الكابينت يُناقش مستقبل العملية العسكرية في غزة، وإسرائيل تستهدف شخصية “مركزية” من حماس

الكابينت يُناقش مستقبل العملية العسكرية في غزة، وإسرائيل تستهدف شخصية “مركزية” من حماس

يستعد مجلس الوزراء الإسرائيلي “الكابينت” لعقد جلسته العادية اليوم الأحد، لمناقشة مستقبل العملية العسكرية في غزة، حيث يسعى قادة الأجهزة الأمنية للمطالبة بالتوجه نحو صفقة تبادل رهائن بين حماس وإسرائيل، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.

وأضافت هيئة البث الإسرائيلية أن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنجبي اتفق مع قادة الأجهزة الأمنية المؤيدين للتوصل إلى اتفاق جزئي، مشيرة إلى أن القائم بأعمال رئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) ليس من ضمن القادة المتفق معهم، كما لم تحدد أي أسماء للقادة المؤيدين للاقتراح.

  • لمتابعة أهم الأخبار وأحدث التطورات في منطقة الشرق الأوسط، انضم إلى قناتنا على واتساب (اضغط هنا).

وذكرت الهيئة أن الحكومة تعتزم وقف عمليات إسقاط المساعدات الجوية على مدينة غزة، وتقليص إدخال المساعدات إلى شمال القطاع في الأيام المقبلة، في خطوة وصفتها بأنها وسيلة ضغط لدفع أكثر من 800 ألف فلسطيني إلى النزوح القسري جنوباً، تمهيداً للسيطرة على المدينة.

ومع ذلك، نقلت صحيفة “يدعوت أحرنوت” عن مسؤولين إسرائيليين أن المجلس لن ينظر في رد حماس الأخير على مقترح الاتفاق الجزئي، مشيرة إلى أن نتنياهو وأعضاء الحكومة قرروا مناقشة اتفاق شامل فقط.

  • إرهاق وجوع ورعب: هكذا يعيش ويعمل الصحفيون في غزة
  • لماذا يخفت صوت الشارع في الضفة رغم الحرب في غزة؟

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن إنهاء ما سمّاها “الهدنة التكتيكية المحلية” في مدينة غزة بدءاً من صباح الجمعة، واعتبرها “منطقة قتال خطيرة” بناءً على توجيهات سياسية كما يقول.

بريطانيا تعلن عن تقديم المزيد من المساعدات للنساء في غزة

أعلنت بريطانيا عن تقديم المزيد من المساعدات للنساء في غزة، وتعهدت بتقديم أكثر من أربعة ملايين دولار لدعم النساء الحوامل والأمهات الجدد، بالإضافة إلى توفير مستلزمات النظافة الشهرية لآلاف النساء.

وصرح وزير الخارجية، ديفيد لامي، بأن الوضع الإنساني في غزة لا يزال كارثياً، وأن النساء والفتيات يتحملن وطأة المعاناة.

تُقدر الأمم المتحدة وجود أكثر من خمسة وخمسين ألف امرأة حامل في القطاع.

ومع صعوبة الحصول على الرعاية الصحية الأساسية، لا يستطيع معظمهن الحصول على الرعاية اللازمة.

وقد ازدادت حالات الإجهاض، وولادات الأجنة الميتة، والتشوهات الخلقية.

تطورات ميدانية

في تطورات الوضع الميداني، قُتل وأصيب العشرات منذ الليلة الماضية في سلسلة من الغارات الجوية والقصف المدفعي وإطلاق النار تجاه منتظري المساعدات.

وأعلنت مستشفى العودة في مخيم النصيرات أنها استقبلت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية 10 قتلى و34 مصاباً، جراء قصف الجيش الاسرائيلي تجمعات الأهالي عند نقطة توزيع المساعدات وسط القطاع إضافة إلى استهدافات أخرى متفرقة.

ولا تزال مناطق جباليا البلد والنزلة وأبو اسكندر شمالي القطاع تشهد تصعيداً ميدانياً خطيراً مع مواصلة قوات الجيش الاسرائيلي عمليتها العسكرية لليوم الرابع عشر على التوالي، وسط قصف عنيف وعمليات نسف متواصلة.

