توغل إسرائيلي جديد في ريف القنيطرة السورية: مداهمة وتفتيش منازل

توغل إسرائيلي جديد في ريف القنيطرة السورية: مداهمة وتفتيش منازل

شهد ريف محافظة القنيطرة، جنوبي سورية، صباح اليوم الجمعة، توغلات جديدة لجيش الاحتلال الإسرائيلي ترافقها عمليات دهم وتفتيش، في وقت كثّفت فيه طائرات الاستطلاع الإسرائيلية تحليقها فوق أجواء الجنوب السوري، لا سيما في محافظتي درعا والقنيطرة.

وقال يوسف المصلح، مسؤول التحرير في “تجمع أحرار حوران”، في حديث لـ”العربي الجديد”، إن قوات إسرائيلية توغلت بدبابتين وعدد من المركبات العسكرية إلى بلدة الصمدانية الشرقية في ريف القنيطرة الأوسط، وأجرت عمليات دهم وتفتيش لعدد من المنازل، بعدما سبقت العملية حملة تمشيط شاملة عبر طائرات الاستطلاع المسيّرة.

وأضاف المصلح أن قوة إسرائيلية مؤلفة من عدة مركبات كانت قد توغلت يوم أمس الخميس في قرية رويحينة بالريف نفسه، واعتقلت الشابين أحمد حسين وبشار جاسم، قبل أن تنسحب من المنطقة. وأوضح أن هذه التوغلات باتت شبه يومية منذ سقوط نظام بشار الأسد المخلوع، غير أن وتيرتها تصاعدت مؤخراً، في ظل الحديث عن مفاوضات بين الجانبين السوري والإسرائيلي للتوصل إلى اتفاق أمني يهدف إلى خفض التصعيد جنوبي البلاد، مشيراً إلى أن “هذا التصعيد هو بمثابة ضغط إسرائيلي على الحكومة السورية كلما وصلت المفاوضات إلى نقاط خلافية”.

وبالتزامن مع ذلك، ذكرت قناة “الإخبارية” السورية الرسمية، بعد منتصف ليل الخميس، أن “عدداً كبيراً من آليات الاحتلال الإسرائيلي المحمّلة بالجنود توغلت غرب قرية عين زيوان في ريف القنيطرة الجنوبي”، من دون أن تكشف مزيداً من التفاصيل حول العملية. وفي سياق متصل، شهدت المنطقة خلال الأيام الماضية تصعيداً لافتاً، إذ نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي ليل الأربعاء الماضي عملية إنزال جوي في منطقة جبل المانع ضمن منطقة الكسوة بريف دمشق، بهدف سحب أجهزة تجسس وتنصت تابعة له. وجاء ذلك بعد محاولة وحدة من الجيش السوري تفكيك تلك الأجهزة، وهو ما دفع طائرات استطلاع إسرائيلية لاستهداف المجموعة، ما أسفر عن مقتل ستة عناصر من الجيش السوري بينهم مدرب عسكري.

قصف وإنزال جوي إسرائيلي في تل مرتفع جنوبيّ دمشق بعد العثور على أجهزة تجسس

قصف وإنزال جوي إسرائيلي في تل مرتفع جنوبيّ دمشق بعد العثور على أجهزة تجسس

نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأربعاء، إنزالاً جوياً في جبل المانع جنوبيّ دمشق، بعد قصفه على مدار اليومين الماضيين. وقال مصدران في الجيش السوري لوكالة رويترز إن وحدة من الجيش الإسرائيلي “نفذت إنزالا جويا” على منطقة مرتفعة استراتيجية جنوب غرب دمشق، ونفذت عملية استمرت ساعتين قبل أن تغادر المنطقة.

وأضاف المصدران أن الإنزال جرى قرب جبل المانع، الذي كان في السابق موقعا لقاعدة رئيسية للدفاع الجوي تشغلها إيران قبل أن تدمرها إسرائيل قبل سقوط حكم بشار الأسد.

وفي السياق، نقلت الإخبارية السورية عن مصدر مطلع قوله إنه خلال جولة ميدانية لعناصر من الجيش قرب جبل المانع جنوب دمشق بتاريخ 26 آب/ آب عُثِر على أجهزة مراقبة وتنصّت، وأثناء محاولة التعامل معها تعرّض الموقع لهجوم إسرائيلي جوي أسفر عن سقوط عدد من القتلى والإصابات وتدمير آليات.

وذكر المصدر أن “الاستهدافات الجوية الإسرائيلية كانت لمنع الوصول إلى المنطقة حتى مساء يوم 27 آب/ آب”، مشيرا أن مجموعات من الجيش “دمرت جزءاً من المنظومات عبر استهدافها بالسلاح المناسب، وتم سحب جثامين الشهداء”، مؤكدا أن الطائرات الاسرائيلية شنت عدة غارات على الموقع، أعقبها إنزال جوي لم تعرف تفاصيله.

وشنّ طيران الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأربعاء، غارات استهدفت عدداً من المواقع في ريف دمشق. وطاولت الضربات تل المانع ومحيطه جنوبي شرق مدينة الكسوة، إلى جانب منطقتي الحرجلة والمطلة، بحسب ما أفاد الإعلامي فادي الأصمعي لـ”العربي الجديد”، موضحاً أن ثلاث مروحيات إسرائيلية أقلعت من الجولان المحتل شاركت في استهداف التل ومواقع محيطة به.

