الذكاء الاصطناعي يغذّي التحيّز الجنسي وكراهية النساء

الذكاء الاصطناعي يغذّي التحيّز الجنسي وكراهية النساء

تتسم مقاطع فيديو تنتشر على الإنترنت وتُظهر نساءً يرتدين البكيني يُجرين مقابلات في الشارع، ويُثرن تعليقات بذيئة بواقعية كبيرة، لكنها في حقيقة الأمر مزيفة أُنتجت بواسطة الذكاء الاصطناعي سعياً إلى إغراق وسائل التواصل الاجتماعي بمحتوى متحيز جنسياً. وهذا المحتوى الرديء المُنتَج بكميات كبيرة باستخدام أدوات ذكاء اصطناعي منخفضة الجودة، غالباً ما يُغرق المنشورات الأصيلة ويبدد الخط الفاصل بين الخيال والواقع.

وأدى هذا الاتجاه إلى ظهور قطاع من المؤثرين الذين ينتجون بطريقة غير احترافية محتوى جنسياً، تشجعهم على ذلك الحوافز التي توفرها منصات تُكافئ مالياً المحتويات التي تنتشر بشكل واسع على شبكات التواصل الاجتماعي. وتكثر مقاطع الفيديو المُنتجة بواسطة الذكاء الاصطناعي، والحافلة بالفكاهة البذيئة التي تُظهر مُحاوِرات مزعومات شبه عاريات في شوارع الهند أو المملكة المتحدة.

وجد فريق خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس مئات من هذه الفيديوهات على “إنستغرام“، بينها الكثير باللغة الهندية، تُظهر ذكوراً تُجرى معهم مقابلات يُطلقون تعليقات مُعادية للنساء ومتحيزة جنسياً، بل ويحاولون أحياناً الإمساك بالنساء، بينما يتفرج حشد من الرجال أو يضحكون في الخلفية.

وحظيت مقاطع الفيديو هذه بعشرات الملايين من المشاهدات، حتى أن البعض استغل هذا الإقبال عليها مادياً من خلال الترويج لتطبيق مراسلة للبالغين يهدف إلى “تكوين صداقات جديدة”. وأُنشئت هذه المقاطع باستخدام مُولّد الذكاء الاصطناعي “فيو 3” (Veo 3) من “غوغل“، والمعروف بصوره شديدة الواقعية، وفقاً لما ذكرته شركة الأمن السيبراني الأميركية “غِت ريل سيكيوريتي” في تحليلٍ حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه.

تحيّز جنسي 

ترى عالمة النفس المتخصصة في الشؤون السيبرانية المقيمة في الهند، نيرالي بهاتيا، أن “كراهية النساء، التي كانت عادة تبقى محصورة في غرف الدردشة والمجموعات، أصبحت الآن مُقنّعة في شكل صور مُولّدة بواسطة الذكاء الاصطناعي”. وأضافت: “هذا جزء من التحيزات الجنسية التي يُحدثها الذكاء الاصطناعي وهو يُغذّي التحيز الجنسي”.

تغرق شبكات التواصل الاجتماعي الآن بشكل متزايد في كم هائل من الميمات والفيديوهات والصور المُولّدة بواسطة الذكاء الاصطناعي والتي تُنافس المحتوى الأصلي على جذب الانتباه. ورأت إيمانويل صليبا من “غِت ريل سيكيوريتي” أنه “إنترنت اليوم”. ولاحظت أن “المحتوى المُتواضع المُولّد بواسطة الذكاء الاصطناعي، وأي نوع من المحتوى غير المُصنّف المولّد بواسطة الذكاء الاصطناعي، يُقوّض ببطء الثقة الضئيلة التي لا تزال قائمة بالمحتوى المرئي”. وتُسهب مقاطع فيديو من حساب شهير على “تيك توك” في تعداد ما قد تفعله “فتيات جامحات” للحصول على المال.

