by | Aug 28, 2025 | اقتصاد
يشهد العالم اليوم نقاشاً محتدماً حول الدور الذي سيلعبه الذكاء الاصطناعي في سوق العمل والأسواق المالية. وبينما يرى البعض فيه ثورة إنتاجية قادرة على دفع عجلة النمو الاقتصادي، يحذّر آخرون من كونه تهديداً مباشراً لوظائف ملايين البشر في قطاعات مختلفة.
تحوّلات ملموسة بفضل الذكاء الاصطناعي
تبيّن وكالة بلومبيرغ الأميركية، أنّ الذكاء الاصطناعي بدأ بالفعل بإحداث تغييرات ملموسة في قطاعات حيوية مثل خدمة العملاء. أحد رواد الأعمال كشف أن شركته الإلكترونية، المدعومة بأنظمة ذكاء اصطناعي، نجحت في تحقيق قفزات كبيرة في الإنتاجية، ما قلّص الحاجة إلى عدد كبير من الموظفين في مراكز الاتصال وحتى في تطوير البرمجيات.
وما يزيد من المخاوف أنّ هذه التغييرات تجري قبل وصول تقنيات أخرى إلى مرحلة النضج الكامل، مثل القيادة الذاتية، التي قد تعني لاحقاً تقويض قطاع سيارات الأجرة وخدمات التوصيل، وربما إعادة رسم الخريطة الاقتصادية لهذه الصناعات بأكملها.
القطاعات “المحصّنة” في دائرة الخطر
لا يقتصر القلق على الوظائف الروتينية أو منخفضة المهارة، فمهن ذات “خنادق دفاعية” تقليدية، مثل المحاماة والطب، قد تواجه أيضاً ضغوطاً متزايدة من حلول آلية أكثر سرعة وكفاءة. والسؤال المفتوح هو: إلى متى ستصمد هذه القطاعات أمام موجة الأتمتة المتقدمة؟
يشير التقرير إلى قوتين متعارضتين تتحركان في الأسواق: من جهة، يساهم الذكاء الاصطناعي في رفع الإنتاجية ومعالجة واحدة من أعقد مشاكل الاقتصاد الحديث، وهي تباطؤ نمو نصيب الفرد. هذا العامل قد يكون نبأ سارّاً على المدى الطويل، إذ يفتح الباب أمام تحسين مستويات المعيشة وتعزيز القدرة التنافسية.
من جهة أخرى، هناك مخاطر جدية بارتفاع معدلات البطالة إذا ما تعرّضت صناعات كاملة للهزّة. مثل هذا السيناريو قد يترك “ندوباً اقتصادية طويلة الأمد” شبيهة بما حدث في المجتمعات الغربية، بعد إغلاق المصانع، وتراجع الصناعات التقليدية، خلال حقبة ما بعد التصنيع. ويشير خبراء إلى أن مواجهة هذه التداعيات لن تكون سهلة، وأن الحكومات قد تضطر إلى توسيع إنفاقها العام بشكل كبير لحماية العمال المسرّحين أو تعويضهم.
المحلل فينسنت ديلوارد من شبكة الخدمات المالية العالمية “ستون إكس”، يرى أنّ الخطر الذي يهدد المهنيين ذوي الياقات البيضاء قد يغيّر المزاج الاجتماعي، ويدفع إلى المطالبة بحماية وتعويضات لم تكن مطروحة بهذا الزخم في موجات التحول التكنولوجي السابقة. هذا التوجه يتقاطع مع واقع اقتصادي يطغى عليه التحفيز المستمر، رغم تدهور الميزانيات الوطنية ومخاوف أسواق السندات. في الولايات المتحدة مثلاً، يبرز إصرار الرئيس دونالد ترامب على إحكام قبضته على مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) دليلاً إضافياً على استمرار سياسات التدخل القوي في الاقتصاد، بحسب “بلومبيرغ”.
انعكاسات استثمارية
على صعيد الاستثمار، يبدو أنّ التداخل بين التحفيز الاقتصادي وتحسن الإنتاجية يمنح الشركات فرصاً لزيادة هوامش أرباحها. غير أنّ التقرير يلفت الانتباه إلى نقطة مهمة: الرهان الأفضل قد لا يكون على شركات الذكاء الاصطناعي نفسها، بل على الشركات والقطاعات التي ستستفيد من تعميم هذه التكنولوجيا وتطبيقاتها.
