في زاوية “إصدارات.. نظرة أولى” نقف على آخر ما تصدره أبرز دُور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية، ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المُترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أُولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تتضمن كتباً في الأدب، والسياسية، والتراث، وغيرها.
■■■
عن دار الساقي، صدر كتاب “أقوى من الدول: 6 مليارديرات غيّروا وجه العالم” للكاتبة والصحافية الفرنسية كريستين كيرديلان، بترجمة أنطوان سركيس. يكشف العمل كيف تحوّل ستة من كبار رجال الأعمال إلى قوة تتجاوز الحكومات وتتحكّم بمصير البشرية. فبيل غيتس يسيطر على الصحة العالمية، وإيلون ماسك يرسم ملامح الإنترنت الفضائي وفق مصالحه، ومارك زوكربيرغ يهدد الأجيال الشابة بخوارزميات منصاته. أما جيف بيزوس فيخطّط لحياة بشرية في كبسولات عملاقة، بينما يعمل لاري بيج وسيرغي برين على دمج الإنسان بالآلة في سباقٍ مع الموت.
يتناول كتاب “الاقتصاد الإبداعي والثقافة: التحديات والتحولات ومستقبل الصناعات الإبداعية”، الذي يصدر عن دار نينوى، من تأليف جون هارتلي، وين وين، وهنري سيلينغ لي، وترجمة سامي حسن عرار، مفهوم الاقتصاد الإبداعي بديلاً تنموياً يعيد الاعتبار للثقافة والمعرفة والابتكار في تشكيل المستقبل. لا يكتفي المؤلفون بعرض سرد تقليدي لمسار الصناعات الإبداعية، بل يقدمون قراءة نقدية وتطورية تعيد رسم العلاقة بين الثقافة والاقتصاد. ويطرح الكتاب مفاهيم جديدة مثل “السيميوسفير” و”الفرادة الثقافية” و”الإنتاجية الدقيقة” لفهم التحولات المعاصرة.
ضمن سلسلة “ترجمان”، صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب “ضدّ الليبرالية الرمزية: دعوة إلى علم اجتماع تحاوري”، من تأليف ساري حنفي، وترجمة ياسر الزيات. يقع الكتاب في 344 صفحة، يتضمن سبعة فصول، ويتناول كيفية تشكّل ليبرالية رمزية تنتهك مبادئ الليبرالية السياسية، مع الدعوة إلى مشروع ليبرالي تحاوري. يمزج المؤلف الفلسفة السياسية بالأخلاقية بالنقد السوسيولوجي، ليقدّم مفهوم “الليبرالية الرمزية”، مع توضيح التناقض الذي يتمثل في أفراد يتبنّون المبادئ الليبرالية الكلاسيكية ويتصرّفون بطرائق غير ليبرالية سياسياً.
عن دار أبعاد للنشر والتوزيع، صدر كتاب “الأقليات ركن يتصدع بصمت: الموحدون الدروز”، للباحث حسام نصار، وهو دراسة إنثروسوسيولوجية في الثقافة الأساسية لمعتقداتهم الدينية، وموروثاتهم الاجتماعية، وتأثيرها على سلوكهم الجمعي. يناقش فيه الباحث مفاهيم الدين والتدين، بالتركيز على البعد الاجتماعي في تشكيل الخصوصية الثقافية لهذه الجماعة، كما يدرس علاقاتها مع الجماعات الأخرى داخل التركيبة اللبنانية، ويفكك العلاقة بين الهوية الطائفية والعقيدة الدينية، ويشرح نتائج هذه العلاقة في الواقع، بأبعاده الاجتماعية والسياسية.
موسيقار وموظّف بلديّة، وعاشق للمتعة، هكذا يتمثّل المؤرّخ والملحّن والفوتوغرافي الفلسطيني واصف جوهريّة في كتاب الفرنسية من أصل إيطالي لورا أولنيتي “كنتُ ملكاً في القدس” الصادر عن أكت سود. يقدّم العمل جوهرية بوصفه شاهداً على زمن كان فيه المسيحيون واليهود والمسلمون جميعاً يلقّبون أنفسهم بـ”أهل الأرض المقدّسة”، سكان مدينة “تختلط فيها وتتناول جميع لهجات البحر المتوسط معاً”. على أوتار العود، يعيد واصف إحياء صوت القدس في العقود الأولى من القرن العشرين، بنكهاتها وألوانها الزاهية المنسية، بعيداً عن الصورة النمطية للصراع عليها.
