by | Sep 1, 2025 | أخبار العالم
أفادت مصادر مصرية مطلعة لـ”العربي الجديد”، بأنّ القاهرة تتحرّك على مسارات متعدّدة، لدعم الحكومة السودانية الشرعية والجيش السوداني، إفشالاً لإعلان قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، أول من أمس السبت، نفسَه رئيساً للمجلس الرئاسي التابع لما يسمى “تحالف السودان التأسيسي”.
خطوة “خطيرة” من حميدتي
وتتحرك القاهرة على مسارات دعم أربعة: على المستوى الدبلوماسي، تكثف القاهرة اتصالاتها داخل الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية لتأكيد بطلان خطوات “الدعم السريع”. وعلى المستوى الأمني، تعمل على تعزيز التنسيق الميداني مع الجيش السوداني في إقليمَي كردفان ودارفور لقطع الطريق على أيّ محاولة للتوغل نحو الحدود المشتركة. وعلى المستوى الإقليمي، تستخدم علاقاتها مع السعودية والإمارات للضغط على حميدتي وتحجيم أي دعم سياسي أو مالي له. أمّا على المستوى الإنساني، فهي تواصل إدارة ملف اللاجئين السودانيين القادمين إلى مصر، مع السعي إلى حشد دعم أممي ودولي لتقليل الأعباء الاقتصادية والاجتماعية.
وفق قراءة مصرية، فإنّ أخطر ما تحمله خطوة حميدتي، ترسيخ واقع الانقسام بين حكومتَين متوازيتَين، وهو ما قد يحوّل السودان إلى ساحة صراع مفتوحة شبيهة بالنموذج الليبي. هذا السيناريو تعتبره القاهرة “كابوساً أمنياً”، لأنه يهدّد بخلق فراغ طويل الأمد على حدودها الجنوبية. أما السيناريو الآخر، والمفضل لدى مصر، فهو نجاح الجيش في حسم المعركة عسكرياً واستعادة وحدة الدولة السودانية، وترى المصادر أن تنصيب حميدتي نفسَه رئيساً لمجلس رئاسي موازٍ قد يمنحه زخماً إعلامياً في دارفور، لكنه لا يغيّر حقيقة أن قواته في موقع دفاعي بعد خسائر متتالية. بالنسبة لمصر، يشكل التطوّر إنذاراً جديداً بضرورة مضاعفة الجهد لدعم الجيش السوداني، سياسياً وعسكرياً، مع الانفتاح على تحرك إقليمي ودولي واسع، لتفادي سيناريو تقسيم السودان، وما يحمله من أخطار مباشرة على الأمن المصري.
تعمل مصر على تعزيز التنسيق الميداني مع الجيش السوداني في كردفان ودارفور
وفي السياق، قال السفير حسام عيسى، مساعد وزير الخارجية المصري ومدير إدارة السودان وجنوب السودان السابق، لـ”العربي الجديد”، إن الخطوة التي أقدم عليها دقلو بتنصيب نفسه رئيساً لمجلس رئاسي موازٍ “لن يكون لها تأثير مباشر على مصر، لكنها تمثل مشكلة كبيرة للسودان نفسه، لأنها تكرّس الانقسام وتؤدي إلى وجود سلطتَين وغياب حكومة مركزية”. وانتقد السفير انخراط بعض السياسيين السودانيين في هذه التطورات، مثل فضل الله برمة ناصر، رئيس حزب الأمة، ومريم الصادق المهدي، وقيادات أخرى، رغم أنهم ينتمون إلى أحزاب قومية، معتبراً أن هذه المواقف “تعزّز النزعات الانفصالية والهوياتية التي تمزق السودان بدلاً من توحيده”.
من جهتها، قالت الدكتورة نجلاء مرعي، الخبيرة في الشؤون الأفريقية، لـ”العربي الجديد”، إنّ الخطوة التي أقدم عليها حميدتي كانت متوقعة، في ظل الإعلان السابق عن هذه الحكومة في تموز/تموز الماضي، والذي قوبل برفض من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، وأشارت إلى أن المنظمة الأممية سبق أن حذرت من مخاطر مثل هذه الخطوات على وحدة السودان، معتبرة أن “شبح التقسيم يخيّم على البلاد منذ اندلاع الأزمة السودانية”.
