في سياق ما يوصف بالمواجهة الاستخباراتية المفتوحة بين طهران وتل أبيب، أعلن الحرس الثوري الإيراني تفكيك خلية تابعة للموساد.
كما أعلن اعتقال ثمانية عناصر متهمين بجمع معلومات عن مواقع حساسة وشخصيات عسكرية، والتخطيط لعمليات اغتيال وتخريب، مع ضبط مواد متفجرة وتجهيزات لصناعة عبوات ناسفة.
وفي وقت سابق، قالت إيران إن العمليات الإسرائيلية لا تقتصر على الاستهداف من الخارج، لكن يتم تنفيذ جزء كبير منها من داخل الأراضي الإيرانية وفقًا لرئيس البرلمان.
ولا يقتصر مشهد الاختراق الإسرائيلي على إيران فقط، بل يمتد إلى سوريا ولبنان والعراق واليمن ومناطق أخرى، حيث يتم الحديث عن عمليات دقيقة في إطار ما يعرف بالمعارك بين الحروب الكبيرة.
ورغم عدم تبني الموساد أو نفيه للعمليات التي يقوم بها في أغلب الأحيان، فإنه في كل ما سبق يتبنى ما يسميه الضربة الاستباقية والعمل في الظل، موظفًا أدوات الفضاء السيبراني والاغتيالات وحرب الشائعات لبناء منطق الردع النفسي والمعرفي.
وهذا ما عبّر عنه وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، حين قال إن تل أبيب تعمل ليل نهار وفي كل مكان يقتضيه أمن إسرائيل.
عقيدة إسرائيل الاستخبارية
وفي هذا الصدد، يرى أستاذ الدراسات الأمنية بمعهد الدوحة للدراسات مهند سلوم، أن أسلوب إسرائيل يرتبط بعقيدتها وثقافتها الاستخبارية الإستراتيجية، كما أن تل أبيب تعلن بشكل مستمر عبر العقود الماضية أن عقيدتها الاستخبارية مبنية على الضربات الاستباقية.
ويشير سلوم في حديثه للتلفزيون العربي من الدوحة، إلى أن العمليات الاستخبارية الإسرائيلية التي طالت لبنان وإيران واليمن ليست وليدة تخطيط شهر أو شهرين.
ويوضح أن المواجهة الشاملة تتعلق بالقيادة العسكرية والسياسية في إسرائيل، موضحًا أن تل أبيب تحسب حساباتها وتضرب ما تحت خط المواجهة الشاملة مع الدول المستهدفة بضربات أقل، وترفع تكلفة ردع الطرف الآخر.
“تساهل في التعامل مع الظاهرة”
من ناحيته، يقول الدبلوماسي الإيراني السابق عباس خاميار: إن ظاهرة التجسس موجودة في كل مكان، لكن نسبتها تختلف بين الدول، متحدثًا عن تساهل إيران في التعامل مع هذه الظاهرة.
وفي حديثه إلى التلفزيون العربي من طهران، يرجع خاميار سبب ذلك لكون إيران لها حدود مع تسعة دول، موضحًا أن هذه الحدود مفتوحة بشكل كبير لأسباب تاريخية وقومية واجتماعية وثقافية بسبب التداخل مع دول الجوار، فضلًا عن عدم رغبة الحكومة بغلق هذه الحدود.
ويتابع خاميار أن النقطة الأهم تتمثل في وجود منظمات سياسية مسلحة ومعارضة جدًا للنظام في إيران “تضع كل المعلومات التي لديها بين يدي الكيان الصهيوني”، وفق تعبيره.
“إيران تلقي باللائمة عادة على الآخر”
بدورها، تعرب الخبيرة في شؤون الأمن والدفاع بروك تايلور عن اعتقادها بأنه عندما يتعلق الأمر بإيران فإن “الأمر يتعلق بالسياسات والبنية التحتية العسكرية، وما تعكف عليه بشأن خطة العمل الشامل المشتركة”.
برأي تايلور وفق ما جاء في حديثها من واشنطن للتلفزيون العربي، فإن “إيران تلقي باللائمة عادة على الآخر، ولا تضطلع بالمسؤولية”، مردفة أن “إيران تحاول تعزيز سرديتها وإلقاء اللائمة على الآخر”.