14 قتيلاً وعشرات الجرحى في كييف.. والاتحاد الأوروبي يستدعي السفير الروسي

14 قتيلاً وعشرات الجرحى في كييف.. والاتحاد الأوروبي يستدعي السفير الروسي

قُتل 14 شخصاً وأُصيب العشرات في هجوم جوي روسي واسع على كييف الليلة الماضية، بينما اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن موسكو تفضل الصواريخ على التفاوض، فيما أعلنت روسيا قصفها أهدافاً عسكرية في أوكرانيا. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها نفذت ضربة تستهدف “مؤسسات للمجمع العسكري – الصناعي وقواعد جوية في أوكرانيا”، مؤكدة أنها حققت أهدافها.

من جهتها، أكدت القوات الجوية الأوكرانية أن روسيا أطلقت 589 مسيّرة و31 صاروخاً، في ثاني أكبر هجوم من حيث العدد الإجمالي منذ اندلاع الحرب. وأفادت باعتراض 563 طائرة و26 صاروخاً. وقالت النيابة العامة الأوكرانية إن الهجوم أدى إلى “مقتل عشرة أشخاص، بينهم طفل. وجُرح أيضاً أكثر من 30 شخصاً، بينهم أربعة أطفال ومراهق”.

وصباح الخميس، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي

، مقتل ثمانية أشخاص على الأقل وإصابة العشرات، جراء الضربات التي نفذتها روسيا على كييف، قبل أن يرتفع عدد القتلى إلى 14. وكتب زيلينسكي على منصات التواصل الاجتماعي “هجوم ضخم آخر على مدننا. قتل مجددا”، مشيرا إلى أن أحد القتلى هو طفل، واعتبر أن “الصواريخ الروسية والمسيّرات الهجومية اليوم هي رد واضح على كل من يدعو في العالم، منذ أشهر وأسابيع، إلى وقف لإطلاق النار ودبلوماسية حقيقية” مع روسيا.

ودوّت في كييف ليلاً انفجارات عنيفة، في حين أعلنت السلطات المحلية أنّ هجوما صاروخيا بالستيا روسيا كبيرا استهدف العاصمة الأوكرانية. وقال رئيس الإدارة العسكرية للعاصمة تيمور تكاتشينكو عبر تطبيق تليغرام إنّ “هجوما بالستيا روسيا” طاول ثلاثة على الأقلّ من أحياء كييف. وأضاف تكاتشينكو أن طائرة مسيرة روسية سقطت في فناء مبنى سكني مكون من تسعة طوابق لكنها لم تنفجر.

وقرابة الساعة الأولى من فجر الخميس بتوقيت غرينيتش انطلقت صفارات الإنذار في سائر أنحاء أوكرانيا للتحذير من هجوم جوي. وخارج العاصمة، أعلنت شركة السكك الحديدية الأوكرانية عن “هجوم ضخم” روسي تسبّب بانقطاع التيّار الكهربائي في منطقة فينيتسا (وسط)، وأدّى إلى تأخير في حركة القطارات. وأُبلغ عن انفجارات في مدينة سومي شمالا، ومدينة زابوريجيا جنوبا، في حين تلقى سكان معظم أنحاء البلاد أوامر بالاحتماء، حتى في المناطق البعيدة عن خطوط الجبهة، بحسب وسائل إعلام محلية.

من جهتها، أعلنت روسيا، الخميس، أنها لا تزال “مهتمة” بمباحثات السلام، لكنها ستواصل شنّ ضربات على أوكرانيا. وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف للصحافيين رداً على سؤال لوكالة فرانس برس إن “القوات المسلحة الروسية تؤدي مهماتها… تواصل ضرب الأهداف العسكرية” والمنشآت المرتبطة بها. أضاف: “في الوقت عينه، تبقى روسيا مهتمة بمواصلة عملية التفاوض. الهدف تحقيق أهدافنا بالوسائل السياسية والدبلوماسية”. وفي المقابل، أفادت وكالة الأنباء الروسية الرسمية (تاس)، بأنه تم إصدار إنذارات لفترة وجيزة في إقليم ليبيتسك الروسي بسبب طائرات مسيرة أوكرانية قادمة، فيما قيد مطار فولغوفراد عملياته في إجراء احترازي.

