by | Aug 30, 2025 | أخبار العالم
ندد البيت الأبيض، أمس الجمعة، بـ”عملية تدخل أجنبي” بعد نشر موقع “بوليتيكو” الإخباري التابع للمجموعة الألمانية “أكسل سبرينغر” مقالا عن المبعوث الأميركي الخاص للرئيس دونالد ترامب للقضايا الدبلوماسية الكبرى، ستيف ويتكوف.
وكتب نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس على منصة إكس “هذا المقال المنشور في بوليتيكو يُعدّ سوء مآذارة صحافية. لا بل أكثر من ذلك: إنه عملية تدخل أجنبي تهدف إلى الإضرار بالحكومة وبأحد أبرز أعضائها”. وعلى المنصة نفسها، ندد نائب رئيس موظفي البيت الأبيض جيمس بلير “بعملية تدخل أجنبي نفذتها وسيلة إعلام إلكترونية تسيطر عليها ألمانيا”، في حين وصف تايلور بودوفيتش، وهو مستشار مقرب للرئيس الأميركي، موقع بوليتيكو بأنه “آلة للدعاية خاضعة لسيطرة أجنبية”.
وأورد “بوليتيكو” أن “نهج ويتكوف المنفرد أدى بشكل متكرر إلى ارتكاب أخطاء مع روسيا”. ونقل الوقع عن مصدر لم يسمِّه قوله عن ويتكوف الذي قاد مهمات وساطة في الحرب في قطاع غزة والصراع في أوكرانيا “تتجلى قلة خبرته بوضوح”.
ونقل الموقع عن بعض المسؤولين الأميركيين والأوكرانيين والأوروبيين “المحبطين”، قولهم إن جزءًا من المشكلة “يكمن في أسلوب ويتكوف (…) والذي يعتمد على الانفراد في التعامل مع الأمور. فقد رفض التشاور مع الخبراء والحلفاء، تاركًا إياه جاهلًا أحيانًا وغير مُستعدٍّ أحيانًا أخرى”. وقال اثنان إنه “يُخطئ الهدف بنظرته إلى الصراع من منظور العقارات، مثل النزاع على الأراضي”.
والتقى ستيف ويتكوف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرات عدة في موسكو، وقد أدى اجتماعهما الأخير إلى عقد قمة في 15 آب/ آب الحالي بين الرئيس الروسي ودونالد ترامب في ألاسكا، لكنها لم تسفر عن أي إعلان ملموس عن خطة سلام.
ووُلد ويتكوف يوم 15 آذار/ آذار 1957 في حي ذا برونكس بمدينة نيويورك الأميركية، من أسرة يهودية، ونشأ في منطقة لونغ آيلاند التي كان يعمل فيها والده، درس في مدرسة ستايفيسنت الثانوية، ثم التحق بجامعة هوفسترا، وحصل على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية عام 1980، ثم نال عام 1983 شهادة في القانون من الجامعة نفسها.
وارتبط ويتكوف بعلاقة وثيقة مع ترامب، حيث كان زميلا له في قطاع العقارات بنيويورك، ودعم سياساته في الشرق الأوسط أثناء فترة ولايته الأولى، بما في ذلك اعترافه بسيادة إسرائيل على القدس والجولان المحتلين، وتخفيضات المساعدات الأميركية للفلسطينيين. وحشد ويتكوف الدعم لترامب من مجتمع الأعمال اليهودي الأميركي في انتخابات عام 2024، وأعلن الرئيس الأميركي بعد فوزه في الانتخابات في 12 تشرين الثاني/تشرين الثاني 2024 تعيينه مبعوثاً خاصاً إلى الشرق الأوسط.
(فرانس برس، العربي الجديد)
by | Aug 30, 2025 | أخبار العالم
التقى الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون عائلات الجنود الذين قتلوا خلال مشاركتهم في المعارك إلى جانب القوات الروسية في أوكرانيا، وقدم تعازيه في “آلامهم التي لا تحتمل”، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء المركزية الرسمية السبت.
ولم تؤكد بيونغ يانغ عدد الجنود الذين لقوا حتفهم أثناء القتال إلى جانب القوات الروسية، لكن سيول تقدر عددهم بحوالى 600، بالإضافة إلى آلاف المصابين. وأكدت أجهزة استخبارات كوريا الجنوبية ودول غربية أن بيونغ يانغ أرسلت أكثر من عشرة آلاف جندي إلى منطقة كورسك في 2024 فضلا عن قذائف مدفعية وصواريخ وقاذفات صواريخ طويلة المدى.