عن دار جبرا للنشر والتوزيع، صدر كتاب “الوظائف والأثر الدلالي في النص الكنفاني” للشاعر والناقد العراقي علاء حمد. يبحث الكتاب، الواقع في 246 صفحة، بالمعنى والتأثير لواحد من أهم الكتّاب المتجذرين في الثقافة الفلسطينية: غسان كنفاني، وبالأخص أعماله الروائية، بالاعتماد على مفاهيم مثل التشريح الكتابي وتوظيف الاستعارات والمبدأ الإشاري. من إصدارات حمد النقدية: “المحسوس وثقافة المتخيل”، والكائن النصي.. اتجاهات النص الحديث، الرمزية، السريالية”، و”أمام جدلية النص.. الجدل الحجاجي، تفعيل التأويل، مبدأ السبب التفاعلي”.
“العالم عند أول ضوء: تاريخ جديد لعصر النهضة”، عنوان الكتاب الذي صدر للباحث بيرند روك عن منشورات جامعة برنستون. يُظهر المؤلف أن إعادة اكتشاف المعرفة القديمة، بما في ذلك علوم العالم العربي في العصور الوسطى، لعبت دوراً حاسماً في تشكيل بدايات الحداثة الغربية. كما يوضح أن عصر النهضة ظهر في جزء من أوروبا حين شكلت الدول والمدن المتنافسة مجتمعات منفتحة نسبياً، وجاء معظم المبدعين في ذلك العصر، من ليوناردو دافنشي ومايكل أنجلو إلى كوبرنيكوس وغاليليو، من الطبقة الوسطى، الذين رسخوا بذور التفكير النقدي والدولة الحديثة والديمقراطية.
عن دار راية للنشر والترجمة، صدرت الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر والناقد اللبناني بول شاوول. تشتمل الأعمال على المجموعات الشعرية ابتداءً من مجموعته الأولى “أيها الطاعن في الموت”، ومروراً بـ”الهواء الشاغر” و”بلا أثر يذكر”، وصولاً إلى “ذلك الجسد”، آخر أعمال الشاعر المنشورة. علماً أن شاوول عمِل في الصحافة الثقافية اللبنانية، وترجم عشرات النصوص الإبداعية لأشهر الكتّاب والشعراء من مختلف الثقافات، أوروبية وآسيوية، بالإضافة إلى إصداره عدداً من الأنطولوجيات الموسوعية، بينها “مختارات الشعر الفرنسي 1900-1985”.
اعتادت دور نشر كبرى على منح أغلفة كتبها هوية بصرية ثابتة تميزها على الرفوف. فمثلاً، اشتهرت سلسلة “بينغوين كلاسيك” بالغلاف البرتقالي والاقتباسات المميزة، بينما ميّزت سلسلة “بينغوين مودرن” ألوانها المتناسقة وتصميماتها البسيطة. في دور نشر عالمية أخرى مثل غاليمار الفرنسية أو أليانزا الإسبانية، يشكّل تصميم الغلاف جزءاً من استراتيجية تسويق متكاملة، تُنفّذ على يد فرق من المصممين والمصورين والمسوّقين، مع عناية بالخامات والألوان والنقوش البارزة، وحتى عناصر إضافية مثل شرائط تحمل اقتباسات لافتة من النقاد أو الكتّاب، سواء على الغلاف الأمامي أو الخلفي.
يؤكد هذا كلّه أنَّ غلاف الكتاب في عالم النشر ليس مجرد قشرة تحمي الصفحات، بل هو بوابة جمالية أولى تفتح شهية القارئ وتدخله في علاقة مع النص، كما أنه يبني هوية الناشر. من هذا المنطلق، يصبح السؤال عن موقع الأغلفة في النشر العربي أكثر إلحاحاً، لا سيما أن الساحة العربية لا تزال تتأرجح بين نماذج رائدة وواقع عام متباين.
في لبنان، على سبيل المثال، برزت تجارب لافتة في الاهتمام بأغلفة الكتب، إذ يُنظر إلى الكتاب منتجاً ثقافياً متكاملاً، لا مجرد وعاء للنص. هناك تعاون مع مصممين وفنانين تشكيليين، وحرص على اختيار ألوان وخطوط وأوراق تخدم روح العمل. وفي بعض الدور، نشأت مدارس بصرية واضحة المعالم، بحيث يمكن التعرف إلى هوية الدار أو كتاب المؤلف من مجرد النظر إلى الغلاف.
نشأت مدارس بصرية يمكن من خلالها التعرف إلى هوية الدار أو الكاتب
شهد الخليج محاولات مماثلة، فقد بدأ وعي دور النشر يتنامى تجاه أهمية تصميم الغلاف وتأسيس هوية بصرية مميزة للكتب. أغلفة دور مثل “كلمة” في الإمارات، و”أثر” في السعودية، و”كتارا” في قطر خير مثالٍ على ذلك، من باب التمثيل لا الحصر.
في المغرب، منذ أن أثار غلاف رواية “الخبز الحافي” الصادر عن دار الفنك، جدلاً واسعاً بسبب “الخبزة الفرنجية” التي اختيرت رمزاً للرواية على الغلاف الأمامي، صارت دور النشر تولي اهتماماً بأغلفتها، وبدأت تظهر دور جديدة تعطي هوية الكتاب البصرية اهتماماً أكبر.
