وزير الدفاع الإسرائيلي يؤكد قتل أبو عبيدة رسمياً، ولا تعليق من حماس حتى الآن

وزير الدفاع الإسرائيلي يؤكد قتل أبو عبيدة رسمياً، ولا تعليق من حماس حتى الآن

أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس مقتل “أبو عبيدة” الناطق باسم كتائب القسام في غزة. يأتي هذا بعد تأكيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الجيش استهدف أبو عبيدة.

وقال نتنياهو في بيان صدر عن مكتبه بعد الاجتماع الأسبوعي للحكومة إن جهاز الشاباك والجيش شنا “هجوماً على المتحدث باسم حماس … أبو عبيدة”. وأشار إلى أنهم لا يعلمون النتيجة النهائية للضربة حتى الآن.

وقال نتيناهو “أرى أنه لا يوجد من يتحدث باسم حماس حول هذا الأمر، لذلك الساعات والأيام المقبلة ستكشف ما ستكشف”.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن مساء السبت 30 آب آب، مهاجمة ما وصفه بـ الشخصية “المركزية” من منظمة حماس، في منطقة مدينة غزة شمال القطاع.

ووفقاً للبيان فإنَّ الجيش الإسرائيلي والشاباك هاجما بتوجيه من هيئة الاستخبارات العسكرية “مخرباً مركزياً في منظمة حماس الإرهابية” من خلال طائرة تابعة لسلاح الجو.

ووفق إعلان الجيش الإسرائيلي فإنه تم استخدام “أنواع الذخيرة الدقيقة، والاستطلاع الجوي وغيرها من المعلومات الاستخباراتية… بهدف تقليص احتمال إصابة المدنيين”.

  • لغز الأعداء: ما واقعية اتهام حماس بأنها “صنيعة” إسرائيلية؟
  • ماذا نعرف عن الملثم أبو عبيدة الواجهة الإعلامية لحماس؟
صورة أرشيفية يظهر فيها الرئيس السابق للمكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية (يسار)، والناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة (وسط)، وعضو المكتب السياسي لحماس موسى أبو مرزوق (يمين).
صورة من عام 2014 في غزة يظهر فيها الرئيس السابق للمكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية (يسار)، والناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة (وسط)، وعضو المكتب السياسي لحماس موسى أبو مرزوق (يمين)

وكانت أحدث الرسائل التي بثها أبو عبيدة عبر قناته في تيلغرام يوم الجمعة 29 آب آب، إذ هدد الجيش الإسرائيلي بالقتل والأسر بالتزامن مع بدء ما وصفتها إسرائيل بـ “العمليات التمهيدية” لمهاجمة مدينة غزة.

وأضاف أبو عبيدة أن مقاتلي حماس في “حالة استنفار وجهوزية ومعنويات عالية، وسيقدمون نماذج فذّة في البطولة والاستبسال وسيلقّنون الغزاة دروساً قاسية بعون الله”، محذراً من أن “الأسرى سيكونون مع المقاتلين في أماكن القتال والمواجهة”.

  • كيف أعدّت حماس قوة لضرب إسرائيل في السابع من تشرين الأول؟
  • “الوهم المتبدد” فيلم فلسطيني يوثق عملية أسر الجندي جلعاد شاليط
صورة لأبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، خلال مؤتمر صحفي في مدينة غزة في 30 أيلول/أيلول 2009
صورة لـ “أبو عبيدة”، المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، خلال مؤتمر صحفي في مدينة غزة في 30 أيلول/أيلول 2009

ولطالما لفت أبو عبيدة، الأنظار بظهوره المتكرر كممثل للجناح العسكري لحركة حماس على وسائل التواصل الاجتماعي ونشره لرسائل الحركة وبياناتها العسكرية، فضلاً عن هالة الغموض التي أحاطته كشخص ملثم لا يكشف عن هويته.

واشتهر أبو عبيدة بظهوره بالكوفية أو الوشاح الأحمر الذي يغطي فيه جميع ملامح وجهه سوى جزء بسيط من عينيه، كما يلاحظ في ظهوره خلال السنوات الأخيرة ارتدائه عُصبة رأس يتوسطها شعار كتائب القسام ومكتوب عليها “كتائب القسام” و”لا إله إلا الله محمد رسول الله”، إلى جانب ارتدائه اللباس العسكري، دون رتب، لكنه يحمل على الجانب الأيسر من صدره شارة مكتوب عليها “الناطق العسكري”، وعلى يده اليسرى علم الدولة الفلسطينية، وعلى يده اليسرى شعار كتائب القسام.

صورة لـ "أبو عبيدة" في واحدة من بياناته المصورة في شهر آذار/آذار 2025
صورة لـ “أبو عبيدة” في واحدة من بياناته المصورة في شهر آذار/آذار 2025

وعُرف “أبو عبيدة” منذ أوائل إطلالاته عام 2006 متحدثاً باسم كتائب القسام، لكن حضوره صار محط الأنظار بشكل متزايد منذ شنِّ حماس هجومها على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/تشرين الأول عام 2023، إذ أصبح المصدر الأبرز للرواية العسكرية لحركة حماس وتفاصيل المجريات والتطورات على الأرض من منظور الحركة، وتنوعت بياناته بين المصوّرة والمكتوبة والصوتية.

ورغم إطلالاته المكثفة في الفترة الأولى من الحرب، إلا أنه ما لبث أن تراجع وأصبح قليل الظهور، مما أثار تساؤلات في وسائل التواصل الاجتماعي عن أسباب ذلك الغياب أو الانقطاع في أكثر من مناسبة.

