الصين تنظم عرضاً عسكرياً ضخماً… رسائل إلى الخارج ومرآة لمستقبل القيادات

الصين تنظم عرضاً عسكرياً ضخماً… رسائل إلى الخارج ومرآة لمستقبل القيادات

تنطلق اليوم الأربعاء في بكين فعاليات إحياء للذكرى الـ80 لما يسمى “يوم النصر” على اليابان خلال الحرب العالمية الثانية، وذلك بتنظيم عرض عسكري ضخم، بحضور 26 من القادة والزعماء والرؤساء، يتقدمهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، الذين وصلوا إلى بكين أمس الثلاثاء بعد مشاركتهم في فعاليات قمة منظمة شنغهاي التي عقدت في  مدينة تيانجين الصينية، الأحد والاثنين الماضيين.

ويتوقع مراقبون أن العرض العسكري الذي ينظمه الجيش الصيني في هذه المناسبة، بميدان تيانانمين وسط بكين، سيكون الأكبر خلال العقد الأخير، إذ يمثل منصة لاستعراض الصين قوتها العسكرية في ظل الأشواط الكبيرة التي قطعتها في مجال التحديث العسكري، في إطار الخطة التي أطلقها الرئيس شي جين بينغ، منذ توليه مقاليد الحكم في عام 2013. ويكرر الرئيس الصيني، منذ ذلك الحين، أن بلاده ستواصل إصلاح الجيش وتطويره لتحقيق هدفها المتمثل في بناء جيش على مستوى عالمي عال بحلول الذكرى المئوية للجيش الصيني في عام 2027.

عرض عسكري صيني بحضور كيم وبوتين

وسينضم هؤلاء القادة إلى الرئيس الصيني شي جين بينغ لمشاهدة العرض العسكري الضخم في بكين اليوم، فيما سيعد الحدث أول حضور لكيم في مناسبة كبرى متعددة الأطراف خلال فترة حكمه الممتدة منذ 14 عاماً، كما ستكون للمرة الأولى التي يجتمع فيها كيم وشي وبوتين، في مكان واحد. علماً أن أيا من الزعماء لم يؤكد عقد اجتماع ثلاثي خاص، فيما ذكرت وكالة تاس الروسية، أمس، أن محادثات بين بوتين وكيم قد تجري بعد العرض العسكري. ويأتي اختيار تنظيم عرض عسكري من هذا النوع، في ظل تحديات كبيرة تواجهها الصين، خصوصاً ما يرتبط بنزاعاتها الحدودية مع جيرانها مثل الهند والفيليبين وفيتنام، والصراع في مضيق تايوان الذي يشهد توترات كبيرة على مدى السنوات الأخيرة. ووفق وسائل إعلام صينية، هناك رغبة ملحة في إظهار القوة، إذ ذكرت أنه في الثالث من أيلول/ أيلول الحالي، أي اليوم، ستصبح خطوات الصين نحو بناء جيش من الطراز العالمي بحلول منتصف القرن أكثر وضوحاً، وذلك عندما تعرض بكين أحدث أسلحتها خلال الاستعراض العسكري. 

وكانت هيئة الإذاعة والتلفزيون الصينية قد أشارت أخيراً، إلى تنظيم عرض عسكري في “يوم النصر”، والذي يتضمن نسخاً محسنة من اثنين من صواريخها الأسرع من الصوت، “واي جي-21” و”دي أف-21″، وكلاهما يتمتع بقدرات اختراق محسنة. ومن أبرز ما يميز هذه الصواريخ أنه يمكن إطلاقها من قاذفات خارج مناطق الدفاع الجوي للعدو، واختراق الصواريخ الاعتراضية وتدمير الأهداف قبل العودة بسرعة إلى القاعدة. ويُعرف الصاروخ، الذي يُطلق جواً من طراز “واي جي-21″، لدى المراقبين العسكريين باسم “كاي دي-21″، وقد شوهد لأول مرة عام 2018. وتشير صور أقمار اصطناعية إلى استمرار تطويره، فيما لم تؤكد الصين وجود أي صاروخ من هذا النوع في الخدمة.

