في جلسته المرتقبة يوم 2 أيلول/ أيلول المقبل، والخطوات التي ممكن أن يتخذها حزب الله وحركة أمل مع رفضهما مقررات الحكومة اللبنانية، وتلويحهما بتنفيذ تحركات احتجاجية بوجهها، وسط مخاوف من تصعيد داخلي ربطاً بالخلافات السياسية الحادة، وكذلك خارجي مع استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان واحتمال توسع رقعتها.
ماكرون يتصل بعون: توافق على التمديد ليونيفيل في لبنان حتى 2027
من ناحية ثانية، تلقى الرئيس اللبناني جوزاف عون بعد ظهر اليوم الخميس اتصالاً هاتفياً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تناول آخر الاتصالات الجارية للتمديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب (يونيفيل). وشكر عون بحسب بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية الرئيس الفرنسي على الجهد الذي بذله شخصياً ووفد بلاده في الأمم المتحدة بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة الأميركية والدول الأعضاء في مجلس الأمن، والذي أسفر عن التوافق للتمديد للقوات الدولية “يونيفيل” حتى نهاية العام 2027، على أن تكون مدة الفترة العملانية لهذه القوات سنة وأربعة أشهر، وتخصص سنة 2027 لتمكين الجنود الدوليين من مغادرة الجنوب تدريجياً حتى نهايتها.
واعتبر عون هذا الأمر “خطوة متقدمة سوف تساعد الجيش اللبناني في استكمال انتشاره حتى الحدود المعترف بها دولياً، متى تحقق الانسحاب الإسرائيلي الكامل وتوقفت الأعمال العدائية، وأعيد الأسرى اللبنانيون”. وتناول الاتصال أيضاً الخطة التي سيضعها الجيش لتنفيذ قرار مجلس الوزراء بحصرية السلاح في يد القوى الأمنية اللبنانية وحدها، واعتبر ماكرون أنها “خطوة مهمة ينبغي أن تتسم بالدقة، ولا سيما أنها تلقى دعماً أوروبياً ودولياً واسعاً”.
وتطرق البحث بين عون وماكرون إلى التحضيرات الجارية لعقد مؤتمرين دوليين، الأول لإعادة إعمار لبنان والثاني لدعم الجيش. ولفت الرئيس الفرنسي إلى ضرورة إنجاز الإصلاحات المالية والاقتصادية المطلوبة من أجل مواكبة انعقاد هذين المؤتمرين. وشكر عون الرئيس الفرنسي على “الاهتمام الدائم بلبنان الذي يشكل ترجمة لعمق العلاقات الثنائية التي تربط بين البلدين والشعبين الصديقين”.
في سياق متصل، قال رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام إنه تلقى اتصالاً من ماكرون “جدّد لي فيه التزامه عقد مؤتمر دولي لإعادة الإعمار والتعافي الاقتصادي في لبنان كما كنّا قد اتفقنا عليه خلال زيارتي الأخيرة للإليزيه، وآخر لدعم القوات المسلحة اللبنانية. كما أعرب لي عن تأييده للقرارات التي اتخذتها الحكومة بشأن حصرية السلاح”. وشكر سلام ماكرون على “دعمه المتواصل للبنان على كافة الصعد، ولا سيما للجهود الكبيرة التي بذلتها الدبلوماسية الفرنسية لضمان التمديد لليونيفيل، كما أعلمته عن نجاح الخطوة الثانية من خطة تسلّم السلاح الفلسطيني ووضعه بعهدة الجيش اللبناني”.
هذا واستقبل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى علي الخطيب قائد “يونيفيل” الجنرال ديوداتو أبانيارا في زيارة تعارف إثر تعيينه في منصبه قبل فترة. وأكد أبانيارا “عزمه دعم الجيش اللبناني من أجل تحقيق الاستقرار في جنوب لبنان”. من جهته، قال الخطيب “نحن نقدّر تضحيات يونيفيل في ظروف صعبة خصوصاً ما تعرضت له من العدو الإسرائيلي خلال العدوان الأخير، ونشكر مساعدتكم للمدنيين في الجنوب ونقدّر موقفكم في مساعدة الجيش ومساعدة الدولة على بسط سلطتها ونؤكد استمرار هذه العلاقة والجنوبيون يقدّرون ذلك وأنتم تعرفون من يعرقل مهمتكم وهو العدو الإسرائيلي وليس اللبنانيين”.