وأكد جهاز الدفاع المدني أن القوات الإسرائيلية قصفت خلال الساعات الـ24 الماضية عدداً من المنازل في جباليا.

وأكد شهود عيان أن عمليات القصف الإسرائيلي وتفجير الروبوتات المفخخة بمنطقة النزلة وابو اسكندر تواصلت خلال ساعات الليل، واستمرت عمليات التفجير حتى ساعات الفجر الأولى.

وأسفر قصف طائرات اسرائيلية صباح اليوم على منزل في حي الشيخ رضوان، شمال غربي مدينة غزة، عن مقتل شخصين على الأقل.

الليلة الماضية، قُتل 5 على الأقل وأصيب آخرون إثر قصف جوي على مقهى في مخيم الشاطئ شمال غربي مدينة غزة.

وأعلنت مصادر طبية عن مقتل 85 شخصاً في غارات الجيش الاسرائيلي المتواصلة في قطاع غزة يوم أمس السبت.

“مقتل الجندي 900”

يأتي ذلك بينما أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء السبت، أن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) “نفذا عملية خاصة في قطاع غزة أسفرت عن استعادة جثمان الجندي عيدان شتيفي”، الذي قُتل في هجوم السابع من تشرين الأول/تشرين الأول 2023.

وأكد البيان أن معهد الطب الشرعي أكد هوية الجثمان، قبل السماح بالإعلان عن إعادته إلى إسرائيل.

ومع انتشال جثمان شتيفي، أفادت إسرائيل أن 48 محتجزاً لا يزالون في غزة، يُعتقد أن 20 منهم فقط على قيد الحياة.

وبحسب مكتب نتنياهو، فقد أُعيد حتى الآن 207 من الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة، بينهم 148 شخصاً على قيد الحياة، فيما أكد نتنياهو أن إسرائيل ستواصل “العمل بلا كلل وبحزم بمختلف الطرق لإعادة جميع الرهائن أحياء وأمواتاً”.

ومنذ تشرين الأول/ تشرين الأول 2023، قُتل تسعمئة جندي على الأقل من الجيش الإسرائيلي جراء الحرب في قطاع غزة، بينما جُرح أكثر من ستة آلاف آخرين على “جبهات مختلفة”، بحسب تقرير نشره موقع “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلي.

وأوضح الموقع أن الجندي 900 قتل خلال مواجهات الجمعة في جنوب مدينة غزة.

جنود إسرائيليين في غزة
قُتل تسعمئة جندي على الأقل من الجيش الإسرائيلي خلال الحرب في قطاع غزة بحسب وسائل إعلام إسرائيلية

بينما أشار تقرير حديث لموقع جيروزاليم بوست الإسرائيلي إلى أن قرابة 460 جندياً من هؤلاء الجنود كانوا في خدمتهم الإلزامية، و295 كانوا من جنود الاحتياط، و145 من أفراد الخدمة النظامية.

كما أوضح تقرير جيروزاليم بوست إلى أن وحدة جولاني التابعة للجيش الإسرائيلي، كانت من أكبر الوحدات من حيث عدد الجنود الذين قُتلوا منذ بداية الحرب، إذ قُتل ما لا يقلّ عن 114 شخصاً من أفرادها، منهم 71 شخصاً قتلوا خلال السابع من تشرين الأول/تشرين الأول.

غارة على غزة، وإعلام إسرائيلي يُرجّح: “المستهدف أبو عبيدة”

قالت وكالة الأنباء الفلسطينية إن شخصين على الأقل قتلا خلال قصف إسرائيلي استهدف خيمة تؤوي نازحين جنوب غرب مدينة غزة.

وأوضحت الوكالة أنه بذلك، يرتفع عدد القتلى جراء العمليات الإسرائيلية في القطاع خلال الساعات الـ24 الأخيرة، إلى ما لا يقلّ عن 85 قتيلاً، نقلاً عن المصادر الطبية في مستشفيات القطاع بحسب الوكالة.

ويأتي ذلك بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي، عن تنفيذ غارة على مدينة غزة، استهدفت “مخرباً مركزياً في منظمة حماس الإرهابية” بواسطة طائرة تابعة لسلاح الجو.