أما في ما يتعلق برسائل الداخل، فمن المنتظر أن يوفر العرض العسكري فرصة نادرة لمراقبة الجنرالات الذين سيحظون بثقة وتقدير رئيس البلاد. وفي المقابل سيقدم العرض إجابات وافية عن مصير آخرين ممن أثيرت تساؤلات حول مستقبلهم السياسي بعد تكهنات بعزلهم في إطار حملة ملاحقة “النمور”، خصوصاً أن الجيش الصيني لا ينشر تحديثات منتظمة بشأن التغييرات في أفراده. وبالتالي فإن هوية الأشخاص الذين مُنحوا أدواراً بارزة ستوفر أدلة حول من قد يكون في قائمة المرشحين لمناصب أعلى. ولكن غياب شخصيات معينة قد يقدم أيضاً أدلة حول من كان ضمن حملة مكافحة الفساد الجارية داخل الجيش، والتي شهدت إقالة ما لا يقل عن 16 نائباً عسكرياً من المؤتمر الشعبي الوطني للحزب الشيوعي الحاكم، منذ انعقاده لأول مرة في آذار/آذار 2023. وتعهد شي، منذ توليه السلطة عام 2013، بملاحقة “النمور”، وهو لقب يطلق على القادة الأقوياء في الحزب الشيوعي الحاكم والسلطة الذين يستغلون مناصبهم، آخرهم وزير دائرة الاتصال الدولي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ليو جيان تشاو، الذي أثيرت، الشهر الماضي، تساؤلات حول مصيره بعد تقارير عن اعتقاله. 

قوة الردع

يؤكد أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جنوب الصين، ياو بين، في حديث لـ”العربي الجديد”، أن “العرض العسكري “سيكون الأكبر من نوعه مقارنة بالعروض العسكرية الأخيرة، مثل الاستعراض الذي تم بمناسبة إحياء الذكرى الـ70 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية في عام 2019، وإحياء الذكرى المئوية الأولى لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني في عام 2021”. ويلفت إلى أنه “خلال العقد الأخير شهد الجيش الصيني عمليات تحديث مكثفة”، مضيفاً أن “ترسانة الصين اليوم تختلف عما كانت عليه قبل خمس سنوات، وبالتالي من الطبيعي أن ينعكس ذلك على المشهد العام خلال إحياء مناسبات وطنية بهذا الحجم”.

ياو بين: بكين لن تبادر بإثارة الصراعات وإشعال فتيل الحروب كما تفعل قوى غربية

عرض عسكري صيني من هذا النوع، فعالية متكررة في بكين. وفي رأي ياو بين، فإنه “بالرغم ما يرافق مثل هذه المناسبات من تأويلات مغرضة، فإن بكين ملتزمة بالسلام ولن تبادر بإثارة الصراعات وإشعال فتيل الحروب كما تفعل قوى غربية، لكنها في الوقت نفسه عازمة على إظهار قوتها، باعتبار أن قوة الردع هي حجر الزاوية في عملية صنع السلام وإرساء الأمن والاستقرار الدوليين”. ويقول إن “الصين لديها تصميم راسخ على اتباع مسار التنمية السلمية في ظل عالم مضطرب تتلاطم أمواجه، وتريد تعزيز إرادتها القوية لحماية السيادة الوطنية والسلامة الإقليمية وقدرتها على الدفاع عن السلام الدولي دون الصدام مع قوى أخرى”.

