by | Sep 1, 2025 | اقتصاد
اتجهت أسهم الأسواق الناشئة نحو تحقيق أول مكاسب لها في 5 أيام، مدفوعةً بارتفاع أسهم الذكاء الاصطناعي في هونغ كونغ والصين. وارتفع مؤشر “MSCI”، للأسواق الناشئة بنسبة 0.7%، مع صعود سهم مجموعة علي بابا القابضة المحدودة بنسبة 19% في هونغ كونغ – وهو أعلى مستوى له في 3 سنوات – بعدما أعلنت الشركة عن زيادة في إيرادات الذكاء الاصطناعي، بحسب “بلومبيرغ”.
ويأتي ذلك على النقيض من السوق الآسيوية الأوسع نطاقًا، حيث تعرضت الأسهم لضغوط عقب موجة بيع مكثفة في قطاع التكنولوجيا ضربت وول ستريت. ولم يشهد مؤشر “MSCI” لأسواق العملات الناشئة تغيّرًا يُذكر، إذ قلّصت عطلة عيد العمال في الولايات المتحدة نشاط التداول. وسجّلت الروبية أكبر ارتفاع لها مقابل الدولار في آسيا بعد تدخل بنك إندونيسيا للدفاع عن العملة، في أعقاب الاضطرابات السياسية التي شهدتها البلاد خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وكتب وي خون تشونغ، كبير الاستراتيجيين في بنك بي إن واي ميلون في هونغ كونغ، في مذكرة: “بينما نعتقد أن هذه الاضطرابات ستكون قصيرة الأمد على الأرجح، سيعمل المستثمرون بلا شك على تقليص مخاطر محافظهم الاستثمارية في إندونيسيا أو زيادة حجم استثماراتهم فيها”. أما بالنسبة للأسهم الإندونيسية، فقد شهدت تراجعًا حادًا، اليوم الاثنين، بعد تصاعد الاحتجاجات خلال عطلة نهاية الأسبوع، بينما يترقب المستثمرون التطورات في تايلاند عقب قرار المحكمة الدستورية إنهاء رئاسة باتونغتارن شيناواترا للحكومة يوم الجمعة.
في تركيا، فقد استقرت عوائد السندات المحلية لأجل عامين – والتي كانت قد شهدت انخفاضًا الأسبوع الماضي – بعدما أظهرت البيانات نموًا اقتصاديًا بنسبة 4.8% على أساس سنوي في الربع الثاني. وارتفع الطلب المحلي بأسرع وتيرة له منذ أكثر من عام، فيما ظل الاقتصاد صامدًا رغم رفع البنك المركزي أسعار الفائدة بشكل طارئ في آذار/آذار.
وبحسب “بلومبيرغ”، يشير تقرير الناتج المحلي الإجمالي إلى أن البنك المركزي “لن يخفض أسعار الفائدة بالسرعة المتوقعة حاليًا”، وفقًا لما ذكره ويليام جاكسون، المحلل في كابيتال إيكونوميكس، في مذكرة. كما سجّل الناتج المحلي الإجمالي لبولندا نموًا بدعم من ارتفاع الطلب المحلي في الربع الثاني، بحسب البيانات الصادرة اليوم الاثنين.
وانضم الزلوتي البولندي إلى نظرائه الإقليميين في الارتفاع مقابل اليورو والدولار. ويتابع المستثمرون أيضًا تطورات الرسوم الجمركية الأميركية، بعدما قضت محكمة الاستئناف الفيدرالية يوم الجمعة بعدم قانونية معظم الرسوم الجمركية العالمية التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترامب.
لطالما ارتبطت تحركات الأسواق الناشئة بالتقلبات العالمية، إذ تشكّل بيئة استثمارية حساسة للتغيرات السياسية والاقتصادية. فمنذ أزمة آسيا المالية في التسعينيات إلى تداعيات جائحة كورونا، ظلّت هذه الأسواق مرآة لمدى توازن التدفقات المالية العالمية، والتأثير المباشر لقرارات السياسة النقدية في الاقتصادات الكبرى، خصوصًا الولايات المتحدة.
