خلال خمسينيات وستينيات القرن الماضي، وجدت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي نفسيهما في خضمّ سباق فضائي محموم، حيث حاول كلّ منهما التغلّب على الآخر عبر تحقيق أول رحلة فضائية وإطلاق مهمات مدارية مأهولة، قبل الهبوط بطاقم بشري على سطح القمر في نهاية المطاف.
واعتمد كلا البلدين على إرسال الحيوانات كوسيلة لدراسة تأثير رحلات الفضاء على الكائنات الحية.
فمع اختراع الصواريخ الأولى، لم يكن إرسال البشر إلى الفضاء سوى مسألة وقت، وبالتالي كان يتعيّن على العلماء فهم المخاطر والمشاكل التي قد يواجهها روّاد الفضاء خارج الأرض، وكيفية منعها أو معالجتها.
وبالفعل، مهّدت مجموعة من الحيوانات المختلفة الطريق إلى الكون اللانهائي، رغم تضحيتهم بحياتهم.
ما هي الحيوانات التي أُرسلت إلى الفضاء؟
ربما تكون الكلبة “لايكا” أشهر رائد فضاء من غير البشر على الإطلاق، إلا أنّها لم تكن الحيوان الأول الذي سافر إلى الفضاء.
1- ذبابات
أول الحيوانات التي سافرت إلى الفضاء كانت مجموعة من ذباب الفاكهة، أُطلقت إلى ارتفاع 42 ميلًا على متن صاروخ “V-2” الذي طوّره الألمان خلال الحرب العالمية الثانية، ثمّ استخدمه لاحقًا علماء عسكريون أميركيون في 20 شباط/ شباط 1947.
وكانت هذه الذبابات من نوع “ذبابة الفاكهة السوداء البطن” (Drosophila melanogaster)، ورافقتها أكياس من بذور الجاودار والقطن كجزء من تجربة لدراسة آثار الأشعة الكونية على الكائنات الحية.
وهبطت حاوية الذباب بالمظلة على الأرض، وتمّت استعادة الحشرات وهي بصحة جيدة.
2- قرود وكلاب
أرسل باحثون أميركيون مجموعة من القرود والفئران إلى الفضاء بين عامي 1948 و1951، لتكون أولى الفقاريات التي أُرسلت خارج الأرض.
ففي 14 حزيران/ حزيران 1949، انطلق قرد ريسوس يُدعى “Albert II” إلى ارتفاع 83 ميلًا في صاروخ “V-2″، ونجا من الرحلة لكنّه مات عند الاصطدام، وفقًا لموقع “Universe Today“.
وبعد عام، أطلقت الولايات المتحدة فأرًا وصوّرت سلوكه في حالة انعدام الوزن، لكنّه لم يُعثر عليه حيًا هو الآخر.
انضم القرد “Albert II” إلى سباق الفضاء عام 1949- غيتي
وكان الاتحاد السوفيتي أوفر حظًا في 22 تموز/ تموز 1951، إذ أطلق كلبين يُدعيان “Tsygan” و”Dezik” إلى مسافة 62 ميلًا في الفضاء، ليكونا أول كلبين يُطلقان إلى الفضاء، وفقًا لموسوعة “غينيس” للأرقام القياسية.
وبعد شهرين، أطلقت الولايات المتحدة القرد “Yorick” مع 11 فأرًا. لكنّ القرد مات بعد أن ارتفعت درجة حرارة كبسولته تحت شمس نيو مكسيكو خلال عملية استرجاعه، بينما نجا تسعة من الفئران، وفقًا لموقع “Space“.
وفي 29 تموز/ تموز من العام نفسه، أُرسل “Dezik” في رحلة شبه مدارية أخرى برفقة كلبة تُدعى “Lisa”، لكن كلاهما لم ينجُ بسبب فشل فتح مظلة الكبسولة أثناء العودة.
وبحلول عام 1954، تمّ إرسال الكلبين “Lisa 2″ و”Ryzhik” في مهمة جديدة إلى الفضاء، حيث وصلا إلى ارتفاع بلغ 100 كيلومتر، وجرى استرجاعهما بنجاح، وفقًا لموقع “Medium“.
3- الكلبة “لايكا” أول من دار حول الأرض
في 3 تشرين الثاني/ تشرين الثاني 1957، حمل المسبار السوفيتي “سبوتنيك 2” الكلبة “لايكا” (Laika)، لتكون أول كائن ثديي يدور حول الأرض، وفقًا لموقع وكالة الفضاء الأميركية “ناسا“.