ووفق إعلان الجيش الإسرائيلي فإنه تم استخدام “أنواع الذخيرة الدقيقة، والاستطلاع الجوي وغيرها من المعلومات الاستخباراتية، بهدف تقليص احتمال إصابة المدنيين”.

أبو عبيدة
كان آخر ظهور لأبو عبيدة يوم الجمعة، حين نشر رسالة هدد فيها الجيش الإسرائيلي، تزامناً مع بدء إسرائيل ما وصفتها بـ “العمليات التمهيدية” لمهاجمة مدينة غزة

ورجّحت هيئة البث الإسرائيلية أن أبو عبيدة المتحدث باسم الجناح العسكري لحركة حماس، كان المستهدف بالغارة، موضحة أنه لم يتضح بعد ما إذا كانت عملية الاستهداف ناجحة.

ولم تعلّق إسرائيل أو حركة حماس على هذه التقارير حتى الآن.

  • ماذا نعرف عن الملثم أبو عبيدة الواجهة الإعلامية لحماس؟

وكان آخر ظهور لأبو عبيدة يوم الجمعة، حين نشر عبر قناته في تيلغرام رسالة مسجلة، هدد فيها الجيش الإسرائيلي بــ”القتل والأسر” تزامناً مع بدء إسرائيل ما وصفتها بـ “العمليات التمهيدية” لمهاجمة مدينة غزة.

وأضاف أبو عبيدة أن مقاتلي حماس في “حالة استنفار وجهوزية ومعنويات عالية، وسيقدمون نماذج فذّة في البطولة والاستبسال وسيلقّنون الغزاة دروساً قاسية”، محذراً من أن الرهائن الإسرائيليين سيكونون “مع المقاتلين في أماكن القتال والمواجهة”.

وعن واقع الوضع الإنساني في القطاع، قال مفوض عام الأونروا فيليب لازاريني إن طواقم طبية وصحفيون وعاملون بالمجال الإنساني قتلوا في غزة بشكل لا سابق له في التاريخ الحديث، على حد وصفه.

وأضاف في تصريحات له ” كل هذا يحدث دون عقاب لدرجة أن الفظائع الأخيرة وصفت بحوادث مؤسفة فيما يقع إنكار المجاعة، حان وقت العمل والشجاعة والإرادة السياسية لإنهاء هذا الجحيم على الأرض في غزة”.

من جانبه، أوضح منير البرش مدير عام وزارة الصحة في غزة أنهم يضطرون لوضع 6 أطفال على سرير واحد داخل المستشفيات بسبب دمار المنظومة الصحية.

وأكد أن هناك 40 ألف جريح من الأطفال في غزة منذ بداية الحرب، وأنه جرى تدمير أكثر من 150 مستودعاً للأدوية، وأن 1000 مريض قلب توفوا بسبب عدم توفر العلاج اللازم لهم.

وأضاف في تصريحات له بأن قرارهم واضح بان لا نزوح من المستشفيات ولن يتركوا المرضى، مشيرا إلى أن الجيش الاسرائيلي يستعمل الروبوتات الضخمة المفخخة لتدمير أحياء كاملة في جباليا، وأنهم وجدوا عائلات بأكملها تحت الأنقاض بسبب تفجير الروبوتات في جباليا.

إرهاق وجوع ورعب: هكذا يعيش ويعمل الصحفيون في غزة

إرهاق وجوع ورعب: هكذا يعيش ويعمل الصحفيون في غزة

“لم يخطر ببالي يوما أنني سأعيش وأعمل في خيمة، محروماً من أبسط أساسيات الحياة الآدمية حتى الماء والحمام.

خيمة من قماش وبلاستيك هي أشبه ببيوت زراعية في الصيف وثلاجات في الشتاء”، يقول الصحفي عبدالله مقداد لبي بي سي.

يتجمع الصحفيون في غزة في خيم بالقرب من المستشفيات على امتداد القطاع، هناك يعملون وينامون.