وألقى كيم جونغ أون كلمة أمام عائلات الجنود الجمعة، وفق وكالة وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية، بعدما التقى بعضها فقط الأسبوع الماضي في احتفال عام آخر وزع خلاله أوسمة تكريمية للجنود. وقال كيم في خطابه وفق الوكالة “فكرت كثيرا في عائلات الشهداء الآخرين الذين لم يكونوا حاضرين. لذلك، رتبت هذا اللقاء رغبة مني في لقاء عائلات جميع الشهداء ومواساتها وتخفيف حزنها ومعاناتها ولو حتى قليلا”.
ووعد بإنشاء نصب تذكاري في العاصمة وكذلك شارع جديد لعائلات الضحايا، في حين ستقدم الدولة الدعم الكامل لأطفال الجنود. وأضاف كيم “قلبي ينفطر ويتألم أكثر عند رؤية هؤلاء الأطفال الصغار”. وتابع “أنا وبلادنا وجيشنا سنتحمل مسؤوليتهم بشكل كامل وندربهم ليصبحوا مقاتلين أقوياء وشجعان مثل آبائهم”.
وفي تموز/تموز الفائت، كشف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال زيارة لكوريا الشمالية، أن بيونغ يانغ هي التي بادرت بإيفاد قوات عسكرية إلى مقاطعة كورسك لمساندة الجيش الروسي في المعارك ضد القوات المسلحة الأوكرانية بعدما احتلت قسماً من المقاطعة الحدودية الروسية خلال الفترة من آب/آب 2024 إلى إبريل/نيسان الماضي.
وخلال شهر تموز أيضا، أفادت سلطات الاستخبارات العسكرية الكورية الجنوبية، بأن كوريا الشمالية واصلت تزويد روسيا بقذائف المدفعية لدعم حربها ضد أوكرانيا، التي بلغت أكثر من 12 مليون قذيفة عيار 152 ملم. وذكرت وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية أنه يعتقد أن كوريا الشمالية قدمت حوالى 28 ألف حاوية تحتوي على أسلحة وقذائف مدفعية حتى الآن. وقالت وكالة استخبارات الدفاع التابعة لوزارة الدفاع: “إذا احتُسب العدد بقذائف 152 ملم المفردة، يفترض أن عدد القذائف الموردة قد وصل إلى أكثر من 12 مليون قذيفة”. ومنذ تشرين الأول/ تشرين الأول من العام الماضي، قدمت كوريا الشمالية أسلحة تقليدية وحوالى 13 ألف جندي إلى روسيا لدعم جهود موسكو الحربية.
ووقعت روسيا وكوريا الشمالية اتفاقية شراكة استراتيجية شاملة في إطار القمة الروسية الكورية الشمالية التي عقدت في بيونغ يانغ في حزيران/حزيران 2024. وتنص المادة الرابعة من الاتفاقية على أنه “في حال تعرض أحد الطرفين لهجوم مسلح من قبل أي دولة أو بضع دول وتصبح بذلك في حالة حرب، فسيقدم الطرف الآخر على الفور دعماً عسكرياً وغيره بكل الوسائل المتاحة بموجب المادة الـ51 من ميثاق الأمم المتحدة وقوانين جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية وروسيا الاتحادية”. ودخلت الاتفاقية حيز التنفيذ رسمياً في كانون الأول/كانون الأول الماضي، بعد تبادل أوراق التصديق بين الطرفين.