لكن “لايكا” ماتت في كبسولتها المدارية بعد سبع ساعات من إطلاقها، جراء إصابتها بالذعر والإنهاك الحراري.
الكلبة “لايكا” هي أول كائن ثديي يدور حول الأرض- غيتي
ولم تُتخذ أي ترتيبات لإعادتها إلى الأرض حيّة، ما أثار جدلًا واسعًا في الغرب حول أخلاقيات التضحية بالحيوانات من أجل تقدّم العلم.
4- آخر الكلاب في الفضاء
في 2 تموز/ تموز 1959، شاركت الكلبتان “Otvazhnay” و”Snezhinka” والأرنبة “Marfusha” في تحليق فضائي، وفقًا لموقع “Granger“.
وفي عام 1960، استُعيد مسبار “سبوتنيك 5” السوفيتي، وكان يحمل كلبين يُدعيان “Belka” و”Strelka”، بالإضافة إلى أرنب رمادي و42 فأرًا وجرذان وذباب والعديد من النباتات والفطريات.
وفي 9 آذار/ آذار 1961، انطلقت المركبة “سبوتنيك 9” إلى الفضاء وعلى متنها كلب يُدعى “Chernushka”، بالإضافة إلى دمية وفئران وخنزير، وفقًا لموقع “Universe Magazine“.
وبعدها بأيام، أكملت الكلبة “Zvyozdochka” مدارًا حول الأرض على متن مركبة “سبوتنيك 10” برفقة دمية فضائية، وذلك قبل يوم واحد فقط من رحلة يوري غاغارين التاريخية في 12 نيسان/ نيسان 1961، والتي أصبح فيها أول رجل يسافر إلى الفضاء، وفقًا لموقع “Medium“.
“Zvyozdochka” هي آخر كلب يُطلق إلى الفضاء- تاس
وذكر موقع “Leader of the Pack Dog Training” أنّ “Zvyozdochka” هي آخر كلب يُطلق إلى الفضاء، بعد نجاح أولى الرحلات المأهولة بالبشر.
وفي العام نفسه، ورغم توترات الحرب الباردة، منح رئيس الوزراء السوفيتي نيكيتا خروتشوف جروة الكلبة “Strelka” هدية إلى كارولين، ابنة الرئيس الأميركي جون كينيدي.
وأنجبت الجروة “Pushinka” كما كانت تُعرف، أربعة جراء من الكلب الخاص بالرئيس كينيدي “تشارلي” (Charlie). وأطلق الرئيس كينيدي على الجراء اسم “Pupniks”.
ولاحقًا، منح كينيدي اثنين من جراء “Pushinka” لأطفال أميركيين كتبوا رسالة إلى زوجته جاكي، طلبوا فيها إتاحة الفرصة لهم للاعتناء بالكلبين الصغيرين.
وعندما اغتيل كينيدي عام 1963، مُنحت “Pushinka” إلى أحد البستانيين العاملين في البيت الأبيض، ثم أنجبت مجموعة أخرى من الجراء.
ينتظر هواة الفلك في مختلف أنحاء العالم مشهداً ساحراً يوم الأحد، حين يتحوّل القمر المكتمل إلى اللون الأحمر بفعل خسوف كلي للقمر.
وعندما يمرّ القمر عبر ظل الأرض، سيكتسب لوناً أحمر داكناً، ليشكل ما يُعرف بـ “القمر الدموي” المدهش.
يحدث ذلك لأن ضوء الشمس يمر عبر غلاف الأرض الجوي، حيث يتم تصفية الضوء الأزرق وينتقل الضوء الأحمر نحو القمر.
من المتوقع أن يتمكن المراقبون في أقصى شرق أفريقيا، والشرق الأوسط، ومعظم آسيا، وغرب أستراليا من متابعة الحدث كاملاً من بدايته حتى نهايته.
ويظهر القمر الكامل عندما يكون في الجانب المقابل للأرض بالنسبة للشمس، مما يجعل الجانب المواجه لنا مضاء بالكامل.
كان للقمر المكتمل دورٌ مهم في تشكيل الثقافات والتقاليد حول العالم، حيث أثر على المآذارات الزراعية، وقد يؤثر أيضاً على نومنا.
كما يعتبره العديد من المزارعين وقتاً مثالياً لزراعة البذور.
ما أهمية القمر المكتمل بالنسبة لأجدادنا؟
نسخة ضخمة من عظم إيشانغو في بروكسل، حيث يتم عرض الاكتشاف الأثري الأصلي في متحف
استُخدمت دورات القمر – بمراحله المنتظمة من الاكتمال والتراجع – منذ الأزمنة البدائية كوسيلة لقياس الوقت، وخير مثال على ذلك عظم إيشانغو – الذي عُثر عليه في عام 1957 في ما يُعرف اليوم بجمهورية الكونغو الديمقراطية.
