
واشنطن تستهدف بعقوبات جديدة شبكة لتهريب النفط الإيراني بغطاء عراقي
فرضت وزارة الخزانة الأميركية، اليوم الثلاثاء، عقوبات على شبكة واسعة من السفن وشركات الشحن، يتزعمها رجل أعمال يحمل الجنسيتين العراقية وسانت كيتس ونيفيس، بتهمة تهريب النفط الإيراني والترويج له على أنه نفط عراقي المنشأ، في محاولة للالتفاف على العقوبات المفروضة على طهران، علماً أن الرجل المقصود هو وليد خالد حميد السامرائي، بحسب موقع وزارة الخزانة.
تأتي هذه الخطوة في إطار الضغوط المستمرة التي تآذارها إدارة الرئيس دونالد ترامب على إيران، في وقت تتعثر فيه المحادثات النووية بين الطرفين. وكانت الجولة السادسة من المفاوضات قد توقفت منذ اندلاع حرب استمرت 12 يوماً في حزيران/حزيران الماضي.
وقال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، اليوم الثلاثاء، إن مسار المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة لم يُغلق بعد، لكنّه أشار إلى أن المطالب الأميركية بفرض قيود على برنامج الصواريخ الإيراني تُعيق أي تقدم على هذا الصعيد.
وذكرت وزارة الخزانة الأميركية أنّ الشبكة، التي يقع مقرها الرئيسي في الإمارات، تعتمد على مزج النفط الإيراني بالنفط العراقي سراً، ثم تسويقه على أنه نفط عراقي فقط، بهدف تضليل الأسواق العالمية وتجاوز العقوبات الأميركية.
وقال وزير الخزانة سكوت بيسنت، في بيان رسمي: “من خلال استهداف تدفق عوائد النفط الإيراني، ستعمل وزارة الخزانة على إضعاف قدرة النظام الإيراني على تنفيذ هجمات على الولايات المتحدة وحلفائها”، وأضاف: “ما زلنا ملتزمين بألّا يكون النفط الإيراني جزءاً من الإمدادات العالمية وسنواصل جهودنا للتصدي لمحاولات طهران المستمرة للتهرّب من العقوبات”.
ولم يصدر بعد أي تعليق من بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك على العقوبات الجديدة، وبحسب الوزارة فقد جرى إدراج رجل الأعمال المعني وعدد من الكيانات، بينها شركة بابيلون نافيغيشن دي.إم.سي.سي ومجموعة من السفن المرتبطة بها. وتُعد “بابيلون نافيغيشن” إحدى شركتين مقرهما الإمارات يديرهما رجل الأعمال وتديران عمليات الشبكة.
كما حددت الخزانة الأميركية عدداً من الناقلات التي ترفع علم ليبيريا، من بينها “أدينا” و”ليليانا” و”كاميلا”، باعتبارها سفناً تمتلكها أو تديرها الشركة. وأشارت إلى أن هذه الناقلات لعبت دوراً محورياً في مزج النفط الإيراني بالنفط العراقي في عرض البحر، عبر عمليات النقل من سفينة إلى أخرى في الخليج والموانئ العراقية.
وشملت العقوبات أيضاً عدداً من الشركات المسجلة في جزر مارشال، من بينها: تريفو نافيغيشن، كيلي شيب تريد المحدودة، أوديار منجمنت إس.إيه، باناريا مارين إس.إيه، وتوبسايل شيب هولدينغ، متهمةً إياها بالعمل كمالكين مسجلين للسفن بهدف إخفاء حجم ملكية رجل الأعمال المستهدف.
وفي تفاصيل أوردها موقع الخزانة الأميركية، أنه لإخفاء أنشطتهم في تهريب النفط الإيراني، تستخدم السفن التابعة للسامرائي عمليات نقل من سفينة إلى أخرى مع سفن خاضعة للعقوبات ومرتبطة علناً بأسطول الظل الإيراني، وذلك بهدف إبعاد نفسها عن التعامل المباشر مع قطاع النفط الإيراني.
ويشمل أسطول الناقلات الإيراني سفناً مملوكة لإيران وأخرى أجنبية، تُستخدم للالتفاف على العقوبات الدولية من خلال إخفاء شحنات النفط، كما تلجأ سفن السامرائي إلى أساليب تمويه أخرى لإخفاء أنشطتها، مثل عمليات النقل غير الآمنة من سفينة إلى أخرى ليلاً، وتزوير نظام التعريف الآلي للسفن (AIS spoofing)، وترك فجوات ملحوظة في تقارير الموقع الصادرة عن هذا النظام.
ويجري إدراج السامرائي وشركة بابيلون بموجب الأمر التنفيذي 13902 لعملهما في قطاع النفط ضمن الاقتصاد الإيراني، كما يجري إدراج شركة غلاكسي أويل بموجب الأمر التنفيذي نفسه، لكونها مملوكة أو خاضعة لسيطرة السامرائي، أو لأنها عملت أو يُزعم أنها عملت بالنيابة عنه على نحوٍ مباشر أو غير مباشر.
أما السفن أدينا وليليانا وكاميلا ودلفينا وبيانكا وروبرتا وألكسندرا وبيلاجيو وباولا، فقد جرى تحديدها بموجب الأمر التنفيذي 13902 باعتبارها ممتلكات لشركة بابيلون لها مصلحة فيها، كما جرى إدراج شركات تريفو وكيلي وأوديار وباناريا وتوبسايل بموجب الأمر التنفيذي 13902، لكونها مملوكة أو خاضعة لسيطرة بابيلون، أو لأنها عملت أو يُزعم أنها عملت بالنيابة عنها على نحوٍ مباشر أو غير مباشر.