(فرانس برس، العربي الجديد)
by | Aug 30, 2025 | أخبار العالم
“لا صوت يعلو فوق صوت المعركة”، ذلك هو الشعار الذي يبدو أنه سيتصدر مشهد حرب روسيا وأوكرانيا في الأشهر المقبلة، بعد تعثر مسار المفاوضات الروسية الأوكرانية وفشل الرهانات على تهدئة تعقب أول قمة بين الرئيسين، الروسي فلاديمير بوتين، والأميركي دونالد ترامب، في ولاية ألاسكا الأميركية في 15 آب/آب الحالي. وزاد فشل الأطراف المعنية بالأزمة الأوكرانية في التوصل إلى رؤية للتسوية، أو تجميد النزاع على الأقل، من تكهنات محللين سياسيين وعسكريين روس باستمرار أعمال القتال لعدة أشهر أخرى، إلى أن يتغير الوضع على الأرض، بما يملي على أحد طرفي الصراع تقديم تنازلات في مسار المفاوضات الروسية الأوكرانية مستقبلاً، وذلك في سبيل وقف المرحلة الساخنة من النزاع. وفي موازاة عجز الأطراف المعنية عن التوصل إلى صيغة ضمانات أمنية لأوكرانيا، ترضي موسكو وكييف على حد سواء، أفادت تسريبات إعلامية بقبول الكرملين تجميد أعمال القتال على خطوط التماس الحالية في مقاطعتي زابوريجيا وخيرسون الأوكرانيتين، في مقابل انسحاب القوات المسلحة الأوكرانية من مقاطعة دونيتسك في الشرق، وهو اقتراح لم يلقَ قبولاً لدى كييف وحلفائها الأوروبيين في المرحلة الراهنة على الأقل.
فشل قمة ألاسكا
في السياق، اعتبر المحلل السياسي المتخصص في الشأن الأوكراني المقيم في موسكو، ألكسندر تشالينكو، أن قمة ألاسكا كان محكوماً عليها بالفشل، في إحداث انفراجة في ملف المفاوضات الروسية الأوكرانية في ظل إصرار موسكو على قدرتها على النصر في حرب الاستنزاف طويلة الأجل، الذي يقابله الصمود الأوكراني في مناطق شمال مقاطعة دونيتسك منذ ثلاث سنوات. وأضاف تشالينكو، المتحدر من مدينة دونيتسك الأوكرانية وزار منطقة القتال منذ عام 2022 مرات عدة، في حديث لـ”العربي الجديد”: “كان محكوماً على قمة ألاسكا بالفشل سلفاً، والوضع الراهن لا يشكل مفاجأة كبيرة على من يتابع الأمر عن كثب. يتطلب التوصل إلى اتفاق سلام أن يكون أحد الطرفين يتكبد هزيمة يقابلها عجز الطرف الآخر عن تحقيق نصر كامل. هذا المطلب لا ينطبق حالياً على أوكرانيا، التي لا تزال قادرة على الحفاظ على مناطق شمال مقاطعة دونيتسك منذ ثلاث سنوات. إلا أنه لا ينطبق أيضاً على روسيا التي ترى نفسها قادرة على النصر في حرب استنزاف طويلة، ولو بلا نصر فوري”.
ألكسندر تشالينكو: تراهن روسيا على تكرار نموذج سقوط الأسد في أوكرانيا
وضرب تشالينكو مثلاً على ذلك، مستشهداً بسقوط النظام السوري في ظرف أيام معدودة، بعد سنوات من الانتصارات العسكرية بدعم من روسيا وإيران وحزب الله، مضيفاً: “في أحيان كثيرة، تتدهور أوضاع القوات والأنظمة السياسية تدريجياً، ثم تنهار بين ليلة وضحاها، وهذا ما تراهن عليه روسيا في أوكرانيا. ولذلك لا تهرع لعقد لقاء بين بوتين و(الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي، علماً منها مسبقاً أنه لن يقبل بشروطها في مسألة الانسحاب من مقاطعة دونيتسك، مقابل تجميد النزاع على خطوط التماس في زابوريجيا وخيرسون”. وأبدى تشالينكو اعتقاده بأن زيلينسكي لن يقبل بالشروط الروسية للتسوية لاعتبارات السياسة الداخلية الأوكرانية، قائلاً: “باعتقادي، يتمنى أغلب سكان أوكرانيا إنهاء الحرب ومستعدون للقبول بتنازلات حدودية في سبيل ذلك، ولكن القوميين هم المتحكم الفعلي في السياسات الأوكرانية، وهم قادرون على استبدال زيلينسكي في حال قدم تنازلات كبيرة لروسيا، خصوصاً أنهم يحظون في المرحلة الراهنة بدعم الدول الأوروبية الرائدة مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا”.
