القسّام تتوعّد جنود الاحتلال.. غزة تحت القصف والحصار والتجويع

القسّام تتوعّد جنود الاحتلال.. غزة تحت القصف والحصار والتجويع

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، وسط استمرار سياسة التجويع التي يفرضها على أهالي القطاع الفلسطيني المحاصر والمدمّر.

وأفاد مراسل التلفزيون العربي باستشهاد أكثر من 70 فلسطينيًا جراء العدوان منذ فجر الجمعة، مشيرًا إلى سقوط شهداء وجرحى جراء استهداف منزلًا سكنيًا جنوب غربي مدينة غزة، حيث يكثف الاحتلال من قصفه المدفعي وغاراته الجوية. ولفت المراسل إلى أن مسيّرة إسرائيلية ألقت قنابل حارقة على منطقة أبو أسكندر شمالي مدينة غزة.

“غزة منطقة خطرة”

وكان جيش الاحتلال قد أعلن الجمعة أن مدينة غزة أصبحت منطقة خطرة خارجة من مناطق الهدن التكتيكية، مشيرًا إلى بدء ما وصفه بالعمليات التمهيدية والمراحل الأولى للهجوم على المدينة.

بدورها، حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” من أن تكثيف العملية العسكرية في مدينة غزة سيُعرّض نحو مليون شخص لخطر النزوح القسري مجددًا.

في غضون ذلك، قال الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة، إن الكتائب ستحافظ قدر استطاعتها على الأسرى الإسرائيليين، مشيرًا إلى أنهم سيوجدون مع المقاتلين في أماكن المواجهة وفي ذات ظروف المخاطرة.

وأضاف أبو عبيدة في منشور على منصة “تلغرام” أن نتنياهو ووزراءه قرروا تقليص عدد الأسرى الإسرائيليين الأحياء إلى النصف مع إخفاء معظم جثث القتلى منهم.

كما أكد أن خطط احتلال مدينة غزة ستكون وبالًا على القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية، وسيدفع ثمنها جيش الاحتلال من دماء جنوده، مبينًا أن مقاتلي القسام في حالة استنفار وجاهزية ويتمتعون بمعنويات عالية وسيقدمون نماذج فذة في البطولة والاستبسال.

وفي جنوبي قطاع غزة استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي خيام النازحين. وأظهرت مشاهد اللحظات الأولى لاشتعال النيران في خيامِ النازحين بشارع الإسطبل في مواصي مدينة خانيونس، وذلك عقب غارات جوية.

استهداف لجنود متوغلين

وانتشلت الطواقم الطبية في غزة شهيدًا وعددًا من الجرحى بعد غارة إسرائيلية استهدفت خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي غرب مدينة خانيونس. وهذا الاستهداف هو الثالث خلال ساعات لخيام النازحين في منطقة المواصي التي يُصنفها الاحتلال مناطق آمنة.

من جهة أخرى، عرضت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مشاهد من استهداف مقاتليها بقذائف الهاون تجمعات جنود الاحتلال المتوغلين في مدينة خانيونس.

كما نشرت قوات الشهيد عمر القاسم مشاهد من إعداد وتجهيز عبوات ناسفة، بالإضافة إلى استيلائها على طائرة كواد كابتر الإسرائيلية، في محور القتال بحي الزيتون شرقي مدينة غزة.

إلى ذلك، أفاد الجيش الإسرائيلي في بيان له أنه استعاد جثة أحد أسراه المحتجزين في قطاع غزة ومقتنيات أسيرٍ آخر، دون تفاصيل إضافية أخرى.

وقال الجيش: إنّ الأسير يدعى إيلان فايس كان عضوًا في لجنة الطوارئ الأمنية لكيبوتس بئيري في غلاف غزة، وقُتل خلال اشتباكات عملية 7 تشرين الأول قبل نقل جثته إلى القطاع، وفق البيانات الرسمية.

وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى انتشال جثة أسير آخر تجري عملية فحصها ولكن لم يعلن عن هويته بعد.

“استعداد لوقف عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات”

وفي سياق متصل، تستعد إسرائيل خلال الأيام القريبة لوقف عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات الإنسانية فوق مدينة غزة، وتقليص إدخال الإمدادات إلى شمال القطاع، في خطوة تهدف لإجبار مئات آلاف السكان على النزوح نحو الجنوب قبيل العملية العسكرية المرتقبة لاقتحام المدينة، وفق ما أوردته قناة “كان” العبرية الرسمية، الجمعة.

وقالت القناة: إن “القرار يستهدف إيصال رسالة إلى أكثر من 800 ألف من سكان غزة بضرورة إخلاء المدينة والتوجه جنوبًا، ضمن الإجراءات الممهدة لاحتلالها”.

ونقلت القناة عن مصدر أمني إسرائيلي زعمه أن “البنى التحتية الإنسانية في جنوب القطاع باتت جاهزة لاستقبال السكان”.

وأضافت أن التقديرات تفيد بأنّ الجيش سيبدأ بإصدار أوامر للفلسطينيين في مدينة غزة، بإخلائها، خلال قرابة أسبوع ونصف.