وفي الشأن ذاته، أفاد رئيس المجلس الأوروبي أنتونيو كوستا عن تعرض مقر بعثة الاتحاد الأوروبي في كييف لأضرار جراء الهجوم الجوي الروسي الذي طاول العاصمة الأوكرانية. وندد كوستا في منشور على منصة إكس بـ”ليلة جديدة من الهجمات الصاروخية الروسية القاتلة على أوكرانيا”، مبديا تعاطفه مع “الضحايا الأوكرانيين وأيضا أفراد بعثة الاتحاد الأوروبي التي تضرر مبناها في هذه الضربة الروسية المتعمدة”، وشدد على أن التكتل “لن يخضع للترهيب. العدوان الروسي لن يؤدي سوى لزيادة عزيمتنا للوقوف بجانب أوكرانيا وشعبها”.

وأعلنت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، استدعاء مبعوث موسكو بعد تضرر مقر بعثة التكتل جراء الضربات الروسية على كييف. وأفادت كالاس على منصة إكس بأنها تحدثت إلى أفراد البعثة، وأكدت أن “عزمهم على مواصلة دعم أوكرانيا يمنحنا القوة. يجب ألا تكون أي بعثة دبلوماسية هدفاً”. أضافت: “رداً على ذلك، سنستدعي المبعوث الروسي في بروكسل”.

وندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ”الترهيب والهمجية” اللذين تآذارهما روسيا في حق أوكرانيا، بعد هجوم جوي واسع على كييف أدى إلى سقوط 14 قتيلاً على الأقل. وكتب ماكرون على منصة إكس: “629 صاروخاً وطائرة مسيّرة في ليلة واحدة على أوكرانيا: هذه هي إرادة السلام الروسية. ترهيب وهمجية”، مندداً بـ”أشد العبارات بهجمات لا معنى لها ووحشية بشكل بالغ”.

وتواصلت الهجمات في أوكرانيا وروسيا في الأيام الأخيرة على الرغم من الجهود الدبلوماسية المكثّفة الرامية لإنهاء النزاع المستمر منذ مطلع 2022 حين بدأت روسيا غزو جارتها. وفي الأشهر الأخيرة تمكّن الجيش الروسي الذي يحتلّ حوالي 20% من أوكرانيا في الشرق والجنوب، من تسريع وتيرة تقدّمه الميداني في مواجهة وحدات أوكرانية أقل عددا وأسوأ تجهيزا.

في شأن آخر، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن كبار مفاوضيه سيتوجهون إلى الولايات المتحدة لإجراء محادثات حول الضمانات الأمنية لأوكرانيا. وقال زيلينسكي في خطاب، مساء الأربعاء، إن رئيس مكتبه الرئاسي أندريه يرماك ووزير الدفاع السابق رستم عمروف من المقرر أن يلتقيا مسؤولين أميركيين في نيويورك غدا الجمعة. وأكد المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف عقد اللقاء.

وأضاف زيلينسكي: “كل من يعمل على مضمون الضمانات الأمنية سيشارك في الجوانب العسكرية والسياسية والاقتصادية”، مشيرا إلى أن “المهمة هي التحرك بأسرع ما يمكن، حتى تصبح هذه أيضاً أداة ضغط. يجب أن يرى الروس جدية موقف العالم وحجم العواقب إذا استمرت الحرب”. وتهدف الضمانات الأمنية إلى حماية أوكرانيا من أي عدوان روسي متجدد بعد انتهاء الحرب. وفي حين تعتزم الولايات المتحدة المشاركة، يُتوقع أن يأتي الجزء الأكبر من الدعم العسكري من الدول الأوروبية. ورفضت روسيا بشكل قاطع نشر قوات تابعة لحلف شمال الأطلسي على الأراضي الأوكرانية.