بدوره، لفت مؤسس مشروع فافتفور للتحليل العسكري والسياسي، سيرغي بوليتايف، في مقال بعنوان “في الحرب والدبلوماسية” نُشر بموقع مجلة “روسيا في السياسة العالمية”، إلى أن تكتل مدينتي بوكروفسك وميرنوغراد، الذي بلغ عدد سكانه قبل بدء الحرب في 24 شباط/شباط 2022 أكثر من 200 ألف نسمة، هو ثاني أكبر تكتل في مقاطعة دونيتسك لا يزال يخضع لسيطرة القوات المسلحة الأوكرانية، بعد تكتل سلوفيانسك – كراماتورسك (450 ألف نسمة في المرحلة ما قبل الحرب).
وأضاف أن الجيش الروسي بدأ منذ العام الماضي، بفرض قوس كلاسيكي حول بوكروفسك من ثلاث نواح، عبر وضع خطوط الإمداد تحت السيطرة النارية لاستنزاف القوات الأوكرانية، على أن تجري في المرحلة الختامية عملية اقتحام لن تستغرق وقتاً طويلاً، ولن تتطلب قوة كبيرة بعد إبعاد مجموعة القوات الأوكرانية بشكل شبه كامل. وشدّد على أن هذا الأسلوب أتاح إحكام السيطرة على مدن أفدييفكا وكوراخوفو وأوغليدار، وسودجا في مقاطعة كورسك الروسية، التي توغلت القوات الأوكرانية فيها في السادس من آب 2024، قبل إعلان بوتين استردادها في 26 إبريل/نيسان الماضي.
وأشار بوليتايف إلى أن هذه الأحداث تتطور على خلفية استئناف اللعبة الدبلوماسية حول ترامب، معتبراً في الوقت نفسه أن موسكو حققت نتيجة مرحلية مهمة، في سياق المفاوضات الروسية الأوكرانية تمثلت بتخلي ترامب عن مطلب الوقف الفوري لإطلاق النار، متحولاً بذلك من وسيط إلى مشاهد ومراقب “محايد نسبياً”. ومع أن مسألة الضمانات الأمنية ووضع أوكرانيا في مرحلة ما بعد الحرب تشكل مسألة “الحياة والموت” بالنسبة إلى زيلينسكي، وفق اعتقاد بوليتايف، فإنه خلص إلى أن روسيا تراهن على اختياره مواصلة الحرب التي بات الجيش الروسي جاهزاً لها بصورة أفضل من أي وقت مضى.
من جهته، رسم رسلان ليفييف، المدون الحربي الروسي المعارض، مؤسس مجموعة Conflict Intelligence Team المعنية بالتحقيقات في النزاعات العسكرية المقيم في الولايات المتحدة، في نشرته الأسبوعية على منصة يوتيوب، الأربعاء الماضي، ثلاثة سيناريوهات لتطور الأحداث في أوكرانيا. وأوضح أن السيناريو الأول هو “أن يقر ترامب بأن بوتين شخص غير قابل للتوصل إلى اتفاق معه”، ويستجيب لضغوط السياسيين الأوروبيين في مسألة تخصيص دعم عسكري كبير لأوكرانيا. أما ثاني السيناريوهات، فيتمثل في أن يخرج ترامب بنتيجة مفادها بأن زيلينسكي هو الطرف الذي لا يمكن الاتفاق معه، ويبدأ بالضغط على أوكرانيا عبر وقف بيع الأسلحة وتسليم البيانات الاستخباراتية. أما السيناريو الثالث، وفق ليفييف، فهو أن يقول ترامب إن الطرفين لا يتجاوبان معه، فينأى بنفسه عن الأزمة الأوكرانية. وخلص ليفييف إلى أن المفاوضات الروسية الأوكرانية وجميع اللقاءات والتعليقات والمقترحات سواء أكانت روسية أم أوروبية، تهدف إلى تحقيق أحد السيناريوهين الأول أو الثاني، عبر إظهار أن الطرف الآخر هو الذي يعرقل التسوية.
