4 قتلى بقصف الدعم السريع مخيم نازحين بالفاشر

4 قتلى بقصف الدعم السريع مخيم نازحين بالفاشر

أعلنت لجنة إغاثية سودانية -اليوم الاثنين- مقتل 4 مدنيين بقصف مدفعي شنته قوات الدعم السريع على مخيم نازحين في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غرب البلاد.

وأفادت غرفة الطوارئ بمخيم أبو شوك للنازحين (لجنة إغاثية شعبية) -في بيان- بأن قوات الدعم السريع قامت بقصف مدفعي على المخيم، مما أدى إلى سقوط 4 قتلى وإصابة 3 آخرين.

ومن جانبها، أعلنت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر -في بيان- عن استمرار القصف المدفعي منذ صباح اليوم على مدينة الفاشر.

وأشارت إلى تجدد الاشتباكات في المحور الشمالي الشرقي للمدينة، وارتفاع أصوات الرصاص بالأسلحة الخفيفة والثقيلة ودوي الانفجارات بوضوح.

وتفرض قوات الدعم السريع حصارا على الفاشر (غرب السودان) منذ أكثر من عام، في مسعى للسيطرة عليها في ظل الحرب مع الجيش السوداني التي اندلعت في نيسان/ نيسان 2023.

وباتت هذه المدينة -التي تشهد أعمال عنف وحشية- آخر جبهة إستراتيجية بالنزاع، في وقت تحاول قوات الدعم السريع السيطرة عليها باعتبارها آخر مدينة في منطقة درافور ما زالت في قبضة الجيش.

معارك مدينة الفاشر بشمال دارفور، - أفراد أو آليات لقوات الدعم السريع في المدينة المصدر: حساب قوات الدعم السريع على حسابها في تليغرام بتاريخ 29 آب
أفراد من قوات الدعم السريع في الفاشر (مواقع التواصل)

مساع واتهامات

وتحاول قوات الدعم السريع -التي خسرت معظم أجزاء وسط السودان بما في ذلك الخرطوم في وقت سابق هذا العام- تعزيز سلطتها في الغرب وتأسيس حكومة منافسة.

ومن شأن السيطرة على الفاشر أن تتيح للدعم السريع السيطرة على جميع عواصم ولايات دارفور الخمس، مما يعزز فعليا موقعها لإقامة إدارة موازية غرب السودان.

وقد دأبت اللجان الشعبية والسلطات المحلية في الفاشر على اتهام قوات الدعم السريع بالمسؤولية عن القصف المدفعي والهجمات المتكررة على المدينة التي تفرض عليها حصارا منذ 10 أيار/ أيار 2024، رغم التحذيرات الدولية من خطورة المعارك بهذه المنطقة باعتبارها مركز عمليات إنسانية لولايات دارفور الخمس.

إعلان

ومنذ منتصف نيسان/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء نحو 15 مليونا، بحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، في وقت قدرت دراسة أعدتها جامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.

4 مسارات مصرية لإبطال مفعول تنصيب حميدتي نفسه رئيساً

4 مسارات مصرية لإبطال مفعول تنصيب حميدتي نفسه رئيساً

أفادت مصادر مصرية مطلعة لـ”العربي الجديد”، بأنّ القاهرة تتحرّك على مسارات متعدّدة، لدعم الحكومة السودانية الشرعية والجيش السوداني، إفشالاً لإعلان قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، أول من أمس السبت، نفسَه رئيساً للمجلس الرئاسي التابع لما يسمى “تحالف السودان التأسيسي”.

خطوة “خطيرة” من حميدتي

وتتحرك القاهرة على مسارات دعم أربعة: على المستوى الدبلوماسي، تكثف القاهرة اتصالاتها داخل الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية لتأكيد بطلان خطوات “الدعم السريع”. وعلى المستوى الأمني، تعمل على تعزيز التنسيق الميداني مع الجيش السوداني في إقليمَي كردفان ودارفور لقطع الطريق على أيّ محاولة للتوغل نحو الحدود المشتركة. وعلى المستوى الإقليمي، تستخدم علاقاتها مع السعودية والإمارات للضغط على حميدتي وتحجيم أي دعم سياسي أو مالي له. أمّا على المستوى الإنساني، فهي تواصل إدارة ملف اللاجئين السودانيين القادمين إلى مصر، مع السعي إلى حشد دعم أممي ودولي لتقليل الأعباء الاقتصادية والاجتماعية.

