ديفيد زيني.. بطل إمبراطورية توراتية رئيساً لجهاز الشاباك

ديفيد زيني.. بطل إمبراطورية توراتية رئيساً لجهاز الشاباك

تقاطعات غريبة في حياة ديفيد زيني الذي سيترأس قريباً جهاز “الشاباك” تُلقي الضوء على شخصيته المُركبة والمتطرفة ذات العقيدة المسيانيّة الصهيونيّة؛ وتؤكد، وفقاً لتحقيق مطوّل أوردته صحيفة “هآرتس” يوم الجمعة الماضي، أن كل المتطرفين الذين تسلّموا مناصب مؤسساتية في إسرائيل في كفة، وزيني في كفة ثانية.

يبدأ التحقيق الذي يشمل جردة واسعة لسيرته مستنداً إلى شهادات رفاقه وجنود خدموا تحت إمرته، بالعودة إلى عقودٍ خلت، وتحديداً حين كان زيني نقيباً يقود فصيلاً في لواء غولاني؛ حيث عرض حينها أمام جنوده الشباب فيلم The Wave الذي يروي قصة مجموعة مراهقين يتبعون معلماً كاريزماتياً يفرض عليهم انضباطاً صارماً، ويطالبهم بطاعة عمياء، قبل أن يتحوّلوا لمنظمة سريّة متطرفة وخطيرة. عرض الفيلم الذي تبعه نقاش بين الجنود مع ديفيد زيني كان الهدف منه، حسب ما صرّح الأخير في ذلك الحين، هو “أن يُدرك الجنود أن مجتمعاً يفتقر إلى الأسس القيمية المتينة، ويُقاد بالزخم الجماعي، قد يتسبب بصعود قائد لا أحد منّا يتمناه”.

استحضار الصحيفة الواقعة المذكورة، والعائدة للعام 1998، كان هدفه إلقاء الضوء على الرجل الذي نَفَرَ من مظاهر الديكتاتورية، عبر غرس قناعة لدى جنوده مفادها أنه “يمكن للمرء أن يكون ذكياً ومقاتلاً جيداً في آن”. بل إنه ذهب أبعد من ذلك؛ حيث تحفظ في تلك الأيام على استمراره في خدمة جيش الاحتلال الذي وصفه سابقاً بأنه “إطار عسكري يستند إلى القوة ولا يترك مجالاً للّطافة”، متحدثاً عن ثمن الاحتلال بمصطلحات قد يتماهى معها ناشطو اليسار الإسرائيلي، مثل قضايا أخلاقية تنشأ بسبب الخدمة العسكرية في المناطق المحتلة، لتؤدي إلى تدهور سلوكي، وصولاً إلى تطرّف وحشي وانعدام قيمي خطير.

وفي مركز توصيفه ذاك، وضع نموذج مدينة الخليل التي عبّر فيها سلوك الجنود بحسبه عن “قمة الانحلال”؛ حيث كان هؤلاء الجنود يوجدون لثماني ساعات متواصلة يومياً على مدى أربعة أشهر عند أحد الحواجز، وبسبب الفراغ الذي شعروا به، عمدوا إلى رشق الحجارة على بيوت الفلسطينيين فقط من أجل المتعة والترويح عن النفس، إلى حدّ أن زيني نفسه اعتبر في ذلك الوقت أن “عودة كتيبة عسكرية من الخليل دون أن تنحل أخلاقياً وقيمياً هو إنجاز”.

لكن لا شيء يبقى على حاله. مضى أكثر من ربع قرن مذّاك، ومنذ كان نقيباً في التسعينيات، صار في 2025 ضابطاً برتبة لواء، قبل أن يقيله رئيس الأركان إيال زامير لعلاقاته المشبوهة مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، دون أن يمنع ذلك تسلّمه منصبه الجديد رئيساً لـ”الشاباك” قريباً، كما أراد الأخير.

وصفت “هآرتس” تعيين زيني بأنه أحد أكثر التعيينات التي أقدم عليها نتنياهو إثارة للقلق، بسبب تأثيراته المحتملة على “الديمقراطية الإسرائيلية التي تحتضر أساساً”. سبب القلق عائد إلى تصريحات زيني التي تعكس اغتراباً واضحاً عن مبادئ كالحياد المؤسسي وسيادة القانون؛ إذ كما قال: “الجهاز القضائي هو ديكتاتورية تحكم الدولة برمتها”. و”على ولاء رؤساء الشاباك أن يكون أولاً لرئيس الحكومة”، غير المديح الذي كاله للتطرف الديني، ومعارضته إنهاء الحرب من منطلقات مسيانية، ما قد يجعله، بحسب الصحيفة، “الجنرال الوحيد في هيئة الأركان الذي يتبنى النصر المطلق”، في إشارة إلى ما وعد به نتنياهو الإسرائيليين.