وتُستهدف النساء أيضاً بواسطة حيَل لجذب الانتباه مقلقة مُولّدة بواسطة الذكاء الاصطناعي. وقد تتبع فريق تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس الانتشار الواسع لمقاطع فيديو تُظهر مدربة حوت مزيفة تُدعى “جيسيكا رادكليف” تتعرّض لهجوم قاتل من حوت قاتل خلال عرض في حديقة مائية. وانتشر المقطع المُفبرك عبر منصات عدة، من بينها “تيك توك” و”فيسبوك” و”إكس“، ما أثار تعاطفاً واسعاً من مستخدمين من مختلف أنحاء العالم أعربوا عن حزنهم لمقتل المرأة التي اعتقدوا أنها حقيقية.

الذكاء الاصطناعي لا يخترع كراهية النساء

في العام المنصرم، اكتشف مدير مبادرة الأمن والثقة والسلامة في جامعة كورنيل للتكنولوجيا أليكسيوس مانتزارليس 900 حساب على “إنستغرام” لـ”عارضات أزياء” يُحتمل أنهن من إنتاج الذكاء الاصطناعي، معظمهن شبه عاريات.

واستقطبت هذه الحسابات المزيفة 13 مليون متابع ونشرت أكثر من 200 ألف صورة، وعادةً ما تُحقق الربح من جمهورها من خلال إعادة توجيههم إلى منصات تجارية لمشاركة المحتوى. ومع انتشار المحتوى المزيف المُولّد بواسطة الذكاء الاصطناعي، رأى مانتزارليس أن “الأرقام قد تكون أعلى بكثير اليوم”. وأضاف: “توقعوا رؤية المزيد من المحتوى السخيف الذي يستغل معايير الجسد، وهي (…) غير حقيقية” كلياً.

ويقدم كثر من منشئي المحتوى على “يوتيوب” و”تيك توك” دورات مدفوعة الأجر حول كيفية تحقيق الدخل من المحتوى الواسع الانتشار المُولّد بواسطة الذكاء الاصطناعي. وسعت بعض المنصات إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد الحسابات التي تُروّج لمحتوى رديء الجودة. فقد أعلنت “يوتيوب” أخيراً أن منشئي المحتوى “المزيف” و”المُنتَج بكميات كبيرة” لن يكونوا مؤهلين لتحقيق الدخل بعد الآن.

وقالت مستشارة الذكاء الاصطناعي ديفيندرا جادون: “الذكاء الاصطناعي لا يخترع كراهية النساء. إنه يعكس ويُضخّم ما هو موجود أصلاً”. وتابعت: “إذا كافأ الجمهور هذا النوع من المحتوى بملايين علامات الإعجاب، فستستمر الخوارزميات ومنشئو الذكاء الاصطناعي في إنتاجه. المعركة الأهم ليست تكنولوجية فحسب، بل اجتماعية وثقافية أيضاً”.

(فرانس برس)

في وادي السيليكون.. قصة موظفي شركة تغلغلوا بالبيت الأبيض والبنتاغون

في وادي السيليكون.. قصة موظفي شركة تغلغلوا بالبيت الأبيض والبنتاغون

في وادي السيليكون حيث تصاغ حكايات التكنولوجيا الكبرى، تبرز شركة تحمل اسم بالانتير، التي تعرف عن نفسها بأنها شركة برمجيات متخصصة في تحليلات البيانات الضخمة.

إلا أن هذه الشركة توصف بأنها أشبه بـ “مدرسة خفية” بعدما خرجت مئات المؤسسين الذين يقودون اليوم موجة من الشركات الناشئة الأكثر رواجًا في العالم.

وخلف الكواليس، نسج هؤلاء الخريجون شبكة متينة، تدعم بعضها بعضًا في التوظيف، في الاستثمار، وحتى في الوصول إلى صناع القرار. 

وصنعت هذه الشبكة نفوذًا يتجاوز حدود الشركات، ليصل إلى الجيش الأميركي ووكالات الاستخبارات، بما في ذلك مشاركتها في حملة إدارة دونالد ترمب على الهجرة.