وفق قراءة مصرية، فإنّ أخطر ما تحمله خطوة حميدتي، ترسيخ واقع الانقسام بين حكومتَين متوازيتَين، وهو ما قد يحوّل السودان إلى ساحة صراع مفتوحة شبيهة بالنموذج الليبي. هذا السيناريو تعتبره القاهرة “كابوساً أمنياً”، لأنه يهدّد بخلق فراغ طويل الأمد على حدودها الجنوبية. أما السيناريو الآخر، والمفضل لدى مصر، فهو نجاح الجيش في حسم المعركة عسكرياً واستعادة وحدة الدولة السودانية، وترى المصادر أن تنصيب حميدتي نفسَه رئيساً لمجلس رئاسي موازٍ قد يمنحه زخماً إعلامياً في دارفور، لكنه لا يغيّر حقيقة أن قواته في موقع دفاعي بعد خسائر متتالية. بالنسبة لمصر، يشكل التطوّر إنذاراً جديداً بضرورة مضاعفة الجهد لدعم الجيش السوداني، سياسياً وعسكرياً، مع الانفتاح على تحرك إقليمي ودولي واسع، لتفادي سيناريو تقسيم السودان، وما يحمله من أخطار مباشرة على الأمن المصري.

تعمل مصر على تعزيز التنسيق الميداني مع الجيش السوداني في كردفان ودارفور

وفي السياق، قال السفير حسام عيسى، مساعد وزير الخارجية المصري ومدير إدارة السودان وجنوب السودان السابق، لـ”العربي الجديد”، إن الخطوة التي أقدم عليها دقلو بتنصيب نفسه رئيساً لمجلس رئاسي موازٍ “لن يكون لها تأثير مباشر على مصر، لكنها تمثل مشكلة كبيرة للسودان نفسه، لأنها تكرّس الانقسام وتؤدي إلى وجود سلطتَين وغياب حكومة مركزية”. وانتقد السفير انخراط بعض السياسيين السودانيين في هذه التطورات، مثل فضل الله برمة ناصر، رئيس حزب الأمة، ومريم الصادق المهدي، وقيادات أخرى، رغم أنهم ينتمون إلى أحزاب قومية، معتبراً أن هذه المواقف “تعزّز النزعات الانفصالية والهوياتية التي تمزق السودان بدلاً من توحيده”.

من جهتها، قالت الدكتورة نجلاء مرعي، الخبيرة في الشؤون الأفريقية، لـ”العربي الجديد”، إنّ الخطوة التي أقدم عليها حميدتي كانت متوقعة، في ظل الإعلان السابق عن هذه الحكومة في تموز/تموز الماضي، والذي قوبل برفض من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، وأشارت إلى أن المنظمة الأممية سبق أن حذرت من مخاطر مثل هذه الخطوات على وحدة السودان، معتبرة أن “شبح التقسيم يخيّم على البلاد منذ اندلاع الأزمة السودانية”.

نجلاء مرعي: حميدتي يحاول تشتيت المجتمع الدولي بخطوات متتالية

وأضافت مرعي أن هذه الخطوة جاءت وسط تصاعد ميداني لافت في شهر آب/آب الماضي، إذ أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس عن “فزعه” من الهجمات المتواصلة، لا سيّما في مدينة الفاشر (عاصمة ولاية شمال دارفور) التي تحولت، من وجهة نظرها، إلى “بؤرة قتال دامية” بين الجيش والدعم السريع منذ إبريل/نيسان 2023، وأكدت أن “الحكومة الموازية” لن تلقى صدى على الصعيد الخارجي، حتى لدى بعض الدول الداعمة لأطراف النزاع، لكنها تؤثر سلبياً على جهود إطلاق حوار سياسي شامل بين طرفَي الأزمة، كما أنها تضعف فرص الوصول إلى هدنة إنسانية طالبت بها الأمم المتحدة منذ حزيران/حزيران الماضي ولم تتحقق حتّى الآن.