تصريحات ديفيد زيني التي قالها للصحيفة نفسها في العام 1998 تُعد مغايرةً كلياً للخط الذي يسلكه هذه الأيام، وعن البيئة الأيديولوجية التي نشأ في كنفها أساساً، مشبعاً بفكر الحاخام تسيفي تاو الذي يُعد رمزاً من رموز التيار الأكثر تشدداً داخل الصهيونية الدينية الحردلية، بتبنيه رؤية خلاصيّة مطلقة. وعلى أساس ما سبق، فإنه في وضع طبيعي، كان اللقاء بين البيت الفكري المتشدد الذي نشأ فيه زيني وبين جهاز أمني سري قوي (مثل الشاباك) سيُعد مقدمة لـ”دستوبيا خطيرة”، وفقاً لـ”هآرتس”، لا سيناريو آخذاً بالتبلور فعلياً منذ شهور.

لماذا يُعدّ تعيين زيني رئيساً لـ”لشاباك” خطيراً؟

على هذا السؤال يجيب بعض معارف زيني، بدءاً من جنودٍ خدموا تحت إمرته، مروراً بقادة رافقوه، وصولاً إلى أصدقاء ارتبطوا فيه على مر السنين. بعض هؤلاء اشتركوا في وصفهم زيني بأنه شخصية دوغمائية، ويعتبر أن أيّة مشكلة تُحل بالقوّة. وكما تنقل “هآرتس” عن أحد معارفه، فإن “رؤساء الأركان لطالما تجنّبوا تنصيبه في مواقع قيادية بسبب طابعه القوميّ المتشدد وتطرفه”. القلق من تعيين زيني يتفاقم بشكل خاص لأن “الشاباك” يمتلك صلاحيات واسعة للغاية تمتد بين الاعتقالات الإدارية والتحقيقات القاسية، مروراً بالسيطرة على كم هائل من المعلومات الاستخباراتية، وصولاً لفرض قيود دراماتيكية على الحريات الأساسية، مثل حرية التنقّل والخصوصية، وليس نهاية بالتنصّت على المكالمات، وإصدار أوامر لشركات الاتصالات والإنترنت لتسليم معلومات، بما في ذلك سجلّات التصفّح. أمّا الذي سيتمتع بهذه الصلاحيات كلها فهو شخص يعتبر الفلسطينيين “أعداء الرب”.

وفي هذا الصدد، تساءلت الصحيفة كيف سيتصرّف زيني عندما يطلب منه رئيس الحكومة تنفيذ عمليات مراقبة غير مشروعة، كما شهد سلفه رونين بار؟. وبما أن قرارات شطب أحزاب أو مرشحين للكنيست تستند إلى تقييمات سرّية صادرة عن “الشاباك”، حالها كحال قرارات التصنيف الأمني لتعيينات في القطاع العام، سيكون من السهل على زيني استخدام هذه الصلاحيات للحؤول دون تعيين أشخاص معيّنين في مناصب حسّاسة. والأهم، ما الذي ستتضمنه تقارير الجهاز بشأن شخصيات سياسية عربية، عندما يُدار من شخص مدفوع بعقيدة متطرّفة؟. الرّد على ذلك لخصه متطرف آخر هو عضو الكنيست السابق موشيه فيغلين بالقول: “إنه أمر جيد جداً لدرجة يصعب تصديقها”، مضيفاً: “إذا عُيّن زيني رئيساً للشاباك، فقد انتهت الحفلة”.

مرثيات زيني تكشف عقيدته

قلّما يظهر زيني علناً، غير أن المرثيات التي يلقيها في تأبين جنديٍ هنا وضابط هناك قد تقدم لمحة عن عقائده. ففي جنازة العميد يهوناتان شتاينبرغ الذي سقط في هجوم 7 تشرين الأول/ تشرين الأوّل 2023، قال زيني إنه “لا يمكننا سوى أن نفكر بيهوناتان ونضاله ضد جيش الفلسطينيين.. الفلسطينيون أنفسهم الذين جاءوا لتدمير مملكة إسرائيل آنذاك، هم أنفسهم الذين يفعلون كل شيء حتّى لا نبقى هُنا اليوم”. أمّا في خطابه لرثاء قتلى معارك إسرائيل عام 2019، فأوصى فيه الحاضرين: “أعداؤنا هم أعداء الرب المبارك، وحُماتنا هم حُماة الرب المبارك، وأي محاولة للفصل بينهما مرتبطة بآفات الشتات”.