وقفز نجاحها بسهمها خمسة أضعاف في عام واحد، فيما تجاوزت شركات خريجيها عتبة المليار دولار وأكثر.

عمل خريجي شركة بالانتير خلف الكواليس

فعلى سبيل المثال، شارك أحد مهندسي “بالانتير” البارزين، الذي عمل في الشركة أربع سنوات، في تطوير منصة مراقبة لحظية لشركة الطاقة العملاقة BP بهدف تحليل آبار النفط حول العالم. 

بينما اتجه مهندس آخر لاحقًا لتأسيس منصة لاستخبارات البيانات، تركز اليوم على تزويد الحكومات المحلية ووكالات إنفاذ القانون بحلول تقنية متقدمة.

وخلال العام الماضي، نسجت شخصيات بارزة في وادي السيليكون علاقات متينة مع البيت الأبيض ووكالات فيدرالية، ما عزز نفوذ قطاع التكنولوجيا في ملفات محورية تشمل العملات المشفرة والذكاء الاصطناعي والدفاع.

وتشكل قصة “بالانتير” مثالًا بارزًا عن تلاقي المال والتكنولوجيا والسياسة، وعن جيل جديد من الذين يرسمون اليوم ملامح المستقبل في الذكاء الاصطناعي، والعملات المشفرة، وحتى الدفاع.

وادي السيليكون مركز التكنولوجيا العالمية

وفي وادي السيليكون، حيث تتواجد الشركة سُجل نحو 24 ألف براءة اختراع في 2024.

ويقع الوادي في الجزء الجنوبي من خليج سان فرانسيسكو في شمال كاليفورنيا، ويحتضن أبرز شركات التكنولوجيا العالمية، مثل آبل، وسيسكو، ومايكروسوفت، وغوغل، وأوراكل.

وقد كان لخريجي جامعة ستانفورد دور محوري في دفع عجلة النمو والابتكار في هذه المنطقة.

وظهر مصطلح “وادي السيليكون” في السبعينيات، عندما تحولت المنطقة إلى قلب الصناعات التكنولوجية في الولايات المتحدة، مدفوعة بنجاح وكالة ناسا، التي تتخذ من المنطقة مقرًا رئيسيا لها، في الوصول إلى القمر.

ويعود تاريخ وادي السيليكون إلى خمسينيات القرن الماضي، عندما أقر الكونغرس قانون الاستثمار في الأعمال الصغيرة، مقدمًا إعفاءات ضريبية للشركات الناشئة حول جامعة ستانفورد. 

في الوقت نفسه، أنشأت الحكومة وكالة DARPA لتمويل الأبحاث المتقدمة في التقنيات الجديدة، ممهدة الطريق لصعود المنطقة، معقلا للابتكار والتكنولوجيا.

وقد أسهم توفر التمويل السهل والخالي نسبيًا من المخاطر في تحفيز الابتكار وإرساء الأسس، حتى أصبح لاحقًا وادي السيليكون مركزا للتكنولوجيا العالمية.

ومع تصاعد التوترات خلال الحرب الباردة وسباق الفضاء، ارتفع الطلب على الإلكترونيات والدوائر المتكاملة، ما أتاح الفرصة لنشوء عدد من الشركات التقنية التي تطورت لاحقا لتصبح شركات عملاقة عالمية.

الأسواق الناشئة تنتعش بدعم من علي بابا

الأسواق الناشئة تنتعش بدعم من علي بابا

اتجهت أسهم الأسواق الناشئة نحو تحقيق أول مكاسب لها في 5 أيام، مدفوعةً بارتفاع أسهم الذكاء الاصطناعي في هونغ كونغ والصين. وارتفع مؤشر “MSCI”، للأسواق الناشئة بنسبة 0.7%، مع صعود سهم مجموعة علي بابا القابضة المحدودة بنسبة 19% في هونغ كونغ – وهو أعلى مستوى له في 3 سنوات – بعدما أعلنت الشركة عن زيادة في إيرادات الذكاء الاصطناعي، بحسب “بلومبيرغ”.