سيرغي بوليتايف: موسكو حققت نتيجة مرحلية مهمة تمثلت بتخلي ترامب عن مطلب الوقف الفوري لإطلاق النار
المرحلة التالية من المفاوضات الروسية الأوكرانية
في مقال بعنوان “ماذا يعرقل عقد لقاء بوتين وزيلينسكي؟” نُشر في صحيفة فزغلياد الإلكترونية الموالية للكرملين، الثلاثاء الماضي، لفت الأستاذ المساعد بقسم العلوم السياسية بالجامعة المالية التابعة للحكومة الروسية، غيفورغ ميرزايان، إلى أن ترامب وقادة الدول الأوروبية وزيلينسكي يرون أن انعقاد قمة روسية أوكرانية يجب أن يكون المرحلة التالية في المفاوضات الروسية الأوكرانية وعلى طريق عملية التسوية السلمية في أوكرانيا. واعتبر ميرزايان أن زيلينسكي يحاول ألا يسمح لترامب بمناقشة شروط صفقة السلام مع بوتين من دون أوكرانيا وعلى حساب أوكرانيا وهو بشخصه، لإثبات صلاحيته لمسار السلام، ووضع حد للأحاديث حول ضرورة استبداله باعتباره “رئيس الحرب”، وأخيراً “تحويل اللقاء مع بوتين إلى عرض من شأنه رفع معنويات السكان الأوكرانيين”.
وأشار ميرزايان إلى ما اعتبره “انعدام شخصية شرعية” في أوكرانيا يمكنها التوقيع على اتفاق سلام، إذ لا يمكن إجراء الانتخابات في أوكرانيا إلا بعد إلغاء حالة الحرب وانتهاء المرحلة الساخنة من القتال. وخلص كاتب المقال إلى أن تنظيم القمة يتطلب تعاوناً بين الهيئة الفيدرالية الروسية للحراسة وهيئة الحراسة الأوكرانية، وهذا غير وارد في ظروف انعدام الثقة، بينما لن تقبل موسكو وكييف تفويض مهمة تأمين رئيسيهما لدولة ثالثة. وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قد نفى في نهاية الأسبوع الماضي، أن تكون قمة ألاسكا قد تناولت إمكانية عقد لقاء بين بوتين وزيلينسكي، رابطاً في حديث لشبكة “إن بي سي” الأميركية عقد مثل هذا اللقاء بتوفر “الأجندة الرئاسية”، محمّلاً أوكرانيا المسؤولية عن عرقلة العملية السياسية.
by | Aug 29, 2025 | أخبار العالم
اعتبر الرئيس الفرنسي
إيمانويل ماكرون، اليوم الجمعة، أنه إذا لم يعقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قمة مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فإن ذلك سيعني أنه “تلاعب” بالرئيس الأميركي دونالد ترامب. وقال ماكرون خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المستشار الألماني فريدريش ميرز في طولون بجنوب فرنسا، إنه إذا لم يتم عقد هذا الاجتماع الثنائي الذي “التزم به الرئيس بوتين مع الرئيس ترامب” بحلول الاثنين، “فإنني أعتقد أن هذا سيعني مجدداً أن الرئيس بوتين تلاعب بالرئيس ترامب… وهذا لا يمكن أن يمر بدون رد”.
وأضاف الرئيس الفرنسي: “سنتحدث مع الرئيس ترامب” في نهاية هذا الأسبوع، و”إذا خلصنا الأسبوع المقبل، بعد أشهر من الوعود التي لم يتم الوفاء بها، إلى أن هذا ليس هو الحال، فسندعو بوضوح شديد إلى فرض عقوبات أولية وثانوية” على روسيا. وجاءت تصريحات ماكرون فيما يبدو أن الجهود الدبلوماسية لإنهاء النزاع المستمر منذ ثلاث سنوات ونصف سنة قد فقدت زخمها، بعد أن تحرك ترامب لاستئناف الحوار مع موسكو في بداية ولايته الرئاسية الثانية.
ولم يبدِ ماكرون أي ندم لوصفه بوتين في وقت سابق من هذا الشهر بأنه “غول على أبوابنا”، الأمر الذي أثار غضب موسكو. وقال: “نقول إن هناك غولاً على أبواب أوروبا… وهذا هو ما يشعر به الجورجيون (بعد غزو عام 2008)، والأوكرانيون، والعديد من الدول الأخرى بعمق”. وأضاف الرئيس الفرنسي “إنه رجل قرر اتباع نهج استبدادي، وفرض الإمبريالية لتغيير الحدود الدولية”. وبعد هجمات دامية بطائرات مسيّرة وصواريخ على كييف الخميس، حذّر ماكرون أيضاً من أن بوتين يقول عادة أشياء في المحادثات الدولية، ثم يتصرف بشكل مختلف. واعتبر ماكرون أن “الفجوة بين مواقف الرئيس بوتين في القمم الدولية والواقع على الأرض تظهر مدى عدم صدقه”.