(فرانس برس، أسوشييتد برس)

14 قتيلاً وعشرات الجرحى في كييف.. والاتحاد الأوروبي يستدعي السفير الروسي

14 قتيلاً وعشرات الجرحى في كييف.. والاتحاد الأوروبي يستدعي السفير الروسي

قُتل 14 شخصاً وأُصيب العشرات في هجوم جوي روسي واسع على كييف الليلة الماضية، بينما اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن موسكو تفضل الصواريخ على التفاوض، فيما أعلنت روسيا قصفها أهدافاً عسكرية في أوكرانيا. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها نفذت ضربة تستهدف “مؤسسات للمجمع العسكري – الصناعي وقواعد جوية في أوكرانيا”، مؤكدة أنها حققت أهدافها.

من جهتها، أكدت القوات الجوية الأوكرانية أن روسيا أطلقت 589 مسيّرة و31 صاروخاً، في ثاني أكبر هجوم من حيث العدد الإجمالي منذ اندلاع الحرب. وأفادت باعتراض 563 طائرة و26 صاروخاً. وقالت النيابة العامة الأوكرانية إن الهجوم أدى إلى “مقتل عشرة أشخاص، بينهم طفل. وجُرح أيضاً أكثر من 30 شخصاً، بينهم أربعة أطفال ومراهق”.

وصباح الخميس، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي

، مقتل ثمانية أشخاص على الأقل وإصابة العشرات، جراء الضربات التي نفذتها روسيا على كييف، قبل أن يرتفع عدد القتلى إلى 14. وكتب زيلينسكي على منصات التواصل الاجتماعي “هجوم ضخم آخر على مدننا. قتل مجددا”، مشيرا إلى أن أحد القتلى هو طفل، واعتبر أن “الصواريخ الروسية والمسيّرات الهجومية اليوم هي رد واضح على كل من يدعو في العالم، منذ أشهر وأسابيع، إلى وقف لإطلاق النار ودبلوماسية حقيقية” مع روسيا.

ودوّت في كييف ليلاً انفجارات عنيفة، في حين أعلنت السلطات المحلية أنّ هجوما صاروخيا بالستيا روسيا كبيرا استهدف العاصمة الأوكرانية. وقال رئيس الإدارة العسكرية للعاصمة تيمور تكاتشينكو عبر تطبيق تليغرام إنّ “هجوما بالستيا روسيا” طاول ثلاثة على الأقلّ من أحياء كييف. وأضاف تكاتشينكو أن طائرة مسيرة روسية سقطت في فناء مبنى سكني مكون من تسعة طوابق لكنها لم تنفجر.

وقرابة الساعة الأولى من فجر الخميس بتوقيت غرينيتش انطلقت صفارات الإنذار في سائر أنحاء أوكرانيا للتحذير من هجوم جوي. وخارج العاصمة، أعلنت شركة السكك الحديدية الأوكرانية عن “هجوم ضخم” روسي تسبّب بانقطاع التيّار الكهربائي في منطقة فينيتسا (وسط)، وأدّى إلى تأخير في حركة القطارات. وأُبلغ عن انفجارات في مدينة سومي شمالا، ومدينة زابوريجيا جنوبا، في حين تلقى سكان معظم أنحاء البلاد أوامر بالاحتماء، حتى في المناطق البعيدة عن خطوط الجبهة، بحسب وسائل إعلام محلية.

من جهتها، أعلنت روسيا، الخميس، أنها لا تزال “مهتمة” بمباحثات السلام، لكنها ستواصل شنّ ضربات على أوكرانيا. وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف للصحافيين رداً على سؤال لوكالة فرانس برس إن “القوات المسلحة الروسية تؤدي مهماتها… تواصل ضرب الأهداف العسكرية” والمنشآت المرتبطة بها. أضاف: “في الوقت عينه، تبقى روسيا مهتمة بمواصلة عملية التفاوض. الهدف تحقيق أهدافنا بالوسائل السياسية والدبلوماسية”. وفي المقابل، أفادت وكالة الأنباء الروسية الرسمية (تاس)، بأنه تم إصدار إنذارات لفترة وجيزة في إقليم ليبيتسك الروسي بسبب طائرات مسيرة أوكرانية قادمة، فيما قيد مطار فولغوفراد عملياته في إجراء احترازي.