لا يختلف الأمر في مصر كثيراً، سواء في القطاع العام أو الخاص، وقد تختزل الآراء المتباينة بين معجب وناقد، والتي أثارتها أغلفة أعمال محفوظ الصادرة عن دار “ديوان للنشر”، مشهد “زي الكتاب” في بلد مركزي بصناعة الكتاب العربي.
أما سورية، فلا شك أن أصحاب دور النشر يواجهون تحدياتٍ جسيمة، بين نظام سابق كان يراقب مضمون الكتب، ونظام راهن يمنع الموديل العاري. فأي أغلفة سيوافق عليها إذاً؟
قد يكون العائق الأكبر أمام كثير من دور النشر العربية، خاصة الصغيرة والمتوسطة منها، الجانب الاقتصادي. فتصميم غلاف احترافي يراعي الهوية البصرية، مع إضافة عناصر تكميلية مثل الشرائط التعريفية، يتطلب ميزانية قد تفوق إمكانات هذه الدور، خصوصاً مع ارتفاع تكاليف الطباعة والتوزيع. أمام هذا الواقع، يلجأ بعض الناشرين إلى قوالب تصميمية جاهزة أو صور مجانية، ما يقلل من فرص بروز الكتاب بصرياً وسط منافسة محتدمة.
في ظل هذا المشهد المتباين عربياً، يبقى الغلاف، في نهاية المطاف، الواجهة الأولى للكتاب ووسيلة الناشر لمخاطبة القارئ قبل الكلمات. وبين نماذج رائدة وتجارب متعثرة، لعلّ التحدي الحقيقي الذي يواجه الناشر العربي هو إدراك أهمية الغلاف والاستثمار فيه جمالياً وفكرياً.
الموت والهوية يعدّان السؤالان الأكبران اللذان لا يتوقفان عن التسلل إلى الأدب والفن عبر وعي الكاتب. ينشغل بهما، يفكر فيهما، يحاول حلّ إشكاليتهما. وربما يكون سؤال الموت هو الأهم لارتباطه بالمجهول، فلم يعد أحد من الموت ليحكي لنا عما رآه هناك في الضفة الأخرى. صادفت الموت وسؤاله في ثلاث من أحدث الروايات المصرية الصادرة جميعها العام الماضي، ما أدهشني وأوقفني للتأمل أنها لثلاثة من الكتّاب الشباب، أصدر كل منهم روايتين فحسب، حيث سيطر هاجس الموت على رواياتهم الأولى، وهم: شكري سلامة في روايته “الموت عادة يومية” (بيت الحكمة)، ومريم عبد العزيز في روايتها “هناك حيث ينتهي النهر” (الكتب خان)، ومحمد عبد الرازق وروايته “بياض على مد البصر” (دار العين).
خطوط السرد
حاول كل كاتب من الكتّاب الثلاثة تفكيك سؤال الموت ودراسة فلسفته وأثره عن قرب عبر اتباع ثلاثة خطوط سردية لا تشتبك بقدر ما تتساءل وتراقب، وتبحث وتحلل أثر الموت والفقد على حياة ومحيط تلك الشخصيات الروائية التي تتحطم قلوبها إثر ما تلاقيه.
فرواية “الموت عادة يومية” لشكري سلامة التي يستهلها باقتباس من وديع سعادة يقول: “هل كان عليك أن تتعلم كل الكلمات لتقول فقط وداعاً أيها الأصدقاء؟!”. ويفكك عبرها غموض الموت وهيبته في مونولوغ طويل يبحر في النفس ليقدم لنا رحلة بطله في نهر الموت وأراضيه المصرية، مستنداً إلى حديث عيسى بن هشام وعلاقته بالسكندري رابطاً بينهما وبين أبطال روايته الذين يعيشون الواقع الحالي.
بدأت الرحلة بفقدٍ يصل إلى الاطمئنان أو الحقيقة أو الانتماء
بينما تبدأ رواية “بياض على مد البصر” لمحمد عبد الرازق بموت فتاة صغيرة تغادر للتو طفولتها نحو المراهقة، وعند إعدادها للدفن نكتشف أنها قُتلت ولم تنتحر كما أدعى والدها. تأخذنا الأحداث في رحلة بين أفراد عائلة الطفلة لنعرف من قتلها، وهل ماتت بشكلت طبيعي بالفعل أم قتلت دفاعاً عن شرف العائلة؟ بتأمل الأحداث نرى كيف يمكن لموت فتاة صغيرة أن يشير لهشاشة المنظومة القيمية والأخلاقية لمجتمعٍ كامل.
تطرح الرواية تساؤلات عن معنى الشرف في مجتمع لا يرى الشرف سوى في ما بين ساقيْ فتاة لم تكد تفارق طفولتها، وها هي جسدٌ ميت وكيف كان موتها نفياً وتأكيداً لقيم مجتمعية راسخة.