نجلاء مرعي: حميدتي يحاول تشتيت المجتمع الدولي بخطوات متتالية
وأضافت مرعي أن هذه الخطوة جاءت وسط تصاعد ميداني لافت في شهر آب/آب الماضي، إذ أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس عن “فزعه” من الهجمات المتواصلة، لا سيّما في مدينة الفاشر (عاصمة ولاية شمال دارفور) التي تحولت، من وجهة نظرها، إلى “بؤرة قتال دامية” بين الجيش والدعم السريع منذ إبريل/نيسان 2023، وأكدت أن “الحكومة الموازية” لن تلقى صدى على الصعيد الخارجي، حتى لدى بعض الدول الداعمة لأطراف النزاع، لكنها تؤثر سلبياً على جهود إطلاق حوار سياسي شامل بين طرفَي الأزمة، كما أنها تضعف فرص الوصول إلى هدنة إنسانية طالبت بها الأمم المتحدة منذ حزيران/حزيران الماضي ولم تتحقق حتّى الآن.
وأوضحت الخبيرة في الشؤون الأفريقية أن توقيت خطوة حميدتي تزامن مع إلغاء وزارة الخارجية الأميركية اجتماع “الرباعية حول السودان” الذي كان مقرراً في 30 تموز بمشاركة مصر والسعودية، مشيرة إلى أن “حميدتي يحاول تشتيت المجتمع الدولي بخطوات متتالية، تارةً بإعلان حكومة موازية، وتارةً بتنصيب نفسِه رئيساً لها، وذلك بهدف إجهاض أيّ مسار لحوار سياسي جاد”، وأشارت إلى أن محاولاته لتوسيع دائرة الاهتمام الإقليمي بإدخال أطراف مثل قطر والاتحاد الأوروبي تعكس بحثه عن مخرج بعد التراجع الأميركي عن بعض خطوات الانخراط في الأزمة.
by | Aug 29, 2025 | أخبار العالم
في مدينة الفاشر المحاصرة بإقليم دارفور غربي السودان، أخذت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع منحى عنيفاً في الأسابيع الأخيرة في حين لا يجد السكان مفراً من الجوع والموت. منذ أكثر من عام، تحاصر قوات الدعم السريع الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وهي العاصمة الوحيدة في الإقليم الشاسع التي ما زال تحت سيطرة الجيش السوداني، إلا أنّ شهودَ عيانٍ وطواقم إغاثة يشيرون في الأسابيع الأخيرة إلى هجمات للدعم السريع هي الأعنف منذ بدء الحرب.
ودخلت الحرب بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) عامها الثالث، وأودت بحياة عشرات الآلاف وأجبرت الملايين على النزوح واللجوء، منذ منتصف إبريل/ نيسان 2023، في حين ينتشر الجوع في معظم أنحاء البلاد. وقد أدّت الحرب إلى تقسيم السودان إلى مناطق نفوذ، إذ يسيطر الجيش على شمالي البلاد وشرقيها، في حين تسيطر قوات الدعم السريع على معظم إقليم دارفور في الغرب وأجزاء من الجنوب.
وعلى وقع القصف، يعيش عشرات الآلاف في الفاشر بلا مأوى أو طعام كافٍ، في حين ينتشر مرض الكوليرا في غياب المياه النظيفة والرعاية الصحية. وفي الأشهر الأخيرة، كثّفت قوات الدعم السريع هجماتها على إقليم دارفور وكذلك إقليم كردفان جنوبي البلاد، في محاولة لإيجاد توازن مع الجيش الذي أخرجها من العاصمة الخرطوم ومدن رئيسية أخرى في وسط البلاد. ومنذ ذلك الحين، تشهد الفاشر ومخيمات اللجوء المحيطة بها أعمال عنف متواصلة تستهدف أسواقاً وأحياء مدنية.
