إسرائيل الكبرى: خريطة المصالح

إسرائيل الكبرى: خريطة المصالح

من المُستغرَب أن نرى جهات عربية تندّد بتصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بشأن “إسرائيل الكبرى”، وتطالبه بتوضيحات عما يعنيه وكأنها تسمع بهذا المصطلح أول مرّة. تكمن المشكلة الحقيقية في أن ثمّة من يريد في العالم العربي أن يقتنع ويُقنع بأن “إسرائيل الكبرى” مجرّد وهم لا يمكن أن يتحقق بسبب المواثيق الدولية، بل حتى مصالح الدول الكبرى والديمقراطية، وهناك من يستشهد على صحّة موقفه بإعلان دول غربية عزمها الاعتراف بدولة فلسطينية على البقعة الجغرافية التي أقرّتها اتفاقية أوسلو. ما يسعى إليه هذا المقال لا يتعدّى محاولته التذكير (على مبدأ “شهد شاهد من أهله) بأن القوى الغربية الكبرى هي من استولدت هذا الكيان ليلعب دوراً وظيفيّاً لخدمة الغرب في شراكة جينية كانت الأيديولوجيا الدينية (ولمّا تزل) الواجهة لمصالح كبرى عابرة للجغرافية، وأن لا فرق جوهرياً بين صهيوني علماني وآخر متشدّد دينيّاً في هذه المسألة التي يبدو أنها لم تخطر على بال الساعين إلى الالتحاق بالاتفاقات الإبراهيمية.

هناك مصادر عديدة لو أراد هذا المقال ذكرها لاحتاج إلى صفحاتٍ وصفحات، لكن يكفينا أن نعود إلى بضعة مصادر لندرك أن فكرة “إسرائيل الكبرى” كانت الغاية والهدف للحركة الصهيونية، حتى قبل سنوات من قيام دولة الاحتلال عام 1948. هربرت سايدبوتهام (1872-1940) صحافي صهيوني بريطاني، وأحد مؤسّسي اللجنة الصهيونية في فلسطين البريطانية. كان ينادي قبل بداية الحرب العالمية الأولى بقيام “الدولة اليهودية في فلسطين” خدمة لمصالح الإمبراطورية البريطانية، وعلى وجه التحديد في قناة السويس بعد تفكّك الدولة العثمانية. وفي كتابٍ جمع فيه مقالاتٍ له تحت عنوان “إنكلترا وفلسطين: مقالات لاستعادة الدولة اليهودية” (لندن، كونستابل، 1918) يشدّد سايدبوتهام على أن “فلسطين بشاطئها المطلّ على البحر الأحمر هي المفتاح الأساسي للتجارة مع الهند” (ص22)، متسائلاً، في الوقت نفسه، “إلى أي حدٍّ تتطابق فكرة الدولة اليهودية في فلسطين مع مصالح الإمبراطورية البريطانية؟ أو لنسأل أولاً ما هي المصالح البريطانية، وإن وجدناها تتوافق مع إنشاء دولة يهودية، ففي مقدورنا عندئذٍ أن نعترف أن هذه الفكرة تحقق مصالحنا السياسية والعسكرية” (ص 147).

قبل نشره هذا الكتاب، كتب سايدبوتهام مقالة بعنوان “للدفاع عن مصر” ردّاً على مقالة نشرتها صحيفة Le Temps في باريس بشأن الطريقة التي تستطيع من خلالها قوات الحلفاء المحتشدة في مصر أن تحقّق النصر في الحرب قبل الهجوم العثماني الثاني على قناة السويس صيف 1916. كان البريطانيون قبل خريف 1917 عاجزين عن اختراق خطوط الدفاع التركية بين غزّة وبئر السبع عندما طرح سايدبوتهام فكرة استولت على عقول السياسيين البريطانيين وجنرالاتهم: “لا يمكنك أن تحظى بشريان المواصلات الرئيس مع الهند والشرق في حالة حرب. يجب أن يكون لديكم حصنٌ منيع، الأمر الذي يحتِّم عليكم الاستيلاء على غزّة على الطريق الساحلي، وصولاً إلى جبال يهودا التي تتحكّم في هذا الطريق. هذا المنطق نفسه والجغرافيا ذاتها، اللذان كانا يشملان ممالك إسرائيل ويهودا في كل حرب بين ممالك النيل وممالك ما بين النهرين، باتا يعملان حالياً لصالح الدفاع عن مصر ضد الأتراك”. ويستطرد سايدبوتهام في مقالة أخرى بعنوان “الجغرافية العسكرية” في الكتاب المذكور (ص 23) بقوله إن فلسطين الجديدة (الدولة اليهودية) “إن تحالفت مع القوة التي تتحكم في البحار… ستصبح أمة مكتفية بذاتها، بل أشدّ قوة من فلسطين القديمة، وأكثر ازدهاراً وليس مجرّد حصن مثالي للدفاع عن مصر فحسب”، في إشارة واضحة إلى بريطانيا التي كانت القوة البحرية الأكبر في العالم. يضاف إلى ذلك أنه طالب الحركة الصهيونية بالعمل على استمالة الولايات المتحدة، بصفتها قوة اقتصادية وعسكرية صاعدة حينئذٍ لدعم الدولة اليهودية في فلسطين.