وقالت روسيا، اليوم الجمعة، إن ماكرون تحدث بطريقة لا تليق برئيس دولة عندما وصف نظيره بأنه “غول على أبوابنا”. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا لصحافيين في موسكو، إن ماكرون يدلي باستمرار بتصريحات غريبة تتجاوز أحياناً حدود اللياقة، حتى تحولت إلى مستوى “متدنٍ من الإهانات”. وأضافت “هذا لا يليق برئيس دولة”.
من جهته، قال ميرز إن الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا قد تستمر “لأشهر عدة أخرى”، مضيفاً أنه “ليس لديه أوهام” بشأن احتمالات التوصل إلى نهاية سريعة. وأضاف متعهداً “لن نتخلى عن أوكرانيا”، مشيراً أيضاً إلى أن بوتين “لا يظهر أي استعداد” للقاء زيلينسكي، و”وضع شروطاً مسبقة غير مقبولة على الإطلاق”. وتابع ميرز: “بصراحة هذا لا يفاجئني، لأنه جزء من استراتيجية الرئيس الروسي”. وقال أيضاً “سنناقش مرة أخرى الأسبوع المقبل سبل المضي قدماً”.
وفي سياق منفصل، قال ماكرون إنه سيواصل أداء مهامه حتى انتهاء ولايته عام 2027، وذلك رداً على تكهنات بأنه قد تكون هناك ضغوط عليه للاستقالة إذا خسرت الحكومة تصويت الثقة الشهر المقبل. وقال ماكرون في المؤتمر “التفويض الذي منحني إياه الشعب الفرنسي، ولا أحد غيره، هو تفويض سأُنفذه حتى نهاية ولايتي”.
(فرانس برس، رويترز)
by | Aug 29, 2025 | أخبار العالم
تشهد أوكرانيا تحولاً جذرياً في طبيعة قتالها ضد الغزو الروسي لها، متصلاً خصوصاً بالأخلاقيات العسكرية، المغلّفة بالاعتماد المتزايد على التكنولوجيا. ومن شأن هذا التطور أن يطرح إشكاليات في مستقبل الحروب، ومدى استسهال استهداف الناس، عسكريين ومدنيين، في سياق الدفاع عن قضية ما، فضلاً عن القدرة على حصر الأخطاء. في مقابلة مع وكالة رويترز، نُشرت أول من أمس الأربعاء، أوضح وزير الرقمنة ونائب رئيس الوزراء الأوكراني، ميخايلو فيدوروف، أن وزارته تُشغّل نظام نقاط على غرار ألعاب الفيديو لعمليات القتل المؤكدة أو تدمير المركبات والمعدات الروسية. ويمكن بعد ذلك استبدال هذه النقاط بطائرات مسيرة وأجهزة تشويش إلكترونية للإشارات وأنظمة أسلحة أخرى على سوق مثل موقع أمازون، بينما تُصنف الوحدات على قوائم المتصدرين الشهرية. وقال فيدوروف إنه منذ إطلاق هذا النظام قبل عام، تم توزيع نحو 500 ألف طائرة مسيّرة على الوحدات مقابل النقاط، معتبراً أن هذا الأمر يُحفز الوحدات على قتل المزيد، وتبادل البيانات التي تُتخذ بناءً عليها قرارات لاحقة بشأن ما هو فعّال وما هو غير فعّال. ومع إعلان القوات الأوكرانية عن “منطقة قتل” (كل من يتحرك فيها يواجه الموت) على جانبي الجبهة مع القوات الروسية، حيث يُصبح التنقل في العراء شبه مستحيل بسبب التهديد المستمر للطائرات المسيرة، قدّر فيدوروف أن هذه المنطقة تمتد الآن على مساحة بين عشرة و15 كيلومتراً على خط المواجهة، متوقعاً وصولها إلى 20 كيلومتراً في العام المقبل.
ميخايلو فيدوروف: العمل جارٍ على أنظمة تجعل الطائرات من دون طيار ذاتية التحكم تماماً
التطور التقني في أوكرانيا
ووصف فيدوروف العمل في مثل هذه البيئة بأنه “عمل شاق”، ونتيجةً لذلك تستخدم أوكرانيا الآن آلافاً من المركبات البرية غير المأهولة في ساحة المعركة، لجلب الذخيرة والإمدادات للجنود المتمركزين في مخابئهم على خط المواجهة. وأضاف فيدوروف أن ما بين 80% و90% من الأهداف الروسية التي تُضرب في ساحة المعركة تُدمر الآن بطائرات من دون طيار، بينما كان المعدل في عام 2024 70% من القوات المستهدفة و75% من المركبات. ويشغل فيدوروف (34 عاماً) منصب الوزير المسؤول عن جهود التحول الرقمي في أوكرانيا منذ خمس سنوات، ما دفعه إلى الانخراط على نحو كبير في بحث أوكرانيا عن تقنيات دفاعية مبتكرة للتغلب على عدوها الأكثر ثراءً والأفضل تسليحاً.