أمّا في رثاء قتلى كتيبة “نيتساح يهودا” في إبريل/ نيسان الماضي، فكشف زيني لمحة أخرى؛ إذ وصف الحاخام مئير مازوز بأنه “صالح ومقدس”، وهو حاخام يُعد من متطرفي القيادة الروحية لحزب “شاس” وراعياً لمتطرفين مثل إيتمار بن غفير وباروخ مارزل. يومها، خصص زيني الجزء الأكبر من التأبين لتفسيرات مازوز حول ثورة بار كوخبا والهدف الذي من أجله مات آلاف من تلاميذ الحاخام عقبيا في الثورة الفاشلة ضد الرومان؛ حيث قال زيني: “لا تخطئوا بالاعتقاد أن الحاخام عقبيا أخطأ بدعمه بار كوخبا”، وشرح أن “عشرات آلاف الجثث أصبحت رمزاً وعبرة لقداسة إسرائيل”. ومن مذبحة بربرية استخلص زيني رؤيته: “سنعود إلى صهيون مرة أخرى، وسيكون لدينا جيش ومحاربون وحروب، وستعود الملكية لإسرائيل. هكذا هي مسيرة الخلاص، في تلك الأيام، وفي هذا الزمان أيضاً”.

جذور زيني

قبل ثلاث سنوات، ماتت راحيل زيني، جدّة ديفيد، عن عمر ناهز قرناً. الجدة المولودة في المجر كانت قد أُرسلت مع والدتها وشقيقتها إلى معسكر أوشفيتز، وبينما خُنقت الأخيرة في غرف الغاز، فقد أُكرهت راحيل ووالدتها على مسير شاق في الثلوج لقطع نحو 650 كيلومتراً مع مئات النساء الأخريات، اللواتي لم تنج منهن إلا قلة فقط. في نهاية المسير، التقت النساء بممثلين عن جيوش الحلفاء، الذين كان بينهم مئير زيني، نسل عائلة حاخامات من الجزائر، وجندي في الجيش الفرنسي. وهكذا تزوّج مئير زيني من راحيل “لأن هذا ما تبقى من شعب إسرائيل، وهكذا سنعيد بناء أمتنا”.

بعد زواجهما، عاد الاثنان إلى الجزائر، قبل انتقالهما إلى باريس، حيث شغل مئير منصب الحاخام مدة 40 عاماً، وهناك أنجبا أكبر أبنائهما: يوسف. لاحقاً، هاجرت العائلة إلى القدس، حيث تزوج يوسف وبنينا، وأنجبا إبنهما البكر ديفيد، قبل أن تنتقل العائلة إلى أسدود ويُعين يوسف حاخاماً لأحد أحياء المدينة. وفي هذا السياق، يقول دافيد أتون، صديق زيني، إن بيتهم في أسدود “كانت فيه محبة وتواضع، مع عشرة أطفال ينامون مكتظين على أسرّة بطابقين”.

غير أن صديقاً آخر، طلب عدم ذكر اسمه، يحتفظ بذكريات مختلفة: “كنت دائماً أبتعد عن والده.. رجل متشدد أيديولوجياً، صارم، ويُعتبر من أكثر تلاميذ الحاخام يهودا تسفي كوك تشدداً (ابن الحاخام أبراهام كوك مؤسس الصهيونية الدينية الخلاصية)”. لوالد ديفيد تاريخ معروف، فعدا كونه مقرباً من الحاخام تسفي تاو، أعلن في العام 2021 انضمامه رسمياً لحزب نوعام، أكثر الأحزاب تشدداً، كما ألقى كلمة في مؤتمر عقده الحزب في أسدود. وكوالده، يؤيد شقيقه أيضاً، الدكتور في علوم الرياضيات، إلياهو زيني، الذي شغل منصب حاخام معهد التخنيون أكثر من 30 عاماً، حزب نوعام، وله مواقف متطرفه عديدة، بينها تمجيد مرتكب مجزرة الحرم الإبراهيمي باروخ غولدشتاين باعتبار أن وصية “لا تقتل” في الشريعة اليهودية لا تنطبق على غير اليهود عندما يكون الجاني يهودياً.

أمّا ديفيد نفسه، فلا يقل تطرفاً عن عائلته، وهو الذي وُصف في مراهقته بـ”طالب ضعيف”؛ حيث كشف والده سابقاً أن ثلاث مدارس دينية رفضت قبوله. أمّا شقيقته براكا، فقالت إنه كان طفلاً مشاغباً، ولم يُقبل في أي مؤسسة تعليمية رغب في الالتحاق بها قبل الصف التاسع، و”فقط بعد توسلات والدنا، وافقوا على قبوله لشهر تجريبي واحد في مدرسة دينية ثانوية بعيدة”. وهكذا وجد دافيد نفسه في الجولان.

من الجولان إلى الخليل.. هكذا تعلّم زيني الانغراس في “الداخل”

قبول ديفيد زيني في المدرسة الدينية حيسفين في جنوب هضبة الجولان ودمجه بين طلبتها يعودان بشكل أساسي إلى معلمه الحاخام موشيه أغوزي الذي، كما كشف، اعتبره “مشروعاً شخصياً”، وجعله واحداً من أبناء عائلته. وحسب ما يضيف: “كأنه ولد جندياً، لكنه امتلك أيضاً حسّاً أخلاقياً ووعياً بالآخرين. كان يجري عشرات الكيلومترات يومياً، وفي نهاية اليوم، يتأكد من رفع الكراسي في الصف حتّى لا تضطر عاملة النظافة لبذل جهدٍ إضافي”. خلال دراسته، تعلّم أموراً عدّة، بينها الحياكة، واعتمد عادة الاستحمام بالماء البارد.

