
وزير خارجية أوكرانيا سابقا: الناخبون الأوروبيون يرفضون فكرة إرسال قوات إلى أوكرانيا
وصف وزير الخارجية الأوكراني السابق دميتري كوليبا فكرة نشر قوات أجنبية في أوكرانيا بأنها “كابوس انتخابي” يطارد الساسة الأوروبيين، مشيرا إلى أن ناخبيهم يرفضون بشكل قاطع هذه الخطوة.
وقال كوليبا في مقال رأي نشرته صحيفة “واشنطن بوست”: “في العواصم الأخرى ما زالت النقاشات حول الضمانات الأمنية تراوح مكانها. فيما تُعد فكرة إرسال قوات عسكرية إلى أوكرانيا بمثابة كابوس انتخابي لمعظم السياسيين الأوروبيين، إذ لا يرغب الناخبون حتى في سماعها”.
وأشار إلى أن الأوكرانيين “قد يرحبون بوجود قوات أجنبية، غير أن جدوى هذا الخيار تظل موضع شك”، موضحا أن نشر وحدات غربية على خطوط التماس “سيستدعي تكاليف مالية ولوجستية هائلة وغير مسبوقة”، بينما “سيبقى تأثير تمركزها بعيدا عن جبهات القتال محدودا”.
ورأى كوليبا أن “الدعم العسكري أو الفني، وبرامج التدريب والتأهيل، وحتى المساندة السياسية، لا ترقى إلى مستوى الضمانات الأمنية التي تحتاجها كييف”، معتبرا أن “الحل يكمن في تزويد أوكرانيا بكميات ضخمة من الأسلحة وتخزينها داخل أراضيها، إضافة إلى إغلاق أجوائها عبر منظومات الدفاع الجوي والمقاتلات الأوروبية”.
يُذكر أن كييف كررت في أكثر من مناسبة رغبتها في استضافة قوات عسكرية من دول شريكة، وليس مجرد بعثات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة أو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. غير أن تفاصيل مهام هذه القوات وصلاحياتها، والدول المستعدة لإرسالها، لا تزال غامضة.
وفي 27 آذار الماضي، استضافت باريس قمة لـ”تحالف الراغبين”، شارك فيها ممثلون عن نحو 30 دولة لبحث الضمانات الأمنية المحتملة لأوكرانيا بعد انتهاء النزاع. وكان من أبرز الموضوعات المطروحة احتمال نشر قوات عسكرية أجنبية على الأراضي الأوكرانية، وسط غياب أمريكي عن الاجتماع. في المقابل، نقلت وسائل إعلام أن عددا من الدول مستعد للانخراط في ما يسمى “مهمة حفظ السلام” في أوكرانيا شريطة وجود دعم أمريكي.
من جانبه، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الضمانات الأمنية التي يمكن أن تحصل عليها كييف لن تكون مشابهة لتلك الموجودة في حلف “الناتو”، مشددا في الوقت نفسه على أنه لن تكون هناك قوات أمريكية على الأراضي الأوكرانية خلال فترة رئاسته.
وكان سكرتير مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو، قد حذر من أن “تحالف الراغبين” يخطط لإرسال قوات إلى أوكرانيا تحت غطاء “قوات حفظ سلام”. كما شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مرارا على أن وجود قوات تابعة للناتو على الأراضي الأوكرانية، تحت أي مسمى أو صفة، يشكل تهديدا مباشرا لروسيا، مؤكداً أن موسكو لن تقبل بذلك بأي حال من الأحوال.
وتشدد موسكو على أن الضمانات الأمنية يجب أن تُمنح في إطار جماعي لا يستند إلى منطق المواجهة مع روسيا، لافتة إلى أن أهداف العملية العسكرية الخاصة ما زالت تتمثل في نزع السلاح من أوكرانيا وضمان حيادها، إضافة إلى الاعتراف بالوقائع الميدانية القائمة على الأرض.
المصدر: واشنطن بوست +RT