ثلاث روايات تبحث عن العزاء (تصميم: العربي الجديد)
وتحكي رواية “هناك حيث ينتهي النهر” لمريم عبد العزيز عن سلمى، الفتاة التي مات والدها، وفجأة يقتحم حياتها مجموعة من الرجال الأشداء الذين يعرّفون أنفسهم لسلمى بأنهم أعمامها، ثم يحملون جثة أبيها ويرحلون، إلى أين يرحلون ولِمَ لَم يأخذوها معهم لدفنه؟ لا تعرف سلمى. كل ما تعرفه أنهم أخذوا أباها ليدفنوه في مسقط رأسه رشيد؛ المدينة البعيدة التي تقع على مصبّ نهر النيل عند البحر المتوسط.
في مغامرة غير محسوبة، تقرر سلمى السفر إلى رشيد للبحث عن قبر والدها، فينكشف لفتاة القاهرة عالماً مخيفاً في تلك المدينة الوادعة، وعوضاً عن قبر أبيها، تعثر على مئات القبور لآلاف الشباب الذين يختارون الهجرة عبر البحر إلى أوروبا بدلاً من وطن لا يجدون فيه موطئ قدم لهم ولأحلامهم. لم تصل سلمى إلى قبر أبيها ولم تعرف عائلتها، والموت الذي ظنته نهاية طريق كان بداية طريق آخر، لانتماء جديد، وعائلات جديدة ضمّت سلمى وأحبّتها.
بحث في مسارات مختلفة
كل من الروائيين الثلاثة خاض رحلته، التي بدأت بموتٍ وفقْد ليصل إلى الاطمئنان أو الحقيقة أو الانتماء. يبحث شكري عن مدينته التي تقبع هناك في عالم الموتى، بينما يؤرق عبد الرازق سؤال الحقيقة، في حين تبحث مريم عن العائلة والانتماء.
لماذا اختاروا الموت مدخلاً ومحركاً للأحداث؟ فيجيبني شكري سلامة بأن الفكرة لا تكمن في الموت بقدر ما تكمن في العزاء، أو الحكاية بوصفها وسيلة للتضامن، كل الشخصيات تقريباً تبرم اتفاقاً ضمنياً بينها في ثنائيات، ويكون العزاء في الحكاية (نفسها) هو بؤرة هذا التضامن. كان الموت بالنسبة له الوجه الأكثر غموضاً للحياة، حيث فقد الكثيرين في غمضة عين، ولم يعرف أيكتب المرء نفسه ويفتتها، أم يكتب عزاء لها!
أحداث في ظلال مدنٍ هامشية حيث يغدو أثر الموث أكثر تكثيفاً
من جهته، يقول محمد عبد الرازق إن فكرة الرواية بدأت معه من تساؤل عن قيمة حياة الفرد، وإمكانية امتهان كل شيء وتحقيره في سبيل سيطرة العادات والتقاليد أو السلطة بشكل ينمحي معه وجود الفرد، أو يبقى مجرد هامش تكميلي لتلك السلطة فقط.
فمحمد لديه هاجس بالموت، لا يخاف الموت، ولكن يخاف من طريقة الموت، لسهولته ومجانيته في كثير من الأحيان، فأي شخص قد يموت بشكل عبثي كأن لا قيمة له إطلاقاً. ثم يعقب أنه يخاف الموت في حادثة، أو إهمال طبي، أو مشاجرة، أو في حجز قسم الشرطة، دون اعتبار وكأنه مجرد شبح، أو رقم في إحصائيات عابرة، مجرداً من قيمته كإنسان.
خارج المتن
ما يلفت الانتباه في الروايات الثلاث أيضاً أن أحداثها تدور خارج القاهرة؛ في مدن وقرى الشمال المصري، وكأن كتابها يبحثون عن معنى الموت، بعيداً عن المتن المتعارف عليه في القاهرة باتساعها ولامحدوديتها، هناك في ظلال مدنٍ هامشية حيث يغدو أثر الموث أكثر تكثيفاً، ولصوته دوياً أعلى، حيث البلدات الصغيرة التي تتأرجح في المسافة التي تقبع بين هدوء وألفة القرى وصخب وعنف المدن.
فشكري سلامة اختار قطار شبين الكوم ومدينة أشمون مسرحاً لأحداثه، بينما لم يُسمّ محمد مدينته التي اختار أن تكون وسط أحراج دلتا النيل، فيما سافرت مريم إلى شمال الدلتا، حيث مدينة رشيد التي ينتهي عندها نهر النيل مرتمياً في أحضان البحر المتوسط.