وسط ذلك، فقدت حليمة هاشم، أمّ لأربعة أطفال تبلغ من العمر 37 عاماً، زوجها في قصف مدفعي في العام الماضي، “حين كان يحاول شراء مستلزمات منزلية”، بحسب ما تخبر وكالة فرانس برس. تضيف: “بعد مقتل زوجي، انتقلنا إلى مخيّم زمزم (للنازحين في ضواحي الفاشر) لكنّ قوات الدعم السريع هاجمته فعدنا إلى الفاشر”، مشيرةً إلى أنّ “الوضع صعب، لكنّ الخروج (من الفاشر) خطر ومكلف ونحن لا نملك المال”.
في إبريل الماضي، أودى قصف مدفعي عنيف على مخيّم زمزم، أحد أكبر مخيمات النازحين في جوار الفاشر، بالمئات، فيما دفع نحو نصف مليون من سكانه إلى الفرار، فانتهى بهم المطاف في شوارع الفاشر ومدن ولاية شمال دارفور. وتحذّر منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من أنّ الفاشر تحوّلت إلى “بؤرة لمعاناة الأطفال”.
ويقول محمد خميس دودة، عامل إغاثة نزح من مخيّم زمزم إلى الفاشر في إبريل الماضي، إنّ المدينة تعاني “الجوع… وكوارث أخرى”. ويوضح دودة لوكالة فرانس برس أنّ “الأمراض منتشرة في حين لا تتوفّر مياه نظيفة ولا أدوية، الأمر الذي يؤثّر خصوصاً على الجرحى المصابين بشظايا أو طلقات رصاص”. ويتابع: “نحن نرفع صوتنا ونتوجّه إلى كلّ الجهات… للتدخّل فوراً من أجل احتواء أزمة انتهاك حقوق الإنسان بطريقة صارخة وإجبار المقاتلين من الطرفَين” على وقف الحرب “وإنقاذ من تبقّى”.
بينما تحاصر الحرب مئات الآلاف في داخل الفاشر، يفيد الذين حاولوا الفرار إلى مدن مجاورة بأنّ الطريق تملؤها الجثث. وبفعل الحصار والهجمات العنيفة، لا تدخل المساعدات إلى المدينة التي لم تشهد حركة تجارية منذ أشهر، فيما انقطعت الاتصالات عنها، ما يجعل الحصول على صور عن الحياة اليومية تحدياً كبيراً. ولا يخفي السكان أنّ تصوير أماكن معيّنة قد يعرّضهم لهجمات.
وتوضح لقطات نادرة حصلت عليها وكالة فرانس برس مجموعات من خمسة أشخاص أو ستة يتشاركون طبقاً واحداً في تكية (مطبخ جماعي) يملؤها الدخان، فيما يبدو على هؤلاء الهزال. بالقرب منهم، تستخدم نساء عصياً خشبية لتقليب معجون بني ثقيل يغلي في قدور وُضعت على مواقد من جذوع الشجر، فيما ينخل الرجال مسحوقاً من دقيق الدخن والذرة في حال توفّره، علماً أنّهم يستبدلونه بعلف حيوانات في أيام كثيرة. ويخيّم على المشهد صمت ثقيل، لا تقطعه إلا طلقات الرصاص.
وفي الآونة الأخيرة، صارت التكايا تقدّم وجبة مجانية واحدة في اليوم بدلاً من اثنتَين في ظلّ نقص المواد الغذائية. وفي خلال الأسبوع الجاري، توفيت امرأة وأطفالها الثلاثة وجدّتاهم بعدما تغذّوا لأسابيع على علف حيواني، بحسب ما نقل متطوّعون إغاثيون. ويؤكد آدم عيسى، أحد المتطوّعين المحليين، لوكالة فرانس برس، أنّ معدّل وفيات الأطفال في مخيّم أبو شوك للنازحين، في خلال الشهر الجاري، بلغ وحده خمسة أطفال يومياً. يُذكر أنّ الأمم المتحدة كانت قد أعلنت المجاعة في مخيّمَي زمزم وأبو شوك القريبَين من الفاشر، محذّرةً من أنّ 40% من الأطفال يعانون سوء التغذية الحاد أو سوء التغذية الحاد الوخيم.