وتحيل كنية “أبو عبيدة” التي يستخدمها إلى أبي عبيدة بن الجراح، الصحابي والقائد العسكري المسلم، الذي كان أحد أصحاب النبي محمد.

ولطالما تعرضت شخصية “أبو عبيدة” لنقد لاذع من الناطق باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي، قائلاً في أكثر من مرة إن الاسم الحقيقي لـ “أبو عبيدة” هو “حذيفة الكحلوت”، عارضاً إحدى الصور لـ “أبو عبيدة” يرافقها تأثير يُزيل عنه اللثام، لتظهر ملامح رجل، قال أفيخاي إنه أبو عبيدة. ولم تعلق حماس ولا القسام حينها على تلك الادعاءات.

حركة حماس تقر بمقتل محمد السنوار بعد ثلاثة أشهر من إعلان إسرائيل اغتياله، فمن هو؟

حركة حماس تقر بمقتل محمد السنوار بعد ثلاثة أشهر من إعلان إسرائيل اغتياله، فمن هو؟

أقرت حركة حماس مساء السبت، بمقتل محمد السنوار ، القيادي في جناحها العسكري والشقيق الأصغر لزعيمها السابق يحيى السنوار خلال منشور لها في منصة تليغرام، بعد قرابة شهرين من تأكيد الجيش الإسرائيلي التعرف على جثته في حزيران/حزيران الماضي.

وتضمن منشور حماس صوراً وأسماءً قالت إنها تُعرض للمرة الأولى لقادة قتلوا في الحركة، ووصفت محمد السنوار بـ”الشهيد القائد محمد السنوار أبو إبراهيم”، وهي المرة الأولى التي تتحدث فيها الحركة عن مقتله.

وشن الجيش الإسرائيلي في أيار/أيار هجوماً على خان يونس في جنوب القطاع، وقال إنه استهدف محمد السنوار، الشقيق الأصغر ليحيى السنوار زعيم الحركة الذي اغتالته إسرائيل خلال الحرب الجارية أيضاً.

وبعد نحو شهر، أعلن الجيش الإسرائيلي، التعرُّف على جثة محمد السنوار “رسمياً وبشكل مؤكد” على جثة قائد الجناح العسكري للحركة الذي اغتيل في هجوم على خان يونس.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أعلن في 28 من أيار/أيار من العام الجاري، مقتل محمد السنوار، “أحد أبرز المطلوبين لإسرائيل” والشقيق الأصغر لزعيم الحركة الراحل يحيى السنوار، غير أن الحركة لم تعلّق على إعلان نتنياهو.

فمن هو محمد السنوار؟

منذ مقتل يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، واغتيال محمد الضيف، قائد أركان كتائب القسام الذراع العسكري للحركة، تصاعدت التكهنات بشأن هيمنة محمد السنوار على قرار الحركة في القطاع في ظل استمرار الحرب في غزة منذ ما يقرب من عام ونصف العام، واستمرار المفاوضات بهدف التوصل لاتفاق لتبادل الرهائن والسجناء والمعتقلين بين إسرائيل وحماس.

ويُعدّ محمد السنوار من أبرز القادة العسكريين في كتائب القسام، ويتمتع بنفوذ واسع داخل الأطر التنظيمية في غزة، إذ شغل سابقاً مناصب قيادية أمنية، وكان من المقربين إلى شقيقه يحيى، ما عزز من احتمالات طرح اسمه كخليفة محتمل.

  • من هو يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحماس الذي قُتل في اشتباك مع الجيش الإسرائيلي؟

وعلى مر السنين، حاولت إسرائيل استهدافه على الأقل خمس مرات، كما ارتبط اسمه بعملية اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط وبأدوار عسكرية في حرب غزة الحالية.

ورغم ندرة المعلومات المتوفرة من المصادر العربية والفلسطينية حول شخصية محمد السنوار، ووفقاً لما أفاد به صحفيون فلسطينيون في حديث مع بي بي سي، فإن قلة المعطيات تعود إلى طبيعته العسكرية وتحركه بعيداً عن الأضواء، إلا أن المعلومات التالية هي المتوفرة حوله.

مولده ونشأته

وُلد محمد السنوار عام 1975 في خان يونس، وكان حينها شقيقه يحيى قد بلغ الثالثة عشرة من عمره، هُجّرت عائلتهما من قرية قرب عسقلان عام 1948 واستقرت في جنوب غزة.

في عام 1991، سجن محمد السنوار في إسرائيل مدة تسعة أشهر في سجن كتسيعوت “للاشتباه بنشاطه الإرهابي”.

تقول صحيفة جيروزاليم بوست، إنه ومع تزايد خطورة هجمات حماس على إسرائيل منذ عام 2000 وما بعده، ازدادت الثقة في محمد ومكانته، بمساعدة السمعة التي اكتسبها كونه “شقيق يحيى”، وهي سمعة تعززت خلال فترة وجود يحيى في السجون الإسرائيلية.

وتوطدت علاقته بقادة ميدانيين أصبحوا فيما بعد شخصيات رئيسية، مثل محمد الضيف، وسعد العرابيد، وآخرين شاركوا في تطوير القدرات العسكرية لحماس، وعمل معهم جنباً إلى جنب، بحسب الصحيفة.

ووفقاً لمسؤولين إسرائيليين، كان محمد السنوار من بين المسؤولين عن اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2006، الأمر الذي أدى في النهاية إلى إطلاق سراح شقيقه يحيى في صفقة أفرج فيها عن شاليط مقابل 1027 سجيناً فلسطينياً.

ومنذ عقود، يعيش محمد السنوار متوارياً عن الأنظار، لتجنب القبض عليه أو اغتياله من قبل أجهزة الأمن الإسرائيلية.