ويأتي ذلك على النقيض من السوق الآسيوية الأوسع نطاقًا، حيث تعرضت الأسهم لضغوط عقب موجة بيع مكثفة في قطاع التكنولوجيا ضربت وول ستريت. ولم يشهد مؤشر “MSCI” لأسواق العملات الناشئة تغيّرًا يُذكر، إذ قلّصت عطلة عيد العمال في الولايات المتحدة نشاط التداول. وسجّلت الروبية أكبر ارتفاع لها مقابل الدولار في آسيا بعد تدخل بنك إندونيسيا للدفاع عن العملة، في أعقاب الاضطرابات السياسية التي شهدتها البلاد خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وكتب وي خون تشونغ، كبير الاستراتيجيين في بنك بي إن واي ميلون في هونغ كونغ، في مذكرة: “بينما نعتقد أن هذه الاضطرابات ستكون قصيرة الأمد على الأرجح، سيعمل المستثمرون بلا شك على تقليص مخاطر محافظهم الاستثمارية في إندونيسيا أو زيادة حجم استثماراتهم فيها”. أما بالنسبة للأسهم الإندونيسية، فقد شهدت تراجعًا حادًا، اليوم الاثنين، بعد تصاعد الاحتجاجات خلال عطلة نهاية الأسبوع، بينما يترقب المستثمرون التطورات في تايلاند عقب قرار المحكمة الدستورية إنهاء رئاسة باتونغتارن شيناواترا للحكومة يوم الجمعة.

في تركيا، فقد استقرت عوائد السندات المحلية لأجل عامين – والتي كانت قد شهدت انخفاضًا الأسبوع الماضي – بعدما أظهرت البيانات نموًا اقتصاديًا بنسبة 4.8% على أساس سنوي في الربع الثاني. وارتفع الطلب المحلي بأسرع وتيرة له منذ أكثر من عام، فيما ظل الاقتصاد صامدًا رغم رفع البنك المركزي أسعار الفائدة بشكل طارئ في آذار/آذار.

وبحسب “بلومبيرغ”، يشير تقرير الناتج المحلي الإجمالي إلى أن البنك المركزي “لن يخفض أسعار الفائدة بالسرعة المتوقعة حاليًا”، وفقًا لما ذكره ويليام جاكسون، المحلل في كابيتال إيكونوميكس، في مذكرة. كما سجّل الناتج المحلي الإجمالي لبولندا نموًا بدعم من ارتفاع الطلب المحلي في الربع الثاني، بحسب البيانات الصادرة اليوم الاثنين.

 

وانضم الزلوتي البولندي إلى نظرائه الإقليميين في الارتفاع مقابل اليورو والدولار. ويتابع المستثمرون أيضًا تطورات الرسوم الجمركية الأميركية، بعدما قضت محكمة الاستئناف الفيدرالية يوم الجمعة بعدم قانونية معظم الرسوم الجمركية العالمية التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترامب.

لطالما ارتبطت تحركات الأسواق الناشئة بالتقلبات العالمية، إذ تشكّل بيئة استثمارية حساسة للتغيرات السياسية والاقتصادية. فمنذ أزمة آسيا المالية في التسعينيات إلى تداعيات جائحة كورونا، ظلّت هذه الأسواق مرآة لمدى توازن التدفقات المالية العالمية، والتأثير المباشر لقرارات السياسة النقدية في الاقتصادات الكبرى، خصوصًا الولايات المتحدة. 

وتلعب الشركات التكنولوجية العملاقة، مثل علي بابا، دورًا متزايد الأهمية في تحريك مؤشرات الأسواق، حيث أصبحت استثمارات الذكاء الاصطناعي أحد المحركات الرئيسية للنمو، إلى جانب العوامل التقليدية مثل أسعار الفائدة، الاستقرار السياسي، وحركة العملات. وفي المقابل، تبقى التحديات قائمة مع استمرار التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، وتداعيات القرارات القضائية المتعلقة بالرسوم الجمركية الأميركية.