في سياق متصل، يخبر إبراهيم عيسى، البالغ من العمر 47 عاماً، أنّه يصطحب مع زوجته أطفالهما الستّة إلى إحدى التكايا “حينما تكون الأوضاع هادئة، لنتناول وجبة، ثمّ تعود زوجتي إلى المنزل مع الأطفال وأذهب أنا لإحضار المياه”. يضيف لوكالة فرانس برس: “أمّا في حالة القصف، فنلازم المنزل وندخل إلى الخندق الذي حفرناه قبل تسعة أشهر”. وكان عيسى قد حاول بالفعل الفرار من الفاشر مع عائلته، في أيار/ أيار الماضي، لكنّ الاشتباكات العنيفة منعته من ذلك.
وفي محاولة للنجاة، يتّجه كثيرون غرباً إلى مدينة طويلة، على بعد نحو 70 كيلومتراً من الفاشر، إلا أنّ ثمّة أشخاصاً من بينهم يلاقون حتفهم نتيجة الجوع والعطش على الطريق، وفقاً لمتطوّعين محليّين. ويفيد مراسل وكالة فرانس برس في طويلة بأنّ النازحين إليها بمعظمهم يعانون الصدمة والإرهاق، بالإضافة إلى إصابة كثيرين منهم بطلقات رصاص.
من جهته، يروي صالح عيسى، البالغ من العمر 42 عاماً، لوكالة فرانس برس كيف مشى مع عائلته على مدى ثلاثة أيام قبل الوصول إلى مدينة طويلة. يضيف: “كنّا نسير في الليل لتفادي نقاط التفتيش، ونقضي النهار في ظلّ الأشجار، وبعد ثلاثة أيام بلغنا طويلة”. ويصف الوضع في مدينة طويلة بأنّه “أمان. لا يوجد قصف”، لكنّ “الحصول على الطعام والمياه صعب”.
وخلال عشرة أيام فقط في خلال شهر آب/ آب الجاري، قتلت الهجمات العنيفة 89 شخصاً على الأقلّ في الفاشر وفي مخيّم أبو شوك، بحسب بيانات الأمم المتحدة. واستهدفت هجمات قوات الدعم السريع كذلك مطار الفاشر وأحياء سكنية ومقرّاً للشرطة المحلية.
(فرانس برس، العربي الجديد)
by | Aug 28, 2025 | أخبار العالم
قُتل 24 شخصا وأُصيب 55 بينهم 5 نساء، أمس الأربعاء، جراء قصف مدفعي لقوات الدعم السريع على مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور، بحسب ما ذكرت شبكة أطباء السودان اليوم الخميس. وقالت الشبكة في بيان عبر منصة إكس: “قُتل 24 شخصا وأصيب 55 بينهم 5 نساء جراء القصف المدفعي المتعمد للدعم السريع والذي استهدف منطقة السوق المركزي وحي أولاد الريف بمدينة الفاشر بولاية شمال دارفور أمس الأربعاء”.
ودانت شبكة أطباء السودان، بأشد العبارات المجزرة التي ارتكبها الدعم السريع نتيجة للقصف المدفعي المتعمد على مدينة الفاشر، مؤكدة أن “هذه الجريمة البشعة تضاف إلى سلسلة من جرائم الحرب والإبادة التي تستهدف المدنيين العزّل في الفاشر منذ أكثر من عام، في ظل حصار مطبق ونقص حاد في الغذاء والدواء والخدمات الأساسية”. واعتبرت الشبكة أن استهداف الأحياء السكنية المكتظة بالمدنيين “يعد انتهاكًا صارخًا لكل القوانين الدولية والإنسانية، ويكشف عن الإنتهاكات الواسعة التي يآذارها الدعم السريع بحق المواطنين الذين تمسكوا بمنازلهم وأرضهم”.