“رجل الظل”

عمل متخفياً لفترة طويلة لذا أطلق عليه رجل الظل واكتسب خبرة عملياتية فأصبح عنصراً أساسياً في الاستراتيجية العسكرية في حماس.

ولم يكن كثيرون يعرفون محمد السنوار قبل أن يتم الكشف عن صورته وهو داخل سيارة في نفق ضخم بالقرب من معبر بيت حانون/ إيريز في فيديو نشره الجيش الإسرائيلي نهاية عام 2023.

“أكثر قسوة من يحيى”

وصفت صحيفة جيروزاليم بوست نقلاً عن مصادر عسكرية إسرائيلية محمد السنوار بأنه “أكثر قسوة” من شقيقه يحيى.

وذكرت الصحيفة نقلاً عن المصادر العسكرية: “لن تجد حدثاً رئيسياً في البناء العسكري لحماس على مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية لم يشارك فيه محمد السنوار، شغل منصب قائد خان يونس، وهو منصب رفيع المستوى، وحتى القادة الذين خلفوه خضعوا لتأثيراته. من المهم أن نفهم أنه كان ممثل الضيف على الأرض، يتحدث مع المقاتلين وقادة الألوية والكتائب، مما زاد من نفوذه”.

وتضيف الصحيفة: “كان شديد الولاء للضيف، ولم يضعف موقفه قط، وكان الجميع يعلم أن أي قرار يتخذه يحظى بدعم الضيف، وهي ميزة تمتع بها محمد كثيراً”.

مفاوضات الرهائن والسجناء

وذكرت وسائل إعلام عربية وإسرائيلية، أن المباحثات الرامية إلى التوصل لهدنة في غزة مؤخراً “لم تتعثر” بشكل كامل، لكن محمد السنوار، “الذي تدخل في تلك المفاوضات، أظهر مواقف أكثر تشدداً مقارنة بشقيقه الراحل يحيى السنوار”.

وتشير التقديرات إلى أن محمد “لا يشارك فقط في جهود الحرب الحالية، بل أيضاً في المفاوضات مع إسرائيل بشأن إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والسجناء الفلسطينيين”، كما أن له دوراً كبيراً في بناء الأنفاق في غزة.

إعادة بناء حماس

قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، إن “محمد السنوار يعيد بناء الحركة بتجنيد مقاتلين جدد في قطاع غزة، مما يدفع إسرائيل نحو حرب استنزاف”.

وذكرت الصحيفة أن “حركة حماس تعرضت لضربة قوية في الخريف الماضي بعد اغتيال يحيى السنوار، لكن الحرب المستمرة على القطاع خلقت أيضاً جيلاً جديداً من المقاتلين، وملأت غزة بالذخائر غير المنفجرة التي تعيد الحركة تصنيعها إلى قنابل تستخدمها في معاركها المستمرة بالقطاع”.

ونقلت الصحيفة عن اللواء الإسرائيلي المتقاعد عامير عفيفي قوله: “تعد حملة التجنيد والقتال المستمر تحت قيادة محمد السنوار تحدياً جديداً لإسرائيل”، مشيراً إلى أن “وتيرة إعادة بناء حماس لقدراتها أسرع من وتيرة القضاء عليها من قبل الجيش الإسرائيلي”.

وأكد عفيفي أن محمد السنوار “يدير كل شيء” وأنه “محور جهود إحياء حماس”، وقال إنه بعد اغتيال يحيى السنوار، قرر مسؤولو الحركة في الخارج “تشكيل مجلس قيادة جماعية بدلاً من تعيين رئيس جديد، لكن مقاتلي حماس في غزة لم يمتثلوا، ويعملون الآن بشكل مستقل تحت قيادة السنوار الأصغر” على حد قوله.

الكابينت الإسرائيلي يبحث السيطرة على مدينة غزة وضم الضفة

الكابينت الإسرائيلي يبحث السيطرة على مدينة غزة وضم الضفة

ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي وهيئة البث الإسرائيلية أن الحكومة الإسرائيلية قررت نقل اجتماعها المقرر اليوم إلى موقع وُصِفَ بأنه “أكثر تحصيناً”، في أعقاب سلسلة الاغتيالات التي نفذتها إسرائيل مؤخراً في اليمن.

ويعقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) اجتماعاً من المتوقع أن يتناول عدة ملفات، أبرزها خطة السيطرة على مدينة غزة، وموجة الاعترافات الدولية المتوقعة بدولة فلسطين خلال الدورة المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة، إضافة إلى بحث مسارات تطبيع محتملة مع سوريا ولبنان.

ووفقاً لهيئة البث الإسرائيلية، سيناقش الاجتماع أيضًا ملفات داخلية وخطوات مثيرة للجدل، منها ضم أجزاء من الضفة الغربية، الاستيلاء على أموال تابعة للسلطة الفلسطينية، إخلاء قرية الخان الأحمر، والمضي في مشاريع استيطانية رمزية في منطقة E1 شرقي القدس.

شروط نتنياهو “التعجيزية” لصفقة التبادل

عائلات الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس في غزة وأنصارهم خلال مظاهرة تدعو الحكومة إلى التوقيع على اتفاق إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار خارج مقر كرياه العسكري في تل أبيب.
عائلات الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس في غزة وأنصارهم خلال مظاهرة تدعو الحكومة إلى التوقيع على اتفاق إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار خارج مقر كرياه العسكري في تل أبيب.