يحتاج الصحفيون إلى الكهرباء والإنترنت على مدار الساعة لإتمام عملهم. لكن الكهرباء مقطوعة عن القطاع، فيلجؤون إلى التمركز قرب المستشفيات التي لا تزال مولداتها الكهربائية تعمل لتمدهم بما يكفي لشحن هواتفهم ومعداتهم.

رغم صعوبة وخطورة التنقل في أنحاء قطاع غزة، يتحرّك الصحفيون لتغطية مستجدات الحرب، لكن في كثير من الأحيان لا يتمكنون من تجهيز أو إرسال الصور والفيديوهات التي يجمعونها إلا بعد عودتهم إلى الخيام القريبة من المستشفيات للحصول على الكهرباء.

“تمركزنا في المستشفيات يسرّع عملنا في التغطية فنحصل مباشرة على صور الإصابات والجثث والجنائز والمقابلات، خاصة أن التنقل والاتصالات للحصول على هذه المواد قد يستحيل في أحيان كثيرة، هذا بالإضافة إلى أن المستشفيات محمية في القانون الدولي الإنساني فيكون وجودنا فيها أكثر أماناً نسبياً.” تقول حنين حمدونة الصحفية بـ”دنيا الوطن” الفلسطينية، والتي تتعامل أيضاً مع مؤسسات دولية منها بي بي سي.

خريطة مواقع تمركز خيم الصحفيين قرب المستشفيات في قطاع غزة
يحتاج الصحفيون إلى الكهرباء والإنترنت على مدار الساعة لإتمام عملهم، لكن الكهرباء مقطوعة عن القطاع فيلجؤون إلى التمركز قرب المستشفيات التي مازالت مولداتها الكهربائية تعمل لتمدهم بما يكفي لشحن هواتفهم ومعداتهم.

لكن وجودهم قرب المستشفيات لم يضمن للصحفيين الأمان كما لم تضمنه لهم صفتهم المهنية التي من المفترض أنها تحميهم بموجب القانون الدولي.

“نشعر كصحفيين أننا مستهدفون كل الوقت”

قتل 197 صحفياً وعاملاً في المجال الإعلامي على الأقل منذ بدء الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة في تشرين الأول 2023 حتى 26 آب/آب 2025، 189 منهم في غزة، بحسب ما وثقته لجنة حماية الصحفيين، ويتجاوز هذا العدد حصيلة القتلى الصحفيين في العالم خلال السنوات الثلاث الماضية.

“نشعر كصحفيين أننا مستهدفون طول الوقت من قوات الاحتلال الإسرائيلي لذلك نعيش في قلق دائم على سلامتنا وسلامة أهلنا ” يقول الصحفي عاهد فروانة أمين سر نقابة الصحفيين الفلسطينيين لبي بي سي.

يقع على عاتق الصحفيين الفلسطينيين في غزة وحدهم نقل تفاصيل الحرب داخل القطاع المحاصر بعد أن منعت إسرائيل المؤسسات الإعلامية الدولية من الدخول إلى هناك.

فباتت هذه المؤسسات، ومن بينها بي بي سي، تعتمد على صحفيين محليين يعيشيون في غزة لتغطية الحرب.

ومع مرور نحو عامين من القتل المستمر والجوع والنزوح في القطاع، ازدادت حاجة المؤسسات الإعلامية للتغطية واستنزفت قوى الصحفيين من العمل دون توقف. وانفتح المجال أيضا أمام شباب من غزة، بعضهم لم يآذار الصحافة سابقًا، ليحملوا الكاميرا ويصبحوا مراسلين ومصورين صحفيين.

يعمل بعض الصحفيين بشكل رسمي وحصري مع مؤسسات محلية أو دولية. لكن كثيرين منهم يتعاقدون بنظام مؤقت أو ظرفي. يعني ذلك أن عملهم ليس مستقراً، وأن درجات الحماية والتأمين وكذلك الإمكانيات المتاحة لهم متفاوتة. لكن القتل والجوع والخوف يحاصرهم كما سكان القطاع، ولا توفر لهم صفتهم المهنية الحماية التي يفترض أن يتمتعوا بها.

