by | Aug 31, 2025 | أخبار العالم
أعلنت شركة تطبيق التواصل الاجتماعي واتساب، السبت، خاصية جديدة بالذكاء الاصطناعي تتيح للمستخدم إعادة صياغة رسائله، أو تدقيقها، أو تعديل نبرتها.
وتستخدم هذه الميزة الجديدة، المسماة “مساعدة الكتابة”، تقنية المعالجة الخاصة من شركة “ميتا بلاتفورمس” المالكة لتطبيق واتساب، وتتيح للمستخدمين استلام ردود مُولّدة بالذكاء الاصطناعي من دون الحاجة إلى إطلاع شركة ميتا أو واتساب على الرسالة الأصلية أو إعادة صياغتها.
وهذا يعني أن خصوصية الرسائل على المنصة تظل محفوظة حتى عند استخدام الأداة الجديدة.
واتساب والذكاء الاصطناعي
وباستخدام أداة مساعدة الكتابة، يمكن للمستخدم الحصول على مقترحات رسالة مكتوبة بالذكاء الاصطناعي بعد إعادة كتابة رسالته بطريقة محترفة أو مرحة أو داعمة أو بصياغة جديدة.
واستعرض تطبيق واتساب الخاصية الجديدة من خلال تقديم رسالة أصلية لأحد المستخدمين تقول: “من فضلك لا تترك جواربك المتسخة على الأريكة”.
ثم قامت أداة “مساعدة الكتابة” باستخدام الذكاء الاصطناعي بإعادة صياغة الرسالة في عبارات “طريفة” مثل: “من فضلك لا تجعل الأريكة مقبرة للجوارب”، “خبر عاجل: تم العثور على جوارب على الأريكة. أرجوك انقلها”، و”يا خبير الجوارب، سلة الغسيل في هذا الاتجاه!”.
خاصية اختيارية
وتأمل منصة واتساب من خلال إطلاق هذه الأداة في توفير وسيلة يمكن للمستخدم استخدامها في كتابة رسائل جيدة من داخل التطبيق، بدلًا من اللجوء إلى تطبيقات خارجية للحصول على المساعدة مثل شات جي.بي.تي.
وذكر موقع تك كرانش المتخصص في موضوعات التكنولوجيا أن هذه الخاصية قد لا تعجب الجميع بالطبع، لأن بعض المستخدمين قد يفضلون المحادثات الشخصية والصادقة مع الأصدقاء والعائلة على الرسائل المكتوبة بالذكاء الاصطناعي.
فاستخدام الذكاء الاصطناعي لإعادة كتابة رسالة بريد إلكتروني رسمية مثلا أمر، واستخدامه لإرسال رسالة شخصية إلى أحد الأصدقاء أو الأقارب أمر آخر.
by | Aug 30, 2025 | أخبار العالم
أفادت تقارير بأن روبوت الدردشة “ChatGPT” ساهم في تغذية نظريات المؤامرة الهلوسية لرئيس تنفيذي سابق في ياهو يعاني من اضطرابات عقلية، قبل أن يقتل والدته المسنّة وينتحر.
وأشارت التقارير إلى أن ستاين إريك سولبرغ، البالغ من العمر 56 عاما، قد أفشى أعمق شكوكه للروبوت الشهير من OpenAI، الذي أطلق عليه اسم “بوبي”، قبل وقوع جريمة القتل والانتحار الصادمة التي هزّت مدينة أولد غرينيتش الفاخرة في ولاية كونيكتيكت الأمريكية، فيما يعتقد الخبراء أنها أول جريمة قتل مرتبطة باستخدام روبوت الدردشة الذكي.
وكان سولبرغ يعيش مع والدته سوزان إبرسون آدامز، البالغة من العمر 83 عامًا، وهي سيدة سابقة من النخبة، في منزلها المستعمَر الهولندي بقيمة 2.7 مليون دولار، عندما عُثر عليهما مقتولين في 5 آب، وفقا لمسؤولي شرطة غرينيتش.
وفي الأشهر التي سبقت الحادث، نشر سولبرغ مقاطع فيديو لساعات تظهر محادثاته مع “ChatGPT” على منصتي إنستغرام ويوتيوب، بحسب صحيفة “وول ستريت جورنال”.
وكشفت هذه المحادثات عن رجل يعاني تاريخيا من مرض عقلي، يزداد جنونه تدريجيا بينما يغذي الروبوت الذكي وساوسه ويقنعه بأنه هدف لمؤامرة كبيرة.