وبموازاة خوض الحرب، سعت أوكرانيا إلى ترسيخ مكانتها ساحةَ اختبار لشركات الدفاع الدولية، داعيةً إياها لتجربة أسلحة جديدة في مواقع القتال، وقال فيدوروف إنه تم تلقي ما يقرب من ألف طلب حتى الآن، وأن 50 منتجاً مختلفاً “في طريقها إلى أوكرانيا”. وأضاف أن أوكرانيا تستخدم الآن الذكاء الاصطناعي لمساعدة طائراتها المسيّرة، بما في ذلك العديد من أنظمتها المستخدمة في هجمات بعيدة المدى في عمق روسيا، وأكد أن أجهزة الكمبيوتر قادرة على مسح صور استطلاع جوية وفضائية مفصلة لأهداف قد يستغرق العثور عليها من قِبل الإنسان “عشرات الساعات”. وأضاف فيدوروف أن العمل جارٍ على أنظمة تجعل الطائرات من دون طيار ذاتية التحكم تماماً، ما يسمح لها بالتحليق من دون تدخل بشري، والعمل في أسراب. وأوضح أن أوكرانيا تستخدم تقنية الذكاء الاصطناعي من شركة تحليل البيانات الأميركية بالانتير لأغراض متنوعة، مثل تحليل أنماط الضربات الروسية على أوكرانيا أو تتبع حملات التشويه الإعلامي التي تشنها موسكو. وتأسست شركة بالانتير على يد الملياردير الأميركي بيتر ثيل، وهو شخصية مؤثرة في إدارة ترامب. وليست جميع استخدامات أوكرانيا لـ”بالانتير” عسكرية، فقد قال الوزير الأوكراني إنها ساعدت أيضاً في اقتراح أماكن بناء مدارس تحت الأرض مقاومة للقنابل، أو تحديد المناطق التي يجب إعطاؤها الأولوية في جهود إزالة الألغام.
وأوضح فيدوروف في سياق آخر، أن أوكرانيا جمعت ما وصفه بـ”الكم الهائل من المعلومات”، وأنها “تبحث مشاركة بيانات ساحة المعركة مع حلفائها”، لتعزيز مكانتها في مفاوضاتها للحصول على دعم الدول الصديقة. وتُعد مجموعات البيانات الضخمة أمراً بالغ الأهمية لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي على التعرف إلى الأنماط والتنبؤ. تزداد هذه الحاجة إلحاحاً في قطاع الدفاع العالمي المزدهر، في حين أن مجموعات البيانات الخاصة بمعظم الأنشطة المدنية متوفرة تجارياً، إلا أن أكبر حرب في القرن الـ21 بين الجيوش المتقدمة قد منحت أوكرانيا مجموعة لا مثيل لها من بيانات عمليات القتال، ما قد يساعد كييف على إثبات قيمتها حليفاً لواشنطن. ومنذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في عام 2022 جمعت أوكرانيا كميات هائلة من إحصاءات ساحة المعركة المسجلة بدقة، ومع تزايد استخدام الطائرات المسيرة في الحرب، أصبحت أوكرانيا تمتلك ملايين الساعات من لقطات القتال المصورة جواً. وقال فيدوروف: “أعتقد أن هذه إحدى الأوراق المتاحة، كما يقول زملاؤنا وشركاؤنا، لبناء علاقات مربحة للطرفين”، في إشارة واضحة إلى تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في اجتماع كارثي في المكتب البيضاوي في 28 شباط/ شباط الماضي، بأنه “ليس لديكم أوراق”.