وتكشف التطورات الأخيرة أن مكاسب الأسواق الناشئة لا تزال هشة، فهي وإن كانت مدفوعة بانتعاش شركات التكنولوجيا الكبرى وارتفاع الطلب المحلي في بعض الاقتصادات، إلا أنها تبقى عرضة لاضطرابات سياسية مفاجئة، وضغوط خارجية مرتبطة بالسياسات النقدية والرسوم التجارية. وبينما يترقب المستثمرون مسار أسعار الفائدة الأميركية وتداعيات التوترات الجيوسياسية، يبقى أداء الأسواق الناشئة رهينة التوازن بين محفزات النمو المحلية والتحديات العالمية، ما يجعلها في موقع حساس بين فرص الصعود ومخاطر التراجع.

الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل أفلام بوليوود

الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل أفلام بوليوود

تُعرف بوليوود (Bollywood) بأغنياتها الاستعراضية الفخمة وأطقم إنتاجها الضخمة، لكنها تجد نفسها اليوم في مواجهة عرض من نوع جديد: الذكاء الاصطناعي. فمن تعديل نهايات أيقونية إلى توليد أفلام كاملة، يُحدث الذكاء الاصطناعي هزّة في صناعة السينما الهندية التي تقدر بمليارات الدولارات، مثيراً قلقاً لدى البعض وحماسةً لدى آخرين.

بدأ الجدل عندما أعاد المنتجون إصدار فيلم “رانجانا” (Raanjhanaa) الشهير عام 2013 بنهاية معدّلة بالذكاء الاصطناعي، وذلك عند دبلجته إلى اللغة التاميلية في جنوب الهند. النهاية الجديدة بدّلت المشهد المأساوي لموت البطل إلى نهاية أكثر تفاؤلاً، حيث ظهر جفن البطل وهو يرمش وكأنه عاد إلى الحياة، ما أثار غضب المخرج آناند ل. راي وبطل الفيلم دانوش، فقد ندّد الاثنان بهذا التغيير، واعتبراه انتهاكاً للحقوق الإبداعية.

وكتب دانوش عبر وسائل التواصل الاجتماعي بعد إصدار النسخة المعدلة في آب/آب: “لقد جُرِّدت هذه النهاية البديلة الفيلم من روحه”. وأضاف: “لقد مضت الجهات المعنية في هذا التعديل رغم اعتراضاتي الواضحة”، معتبراً استخدام الذكاء الاصطناعي لتغيير الأفلام “سابقة مثيرة للقلق العميق لكل من الفن والفنانين”. وتابع مؤكداً: “إنه تهديد لسلامة السرد ولإرث السينما”.

أما المخرج راي فشدّد على أنّ الذكاء الاصطناعي “بالتأكيد هو المستقبل… لكنه ليس موجوداً لتغيير الماضي”.

بعد أيام قليلة فقط، أعلنت شركة “كولكتيف آرتيستس نيتوورك” عن أول فيلم هندي طويل مُنتَج بالكامل بالذكاء الاصطناعي بعنوان “تشيرنجيفي هانومان – الأبدي” (Chiranjeevi Hanuman — The Eternal). الفيلم الملحمي المستند إلى الأساطير، والمقرر صدوره عام 2026، يسعى لدمج الحكايات القديمة بالتكنولوجيا الحديثة لجذب جمهور عالمي، ويروي قصة الإله القرد الهندوسي هانومان. لكن الإعلان لم يثر إعجاب الجميع.

وكتب المخرج فيكراماديتيا موتوان على وسائل التواصل الاجتماعي: “وهكذا يبدأ الأمر. من يحتاج إلى الكُتّاب والمخرجين عندما يكون الفيلم قد صُنع بالذكاء الاصطناعي؟”.