وأضاف “كنا نأمل من الأمم المتحدة ومجلس الأمن المحافظة على مصداقيته وأن يطبق القرارات، طبعاً لا أحمّلكم المسؤولية كقوات على الأرض، ولكن أنتم شهود على العدوان حيث استبيح لبنان وتم تدمير القرى وتهجير الناس من بيوتهم وبدل أن توجّه الضغوط على العدو الإسرائيلي توجّه الضغوط اليوم على الحكومة اللبنانية لمنع الإعمار ومنع عودة الناس إلى منازلها وقراها”. وأردف “كان الأحرى بمجلس الأمن أن يصنف العدو الإسرائيلي كإرهاب، ولكن تآذار الضغوط على الدولة لسحب سلاح الناس ومنعهم من الدفاع عن أرضهم، والضغوط تآذار لنزع السلاح من دون أي ضمانات”.
وتابع الخطيب “لقد التزمنا بالقرار الدولي وانسحبت المقاومة وتسلّم الجيش اللبناني السلاح وأجبر على تدميره لأنهم يرفضون أي سلاح يهدّد إسرائيل وأنتم ترون اليوم ما يفعلونه في فلسطين، نحن حريصون على سلطة الدولة اللبنانية لكن الدولة غير قادرة على الدفاع عن أرضها ولا يسمح لها بذلك، فكيف يريدون منّا أن ننزع السلاح وهو وسيلتنا للدفاع عن أنفسنا”. وختم “إسرائيل لا تخفي نيّتها بتحقيق إسرائيل الكبرى ومن ضمن ذلك جنوب لبنان، ونحن حريصون على التعاون بين يونيفيل والجيش اللبناني لضمان الأمن في المنطقة”.
وردّ أبانيارا بالقول “سنعمل بكلّ طاقتنا لمساعدة السكان في جنوب لبنان. أعدكم بالعمل بكل ما في وسعي لمساعدة الجيش اللبناني، أنا ولدت في قرية صغيرة في إيطاليا وعندما أجول في جنوب لبنان أشعر أنني في بلدي. وكل ما ترونه مناسباً لخدمة الناس أرجو أن تتصلوا بنا وتشيروا علينا للقيام به“.
by | Aug 28, 2025 | أخبار العالم
شهد جنوب لبنان اليوم الخميس تصعيداً عسكرياً إسرائيلياً جديداً مع تنفيذ جيش الاحتلال سلسلة غارات على عددٍ من البلدات والقرى الحدودية وسط تحليق مكثف لطائراته على علو منخفض في الأجواء اللبنانية. وشنّ طيران الاحتلال بعد الظهر سلسلة غارات على وادي برغز والجبور والمحمودية ومجرى الخردلي جنوبي لبنان. كذلك، ألقت طائرة إسرائيلية قنبلة صوتية على مواطن في أثناء ترميم منزله في بلدة كفركلا، ومن ثم ألقت ثلاث قنابل إضافية على عددٍ من المواطنين وسيارة رابيد وشاحنة تابعة للبلدية.
وزعم جيش الاحتلال في بيان له أن طائرات سلاح الجو التابعة له أغارت على عدة بنى تحتية ومنصّة صاروخية لحزب الله في عدة مناطق في جنوب لبنان، زاعماً أنّ وجودها في تلك المناطق يعتبر انتهاكاً للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان، ومدعياً أنه “سيواصل العمل لإزالة أي تهديد على إسرائيل”.
يأتي هذا التصعيد في وقتٍ لم تسفر الجولة الأخيرة التي قام بها الوفد الأميركي في بيروت عن أي نتائج إيجابية، بل تركت مزيداً من التعقيدات في ظلّ فرض واشنطن شروطاً إضافية على لبنان مقابل بدء انسحاب إسرائيل من النقاط التي تحتلها جنوباً على رأسها رؤية خطوات عملية على صعيد نزع سلاح حزب الله، من خلال الخطة التطبيقية المنتظر أن يقدّمها الجيش اللبناني إلى مجلس الوزراء.
وتبقى الأنظار مفتوحة على الخطة المنتظر أن يقدّمها الجيش إلى مجلس الوزراء في جلسته المرتقبة يوم 2 أيلول/ أيلول المقبل، والخطوات التي ممكن أن يتخذها حزب الله وحركة أمل مع رفضهما مقررات الحكومة اللبنانية، وتلويحهما بتنفيذ تحركات احتجاجية بوجهها، وسط مخاوف من تصعيد داخلي ربطاً بالخلافات السياسية الحادة، وكذلك خارجي مع استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان واحتمال توسع رقعتها.