قبل عام من نشر كتاب سايدبوتهام، نشر بن غوريون بالاشتراك مع إسحاق بن تسيفي (مؤرّخ وزعيم عمّالي ورئيس دولة الاحتلال من 1952 إلى 1963) كتاباً بعنوان “أرض إسرائيل”، بهدف كسب تأييد اليهود الأميركيين المشروع الصهيوني. وبعد عام، نشرت لجنة فلسطين البريطانية مقالاً قدّم فيها بن غوريون وتسيفي وجهة نظرهما بشأن الشروط الجغرافية الضرورية للدولة اليهودية، ورسما حدودها على الشكل التالي: لبنان شمالاً، والصحراء السورية شرقاً، وشبه جزيرة سيناء جنوباً، والأبيض المتوسط غرباً.

ثمة من يريد في العالم العربي أن يقتنع ويُقنع بأن “إسرائيل الكبرى” مجرّد وهم لا يمكن أن يتحقق بسبب المواثيق الدولية!

في كتابه “حدود أمة” (لندن، باتشوورث، 1955، ص 85) عدَّ يوري رعنان (أكاديمي صهيوني أميركي من أصل نمساوي) كتابَ بن غوريون وتسيفي من “الأعمال الرائدة في جغرافية فلسطين الحديثة وتاريخها”، لكنه قدّم تعديلاتٍ تتواءم مع الطروحات الصهيونية بشأن الحدود التي نُشرت بين عامي 1917 و1921. حاول رعنان، في طروحاته الجديدة، التمييز بين مطالب الجناح اليميني المتطرّف بخصوص الشعار التوراتي “من الفرات إلى النيل” ومطالب اليسار العلماني باعتماد الحدود الممتدّة من تل دان (تل القاضي) في الجليل الأعلى شمالاً إلى بئر السبع جنوباً، بيد أن اليسار الصهيوني العلماني، وفي فترة لاحقة، أضاف إلى ذلك ما وصفها بالمناطق التي تكفل لـ”إسرائيل” اقتصاداً صلباً وقدرة دفاعية كبيرة، أي إن الفكر العلماني الصهيوني تجاوز أيضاً الحدود التوراتية ليرسم حدوداً تفرضها متطلبات ديمومة الاحتلال، وهنا نتذكّر كيف كان قادة الاحتلال يركزون منذ 1948 على أهمية الموارد المائية والطاقة والحدود الآمنة. وفي هذا السياق، يشير رعنان في كتابه إلى اهتمام الحركة الصهيونية بالحصول على مياه الليطاني واليرموك وروافده، وثلوج جبل الشيخ من أجل توفير الموارد اللازمة للزراعة وتوليد الطاقة الكهربائية. ويعاود حاييم وايزمن في مذكّراته “المحاولة والخطأ” (نيويورك، هاربر، 1949″ القول بضرورة أن تشمل الحدود الشرقية لفلسطين شرق الأردن وصولاً إلى سكّة الحجاز.

بعد نكسة حزيران (1967)، التقى لفيف من المفكرين والأدباء الصهاينة من مختلف الاتجاهات السياسية، ومنها اليسارية العلمانية، في أحد المقاهي في تل أبيب، وكتبوا بياناً تحت عنوان “من أجل إسرائيل الكبرى”، طالب المجتمعون فيه عدم التفريط في الأراضي الجديدة التي احتلتها إسرائيل، والتعامل معها أنها “أساس مجد قومي لا يمكن التخلّي عنه مطلقاً”. وشدّد البيان على أنه لا يحقّ لأي حكومة منتخبة ديمقراطيّاً التفاوض على الأراضي الجديدة وعلى وحدة “إسرائيل حاضراً ومستقبلاً”. ولقي هذا البيان ترحيباً واسعاً، وكان السبب في تأسيس ما عُرفت لاحقاً “حركة إسرائيل الكبرى” التي اندمجت في حزب الليكود.