خلافاً للأجواء شبه الهادئة في حيسفين، فإن المحطة التالية في حياة ديفيد زيني كانت منعطفاً دراماتيكياً؛ حيث انتقل إلى مدرسة “شفي حفرون” الدينية، وهي واحدة من المؤسسات رفيعة المستوى التي تسير على نهج الحاخام كوك، وبعده تسفي تاو؛ وقد غرست فيه، أسوة ببقية الطلاب، أهمية الاندماج في مناصب القيادة، وعلى رأسها في الجيش الإسرائيلي، بهدف التأثير على النظام من الداخل.

وفي هذا الصدد، يقول رفيقه أتون: “جل تركيزنا كان على التدريبات، كُنا نجري صعوداً ونزولاً في مرتفعات الخليل استعداداً للانضمام إلى وحدات النخبة”. أمّا بالنسبة للمضامين التربوية، “فكانت يمينية ومتطرفة جداً؛ حيث شبان في الـ18 أو الـ19 من أعمارهم يتجولون ببنادق عوزي إلى جانب باروخ مارزل في الخليل لاستفزاز العرب”.

أتون وصديقه الآخر باتشينك يرويان أن زيني حلم بالانضمام إلى “سييرت متكال”، وبعد انضمامه، أراد أن يصبح ضابطاً فيها، غير أن ذلك لم يحصل، “فقرر الاستمرار في الطريق”. أنهى زيني دورة الضباط واندمج قائدَ فصيل في كتيبة 12 بلواء غولاني.

القائد ديفيد زيني

صقل ديفيد زيني شخصية قيادية “لا تعرف التهاون وتثير الرهبة”، وفقاً للصحيفة؛ فلطالما قال إن “الجندي معروف بالتباكي، والقائد بالمطالبة”، حتّى إن جنوده وصفوه بـ”أحمدي نجاد”، وبـ”زينتيوخوس”، تيمناً بالملك اليوناني الشرير. ويبدو أن هذه الألقاب لم تُغضب زيني؛ حيث “كان يستمتع بتعزيز الأسطورة التي تشكلت حوله”، وفقاً للصحيفة.

في خدمته بلواء غولاني، نجح في لفت الأنظار، فلاحظه آنذاك غادي أيزنكوت عندما كان ضابطاً في قيادة فصيلة؛ حيث رشحه لمنصب قائد كتيبة. وبعد حرب لبنان عام 2006، عُيّن قائداً للكتيبة 51 التي عانت صدمة إثر سقوط ثمانية من مقاتليها في معركة بنت جبيل. أظهر زيني تشدده ولم يسمح للجنود بتلقي العلاج النفسي لتخطي أهوال حرب لبنان، ووصف بأنه “حطّم أرقاماً قياسية في انعدام الإحساس”.

بانتقال الكتيبة نفسها إلى قاعدة تسئيليم للتدريبات جنوبي إسرائيل، احتج أكثر من مئة جندي على زيني في تظاهرة نُظّمت على الطريق المؤدي إلى بئر السبع، وبالنتيجة، طالب زيني بإنزال عقوبات صارمة على 11 جندياً والحكم عليهم بالسجن مدة تراوحت بين شهر وشهرين. ومع ذلك، أثنى جنود خدموا في الكتيبة على زيني قائداً، وبعضهم أكد أنه “لم يأتِ لتمضية الوقت، بل كان مصمماً على ترك بصمة”.

بصفته قائد كتيبة، عبّر ديفيد زيني علناً عن معتقداته الدينية التي ترعرع عليها، واستخدمها لبث روح قتالية في جنوده. وهو ما دفع لاحقاً رئيس الأركان في حينه غابي أشكنازي إلى منحه تقديراً. نهجه القيادي الصارم لم يختلف حين قاد في العام 2008 وحدة “إيغوز”، ثم لواء الاحتياط “ألكسندروني” عام 2011 إثر ترقيته لرتبة عقيد، قبل أن يحل لاحقاً مكان غسان عليان قائداً للواء غولاني، بسبب إصابة الأخير خلال عدوان العام 2014 على غزة، والذي عُيّن بعده قائداً للواء الكوماندوز الجديد المكوّن من وحدات نخبوية عدّة.

