ممثلو الجزائر قارياً يُشعلون الساعات الأخيرة من الميركاتو بصفقات نارية

ممثلو الجزائر قارياً يُشعلون الساعات الأخيرة من الميركاتو بصفقات نارية

اشتعلت سوق الانتقالات الصيفية في الجزائر، مع الساعات الأخيرة، التي اختتمت أمس الأحد 31 آب/آب، بعدما تحركت الأندية المحلية المشاركة قارياً بقوة لحسم صفقات وُصفت بـ”الاستثنائية”، في مسعى منها لتعزيز حظوظها في المنافسات الأفريقية المقبلة، خاصة أن ممثلي الجزائر يرفعون طموحاتهم عالياً للاقتراب من منصات التتويج، رغم إدراكهم صعوبة المهمة أمام المنافسة الشرسة التي تميّز القارة السمراء.

وكان بطل الدوري الجزائري خلال آخر موسمين وأحد ممثلي الجزائر في دوري أبطال أفريقيا، نادي مولودية الجزائر، الأكثر نشاطاً في اليوم الأخير من “الميركاتو” الصيفي، بعدما ضم ثلاث صفقات بارزة قد تُحدث الفارق مع المدرب الجنوب أفريقي، رولاني موكوينا (38 عاماً)، إذ ضمن النادي خدمات الجناح الدولي زين الدين فرحات (32 عاماً)، العائد من تجربة احترافية طويلة في فرنسا بأندية: لوهافر ونيم وأنجيه، وهو اسم من شأنه أن يمنح الخبرة والقدرة على صناعة الفارق في مشوار الفريق القاري، خصوصاً مع رغبة صاحب اللونين الأحمر والأخضر في إعادة كتابة التاريخ، بعد لقبه الوحيد في البطولة عام 1976. 

كما ضم مولودية الجزائر إسحاق بوصوف (24 عاماً)، الموهبة التي ظهرت مع وفاق سطيف ثم شباب بلوزداد، قبل أن يخوض تجربة أوروبية قصيرة مع لوميل البلجيكي، ليحظى الآن بفرصة جديدة لإثبات قدراته. أما الصفقة الثالثة فكانت الغيني الشاب، الحسن بانغورا (21 عاماً)، القادم من نادي ميلو المحلي، الذي سبق له تمثيل منتخب بلاده في بطولة “الشان”، على أن يواجه منتخب الجزائر قريباً في تصفيات كأس العالم 2026، خلال اللقاء، الذي سيجمع المنتخبين يوم الثامن من أيلول/أيلول الجاري في مدينة الدار البيضاء المغربية.

ومن جهته، لم يتأخر الممثل الثاني للجزائر في دوري أبطال أفريقيا، نادي شبيبة القبائل، عن المشهد، إذ أبرم هو الآخر صفقات وازنة في الساعات الأخيرة من سوق الانتقالات الصيفية، بعدما عزز صفوفه بالمهاجم بلال مسعودي (27 عاماً)، القادم من كورتري البلجيكي، إضافة إلى لاعب اتحاد العاصمة السابق، مهدي مرغم (27 عاماً). وتضاف هذه الأسماء إلى قائمة تدعيمات سابقة، أبرزها المهاجم أيمن محيوص (27 عاماً)، والمدافع زين الدين بلعيد (25 عاماً)، العائد من سانت تروند البلجيكي، وهي كلها أوراق سيعتمد عليها المدرب الألماني، جوزيف زينباور (55 عاماً)، من أجل المنافسة محلياً وقارياً، وإعادة الفريق إلى واجهة البطولات الكبرى.

وبالنسبة للأندية المشاركة في كأس الكونفيدرالية الأفريقية، فقد دخل شباب بلوزداد بقوة على خط التعاقدات، إذ توصل إلى اتفاق مع اللاعب الدولي السابق، فريد الملالي (28 عاماً)، العائد من تجربة مع أنجيه الفرنسي، رغم أن الإعلان الرسمي للصفقة تأجل لأسباب إدارية. كما ضمّ النادي مهاجم المنتخب الرديف، عبد النور بلحوسيني (28 عاماً)، والمهاجم الألباني، ريدون جيجا (27 عاماً)، قادماً من كاراباخ الأذري، وصانع الألعاب جابر كعسيس (26 عاماً) من نادي بارادو، والتونسي محمد علي بن حمودة (27 عاماً)، القادم من الدوري المصري، في حملة تعزيزات تعكس الرغبة الجامحة في الذهاب بعيداً قارياً.