“واجب كل صحفي في العالم أن يغطي الخبر وحقه أن يتمتع بحماية دولية. لكن للأسف لا يتعامل الجيش الإسرائيلي مع الصحفيين على هذا الأساس، خاصة عندما يتعلق الأمر بصحفيين فلسطينيين”. تقول الصحفية غادة الكرد لبي بي سي. وغادة هي مراسلة مجلة دير شبيغل الألمانية وتتعامل أيضاً مع مؤسسات دولية أخرى من بينها بي بي سي.

الصحفيون الخمسة الذين قتلهم قصف إسرائيلي مزدوج على مستشفى ناصر: حسام المصري ومريم أبو دقة وأحمد أبو عزيز ومحمد سلامة ومعاذ أبو طه.
الصحفيون الخمسة الذين قتلهم قصف إسرائيلي مزدوج على مستشفى ناصر: حسام المصري ومريم أبو دقة وأحمد أبو عزيز ومحمد سلامة ومعاذ أبو طه.

تنفي إسرائيل استهداف قواتها للصحفيين. لكنها تبنّت قتل مراسل الجزيرة في غزة أنس الشريف في خيمته الإعلامية باستهداف مباشر قتل خمسة من زملائه أيضاً. وبرّرت إسرائيل ذلك بأن الشريف “ينتمي للجناح العسكري لحماس” الأمر الذي نفاه أنس الشريف.

وقالت لجنة حماية الصحفيين إن إسرائيل فشلت في تقديم إثباتات تؤكد ادعاءها.

وقالت الرئيسة التنفيذية للجنة حماية الصحفيين، جودي غينسبرغ، لبي بي سي إن ذلك “نمط متكرر من إسرائيل، ليس فقط في الحرب الحالية بل على مدى العقود السابقة؛ تقتل القوات الإسرائيلية صحفيا، ثم تقول إسرائيل بعد ذلك إنه إرهابي، لكنها تقدم أدلة غير كافية لدعم هذه الادعاءات.”

وكان خمسة صحفيين، يعملون مع وكالات دولية، من بين عشرين شخصا على الأقل قتلهم قصف إسرائيلي مزدوج على مستشفى ناصر في خان يونس جنوب غزة يوم الإثنين 25 آب/ آب 2025.

وأظهرت لقطات مباشرة قصف الغارة الثانية عمال إغاثة كانوا قد وصلوا المكان لمساعدة ضحايا القصف الأول.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الجيش “يجري تحقيقا شاملا” في ما وصفه بـ”الحادث المأساوي”.

صحفيتان داخل خيمة نقابة الصحفيين.
“نشعر كصحفيين أننا مستهدفون طول الوقت من قوات الاحتلال الإسرائيلي” يقول الصحفي عاهد فروانة أمين سر نقابة الصحفيين الفلسطينيين لبي بي سي

“إن كنت تعمل داخل خيمة، لا تدري ما الذي قد يحدث في أي لحظة، قد تقصف خيمتك أو محيطها، ماذا تفعل حينها؟ أمام الكاميرا يجب أن أكون شديد التركيز وصاحي الذهن وسريع البديهة رغم التعب. لكن الأصعب هو التركيز على ما يجري في محيطي وما يمكن فعله إذا استُهدف مكان وجودي. أسئلة كثيرة تدور في ذهنك باستمرار ولا أجوبة عنها أبداً”، يقول الصحفي عبد الله مقداد، مراسل التلفزيون العربي في غزة، لبي بي سي.

“ننقل بثبات أخبار جوع الناس ووجعهم ونحن جوعى وموجوعون”

أعلنت مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) التابعة للأمم المتحدة في 22 آب/ آب، دخول قطاع غزة رسميا في مرحلة المجاعة رسميا. حيث رفعت المبادرة التابعة للأمم المتحدة تصنيفها للوضع في غزة إلى الدرجة الخامسة وهي أقصى وأسوأ درجة في مقياس عدم الأمن الغذائي الحاد.

وقالت المبادرة إن أكثر من 500 ألف شخص في غزة يواجهون “الجوع والفقر المدقع والموت”.

ووجد تقرير أممي في تموز/تموز أن واحداً من كل ثلاثة أشخاص في غزة يقضي أياماً متتالية دون أكل.