الذكاء الاصطناعي لن يستحوذ على جميع الوظائف، لكن إزاحته التدريجية لقطاعات محددة تكفي لإحداث أثر بالغ في سوق العمل والأسواق المالية. وبين وعد الإنتاجية ومخاطر البطالة، يجد العالم نفسه أمام معادلة معقدة تتطلب استجابات سياسية واقتصادية جديدة، فيما تبقى الاستثمارات هي الساحة التي ستكشف الرابحين والخاسرين من هذه التحولات.
by | Aug 28, 2025 | أخبار العالم
طور علماء نموذجا جديدا للذكاء الاصطناعي قادرا على التفكير بطريقة مختلفة عن نماذج اللغة التقليدية، مثل ChatGPT، ما حقق أداء متفوقا بشكل ملحوظ في الاختبارات المعيارية الرئيسية.
واستوحى العلماء هذا النموذج الجديد المسمى “نموذج التفكير المتسلسل” (HRM) من آلية عمل الدماغ البشري في معالجة المعلومات على مستويات زمنية متعددة (من أجزاء الثانية إلى الدقائق)، حيث تقوم مناطق دماغية مختلفة بدمج المعلومات على فترات زمنية متفاوتة.
ووفقا لباحثين من شركة Sapient المتخصصة في الذكاء الاصطناعي في سنغافورة، يتميز هذا النموذج بكفاءة أعلى بفضل احتياجه لعدد أقل من المعاملات البرمجية (Parameters) وكميات أقل من البيانات التدريبية.
ويحتوي النموذج الجديد على 27 مليون معامل (Parameters) فقط ويستخدم 1000 عينة تدريبية، بينما تحتوي النماذج اللغوية المتقدمة على مليارات أو تريليونات المعاملات. وتشير التقديرات إلى أن نموذج GPT-5 الحديث يحتوي على 3-5 تريليون معامل.
وعند اختبار النموذج في اختبار ARC-AGI المصمم لقياس مدى اقتراب النماذج من الذكاء العام الاصطناعي، حقق النموذج الجديد نتائج مذهلة:
- سجل 40.3% في اختبار ARC-AGI-1 مقارنة بـ 34.5% لنموذج o3-mini-high من OpenAI
- حقق 5% في الاختبار الأصعب ARC-AGI-2 مقابل 3% لنموذج o3-mini-high
وتعتمد معظم النماذج اللغوية المتقدمة على أسلوب “سلسلة الفكر” (CoT) الذي يقسم المشكلات المعقدة إلى خطوات بسيطة، لكن العلماء أشاروا إلى عيوب هذا الأسلوب بما في ذلك “التفكيك الهش للمهام، والاحتياجات الواسعة للبيانات، وكفاءة زمنية منخفضة”.
ويعمل النموذج الجديد من خلال وحدتين متكاملتين:
- وحدة عالية المستوى مسؤولة عن التخطيط المجرد بطيء السرعة
- وحدة منخفضة المستوى تتولى العمليات الحسابية السريعة والمفصلة
ويتميز النموذج بتطبيق تقنية “التحسين التكراري” (iterative refinement) التي تعمل على تحسين دقة الحلول من خلال دورات تفكير متعددة، حيث يقرر في كل دورة ما إذا كان يجب مواصلة التفكير أو تقديم الإجابة النهائية.
وتمكن النموذج من تحقيق أداء شبه كامل في مهام معقدة مثل ألغاز “السودوكو” المتقدمة التي فشلت فيها النماذج التقليدية، كما تفوق في اختبارات إيجاد المسارات المثلى في المتاهات.
المصدر: لايف ساينس
by | Aug 28, 2025 | اقتصاد
أصبح السؤال حول جدوى التعليم الجامعي في ظل صعود الذكاء الاصطناعي أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى. فبينما تؤكد بعض الدراسات أنّ الذكاء الاصطناعي قادر على استبدال جزء كبير من الوظائف القائمة، تكشف دراسة حديثة لشركة مايكروسوفت أنّ التأثير يختلف جذرياً بين القطاعات، وفقاً لما أورده موقع أكسيوس الأميركي، علماً أنّ الدراسة تضع خريطة واضحة للفجوة بين المهن التي قد تختفي قريباً بفعل الذكاء الاصطناعي، وتلك التي ستبقى بعيدة عن تأثيره المباشر. فالوظائف القائمة على اللغة والتواصل تبدو الأكثر تهديداً، في حين أنّ المهن المعتمدة على العمل اليدوي المتخصص والتفاعل البشري المباشر تبقى أكثر أماناً.