في العام 2013، وضع الصحافي الأميركي ماكس بلومنتال كتابه “الحياة والكراهية في إسرائيل الكبرى” (Nation Books, 2013). بفضل جواز سفره وكونه يهوديّاً، التقى قيادات عديدة لأحزاب في كيان الاحتلال ونواباً في الكنيست، واكتشف، في حواراته حتى مع الشباب، كيف صنع التاريخ العقلية السياسية لهذا الكيان، والذي بات بموجبه “الهولوكوست تبريراً للاحتلال”. ويلفت الكاتب الأميركي أن نتنياهو نفسه كان، قبل انتخابه رئيساً للوزراء عام 2009، يرى، في فوزه في الانتخابات، تفويضاً له لكي يكون ضامناً لتحقيق “إسرائيل الكبرى”. ويضيف أن نتنياهو كان مقتنعاً بنجاح هذا الحلم بوساطة التخطيط المدروس والجريء والعمليات العسكرية والعلاقات العامة التي تؤسّس للسردية الصهيونية التوراتية.

فكرة “إسرائيل الكبرى” كانت الغاية والهدف للحركة الصهيونية، حتى قبل سنوات من قيام دولة الاحتلال عام 1948

تؤكّد هذه المصادر التي تتناول فكرة “إسرائيل الكبرى” من 1918 إلى 2013 أن هذا التوجّه بقي ثابتاً حتى بعد اتفاقيات السلام بدءاً بـ”كامب ديفيد” وانتهاءً بالاتفاقات الإبراهيمية. لو عُدنا إلى المقطع المُقتبَش من كتاب سايدبوتهام في إشارته إلى الهند، واستبدلنا كلمة الإمبراطورية البريطانية بالولايات المتحدة، لوجدنا الكاتب يتحدّث عن الممرّ الهندي (مع تعديلات تفرضها المستجدات التاريخية) بشطره الشرقي الذي يبدأ من ميناء موندرا الهندي على الساحل الغربي مروراً بميناء الفجيرة ومن ثم خط السكّة الحديد عبر السعودية والأردن، لنقل البضائع عبر حاوياتٍ موحّدة إلى ميناء حيفا ومنه إلى موانئ أوروبية.

في آذار/ آذار 2023، ألقى وزير المالية في حكومة الاحتلال، سموتريتش، في باريس خطابًا من على منصةٍ تعرض واجهتها خريطة إسرائيل الكبرى بما فيها الضفة الشرقية ’شرق الأردن‘، الأمر الذي أثار يومذاك حفيظة الأردن، فسارع المتحدّث باسم سموتريتش إلى تحميل المسؤولية على عاتق منظّمي الحدث الذي كان مخصصًا لتكريم شخصية صهيونية ترتبط بعصابة الإرغون، وأكدت وزارة خارجية الاحتلال أن “دولة إسرائيل” ملتزمة باحترام سيادة الأردن وبنود معاهدة وادي عربة. على سبيل التذكير فحسب، الإرغون- وتلفظ في العبرية “إرغون تسفائي لئومي” (المنظمة العسكرية القومية) ظهرت في فلسطين التي كانت لا تزال خاضعة للانتداب البريطاني، وكان شعارها يتكوّن من خريطة فلسطين والأردن وعليها صورة بندقية كُتب حولها “راك كاخ” أي (هكذا فحسب). في العام 1943، تولّى مناحيم بيغن الذي وقع مع أنور السادات اتفاقية كامب ديفيد، قيادة هذه العصابة التي شاركت عصابة شتيرن في ارتكاب مجزرة دير ياسين في 9 إبريل/ نيسان 1948.

مراجعة بسيطة لسياسات كيان الاحتلال ماضياً وحاضراً كفيلةٌ بأن تؤكّد ما هو مؤكّد وواضح في العقلية الصهيونية، بينما لا يزال العالم العربي يعاني رؤية مشوّشة جعلته عاجزاً عن إدراك الحقيقة. والأخطر من ذلك كله، باتت فكرة “إسرائيل الكبرى” التي تتقاطع مع مصالح جيو- استراتيجية لمصلحة الغرب الرأسمالي، تتلاقى مع مؤشّرات واضحة لتفتيت الدول العربية، لتصبح فيه الطائفة بديلاً للوطن، ويغدو الاحتلال صديقاً ضد عدو مشترك، وتتحوّل المقاومة إلى عبء يجب التخلص منه.

الصهيونية من وراء الستار الأيديولوجي والدعائي

الصهيونية من وراء الستار الأيديولوجي والدعائي

نشر، في 1975، الكيميائي الإسرائيلي يسرائيل شاحك (1933-2001)، وهو من أوائل الذين شخّصوا الصهيونية حركة قومية – مسيانية عنصرية ووحشية إزاء من لا ينتمي إلى “الشعب المختار”، كتيّباً بعنوان “الصهيونية على لسان زعمائها: إعلان نيات، مواقف وشهادات”، في محاولة منه يمكن القول حالياً إنها اتسمت بقدر من استشراف ما ترتّب على ما ركّز عليه من تبعات تتعلق بالدولة الصهيونية والصراع مع الفلسطينيين.