الباحث في الشأن الإسرائيلي، عصمت منصور قال في حديث لبي بي سي، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى من خلال اجتماع الكابينت إلى تثبيت موقفه الرافض لأي صفقات تبادل جزئية، متمسكاً بمبدأ “الكل مقابل الكل”، ومشروطاً بخمسة بنود:

  • نزع سلاح حركة حماس
  • إعادة جميع الرهائن الأحياء منهم والأموات
  • تجريد غزة من قدراتها العسكرية
  • فرض السيطرة الأمنية الإسرائيلية على القطاع
  • إنشاء إدارة مدنية لا تتبع لا لحماس ولا للسلطة الفلسطينية

ويرى منصور أن هذه الشروط “تعجيزية” ولا يمكن أن تقبل بها حماس، ما يعني أن نتنياهو يتجه إلى فرضها بالقوة، عبر تنفيذ عملية عسكرية شاملة في مدينة غزة، لافتًا إلى أن الجيش الإسرائيلي أعد خططًا ميدانية لذلك، إلى جانب تجهيز مناطق إنسانية للسكان، في إشارة إلى أن المرحلة المقبلة ستكون “أكثر تعقيداً وفتكاً”.

“إمارة الخليل” وضم الكتل الاستيطانية

كما يتناول جدول أعمال الاجتماع، بحسب منصور، مشروع “إمارة الخليل” وفصلها عن الضفة الغربية، إلى جانب الخطوات الإسرائيلية المرتقبة لمواجهة الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، وضم الكتل الاستيطانية الكبرى في المنطقة المصنفة (ج).

وأشار إلى أن النقاش السياسي في إسرائيل بات يتجه بشكل واضح نحو خطوات أحادية سواء في الضفة الغربية المحتلة أو في قطاع غزة، محذرًا من تداعيات خطيرة على الفلسطينيين الذين يواجهون، وفق تعبيره، حصارًا ماليًا وسياسيًا وعسكريًا متصاعدًا.

وقال إن إسرائيل تفرض “إقامة جبرية” على القيادة الفلسطينية وتمنعهم من الذهاب إلى الأمم المتحدة بالرغم من أن القرار الإسرائيلي منافي لكل القوانين الدولية٬ وهناك فرض حصار مالي على السلطة٬ التي تعجز عن دفع رواتب لموظفيها٬ وحصار عسكري على ارض الواقع من خلال التضييق والخنق بالحواجز العسكرية والبوابات.

الموقف الفلسطيني: “الاحتلال خارج على القانون الدولي”

من جانبه، قال عمر عوض الله، مساعد وزير الخارجية الفلسطيني لشؤون الأمم المتحدة، في حديث مع بي بي سي، إن إسرائيل “قوة احتلال تآذار سيطرة غير قانونية على الأرض الفلسطينية”، معتبرًا أن السياسات الإسرائيلية في الضفة وغزة، بما فيها الاستيطان والإعدامات الميدانية، ترقى إلى “جرائم حرب” وفق ميثاق روما.

وأضاف أن فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة “غير شرعي ولن يغير من صمود الفلسطينيين على أرضهم”، مشدداً على أن السلطة الفلسطينية ستواصل مواجهة هذه الإجراءات عبر القانون الدولي والمحاكم الدولية.

أزمة المشاركة الفلسطينية في الأمم المتحدة

وعن قرار واشنطن سحب تأشيرات الرئيس محمود عباس وأكثر من 80 مسؤولاً فلسطينياً، ومنعهم من المشاركة في أعمال الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة المقررة في أيلول أيلول المقبل، قال عوض الله إن هذا “إجراء تعسفي” وإن الخيار الأساسي للقيادة الفلسطينية يبقى المشاركة من على منبر الأمم المتحدة، وإن على الولايات المتحدة أن تحترم قوانين الأمم المتحدة وأنها موجودة على أرضها.

وبحسب مصادر فلسطينية، فإن السلطة الفلسطينية تدرس خيارات بديلة في حال تمسكت الولايات المتحدة بالمنع، من بينها مطالبة الأمين العام للأمم المتحدة بنقل اجتماعات الجمعية إلى جنيف، كما حدث عام 1988، عندما مُنع الرئيس الراحل ياسر عرفات من دخول نيويورك، أو تفويض المندوب الفلسطيني رياض منصور بإلقاء كلمة الرئيس عباس وتمثيله في الاجتماعات، أو اللجوء إلى إلقاء الكلمة عبر تقنية الاتصال المرئي.

وكان من المقرر أن يتوجه الرئيس عباس إلى نيويورك في التاسع عشر من أيلول أيلول المقبل للمشاركة في مؤتمر خاص بحل الدولتين تنظمه الأمم المتحدة برعاية السعودية وفرنسا، على هامش اجتماعات الجمعية العامة، وإلقاء كلمة أمام قادة العالم.

ومن المتوقع أن تشهد الدورة المقبلة للجمعية العامة إعلان دول عدة، من بينها بريطانيا وفرنسا وكندا وأستراليا ومالطا، اعترافها الرسمي بدولة فلسطين.

كما صرّح رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر نهاية تموز تموز أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين في أيلول المقبل، “إذا لم تتخذ إسرائيل خطوات جوهرية لإنهاء الوضع المروع في غزة”، حسب تعبيره.

الكابينت يُناقش مستقبل العملية العسكرية في غزة، وإسرائيل تستهدف شخصية “مركزية” من حماس

الكابينت يُناقش مستقبل العملية العسكرية في غزة، وإسرائيل تستهدف شخصية “مركزية” من حماس

يستعد مجلس الوزراء الإسرائيلي “الكابينت” لعقد جلسته العادية اليوم الأحد، لمناقشة مستقبل العملية العسكرية في غزة، حيث يسعى قادة الأجهزة الأمنية للمطالبة بالتوجه نحو صفقة تبادل رهائن بين حماس وإسرائيل، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.