ولم تكن تلك الخطوة الأوكرانية جديدة، فقد استفاضت الصحف الغربية بنشر تحقيقات عن لاعبي الفيديو الأوكرانيين، الذين انتقلوا من خلف الشاشات إلى ساحات الحرب لمحاربة الروس بعد غزو موسكو لبلادهم. وبات أبرز مشغلي المسيرات شباناً اعتادوا قضاء ساعات طويلة خلف شاشات الكمبيوتر، لكنهم الآن تحولوا إلى عناصر في الحرب، لصدّ الزحف الروسي. ومع أن الاختلاف أخلاقي بين القتل في لعبة وبين الواقع، غير أن الاعتياد على الفكرة لن يفضي سوى إلى تدهور الرادع الأخلاقي، وبالتالي تطوير أدوات القتل، سواء بالمسيرات أو بالمركبات الآلية. في السياق، تجدر الإشارة إلى المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بهجومه المزدوج على مستشفى ناصر في غزة، الاثنين الماضي الذي سقط فيه أكثر من 20 شهيداً على الأقل. وقال مسؤول أمني إسرائيلي لشبكة سي أن أن، إن القوات المشاركة في الهجوم كان مُصرّحاً لها باستهداف كاميرا بطائرة مُسيّرة، لكنها أطلقت قذيفتي دبابة: الأولى على الكاميرا والثانية على قوات الإنقاذ. وادّعى الجيش الإسرائيلي أن “ستة من القتلى كانوا إرهابيين، وأحدهم شارك في التسلل إلى الأراضي الإسرائيلية خلال هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/تشرين الأول 2023”.
البحرية الأميركية: ألعاب الفيديو تعزز المرونة العصبية
الاستثمار العسكري الأميركي
في العام الماضي، نشرت الكاتبة الليتوانية ماريام ديد، كتاباً بعنوان “كل شيء في ساحة اللعب: كيف تغير ألعاب الفيديو العالم؟”، تطرقت في أحد فصوله إلى القطاع العسكري في هذه الألعاب، حسبما ذكر موقع “كومونز” الأوكراني، مشيرة إلى أن “الجيش الأميركي استثمر بكثافة في الألعاب، من خلال ألعاب مثل America’s Army الصادرة عام 2002، وهي لعبة إطلاق نار تكتيكية تعرض سيناريوهات قتالية واقعية، كانت بمثابة دعاية للحروب الأميركية وأداة تجنيد فيها. وقد كتب القائمون على اللعبة في صفحة الأسئلة الشائعة الرسمية، أن أحد الأسباب التي تجعل الأشخاص خارج الولايات المتحدة قادرين على لعبها هو أنهم يريدون أن يعرف العالم أجمع مدى عظمة الجيش الأميركي. وكان ذلك في سياق ما بعد هجمات 11 أيلول/أيلول 2001 والحرب على الإرهاب”. ووفق الكاتبة “كان إجمالي عدد إصدارات اللعبة التي صدرت في الفترة من عام 2002 إلى عام 2014 قد بلغ 41 إصداراً”، مشيرة إلى أنه “من المتوقع أن يستثمر الجيش الأميركي أكثر من 26 مليار دولار سنوياً في التدريب على الألعاب والمحاكاة بحلول عام 2028، كما أن واشنطن استحوذت على 92% من الإنفاق العالمي في سوق الألعاب والمحاكاة في مجال الدفاع في عام 2022، أي نحو 25 مليار دولار”.
وفي 17 شباط 2022، نشرت البحرية الأميركية على موقعها مقالاً جاء فيه أن ألعاب الفيديو تساعد البحارة ومشاة البحرية على معالجة المعلومات بشكل أسرع وتعزز المرونة العصبية. والأهم وفقاً للكاتبة الليتوانية، أن هذه الألعاب ومؤثراتها “تجعل اللاعبين غير حساسين للعنف ضد أعداء الدولة المفترضين، في حين تقدم وجهات نظر عسكرية على أنها مبررة أخلاقياً”. أما نظام النقاط، فبحسب ديد، تبنت الشركات والمؤسسات التعليمية ووكالات التسويق في العقد الأخير، ميزات شبيهة بالألعاب، مثل النقاط والشارات ولوحات المتصدرين، لإشراك المستخدمين وتحفيز السلوكيات. وسارت منصات التواصل الاجتماعي على نفس النهج، فدمجت عناصر تشبه الألعاب لزيادة تفاعل المستخدمين. وبناء على ذلك، يُمكن فهم مآلات ما يجري في الحرب الروسية على أوكرانيا، وفي تصريحات فيدوروف الأخيرة.(العربي الجديد، رويترز)