وتلعب الشركات التكنولوجية العملاقة، مثل علي بابا، دورًا متزايد الأهمية في تحريك مؤشرات الأسواق، حيث أصبحت استثمارات الذكاء الاصطناعي أحد المحركات الرئيسية للنمو، إلى جانب العوامل التقليدية مثل أسعار الفائدة، الاستقرار السياسي، وحركة العملات. وفي المقابل، تبقى التحديات قائمة مع استمرار التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، وتداعيات القرارات القضائية المتعلقة بالرسوم الجمركية الأميركية.
وتكشف التطورات الأخيرة أن مكاسب الأسواق الناشئة لا تزال هشة، فهي وإن كانت مدفوعة بانتعاش شركات التكنولوجيا الكبرى وارتفاع الطلب المحلي في بعض الاقتصادات، إلا أنها تبقى عرضة لاضطرابات سياسية مفاجئة، وضغوط خارجية مرتبطة بالسياسات النقدية والرسوم التجارية. وبينما يترقب المستثمرون مسار أسعار الفائدة الأميركية وتداعيات التوترات الجيوسياسية، يبقى أداء الأسواق الناشئة رهينة التوازن بين محفزات النمو المحلية والتحديات العالمية، ما يجعلها في موقع حساس بين فرص الصعود ومخاطر التراجع.
by | Sep 1, 2025 | أخبار العالم
تُعرف بوليوود (Bollywood) بأغنياتها الاستعراضية الفخمة وأطقم إنتاجها الضخمة، لكنها تجد نفسها اليوم في مواجهة عرض من نوع جديد: الذكاء الاصطناعي. فمن تعديل نهايات أيقونية إلى توليد أفلام كاملة، يُحدث الذكاء الاصطناعي هزّة في صناعة السينما الهندية التي تقدر بمليارات الدولارات، مثيراً قلقاً لدى البعض وحماسةً لدى آخرين.
بدأ الجدل عندما أعاد المنتجون إصدار فيلم “رانجانا” (Raanjhanaa) الشهير عام 2013 بنهاية معدّلة بالذكاء الاصطناعي، وذلك عند دبلجته إلى اللغة التاميلية في جنوب الهند. النهاية الجديدة بدّلت المشهد المأساوي لموت البطل إلى نهاية أكثر تفاؤلاً، حيث ظهر جفن البطل وهو يرمش وكأنه عاد إلى الحياة، ما أثار غضب المخرج آناند ل. راي وبطل الفيلم دانوش، فقد ندّد الاثنان بهذا التغيير، واعتبراه انتهاكاً للحقوق الإبداعية.
وكتب دانوش عبر وسائل التواصل الاجتماعي بعد إصدار النسخة المعدلة في آب/آب: “لقد جُرِّدت هذه النهاية البديلة الفيلم من روحه”. وأضاف: “لقد مضت الجهات المعنية في هذا التعديل رغم اعتراضاتي الواضحة”، معتبراً استخدام الذكاء الاصطناعي لتغيير الأفلام “سابقة مثيرة للقلق العميق لكل من الفن والفنانين”. وتابع مؤكداً: “إنه تهديد لسلامة السرد ولإرث السينما”.
أما المخرج راي فشدّد على أنّ الذكاء الاصطناعي “بالتأكيد هو المستقبل… لكنه ليس موجوداً لتغيير الماضي”.
بعد أيام قليلة فقط، أعلنت شركة “كولكتيف آرتيستس نيتوورك” عن أول فيلم هندي طويل مُنتَج بالكامل بالذكاء الاصطناعي بعنوان “تشيرنجيفي هانومان – الأبدي” (Chiranjeevi Hanuman — The Eternal). الفيلم الملحمي المستند إلى الأساطير، والمقرر صدوره عام 2026، يسعى لدمج الحكايات القديمة بالتكنولوجيا الحديثة لجذب جمهور عالمي، ويروي قصة الإله القرد الهندوسي هانومان. لكن الإعلان لم يثر إعجاب الجميع.