الذكاء الاصطناعي.. تكنولوجيا ديمقراطية

تتهيأ الصناعة لمعركة محتومة. فمن جهة هناك من يرون في الذكاء الاصطناعي أداة ثورية لخفض التكاليف، قادرة على الاستعاضة عن جيوش الكومبارس والفنيين الذين تشتهر بهم بوليوود بكثافة عملها. ومن الجهة الأخرى يقف المدافعون عن الفن، وعن العفوية والتعبير الإنساني. ويرى آخرون فرصة في استخدام الذكاء الاصطناعي لدعم السينما التقليدية.

وأوضح المخرج شاكون باترا، الذي أنجز سلسلة قصيرة من خمسة أفلام باستخدام الذكاء الاصطناعي: “لا أعتقد أن الذكاء الاصطناعي يعني الاستغناء عن اللحم والدم. أفضل مستقبل هو ذاك الذي تندمج فيه المهارتان معاً”. لكنه شدّد على أنّ التكنولوجيا يجب أن تكمل الإبداع البشري لا أن تهيمن عليه. ولفت إلى أنه “لا يشجع الذكاء الاصطناعي بديلاً للجهد الإنساني في التعبير”، مشيراً إلى أعماله الدرامية العاطفية مثل “إك ماين أور إك تو” (Ek Main Aur Ekk Tu) و”كابور آند سانز” (Kapoor & Sons) و”غيرهاياان” (Gehraiyaan).

أما المخرج المخضرم شيخار كابور، صاحب أفلام كلاسيكية مثل “ماسوم” (Masoom) و”مستر إنديا” (Mr. India) وفيلم “إليزابيث” (Elizabeth) عام 1998 المرشح لسبع جوائز أوسكار، فقد بدا أقل انزعاجاً، مؤكداً أنّ الذكاء الاصطناعي لا يمكنه أن يحل محل السرد الجيد.

وأوضح لوكالة فرانس برس: “أفضل القصص هي غير المتوقعة، والذكاء الاصطناعي لا يمكنه التعامل مع عنصر المفاجأة”. وأضاف موضحاً: “الذكاء الاصطناعي عاجز، في هذه اللحظة، عن إنتاج أداء عظيم على الشاشة، لأن نجوم العالم الكبار يَمثُلون بعيونهم لا بوجوههم”.

ورأى كابور أنّ الذكاء الاصطناعي سيكون مدمراً فقط لصنّاع الأفلام الذين يعتمدون على القوالب النمطية المكررة. وبيّن: “إذا كانت أفلامك متوقعة… فمن الطبيعي أن يدمرك الذكاء الاصطناعي. ربما سيتمكن طفل ما في مكان ما من فعل ما تفعله”. لكنه استدرك أنّ الذكاء الاصطناعي، في أفضل حالاته، قد يفتح آفاقاً جديدة أمام الصناعة. وأردف: “إنه تكنولوجيا ديمقراطية للغاية لأنه يمنح فرصاً لأولئك الذين لم يكن ليحصلوا عليها. كم عدد الأشخاص في الهند الذين يمكنهم تحمّل تكاليف الالتحاق بمدارس السينما؟”.

مستقبل السينما يحدده الجمهور

يرى كابور أنّ التأثير الأكبر للذكاء الاصطناعي سيطاول في البداية الأفلام ذات الميزانيات الضخمة، مثل أفلام الأبطال الخارقين التي تعتمد على مشاهد الحركة. وكشف أنه يدمج الذكاء الاصطناعي بنشاط في مشاريعه، بل يخطط لتأسيس مدرسة سينمائية متخصصة في هذه التقنية داخل حي دارافي الفقير في مومباي. وأشار أن تلك التكنولوجيا “ستمكّن المبدعين، وتسوّي الميدان أمام صانعي الأفلام المستقلين، بل قد يؤدي إلى ظهور نجوم وشخصيات سينمائية جديدة بالكامل يجري توليدها بالذكاء الاصطناعي”.