تحريف الحقائق

في المقابل، فإن تنظيم عرض عسكري في الصين لا ينفصل عما دأبت عليه بكين خلا لالسنوات الماضية. يرى الخبير في العلاقات الدولية المقيم في هونغ كونغ، جو يانغ، في حديث مع “العربي الجديد”، أن “الصين دأبت على مدار السنوات الماضية على استغلال القضايا التاريخية للضغط على خصومها في المنطقة”. ويوضح أن “قيادة الحزب الشيوعي تعطي زخماً كبيراً لما تسميه حرب المقاومة الشعبية ضد العدوان الياباني، من أجل استعراض القوة العسكرية وتوجيه رسائل ردع للخصوم ومن يقف خلفهم من الحلفاء”.

جو يانغ: الجميع يعلم أن الجيش الشعبي الصيني لم يُسهم في حرب المقاومة ضد اليابان

وفي السياق، يلفت جو يانغ إلى وجود “تحريف من قبل الصين للحقائق التاريخية”، موضحاً أن “تسويق الرواية التي تقول إن الحزب الشيوعي قاد حرب المقاومة ضد العدوان الياباني، وما تلا ذلك من تنظيم احتفالات بهذه المناسبة، أمور تفتقر للشرعية والسياق التاريخي”. وفي رأيه فإن “الجميع يعلم أن الجيش الشعبي الصيني لم يُسهم في حرب المقاومة ضد اليابان، بل استغل الحرب فقط لتعزيز ترسانته العسكرية”. وتأسست جمهورية الصين الشعبية عام 1949 تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني. وقُتل ملايين الصينيين خلال حرب طويلة مع اليابان الإمبراطورية في ثلاثينيات القرن الماضي وأربعينياته. وبعد الهجوم الياباني على بيرل هاربر في 1941 أصبح النزاع الصيني-الياباني جزءاً من الحرب العالمية الثانية وانتهى بانتهائها.

“قلعة متحركة”.. ما هي مميزات قطار زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون؟

“قلعة متحركة”.. ما هي مميزات قطار زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون؟

استقل زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون قطارا أخضر مزيّنا بخط ذهبي اللون الثلاثاء ليصل إلى الصين حيث سيحضر عرضًا عسكريًا ضخمًا إلى جانب الرئيسين الصيني شي جين بينغ والروسي فلاديمير بوتين.

وقام كيم منذ توليه السلطة عام 2011 بتسع رحلات دولية وعبر الحدود إلى كوريا الجنوبية مرّتين، مستخدمًا قطاره الخاص المضاد للرصاص في الجزء الأكبر من تنقلاته.

ويعرف عن عائلة كيم حبها للقطارات. وكان والده وسلفه كيم جونغ إيل معروف بخوفه من الطيران، وبالتالي اقتصرت زياراته الخارجية على الرحلات البريّة إلى الصين وروسيا على متن قطار مصفّح.

وعام 2001، ركب كيم الأب قطاره من العاصمة بيونغيانغ إلى موسكو، في رحلة استغرقت نحو 24 يومًا قطع خلالها 20 ألف كيلومتر ذهابًا وإيابًا.

كيم جونغ أون لا يخشى الطيران

لكن في هذه الرحلة تم تخزين جراد البحر الطازج والنبيذ الفرنسي الأحمر من بوردو وبرغندي على متن القطار، بحسب شهادة مسؤول روسي كان على متنه.

وبحسب الرواية الكورية الشمالية الرسمية، كان كيم جونغ إيل على متن قطار في زيارة “توجيه ميداني” عام 2011 عندما توفي بنوبة قلبية.

وتعرض بيونغيانغ حاليًا العربات التي استخدمها كيم جونغ إيل ووالده مؤسس كوريا الشمالية كيم إيل سونغ.

وبخلاف والده، لا يخشى كيم جونغ أون الطيران، إذ سبق وسافر مرّات عدة جوًا بما في ذلك إلى الصين وسنغافورة فيما ذكر الإعلام الرسمي في إحدى المرات بأنه كان في قمرة التحكم بالطائرة. لكنه اختار مرة أخرى القطار من أجل رحلته إلى بكين.