في النهاية حصل كلّ بطل منهم على ما أراد، فيوسف بطل رواية “الموت عادة يومية” حصل على العزاء لقلبه عبر الحكاية الطويلة، حتى نزل من القطار مستعداً لاستكمال حياته، بينما هالة، الأم المكلومة بطلة رواية “بياض على مدّ البصر”، عرفت أنها قتلت ولم تنتحر، وعرفت القاتل وسبب قتل ابنتها.
وزارت سلمى، بطلة رواية “هناك حيث ينتهي النهر”، رشيد للبحث عن قبر أبيها واكتشفت أن المدينة صارت قبراً كبيراً، وشاهدت الآلاف يقذفون بأنفسهم في قبر مفتوح على الغرق علهم يظفرون بفرصة للحياة.
كيف يمكن أن يُكتب تاريخ لـ التصميم الغرافيكي العربي؟ وهل يمكن النظر إليه بوصفه تطوراً طبيعياً لتاريخ الخط والطباعة، أم إنه تجربة بصرية ذات مسار مستقل؟ بهذا السؤال ينطلق كتاب “تاريخ التصميم الغرافيكي العربي” (منشورات الجامعة الأميركية بـ القاهرة، 2025)، من تأليف بهية شهاب وهيثم نوار، في محاولة لرسم خريطة أولى لهذا الفن في العالم العربي.
يستعيد الكتاب بدايات الطباعة العربية في القرن التاسع عشر ودورها في نشر الصحافة والكتب والمجلات، باعتبارها الجذر الأول لتكوّن ثقافة بصرية حديثة. في القاهرة وبيروت خصوصاً، نشأت مطابع ساهمت في إدخال الحرف المطبوع وتطوير أشكال الحروف العربية، وهو ما انعكس لاحقاً على تصميم المجلات والجرائد. من هنا، يبدأ المؤلفان في تتبع التحولات اللاحقة التي جعلت التصميم الغرافيكي جزءاً من الذاكرة الثقافية والسياسية العربية.
في الخمسينيات والستينيات، ومع صعود الحركات القومية، برز جيل من المصممين والفنانين الذين جعلوا من الملصق والكتاب وسيلة لتجسيد القضايا الكبرى. حلمي التوني في مصر مثلاً، أعاد صياغة التراث الشعبي في تصميماته للكتب والمجلات، بينما قدّم السوري برهان كركوتلي ملصقات سياسية ثرية بالرموز البصرية. وفي فلسطين، لعبت الملصقات التي أُنتجت في المنفى دوراً محورياً في تكوين صورة بصرية للقضية الفلسطينية، حيث اجتمع الفن بالغرافيك ليصنع خطاباً مؤثراً في الوعي العربي والعالمي.
مع السبعينيات والثمانينيات، يتسع المشهد ليشمل تجارب تجريدية أكثر اقتراباً من الفن البصري، ومنها أعمال الفنان الفلسطيني كمال بلّاطه، الذي دمج الخط العربي بالتجريد الغربي ليخلق معادلة خاصة بين الهوية والحداثة، كما برز اسم حسن المسعود، الذي نقل الخط العربي إلى فضاء جديد أقرب للتصميم المعاصر، من دون أن يفقد خصوصيته الجمالية. هذه التجارب عكست بحثاً متواصلاً عن لغة بصرية تتجاوز الدعاية المباشرة، وتنفتح على إمكانات الفن.
أما الجيل الأحدث، فقد ارتبط بظهور المدارس الأكاديمية للتصميم، وصعود ثقافة الهوية البصرية والوسائط الرقمية. ومن بين الأسماء بهية شهاب، التي وظفت الخط العربي في مشاريع معاصرة، كما في مشروعها الفني “لا ولا ألف لا”، حيث يلتقي البحث التاريخي بالفعل الفني. وهيثم نوار، الذي شارك في تأليف الكتاب، وجمَع بين المآذارة والبحث الأكاديمي في تتبع أثر الغرافيتي والتصميم العربي الحديث. إلى جانبهم، ظهر جيل واسع من المصممين في الخليج والمغرب ولبنان، عملوا على تطوير الخطوط العربية الرقمية وتصميم الشعارات والهويات البصرية للشركات والمؤسسات.
لا يكتفي الكتاب بسرد الأسماء، بل يربطها بتحولات اجتماعية وسياسية أوسع، من الطباعة الأولى حتى لحظة الهوية الرقمية اليوم. إنه يضع التصميم الغرافيكي العربي في مكانه المستحق ضمن تاريخ الثقافة العربية الحديثة، بوصفه مرآة للتفاعلات بين النص والصورة، بين التراث والحداثة، وبين المحلي والعالمي.
في نيسان/نيسان 2022، دخل شخصان مكتبة جامعة تارتو في إستونيا، وطلبا الاطلاع على ثمانية كتب لفنانين من القرن التاسع عشر: الشاعر والكاتب المسرحي الروسي ألكسندر بوشكين، والكاتب الروسي الشهير من أصل أوكراني نيكولاي غوغول.