يُعتقد أن العظمة، التي يُرجح أنها أُخذت من ساق قرد البابون ويُقدَّر عمرها بأكثر من 20,000 عام، تمثل أحد أقدم أشكال التقويم.
وقد اكتشفها عالم جيولوجيا بلجيكي، وتحمل العظمة نقوشاً مميزة – بعضها على شكل دوائر فاتحة، أو داكنة، أو أنصاف دوائر.
وقد افترض عالم الآثار من جامعة هارفارد، ألكسندر مارشاك، أن هذه النقوش ربما كانت تمثل المراحل المختلفة للقمر، مما يشير إلى أن العظمة ربما استُخدمت كتقويم قمري يمتد لستة أشهر.
يظهر “قمر الثلج” في شباط/شباط خلف جبال الألب في إيطاليا
يُطلق اسم “قمر الحصاد” على القمر المكتمل الذي يظهر في أقرب موعد من الاعتدال الخريفي، والذي يحدث في أواخر أيلول/أيلول أو أوائل تشرين الأول/تشرين الأول.
في هذا الوقت من العام، يشرق القمر بعد وقت قصير من غروب الشمس، مما كان يُتيح للمزارعين، الذين كانوا يسابقون الزمن لجني محاصيلهم، مواصلة العمل حتى ساعات متأخرة من الليل على ضوء القمر. أما اليوم، فيعتمد معظمهم على الإضاءة الكهربائية.
الهلال وكوكب الزهرة يثيران دهشة الفلكيين
ماذا يحدث حول العالم أثناء اكتمال القمر بدراً؟
ما هي الاحتفالات التي تُقام عند اكتمال القمر؟
خلال مهرجان تشوسوك، يشكر الكوريون الحصاد ويُكرّمون أسلافهم
في الصين، يُحتفل بمهرجان منتصف الخريف – المعروف باسم “زونغتشيو جيه” أو “مهرجان القمر” – في يوم قمر الحصاد، ويُعد هذا اليوم عطلة رسمية. يعود تاريخ المهرجان إلى نحو 3000 عام، وكان يُحتفل به تقليدياً للتعبير عن الأمل في حصاد وفير.
وبالمثل، تحتفل الثقافة الكورية بمهرجان تشوسوك الذي يستمر لمدة ثلاثة أيام، ويتزامن مع قمر الحصاد. وخلال هذا المهرجان، تجتمع العائلات للاحتفال بثمار الحصاد وتكريم الأجداد والأسلاف.
وفي الثقافة الهندوسية، تُعدّ أيام اكتمال القمر، المعروفة باسم “بورنيما”، مناسبات دينية يرافقها الصيام والصلوات. ويُقام مهرجان “كارتك بورنيما” في شهر تشرين الثاني/تشرين الثاني، الذي يُعتبر أقدس شهور السنة في التقويم الهندوسي، إحياء لذكرى انتصار الإله شيفا على الشيطان تريبوراسورا، وظهور أول تجسد للإله فيشنو في هيئة “ماتسيا”. وتشمل الطقوس الاستحمام في الأنهار، وإضاءة صفوف من المصابيح الطينية.
يُقام مهرجان كومبه ميلا، الذي يبدأ مع اكتمال القمر، مرة واحدة كل 12 عاماً.
في يوم بورنما في بالي، يُقدّم الناس القرابين للآلهة
يعتقد البوذيون أن بوذا وُلد تحت ضوء القمر قبل 2500 عام، كما يعتقدون أنه بلغ التنوير وتوفي أيضاً تحت ضوء القمر. ويتم إحياء هذه المناسبات في مهرجان بوذا بورنيما، الذي يصادف عادة يوم اكتمال القمر في شهري نيسان/نيسان أو أيار/أيار.
في سريلانكا، يُعتبر يوم اكتمال القمر عطلة رسمية تُعرف باسم “بويا”، يُحظر فيها بيع الكحول واللحوم.
وفي بالي، يُحتفل باكتمال القمر خلال عيد بورناما، حيث يُعتقد أن الآلهة تنزل إلى الأرض لتنشر بركاتها. ويُعد هذا الوقت للصلاة وتقديم القرابين للألهة وزراعة أشجار الفاكهة في الحدائق.
وفي المسيحية، يُحتفل بعيد الفصح في أول يوم أحد يلي أول اكتمال للقمر بعد الاعتدال الربيعي.