ونشرت وكالة الأنباء الكورية المركزية في بيونغيانغ صورًا الثلاثاء تظهر كيم وهو يجلس مبتسمًا داخل عربة، في طريقه إلى بكين على ما يبدو.

قطار كيم جونغ أون

قطار كيم جونغ أون- رويترز

وتم تصوير الزعيم الكوري الشمالي جالسًا على مكتب خشبي حيث وُضع حاسوب محمول ومنفضة وآلة طباعة ومصباح وعدة هواتف في مكان عُلّق فيه العلم الوطني وما بدت بأنها ستائر مخملية. وجلست إلى جانبه وزيرة الخارجية تشوي سون هوي التي ظهرت وأمامها وثائق.

وأظهرت صورة أخرى كيم يقف خارج القطار ويدخن وبجانبه تشوي وغيرها من المسؤولين.

60 ساعة سفر من أجل لقاء ترمب

وأوضحت الأستاذة لدى “المعهد الوطني للتعليم عن التوحيد” بارك مين-جو لـ”فرانس برس” أن مرور القطار في المناطق الريفية “هو استعراض قوة أمام الناس يقدم صورة رمزية للزعيم الذي يعمل ساعات طويلة على متنه، حتى في ساعات متأخرة من الليل”. وأكدت بأن الأمر “يخدم أغراضًا عملية وسياسية”.

وسافر كيم على متن القطار تسع ليال وعشرة أيام في أيلول/ أيلول 2023 للقاء بوتين في أقصى الشرق الروسي.

كما ركب القطار لمسافة 1200 كيلومتر للقاء بوتين في مدينة فلاديفوستوك الروسية في نيسان/ نيسان 2019.

وفي شباط/ شباط من ذاك العام، قضى كيم نحو 60 ساعة على متن القطار متوجهًا إلى هانوي في فيتنام لحضور قمته الثانية مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب والتي فشلت حينذاك.

وسبق لكيم أن زار الصين أربع مرّات، مسافرًا على متن القطار في رحلته الأولى في آذار/ آذار 2018 وفي كانون الثاني/ كانون الثاني 2019.

وسافر على متن طائرته الخاصة “شاماي-1” في الرحلتين الأخريين في أيار/ أيار وحزيران/ حزيران 2018.

نوافذ مضادة للرصاص

لكنه لم يستخدم هذه الطائرة علنًا منذ عام 2018 ويشكك محللون في مدى إمكانية استخدامها نظرًا لعمرها ومشاكل الصيانة التي تعانيها.

وتفيد تقارير بأن عائلة كيم تملك عددًا من القطارات الخاصة المتطابقة تقريبًا والتي يصنعها معمل في بيونغيانغ.

ويتضمن القطار الذي يستخدمه كيم حاليًا نوافذ مضادة للرصاص وجدرانًا معززة وأرضية تقي من المتفجرات، بحسب محللين.

وقال الأستاذ لدى “معهد دراسات الشرق الأقصى” في جامعة كيونغنام ليم إيول-شول لفرانس برس عن القطار: “يُقال إنه قادر على مقاومة معظم القذائف المدفعية. إنه حقًا أشبه بقلعة”ـ مضيفًا: “أعتقد بأنه مزوّد بإمكانيات دفاعية وهجومية لتحمّل تقريبًا أي معركة عسكرية”.

ورغم كونه أبطأ من الطائرة، يقول خبراء إن القطار يتميّز بأمور مهمة من بينها المرونة الأكبر في حال وقوع أي هجمات غير متوقعة.

وقالت بارك: إن “القطار يسمح له أيضًا باصطحاب عدد كبير من المساعدين وحتى المركبات، وبخلاف الطائرة التي يمكن إسقاطها، يعد استهداف قطار متحرّك أصعب بكثير”.

ويعد اختيار القطار على الطائرة استراتيجية محسوبة أيضًا.