لكن صُنّاع الأفلام يذكّرون في الوقت نفسه بأنّ مستقبل السينما يحدده الجمهور. فمخرج “رانجانا” (Raanjhanaa)، آناند ل. راي، أعرب عن ارتياحه لدعم الجمهور لنسخة الفيلم الأصلية غير المعدلة، بعد مرور 12 عاماً على صدورها. وأوضح: “رد فعل الجمهور على الذكاء الاصطناعي كان أكبر بكثير من رد فعلي أنا. إنه فيلمهم أكثر مما هو فيلمي”.

بسبب الذكاء الاصطناعي.. حذف مقالات وانتقادات تلاحق مجلات عالمية

بسبب الذكاء الاصطناعي.. حذف مقالات وانتقادات تلاحق مجلات عالمية

اضطرت مجلة “بيزنس إنسايدر” إلى حذف مقالات، اتضح أن كتابتها تمت باستخدام الذكاء الاصطناعي، بعد 3 أشهر من إعلان المؤسسة المملوكة لدار النشر العملاقة أكسيل سبرنغر، تفاصيل خطتها لشطب نحو ثلث وظائفها، في ظل تزايد الاعتماد على هذه التقنية. 

ووفقًا لصحيفة “برس غازيت” البريطانية المتخصصة في موضوعات الصحافة، فإن مطبوعتين أخريين هما مجلة “وايرد” المتخصصة في موضوعات التكنولوجيا وموقع منظمة “إندكس أون سينسورشيب” (مؤشر الرقابة) المعنية بمراقبة حرية التعبير، اضطرتا لحذف موضوعات تم نشرها باسم ماراغو بلانشارد.

وتم حذف هذه  المقالات بعد مزاعم عن وجود تلفيقات صارخة فيها، مثل اختلاق أسماء بلدات وشركات، والتي لم يكتشفها المحررون قبل النشر.

احتيال الذكاء الاصطناعي

وقد دقت صحيفة ديسباتش، البريطانية، ناقوس الخطر، حيث تحدثت بلانشارد بشأن مقال مقترح يتعلق ببلدة تعدين وهمية في كولورادو قبل أن ترسل المعلومات إلى صحيفة “برس غازيت”. 

ونشرت مجلة وايرد مقالا لبلانشارد عن أزواج حقيقيين “يتزوجون” عبر الإنترنت من خلال منصات مثل “ماينكرافت” و”روبلوكس”.

وذكرت المجلة المتخصصة في موضوعات التكنولوجيا في آب/ آب الحالي في مقال اعتذار عن “كيفية تعرض مجلة وايرد  للاحتيال من جانب كاتب حر استخدم الذكاء الاصطناعي في كتابة الموضوع بالكامل… إذا كان هناك أي جهة تستطيع اكتشاف احتيال الذكاء اصطناعي، فهي وايرد… للأسف، نجح أحدهم في تضليلنا”.

ونشرت مجلة بيزنس إنسايدر مقالين لبلانشارد في نيسان/ نيسان الماضي، قبل شهر تقريبًا من إعلان الشركة عن تسريح 21% من موظفيها في إطار سعيها “لتبني الذكاء الاصطناعي بشكل كامل”.

وكان عنوان المقال الأول “العمل عن بُعد كان أفضل شيء لي كوالد، ولكنه الأسوأ بالنسبة لي كشخص”، بينما كان عنوان المقال الآخر “أنجبت طفلي الأول في سن الخامسة والأربعين. أنا مستقر ماليًا ولدي سنوات من الخبرة الحياتية تُرشدني”.

وبعد ذلك حذف موقع بيزنس إنسايدر المقالين ووضع بدلا منهما رسالة تقول إن “هذا المقال حُذف لعدم استيفائه معايير بيزنس إنسايدر”.

ويمثل هذا الخبر انتكاسة للجهود المبذولة في العديد من غرف الأخبار لخفض التكاليف وزيادة الإنتاجية باستخدام الذكاء الاصطناعي.