وفي المكسيك وبعض بلدان أمريكا اللاتينية الأخرى، عادت البلاد لإحياء رقصة القمر التقليدية لدى السكان الأصليين، حيث تجتمع النساء في وقت اكتمال القمر للرقص والعبادة خلال مهرجان يستمر ثلاثة أيام.
هل تؤثر أطوار القمر على حالتك المزاجية دون أن تدري؟
ما الأساطير والحكايات التي تُحيط بالقمرالمكتمل؟
أسطورة المستذئب استمرّت حتى العصر الحديث، ويرجع ذلك إلى أفلام الرعب مثل فيلم “مستذئب لندن” الذي صدر عام 1935
في أوروبا، منذ العصور القديمة، كان يُعتقد أن اكتمال القمر يسبب الجنون لدى البعض. وكلمة “جنون” مشتقة من كلمة “لونا” اللاتينية التي تعني القمر.
نشأت أسطورة المستذئبين من الاعتقاد بأن اكتمال القمر يُحرّض سلوكاً خارجاً عن السيطرة، حيث يُقال إن بعض البشر يتحولون تلقائياً إلى ذئاب ويُرعبون من حولهم في ليالي اكتمال القمر.
في القرن الرابع قبل الميلاد، كتب المؤرخ اليوناني هيرودوت عن قبيلة تُدعى “النيوري” كانت تعيش في منطقة سكيثيا (وهي جزء من روسيا الحالية)، وقال إن أفراد هذه القبيلة كانوا يتحولون إلى ذئاب لعدة أيام كل عام.
وفي أوروبا، خضع عدد من الأشخاص لمحاكمات بتهمة كونهم مستذئبين بين القرنين الخامس عشر والسابع عشر.
إحدى أشهر القضايا كانت قضية مالك أرض في ألمانيا يُدعى بيتر ستوب (أو شتومب)، في عام 1589. حيث زعم بعض الصيادين المحليين أنهم رأوه يتحول من ذئب إلى إنسان. وبعد تعرضه للتعذيب، اعترف بيتر بأنه كان يملك حزامًا سحريًا يستخدمه ليتحول إلى مستذئب، مما مكّنه من صيد الناس وأكلهم.
كيف يؤثر اكتمال القمر على الحياة اليومية؟
تشير الدراسات إلى أن جودة نومنا تتراجع أثناء اكتمال القمر
يزرع العديد من المزارعين البذور والشتلات خلال فترة اكتمال القمر، كما يفعل سكان بالي في مهرجان بورناما، معتقدين أن القمر يعزز خصوبة التربة.
ويعتقد بعض الناس أن اكتمال القمر يؤثر سلباً على جودة النوم.
تشير الدراسات إلى أنه خلال فترة اكتمال القمر وفي الأيام القريبة منها، يستغرق الناس وقتاً أطول للنوم، ويقضون وقتاً أقل في النوم العميق، وينامون لفترة أقل، كما تنخفض مستويات هرمون الميلاتونين في أجسامهم، وهو الهرمون الذي يساعد على النوم.
وفي دراسة أُجريت عام 2000 في برادفورد بالمملكة المتحدة، وُجد أن الحيوانات تصبح أكثر عدوانية وتميل إلى العض بشكل أكبر خلال فترة اكتمال القمر.
وأظهرت الدراسة أنه خلال الفترة من 1997 إلى 1999، ارتفع عدد المرضى الذين نُقلوا إلى المستشفى بسبب إصابات ناجمة عن هجمات الحيوانات بشكل ملحوظ في الأيام القريبة من اكتمال القمر.
يشهد العالم مساء اليوم الأحد خسوفًا كليًا للقمر، وهو حدث فلكي عالمي يقع في الوقت نفسه بجميع المناطق، لكن لا يمكن رؤيته إلا من النصف المظلم من الأرض، حيث سيتمكن عشّاق الظواهر الفلكية من متابعة “قمر الدم”.
ويحدث الخسوف عندما يكون القمر في طور البدر، إذ يشرق من الشرق وقت غروب الشمس، ويبقى ظاهرًا في السماء حتى يغرب في جهة الغرب عند شروق الشمس.
وخلال الخسوف، تصطف الشمس والأرض والقمر على خط واحد، وتكون الأرض في المنتصف فتحجب ظلها أشعة الشمس عن القمر. غير أن أشعة الشمس تنكسر عند مرورها بحواف الغلاف الجوي للأرض، فتتجه نحو القمر، ليكتسي حينها بألوان متدرّجة من الأصفر إلى البرتقالي وصولًا إلى الأحمر.