وبحسب الأستاذ الفخري للدراسات الكورية الشمالية في “جامعة دونغوك” الكورية الجنوبية كوه يو-هوان، فإن “السفر بالقطار يستغرق وقتًا طويلًا، لكنه يجذب في الوقت ذاته أنظار العالم”.

وشوهد كيم أيضًا يستخدم قطاره المصفّح في الداخل عندما زار مناطق ضربتها الفيضانات في مقاطعة شمال بيونغان الصيف الماضي.

وأظهرت صور نشرها الإعلام الرسمي كيم على وشك إلقاء خطاب أمام السكان من عربة تم فتح أبوابها بالكامل، ما حوّلها إلى منبر مؤقت.

الصين تكشف أسلحة جديدة الأربعاء.. هل يكون الليزر الضخم مفاجأة العرض؟

الصين تكشف أسلحة جديدة الأربعاء.. هل يكون الليزر الضخم مفاجأة العرض؟

ستقدم الصين مجموعة من الأسلحة الجديدة أثناء عرض عسكري ضخم تقيمه الأربعاء، في استعراض للقوّة يُنظر إليه على أنه تحد لهيمنة الولايات المتحدة العسكرية.

ويحلل خبراء عسكريون صورًا على الشبكات الاجتماعية وتسجيلات مصوّرة من عدة تدريبات جرت مؤخرًا أظهرت صواريخ مضادة للسفن ومسيّرات متطوّرة تستخدم تحت سطح البحر وأنظمة مضادة للصواريخ وغيرها من التقنيات التي قد تُعرض في ساحة تيان أنمين في الثالث من أيلول/ أيلول.

وبينما أخفى المسؤولون قائمة المعدات التي سيتم عرضها أمام الرئيس الصيني شي جينبينغ ونظيره الروسي فلاديمير بوتين وغيرهما من قادة العالم، لاحظ العديد من المهتمين بالشؤون العسكرية وجود أنظمة مهمة جديدة، بما في ذلك ما أشيع أنه سلاح ليزر ضخم.

وذكر الجيش أن جميع المعدات التي سيتم عرضها منتجة محليًا وهي “في الخدمة الفعلية”.

صواريخ مضادة للسفن

وشوهدت أربعة صواريخ مضادة للسفن يبلغ طولها عدة أمتار هي “واي جاي” 15 و17 و19 و20 (YJ-15 وYJ-17 وYJ-19 وYJ-20). و”واي جاي” هو اختصار لـ”ينغ جي” Ying Ji التي تعني “هجوم النسر” بالصينية.

ويمكن إطلاق هذه الصواريخ من سفن أو طائرات وهي مصممة لإلحاق أضرار بالغة بالسفن الكبيرة. وقد تكون طرازات YJ-17 وYJ-19 وYJ-20 فرط صوتية، ما يعني أنها قادرة على التحليق بسرعة تفوق خمس مرّات سرعة الصوت.

وأفاد المعلّق العسكري والمدرّب السابق في الجيش الصيني سونغ جونغبينغ وكالة “فرانس برس” بأن “على الصين تطوير إمكانات قوية مضادة للسفن وحاملات الطائرات لمنع الولايات المتحدة من تشكيل تهديد خطير للأمن القومي الصيني”، وذلك في إشارة إلى التوترات في مضيق تايوان وبحر الصين الجنوبي.

ولوحظ أثناء التدريبات وجود مركبتين جديدتين غير مأهولتين وكبيرتين جدًا على شكل طوربيد.

يبلغ طول الأولى التي تحمل اسم “أيه جاي إكس002” AJX002 ما بين 18 و20 مترًا، بحسب موقع “نافال نيوز” الإلكتروني. أما الثانية، فكانت مخفية تحت غطاء بلاستيكي.