تحدث الرجلان بالروسية، مؤكدين لموظف المكتبة أن الأصغر سناً منهما يُجري بحثاً لإكمال دراسته في الولايات المتحدة.
بعد ثلاثة أشهر، لاحظ موظفو المكتبة استبدال كتابين من الكتب الثمانية بنسخ مزيفة. وكشفت سجلات المكتبة أن الكتابين الأصليين كانا قد خرجا للمرة الأخيرة بحوزة نفس الرجلين في نيسان/نيسان.
سارع أمناء المكتبة إلى فحص الكتب الستة الأخرى التي تعد من الكلاسيكيات الروسية. وبعد فحص دقيق، تبيّن أن جميعها مزيفة بطريقة متقنة، إذ كانت تبدو أصلية لوجود أختام المكتبة وأرقام الجرد عليها.
لم تكن مكتبة تارتو هي الضحية الوحيدة. فبعد أسابيع، اختفت أيضاً عشرة كتب نادرة من مكتبة جامعة تالين في العاصمة الإستونية.
سرقة نسخة نادرة من رواية لماركيز في معرض ببوغوتا
ألف ليلة وليلة: قصة الكتاب الأكثر سحرا في الشرق والغرب
على مدار 18 شهراً، سُرقت طبعات أصلية لكتب كلاسيكية روسية وغيرها من المطبوعات الأثرية باللغة الروسية من عشرات المكتبات الأوروبية في دول البلطيق وفنلندا وسويسرا وفرنسا.
في بعض الحالات، استُبدلت النسخ الأصلية بنسخ مزيفة، وفي حالات أخرى، خرجت الكتب من المكتبة ولم تعد إليها أبداً.
وفي استجابة لتلك الحوادث، أطلقت وكالة الاتحاد الأوروبي للتعاون في مجال إنفاذ القانون (يوروبول) تحقيقاً يسمى بـ”عملية بوشكين”، نسبةً إلى سرقة أعمال الكاتب المسرحي الروسي. وشارك في التحقيق أكثر من 100 ضابط، إذ قاموا بتفتيش عدد من الممتلكات في عدة دول أوروبية. وأسفرت الحملة حتى الآن عن اعتقال تسعة من المشتبه بهم، جميعهم يحملون الجنسية الجورجية.
كأس العالم 2022: لماذا اتهم مغاربة الفيفا وقطر بـ “سرقة” تراثهم؟
المُدان بيكا تسيريكيدزه، يظهر على يمين الصورة المركبة مع نيكولاي غوغول، قائلاً لبي بي سي إنه شعر وكأنه “ساحر” مع الكتب.
“الساحر مع الكتب”
كان بيكا تسيريكيدزه البالغ 48 عاماً، أول مشتبه به يُقبض عليه. حُوكم وأُدين بارتكاب ثلاث جرائم في بلدين مختلفين في نفس الوقت، لاتفيا وإستونيا، بينها سرقات من مكتبتي تارتو وتالين.
يقضي تسيريكيدزه حالياً عقوبة السجن لمدة ثلاث سنوات وثلاثة أشهر في إستونيا، حيث يُسمح للسجناء بالتحدث إلى الصحفيين.
وفي حديثه لبي بي سي قال تسيريكيدزه، إنه قرر عام 2008 الاتجار في الكتب القديمة، من خلال شرائها وترميمها وإعادة بيعها، لتوفير احتياجات أسرته.
وعن التعليم الذي تلقاه للعمل كمرمم كتب، أوضح أنه “تعلم كل شيء من خلال المآذارة”.
وشبّه نفسه بأنه مثل “ساحر” مع الكتب. مضيفاً: “بمجرد أن أُمسك الكتاب أستطيع أن أحدد فوراً قيمته والمبلغ الذي قد يدفعونه في المزاد من أجله”.
كانت أول مواجهة لتسيريكيدزه مع القانون في عام 2016 عندما أُدين في جورجيا بتهمة سرقة كتب قديمة من متحف تبليسي التاريخي. وقد اعترف بذنبه في ذلك الوقت، ليصدر ضده حكماً بالسجن مع وقف التنفيذ.
تختفي الكتب القديمة والقيّمة من مكتبات الجامعات لأن اللصوص يفترضون أنها لن تُكتشف لعدة أشهر.
“أكبر عملية سرقة منذ الحرب العالمية الثانية”
في تشرين الأول/تشرين الأول 2023، جلس زوجان شابان في قاعة المطالعة بمكتبة جامعة وارسو: ارتدى الرجل قبعة بيسبول سوداء وكانت المرأة ذات شعر أحمر.
كان يتصفحان كتباً قديمة في المكتبة، وفي لحظة ما، كان الرجل يُقبّل رفيقته على خدها. ظهر كل هذا في تسجيل من كاميرا مراقبة.
تبيّن أن الشاب هو ماتي، ابن تسيريكيدزه، أما المرأة فهي آنا غوغولادزي، زوجة ماتي.