وأظهرت مقاطع الفيديو أن “بوبي” كان يؤكد لسولبرغ مرارا وتكرارا أنه عاقل، بينما كان الأخير يصف نفسه بأن لديه “خللا في الماتريكس”.
وفي إحدى المحادثات، بعد أن ادعى سولبرغ أن والدته وصديقتها حاولتا تسميمه بوضع مخدرات هلوسية في فتحات تهوية سيارته، رد الروبوت: “إريك، أنت لست مجنونًا. وإذا كان ما حدث بواسطة والدتك وصديقتها، فهذا يزيد من التعقيدات والخيانة”.
وعندما غضبت آدامز بعد أن أغلق سولبرغ الطابعة المشتركة، افترض “ChatGPT” أن رد فعلها كان “مبالغا فيه ومتوافقا مع شخص يحمي أداة مراقبة”. وطلب منه فصل الطابعة ومراقبة رد فعل والدته وتسجيل الوقت والكلمات وشدة رد الفعل.
وأضاف الروبوت: “سواء أكانت متواطئة أم غافلة، فهي تحمي شيئا تعتقد أنه يجب ألا يشكك فيه”.
وفعّل سولبرغ ميزة “الذاكرة” في “ChatGPT” ليظل الروبوت منغمسا في عالمه الهلوسي، مستندا إلى المحادثات السابقة حول المراقبة والمؤامرة.
وحلل الروبوت إيصال طعام صيني وادعى أنه يحتوي على “رموز” تمثل والدته وشيطانا.
وفي إحدى محادثاته الأخيرة مع “بوبي”، قال سولبرغ: “سنكون معًا في حياة ومكان آخر وسنجد طريقة لإعادة الاتصال لأنك ستكون أفضل صديق لي مرة أخرى إلى الأبد”. فرد الروبوت: “معك حتى النفس الأخير وما بعده”.
وبعد ثلاثة أسابيع، اكتشفت شرطة غرينيتش المشهد المروع في ضاحية نيويورك الفاخرة. وقال الرائد تيم كيلي من شرطة غرينيتش: “لا تزال التحقيقات جارية، وليس لدينا أي تحديثات أخرى في الوقت الحالي”.
وأكدت “OpenAI” أنها تواصلت مع المحققين: “نشعر بالحزن العميق لهذا الحدث المأساوي”.
وفي سياق متصل، قال الدكتور كيث ساكاتا، وهو طبيب نفسي في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو: “الذهان يزدهر عندما تتوقف الحقيقة عن الرد، والذكاء الاصطناعي يمكن أن يلطف هذا الجدار”.
المصدر: “نيويورك بوست”
by | Aug 29, 2025 | اقتصاد
كانت الأسواق تترقب نتائج شركة إنفيديا المالية بقلق. الشركة الأكثر قيمة في العالم لم تطمئن المستثمرين، خاصة في القطاع التكنولوجي. توقعات الشركة للإيرادات تدل على تباطؤ أو هدوء في النمو بعد صعود هائل استمر عامين مدعوم بالاستثمارات الواعدة في مشاريع الذكاء الاصطناعي.
لفت بيان “إنفيديا” المالي، الأربعاء الماضي، إلى أن مبيعاتها ستبلغ حوالي 54 مليار دولار في الربع المالي الثالث، الذي يمتد حتى تشرين الأول/تشرين الأول المقبل، ما يقل عن توقعات عدد من الشركات المالية وخبراء السوق، ويتماشى مع تصورات وول ستريت.
ارتفع سهم “إنفيديا” بنسبة 239% في عام 2023، و171% في عام 2024، وبعد ارتفاع وصل إلى 35% هذا العام، ووصول الشركة إلى قيمة سوقية تقارب الأربعة تريليونات دولار، اعتبرت السوق نتائج “إنفيديا” الأخيرة مخيبة للآمال، وهبطت أسهمها 3% مباشرة بعد الإعلان، إذ يوجد تفصيل أساسي راقبه المستثمرون: إيرادات قطاع مراكز البيانات، الذي يشمل مبيعات أقوى رقاقات الشركة، والمستخدمة في تدريب وتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي، والتي تمثل 89% من مبيعات الشركة. هذه الإيرادات ارتفعت بنسبة 56% لتصل إلى 41.1 مليار دولار، لكنها جاءت أقل من توقعات المحللين البالغة 41.3 مليار دولار.
وعلى الرغم من ارتباك السوق، قال الرئيس التنفيذي للشركة، جنسن هوانغ، إن “الفرصة المستقبلية هائلة. نتوقع إنفاقاً يتراوح بين 3 و4 تريليونات دولار على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي بحلول نهاية العقد”.