وأما بطل كأس الجزائر الموسم الماضي والممثل الثاني في كأس الكونفدرالية، نادي اتحاد العاصمة، فكان الأقل نشاطاً، مقارنة بغيره من كبار الدوري، لكنه أبرم صفقة مفاجئة تمثلت في المهاجم الليبيري، إيمانويل إيرنست (24 عاماً) من نادي تيرانا الألباني، ليضيفها إلى تعاقدات سابقة شملت زكريا دراوي (31 عاماً) ومحمد بودربالة (20 عاماً)، لتقوية الخط الأمامي، فضلاً عن المدافع الكاميروني، تشي فوندو مالون جونيور (26 عاماً) القادم من سيمبا التنزاني، وهي انتدابات يُنتظر أن تمنح “سوسطارة” التوازن اللازم في المسابقة الأفريقية.

موعد ديربي العاصمة ومكانه يثيران الجدل.. هل خفّ وهج القمة الجزائرية؟

موعد ديربي العاصمة ومكانه يثيران الجدل.. هل خفّ وهج القمة الجزائرية؟

تعيش الكرة الجزائرية على وقع أول “ديربي” عاصمي هذا الموسم بين اتحاد العاصمة ومولودية الجزائر، والذي تقرر أن يحتضنه ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، الأحد المقبل، ضمن الجولة الثانية من الدوري الجزائري لكرة القدم. غير أن الأجواء المحيطة بالمواجهة لا تبدو في مستوى قيمتها التاريخية، بعدما أفرزت رابطة الدوري ترتيبات أثارت الكثير من الجدل، خاصة مع القرار القاضي بفتح المدرجات أمام جماهير اتحاد العاصمة فقط بمقدار ستة آلاف تذكرة، وهو ما اعتبره كثيرون خطوة تقلل من حرارة واحدة من أعرق المواجهات في تاريخ اللعبة محلياً.

وكشفت رابطة الدوري الجزائري لكرة القدم، أمس الأربعاء، عن برنامج الجولة الثانية، من بينها الإجراءات الخاصة بهذا “الديربي”، الذي يملك صدى خاصاً لدى الجزائريين، إذ كان دوماً عنواناً للتشويق والإثارة، ورمزاً للمنافسة الرياضية، التي تتجاوز حدود المستطيل الأخضر إلى فضاءات الانتماء والهوية العاصمية. غير أن اختياره للعب في أجواء غير عادية ووسط جمهور الفريق المضيف فقط، جعل الكثير من المتابعين يرون أنه فقد بريقه قبل صافرة البداية. فالمواجهة، التي اعتادت أن تجمع الآلاف من مشجعي الناديين في مدرجات ملعب 5 تموز، ستقام هذه المرة في ظروف مغايرة تقلل من نكهة الحماس الجماهيري.

وعلى الصعيد الرياضي، يكتسي “ديربي” العاصمة أهمية مضاعفة بالنسبة للفريقين، إذ ستكون الأولى لهما هذا الموسم، بعد تأجيل مواجهتي الجولة الافتتاحية، فلم يلعب اتحاد العاصمة أمام شبيبة القبائل، فيما أُجلت مواجهة مولودية الجزائر مع شباب بلوزداد، بسبب ارتباط عدد من اللاعبين الدوليين بالمشاركة مع المنتخب المحلي في نهائيات كأس أمم أفريقيا للاعبين المحليين “الشان”، التي لم ينجح خلالها المنتخب الجزائري في الذهاب بعيداً، بعد خروجه من ربع النهائي على يد السودان بركلات الترجيح، وهو ما جعل عودة اللاعبين إلى أنديتهم تحمل الكثير من التطلعات.

وستكون رغبة البداية القوية شعاراً مشتركاً بين مولودية الجزائر واتحاد العاصمة، في ظل تطلعهما هذا الموسم إلى لعب الأدوار الأولى، والتنافس على اللقب المحلي، بما يعكس تاريخ وقيمة الناديين، فمواجهة “الديربي” لطالما شكلت منعطفاً حاسماً في مشوار البطولة، والفوز فيها يمنح شحنة معنوية هائلة للفريق المنتصر، خاصة إذا تعلق الأمر بالبداية، إذ تعتبر أفضل طريقة لبعث رسالة قوية لبقية المنافسين. غير أن ما يحيط بالمباراة من قرارات تنظيمية، ومكان إجرائها بعيداً عن العاصمة، أثار تساؤلات حول تعامل رابطة الدوري مع واحدة من أبرز المحطات الكروية في الجزائر. فبين الرغبة في فرض إجراءات أمنية وتنظيمية مشددة، وبين إصرار الجماهير على رؤية “الديربي” في أجوائه المعتادة، يبدو أن المواجهة تحمل في طياتها أكثر من مجرد نقاط ثلاث، بل صورة عن كيفية إدارة كرة القدم الجزائرية لمبارياتها الكبرى.