لاحقاً قبضت الشرطة عليهما بتهمة سرقة كتب من المكتبة، تُقدر قيمتها بحوالي 100 ألف دولار، وأُدينا بالجريمة.
تمتلك جامعة وارسو مجموعة ثرية جداً من كتب ما قبل وما بعد الاتحاد السوفيتي. وكانت هذه المطبوعات قد نجت بأعجوبة من انتفاضة وارسو عام 1944، عندما احترق مبنى الجامعة نفسه.
قال البروفيسور هيرونيم غرالا، من جامعة وارسو لبي بي سي: “نحن الجيل الذي يدرك تماماً فكرة أن أحدهم حافظ على هذه الكتب من أجلنا ذات يوم”.
خلال أقل من عام، بلغ إجمالي السرقات من مكتبة الجامعة 73 نسخة نادرة، تُقدر قيمتها بنحو 600 ألف دولار. ولم يُقبض على بعض الجناة حتى الآن.
وصف البروفيسور غرالا حجم الجرائم لوسائل الإعلام، بأنها “أكبر سرقة منذ الحرب العالمية الثانية. إنها تشبه تحطيم جوهرة تاج”.
استهدف ماتي نجل تسيريكيدزه وزوجته آنا جوجولادزي، مكتبة جامعة وارسو.
لم يلاحظ موظفو المكتبة استبدال الكتب الأصلية بالمزيفة على الفور. قال البروفيسور غرالا: “إن الكتب المزيفة كانت تحمل الرمز نفسه (الكود)، وبنفس حجم النسخ الأصلية، ولم تكن هناك كتب مفقودة من على الرفوف”.
وقال البروفيسور غرالا لبي بي سي: “لا شك أن مجموعة اللصوص التي وصلت في البداية (كانت تستهدف كتباً محددة) وأعدت نفسها جيداً. ويبدو أنهم صنعوا نُسخاً عالية الجودة”.
وأشار البروفيسور غرالا إلى أن الإصلاحات المكتبية الأخيرة التي خضعت لها هذه المكتبة ربما كانت السبب في تزايد عدد السرقات، خاصة تلك المتعلقة بتخفيف قواعد الفحص للكتب النادرة والقديمة.
وتهدف هذه الإجراءات في الأصل إلى زيادة سهولة وصول القُرّاء للكتب.
طابع بريدي صغير
تقليدياً، تختم جميع المكتبات حول العالم الكتب بأختام، ويختلف حجمها وفقاً للبلد والمكتبة. فعلى سبيل المثال، تتميز روسيا بـ “ختم قوي”، كما يقول الخبير وهاوي جمع الكتب النادرة، بيوتر دروزينين.
يقول الخبراء إنه من الممكن نظرياً تحديد أن الكتاب ربما سُرق من خلال هذا الختم. ومع ذلك، ليس هذا هو الحال دائماً، فقد تبيع المكتبات أحياناً الكتب كفائض لديها، كما حدث في العهد السوفيتي، بسبب ضيق مساحة المكتبات. أو ربما تُلغى المكتبة وتُغلق، كما حدث مع العديد من المكتبات الإدارية خلال فترة البيريسترويكا.
ويوضح دروزينين، أنه قد يكون من الصعب أيضاً تحديد أصل الكتب التي يوجد عليها أختام من القرن التاسع عشر وما قبله. ويقول: “إذا كان الختم من القرن الثامن عشر أو التاسع عشر، قد لا نعرف ما حدث للكتاب. نعم، النسخة تعود إلى هناك (المكتبة)، ولكن لا أحد يعلم كيف خرجت”.
إضافة إلى ذلك، يمكن إزالة الأختام كيميائياً، أو استبدال الصفحات القديمة في الكتاب بصفحات جديدة مطبوعة على ورق قديم. غالباً لا يلاحظ آثار هذه التلاعبات إلا هواة جمع الكتب القديمة أو الخبراء.
نادراً ما تخلو مكتبة من كتاب قديم لا يحمل ختماً، لأن هذه الكتب أُضيفت إلى المجموعة قبل بدء العمل بنظام “وسم” جميع الكتب.
في بعض الأحيان، يقوم اللصوص بسرقة الكتب من المكتبات وعدم إعادتها ببساطة.
آلاف الدولارات
قال تسيريكيدزه لبي بي سي من سجنه في إستونيا: “نصف كيلوغرام من الذهب، قيمته 60 ألف دولار، يحرسه 22 رجلاً مسلحاً. بينما كتابان، قيمتهما 60 ألف دولار، موجودان في مكان ما في مكتبة أوروبية، تحرسهما سيدة عجوز ضعيفة. وأحياناً، لا توجد حتى كاميرات مراقبة.”