وأوضحت الخبيرة في الشؤون الأفريقية أن توقيت خطوة حميدتي تزامن مع إلغاء وزارة الخارجية الأميركية اجتماع “الرباعية حول السودان” الذي كان مقرراً في 30 تموز بمشاركة مصر والسعودية، مشيرة إلى أن “حميدتي يحاول تشتيت المجتمع الدولي بخطوات متتالية، تارةً بإعلان حكومة موازية، وتارةً بتنصيب نفسِه رئيساً لها، وذلك بهدف إجهاض أيّ مسار لحوار سياسي جاد”، وأشارت إلى أن محاولاته لتوسيع دائرة الاهتمام الإقليمي بإدخال أطراف مثل قطر والاتحاد الأوروبي تعكس بحثه عن مخرج بعد التراجع الأميركي عن بعض خطوات الانخراط في الأزمة.

قتلى وجرحى بقصف الدعم السريع لمخيم أبوشوك بالفاشر

قتلى وجرحى بقصف الدعم السريع لمخيم أبوشوك بالفاشر

الفاشر – قُتل 8 مدنيين، بينهم طفلان، في قصف مدفعي نفذته قوات الدعم السريع صباح اليوم الأحد على مخيم أبوشوك شمال مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، في ظل تصاعد حدة المعارك حول المدينة المحاصرة منذ 10 حزيران/حزيران 2024.

وقال مسؤول الإعلام في غرفة طوارئ معسكر أبوشوك، محمد آدم، إن القصف أسفر عن مقتل 8 أشخاص وإصابة 7 آخرين، بينهم حالات حرجة.

وأشار في تصريحات للجزيرة نت إلى أن فرق الإسعاف تواجه صعوبات في الوصول إلى المصابين بسبب استمرار القصف وانعدام وسائل النقل، ما يهدد بارتفاع عدد الضحايا خلال الساعات المقبلة.

وحسب مصادر محلية تحدثت للجزيرة نت، فإن القصف تركز على السوق المركزي داخل المخيم ما يعرف بسوق نيفاشا، إضافة إلى عدد من المنازل المشيدة بمواد محلية مثل الطين والقش، ما أدى إلى تدميرها بالكامل.

كما طالت القذائف بعض الشوارع الحيوية، مما تسبب في حالة من الهلع بين السكان، لا سيما النساء والأطفال الذين فرّوا إلى مناطق أكثر عزلة داخل المخيم.

ويأتي هذا الهجوم في وقت تتزايد فيه التحذيرات المحلية والدولية من انهيار كامل للوضع الإنساني في المنطقة، وسط غياب أي مؤشرات لحل سياسي قريب، وتراجع واضح في الاستجابة الدولية للأزمة المتفاقمة.

ويُعد مخيم أبوشوك من أكبر تجمعات النازحين في شمال دارفور، ويقع على بعد نحو 4 كيلومترات شمال مدينة الفاشر، وقد أُنشئ في 20 نيسان/نيسان 2004، كمأوى مؤقت للنازحين الفارين من الحرب التي اندلعت في دارفور عام 2003.

ومع مرور الوقت، تحول المخيم إلى حي سكني مكتظ، يضم أكثر من 47 ألف نازح من مناطق جبل مرة وطويلة وشنقل طوباي، ما جعله جزءا من النسيج العمراني للمدينة.

تصعيد سياسي

وجاء الهجوم بعد ساعات من أداء رئيس وأعضاء المجلس الرئاسي في حكومة تأسيس الموازية اليمين الدستورية، ما أثار رفضا محليا وإقليميا واسعا، حيث يرى مراقبون أن التصعيد العسكري في الفاشر قد يكون محاولة لفرض أمر واقع سياسي بالقوة، في ظل غياب أي توافق لإيجاد حل للأزمة مع استمرار جمود عمليات التفاوض.