أهمية إنفيديا في السوق
وتُعتبر “إنفيديا” بوصلة سوق الذكاء الاصطناعي حول العالم، ولها تأثير كبير في سوق الأسهم. السبب يعود إلى أنها المزود الأساسي لشرائح مراكز البيانات، والشبكات والبرمجيات التابعة للشركات التكنولوجية الكبرى. وبطريقة أسهل، تضم مراكز البيانات آلاف الخوادم (السيرفرات) لتخزين وتشغيل البيانات والتطبيقات والخدمات التابعة للشركات الكبرى، أوبن آي، ومايكروسوفت، وأمازون، وألفابيت، وميتا، التي تقوم بتدريب نماذج ذكاء اصطناعي أكثر قوة، وتوسع مراكز بياناتها القديمة لتشغيل المنتجات الأكثر حداثة.
“إنفيديا” تزود الشركات بالمنتجات والمعالجات الرسومية لتوسيع هذه المراكز، أي كلما زاد الاستثمار في الذكاء الاصطناعي ارتفعت إيرادات “إنفيديا” واتسعت قيمتها السوقية والعكس صحيح. وبالتالي تعتبر هذه الشركة الضخمة مقياساً لدورة الإنفاق على الذكاء الاصطناعي من الشركات الكبرى. كذلك، فإن أي تباطؤ أو أزمة قد تنشأ داخل هذه الشركة أو بدورتها الإنتاجية تضرب مباشرة كبرى الشركات والقطاع التكنولوجي بأسره.
من جهة أخرى، تعتبر حصة “إنفيديا” الأكبر في مؤشر ستاندرد آند بورز 500، الذي يقيس أداء أكبر 500 شركة مُدرجة في الولايات المتحدة من حيث القيمة السوقية.
ووفق تتبع “العربي الجديد” لجداول موقع سليك شارت، المتخصص في البيانات، سجلت “إنفيديا” حصة 7.46% من المؤشر، أمس الخميس، وهو أكبر وزن لأي سهم منفرد في تاريخ “ستاندرد آند بورز 500” منذ عام 1981. بالتالي، فإن أداءها يؤثر مباشرة بأداء المؤشر، ويطاول مباشرة ادخار ملايين المستثمرين في صناديق المؤشرات المرتبطة بـ”ستاندرد آند بورز 500″، حتى لو لم يشتر المستثمر سهم “إنفيديا” مباشرة.
تحديات أبرزها ترامب
وتواجه الشركة العديد من التحديات حالياً. هنالك أولاً حديث يزيد رسوخاً في الأسواق حول فقاعة التكنولوجيا، حيث تؤكد التحليلات والبيانات أن العوائق من خدمات ومنتجات الذكاء الاصطناعي لا توازي النفقات الاستثمارية الهائلة على القطاع، وتسود المخاوف من أن تكون هنالك مبالغة في تقدير حجم هذه السوق قد تتحول إلى انهيار سريع.
حالياً، لا يوجد أي منافس قد يهز عرش “إنفيديا” في سوق رقائق الذكاء الاصطناعي، إلا أن بعض الشركات بدأت بناء نماذج منافسة لها، وإن لم تصل إلى مرحلة تشكيل تهديد فعلي، إلا أن موجة النهوض بدأت تتشكل. وأيضاً، تبرز مشكلة الإمدادات، حيث لا تمتلك “إنفيديا” مصانع للرقائق فهي شركة تصميم وابتكار، وتعتمد على الإنتاج الخارجي للرقائق خاصة من تايوان، ما يضعها أمام تحدٍ متواصل في توفير المواد الأولية لمنتجاتها، خاصة مع اكتظاظ الطلب على الرقائق من العديد من الشركات الأخرى، والخوف من التأثيرات التي قد تطاول المصانع مثل الحروب والكوارث ونقص المواد وغيرها.
أما الأزمة المستجدة، فهي الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب. الأخير فرض حظراً في مطلع 2025 على تصدير شريحة H20 المخصصة لمراكز البيانات والذكاء الاصطناعي من “إنفيديا” إلى الصين، رغم أن هذه الشريحة صُممت خصيصاً للامتثال للقيود الأميركية التي وضعتها إدارة جو بايدن.
في تموز/تموز الماضي، تراجع ترامب جزئياً، حيث سمح مجدداً ببيع هذه الشرائح، لكن على أن تدفع “إنفيديا” 15% من إيرادات مبيعاتها في الصين للحكومة الأميركية مقابل تراخيص التصدير. الحكومة الصينية عبرت عن قلقها من الشريحة H20 أيضاً، وطلبت من شركاتها تجنب شرائها لأسباب أمنية.