وحملت الشبكة “المجتمع الدولي ومجلس الأمن والاتحاد الأفريقي المسؤولية الكاملة عن صمته وعجزه عن مواجهة هذه الجرائم”، مطالبة بالتحرك الفوري لوقف القصف ورفع الحصار عن الفاشر ومآذارة مزيد من الضغوط على قيادات الدعم السريع لوقف الإبادة الجماعية والتجويع الممنهج ضد المدنيين العزل بالفاشر.
والجمعة الفائت، أعلنت الأمم المتحدة أن 89 شخصاً على الأقل قتلوا خلال 10 أيام، جراء هجمات نسبتها إلى قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر المحاصرة ومخيم أبو شوك المحاذي لها. وتفرض “الدعم السريع” التي تخوض حرباً ضد الجيش السوداني منذ منتصف إبريل/نيسان 2023، حصاراً منذ أيار/أيار من العام ذاته على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور في غرب السودان.
وأسفرت الحرب عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح نحو 15 مليونا أو لجوئهم، بحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدرت دراسة أعدتها جامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا. وانسحر تمدد “الدعم السريع” أخيرا نتيجة تقدم متواصل للجيش والقوات المساندة له، خصوصاً مع استعادته الخرطوم ربيع العام الحالي. وتتركز المعارك اليوم بصورة أساسية في وسط البلاد وغربها.
by | Aug 28, 2025 | أخبار العالم
قُتل 24 شخصا وأُصيب 55 بينهم 5 نساء، أمس الأربعاء، جراء قصف مدفعي لقوات الدعم السريع على مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور، بحسب ما ذكرت شبكة أطباء السودان اليوم الخميس. وقالت الشبكة في بيان عبر منصة إكس: “قُتل 24 شخصا وأصيب 55 بينهم 5 نساء جراء القصف المدفعي المتعمد للدعم السريع والذي استهدف منطقة السوق المركزي وحي أولاد الريف بمدينة الفاشر بولاية شمال دارفور أمس الأربعاء”.
ودانت شبكة أطباء السودان، بأشد العبارات المجزرة التي ارتكبها الدعم السريع نتيجة للقصف المدفعي المتعمد على مدينة الفاشر، مؤكدة أن “هذه الجريمة البشعة تضاف إلى سلسلة من جرائم الحرب والإبادة التي تستهدف المدنيين العزّل في الفاشر منذ أكثر من عام، في ظل حصار مطبق ونقص حاد في الغذاء والدواء والخدمات الأساسية”. واعتبرت الشبكة أن استهداف الأحياء السكنية المكتظة بالمدنيين “يعد انتهاكًا صارخًا لكل القوانين الدولية والإنسانية، ويكشف عن الإنتهاكات الواسعة التي يآذارها الدعم السريع بحق المواطنين الذين تمسكوا بمنازلهم وأرضهم”.
وحملت الشبكة “المجتمع الدولي ومجلس الأمن والاتحاد الأفريقي المسؤولية الكاملة عن صمته وعجزه عن مواجهة هذه الجرائم”، مطالبة بالتحرك الفوري لوقف القصف ورفع الحصار عن الفاشر ومآذارة مزيد من الضغوط على قيادات الدعم السريع لوقف الإبادة الجماعية والتجويع الممنهج ضد المدنيين العزل بالفاشر.
والجمعة الفائت، أعلنت الأمم المتحدة أن 89 شخصاً على الأقل قتلوا خلال 10 أيام، جراء هجمات نسبتها إلى قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر المحاصرة ومخيم أبو شوك المحاذي لها. وتفرض “الدعم السريع” التي تخوض حرباً ضد الجيش السوداني منذ منتصف إبريل/نيسان 2023، حصاراً منذ أيار/أيار من العام ذاته على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور في غرب السودان.
وأسفرت الحرب عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح نحو 15 مليونا أو لجوئهم، بحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدرت دراسة أعدتها جامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا. وانسحر تمدد “الدعم السريع” أخيرا نتيجة تقدم متواصل للجيش والقوات المساندة له، خصوصاً مع استعادته الخرطوم ربيع العام الحالي. وتتركز المعارك اليوم بصورة أساسية في وسط البلاد وغربها.