“صائد أقمار صناعية”

ورغم أن الصين ما زالت متخلّفة عن الولايات المتحدة في القوة البحرية السطحية، بحسب “نافال نيوز”، إلا أن لديها أكبر برنامج في العالم “للمركبات الكبيرة جدًا غير المأهولة تحت الماء” XLUUVs، عبر وجود خمسة طرازات في المياه.

ويصف بعض المحللين الصينيين نظام “إتش كيو-29” HQ-29 الذي ما زال يلفه الغموض بأنه “صائد أقمار صناعية” قادر على اعتراض الصواريخ على ارتفاع 500 كيلومتر خارج الغلاف الجوي للأرض والأقمار الصناعية في المدار المنخفض.

وتعتمد المنظومة المركّبة على عربة على حاويتي صواريخ، يبلغ قطر كل منها مترا ونصف متر.

وقد يكون نظام الاعتراض الأكثر تقدّمًا في الصين ومن بين الأقوى في العالم.

قد تكون مركبة ضخمة مموهة ومغطاة بغطاء بلاستيكي منظومة دفاعية قادرة على إسقاط الصواريخ والمسيّرات باستخدام أشعّة الليزر القوية، بحسب صحيفة “ساوث تشاينا مورنينغ بوست”.

“دفاع بالليزر”

ويفيد حساب “جاو داشواي” على “إكس” المرتبط بالجيش الصيني بأنها “أقوى منظومة دفاع جوي بالليزر في العالم”.

ويتوقع أن تحتل الصواريخ البالستية العابرة للقارات والقادرة على حمل رؤوس نووية تعد رمز القوة المطلقة، مكانة مهمة خلال العرض.

وقال المحلل سونغ جونغبينغ إن “الصين ستعرض جيلًا جديدًا من الأسلحة النووية”.

وأضاف أن الأسلحة النووية، كغيرها من المعدات التي سيتم عرضها، “ستساعد في إيجاد توازن في القوة العسكرية بين الصين والولايات المتحدة”.

وإذا كانت فعلًا هذه الدبابة وغيرها من المعدات التي ستعرض يوم الثالث من أيلول منتجة محليًا وفي الخدمة، كما تفيد الصين، فستكون القوات المسلحة “خضعت لتحديث كبير في مواجهة جيوش أخرى رئيسية متقدّمة حول العالم”، بحسب جيمس شار الأستاذ المتخصص في الجيش الصيني لدى “جامعة نانيانغ التكنولوجية” في سنغافورة.

وتدارك شار “لكن لن يكون بإمكاننا تقييم الإمكانات الحقيقية لجميع الأسلحة والمعدات في هذا الإطار الاحتفالي” غير العملاني.

