by | Aug 29, 2025 | رياضات أخرى, رياضة
عبرت البطلة الجزائرية إيمان خليف (26 عاماً)، عن اعتزازها بالإنجاز التاريخي الذي حققته في أولمبياد باريس 2024 عندما فازت بالميدالية الذهبية لفئة أقل من 66 كيلوغراماً، مؤكدة أنها لم تفكر أبداً في التوقف عن مآذارة الملاكمة، بل زادها التتويج الأولمبي إصراراً على مواصلة المشوار، رغم ما واجهته من ضغوط وتشكيك حول جنسها، معتبرة أن قصتها تمثل دافعاً لكل النساء من أجل الصمود في وجه التمييز.
وجاءت تصريحات إيمان خليف لصحيفة لاغازيتا ديلو سبور الإيطالية، أمس الخميس، حيث قالت: “ليست لديّ أي نية للاعتزال، فالفوز بالميدالية الذهبية في أولمبياد باريس منحني طاقة إضافية لمواصلة القتال”، موضحة أنها تخطت مراحل صعبة، من بينها التنمّر والجدل، اللذان رافقا مسيرتها، وهو ما جعلها أكثر عزيمة. وأضافت أن أهدافها الرياضية اتسعت بعد التتويج، إذ تسعى إلى ميدالية أخرى، وإلى المساهمة في فتح المجال أمام النساء لمآذارة الرياضة بحرية أكبر.
وواصلت إيمان خليف قائلة: “الفوز بالذهب لحظة ستبقى معي إلى الأبد”، مشيرة إلى أن قيمة هذا التتويج تكمن في حجم التضحيات والعمل الشاق الذي بذلته طوال سنوات، وأوضحت أن الوصول إلى منصة التتويج كان محطة فارقة في مسيرتها، لا يمكن مقارنتها بأي إنجاز آخر. وواصلت حديثها عن بداياتها مع الملاكمة، موضحة أنه “لطالما أحببت كرة القدم، لكنني اكتشفت شغفي الحقيقي حين دخلت لأول مرة قاعة التدريب وصعدت على الحلبة”، معتبرة تلك اللحظة بداية فصل جديد في حياتها، وأكدت أن والدتها كانت الداعم الأول لها، بينما عارض والدها اختيارها في البداية بسبب تقاليد المجتمع، قبل أن يغيّر موقفه لاحقاً بعدما شاهد نجاحها. وأضافت خليف أنها عاشت ظروفاً صعبة في بداية مشوارها، قائلة: “كنت أقطع عشرة كيلومترات يومياً سيراً على الأقدام من أجل التدريب، ولتغطية مصاريفي اضطررت لبيع الخبز والألمنيوم والحديد في الشارع”، وأوضحت أن تلك التجارب الصعبة لم تثنها عن الاستمرار، بل زادتها إصراراً، خصوصاً في الأوقات التي راودتها فيها فكرة الاستسلام.
وشددت ابنة مدينة تيارت على أن قضيتها ساهمت في تسليط الضوء على التمييز الذي تواجهه النساء في الرياضة، وأضافت أن “التجربة أثبتت أن التمسك بالحقيقة والعمل الجاد يقودان إلى النجاح ويغيّران المشهد الرياضي نحو الأفضل”، وأردفت أنه رغم غياب التضامن من بعض منافساتها في أولمبياد باريس، فإنها تبقى منفتحة على الحوار باعتبار الرياضة جسراً للتفاهم والتقارب. وختمت إيمان خليف بقولها: “ما زال أمامنا عمل كبير لتوعية الرأي العام بهذه القضايا”، موضحة أن التغيير يحتاج وقتاً وجهداً جماعياً من الرياضيين والمؤسسات على حد سواء، قبل أن تعرب عن تفاؤلها بالألعاب الأولمبية المقبلة والمقررة في لوس أنجليس الأميركية عام 2028، معتبرة أن النقاشات التي بدأت في باريس ستترك أثراً واضحاً يساعد في خلق بيئة رياضية أكثر عدلاً وإنصافاً.