وكتب المخرج فيكراماديتيا موتوان على وسائل التواصل الاجتماعي: “وهكذا يبدأ الأمر. من يحتاج إلى الكُتّاب والمخرجين عندما يكون الفيلم قد صُنع بالذكاء الاصطناعي؟”.
الذكاء الاصطناعي.. تكنولوجيا ديمقراطية
تتهيأ الصناعة لمعركة محتومة. فمن جهة هناك من يرون في الذكاء الاصطناعي أداة ثورية لخفض التكاليف، قادرة على الاستعاضة عن جيوش الكومبارس والفنيين الذين تشتهر بهم بوليوود بكثافة عملها. ومن الجهة الأخرى يقف المدافعون عن الفن، وعن العفوية والتعبير الإنساني. ويرى آخرون فرصة في استخدام الذكاء الاصطناعي لدعم السينما التقليدية.
وأوضح المخرج شاكون باترا، الذي أنجز سلسلة قصيرة من خمسة أفلام باستخدام الذكاء الاصطناعي: “لا أعتقد أن الذكاء الاصطناعي يعني الاستغناء عن اللحم والدم. أفضل مستقبل هو ذاك الذي تندمج فيه المهارتان معاً”. لكنه شدّد على أنّ التكنولوجيا يجب أن تكمل الإبداع البشري لا أن تهيمن عليه. ولفت إلى أنه “لا يشجع الذكاء الاصطناعي بديلاً للجهد الإنساني في التعبير”، مشيراً إلى أعماله الدرامية العاطفية مثل “إك ماين أور إك تو” (Ek Main Aur Ekk Tu) و”كابور آند سانز” (Kapoor & Sons) و”غيرهاياان” (Gehraiyaan).
أما المخرج المخضرم شيخار كابور، صاحب أفلام كلاسيكية مثل “ماسوم” (Masoom) و”مستر إنديا” (Mr. India) وفيلم “إليزابيث” (Elizabeth) عام 1998 المرشح لسبع جوائز أوسكار، فقد بدا أقل انزعاجاً، مؤكداً أنّ الذكاء الاصطناعي لا يمكنه أن يحل محل السرد الجيد.
وأوضح لوكالة فرانس برس: “أفضل القصص هي غير المتوقعة، والذكاء الاصطناعي لا يمكنه التعامل مع عنصر المفاجأة”. وأضاف موضحاً: “الذكاء الاصطناعي عاجز، في هذه اللحظة، عن إنتاج أداء عظيم على الشاشة، لأن نجوم العالم الكبار يَمثُلون بعيونهم لا بوجوههم”.
ورأى كابور أنّ الذكاء الاصطناعي سيكون مدمراً فقط لصنّاع الأفلام الذين يعتمدون على القوالب النمطية المكررة. وبيّن: “إذا كانت أفلامك متوقعة… فمن الطبيعي أن يدمرك الذكاء الاصطناعي. ربما سيتمكن طفل ما في مكان ما من فعل ما تفعله”. لكنه استدرك أنّ الذكاء الاصطناعي، في أفضل حالاته، قد يفتح آفاقاً جديدة أمام الصناعة. وأردف: “إنه تكنولوجيا ديمقراطية للغاية لأنه يمنح فرصاً لأولئك الذين لم يكن ليحصلوا عليها. كم عدد الأشخاص في الهند الذين يمكنهم تحمّل تكاليف الالتحاق بمدارس السينما؟”.