وفي الشأن ذاته، أفاد رئيس المجلس الأوروبي أنتونيو كوستا عن تعرض مقر بعثة الاتحاد الأوروبي في كييف لأضرار جراء الهجوم الجوي الروسي الذي طاول العاصمة الأوكرانية. وندد كوستا في منشور على منصة إكس بـ”ليلة جديدة من الهجمات الصاروخية الروسية القاتلة على أوكرانيا”، مبديا تعاطفه مع “الضحايا الأوكرانيين وأيضا أفراد بعثة الاتحاد الأوروبي التي تضرر مبناها في هذه الضربة الروسية المتعمدة”، وشدد على أن التكتل “لن يخضع للترهيب. العدوان الروسي لن يؤدي سوى لزيادة عزيمتنا للوقوف بجانب أوكرانيا وشعبها”.

وأعلنت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، استدعاء مبعوث موسكو بعد تضرر مقر بعثة التكتل جراء الضربات الروسية على كييف. وأفادت كالاس على منصة إكس بأنها تحدثت إلى أفراد البعثة، وأكدت أن “عزمهم على مواصلة دعم أوكرانيا يمنحنا القوة. يجب ألا تكون أي بعثة دبلوماسية هدفاً”. أضافت: “رداً على ذلك، سنستدعي المبعوث الروسي في بروكسل”.

وندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ”الترهيب والهمجية” اللذين تآذارهما روسيا في حق أوكرانيا، بعد هجوم جوي واسع على كييف أدى إلى سقوط 14 قتيلاً على الأقل. وكتب ماكرون على منصة إكس: “629 صاروخاً وطائرة مسيّرة في ليلة واحدة على أوكرانيا: هذه هي إرادة السلام الروسية. ترهيب وهمجية”، مندداً بـ”أشد العبارات بهجمات لا معنى لها ووحشية بشكل بالغ”.

وتواصلت الهجمات في أوكرانيا وروسيا في الأيام الأخيرة على الرغم من الجهود الدبلوماسية المكثّفة الرامية لإنهاء النزاع المستمر منذ مطلع 2022 حين بدأت روسيا غزو جارتها. وفي الأشهر الأخيرة تمكّن الجيش الروسي الذي يحتلّ حوالي 20% من أوكرانيا في الشرق والجنوب، من تسريع وتيرة تقدّمه الميداني في مواجهة وحدات أوكرانية أقل عددا وأسوأ تجهيزا.

في شأن آخر، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن كبار مفاوضيه سيتوجهون إلى الولايات المتحدة لإجراء محادثات حول الضمانات الأمنية لأوكرانيا. وقال زيلينسكي في خطاب، مساء الأربعاء، إن رئيس مكتبه الرئاسي أندريه يرماك ووزير الدفاع السابق رستم عمروف من المقرر أن يلتقيا مسؤولين أميركيين في نيويورك غدا الجمعة. وأكد المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف عقد اللقاء.

وأضاف زيلينسكي: “كل من يعمل على مضمون الضمانات الأمنية سيشارك في الجوانب العسكرية والسياسية والاقتصادية”، مشيرا إلى أن “المهمة هي التحرك بأسرع ما يمكن، حتى تصبح هذه أيضاً أداة ضغط. يجب أن يرى الروس جدية موقف العالم وحجم العواقب إذا استمرت الحرب”. وتهدف الضمانات الأمنية إلى حماية أوكرانيا من أي عدوان روسي متجدد بعد انتهاء الحرب. وفي حين تعتزم الولايات المتحدة المشاركة، يُتوقع أن يأتي الجزء الأكبر من الدعم العسكري من الدول الأوروبية. ورفضت روسيا بشكل قاطع نشر قوات تابعة لحلف شمال الأطلسي على الأراضي الأوكرانية.