وأضافت هيئة البث الإسرائيلية أن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنجبي اتفق مع قادة الأجهزة الأمنية المؤيدين للتوصل إلى اتفاق جزئي، مشيرة إلى أن القائم بأعمال رئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) ليس من ضمن القادة المتفق معهم، كما لم تحدد أي أسماء للقادة المؤيدين للاقتراح.

  • لمتابعة أهم الأخبار وأحدث التطورات في منطقة الشرق الأوسط، انضم إلى قناتنا على واتساب (اضغط هنا).

وذكرت الهيئة أن الحكومة تعتزم وقف عمليات إسقاط المساعدات الجوية على مدينة غزة، وتقليص إدخال المساعدات إلى شمال القطاع في الأيام المقبلة، في خطوة وصفتها بأنها وسيلة ضغط لدفع أكثر من 800 ألف فلسطيني إلى النزوح القسري جنوباً، تمهيداً للسيطرة على المدينة.

ومع ذلك، نقلت صحيفة “يدعوت أحرنوت” عن مسؤولين إسرائيليين أن المجلس لن ينظر في رد حماس الأخير على مقترح الاتفاق الجزئي، مشيرة إلى أن نتنياهو وأعضاء الحكومة قرروا مناقشة اتفاق شامل فقط.

  • إرهاق وجوع ورعب: هكذا يعيش ويعمل الصحفيون في غزة
  • لماذا يخفت صوت الشارع في الضفة رغم الحرب في غزة؟

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن إنهاء ما سمّاها “الهدنة التكتيكية المحلية” في مدينة غزة بدءاً من صباح الجمعة، واعتبرها “منطقة قتال خطيرة” بناءً على توجيهات سياسية كما يقول.

بريطانيا تعلن عن تقديم المزيد من المساعدات للنساء في غزة

أعلنت بريطانيا عن تقديم المزيد من المساعدات للنساء في غزة، وتعهدت بتقديم أكثر من أربعة ملايين دولار لدعم النساء الحوامل والأمهات الجدد، بالإضافة إلى توفير مستلزمات النظافة الشهرية لآلاف النساء.

وصرح وزير الخارجية، ديفيد لامي، بأن الوضع الإنساني في غزة لا يزال كارثياً، وأن النساء والفتيات يتحملن وطأة المعاناة.

تُقدر الأمم المتحدة وجود أكثر من خمسة وخمسين ألف امرأة حامل في القطاع.

ومع صعوبة الحصول على الرعاية الصحية الأساسية، لا يستطيع معظمهن الحصول على الرعاية اللازمة.

وقد ازدادت حالات الإجهاض، وولادات الأجنة الميتة، والتشوهات الخلقية.

تطورات ميدانية

في تطورات الوضع الميداني، قُتل وأصيب العشرات منذ الليلة الماضية في سلسلة من الغارات الجوية والقصف المدفعي وإطلاق النار تجاه منتظري المساعدات.

وأعلنت مستشفى العودة في مخيم النصيرات أنها استقبلت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية 10 قتلى و34 مصاباً، جراء قصف الجيش الاسرائيلي تجمعات الأهالي عند نقطة توزيع المساعدات وسط القطاع إضافة إلى استهدافات أخرى متفرقة.

ولا تزال مناطق جباليا البلد والنزلة وأبو اسكندر شمالي القطاع تشهد تصعيداً ميدانياً خطيراً مع مواصلة قوات الجيش الاسرائيلي عمليتها العسكرية لليوم الرابع عشر على التوالي، وسط قصف عنيف وعمليات نسف متواصلة.

وأكد جهاز الدفاع المدني أن القوات الإسرائيلية قصفت خلال الساعات الـ24 الماضية عدداً من المنازل في جباليا.

وأكد شهود عيان أن عمليات القصف الإسرائيلي وتفجير الروبوتات المفخخة بمنطقة النزلة وابو اسكندر تواصلت خلال ساعات الليل، واستمرت عمليات التفجير حتى ساعات الفجر الأولى.

وأسفر قصف طائرات اسرائيلية صباح اليوم على منزل في حي الشيخ رضوان، شمال غربي مدينة غزة، عن مقتل شخصين على الأقل.

الليلة الماضية، قُتل 5 على الأقل وأصيب آخرون إثر قصف جوي على مقهى في مخيم الشاطئ شمال غربي مدينة غزة.

وأعلنت مصادر طبية عن مقتل 85 شخصاً في غارات الجيش الاسرائيلي المتواصلة في قطاع غزة يوم أمس السبت.

“مقتل الجندي 900”

يأتي ذلك بينما أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء السبت، أن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) “نفذا عملية خاصة في قطاع غزة أسفرت عن استعادة جثمان الجندي عيدان شتيفي”، الذي قُتل في هجوم السابع من تشرين الأول/تشرين الأول 2023.

وأكد البيان أن معهد الطب الشرعي أكد هوية الجثمان، قبل السماح بالإعلان عن إعادته إلى إسرائيل.

ومع انتشال جثمان شتيفي، أفادت إسرائيل أن 48 محتجزاً لا يزالون في غزة، يُعتقد أن 20 منهم فقط على قيد الحياة.

وبحسب مكتب نتنياهو، فقد أُعيد حتى الآن 207 من الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة، بينهم 148 شخصاً على قيد الحياة، فيما أكد نتنياهو أن إسرائيل ستواصل “العمل بلا كلل وبحزم بمختلف الطرق لإعادة جميع الرهائن أحياء وأمواتاً”.