ولكن مذّاك، بدأ بريق الضابط يخبو حسب الصحيفة؛ فقد بدأت نقاط قوّته تبرز عيوباً. وطبقاً لما نقلته الصحيفة عن قادة سابقين وحاليين، فإن زيني “ضابط تكتيكي موهوب، لكنه واجه صعوبة في ترجمة مهاراته على المستوى الاستراتيجي. لم ينجح في تبني رؤية شاملة للنظام أو إظهار المرونة الفكرية المطلوبة من ضابط برتبته”، وهو ما حال دون تقدّمه في المناصب المهمة. وحسب ما لخّص أحد المسؤولين الأمر: “أُبعد زيني عن قلب النشاط العملياتي”، وبينما “لا تزال تُحيط به أسطورة الضابط الهجومي، ظلت هناك مشكلة واحدة: منذ أن قاد الكتيبة 51 لم يشغل أي منصب فيه احتكاك فعلي مع العدو”.

رغم ما تقدّم، رقاه رئيس الأركان السابق هرتسي هليفي إلى رتبة لواء. وثمة روايات عدّة حول ذلك، تشترك في أن اللوبي الداعم زيني بدأ نشاطه منذ أيام أفيف كوخافي، سلف هليفي، إذ حاول اللواء إليعيزر توليدانو التأثير على كوخافي لمنح زيني منصباً مرموقاً، كقيادة فرقة “يهودا والسامرة”، ما يُعد صيداً ثميناً للتيار اليميني الاستيطاني. لكن كوخافي لم يقتنع، وبعد إصرار توليدانو الذي قاد المنطقة الجنوبية في حينه، وافق الأول على أن يقود زيني تمرينات الجيش في قبرص.

مطلع العام 2023، تسلّم هليفي المنصب، وسرعان ما جدد اللوبي الاستيطاني نشاطه دعماً لزيني. وبالتوازي، ضغط نتنياهو أيضاً لترقية زيني في جولة التعيينات. ورغم تحفظات رئيس الأركان، منح زيني الرتبة المنشودة، وعيّن قائداً لقسم التدريب والتأهيل البري. وعلى ما يبدو، لم يشغله منصبه ذاك كثيراً، إذ كانت وتيرة حياته مريحة إلى حد أنه وجد الوقت للتفرغ لمتابعة الدراسة في “يشيفات هار همور” (مدرسة دينية تابعة للتيار الصهيوني الديني).

تأثره بالحاخام يهوشواع تسوكَرمان

قبل سنوات، ألقى زيني خطاباً في ذكرى وفاة الحاخام يهوشواع تسوكَرمان، أستاذه ومرشده الروحي، الذي يُعد اليد اليُمنى للحاخام تاو وأحد مؤسسي “يشييفات هار همور”. في خطابه، تحدث زيني عن معرفته العميقة بالحاخام مسبغاً عليه المديح؛ إذ إن تسوكرمان لا يخضع لقوانين الطبيعة، و”بحسبه، يمكن أن تكون في إيلات (جنوب إسرائيل)، وبعد دقيقة في كيشت (المستوطنة التي يسكنها زيني في الجولان)”. الأخيرة هي مستوطنة أسسها تسوكرمان نفسه عام 1975، وتوصف بأنها “إسبرطة الإسرائيلية”.

شخصية مهمة في حياة زيني، هي زوج ابنته شلوميت، الحاخام أليعيزر كشتئيل، أحد أبرز المستوطنين في مستوطنة “عيلي”.

في خطابه خلال ذكرى موت تسوكرمان، اقتبس زيني الكثير من كتابات الحاخام كوك، وشارك الحاضرين كيف شق طريقه إلى قلب الأوّل، وكيف أسهم ذلك في صقل شخصيته مقاتلاً وطالب علوم توراتية في آن، قبل أن يحبس دموعه وهو يشرح أن الحاخام “يعرف ما لا يعرفه الآخرون”.

عن خطاب زيني ذاك، قال مؤلف كتاب “الإنقلاب الثالث” يئير نهوراي، الذي يتابع بقلق ترسخ التيار المسياني في مؤسسات الحكم الإسرائيلية، إن “زيني أوضح في خطابه أن الخدمة العسكرية هي أداة لتحقيق رؤية دينية خلاصية، وحتى إن لم يكن يعرف كيف ستتحقق، فهو يعمل بحسب توجيه حاخامه. زيني يقاتل من أجل اسم السماء، من أجل شيء أعظم، حتى لو لم يكن يعرف بالضبط ما هو، لكن حاخامه يعرف”.

صهر العائلة: أليعيزر كشتئيل

شخصية مهمة في حياة زيني هي زوج ابنته شلوميت، الحاخام أليعيزر كشتئيل، أحد أبرز المستوطنين في مستوطنة “عيلي”. زفافهما عام 2023 نُظّم في مستوطنة، وفوقهما حيكت خيمة من 1100 خيط تخليداً لعدد الأشجار التي اقتلعت من بؤرة “كيرم شيلاه” المخلاة. أصحاب الكرم قالوا في الحفل حينها إن “نسيجاً من الخيوط يعيد ربط ما تمزّق من القلوب وتحته سنبني 1100 بيت”.