إعلان

وقالت جامعة ييل الأميركية إن صور الأقمار الصناعية أظهرت أن قوات الدعم السريع أكملت بناء أكثر من 31 كيلومترا من الجدران الترابية حول مدينة الفاشر، مما أدى إلى السيطرة الكاملة على تدفق السكان إلى داخل المدينة وخارجها.

وأضافت في تغريدة على منصة “إكس” أن هذه الجدران أنشأت منطقة خطرة تهدد صحة السكان، حيث تتفاقم الأضرار التي لحقت بهيئة توفير المياه في الفاشر، مما يزيد الأوضاع الصحية سوءا.

وتشير تقارير منظمات دولية إلى أن الفاشر تخضع لحصار خانق منذ أكثر من 500 يوم، وأن سكانها لا يجدون ما يأكلون، وباتوا يعتمدون على علف الحيوانات المعروف محليا بـ”الأمباز” كمصدر غذائي بديل. وتطالب هذه المنظمات بفتح ممرات إنسانية عاجلة، وتوفير حماية للمدنيين، خاصة في ظل تزايد الانتهاكات بحقهم.

تحول خطير

ويرى محللون أن ما يجري في الفاشر يعكس تحولا خطيرا في طبيعة الحرب السودانية، حيث باتت الفاشر منطقة منسية عن العالم، ويؤكدون أن استمرار الحصار والقصف العشوائي على مناطق المدنيين قد يؤدي إلى موجة نزوح جديدة، ويهدد بانهيار ما تبقى من البنية الاجتماعية في المدينة.

وفي حديثه للجزيرة نت، قال الدكتور عبد الناصر سالم، الخبير في مجال حقوق الإنسان، وكبير الباحثين ومدير برنامج شرق أفريقيا في مركز فوكس السويد للأبحاث، إن ما يحدث في الفاشر يمثل “انهيارا أخلاقيا وإنسانيا غير مسبوق”، مشيرا إلى أن استهداف المدنيين في المخيمات المحاصرة يُعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني.

وأضاف أن بناء الجدران الترابية حول مدينة الفاشر يعكس محاولة لعزل السكان عن العالم الخارجي، وتحويل المدينة إلى “سجن مفتوح”، في ظل غياب أي رقابة دولية فعالة.

ودعا سالم المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف الانتهاكات، وتقديم الدعم الإنساني للسكان المحاصرين، مشددا على ضرورة مساءلة المسؤولين عن هذه الجرائم أمام المحاكم الدولية.

هل هي عودة الكرة السودانية؟

هل هي عودة الكرة السودانية؟

لم يكن خروج المنتخب المحلي السوداني من نصف نهائي بطولة كأس أمم أفريقيا للاعبين المحليين أمام مدغشقر إخفاقاً، بقدر ما كان إنجازاً يُحسب للكرة السودانية، التي تشهد طفرة نوعية، رغم الظروف الصعبة للبلد، الذي يعاني ويلات النزاع العسكري منذ سنوات، إذ جاء هذا الإنجاز امتداداً لتأهل المنتخب الأول إلى نهائيات كأس أمم أفريقيا المقبلة في المغرب، وكذلك المشوار الطيب في تصفيات كأس العالم 2026، الذي قد يفضي إلى تأهل تاريخي عن المجموعة الثانية، إذ يحتل المركز الثاني مع السنغال، بفارق نقطة واحدة عن الأول، منتخب جمهورية الكونغو، بفضل جيل متميز من اللاعبين المحليين والمحترفين خارج البلد، الذين يحملون راية الكرة السودانية، ويسعون لتحقيق آمال جماهير عاشقة للكرة ولألوان منتخبها.