ومنذ تشرين الأول/ تشرين الأول 2023، قُتل تسعمئة جندي على الأقل من الجيش الإسرائيلي جراء الحرب في قطاع غزة، بينما جُرح أكثر من ستة آلاف آخرين على “جبهات مختلفة”، بحسب تقرير نشره موقع “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلي.

وأوضح الموقع أن الجندي 900 قتل خلال مواجهات الجمعة في جنوب مدينة غزة.

جنود إسرائيليين في غزة
قُتل تسعمئة جندي على الأقل من الجيش الإسرائيلي خلال الحرب في قطاع غزة بحسب وسائل إعلام إسرائيلية

بينما أشار تقرير حديث لموقع جيروزاليم بوست الإسرائيلي إلى أن قرابة 460 جندياً من هؤلاء الجنود كانوا في خدمتهم الإلزامية، و295 كانوا من جنود الاحتياط، و145 من أفراد الخدمة النظامية.

كما أوضح تقرير جيروزاليم بوست إلى أن وحدة جولاني التابعة للجيش الإسرائيلي، كانت من أكبر الوحدات من حيث عدد الجنود الذين قُتلوا منذ بداية الحرب، إذ قُتل ما لا يقلّ عن 114 شخصاً من أفرادها، منهم 71 شخصاً قتلوا خلال السابع من تشرين الأول/تشرين الأول.

غارة على غزة، وإعلام إسرائيلي يُرجّح: “المستهدف أبو عبيدة”

قالت وكالة الأنباء الفلسطينية إن شخصين على الأقل قتلا خلال قصف إسرائيلي استهدف خيمة تؤوي نازحين جنوب غرب مدينة غزة.

وأوضحت الوكالة أنه بذلك، يرتفع عدد القتلى جراء العمليات الإسرائيلية في القطاع خلال الساعات الـ24 الأخيرة، إلى ما لا يقلّ عن 85 قتيلاً، نقلاً عن المصادر الطبية في مستشفيات القطاع بحسب الوكالة.

ويأتي ذلك بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي، عن تنفيذ غارة على مدينة غزة، استهدفت “مخرباً مركزياً في منظمة حماس الإرهابية” بواسطة طائرة تابعة لسلاح الجو.

ووفق إعلان الجيش الإسرائيلي فإنه تم استخدام “أنواع الذخيرة الدقيقة، والاستطلاع الجوي وغيرها من المعلومات الاستخباراتية، بهدف تقليص احتمال إصابة المدنيين”.

أبو عبيدة
كان آخر ظهور لأبو عبيدة يوم الجمعة، حين نشر رسالة هدد فيها الجيش الإسرائيلي، تزامناً مع بدء إسرائيل ما وصفتها بـ “العمليات التمهيدية” لمهاجمة مدينة غزة

ورجّحت هيئة البث الإسرائيلية أن أبو عبيدة المتحدث باسم الجناح العسكري لحركة حماس، كان المستهدف بالغارة، موضحة أنه لم يتضح بعد ما إذا كانت عملية الاستهداف ناجحة.

ولم تعلّق إسرائيل أو حركة حماس على هذه التقارير حتى الآن.

  • ماذا نعرف عن الملثم أبو عبيدة الواجهة الإعلامية لحماس؟

وكان آخر ظهور لأبو عبيدة يوم الجمعة، حين نشر عبر قناته في تيلغرام رسالة مسجلة، هدد فيها الجيش الإسرائيلي بــ”القتل والأسر” تزامناً مع بدء إسرائيل ما وصفتها بـ “العمليات التمهيدية” لمهاجمة مدينة غزة.

وأضاف أبو عبيدة أن مقاتلي حماس في “حالة استنفار وجهوزية ومعنويات عالية، وسيقدمون نماذج فذّة في البطولة والاستبسال وسيلقّنون الغزاة دروساً قاسية”، محذراً من أن الرهائن الإسرائيليين سيكونون “مع المقاتلين في أماكن القتال والمواجهة”.

وعن واقع الوضع الإنساني في القطاع، قال مفوض عام الأونروا فيليب لازاريني إن طواقم طبية وصحفيون وعاملون بالمجال الإنساني قتلوا في غزة بشكل لا سابق له في التاريخ الحديث، على حد وصفه.

وأضاف في تصريحات له ” كل هذا يحدث دون عقاب لدرجة أن الفظائع الأخيرة وصفت بحوادث مؤسفة فيما يقع إنكار المجاعة، حان وقت العمل والشجاعة والإرادة السياسية لإنهاء هذا الجحيم على الأرض في غزة”.

من جانبه، أوضح منير البرش مدير عام وزارة الصحة في غزة أنهم يضطرون لوضع 6 أطفال على سرير واحد داخل المستشفيات بسبب دمار المنظومة الصحية.

وأكد أن هناك 40 ألف جريح من الأطفال في غزة منذ بداية الحرب، وأنه جرى تدمير أكثر من 150 مستودعاً للأدوية، وأن 1000 مريض قلب توفوا بسبب عدم توفر العلاج اللازم لهم.

وأضاف في تصريحات له بأن قرارهم واضح بان لا نزوح من المستشفيات ولن يتركوا المرضى، مشيرا إلى أن الجيش الاسرائيلي يستعمل الروبوتات الضخمة المفخخة لتدمير أحياء كاملة في جباليا، وأنهم وجدوا عائلات بأكملها تحت الأنقاض بسبب تفجير الروبوتات في جباليا.