لا يختلف الصهر كثيراً عن حميه، فلطالما دعا لطرد الفلسطينيين من أرضهم، وفي أحد دروسه قال إن على الجيش الإسرائيلي أن يكون جيش احتلال حتّى في أوقات السلم، وبالنسبة للفلسطينيين في غزة “فحتّى لو قدّموا الورود لنا؛ شرعاً سنكون ملزمين بشن الحرب لاحتلال كل أرض إسرائيل. بحسب التوارة علينا على الأقل أن نحتل حتّى بيروت”. لم يكتفِ كشتئيل بذلك، فطموحاته الإمبراطورية تمتد حتّى تركيا، إذ قال “لماذا الأتراك ضدنا؟ الرب يلمح لنا.. علينا الوصول إلى هناك”.

أمّا بالنسبة لطلبته الذين ينخرطون في الجيش، فيدرسهم عقيدة عنصرية صارمة، ولا يتورع عن القول: “نعم نحن عنصريون”، وينسحب الأمر على رؤيته المنهجية لتغيير نظام الحكم في إسرائيل، وهي مهمة يعتبر أن “وقتها قد حان منذ زمن”؛ إذ كما يقول لطلابه: “علينا الصعود إلى المرحلة التالية”. وهذه الأخيرة بحسبه هي “دولة ومملكة تُعلن أن الرب هو الملك. أي، أننا نعمل باعتبارنا مملكة، ودوافعنا واعتباراتنا مستمدة من مملكة السماء. كيف يتجلى ذلك؟ بإبادة العماليق. كلهم؟ نعم، كلهم. الرجل، المرأة، الرضيع، الطفل، وحتّى الدواب. كلّ شيء… لأن هذه مشيئة الرب. لأن الرب هو الملك. هذه مرحلة يجب أن نسير نحوها خطوة خطوة، وربما من الأفضل أن نُسرع”.

الصورة

ديفيد زيني مع الحاخامات (إكس)

ديفيد زيني مع الحاخامات (إكس)

قد يكون كشتئيل من أكثر الحاخامات تطرفاً في “تيار هار همور”، لكن أقواله عن “المرحلة التالية” متجذّرة بعمق في الرؤية الخلاصيّة التي يورّثها دعاة مدرسة “بني دافيد” لتلاميذهم. وحول ذلك، يشرح نهوراي أن المدرسة الدينية المذكورة، التي يقودها الحاخامان إيلي سدان ويغئيل ليفينشتاين، تسعى إلى تجنيد تلاميذها لصالح مشروع يهدف لتحويل إسرائيل إلى “دولة شريعة”، يكون دستورها التوراة، وتبسط سيطرتها على كامل “أرض الميعاد”. رؤية هؤلاء بحسبه تتحقق من خلال تسلل أنصارهم إلى مراكز النفوذ والسيطرة في المجتمع الإسرائيلي، وخصوصاً مؤسسات الحكم والجيش.

وعلى هذه الخلفية، لم يُفاجأ نهوراي بأن الحاخام إيلي سدان كان المرشح الأساسي لزيني ليُعين سكرتيراً عسكرياً لنتنياهو، مستنتجاً أن “سدان ودائرته من أتباع الحاخام تاو يتوقعان من زيني ربط جهاز الشاباك بالانقلاب التوراتي المنشود”.

ذراع يمنى لعائلة باليك وقائد في “قوّة أوريا”

شقيق زيني، شموئيل، يُعد وفقاً للصحيفة الذراع اليمنى لرجل الأعمال سيمون باليك، المقرّب من عائلة نتنياهو، والذي يدأب على الاهتمام بنجل الأخير، يئير، المقيم في ميامي، كما أن الفيلا التي يملكها باليك في القدس يستخدمها نتنياهو وزوجته سارة، حيث يمكثان فيها فترات طويلة؛ وحيث يوجد شموئيل على الدوام. أمّا الشقيق الآخر، فهو بتسلئيل، الموصوف في الصحافة الصهيونية الدينية بأنه ناشط سياسي، عمل في العام 2015 منسقَ طاقم العمليات في حزب الليكود، قبل أن يُسهم في تأسيس حزب نوعام (2019)، وتمتد أنشطته للحفاظ على “قُدسية حائط المبكى”، وصولاً إلى تنظيم تظاهرات داعمة للانقلاب القضائي. أمّا نشاطه الحالي، فيتركز على هدم المباني في قطاع غزة باستخدام الجرافات الثقيلة، ضمن ما يُعرف بـ”قوة أوريا”، وذلك بهدف تحضير الأرض في غزة لإعادة الاستيطان.