مستقبل السينما يحدده الجمهور
يرى كابور أنّ التأثير الأكبر للذكاء الاصطناعي سيطاول في البداية الأفلام ذات الميزانيات الضخمة، مثل أفلام الأبطال الخارقين التي تعتمد على مشاهد الحركة. وكشف أنه يدمج الذكاء الاصطناعي بنشاط في مشاريعه، بل يخطط لتأسيس مدرسة سينمائية متخصصة في هذه التقنية داخل حي دارافي الفقير في مومباي. وأشار أن تلك التكنولوجيا “ستمكّن المبدعين، وتسوّي الميدان أمام صانعي الأفلام المستقلين، بل قد يؤدي إلى ظهور نجوم وشخصيات سينمائية جديدة بالكامل يجري توليدها بالذكاء الاصطناعي”.
لكن صُنّاع الأفلام يذكّرون في الوقت نفسه بأنّ مستقبل السينما يحدده الجمهور. فمخرج “رانجانا” (Raanjhanaa)، آناند ل. راي، أعرب عن ارتياحه لدعم الجمهور لنسخة الفيلم الأصلية غير المعدلة، بعد مرور 12 عاماً على صدورها. وأوضح: “رد فعل الجمهور على الذكاء الاصطناعي كان أكبر بكثير من رد فعلي أنا. إنه فيلمهم أكثر مما هو فيلمي”.
by | Aug 31, 2025 | أخبار العالم
اضطرت مجلة “بيزنس إنسايدر” إلى حذف مقالات، اتضح أن كتابتها تمت باستخدام الذكاء الاصطناعي، بعد 3 أشهر من إعلان المؤسسة المملوكة لدار النشر العملاقة أكسيل سبرنغر، تفاصيل خطتها لشطب نحو ثلث وظائفها، في ظل تزايد الاعتماد على هذه التقنية.
ووفقًا لصحيفة “برس غازيت” البريطانية المتخصصة في موضوعات الصحافة، فإن مطبوعتين أخريين هما مجلة “وايرد” المتخصصة في موضوعات التكنولوجيا وموقع منظمة “إندكس أون سينسورشيب” (مؤشر الرقابة) المعنية بمراقبة حرية التعبير، اضطرتا لحذف موضوعات تم نشرها باسم ماراغو بلانشارد.
وتم حذف هذه المقالات بعد مزاعم عن وجود تلفيقات صارخة فيها، مثل اختلاق أسماء بلدات وشركات، والتي لم يكتشفها المحررون قبل النشر.
احتيال الذكاء الاصطناعي
وقد دقت صحيفة ديسباتش، البريطانية، ناقوس الخطر، حيث تحدثت بلانشارد بشأن مقال مقترح يتعلق ببلدة تعدين وهمية في كولورادو قبل أن ترسل المعلومات إلى صحيفة “برس غازيت”.
ونشرت مجلة وايرد مقالا لبلانشارد عن أزواج حقيقيين “يتزوجون” عبر الإنترنت من خلال منصات مثل “ماينكرافت” و”روبلوكس”.
وذكرت المجلة المتخصصة في موضوعات التكنولوجيا في آب/ آب الحالي في مقال اعتذار عن “كيفية تعرض مجلة وايرد للاحتيال من جانب كاتب حر استخدم الذكاء الاصطناعي في كتابة الموضوع بالكامل… إذا كان هناك أي جهة تستطيع اكتشاف احتيال الذكاء اصطناعي، فهي وايرد… للأسف، نجح أحدهم في تضليلنا”.
ونشرت مجلة بيزنس إنسايدر مقالين لبلانشارد في نيسان/ نيسان الماضي، قبل شهر تقريبًا من إعلان الشركة عن تسريح 21% من موظفيها في إطار سعيها “لتبني الذكاء الاصطناعي بشكل كامل”.
وكان عنوان المقال الأول “العمل عن بُعد كان أفضل شيء لي كوالد، ولكنه الأسوأ بالنسبة لي كشخص”، بينما كان عنوان المقال الآخر “أنجبت طفلي الأول في سن الخامسة والأربعين. أنا مستقر ماليًا ولدي سنوات من الخبرة الحياتية تُرشدني”.
