إيران تربط استمرار مباحثاتها مع الوكالة الذرية بعدم تفعيل “سناب باك”

إيران تربط استمرار مباحثاتها مع الوكالة الذرية بعدم تفعيل “سناب باك”

حذّر مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون القانونية والدولية، كاظم غريب‌ آبادي، مساء اليوم الأربعاء، في مقابلة مع التلفزيون الإيراني، من أن “أي إجراء أوروبي لتفعيل آلية سناب باك سيُواجَه برد، بما في ذلك وقف التعاون القائم حالياً مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية“. وأضاف أن أوروبا إذا اختارت مسار المواجهة، فإنها “ستُقصي نفسها من الساحة الدبلوماسية مع إيران، وستجد نفسها مضطرة للإجابة حصراً في مجلس الأمن”.

وأشار غريب‌ آبادي إلى أن الجانب الأوروبي طرح، خلال اجتماع أمس الثلاثاء، فكرة تمديد العمل بالقرار 2231، مؤكداً أن “هذا الموضوع يقع ضمن صلاحيات مجلس الأمن، وقرارات المجلس ملزمة لجميع الدول”. وأوضح أنه في الاجتماع الذي عُقد أمس الثلاثاء في جنيف مع المديرين السياسيين لوزارات خارجية الدول الثلاث، فرنسا وبريطانيا وألمانيا، “بيّنا بشكل واضح أن الأوروبيين ليسوا في وضع قانوني يسمح لهم بتفعيل سناب باك، ولا توجد أي أرضية قانونية لخطوتهم، وقد شرحنا ذلك لهم تفصيلاً، رغم أنهم يملكون وجهة نظر مغايرة”.

وأكد أنّ “الأوروبيين لم ينفذوا الاتفاق النووي منذ سنوات، ومع ذلك، وبكل وقاحة وصلافة، يزعمون أنهم ما زالوا ملتزمين بتطبيقه”. وقال نائب وزير الخارجية الإيراني إن عمليات التفتيش للوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تبدأ بعد في المواقع النووية الإيرانية، مشيراً إلى أن وجود عدد محدود من مفتشي الوكالة حالياً في إيران يتم بالتنسيق القانوني، وبالحصول على التراخيص اللازمة، وذلك للإشراف على عمليات تحميل واستبدال الوقود في محطة بوشهر النووية.

كذلك، نقل التلفزيون الرسمي عن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قوله: “لم تتم حتى الآن الموافقة على النص النهائي للإطار الجديد للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وما زال تبادل وجهات النظر مستمراً”. وعلّقت طهران تعاونها مع الوكالة التابعة للأمم المتحدة لعدم إدانتها الحرب غير المسبوقة التي شنّتها إسرائيل اعتباراً من 13 حزيران/ حزيران، إذ قصفت منشآت نووية وعسكرية ومناطق سكنية، ما أدى إلى مقتل أكثر من ألف شخص.

من جانبه، صرّح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، اليوم، بأن مفتشي الوكالة قد دخلوا إيران، ويملكون حالياً إمكانية الوصول إلى محطة بوشهر. وأضاف أن مفتشي الوكالة لم يزوروا بعد مواقع فوردو وأصفهان ونطنز، مؤكداً أنه يجب استمرار الحوار للوصول إلى شروط أفضل. وشدد غروسي على ضرورة حل هذا الملف “في أسرع وقت ممكن، لأن عمليات التفتيش لا يمكن أن تقتصر على المنشآت غير المستهدفة”.

ترحيب أميركي.. مجلس الأمن يناقش قرار إعادة تفعيل العقوبات على إيران

ترحيب أميركي.. مجلس الأمن يناقش قرار إعادة تفعيل العقوبات على إيران

يعقد مجلس الأمن الدولي الجمعة اجتماعًا طارئًا مغلقًا لمناقشة قيام باريس وبرلين ولندن بتفعيل آلية إعادة فرض العقوبات على طهران على خلفية برنامجها النووي، وفق ما أفادت مصادر دبلوماسية الخميس وكالة “فرانس برس”.

وقالت المصادر: إن الاجتماع يعقد بناء على طلب فرنسا والمملكة المتحدة.

وكانت فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا قد فعلت اليوم الآلية التي تتيح إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران بسبب عدم وفائها بالتزاماتها على صعيد برنامجها النووي، وذلك في رسالة إلى مجلس الأمن.

“إعادة فرض سلسلة عقوبات”

وجاء في الرسالة أن الدول الثلاث “ترغب في إبلاغ مجلس الأمن بأنه، استنادًا إلى أدلة عملية، ترى مجموعة إي3 أن إيران لا تحترم التزاماتها” بموجب اتفاق 2015 حول برنامجها النووي، و”تلجأ تاليًا إلى الآلية المعروفة باسم آلية الزناد”، ومهلتها ثلاثون يومًا قبل إعادة فرض سلسلة من العقوبات تم تعليقها قبل عشرة أعوام.

وكان الأوروبيون يلوّحون بهذا التهديد منذ أشهر ويأتي تفعيل الآلية قبل أسابيع من انتهاء صلاحيتها وفيما الدبلوماسية في حالة جمود بعد الحرب التي شنّتها إسرائيل على إيران وضربت خلالها مع الولايات المتحدة منشآت نووية في الجمهورية الإسلامية.

ووصلت المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران إلى طريق مسدود وتراجع تعاون طهران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في حين فشلت محادثات عقدت أخيرًا بين إيران والأوروبيين في تحقيق اختراق.

وأضاف وزراء الخارجية الفرنسي جان نويل بارو والبريطاني ديفيد لامي والألماني يوهان فاديفول في الرسالة أن “مجموعة الثلاث ستستغل فترة الثلاثين يومًا بشكل كامل” لمحاولة إيجاد حل تفاوضي والنجاح في تجنب إعادة فرض العقوبات.

وأوضح بارو أن الدول الثلاث قررت تفعيل الآلية لأنه “لا ينبغي المضي قدمًا في التصعيد النووي” الإيراني.

“غير قانوني وغير ومبرر”

من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الخميس في اتصال هاتفي مع نظرائه الفرنسي والبريطاني والألماني بحسب بيان صادر عن وزارته: إن “الجمهورية الإسلامية الإيرانية سترد بشكل مناسب على هذا الإجراء غير القانوني وغير المبرر الذي اتخذته الدول الأوروبية الثلاث، بهدف حماية حقوقها ومصالحها الوطنية”.

وأكد روبيو في بيانه أن الولايات المتحدة لا تزال مستعدة للتفاعل المباشر مع إيران “للتوصل إلى حل سلمي ودائم للقضية النووية الإيرانية”.