أسطرة نتنياهو لزيني

تحيط بزيني أسطورتان، الأولى أنه بطل قضى على مقاتلي حماس في هجوم “طوفان الأقصى” في معركة دامية بالقرب من “مفلاسيم”، والثانية أنه “تنبأ بهجوم حماس”. عن الأولى، شهد قائد ميداني لعب دوراً مركزياً في القتال في المنطقة بأن زيني أساساً لم يكن هناك، ولم يرد حتى اسمه في التحقيقات؛ حيث ذكرت الأخيرة فقط أنه وصل إلى المنطقة بعد انتهاء المعركة، حتّى إن مسؤولاً عسكرياً مطلعاً على التحقيقات ذكر أن مقاتلي حماس الذين استشهدوا بالقرب من “مفلاسيم” كانوا في طريقهم إلى قاعدة “تل نوف” وقصفوا بالطائرات الحربية.

أمّا الأسطورة الثانية، فقد استخدمها نتنياهو لتبرير تعيين ديفيد زيني رئيساً لـ”لشاباك” مستنداً إلى تقرير كتبه زيني قبل أشهر من الهجوم، ووصفه بأنه “تحذير”. لكن مسؤولين عسكريين أشاروا إلى أن نتنياهو تلاعب بالتقرير واستخدمه بشكل كاذب، رغم أنه كان وثيقة معيارية فحصت الإجراءات الأمنية على السياج، وخلاله، حذّر زيني مما يُشبه غزوة موضعية محدودة تنتهي باختطاف جندي أو مستوطن وليس هجوماً واسع النطاق كما حدث. وقد عبّر ضابط كبير عن استغرابه من كيفية وصول هذا التقرير أساساً إلى نتنياهو.

“الشاباك” يوصي بتحويل أموال للسلطة الفلسطينية ويحذّر من تصعيد في الضفة

“الشاباك” يوصي بتحويل أموال للسلطة الفلسطينية ويحذّر من تصعيد في الضفة

عقد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء اليوم الخميس، جلسة تقييم أمني مع عدد من كبار الوزراء ورؤساء الأجهزة الأمنية. وذكرت القناة 13 العبرية، أن الاجتماع بحث المخاوف من حدوث تصعيد في الضفة الغربية المحتلة، على خلفية الاعتراف المتوقّع من فرنسا ودول أخرى بدولة فلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هذا الشهر، فيما ذكرت القناة 12 العبرية أن جهاز الأمن العام (الشاباك) حذّر المستوى السياسي، من تصعيد محتمل في الضفة، وأوصى بإعادة الأموال التي تم اقتطاعها من السلطة الفلسطينية. ويبدو أن “الشاباك” يشير بذلك، إلى احتمال انهيار السلطة الفلسطينية اقتصادياً.

وبحسب القناة 13، يدرسون في محيط نتنياهو، إمكانية فرض سيادة “جزئية” على مناطق في الضفة، كرد على فرنسا، إلى جانب فرض عقوبات إضافية على السلطة الفلسطينية، من بينها وقف كامل لتحويل أموال الضرائب. وقال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير خلال النقاش، وفق ما نقلته هيئة البث الإسرائيلي (كان)، إنّه يجب تفكيك السلطة الفلسطينية، حتى لو كان معنى ذلك عدم التوصّل إلى تطبيع مع السعودية.

في غضون ذلك، نقل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الآونة الأخيرة، طلباً لزيارة إسرائيل، إلا أن نتنياهو رد عليه بأنه غير مرحّب به، ما لم يتراجع عن نيته الاعتراف بدولة فلسطينية. وقبل يومين، انتقد ماكرون القرار الأميركي بعدم منح تأشيرات لممثلين فلسطينيين قبيل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، ووصفه بأنه “غير مقبول إطلاقاً”.

وأضاف أنه تحدث مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، موضحاً: “سوف نترأس معاً مؤتمر حل الدولتين في نيويورك، والذي سيُعقد في 22 أيلول (أيلول الجاري). هدفنا واضح، حشد أكبر دعم دولي ممكن لحل الدولتين، فهو السبيل الوحيد لتحقيق التطلعات الشرعية للشعبين، الإسرائيلي والفلسطيني”. وبحسب الرئيس الفرنسي، “لتحقيق ذلك، يجب تنفيذ وقف دائم لإطلاق النار (في غزة)، وإطلاق سراح جميع المحتجزين (الإسرائيليين)، وإيصال مساعدات إنسانية واسعة النطاق لسكان غزة، وإرسال قوة دولية إلى القطاع”. وأضاف ماكرون: “نعمل أيضاً لضمان أنه في اليوم التالي (أي لحرب الإبادة الإسرائيلية)، يتم نزع سلاح حماس، وألا تتولى أي دور حكومي في غزة، إلى جانب تعزيز السلطة الفلسطينية وإعادة إعمار القطاع”.

وهاجم وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر الرئيس الفرنسي، قائلاً إن “الرئيس ماكرون مهتم جداً بمنح تأشيرات دخول إلى الولايات المتحدة لأفراد السلطة الفلسطينية. هذا ما يُقلقه ويمنعه من النوم”، لكنه على حد زعم ساعر، “لا يستنكر التحريض المتطرف في جهاز التعليم الفلسطيني ضد إسرائيل واليهود، ولا يعترض على المدفوعات التي تقدّمها السلطة الفلسطينية للإرهابيين (على حد تعبيره في إشارة إلى الأسرى الفلسطينيين) وأقاربهم وفقاً لسياسة pay for slay (أي الدفع مقابل القتل). فكلما كان العمل الإرهابي أكثر خطورة، كانت المكافأة التي تدفعها السلطة الفلسطينية أعلى”، وفق مزاعم ساعر.