نشطاء خليجيون يخططون للإبحار نحو غزة لكسر الحصار

نشطاء خليجيون يخططون للإبحار نحو غزة لكسر الحصار

مع اقتراب نهاية آب/ آب، يستعد ناشطون من الخليج لإطلاق “سفينة الصمود الخليجية” تحت شعار: “خليجيون نبحر لكسر الحصار”، في إطار ما يصفونه بأوسع تحرّك مدني عالمي غير مسبوق وهو “التحالف العالمي لكسر الحصار عن غزة”.

ويُعتبر هذا التحرك جزءاً من “أسطول الصمود العالمي” الذي يضم ناشطين من 44 دولة حول العالم.

ويَجمع هذا التحرّك مبادرات مثل: أسطول الصمود المغاربي، التحالف الدولي لأسطول الحرية، الحركة العالمية نحو غزة، وصمود نوسانتارا. هؤلاء يرون أن التحرّك المدني والشعبي بات ضرورة أمام ما يعتبرونه صمتاً رسمياً وعجزاً دولياً.

ومن المقرّر أن تغادر أول قافلة للتحالف من الموانئ الإسبانية في 31 آب/ آب، تليها قافلة ثانية من تونس في 4 أيلول/ أيلول، على أن تنضم سفن أخرى من مرافئ متوسطية لاحقاً.

كلّ هذه المبادرات تهدف إلى كسر الحصار البحري المفروض على قطاع غزة والذي يؤدي برأيهم إلى كارثة إنسانية.

وفشلت ما تسمّى بـ “المسيرة العالمية إلى غزة” في حزيران/حزيران الماضي في الوصول إلى القطاع برّاً عبر مصر رغم مشاركة مئات الأشخاص من 80 دولة.

صورة تظهر يد طفلة رضيعة تمسك بأصبع سيدة كبيرة توثق معاناة أطفال من سوء تغذية حاد. ويتلقون العلاج في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح، قطاع غزة، في 20 آب/آب 2025.
يسعى ناشطون خليجيون إلى إيصال الأدوية والمساعدات الطبية والغذائية إلى سكان غزة وأطفالها

من هم هؤلاء الناشطون؟

تضم المجموعة مئات الناشطين الحقوقيين والمجتمعيين من دول خليجية. الغالبية خضعت لدورات تدريبية وأنشطة تضامنية قبل الانطلاق.

تواصلت بي بي سي مع عدد من الناشطين الخليجيين، وكانت رغبتهم المشتركة في إخفاء هوياتهم والبلدان الخليجية التي ينتمون إليها لافتة، أقلّه قبل موعد انطلاق السفينة، وذلك لأسباب أمنية ولوجستية، وأيضاً تجنّباً لمآذارة أي ضغوط عليهم ولضمان سلامتهم ونجاح مهمّتهم كما يقولون.

قال المكتب الإعلامي لـ “سفينة الصمود الخليجية” في تصريح لبي بي سي عربي إن السفينة تضم متطوّعين من معظم دول الخليج، بما فيها الدول التي قامت بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل.

وأوضح أن المشاركين سيحملون على متنها أدوية ومساعدات طبّية ومواد غذائية، مشيراً إلى أن المتطوّعين ينتمون إلى فئات عمرية مختلفة ومن كلا الجنسين، بينهم أطباء ومهندسون وناشطون وحقوقيون وأدباء.

وكانت إسرائيل قد اعتقلت ورحّلت إلى خارج أراضيها نشطاء ومشاركين قاموا بمحاولتين سابقتين لكسر الحصار على متن سفينتي مادلين وحنظلة، اللتين اعترضتهما البحرية الإسرائيلية في المياه الدوليّة قبيل وصولهما إلى شواطئ غزة.

إحدى الناشطات الخليجيات من المكتب الإعلامي قالت لبي بي سي عربي، رافضة ذكر اسمها: “علينا أن نكون جزءاً من هذا الحراك العالمي التاريخي الذي يهدف إلى كسر الحصار غير القانوني وإنهاء الإبادة. علينا أن نرفض ما يحدث بكل طريقة ممكنة. على أصواتنا أن تُسمع وأن يُفهم أن شعوب منطقة الخليج شعوب واعية تؤمن بالعدالة والحرية وإنهاء الاحتلال ولا تقف مع الإبادة والحصار الإجرامي والتطبيع بأي شكل من أشكاله”، على حدّ وصفها.

كيف يتم التنسيق؟

يتمّ التنسيق من خلال منصات التواصل الاجتماعي، إضافة إلى منصّة دوليّة مشتركة، هي اللجنة التنسيقية المشتركة لفلسطين. وبحسب النشطاء الخليجيين فإن وسائل التواصل الاجتماعي شكّلت الجسر الأول الذي انطلق منه ناشطو الخليج للتعريف بجهودهم ومشاركتهم.

وأقرّ هؤلاء بأن بعض الأشخاص تردّدوا في البداية في الانضمام إلى المبادرة، لكن هذا الموقف تبدّل بعد حصولهم على المعلومات اللازمة والتواصل المباشر مع المنظّمين، الأمر الذي عزّز تفاعلهم ودعمهم.

وفي هذا الإطار، شدّد المكتب الإعلامي لـ”سفينة الصمود الخليجية” على أن الجهد الفردي قد يبدو محدود الأثر، لكن قوّة العمل المشترك هي التي تصنع النجاح. وأوضح أن المشاركين في هذه المبادرة العالمية ينتمون إلى خلفيات ثقافية وحضارية وعرقية ودينية وجغرافية متعدّدة، لكنهم معا يشكّلون قوّة ضغط يصعب تجاوزها.