ماكرون يتصل بعون: توافق على التمديد ليونيفيل في لبنان حتى 2027
من ناحية ثانية، تلقى الرئيس اللبناني جوزاف عون بعد ظهر اليوم الخميس اتصالاً هاتفياً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تناول آخر الاتصالات الجارية للتمديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب (يونيفيل). وشكر عون بحسب بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية الرئيس الفرنسي على الجهد الذي بذله شخصياً ووفد بلاده في الأمم المتحدة بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة الأميركية والدول الأعضاء في مجلس الأمن، والذي أسفر عن التوافق للتمديد للقوات الدولية “يونيفيل” حتى نهاية العام 2027، على أن تكون مدة الفترة العملانية لهذه القوات سنة وأربعة أشهر، وتخصص سنة 2027 لتمكين الجنود الدوليين من مغادرة الجنوب تدريجياً حتى نهايتها.
واعتبر عون هذا الأمر “خطوة متقدمة سوف تساعد الجيش اللبناني في استكمال انتشاره حتى الحدود المعترف بها دولياً، متى تحقق الانسحاب الإسرائيلي الكامل وتوقفت الأعمال العدائية، وأعيد الأسرى اللبنانيون”. وتناول الاتصال أيضاً الخطة التي سيضعها الجيش لتنفيذ قرار مجلس الوزراء بحصرية السلاح في يد القوى الأمنية اللبنانية وحدها، واعتبر ماكرون أنها “خطوة مهمة ينبغي أن تتسم بالدقة، ولا سيما أنها تلقى دعماً أوروبياً ودولياً واسعاً”.
وتطرق البحث بين عون وماكرون إلى التحضيرات الجارية لعقد مؤتمرين دوليين، الأول لإعادة إعمار لبنان والثاني لدعم الجيش. ولفت الرئيس الفرنسي إلى ضرورة إنجاز الإصلاحات المالية والاقتصادية المطلوبة من أجل مواكبة انعقاد هذين المؤتمرين. وشكر عون الرئيس الفرنسي على “الاهتمام الدائم بلبنان الذي يشكل ترجمة لعمق العلاقات الثنائية التي تربط بين البلدين والشعبين الصديقين”.
في سياق متصل، قال رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام إنه تلقى اتصالاً من ماكرون “جدّد لي فيه التزامه عقد مؤتمر دولي لإعادة الإعمار والتعافي الاقتصادي في لبنان كما كنّا قد اتفقنا عليه خلال زيارتي الأخيرة للإليزيه، وآخر لدعم القوات المسلحة اللبنانية. كما أعرب لي عن تأييده للقرارات التي اتخذتها الحكومة بشأن حصرية السلاح”. وشكر سلام ماكرون على “دعمه المتواصل للبنان على كافة الصعد، ولا سيما للجهود الكبيرة التي بذلتها الدبلوماسية الفرنسية لضمان التمديد لليونيفيل، كما أعلمته عن نجاح الخطوة الثانية من خطة تسلّم السلاح الفلسطيني ووضعه بعهدة الجيش اللبناني”.
هذا واستقبل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى علي الخطيب قائد “يونيفيل” الجنرال ديوداتو أبانيارا في زيارة تعارف إثر تعيينه في منصبه قبل فترة. وأكد أبانيارا “عزمه دعم الجيش اللبناني من أجل تحقيق الاستقرار في جنوب لبنان”. من جهته، قال الخطيب “نحن نقدّر تضحيات يونيفيل في ظروف صعبة خصوصاً ما تعرضت له من العدو الإسرائيلي خلال العدوان الأخير، ونشكر مساعدتكم للمدنيين في الجنوب ونقدّر موقفكم في مساعدة الجيش ومساعدة الدولة على بسط سلطتها ونؤكد استمرار هذه العلاقة والجنوبيون يقدّرون ذلك وأنتم تعرفون من يعرقل مهمتكم وهو العدو الإسرائيلي وليس اللبنانيين”.
وأضاف “كنا نأمل من الأمم المتحدة ومجلس الأمن المحافظة على مصداقيته وأن يطبق القرارات، طبعاً لا أحمّلكم المسؤولية كقوات على الأرض، ولكن أنتم شهود على العدوان حيث استبيح لبنان وتم تدمير القرى وتهجير الناس من بيوتهم وبدل أن توجّه الضغوط على العدو الإسرائيلي توجّه الضغوط اليوم على الحكومة اللبنانية لمنع الإعمار ومنع عودة الناس إلى منازلها وقراها”. وأردف “كان الأحرى بمجلس الأمن أن يصنف العدو الإسرائيلي كإرهاب، ولكن تآذار الضغوط على الدولة لسحب سلاح الناس ومنعهم من الدفاع عن أرضهم، والضغوط تآذار لنزع السلاح من دون أي ضمانات”.