(فرانس برس، أسوشييتد برس)

14 قتيلاً وعشرات الجرحى في كييف.. والاتحاد الأوروبي يستدعي السفير الروسي

14 قتيلاً وعشرات الجرحى في كييف.. والاتحاد الأوروبي يستدعي السفير الروسي

قُتل 14 شخصاً وأُصيب العشرات في هجوم جوي روسي واسع على كييف الليلة الماضية، بينما اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن موسكو تفضل الصواريخ على التفاوض، فيما أعلنت روسيا قصفها أهدافاً عسكرية في أوكرانيا. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها نفذت ضربة تستهدف “مؤسسات للمجمع العسكري – الصناعي وقواعد جوية في أوكرانيا”، مؤكدة أنها حققت أهدافها.

من جهتها، أكدت القوات الجوية الأوكرانية أن روسيا أطلقت 589 مسيّرة و31 صاروخاً، في ثاني أكبر هجوم من حيث العدد الإجمالي منذ اندلاع الحرب. وأفادت باعتراض 563 طائرة و26 صاروخاً. وقالت النيابة العامة الأوكرانية إن الهجوم أدى إلى “مقتل عشرة أشخاص، بينهم طفل. وجُرح أيضاً أكثر من 30 شخصاً، بينهم أربعة أطفال ومراهق”.

وصباح الخميس، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي

، مقتل ثمانية أشخاص على الأقل وإصابة العشرات، جراء الضربات التي نفذتها روسيا على كييف، قبل أن يرتفع عدد القتلى إلى 14. وكتب زيلينسكي على منصات التواصل الاجتماعي “هجوم ضخم آخر على مدننا. قتل مجددا”، مشيرا إلى أن أحد القتلى هو طفل، واعتبر أن “الصواريخ الروسية والمسيّرات الهجومية اليوم هي رد واضح على كل من يدعو في العالم، منذ أشهر وأسابيع، إلى وقف لإطلاق النار ودبلوماسية حقيقية” مع روسيا.

ودوّت في كييف ليلاً انفجارات عنيفة، في حين أعلنت السلطات المحلية أنّ هجوما صاروخيا بالستيا روسيا كبيرا استهدف العاصمة الأوكرانية. وقال رئيس الإدارة العسكرية للعاصمة تيمور تكاتشينكو عبر تطبيق تليغرام إنّ “هجوما بالستيا روسيا” طاول ثلاثة على الأقلّ من أحياء كييف. وأضاف تكاتشينكو أن طائرة مسيرة روسية سقطت في فناء مبنى سكني مكون من تسعة طوابق لكنها لم تنفجر.

وقرابة الساعة الأولى من فجر الخميس بتوقيت غرينيتش انطلقت صفارات الإنذار في سائر أنحاء أوكرانيا للتحذير من هجوم جوي. وخارج العاصمة، أعلنت شركة السكك الحديدية الأوكرانية عن “هجوم ضخم” روسي تسبّب بانقطاع التيّار الكهربائي في منطقة فينيتسا (وسط)، وأدّى إلى تأخير في حركة القطارات. وأُبلغ عن انفجارات في مدينة سومي شمالا، ومدينة زابوريجيا جنوبا، في حين تلقى سكان معظم أنحاء البلاد أوامر بالاحتماء، حتى في المناطق البعيدة عن خطوط الجبهة، بحسب وسائل إعلام محلية.

من جهتها، أعلنت روسيا، الخميس، أنها لا تزال “مهتمة” بمباحثات السلام، لكنها ستواصل شنّ ضربات على أوكرانيا. وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف للصحافيين رداً على سؤال لوكالة فرانس برس إن “القوات المسلحة الروسية تؤدي مهماتها… تواصل ضرب الأهداف العسكرية” والمنشآت المرتبطة بها. أضاف: “في الوقت عينه، تبقى روسيا مهتمة بمواصلة عملية التفاوض. الهدف تحقيق أهدافنا بالوسائل السياسية والدبلوماسية”. وفي المقابل، أفادت وكالة الأنباء الروسية الرسمية (تاس)، بأنه تم إصدار إنذارات لفترة وجيزة في إقليم ليبيتسك الروسي بسبب طائرات مسيرة أوكرانية قادمة، فيما قيد مطار فولغوفراد عملياته في إجراء احترازي.