وبعد ذلك حذف موقع بيزنس إنسايدر المقالين ووضع بدلا منهما رسالة تقول إن “هذا المقال حُذف لعدم استيفائه معايير بيزنس إنسايدر”.
ويمثل هذا الخبر انتكاسة للجهود المبذولة في العديد من غرف الأخبار لخفض التكاليف وزيادة الإنتاجية باستخدام الذكاء الاصطناعي.
by | Aug 31, 2025 | أخبار العالم
أعلنت شركة تطبيق التواصل الاجتماعي “واتساب” عن خاصية جديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي تتيح للمستخدمين إعادة صياغة رسائلهم أو تدقيقها أو تعديل نبرتها. وتعتمد الميزة الجديدة، التي تحمل اسم “مساعدة الكتابة” (Writing Assist)، على تقنية المعالجة الخاصة بشركة ميتا بلاتفورمز المالكة للتطبيق، وتوفّر للمستخدمين ردوداً مُولّدة بالذكاء الاصطناعي دون أن تطلع “ميتا” أو “واتساب” على محتوى الرسالة الأصلية أو صياغتها. وبذلك تبقى خصوصية الرسائل محفوظة حتى عند استخدام الأداة.
من خلال هذه الخاصية، يمكن للمستخدم الحصول على مقترحات معاد صياغتها بطريقة محترفة أو مرحة أو داعمة أو حتى بنبرة جديدة كلياً. ولإبراز إمكاناتها، عرض “واتساب” مثالاً لرسالة أصلية تقول: “من فضلك لا تترك جواربك المتسخة على الأريكة”. ثم قامت أداة “مساعدة الكتابة” بتحويلها إلى عبارات طريفة مثل: “من فضلك لا تجعل الأريكة مقبرة للجوارب”، “خبر عاجل: تم العثور على جوارب على الأريكة. أرجوك انقلها”، “يا خبير الجوارب، سلة الغسيل في هذا الاتجاه!”. وتأمل المنصة أن تساعد هذه الخاصية المستخدمين على كتابة رسائل أفضل من داخل التطبيق مباشرة، بدلاً من اللجوء إلى أدوات خارجية مثل “تشات جي بي تي“.
لكن موقع تك كرانش (TechCrunch) أشار إلى أن الخاصية قد لا تلقى ترحيباً من جميع المستخدمين، إذ قد يفضّل بعضهم إبقاء محادثاتهم مع الأصدقاء والعائلة شخصية وصادقة بعيداً عن تدخل الذكاء الاصطناعي. فبينما يُعد استخدام هذه التقنية لإعادة صياغة بريد إلكتروني رسمي أمراً مقبولاً، فإن توظيفها في الرسائل الشخصية يظل موضع جدل. وبحسب “واتساب”، يمكن الوصول إلى الميزة الجديدة بالنقر على رمز القلم الذي يظهر عند كتابة رسالة داخل التطبيق. وقد بدأت خاصية “مساعدة الكتابة” بالانطلاق باللغة الإنجليزية في بعض الدول منذ يوم الأربعاء الماضي.
(أسوشييتد برس)
by | Aug 31, 2025 | تكنولوجيا, علوم
“اغلِ لتراً من الماء، وضع عليه ملعقتين من القهوة العربية الخضراء بعد تحميصها وطحنها، واترك القدر على نار هادئة لمدة 10 دقائق، وبعد إطفاء النار أضِف الهيل والزعفران والزنجبيل”. هذه كانت وصفة تحضير القهوة العربية على طريقة تطبيق الذكاء الاصطناعي “هيوماين تشات”.
“هيوماين تشات”، هو روبوت دردشة سعودي مدعوم بالنموذج اللغوي الكبير “علّام”، المطور بالكامل في المملكة العربية السعودية. وتُعرِّف الشركة المطورة التطبيق، بأنه “مساعد ذكي مصمم خصيصاً لخدمة المتحدثين باللغة العربية”.