التشديد الأمني قبل الاستعراض العسكري بـ”يوم النصر” يزعج سكان بكين

التشديد الأمني قبل الاستعراض العسكري بـ”يوم النصر” يزعج سكان بكين

مع اقتراب احتفال الصين بالذكرى الـ80 ليوم النصر؛ ضد ما تسميه “العدوان الياباني”، باستعراض عسكري في الثالث من أيلول/أيلول المقبل، تشهد بكين إجراءات أمنية مشددة، تزعج بعض السكان. فقد نُصبت حواجز وأجهزة تفتيش أمنية حول المتاجر الكبرى ووجهات التسوق الرئيسية، ما يفرض على الزوار في تلك المناطق الخضوع للتفتيش الشخصي وفحص أمتعتهم بالأشعة السينية، فيما يسمح بالدخول فقط من خلال الأبواب المزودة بأجهزة أمنية، بينما يحرس موظفو الأمن المخارج. بالإضافة إلى ذلك، تخضع عمليات البريد والتوصيل السريع الداخلة إلى بكين، خلال الاستعدادات لإقامة استعراض “يوم النصر” لضوابط أكثر صرامة، وبحسب مكاتب البريد فإنه حتى الثالث من أيلول، لن تُقبل أي شحنات تحتوي على مصادر طاقة أو بطاريات متجهة للمدينة.
في محطات المترو الرئيسية أيضاً، ارتفع عدد الركاب الذين يخضعون لتفتيش هوياتهم، أما من لا يحملون بطاقات هوية، فيخضعون لاستجواب شفهي والتحقق من هوياتهم عبر تقنية التعرف إلى الوجه. إلى جانب ذلك، فإنه للأسبوع الثالث على التوالي، تغلق الطرق القريبة من ميدان تيانانمين، وسط بكين، خلال عطلة نهاية الأسبوع (السبت والأحد) لإجراء بروفات استعراض “يوم النصر” والذي من المقرر أن ينظم على طول شارع تشانغآن، وهو شارع رئيسي كبير يمر عبر ميدان تيانانمين. شوهدت أيضاً خلال الأيام الماضية عمليات شحن معدات أمنية جديدة إلى محطات السكك الحديدية عالية السرعة في المدينة، إضافة إلى تكثيف الانتشار الواسع لعناصر الأمن على امتداد ممرات المشاة والجسور، وفي الساحات العامة.

ويأتي استعراض “يوم النصر” الأكبر من نوعه خلال السنوات الأخيرة، الأربعاء المقبل، ضمن الفعاليات التي ستقام بمناسبة الذكرى الـ80 لانتصار الصين، في ما تسميها “حرب المقاومة ضد العدوان الياباني” خلال الحرب العالمية الثانية، فيما تسميها وكالة شينخوا الرسمية الصينية، ذكرى “الانتصار في حرب المقاومة الشعبية الصينية ضد العدوان الياباني والحرب العالمية ضد الفاشية”. وقُتل ملايين الصينيين خلال حرب طويلة مع اليابان الإمبراطورية في ثلاثينيات القرن الماضي وأربعينياته. بعد الهجوم الياباني على بيرل هاربر في 1941 أصبح النزاع الصيني-الياباني جزءاً من الحرب العالمية الثانية وانتهى بانتهائها.

كيم وبوتين يحضران استعراض “يوم النصر”

ومن المقرر أن يحضر استعراض “يوم النصر” في بكين، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، وسيحضر أيضاً الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان والرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو وعدد من زعماء جنوب شرق آسيا. وقال مساعد وزير الخارجية الصيني هونغ لي، في مؤتمر صحافي صباح أمس الخميس، إن كيم سيحضر استعراض “يوم النصر” إلى جانب 25 رئيس دولة وحكومة آخرين.

ستكون هذه أول زيارة للزعيم الكوري الشمالي إلى الصين منذ كانون الثاني/ كانون الثاني 2019

وستكون هذه أول زيارة للزعيم الكوري الشمالي إلى الصين منذ كانون الثاني/ كانون الثاني 2019 حين زارها لإجراء محادثات مع الرئيس الصيني شي جين بينغ. وقالت شرطة العاصمة في إشعار نشرته على موقعها الإلكتروني، إنه “خلال فترة السيطرة (الإجراءات الأمنية)، ستحاول سلطات المرور تقليل مدة القيود، وتقليل التأثير على حركة المرور قدر الإمكان”. كما نشرت السلطات الصينية في عدد من مقاطعات البلاد، إشعارات متزامنة بشأن فرض عمليات تفتيش أمنية مزدوجة على جميع الركاب الذين يستقلون القطارات فائقة السرعة المتجهة إلى بكين.

