أعلنت الحكومة اللبنانية، الجمعة، أن الجيش سيبدأ بتنفيذ خطة نزع سلاح حزب الله وفق إمكاناته “المحدودة”، وذلك في ختام جلسة خصّصت لمناقشة هذه القضية الشائكة، انسحب منها الوزراء المحسوبون على الحزب وحليفته حركة أمل.
وقال وزير الإعلام اللبناني، بول مرقص، بعد تلاوته بيان الحكومة “الجيش اللبناني سيباشر بتنفيذ الخطة، لكن وفق الإمكانات المتاحة التي هي إمكانات لوجستية ومادية وبشرية محدودة بالنهاية”.
وتسارعت وتيرة النقاش في لبنان حول ملف نزع سلاح حزب الله، مع تكليف الجيش بوضع خطة تنفيذية قبل نهاية العام، في ظل رفض الحزب لأي مساس بسلاحه. وجاء ذلك على وقع ضغوط أمريكية متزايدة، تمثلت بمذكرة حملها المبعوث توم باراك، تتضمن جدولاً زمنياً وآلية مقترحة للتنفيذ. فماذا نعرف عن هذه الخطة؟
أعلنت الحكومة اللبنانية، الجمعة، أن الجيش سيبدأ بتنفيذ خطة نزع سلاح حزب الله وفق إمكاناته “المحدودة”، وذلك في ختام جلسة خصّصت لمناقشة هذه القضية الشائكة، انسحب منها الوزراء المحسوبون على الحزب وحليفته حركة أمل.
وقال وزير الإعلام اللبناني، بول مرقص، بعد تلاوته بيان الحكومة “الجيش اللبناني سيباشر بتنفيذ الخطة، لكن وفق الإمكانات المتاحة التي هي إمكانات لوجستية ومادية وبشرية محدودة بالنهاية”.
وقرر مجلس الوزراء بحسب بيان الحكومة الإبقاء على مضمون الخطة “سرياً”.
وكتب رئيس الحكومة نواف سلام، على منصة أكس: “رحبنا في مجلس الوزراء بخطة الجيش لحصر السلاح على كامل الأراضي اللبنانية وتنفيذها ضمن الإطار المقرر في جلسة 5 آب 2025”.
وأضاف: “قررنا الطلب من قيادة الجيش تقديم تقرير شهري إلى مجلس الوزراء في شأن التقدّم في تنفيذ هذه الخطة”.
زيارة برّاك الأخيرة إلى لبنان
وكان المبعثوت الأمريكي الخاص إلى سوريا ولبنان توماس برّاك في وقت سابق، قد ألغى زيارته إلى مديني صور والخيام في الجنوب اللبناني في ظل وقفات شعبية رافضة لزيارته. وكان من المرتقب أن يقوم براك برفقة وفد أمريكي، بزيارة إلى الجنوب اللبناني، تبدأ من ثكنة الجيش اللبناني في منطقة مرجعيون، مروراً ببلدة الخيام الحدودية مع إسرائيل، ثم مدينة صور.
لكن الزيارة قوبلت بدعوات لتجمعات شبابية ووقفات احتجاجية على الزيارة رفضاً للقرار الحكومي بنزع سلاح حزب الله.
وقال براك الثلاثاء إن لبنان سيقدم خطة في 31 آب/آب لإقناع حزب الله بالتخلي عن سلاحه.
وأضاف برّاك بعد لقائه مع الرئيس اللبناني جوزاف عون في بيروت، أن إسرائيل ستقدم اقتراحاً مقابلاً عندما تتسلم الخطة اللبنانية.
وقال برّاك إن الخطة التي يعدها لبنان لن تنطوي بالضرورة على عمل عسكري لإقناع حزب الله بإلقاء سلاحه.
وأضاف المبعوث “لا يتحدث الجيش اللبناني والحكومة اللبنانية عن حرب، إنهما يتحدثان عن كيفية إقناع حزب الله بالتخلي عن تلك الأسلحة”.
مرحلة “أفعال”
وقالت نائبة المبعوث مورغان أورتاغوس من بيروت الثلاثاء: “تشجعنا كلنا كثيراً بالقرار التاريخي الذي اتخذته الحكومة قبل بضعة أسابيع، لكن المرحلة الآن ليست لمجرد الأقوال، بل للأفعال”.
وأضافت أورتاغوس “نحن هنا لمساعدة الحكومة اللبنانية على المضي قدماً في هذا القرار التاريخي، وللعمل مع شركائنا في إسرائيل خطوة بخطوة. لذا، مع كل خطوة ستتخذها الحكومة اللبنانية، سنشجع الحكومة الإسرائيلية على اتخاذ الخطوة نفسها”.
وكان لبنان ينتظر من الوفد الأمريكي أن يحمل ردّاً إسرائيلياً على ورقة أمريكية حول جدول وآلية نزع ترسانة حزب الله، تشمل أيضاً ترتيبات أمنية عند الحدود وانسحاب إسرائيل من نقاط تتواجد فيها في جنوب لبنان.
وقال براك للصحافيين في القصر الرئاسي إن “سبب عدم تمكّنهم من الرد بشكل محدد هو أننا لم نزودهم بالتفاصيل بعد”.
الورقة الأمريكية: كل ما يجب معرفته عن خطة نزع سلاح حزب الله
“لن نتخلى عنه”
واستبق حزب الله وصول الوفد إلى بيروت بتجديد رفضه تسليم سلاحه.