وقد أطلقت شركة هيوماين التطبيق قبل أيّام، وحصرت استخدامه حالياً بالسعودية، رغم أنه مجهّز لتقديم إجاباته بعدد من اللهجات العربية المختلفة، منها المصري والسوري واللبناني والأردني فضلاً عن اللهجات المحلية لدول الخليج.
وطلبنا من مستخدمين مقيمين في السعودية، أن يسألوا التطبيق عدّة أسئلة، منها طريقة تحضير القهوة العربية، وأسئلة أخرى متعلقة بالترجمة والعلميات الحسابية، وكانت إجاباته دقيقة.
وتروّج الشركة المطورة للتطبيق لخاصية التحدّث بمختلف اللهجات العربية، بقولها “اكتب بطريقتك، أو تكلّم بلهجتك.. في الحالتين بيفهمك”.
وفي هذا الصدد، يتحدّث خبراء لبي بي سي عن التحديات التي تواجه القائمين على التطبيق فيما يتعلّق بترميز اللغة العربية في ظل وجود لهجات مختلفة.
ويقول الدكتور نادر غزال رئيس المجلس الأفريقي الآسيوي للذكاء الإصطناعي والأمن السيبراني، إن صعوبة ترميز اللغة العربية يكمن بوجود تشكيل للغة، وباختلافه يختلف معنى وسياق الجملة.
ويوضح أن الحديث مع روبوت الدردشة باللهجة العامية يُصعّب عليه توليد الإجابة، لاختلاف اللهجات التي تختلف معها سياقات الحديث والسياقات الثقافية.
كما يشير غزال إلى تحدٍّ آخر يواجه التطبيقات حديثة الإصدار، ألا وهو صغر النموذج اللغوي المستخدم، وإمكانية انحيازها لفئات معينة؛ كأن تتدرب هذه الروبوتات على بيانات ذكورية ما سيجعل إجاباتها منحازة للذكور.
ويتّفق معه الخبير في تقنيات “البلوك تشاين” والذكاء الاصطناعي معاذ خليفات، الذي يرى أن عدم توازن بيانات التدريب قد يسبب بعض التحيزات في النتائج، لذلك يجب أن يتم تدريب النموذج بتوازن من حيث اللهجات والخلفيات الثقافية المختلفة في المنطقة والجغرافيا وأنماط الحياة المتعددة التي تختلف من دولة عربية لأخرى.
ويقول لبي بي سي، إن التحدي الأبرز لتطوير نموذج لغوي عربي يتمثل بندرة البيانات الموثّقة للهجات مقارنة بالفصحى، إضافة إلى عدم وجود شكل واحد لكتابة اللهجات العامية، مما يجعل هذه البيانات غير مستقرة.
وبرأي خليفات، فإن اللهجات المتعددة لا تختلف فقط من ناحية النطق، بل أيضاً من ناحية الانتماء الاجتماعي والثقافي للمستخدم، معتبراً أن “تجاهل ذلك قد يولّد تحيّزاً”.
ويضيف أن التحول المستمر للغة العامية التي تتغير بسرعة بسبب عوامل الجغرافيا، والموسيقى، والإعلام، والتواصل الرقمي، تشكل تحدياً إضافياً، على عكس الفصحى التي تعتبر الأثبت.
وتصدّر “هيوماين تشات” قائمة التطبيقات في متجر “Apple Store” في السعودية، خلال أيام قليلة من إطلاقه في البلاد.
“إغلاق فجوة رقمية”
ويعتبر خليفات إطلاق هذا النموذج، بمثابة إغلاقٍ لفجوة رقمية عمرها سنوات، مشيراً إلى أن المستخدمين العرب يتعاملون مع نماذج مُدربة بالأساس على اللغة الإنجليزية التي بطبيعتها لا تفهم السياق الثقافي والديني للمنطقة.