تذمر شعبي

يقول لي يانغ، وهو موظف في شركة أدوية بالعاصمة، في حديث مع “العربي الجديد”، إنه منذ منتصف شهر آب/آب الحالي، نواجه يومياً عمليات تفتيش مستمرة ومتكررة عند استخدام مترو الأنفاق في الذهاب إلى العمل، مؤكداً أن هذه الإجراءات تسببت في إطالة المدة الزمنية للوصول إلى مكان العمل. ويوضح أنه كان الأمر يستغرق حوالي 25 دقيقة، بينما الآن “أحتاج إلى حوالي ساعة كاملة، ما يجعلني اضطر للاستيقاظ مبكراً كي أصل في الوقت المحدد إلى الشركة”. عدا عن ذلك هناك أماكن حيوية أصبح من الصعب الوصول إليها لأنها قريبة من ميدان تيانانمين، إذ تحولت تلك الأماكن إلى مربعات أمنية مغلقة، يجد سكانها صعوبة في الدخول أو الخروج منها. حتى الشركات الواقعة في تلك المناطق أقفلت أبوابها بصورة مؤقتة، ومنحت موظفيها إجازة غير مدفوعة إلى حين انتهاء استعراض “يوم النصر”.

شياو شينغ: الإجراءات والإغلاق في بكين ستكبدني خسائر كبيرة

من جهتها، تقول شياو شينغ، وهي صاحبة متجر لأدوات التجميل في منطقة تشاويانغ ببكين، في حديث مع “العربي الجديد”، إنها تلقت إشعارا هي وجميع أصحاب المتاجر المطلة على شارع تشانغآن، بإغلاق المنطقة حتى الثالث من أيلول. وتؤكد أن “هذا بطبيعة الحال سيكبدني خسائر كبيرة لأني مطالبة بدفع إيجار المحل ورواتب الموظفين بالرغم من عدم وجود أي دخل مادي خلال هذه المدة التي ستستمر أسبوعين”. وتلفت إلى أنها كانت تفكر بصورة جدية في مغادرة العاصمة خلال فترة الإغلاق، لكن الضغط الكبير على المطارات ومحطات القطارات نظراً لمغادرة نسبة كبيرة من الشباب باتجاه مدن صينية أخرى، جعلها تصرف النظر عن الفكرة، بالإضافة إلى أن أسعار تذاكر السفر ارتفعت بشكل كبير أيضاً، فيما حال الازدحام المروي بسبب القيود المشددة دون ذلك.

نقل أسلحة ثقيلة

في تعليقه على الإجراءات المصاحبة لهذا الاستعراض العسكري في بكين، يقول الأستاذ في جامعة صن يات سن، ليو تشوان، إن “الأصل في هذه الإجراءات هو حماية السكان، لأننا نتحدث عن استعراض عسكري ضخم، ونقل أسلحة ثقيلة إلى مناطق مأهولة”، مضيفاً في حديث لـ”العربي الجديد”، أن “هذا يستدعي اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر”. وتعمل السلطات، وفق صن يات سن، “بشفافية في شرح ذلك للسكان، وتبذل جهداً كبيراً في تجنب إزعاج الناس وتقليل الاضطرابات الناجمة عن ذلك إلى الحد الأدنى”، لافتاً إلى وجود “تفهم وتعاون كبيرين من السكان”. وفي رأيه “حالة التذمر عادة ما تكون فردية من بعض الذين تمس مثل هذه الإجراءات مصالحهم الخاصة”.

وكانت وسائل إعلام صينية قد ذكرت في وقت سابق من الشهر الحالي، أن الذكرى الـ80 لانتصار الصين على اليابان في الحرب العالمية الثانية تهدف إلى إظهار قوة جيش التحرير الشعبي وتضامنه، وأنه في الثالث من أيلول المقبل، ستصبح خطوات الصين نحو بناء جيش من الطراز العالمي بحلول منتصف القرن، أكثر وضوحاً، عندما تعرض بكين أحدث أسلحتها خلال الاستعراض العسكري. وأشارت وسائل الإعلام إلى أنه مرت ثماني سنوات منذ أن حدد الرئيس الصيني شي جين بينغ هدف بناء جيش عالمي المستوى بحلول 2027، وهو الهدف الذي يفهم منه أنه يضع الجيش الصيني على قدم المساواة مع جيش الولايات المتحدة.