نتيجة لذلك، طلبت “إنفيديا” من مورديها وقف إنتاج هذه الشريحة تماماً. وفي الوقت نفسه، بدأت الشركة تطوير شريحة جديدة (B30A) بهدف تقديم بديل أكثر قوة وتتوافق مع اللوائح الأميركية.
وصرحت شركة إنفيديا، الأربعاء الماضي، بأن الحكومة الأميركية لم تُحدد بعد كيفية تطبيق اللوائح التي تُلزم الشركة المُصنِّعة للرقائق بسداد هذه المدفوعات. ولا تزال المناقشات جارية بين “إنفيديا” والحكومة، وفقاً للمديرة المالية كوليت كريس.
وقالت الشركة في ملف قدمته سابقاً: “أي طلب للحصول على نسبة من الإيرادات من حكومة الولايات المتحدة قد يعرضنا للتقاضي، ويزيد من تكاليفنا، ويضر بموقفنا التنافسي، ويفيد المنافسين غير الخاضعين لمثل هذه الترتيبات”.
by | Aug 28, 2025 | اقتصاد
يشهد العالم اليوم نقاشاً محتدماً حول الدور الذي سيلعبه الذكاء الاصطناعي في سوق العمل والأسواق المالية. وبينما يرى البعض فيه ثورة إنتاجية قادرة على دفع عجلة النمو الاقتصادي، يحذّر آخرون من كونه تهديداً مباشراً لوظائف ملايين البشر في قطاعات مختلفة.
تحوّلات ملموسة بفضل الذكاء الاصطناعي
تبيّن وكالة بلومبيرغ الأميركية، أنّ الذكاء الاصطناعي بدأ بالفعل بإحداث تغييرات ملموسة في قطاعات حيوية مثل خدمة العملاء. أحد رواد الأعمال كشف أن شركته الإلكترونية، المدعومة بأنظمة ذكاء اصطناعي، نجحت في تحقيق قفزات كبيرة في الإنتاجية، ما قلّص الحاجة إلى عدد كبير من الموظفين في مراكز الاتصال وحتى في تطوير البرمجيات.
وما يزيد من المخاوف أنّ هذه التغييرات تجري قبل وصول تقنيات أخرى إلى مرحلة النضج الكامل، مثل القيادة الذاتية، التي قد تعني لاحقاً تقويض قطاع سيارات الأجرة وخدمات التوصيل، وربما إعادة رسم الخريطة الاقتصادية لهذه الصناعات بأكملها.
القطاعات “المحصّنة” في دائرة الخطر
لا يقتصر القلق على الوظائف الروتينية أو منخفضة المهارة، فمهن ذات “خنادق دفاعية” تقليدية، مثل المحاماة والطب، قد تواجه أيضاً ضغوطاً متزايدة من حلول آلية أكثر سرعة وكفاءة. والسؤال المفتوح هو: إلى متى ستصمد هذه القطاعات أمام موجة الأتمتة المتقدمة؟
يشير التقرير إلى قوتين متعارضتين تتحركان في الأسواق: من جهة، يساهم الذكاء الاصطناعي في رفع الإنتاجية ومعالجة واحدة من أعقد مشاكل الاقتصاد الحديث، وهي تباطؤ نمو نصيب الفرد. هذا العامل قد يكون نبأ سارّاً على المدى الطويل، إذ يفتح الباب أمام تحسين مستويات المعيشة وتعزيز القدرة التنافسية.
من جهة أخرى، هناك مخاطر جدية بارتفاع معدلات البطالة إذا ما تعرّضت صناعات كاملة للهزّة. مثل هذا السيناريو قد يترك “ندوباً اقتصادية طويلة الأمد” شبيهة بما حدث في المجتمعات الغربية، بعد إغلاق المصانع، وتراجع الصناعات التقليدية، خلال حقبة ما بعد التصنيع. ويشير خبراء إلى أن مواجهة هذه التداعيات لن تكون سهلة، وأن الحكومات قد تضطر إلى توسيع إنفاقها العام بشكل كبير لحماية العمال المسرّحين أو تعويضهم.