وشدّد المكتب على أنهم لا يستطيعون الاكتفاء بمراقبة الأحداث عن بُعد، بل يسعون إلى أن يكونوا جزءاً من الجهود الرامية إلى فتح ممر إنساني يحمل مساعدات رمزية، على حدّ تعبير المكتب الإعلامي.

وعادة ما تكون المساعدات على متن مثل هذه القوافل رمزية مقارنة بحجم الاحتياجات في غزة، ويقول منظموها إن الهدف الرئيسي هو كسر الحصار.

صورة تظهر مجموعة متنوعة من الأطفال يضعون أيديهم معًا رمزًا للوحدة والعمل الجماعي.
يؤكّد الناشطون الخليجيون أن المشاركين لا يحملون أي أسلحة، بل يبحرون في سفن مدنية تحمل مساعدات

بين سلمية التحرّك وحماية دول الخليج لمواطنيها

ويؤكّد الناشطون الخليجيون على سلمية هذا التحالف العالمي، وأن المشاركين لا يحملون معهم أي أسلحة، بل يبحرون في سفن مدنية تحمل مساعدات رمزية.

ويقول الناشطون لبي بي سي عربي إن هدفاً أساسياً يحرّكهم جميعاً، يتمثّل في مواجهة ما وصفوه بـ”الغطرسة الصهيونية” والاحتجاج السلمي على سياسة التجويع التي لم تتوقّف. مؤكّدين أن الإبحار في المياه الدوليّة أمر قانوني مئة في المئة.

أما عن الصعوبات والتحدّيات فهي متوقّعة بحسب الناشطين الخليجيين، إذ أنهم تمكّنوا من الاستفادة من تجارب السفن المبحرة سابقاً والتي واجهت تحدّيات مختلفة قبل الانطلاق أو أثناءه.

ولا ينكر هؤلاء أن سيناريو التوقيف والاعتقال من قبل القوات الإسرائيلية وارد ومتوقّع، إلا أن هذا الاحتمال تم التخطيط والتحضير للتعامل معه. وهم يؤكّدون أن أي سيناريو لن يمنعهم من الإبحار مرة تلو الأخرى، حتى تحقيق الهدف وهو فتح ممرّ بحري للمساعدات.

صورة لافتة ورقية صفراء كتب عليها "رغيف خبز يساوي حياة في غزة" رفعها طلاب وموظفون من جامعة صنعاء شاركوا في الاحتجاج الذي أقيم ضد استمرار القصف الإسرائيلي على قطاع غزة وحصار المساعدات إلى القطاع في 20 آب 2025 في صنعاء، اليمن.
أكّد ناشطون خليجيون لبي بي سي أنهم لا يستطيعون الاكتفاء بمراقبة ما يجري في غزة عن بُعد

سألت بي بي سي ناشطين خليجيين في إطار “سفينة الصمود الخليجية” عما إذا كانوا يتوقّعون أن تتدخّل حكومات بلادهم للدفاع عنهم في حال تعرّضهم لأي مضايقات أو اعتقال، فأجابوا: ” في تجارب السفن السابقة التي انطلقت لكسر الحصار مثل سفينتي حنظلة ومادلين، تدخّلت الحكومات من أجل مواطنيها الذين أبحروا على متن هاتين السفينتين.”

“ولأن هذه أول تجربة لسفينة تبحر بوجود مواطنين خليجيين، فنحن نأمل من حكوماتنا أن تنتهج الأسلوب نفسه في حال تم التعرّض إلينا”.

وفي عام 2020، طبعت الإمارات والبحرين علاقاتها مع إسرائيل ضمن ما يُعرف بـ “اتفاقيات أبراهام” 2020 بوساطة أمريكية، ثم تبعتها اتفاقية مع المغرب في نهاية العام نفسه. بينما لا توجد للسعودية أو قطر أو الكويت أو عمان علاقات رسمية مع إسرائيل.

استمرار التبرّعات شرط لنجاح المهمّة الخليجية

تقوم المبادرة الخليجية على ركيزتين أساسيتين: التبرّعات المالية والتطوّع. وقد تمكّن المنظّمون ـ حتى لحظة كتابة هذا المقال ـ من تأمين جزء من المبلغ، آملين أن يتأمّن بأكمله من أجل تجهيز السفينة والإبحار بها، وإلا فلن يتمكّنوا من الإبحار.

وفي هذا الصدد، شدّد المكتب الإعلامي لـ”سفينة الصمود الخليجية” على أهمية استمرار حملة التبرّعات للمساهمة في التكاليف اللوجستية عبر الروابط الرسمية للسفينة، وأضاف: “نهيب أيضاً بالطواقم المتخصّصة مثل الربابنة والطواقم البحرية إلى التطوّع على متن السفن. وندعوهم إلى نشر كل ما يستجد عن الحملة كلٌّ من موقعه، من الوسائل الإعلامية التقليدية إلى وسائل التواصل الاجتماعي. وأن يتحدّثوا عن الأسطول من لحظة انطلاقه حتى لحظة وصوله إلى شواطئ غزة “.

ويوضح الناشطون على أن سفينة الصمود الخليجية ليست مجرّد مبادرة على مستوى خليجي، بل هي جزء من حراك مدني عالمي آخذ في التشكّل، يسعى لأن يجعل من البحر نافذة إنسانية “تُكسَر بها جدران الحصار المفروض على غزة منذ سنوات”، كما قالوا لبي بي سي عربي.

وتتحفّظ منظّمات دوليّة ودول عدّة على إيصال المساعدات بصورة غير رسمية أو قانونية، من دون التواصل مع إسرائيل باعتبارها قوّة الاحتلال التي تقع عليها مسؤوليات عدّة بموجب القانون الدولي والاتفاقيات الإنسانية.