وسيكون بالإمكان مشاهدة الخسوف كاملًا من معظم مناطق آسيا وأستراليا، بينما ستُرى أجزاء منه في إفريقيا وأوروبا.
وفي مناطق مثل الشرق الأوسط وآسيا وأستراليا، سيرى الراصدون القمر متحوّلًا إلى اللون الأحمر. أما سكان أميركا الشمالية، فسيرصدون “قمر الذرة” بقرص برتقالي اللون عند الغسق.
“قمر الدم” يزيّن سماء العالم العربي
يمكن لسكان الدول العربية متابعة جميع مراحل الخسوف. ففي شرق العالم العربي سيشرق القمر قبل بداية الظاهرة، بينما سيبدو في وسط المنطقة وقد دخل مراحلها الأولى، أما في الغرب فسيشرق القمر وهو في مراحلها الأخيرة، وذلك وفقًا لمركز الفلك الدولي.
وسيبدأ القمر بدخول منطقة شبه الظل عند الساعة 03:28 عصرًا بتوقيت غرينتش، على أن يبدأ الخسوف الجزئي في الساعة 04:27 مساءً، ويليه الخسوف الكلي في الساعة 05:31 مساءً، ليبلغ ذروته عند الساعة 06:12 مساءً.
وينتهي الخسوف الكلي في الساعة 06:53 مساءً، ثم يليه انتهاء الخسوف الجزئي عند الساعة 07:57 مساءً، فيما ينتهي الخسوف بشكل كامل في الساعة 08:55 مساءً بتوقيت غرينتش.
وبحسب مركز الفلك الدولي، سيكون الخسوف مرئيًا بالعين المجردة ما بين الساعة 04:15 و08:15 مساءً بتوقيت غرينتش.
82 دقيقة من الخسوف الكامل
ومن أميركا الشمالية، سيُرى القمر المكتمل يشرق من الشرق عند الغسق، بعد ساعات من انتهاء الخسوف.
وفي المناطق التي يُرى فيها خسوف القمر الكلي، سيستمر الخسوف الكلي 82 دقيقة، مع أن الخسوف الكامل يمتد لخمس ساعات تقريبًا.
وبحسب مجلة “فوربس”، يُعدّ البدر الصاعد آمنًا تمامًا للمشاهدة بالعين المجردة، كما هو الحال مع جميع أنواع خسوف القمر. هذا بخلاف كسوف الشمس الذي يتطلب استخدام نظارات كسوف الشمس ومرشحات شمسية على المناظير والتلسكوبات والكاميرات.
بات عشاق علوم الفلك على موعد مع فرصة رؤية “قمر الدم” الأحد المقبل، خلال خسوف كلي للقمر يُرصد بشكل رئيسي في آسيا، وبشكل طفيف في أوروبا وإفريقيا.
وستتاح الفرصة الأفضل لمشاهدة هذه الظاهرة في الصين والهند، وكذلك لسكان شرق إفريقيا وغرب أستراليا. بينما في أوروبا، سيكون المشهد مرئيًا لفترة وجيزة مع طلوع القمر في وقت مبكر من المساء.
وتحدث هذه الظاهرة التي تُلوّن قمر الأرض باللون الأحمر، عندما تكون الشمس والأرض والقمر على خط واحد تمامًا بهذا الترتيب، وعندما يكون القمر في طور البدر.
قمر الدم
ويتحول لون القمر إلى الأحمر أثناء انزلاقه إلى ظل الأرض الذي يحجب أشعة الشمس، ويفقد تدريجيًا بريقه الأبيض.
وأوضح عالم الفيزياء الفلكية بجامعة “بلفاست” رايان ميليغان أن أشعة الشمس الوحيدة التي تصل إلى القمر “تنعكس وتتشتت عبر الغلاف الجوي للأرض”.
ومع ذلك، فإن الأطوال الموجية الزرقاء للضوء أقصر من الأطوال الموجية الحمراء، وبالتالي يسهل تشتيتها أثناء مرورها عبر الغلاف الجوي للأرض.
وأشار ميليغان إلى أن “هذا ما يُعطي القمر لونه الأحمر الشبيه بلون الدم”.
وفي حين أن رصد كسوف الشمس يتطلب نظارات خاصة، فإنه لا حاجة في المقابل سوى إلى طقس مؤاتٍ، وسماء صافية، والتواجد في الموقع المناسب لمشاهدة خسوف القمر.
والكسوف الكلي للشمس المقبل، هو الأول في أوروبا منذ 2006، وسيكون مرئيًا بالكامل في إسبانيا وأيسلندا، وجزئيًا في دول أخرى.