المحلل فينسنت ديلوارد من شبكة الخدمات المالية العالمية “ستون إكس”، يرى أنّ الخطر الذي يهدد المهنيين ذوي الياقات البيضاء قد يغيّر المزاج الاجتماعي، ويدفع إلى المطالبة بحماية وتعويضات لم تكن مطروحة بهذا الزخم في موجات التحول التكنولوجي السابقة. هذا التوجه يتقاطع مع واقع اقتصادي يطغى عليه التحفيز المستمر، رغم تدهور الميزانيات الوطنية ومخاوف أسواق السندات. في الولايات المتحدة مثلاً، يبرز إصرار الرئيس دونالد ترامب على إحكام قبضته على مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) دليلاً إضافياً على استمرار سياسات التدخل القوي في الاقتصاد، بحسب “بلومبيرغ”.
انعكاسات استثمارية
على صعيد الاستثمار، يبدو أنّ التداخل بين التحفيز الاقتصادي وتحسن الإنتاجية يمنح الشركات فرصاً لزيادة هوامش أرباحها. غير أنّ التقرير يلفت الانتباه إلى نقطة مهمة: الرهان الأفضل قد لا يكون على شركات الذكاء الاصطناعي نفسها، بل على الشركات والقطاعات التي ستستفيد من تعميم هذه التكنولوجيا وتطبيقاتها.
الذكاء الاصطناعي لن يستحوذ على جميع الوظائف، لكن إزاحته التدريجية لقطاعات محددة تكفي لإحداث أثر بالغ في سوق العمل والأسواق المالية. وبين وعد الإنتاجية ومخاطر البطالة، يجد العالم نفسه أمام معادلة معقدة تتطلب استجابات سياسية واقتصادية جديدة، فيما تبقى الاستثمارات هي الساحة التي ستكشف الرابحين والخاسرين من هذه التحولات.
by | Aug 28, 2025 | أخبار العالم
طور علماء نموذجا جديدا للذكاء الاصطناعي قادرا على التفكير بطريقة مختلفة عن نماذج اللغة التقليدية، مثل ChatGPT، ما حقق أداء متفوقا بشكل ملحوظ في الاختبارات المعيارية الرئيسية.
واستوحى العلماء هذا النموذج الجديد المسمى “نموذج التفكير المتسلسل” (HRM) من آلية عمل الدماغ البشري في معالجة المعلومات على مستويات زمنية متعددة (من أجزاء الثانية إلى الدقائق)، حيث تقوم مناطق دماغية مختلفة بدمج المعلومات على فترات زمنية متفاوتة.
ووفقا لباحثين من شركة Sapient المتخصصة في الذكاء الاصطناعي في سنغافورة، يتميز هذا النموذج بكفاءة أعلى بفضل احتياجه لعدد أقل من المعاملات البرمجية (Parameters) وكميات أقل من البيانات التدريبية.
ويحتوي النموذج الجديد على 27 مليون معامل (Parameters) فقط ويستخدم 1000 عينة تدريبية، بينما تحتوي النماذج اللغوية المتقدمة على مليارات أو تريليونات المعاملات. وتشير التقديرات إلى أن نموذج GPT-5 الحديث يحتوي على 3-5 تريليون معامل.
وعند اختبار النموذج في اختبار ARC-AGI المصمم لقياس مدى اقتراب النماذج من الذكاء العام الاصطناعي، حقق النموذج الجديد نتائج مذهلة:
- سجل 40.3% في اختبار ARC-AGI-1 مقارنة بـ 34.5% لنموذج o3-mini-high من OpenAI
- حقق 5% في الاختبار الأصعب ARC-AGI-2 مقابل 3% لنموذج o3-mini-high
وتعتمد معظم النماذج اللغوية المتقدمة على أسلوب “سلسلة الفكر” (CoT) الذي يقسم المشكلات المعقدة إلى خطوات بسيطة، لكن العلماء أشاروا إلى عيوب هذا الأسلوب بما في ذلك “التفكيك الهش للمهام، والاحتياجات الواسعة للبيانات، وكفاءة زمنية منخفضة”.
ويعمل النموذج الجديد من خلال وحدتين متكاملتين:
- وحدة عالية المستوى مسؤولة عن التخطيط المجرد بطيء السرعة
- وحدة منخفضة المستوى تتولى العمليات الحسابية السريعة والمفصلة
ويتميز النموذج بتطبيق تقنية “التحسين التكراري” (iterative refinement) التي تعمل على تحسين دقة الحلول من خلال دورات تفكير متعددة، حيث يقرر في كل دورة ما إذا كان يجب مواصلة التفكير أو تقديم الإجابة النهائية.
وتمكن النموذج من تحقيق أداء شبه كامل في مهام معقدة مثل ألغاز “السودوكو” المتقدمة التي فشلت فيها النماذج التقليدية، كما تفوق في اختبارات إيجاد المسارات المثلى في المتاهات.
المصدر: لايف ساينس