وزّع شاحك الكتيب على ثلاثة فصول، يتضمّن كل واحدٍ منها عدة أقسام: “الحرب والسياسة”، “طرد الفلسطينيين 1907 – 1973″، “استخدام الصهيونية للدين لغاية في نفس يعقوب”. وفي كلمات التمهيد، أعرب عن أمله في أن تساعد مجموعة المصادر هذه، وهي مكوّنة في الأساس من استشهادات واقتباسات لأقوال كبار قادة الصهيونية والشخصيات المركزية فيها في مجالات السياسة والصحافة والمؤسّسات الدينية، على كشف الجوهر الحقيقي للصهيونية.

كما لفت إلى أن هذا الكتيب يروم أن يضع أمام القارئ جوهر السياسة الصهيونية العامة، كما رسم زعماؤها ملامحها، وكما تصوّروها هم أنفسهم من وراء الستار الأيديولوجي والدعائي، وشدّد على أنه لم يشعر بأدنى حاجة لأن يضيف إلى المقتطفات أي تفسيرٍ لأن تفسيرها لا يحتاج عناء. وبالرغم من ذلك، ارتأى أن يشير إلى الأهمية الكبرى لأحد أقسام فصل “طرد الفلسطينيين” الذي يشتمل على وصف التخطيط لطرد الفلسطينيين من وطنهم وتنفيذ الطرد، حيث بإمكان كل قارئ، مثلما يؤكّد، أن يعرف وأن يحكم بنفسه، ليس على جوهر هذا الطرد فحسب، إنما أيضاً على تخطيطه وتنفيذه اليومي، ناهيك عن الرغبة في طرد البقية الباقية من الفلسطينيين بعد نكبة 1948 إلى ليبيا والأرجنتين، وكذلك على كل الكذب الذي يصفه بأنه متعمّد في جميع الادعاءات الرسمية للمؤسسة الإسرائيلية والصهيونية العالمية في ما يتعلّق بالطرد.

في التمهيد للكتيب، ذكر شاحك أنه تجنب التطرّق إلى موضوعات مهمة وخطرة في مآذارة الصهيونية، نظراً إلى حقيقة أنه كتب عنها الكثير ويجدر أن يُكتب عنها دائماً. ومن هذه الموضوعات خصّ بالذكر: أولاً، المآذارة اليومية لامتلاك أراضي الإقطاعيين وطرد الفلاحين الفلسطينيين بالقوة، وهي مآذارة كانت بمثابة مبدأ أساسي للحركة الصهيونية حتى 1948، ولكنها لم تؤدّ سوى إلى نقل 5% من أراضي البلد إلى أيدي المستوطنين الصهاينة وطرد الفلاحين الفلسطينيين الذين كانوا يسكنون فيها ويفلحونها.

ثانياً، عمليات تطهير منطقة الجليل، وتخفيف سكان منطقة المثلث، وتشريد قرويي منطقة القدس، وطرد عرب الجنوب والنقب، وتطهير المدن ومحو القرى، تلك العمليات التي خطّطت سلفاً بدقّة ونفذت بهدوء نفسي، ومن خلال استخدام الحرب النفسيّة والإرهاب وعمليات عسكرية نظاميّة وغير نظاميّة سواء خلال حرب 1948 أو قبلها أو بعدها.

ثالثاً، سياسة مصادرة الأرض التي اتبعتها الحكومات الإسرائيلية منذ إقامة الدولة الصهيونية. وهي سياسة استندت، برأيه، إلى سلسلة محكمة من القوانين والنظم والأوامر، كما أنها استندت إلى استخدام طريقة العصا والجزرة والطرد عنوة. وبموجب المعطيات الرسمية، سلبت إسرائيل بواسطة ذلك كله بين 1948 و1967 نحو مليون دونم من الأراضي التي كانت بملكية الفلسطينيين الذين بقوا بعد النكبة.

لم تقلّ أهمية عن هذا كله في حينه، وربما الآن أكثر فأكثر، النتيجة التي خلص إليها شاحك من هذه المتابعة لجوهر الصهيونية، ومؤداها أن الصهاينة عندما يتحدثون عن تطلعاتهم إلى السلام فإنهم يكذبون على رؤوس الأشهاد. وختم تمهيده قائلاً: “منذ اللحظة التي يتوصّل فيها القارئ إلى هذه الحقيقة، تصبح الطريق إلى تحرّره وإلى تفكيره المستقل سالكة، وليصل كل واحد في ما بعد إلى استنتاجاته”.

واضح طبعاً أن شاحك يسعى إلى زيادة وعي الجمهور الإسرائيلي حيال جوهر الصهيونية. وليس مبالغة التقدير أنه يتطلّع إلى تجنيد هذا الجمهور ليس لتغيير السياسة الإسرائيلية الرسمية المؤدلجة صهيونياً، إنما بالأساس من أجل التحرّر من الصهيونية أصلاً.