والسؤال الآن، ما هو السر وراء هذه الأسعار الباهظة، خاصة بالنسبة للكلاسيكيات الروسية من القرن التاسع عشر، والتي شهدت ارتفاعاً مطرداً في السنوات الأخيرة؟
أشار دروزينين إلى ارتفاع حاد في أسعار الكتب الروسية النادرة في السوق بين عامي 2022 و2024، عندما كانت موجة الجريمة الأوروبية في ذروتها.
وقال إنه كان ينبغي على الخبراء أن يعلموا أن “هذه ليست مجموعة خاصة تُباع”.
وأشار دروزينين إلى أن الدائرة الضيقة من مشتري الكتب الثمينة ربما اعتبروا ما يقومون به عملاً وطنياً.
وقال: “إنها لحظة عودة تاريخية لكتب مهمة إلى وطنها”.
ولنأخذ مثالاً آخر هوالمواطن الجورجي ميخائيل زامتارادزي، الذي أُدين بسرقة وبيع كتب قيّمة من مكتبة جامعة فيلنيوس في ليتوانيا في حزيران/حزيران.
سجّل زامتارادزي في المكتبة باستخدام وثائق مزورة، وطلب 17 طبعة نادرة، معظمها يحمل أختاماً. ثم استبدل 12 كتاباً بنسخ مقلدة، وسرق خمسة منها ولم يُعِدها إلى المكتبة.
قُدّرت القيمة الإجمالية للكتب المسروقة بنحو 700 ألف دولار.
اعترف زامتارادزي في المحكمة بأنه سرق الكتب بناء على طلب من موسكو، وأنه حزمها وأرسلها بالحافلة إلى بيلاروسيا، وحصل مقابل ذلك على 30 ألف دولار من العملات المشفرة.
وادّعى أن نسخاً ووثائق مزورة أُرسلت إليه أيضاً من موسكو.
كما زعم زامتارادزي أن زبونه كان عضواً رفيع المستوى في دار مزادات في موسكو.
يقول الخبراء “مجرد أن الكتاب يحمل ختماً قديماً، لا يعني بالضرورة أنه سُرق من مكتبة”.
لم تكن هذه المرة الأولى التي تخضع فيها دور المزادات للتدقيق. بحسب البروفيسور غرالا، بِيعَت أربعة مطبوعات من مكتبة جامعة وارسو في دار المزادات “ليت فَند” في موسكو في أواخر عامي 2022 و2023.
حصلت بي بي سي على لقطات مصوّرة لموقع المزاد الإلكتروني من قبل من البروفيسور غرالا ، تُظهر الكتب المُباعة، والتي يُفترض أنها كانت من مجموعة المكتبة.
كان أحد هذه الكتب كتاب “حكايات إيفان بلكين” لبوشكين، مع وجود ختم واضح في صور الطبعة يعود للقرن التاسع عشر. وضم نفس المزاد مجموعة أخرى مكونة من أربعة مجلدات من قصائد بوشكين، حيث يمكن رؤية ختم جامعة وارسو على الصور الموجودة على صفحة دار المزادات الإلكترونية، التي اختفت لاحقاً.
صرح مدير دار مزادات “ليت فَند”، سيرجي بورميستروف، بأن المزاد يعمل وفقاً للتشريعات الروسية ولا يقبل بيع الكتب التي تحمل أختام مكتبات حكومية عاملة.
وأضاف أن مالكي الكتب يوقعون عقداً مع دار المزادات لتأكيد الأصل القانوني لأي كتاب يُقبل في المزاد، ويقوم خبير من دار المزادات بفحص كل كتاب بدقة للتأكد من خلوه من أختام أو علامات من مكتبات قائمة ومازالت تعمل.
لا تُثير الأختام القديمة الشكوك دائماً، وقال بورميستروف لبي بي سي، إن “عدداً هائلاً من كتب المكتبات الإمبراطورية الروسية توزع في سنوات ما بعد الثورة (البلشفية) في جميع أنحاء العالم، فأصبحت جزءاً من العديد من المجموعات الحكومية والخاصة، وهو ما جعلها متداولة بحرية في السوق العالمية”.
أما البروفيسور غرالا فأوضح لبي بي سي أن مسألة الأختام القديمة “مُعقدة”.
وقال: “إذا كان هناك ختم تاريخي لمكتبة جامعة وارسو، وتم الحفاظ على الرمز التاريخي، فهذا يجعلها قطعة أثرية بحد ذاتها. لن يضع أحد ختماً أو رمزاً جديداً عليها. لقد عاشت هذه الكتب مع أختامها لمدة 200 عام، ولم تتعرض للختم مرة أخرى احتراماً لها”.
حتى الآن، مازالت عملية بوشكين جارية. وينتظر مشتبه به واحد على الأقل المحاكمة في فرنسا بتهمة سرقة كتب من مكتبات هناك. وتعتقد السلطات أن العديد من المجرمين ما زالوا طلقاء، مثلهم مثل بعض أثمن الكتب في أوروبا.