وأسعد منتخب السودان للمحليين جماهير بلاده، بفوزه التاريخي على نيجيريا برباعية، في مستهل دور المجموعات، الذي تسيّده رغم وجود حامل اللقب، المنتخب السنغالي، ما فتح له أبواب ربع النهائي، الذي أطاح فيه المنتخب الجزائري بركلات الترجيح، قبل أن يخرج من نصف النهائي أمام مدغشقر، بعد مباراة كبيرة انتهت بفوز المنافس بهدف دون رد، خلال الوقت الإضافي، كشف فيها السودانيون عن روح قتالية كبيرة، ومهارات عالية يتميز بها الجيل الحالي من اللاعبين، الذين ينتمي بعضهم إلى المنتخب الأول، ويملكون خبرة المنافسات القارية مع فريقي الهلال والمريخ في دوري أبطال أفريقيا وكأس الكونفيدرالية، وتحدوهم الرغبة في صناعة التاريخ بتحقيق تتويج قاري، والتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026.

وتفاعل مشجعو المنتخب السوداني للمحليين مع المردود والنتائج المحققة في دورة 2025، ويتفاءلون خيراً بالمنتخب الأول المقبل نهاية الأسبوع الجاري على مواجهة مهمة في داكار ضد المنتخب السنغالي، ضمن الجولة السابعة من تصفيات كأس العالم 2026 المؤهلة إلى مونديال أميركا وكندا والمكسيك، التي لعب فيها ست مباريات، دون أن يتعرض لأي خسارة، حقق فيها ثلاثة انتصارات وثلاثة تعادلات، وأبلى فيها البلاء الحسن لمنافسيه، وفتح لجماهيره أبواب الطموح والأمل في التأهل إلى المونديال لأول مرة في التاريخ، رغم عراقة الكرة السودانية، التي تعتبر من مؤسسي الاتحاد الأفريقي لكرة القدم إلى جانب مصر وإثيوبيا، دون أن تتمكن من بلوغ نهائيات كأس العالم.

وبعد بلوغ نصف نهائي “الشان”، في مشاركته الثالثة من أصل أربع في النهائيات، قد تكون سنة 2025 موعداً لتحقيق الإنجاز الكبير بالتأهل إلى المونديال، وبعدها التألق في نهائيات كأس أمم أفريقيا المقررة في المغرب نهاية هذا العام، ضمن مجموعة الجزائر وبوركينا فاسو وغينيا الاستوائية، رغم أزمة الدوري السوداني، الذي توقف لموسمين متتاليين بسبب الحرب، ما دفع فريقي الهلال والمريخ إلى المشاركة في الدوري الموريتاني استثنائياً، قبل أن تعود عجلة الدوري المحلي إلى الدوران بداية هذا الموسم في السودان، وسط أجواء الحرب القاتلة، الممزوجة بمشاعر الفرح في أوساط الجماهير السودانية، بعودة الحرارة والدفء إلى مختلف الملاعب، وإلى نفوس السودانيين وقلوبهم المفعمة بحبهم لبلدهم وتعلقهم بتحقيق الإنجاز الكروي، الذي يساهم في الحفاظ على اللُّحمة الوطنية وسط الظروف الصعبة.

وساهم استقرار الطاقم الفني بقيادة الغاني جيمس كواسي أبياه، الذي يقود المنتخبين، الأول والمحلي معاً، كثيراً في تطوير منظومة اللعب، وتحسين مستوى اللاعبين ومردودهم، واستعادة ثقة الجماهير بمنتخبها، الذي وجد دعماً رسمياً وشعبياً لم يسبق له مثيل، على أمل أن يُكلل بأحد الإنجازات الكروية الكبيرة التي تساهم في إعادة بعث الروح للكرة السودانية، التي بلغت مع الجيل الحالي درجة كبيرة من النضج، وبلغت المستوى الذي يسمح لها اليوم بالمنافسة على ورقة التأهل إلى مونديال 2026، وتحقيق نتائج طيبة في نهائيات كأس أمم أفريقيا المقبلة في المغرب، رغم الظروف الأمنية والاقتصادية الصعبة التي يعيشها البلد ذو المقومات البشرية والمادية والطبيعية.