وواصل ساعر هجومه، بحسب ما نقلته وسائل إعلام عبرية، مدّعياً أن “ماكرون يحاول التدخل من الخارج في نزاع هو ليس طرفاً فيه، وذلك بشكل منفصل تماماً عن الواقع على الأرض بعد السابع من تشرين الأول. ماكرون يزعزع استقرار المنطقة من خلال خطواته، ويجرّ النظامين الإقليمي والدولي نحو إجراءات أحادية الجانب. أفعاله خطيرة، ولن تجلب السلام ولا الأمن”.

وفي حديث للقناة 13 العبرية، قال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون “علينا أن نفهم الفروق الدقيقة في الصياغة. نرى الوضوح الأخلاقي لدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووزير الخارجية (ماركو روبيو)، اللذين يقولان (للدول التي تعتزم الاعتراف بدولة فلسطينية): ‘لا يمكنكم دعم الإرهاب وأخذ دور في الأمم المتحدة‘. لا أعلم إن كان أبو مازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) سيأتي أم لا، فعادةً يُسمح للقادة بإلقاء كلمة في الأمم المتحدة”.

“الشاباك” يزعم إحباط عملية لاغتيال بن غفير بواسطة مُسيّرة مفخخة

“الشاباك” يزعم إحباط عملية لاغتيال بن غفير بواسطة مُسيّرة مفخخة

أعلن جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، اليوم الأربعاء، أنه اعتقل، بالتعاون مع جيش الاحتلال، خلال الأسابيع الأخيرة، “خلية” من نشطاء حركة حماس في منطقة الخليل جنوبي الضفة الغربية، بزعم عملها تحت قيادة “حماس” في تركيا، وتخطيطها لتنفيذ عملية اغتيال تستهدف وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير بواسطة مسيّرة مفخخة. وزعم بيان الشاباك، أن أعضاء المجموعة اشتروا عدة طائرات مسيّرة، وكانوا ينوون تركيب عبوات ناسفة عليها واستخدامها لتنفيذ الهجوم، فيما ضُبطت الطائرات خلال عملية الاعتقال.

وجاء في البيان أيضاً، أن “جهاز الأمن العام سيواصل العمل لإحباط أي محاولة من جهات تابعة لحماس لتنفيذ عمليات.. ضد دولة إسرائيل ومواطنيها، وسيعمل على تقديم المتورطين في مثل هذه الأنشطة للعدالة”.

ويعد بن غفير أحد أبرز الوزراء المتطرفين في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، وكثيراً ما دعا بشكل علني إلى إبادة الفلسطينيين وتهجيرهم من أرضهم. ويدعم إلى جانب الوزير المتطرف الآخر بتسلئيل سموتريتش المستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية لشن هجمات على الفلسطينيين ضمن موجة إرهاب المستوطنين التي هجرت عشرات القرى الفلسطينية ولا تزال مستمرة في الاستيلاء على مساحات واسعة من الأراضي. وقاد الوزير المتطرف حملة لتسليح المستوطنين في الضفة الغربية ضمن ما زعم أنها خطوة لمواجهة العمليات الفلسطينية ضد الاحتلال.

وعلّق بن غفير بالقول: “أشكر القائم بأعمال رئيس الشاباك، المحققين والمقاتلين في الجهاز، واستخبارات مصلحة السجون، وأفراد وحدة ماغين، وجنود الجيش الإسرائيلي، وعناصر شرطة إسرائيل، وكل من يعمل على حماية حياتي. لن أرتدع ولن أخاف! لقد حاولت حماس اغتيالي خمس مرات، وفشلت في كل مرة”. وأضاف: “سأواصل قيادة سياسة صارمة في السجون الإسرائيلية ضد الإرهاب، والمطالبة بانتصار مطلق في غزة، ومحو حماس من الخريطة. يجب أن يعلم الإرهابيون، أنه بدلاً من سعيهم لإيذائي، نحن من سيؤذيهم، في كل مكان وزمان”.

يُذكر أنه في تموز/تموز الماضي، توصّلت النيابة العامّة في لواء الجنوب الى صفقة ادعاء عام مع الشاب بلال النصاصرة من مدينة رهط في النقب، والذي اتهم بتشكيل وإدارة خليّة خططت لقتل الوزير بن غفير وتنفيذ عمليات. وبحسب لائحة الاتهام، بدأ بالتخطيط لذلك مطلع العام 2023، “بعد مشاهدته مقطع فيديو يصف الأوضاع في قطاع غزة”.