وقال أمينه العام نعيم قاسم، الاثنين: “فليكن معلوماً لديكم، السلاح الذي أعزّنا لن نتخلى عنه”، مضيفاً “من أراد أن ينزع هذا السلاح يعني أنه يريد أن ينزع الروح منا”.
وفي وقت سابق هذا الشهر، حذر الأمين العام الحكومة اللبنانية من الدخول في مواجهة مع الحزب، قائلاً إنه “لا حياة للبنان” إذا سعت الحكومة إلى ذلك.
حزب الله يتهم الحكومة اللبنانية بـ”ارتكاب خطيئة كبرى” بعد قرار “التجريد من سلاح المقاومة”
أمين عام حزب الله نعيم قاسم يلقي كلمة متلفزة أمام أنصاره خلال احتفالات يوم عاشوراء في جنوب بيروت في 6 تموز/تموز 2025
وتلقت الجماعة اللبنانية ضربات موجعة بسبب الحرب مع إسرائيل العام الماضي، التي قُتل فيها كثير من قيادات الجماعة ومقاتليها.
وقال قاسم إن حزب الله وحليفته حركة أمل قررا إرجاء مظاهرات ضد خطة نزع السلاح التي تدعمها الولايات المتحدة لإتاحة مجال للحوار مع الحكومة.
وحذر قاسم من أن أي احتجاجات في المستقبل قد تصل إلى السفارة الأمريكية في بيروت.
وألمحت إسرائيل إلى أنها ستقلص وجودها العسكري في جنوب لبنان إذا تحرك الجيش اللبناني لنزع سلاح جماعة حزب الله، وفقاً لبيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وأبقت إسرائيل قواتها في خمس مرتفعات استراتيجية في لبنان، وتواصل شنّ ضربات بشكل شبه يومي على مناطق مختلفة في لبنان مشيرة الى أنها تستهدف مستودعات أسلحة لحزب الله وقياديين فيه.
أغلقت شركة مستحضرات التجميل البريطانية “لَش” جميع متاجرها ومعاملها وموقعها الإلكتروني في المملكة المتحدة، يوم الأربعاء، في خطوة احتجاجية على ما وصفته بـ”التجويع المتعمّد” في قطاع غزة.
وجاء في بيان على موقعها الإلكتروني أنها تعرب عن تضامنها في الوقت الذي “تمنع فيه الحكومة الإسرائيلية المساعدات الإنسانية العاجلة من دخول غزة”.
ونفى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مراراً وتكراراً وجود مجاعة في غزة، وفي حال وجودها فتتحمّل وكالات الإغاثة وحماس المسؤولية.
وظهرت على الصفحة الرئيسية لموقع الشركة عبارة “أوقفوا تجويع غزة” بخط كبير، تعقبها جملة “مُغلق تضامناً”، فيما علّقت ملصقات تحمل الرسالة نفسها على واجهات المتاجر.
وقالت الشركة إنها تأمل أن تلاحظ الحكومة البريطانية ذلك وتتخذ الإجراءات “اللازمة لوقف الموت والدمار” في غزة على الفور، بما في ذلك إنهاء مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل.
وأضافت الشركة أن قرار إغلاق المتاجر “ليس سهلاً”، وطلبت من الزبائن تفهّم الأمر، مشيرة إلى أن “كثيراً منهم يتشاركون القلق نفسه بشأن ما يجري في غزة”.
وأشار تقرير صادر عن أكبر منظمة عالمية لمراقبة الجوع في نهاية شهر آب/آب إلى أن نصف مليون شخص في مدينة غزة يعانون من المجاعة.
وأقر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي بأن هذا الوضع “من صنع الإنسان بالكامل”، وحذر من أن المجاعة تنتشر بسرعة.
في المقابل، وصفت إسرائيل التقرير بأنه “كذبة صريحة”.
وتدير “لَش”، المعروفة بمنتجاتها الطبيعية مثل الصوابين و”قنابل الاستحمام”، أكثر من 100 متجر في بريطانيا وإيرلندا، إلى جانب وجودها في أكثر من 50 دولة.
برنامج الأغذية يقول إن ثلث أُسَر غزة لا يأكلون لأيام
“أخشى أن أخرج بكيس للبحث عن الطعام… فأعود فيه كجثة”، روايات من غزيين حول معاناتهم مع الجوع
وأشارت الشركة إلى أن الإغلاق ليوم واحد سيؤدي إلى خسارة يوم من الإيرادات، ما يعني حرمان الحكومة البريطانية من ضرائب ذلك اليوم، كما توقعت أن تشهد دول أخرى خطوات مماثلة.
وكانت الأمم المتحدة قد أكدت أن إسرائيل ملزمة بموجب القانون الدولي الإنساني بضمان وصول الغذاء والدواء إلى سكان غزة، بينما تقول إسرائيل إنها لا تفرض قيوداً على دخول المساعدات.
ويأتي ذلك في وقت يواصل فيه الجيش الإسرائيلي حملته العسكرية على القطاع رداً على هجوم حركة حماس في 7 تشرين الأول/تشرين الأول 2023، الذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص في جنوب إسرائيل وأسر 251 آخرين.
ومنذ ذلك الحين، قُتل ما لا يقل عن 63,633 شخضاً في غزة، وفق وزارة الصحة في القطاع.