وتابع الخطيب “لقد التزمنا بالقرار الدولي وانسحبت المقاومة وتسلّم الجيش اللبناني السلاح وأجبر على تدميره لأنهم يرفضون أي سلاح يهدّد إسرائيل وأنتم ترون اليوم ما يفعلونه في فلسطين، نحن حريصون على سلطة الدولة اللبنانية لكن الدولة غير قادرة على الدفاع عن أرضها ولا يسمح لها بذلك، فكيف يريدون منّا أن ننزع السلاح وهو وسيلتنا للدفاع عن أنفسنا”. وختم “إسرائيل لا تخفي نيّتها بتحقيق إسرائيل الكبرى ومن ضمن ذلك جنوب لبنان، ونحن حريصون على التعاون بين يونيفيل والجيش اللبناني لضمان الأمن في المنطقة”.
وردّ أبانيارا بالقول “سنعمل بكلّ طاقتنا لمساعدة السكان في جنوب لبنان. أعدكم بالعمل بكل ما في وسعي لمساعدة الجيش اللبناني، أنا ولدت في قرية صغيرة في إيطاليا وعندما أجول في جنوب لبنان أشعر أنني في بلدي. وكل ما ترونه مناسباً لخدمة الناس أرجو أن تتصلوا بنا وتشيروا علينا للقيام به“.
by | Aug 28, 2025 | أخبار العالم
في كل عام، يجدد مجلس الأمن الدولي مهمة قوات حفظ السلام المؤقتة العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل)، وسط جدل دائم بين بيروت وتل أبيب بشأن طبيعة دور هذه القوات والحاجة إليها.
واليوم الخميس، يصوت مجلس الأمن للمرة الأخيرة على مشروع قرار قدمته فرنسا لتمديد مهمة القوة الأممية لمدة عام واحد بتأييد من بيروت، في ظل معارضة أميركية وإسرائيلية.
تأسيس قوات اليونيفيل في لبنان
بدأت قصة اليونيفيل في لبنان عام 1978. عندها، تأسست هذه القوة بموجب القرار الأممي 425 الداعي لانسحاب إسرائيل من جنوب لبنان.
وتركزت مهام القوة الأممية على تأكيد انسحاب القوات الإسرائيلية، وإعادة السلام والأمن الدوليين، ومساعدة حكومة لبنان على بسط سلطتها.
وبعد الانسحاب الإسرائيلي عام 2000، جرى خفض تعداد قوات اليونيفيل إلى أقل من خمسة آلاف عنصر، قبل أن تفرض حرب عام 2006 رفع العدد إلى أكثر من عشرة آلاف عنصر، وتوسيع مهامها وفق القرار الدولي رقم 1701.
ومن أبرز المهام التي أسندت إلى اليونيفيل وفق القرار، رصد وقف الأعمال العدائية، ومساعدة الجيش اللبناني على إنشاء منطقة خالية من السلاح والعناصر المسلحة.
وتنتشر قوات اليونيفيل في المنطقة الممتدة بين نهر الليطاني والحدود اللبنانية الجنوبية، وتساهم فيها 47 دولة، أبرزها فرنسا وإيطاليا وألمانيا، إضافة إلى قوة بحرية وعدد من المروحيات.
علاقة متوترة مع الاحتلال الإسرائيلي
وعلى الرغم من الدور المحوري لهذه القوة، فإن العلاقة التاريخية بينها وبين إسرائيل ظلت متوترة.
وأعاقت إسرائيل مرارًا انتشار هذه القوة ومآذارة مهامها، وصولًا إلى التشكيك في دورها وطلب إنهاء أعمالها واتهامها بالفشل في حماية “الحدود الإسرائيلية”.
وترافق التوتر مع استهدافات متكررة، أبرزها عام 1996، حين استهدفت إسرائيل مقر كتيبة دولة فيجي، التي لجأ إليها عدد من المدنيين فيما عرف يومها بمجزرة قانا.
أما لبنان، فيتمسك بقوات اليونيفيل انطلاقًا من سببين، هما: مساعدة الجيش في بسط سلطته، خصوصًا بعد الحرب الأخير، إضافة إلى الدور المهم لليونيفيل اجتماعيًا واقتصاديًا في جنوب لبنان.