ويبيّن أن وجود نموذج ذكاء اصطناعي مُدرّب عربياً ويفهم الصياغات الفصيحة والمحكية ويستوعب الحسّ الثقافي والديني والاجتماعي، سيرفع بالتأكيد من دقة المخرجات.
وفيما يتعلّق بحماية بيانات المستخدمين، يقول خليفات إن تطبيق “هيوماين تشات” يمتثل لنظام حماية البيانات الشخصية السعودي (PDPL)، كما تنص سياسة الخصوصية على ضوابط شديدة لنقل البيانات للخارج عند الضرورة وفق متطلبات الجهة المختصة في السعودية.
بدوره، يشدد الدكتور غزال على أن التخزين السحابي لنموذج “علّام” موجود في السعودية لا خارجها، مقارنة بنماذج لغوية عربية أخرى تستخدم التخزين السحابي لشركة مايكروسوفت، وذلك في إشارة إلى وجود ضمانات بالحفاظ على خصوصية بيانات المستخدم.
ويضيف أن ما يميز النموذج اللغوي “علّام” عن النماذج العربية الأخرى، أنه يراعي الثقافة العربية والإسلامية بشكل كبير، إضافة إلى اعتماده على الكتب كمراجع بصورة أكبر من غيره، حيث يعتمد نموذج “علّام” على أكثر من 394 ألف كتاب باللغة العربية، وفق ما تفيد شركة “هيوماين إيه آي”.
“كل مجال دخل فيه الذكاء البشري سيدخل إليه الذكاء الاصطناعي”
وبشأن منافسة روبوتات الدردشة التوليدية العالمية، يرى غزال أن تطبيق “هيوماين تشات” ليس هدفه أن ينافس النماذج العالمية مثل “تشات جي بي تي” و”ديب سيك”، كونه موجه لمستخدمين محددين من العرب.
ويضيف أن روبوتات الدردشة التوليدية تتنافس بين بعضها بحجم نماذج اللغة المستخدمة، وفي حالة “هيوماين تشات” فإن نموذجه اللغوي “علاّم” المكوّن من 34 بليون وحدة لغوية لا يزال أصغر حجماً من النموذج اللغوي المستخدم في “تشات جي بي تي” على سبيل المثال الذي يتكوّن من 1.7 ترليون وحدة لغوية.
وينوه إلى أن هذه النماذج اللغوية ذاتية التعلّم، أي تتعلّم من تفاعل المستخدمين معها، وبالتالي تكبر قاعدة البيانات الخاصة بها، أو ما يسمى “بالوحدات اللغوية”.
ويبيّن غزال أن “كل مجال دخل فيه الذكاء البشري سيدخل إليه الذكاء الاصطناعي التوليدي”، سواء في الجانب الصحي أو الخدماتي الحكومي أو الاقتصادي أو غيرها من القطاعات.
أمّا خليفات، فيرى أن “هيوماين تشات” سيدخل بمنافسة قوية في الأسواق العالمية إذا ما استمر بخطة التطوير المُعدّة له للسنوات الخمس المقبلة، حتى مع بقاء التفوّق العام للنماذج العالمية في بعض المهام العريضة.
ويقول إن المنافسة المباشرة صعبة على أي نموذج جديد، “لكن هيوماين تبنّى ميزة سيادية واضحة، وهي؛ ببناء نموذج عربي، وإنشاء بنية رقمية داخل المملكة، مع شراكات ضخمة لتمكين القدرة الحاسوبية”.
ويرى أن أكثر القطاعات المستفيدة من هذه النماذج، هي المدن الذكية، وقطاعات الطاقة والرعاية الصحية والتصنيع والخدمات المالية.
أمّا في الختام، فإن كنت تنوي تجربة وصفة القهوة التي اقترحها “هيوماين تشات”، تجدر الإشارة إلى أنه نصح بإضافة القليل من القرنفل للقهوة، وتقديمها ساخنة مع التمر.