“قد يكون كأس القهوة المخلوطة بالحمص أو كأس شاي دون سكر هو كل ما تستطيع تناوله طوال يوم العمل”، يقول الصحفي المستقل أحمد جلال لبي بي سي: “في أيام كثيرة يصيبنا صداع شديد وإعياء فلا نقدر على المشي من شدة الجوع، لكننا نواصل عملنا وتنقّلنا لمسافات طويلة حتى نؤمّن تغطية للخبر أو شحنا لمعداتنا وبحثاً عن شبكة انترنت لنقل الخبر خارج أسوار القطاع”.

نزح أحمد جلال مع عائلته مرات كثيرة، وفي كل مرة كان يواصل عمله الصحفي بينما يحاول تأمين ملجئ آمن وماء وغذاء لعائلته.

يحتاج ابن أحمد لتدخل جراحي، لكن ظروف غزة في هذه الحرب حرمت الولد من العلاج. يعتصر الألم قلب أحمد جلال وهو يتحدث أمام الكاميرا عن أطفال غزة الذين لا يجدون العلاج، وصورة ابنه وعجزه عن فعل أي شيء لمساعدته تزيد عبء العمل ثقلاً وتزيده أيضاً صدقاَ، كما يقول.

“نحن نصبح جزءاً من الخبر وناقليه في الوقت ذاته، وربما يكون هذا سبباً ودافعاً لمواصلتنا تقديم الصورة بصدق أكثر”، يقول جلال.

“ينفطر قلبي من شدة الوجع وأنا أنقل خبر قتل زملاء صحفيين، وعقلي يحدثني أنني الآتي… يأكلني الألم من الداخل لكنني أخفيه عن الكاميرا وأواصل العمل”.

وفي نهاية حديثه لبي بي سي هكذا لخص أحمد جلال شعوره: “أشعر أنني أختنق، منهك، وجائع، ومتعب، وخائف، ولا أستطيع حتى التوقف للاستراحة”.

“فقدنا خلال هذه الحرب القدرة على التعبير عن مشاعرنا”

صورة الصحفية غادة الكرد ترتدي سترتها الصحفية
غادة الكرد مراسلة مجلة دير شبيغل الألمانية وتعمل أيضاً مع مؤسسات دولية أخرى من بينها بي بي سي

على عكس أحمد جلال، ورغم الألم البادي في صوتها لم تستطع غادة الكرد التعبير عما تشعر به وهي تغطي لما يقرب من سنتين أخبار الموت والجوع المنتشر بين أهلها في مدينتها. تقول غادة لبي بي سي:

“ليس لدينا وقت للتفكير في مشاعرنا، فقدنا خلال هذه الحرب القدرة على التعبير عن مشاعرنا. نحن في صدمة مستمرة. ربما نسترجع هذه القدرة بعد أن نتنهي الحرب”.

وحتى يأتي ذلك اليوم تستمر غادة في كتمان خوفها على طفلتيها، وحزنها على أخيها وعائلته الذين مازالت جثثهم تحت الأنقاض منذ بداية الحرب في منطقة عسكرية، كما تقول.

“غيرت الحرب نفسياتنا وشخصياتنا، سنحتاج فترة استشفاء كبيرة بعد نهاية الحرب حتى نعود كما كنا قبل السابع من تشرين الأول 2023″، تقول غادة.

خيمة مركز التضامن الإعلامي التابعة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين تتوسط خياما إعلامية أخرى
خيمة مركز التضامن الإعلامي التابعة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين

أصدرت سبع وعشرون دولة عضوا في تحالف حرية الإعلام من بينها المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وأستراليا واليابان، بيانًا مشتركا يدعو إسرائيل إلى السماح لوسائل الإعلام الأجنبية المستقلة بالدخول الفوري إلى غزة.

وأدان البيان الهجمات على الصحفيين، وقال “إن الاستهداف المتعمَّد للصحفيين غير مقبول. والقانون الدولي الإنساني يمنح الحماية للصحفيين المدنيين خلال الصراع المسلح”، مؤكدًا أن من يعملون في غزة، محليون أو أجانب يجب أن يتمتعوا بالحماية.

ساعد في إعداد التقرير المصور الصحفي في غزة عامر سلطان.