ويبدو جلياً أنّ الوظائف التي تعتمد على اللغة المكتوبة والمنطوقة، أو على التفاعل المباشر مع العملاء، تأتي في مقدمة المهن الأكثر عرضة للاستبدال. في المقابل، تظل الأعمال اليدوية المتخصصة وتشغيل المعدات الثقيلة أو الحيوية أقل عرضة للخطر. الدراسة قيّمت الوظائف من خلال ثلاثة معايير: ما إذا كان الذكاء الاصطناعي يُستخدم حالياً في هذا المجال، ومدى نجاحه في أداء المهام، وحجم العمل الذي يمكن إنجازه بالكامل بالاعتماد على الآلة.
المهن “الأكثر تهديداً” بسبب الذكاء الاصطناعي
- 1 – المترجمون والمفسرون (Interpreters and translators)
يعتمد عملهم على تحويل النصوص أو الخطاب من لغة إلى أخرى، وهو مجال يتطوّر فيه الذكاء الاصطناعي بسرعة عبر الترجمة الفورية والنصية.
- 2 – المؤرخون (Historians)
يجمعون ويحللون الوثائق التاريخية ويعيدون صياغة السرديات؛ الخطر يكمن في قدرة الذكاء الاصطناعي على تحليل كميات ضخمة من النصوص بسرعة.
- 3 – مضيفو الركاب (Passenger attendants)
يشمل ذلك طواقم النقل والمرافقين الذين يقدمون المعلومات والإرشاد؛ بعض مهامهم يمكن أتمتتها عبر أنظمة ذكية.
- 4 – مندوبو مبيعات الخدمات (Sales representatives of services)
يعتمد عملهم على التواصل والإقناع، وهي مهارة بدأت أنظمة الذكاء الاصطناعي بمحاكاتها بشكل مقنع.
- 5 – الكتّاب والمؤلفون (Writers and authors)
من إنتاج المقالات إلى صياغة المحتوى الإبداعي، الذكاء الاصطناعي بات منافساً قوياً في مجالات الكتابة.
- 6 – موظفو خدمة العملاء (Customer service representatives)
الرد على الاستفسارات وحل المشكلات الروتينية يمكن أن تنجزه روبوتات المحادثة بكفاءة متزايدة.
- 7 – مبرمجو أدوات التحكم الرقمي (CNC tool programmers)
رغم تخصصها في الصناعة، قد تُؤتمت برمجة هذه الأدوات باستخدام تقنيات ذكية.
- 8 – مشغلو الهواتف (Telephone operators)
وظيفة تاريخية آخذة بالاندثار بفعل الأنظمة الرقمية والرد الآلي.
- 9 – وكلاء بيع التذاكر وموظفو مكاتب السفر (Ticket agents and travel clerks)
أصبحت التطبيقات والمنصات الإلكترونية تقوم بدورهم بشكل شبه كامل.
- 10 – المذيعون ومقدمو البرامج الإذاعية (Broadcast announcers and radio DJs)
الذكاء الاصطناعي بدأ ينتج أصواتاً وشخصيات افتراضية تحاكي البشر في البث.
المهن “الأقل عرضة للاختفاء” بسبب الذكاء الاصطناعي
- 1 – مشغلو الجرافات المائية (Dredge Operators)
عمل يعتمد على تشغيل معدات ثقيلة في بيئات مائية معقدة.
- 2 – مراقبو الجسور والأقفال (Bridge and Lock Tenders)
يديرون حركة السفن عبر الأقفال والجسور المتحركة، وهي وظيفة تتطلب إشرافاً بشرياً ميدانياً.
- 3 – مشغلو محطات معالجة المياه (Water treatment plant and system operators)
مسؤولون عن جودة المياه، وهي مهمة تقنية وحساسة لا يمكن الاستغناء عن الخبرة البشرية فيها.
- 4 – صانعو قوالب المسبك (Foundry mold and coremakers)
عمل يدوي يتطلب مهارة متخصصة في تشكيل المعادن.
- 5 – مشغلو معدات صيانة سكك الحديد (Rail-track laying and maintenance equipment operators)
يتعاملون مع بيئة عمل معقدة وخطرة، بعيدة عن الأتمتة الكاملة.
- 6 – مشغلو آلات دق الركائز (Pile Driver Operators)
يعتمدون على تشغيل معدات ثقيلة في مواقع بناء حساسة.
- 7 – مُجلخو الأرضيات ومُلمّعوها (Floor sanders and finishers)
يتطلب العمل مهارة دقيقة وخبرة عملية لا يمكن أتمتتها بسهولة.
- 8 – المساعدون الصحيون (Orderlies)
يقدمون المساعدة الجسدية والإنسانية للمرضى، وهو دور لا يعوضه الذكاء الاصطناعي.
