هل يستطيع الدوري السعودي منافسة الدوريات الأوروبية في ظرف 5 سنوات؟

هل يستطيع الدوري السعودي منافسة الدوريات الأوروبية في ظرف 5 سنوات؟

شهد الدوري السعودي للمحترفين طفرة هائلة في السنوات الأخيرة بفضل الاستثمارات الضخمة المدعومة من صندوق الاستثمارات العامة. انتقال نجوم عالميين مثل البرتغالي كريستيانو رونالدو، والفرنسي كريم بنزيمة، والبرازيلي نيمار، قبل رحيله إلى بلاده، ونجوم آخرين، جعل الأنظار تتجه نحو الخليج، في مشهد يذكّر ببدايات الدوري الأميركي مع وصول بيكهام، أو التجربة الصينية قبل عقد. لكن السؤال الجوهري: هل يمكن للدوري السعودي أن يصبح منافسًا حقيقيًا للدوريات الأوروبية الكبرى (الخمسة الكبار) في غضون خمس سنوات؟

1- الجانب المالي والاستثماري:

• تمتلك الأندية السعودية قوة مالية هائلة تجعلها قادرة على استقطاب نجوم الصف الأول وتقديم عقود خيالية تفوق ما تعرضه أندية أوروبية.

• هذه القوة قد تمنح الدوري السعودي أفضلية مؤقتة، لكن التحدي يكمن في تحويل الأموال إلى استدامة عبر تسويق عالمي، وبيع حقوق بث، وزيادة العائدات من الجماهير.

2- جودة المنافسة:

• رغم استقطاب النجوم، يبقى التفاوت بين الأندية الكبرى (الهلال، النصر، الاتحاد، والأهلي) وبقية الفرق واضحًا، وهو ما قد يضعف قيمة المنافسة.

• الدوريات الأوروبية تبني قوتها على التوازن بين أنديتها، إذ يمكن أن يفوز فريق متوسط على الكبار.

3- البنية التحتية والتكوين:

• السعودية استثمرت في ملاعب حديثة ومراكز تدريب وبرامج تطوير الناشئين.

• التكوين يبقى نقطة حاسمة: الدوريات الأوروبية أنتجت أجيالاً من النجوم عبر أكاديمياتها (برشلونة، أياكس، سانت إيتيان…).

• إذا تمكنت السعودية من تطوير جيل محلي قوي بجانب النجوم المستقدَمين، فإنها ستقترب أكثر من أوروبا.

4- الشعبية العالمية وحقوق البث:

• ما يحدد قيمة أي دوري هو مدى إقبال الجماهير حول العالم على متابعته.

• الدوريات الأوروبية لها تاريخ طويل وقاعدة جماهيرية ضخمة في آسيا وأفريقيا وأميركا.

• الدوري السعودي بدأ يدخل الأسواق العالمية (اتفاقيات بث مع قنوات أوروبية وآسيوية)، لكنه يحتاج لوقت لبناء هوية كروية جذابة.

5- المقارنة مع تجارب سابقة:

• الدوري الصيني: جلب نجومًا كبارًا، لكنه انهار بسبب غياب الاستدامة.

• الدوري الأميركي (MLS): طوّر نفسه تدريجيًا عبر استقدام أساطير في نهاية مسيرتهم مع تطوير الأكاديميات.

• الدوري السعودي قد يجمع بين النموذجين، لكن نجاحه يتوقف على الاستمرارية وليس على مجرد “طفرة مؤقتة”.

يمكن للدوري السعودي أن يصبح من بين أقوى سبعة دوريات في العالم خلال خمس سنوات إذا واصل الاستثمار وطوّر قاعدة جماهيرية محلية وعالمية.

لكن منافسة الدوريات الأوروبية الكبرى (البريمييرليغ، الليغا، السيري آ، البوندسليغا، الليغ 1) تحتاج إلى أكثر من الأموال: تحتاج إلى هوية واستدامة.

ربما لن نرى الدوري السعودي يزيح أوروبا عن القمة في خمس سنوات، لكن المؤكد أنه سيكون أكبر قوة كروية خارج “القارة العجوز”، وربما المنصة الأساسية لنجوم العالم بعد أوروبا.