وفي الشأن ذاته، أفاد رئيس المجلس الأوروبي أنتونيو كوستا عن تعرض مقر بعثة الاتحاد الأوروبي في كييف لأضرار جراء الهجوم الجوي الروسي الذي طاول العاصمة الأوكرانية. وندد كوستا في منشور على منصة إكس بـ”ليلة جديدة من الهجمات الصاروخية الروسية القاتلة على أوكرانيا”، مبديا تعاطفه مع “الضحايا الأوكرانيين وأيضا أفراد بعثة الاتحاد الأوروبي التي تضرر مبناها في هذه الضربة الروسية المتعمدة”، وشدد على أن التكتل “لن يخضع للترهيب. العدوان الروسي لن يؤدي سوى لزيادة عزيمتنا للوقوف بجانب أوكرانيا وشعبها”.

وأعلنت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، استدعاء مبعوث موسكو بعد تضرر مقر بعثة التكتل جراء الضربات الروسية على كييف. وأفادت كالاس على منصة إكس بأنها تحدثت إلى أفراد البعثة، وأكدت أن “عزمهم على مواصلة دعم أوكرانيا يمنحنا القوة. يجب ألا تكون أي بعثة دبلوماسية هدفاً”. أضافت: “رداً على ذلك، سنستدعي المبعوث الروسي في بروكسل”.

وندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ”الترهيب والهمجية” اللذين تآذارهما روسيا في حق أوكرانيا، بعد هجوم جوي واسع على كييف أدى إلى سقوط 14 قتيلاً على الأقل. وكتب ماكرون على منصة إكس: “629 صاروخاً وطائرة مسيّرة في ليلة واحدة على أوكرانيا: هذه هي إرادة السلام الروسية. ترهيب وهمجية”، مندداً بـ”أشد العبارات بهجمات لا معنى لها ووحشية بشكل بالغ”.

وتواصلت الهجمات في أوكرانيا وروسيا في الأيام الأخيرة على الرغم من الجهود الدبلوماسية المكثّفة الرامية لإنهاء النزاع المستمر منذ مطلع 2022 حين بدأت روسيا غزو جارتها. وفي الأشهر الأخيرة تمكّن الجيش الروسي الذي يحتلّ حوالي 20% من أوكرانيا في الشرق والجنوب، من تسريع وتيرة تقدّمه الميداني في مواجهة وحدات أوكرانية أقل عددا وأسوأ تجهيزا.

في شأن آخر، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن كبار مفاوضيه سيتوجهون إلى الولايات المتحدة لإجراء محادثات حول الضمانات الأمنية لأوكرانيا. وقال زيلينسكي في خطاب، مساء الأربعاء، إن رئيس مكتبه الرئاسي أندريه يرماك ووزير الدفاع السابق رستم عمروف من المقرر أن يلتقيا مسؤولين أميركيين في نيويورك غدا الجمعة. وأكد المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف عقد اللقاء.

وأضاف زيلينسكي: “كل من يعمل على مضمون الضمانات الأمنية سيشارك في الجوانب العسكرية والسياسية والاقتصادية”، مشيرا إلى أن “المهمة هي التحرك بأسرع ما يمكن، حتى تصبح هذه أيضاً أداة ضغط. يجب أن يرى الروس جدية موقف العالم وحجم العواقب إذا استمرت الحرب”. وتهدف الضمانات الأمنية إلى حماية أوكرانيا من أي عدوان روسي متجدد بعد انتهاء الحرب. وفي حين تعتزم الولايات المتحدة المشاركة، يُتوقع أن يأتي الجزء الأكبر من الدعم العسكري من الدول الأوروبية. ورفضت روسيا بشكل قاطع نشر قوات تابعة لحلف شمال الأطلسي على الأراضي الأوكرانية.

(فرانس برس، أسوشييتد برس)