بدوره، أكد تجمع “أحرار حوران” أن طائرات حربية ومروحيات إسرائيلية حلّقت في أجواء محافظتي القنيطرة ودرعا، بالتوازي مع عمليات القصف على ريف دمشق. ويقع تل المانع في محافظة ريف دمشق، على بعد نحو 20 كيلومتراً من العاصمة، ويرتفع أكثر من 1000 متر عن سطح البحر. وكان التل يتبع للفرقة الأولى في جيش النظام السابق، ويتعرض باستمرار للقصف الإسرائيلي.

واستهدف قصف يوم أمس قرية المطلة على طريق دمشق – السويداء، وهي تُعد موقعاً استراتيجياً نظراً لانتشار قوات الجيش فيها، ووجود مواقع عسكرية كانت تستخدمها قوات النظام السابق، فضلاً عن أهميتها بوصفها ممرا رئيسيا يربط العاصمة بالمناطق الجنوبية لسورية.

إلى ذلك، توغلت قوة برية تابعة لجيش الاحتلال في سرية الجاموس قرب بلدة الناصرة في ريف القنيطرة، قبل أن تعود الدورية الإسرائيلية إلى قاعدة تل أحمر بعد عملية التوغّل. وأوضح الأصمعي أن الدورية، المكوّنة من عربات ثقيلة، قطعت ريف المحافظة الجنوبي قرب بلدة أبو غارة في طريق عودتها إلى القاعدة.

بعد مغادرة الشرع.. غارات إسرائيلية على جبل المانع في الكسوة بريف دمشق

بعد مغادرة الشرع.. غارات إسرائيلية على جبل المانع في الكسوة بريف دمشق

أفاد مراسل التلفزيون العربي، مساء الأربعاء، باستهداف غارات إسرائيلية جبل المانع في الكسوة بريف العاصمة السورية دمشق.

في غضون ذلك، ذكر مصدر في الجيش السوري أن إسرائيل تشن سلسلة من الضربات على ثكنات عسكرية سابقة في جنوب غرب ريف دمشق.

استهداف جبل المانع

وأفاد مراسل التلفزيون العربي عمر الشيخ بأن الغارات استهدفت جبل المانع قرب منطقة الكسوة في ريف دمشق، على بُعد نحو 35 كيلومترًا من مركز العاصمة، وبالقرب من موقع معرض دمشق الدولي الذي افتُتح اليوم بحضور الرئيس أحمد الشرع.

وهذه الغارات أتت بعد مغادرة الشرع لحفل الافتتاح بنحو عشر دقائق.

ومنطقة الكسوة فيها عدة ثكنات عسكرية وغالبيتها تعود للفرقة العاشرة للجيش السوري وقسم كبير منها مهجور لكن هناك تمركز لقوات الجيش الجديد في بعضها بعد ترميمها.

إلى ذلك، توغلت قوة إسرائيلية في موقع سرية جاموس قرب قرية الناصرية في ريف القنيطرة جنوبي سوريا، وفق ما نقله مراسل التلفزيون العربي.

وكانت قناة “الإخبارية السورية” قد أفادت بأن “طيران الاحتلال الإسرائيلي يستهدف مواقع بالقرب من مدينة الكسوة بريف دمشق”.

والثلاثاء، استشهد 6 عسكريين سوريين جراء استهداف شنه طيران إسرائيلي مسير قرب مدينة الكسوة، وفق ما ذكرته القناة نفسها. 

وجاء التصعيد الإسرائيلي في مدينة الكسوة بعد استشهاد شخص، الثلاثاء، جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلًا في قرية طرنجة بريف القنيطرة الشمالي جنوبي البلاد، وفق وكالة الأنباء السورية “سانا”.

تصدي الأهالي للقوات المتوغلة

كما توغل الجيش الإسرائيلي، فجر الثلاثاء، في بلدة سويسة بريف القنيطرة الجنوبي واعتقل شابًا، وسط تصدي الأهالي للقوات المتوغلة، وفق “الإخبارية السورية”.

ومنذ 7 أشهر يحتل الجيش الإسرائيلي جبل الشيخ وشريطًا أمنيًا بعرض 15 كيلومترًا في بعض المناطق جنوبي سوريا.

من جهتها، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر قولها، إن إسرائيل اقترحت على الحكومة السورية تسليمها مزارع شبعا وجبل روس مقابل وقف المطالبة باستعادة هضبة الجولان، مضيفة أن المفاوضات بين الطرفين بشأن مزارع شبعا وجبل روس توقفت بعد أحداث السويداء.

ولم تشكل الإدارة السورية الجديدة، القائمة منذ أواخر كانون الأول/ كانون الأول 2024، أي تهديد لتل أبيب، ورغم ذلك توغل الجيش الإسرائيلي مرارًا داخل سوريا، وشن غارات جوية قتلت مدنيين ودمرت مواقع وآليات عسكرية وأسلحة وذخائر للجيش السوري.