ووفق القناة، فإن المستوى السياسي في إسرائيل أوعز، صباح الجمعة، بوقف ما سمّاه “التهدئة التكتيكية” التي كانت تُطبّق في مدينة غزة منذ شهر، وتسمح بساعات محدودة من وقف إطلاق النار اليومي لإدخال مساعدات، وذلك بعد ضغوط وانتقادات دولية حادة حذّرت من تفاقم الجوع في القطاع.

وفي 8 آب/ آب الجاري، أقرت الحكومة الإسرائيلية خطة طرحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل تدريجيًا، بدءًا بمدينة غزة.

تُفتت البشر والحجر.. الاحتلال يعتمد على روبوتات متفجرة لتدمير غزة

تُفتت البشر والحجر.. الاحتلال يعتمد على روبوتات متفجرة لتدمير غزة

تظهر الروبوتات المتفجرة كآلات يستخدمها الاحتلال للقتل والتدمير في غزة. وهي تحمل قوة تدميرية ممتدة لعشرات الأمتار، تفتت الحجر والشجر وتذيب الأجساد.

وإضافة إلى ذلك، أفاد مراسل التلفزيون العربي، اليوم الأربعاء، باحتراق منازل استهدفها جيش الاحتلال بقنابل حارقة في حي أبو إسكندر شمالي مدينة غزة.

قوة تدميرية وانفجارات هائلة

وكما جرى طيلة فترات العدوان، ضاعفت قوات الاحتلال من استخدام آلات الإعدام في عمليات النسف والتفجير للمنازل في المناطق الشرقية والشمالية والجنوبية من مدينة غزة تمهيدًا للسيطرة النارية واحتلال المدينة المتخمة بالسكان.

وعلاوة على محاولة إثارة الرعب والخوف في صفوف الغزيين بتفجير هذه الأدوات الفتاكة بسبب قوتها التدميرية وما يرافقها من أصوات انفجارات هائلة وتصاعد ألسنة اللهب. فإن الاحتلال يسعى لتقليل الخسائر في صفوف جنوده عبر تجنب الزج بهم على الأرض وجهًا لوجه أمام المقاومة وأنفاقها وكمائنها.

والروبوت الانتحاري هو في الأصل ناقلة جند أميركية الصنع أخرجها الاحتلال عن الخدمة تمامًا عقب عدوانه على قطاع غزة عام 2014 نظرًا لقدمها وضعف تحصيناتها ليحولها الجيش مرة أخرى إلى كتل مفخخة يتم التحكم بها عن بعد في داخلها أطنان من المتفجرات.

وعادة ما يلجأ الاحتلال إلى نقلها عبر الجرافات العسكرية لتتسلل إلى الأحياء السكنية وتتفجر بعد انسحاب الجنود. وأحيانًا يتم تسييرها عمدًا فوق مسارات يشتبه بأنها مفخخة بهدف تفجيرها مسبقًا وكشفها قبل دخول القوات.

ورغم أنها تحل مكان القوة البشرية على الأرض إلا أن هذه الآليات كثيرًا ما تواجه أعطالًا فنية، ما يضطر الجنود إلى الاقتراب منها وإصلاحها يدويًا لمعالجة الخلل لتشكل خطرًا حقيقيًا على حياتهم.

وعلاوة على إلحاق أكبر قدر ممكن من الأذى للفلسطينيين، فإن تقارير إسرائيلية تحدثت أن الجيش لجأ إلى استخدام مثل هذه التقنيات عقب أزمة نقص وحدات المشاة والقذائف وقطع الغيار وتضرر سلاح المدرعات في ظل تراجع عمليات الصيانة الدورية منذ بداية العدوان على غزة.

تدمير نحو 80% من مدينة غزة

وأمام عمليات التدمير الواسعة، فقد أظهر تحليل لصور أقمار صناعية أجراه آدي بن نون، من مركز نظم المعلومات الجغرافية في الجامعة العبرية، أن 80% من مدينة غزة مدمرة بسبب الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ نحو 23 شهرًا.

وقالت “القناة 12” الإسرائيلية، الأربعاء: “وفقًا لتحليل صور الأقمار الصناعية الذي أجراه آدي بن نون من مركز نظم المعلومات الجغرافية في الجامعة العبرية، فقد دمر ما لا يقل عن 36 ألف مبنى في المدينة، أي ما يعادل 80% من إجمالي المباني التي كانت موجودة في بداية الحرب”.

وأضافت: “الدمار ليس موزعًا بالتساوي على جميع مناطق المدينة، ففي حي الشجاعية (شرق) وحي النصر (شمال) ومخيم الشاطئ (غرب) لم يبقَ سوى نسبة ضئيلة من المباني”.

وتابعت القناة: “في منطقة الدرج بوسط المدينة، لم يتبق سوى نحو 40% من المباني، وهي نسبة مرتفعة نسبيًا”.

وكان الجيش الإسرائيلي قد صادق أخيرًا على خطة لاحتلال مدينة غزة تبدأ بإخلاء سكانها إلى جنوب ووسط قطاع غزة.