- 9 – مشغلو القوارب الصغيرة (Motorboat operators)
القيادة الميدانية في ظروف بحرية متغيرة تبقى بعيدة عن الاستبدال الكامل.
- 10 – مشغلو معدات قطع الأشجار (Logging equipment operators)
وظيفة يدوية وخطرة تتطلب التفاعل المباشر مع البيئة الطبيعية.
by | Aug 28, 2025 | أخبار العالم
فصلت شركة “مايكروسوفت” أمس الأربعاء، اثنين من موظفيها بعد مشاركتهما في اعتصام بمكتب رئيس مجلس إدارة الشركة، احتجاجًا على علاقاتها مع إسرائيل التي تشن حرب إبادة جماعية مستمرة في قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ تشرين الأول 2023.
وأعلنت مجموعة “No Azure for Apartheid” الاحتجاجية في بيان، أنّ الموظفيَن آنا هاتل وريكي فاميلي تلقيا رسائل صوتية لإبلاغهما بفصلهما.
وذكر متحدث باسم “مايكروسوفت” أنّه جرى فصلهما في أعقاب ما سماه “انتهاكات جسيمة لسياسات الشركة ومدونتها للسلوك” متمثّلة باقتحام المكاتب التنفيذية”.
والموظفان هما من بين سبعة محتجّين تمّ اعتقالهم الثلاثاء الماضي، خلال اعتصام في مكتب رئيس مجلس إدارة الشركة براد سميث في مقرّ الشركة بولاية واشنطن. أما الخمسة الآخرون فهم من العاملين السابقين في “مايكروسوفت” أو أشخاصًا من خارج الشركة.
واتهم المتظاهرون الشركة بالتعاون مع جيش الاحتلال الإسرائيلي في جرائمه التي يرتكبها بحق الفلسطينيين بقطاع غزة، من خلال تقديم الخدمات والبنية التحتية التكنولوجية له.
وطالب المحتجون الشركة بقطع صلاتها مع إسرائيل، ودفع تعويضات للفلسطينيين.
وقالت هاتل في بيان أمس الأربعاء: “نحن هنا لأنّ مايكروسوفت تُواصل تزويد إسرائيل بالأدوات التي تحتاجها لارتكاب الإبادة الجماعية، بينما تقوم بتضليل موظفيها بشأن هذا الواقع”.
وسرّحت “مايكروسوفت” عددًا من موظفيها لتضامنهم مع غزة، ومعارضتهم تزويدها لجيش الاحتلال بخدمات “أزور” السحابية التي تُسهّل مهمة استهداف المقاومين في غزة ولبنان.
فضح دور مايكروسوفت بحروب إسرائيل
ومنتصف أيار/ أيار الماضي، أكدت إدارة “مايكروسوفت” أنّها تُوفّر خدمات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي لوزارة الأمن الإسرائيلية، لكنّها زعمت عدم وجود دليل على أنّ هذه التقنيات تُستخدم لإلحاق الأذى بالمدنيين.
إلا أنّ تحقيقًا أجرته وكالة “أسوشيتد برس” مطلع عام 2025، كشف أنّ نماذج الذكاء الاصطناعي من “مايكروسوفت” و”OpenAI”، استخدمت كجزء من برنامج عسكري إسرائيلي لاختيار أهداف الحرب على غزة والعدوان على لبنان.
كما أظهرت وثائق مُسرّبة من الشركة أنّه حتى تموز/ تموز 2025، جرى تخزين 11500 تيرابايت من بيانات جيش الاحتلال الإسرائيلي، معظمها على خوادم “مايكروسوفت” في هولندا وبعضها في أيرلندا وإسرائيل، أي ما يُعادل نحو 200 مليون ساعة من تسجيلات المكالمات الهاتفية الخاصة بالفلسطينيين.
كما كشف تقرير مشترك أعدته مجلة “+972” الإسرائيلية الفلسطينية، بالتعاون مع موقع “لوكال كول” العبري وصحيفة “الغارديان” البريطانية، أنّ وحدات عديدة داخل جيش الاحتلال اشترت خدمات الحوسبة السحابية من “مايكروسوفت” لمراقبة الفلسطينيين على نطاق واسع.
وأضاف أنّ وحدة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “8200” استخدمت سجلات المكالمات الهاتفية المخزّنة على منصة “مايكروسوفت”، كمعلومات استخبارية لشنّ هجمات جوية وبرية قاتلة.
وردًا على ذلك، قالت “مايكروسوفت” هذا الشهر إنّها لجأت إلى شركة محاماة لإجراء مراجعة.