التضخم يواصل الانخفاض في تركيا: ماذا عن خفض أسعار الفائدة؟

التضخم يواصل الانخفاض في تركيا: ماذا عن خفض أسعار الفائدة؟

انخفض معدل التضخم السنوي في تركيا إلى 32.95% في آب/آب، من 33.52% في تموز/تموز، بينما سجل المعدل الشهري في آب نحو 2.04% من 2.06% في تموز. لكن معدل الانخفاض جاء متجاوزاً التقديرات في استطلاع أجرته وكالة رويترز بأن يسجل 32.6%، وهو ما يُرجح وفقاً للوكالة أن يبطئ خطط البنك المركزي لخفض أسعار الفائدة، إذ يطغى أيضاً على زيادة النمو الاقتصادي. 

وقال وزير المالية التركي، محمد شيمشك، إن “عملية خفض التضخم استمرت دون انقطاع”، مشيراً في تدوينة على حسابه الشخصي على منصة إكس، إلى أن معدلات التضخم “تأثرت أيضاً بالصقيع الزراعي والجفاف، حيث ساهمت مجموعة الأغذية التي شهدت زيادات في الأسعار تفوق بكثير المتوسط ​​طويل الأجل، بمقدار 0.7 نقطة مئوية في التضخم الشهري. واستمر انخفاض التضخم السنوي للسلع والخدمات الأساسية في آب أيضاً. وبلغ معدل التضخم في السلع الأساسية 19.8%، بينما انخفض معدل التضخم في الخدمات إلى 45.8%، وهو أدنى مستوى له منذ إبريل/نيسان 2022”.

وشدد على أنه “لتحقيق استقرار الأسعار بشكل مستدام، وهو شرط أساسي للنمو المستدام وزيادة الرفاه المجتمعي، سنواصل الحفاظ على الانضباط المالي وخطواتنا الهيكلية بالعزم نفسه”. من جانبه، قال نائب الرئيس التركي، جودت يلماز، في منشور على منصة “إن سوشيال” التركية، إن معدل التضخم السنوي يتوافق مع توقعات البنك المركزي التي تتراوح بين 25 و29% بحلول نهاية عام 2025. وأضاف وفقاً لوكالة الأناضول أنه “في إطار البرنامج متوسط الأجل الذي سيجري تحديثه خلال الأيام المقبلة، سنواصل كفاحنا الحثيث والمنسق للتضخم، باتباع سياسات شاملة”. 

وفي مؤشر جديد على أن الطلب الاستهلاكي لا يزال قوياً، على الرغم من آثار التشديد النقدي المستمر منذ فترة طويلة، أظهرت بيانات منفصلة يوم الاثنين، أن الاقتصاد التركي نما 4.8% في الربع الثاني من العام، وهو ما تجاوز التوقعات. وخلص استطلاع لآراء اقتصاديين أُجري في تموز/تموز إلى أن البنك المركزي سيخفّض سعر الفائدة الرئيسي إلى 36% بنهاية العام، أي بنحو 700 نقطة أساس، من المستوى الحالي البالغ 43%. إلا أن محللين يرون أن أحدث بيانات التضخم والناتج المحلي الإجمالي قد يبطئان وتيرة تيسير السياسة النقدية. 

وفي تموز/تموز، خفّض البنك المركزي سعر الفائدة الرئيسي 300 نقطة أساس، مستأنفاً بذلك دورة لتيسير السياسة النقدية التي توقفت في آذار/آذار، ووعد باستخدام جميع أدوات السياسة النقدية في حالة حدوث تدهور كبير ومستمر في التضخم. 

(رويترز، الأناضول، العربي الجديد)

تورك تيليكوم تضمن تشغيل شبكة الاتصالات حتى 2050 باستثمار 20 مليار دولار

تورك تيليكوم تضمن تشغيل شبكة الاتصالات حتى 2050 باستثمار 20 مليار دولار

في خطوة تعكس الأهمية الاستراتيجية لقطاع الاتصالات في تركيا، أبرمت شركة تورك تيليكوم اتفاقاً ضخماً مع الحكومة يضمن لها الاستمرار في تشغيل شبكة الهاتف الثابت والبنية التحتية الوطنية حتى عام 2050. وتجمع الصفقة بين البعد المالي المباشر عبر دفعات نقدية للحكومة، والبعد الاستثماري طويل الأمد لتطوير البنية التحتية الرقمية، ما يجعلها من أضخم الاتفاقات في تاريخ قطاع الاتصالات التركي.

وفي التفاصيل التي أوردتها بلومبيرغ الأربعاء، نقلاً عما أعلنه وزير النقل والبنية التحتية عبد القادر أورال أوغلو، ستدفع الشركة ثلاثة مليارات دولار (شاملة الضريبة على القيمة المضافة) للحكومة على مدى السنوات العشر المقبلة مقابل تمديد رخصة التشغيل، التي كان من المقرر أن تنتهي مطلع العام المقبل. وستسدد الشركة 500 مليون دولار سنوياً في أول عامين، ثم 200 مليون دولار سنوياً حتى عام 2034، على أن تدفع 100 مليون دولار دفعةً أخيرة في عام 2035.

إلى جانب ذلك، التزمت تورك تيليكوم بضخ 17 مليار دولار إضافية حتى عام 2050 لتوسيع شبكات الاتصالات وتحديثها وتطوير البنية التحتية الرقمية، على أن تُعلن تفاصيل خطة الاستثمار غداً الخميس. وتُعد تورك تيليكوم لاعباً محورياً في السوق التركية، حيث يملك صندوق الثروة السيادي التركي، برئاسة الرئيس رجب طيب أردوغان، الحصة الأكبر فيها بنسبة 61.7%، فيما تحتفظ وزارة الخزانة والمالية بحصة 25%. كما يمتلك الصندوق أيضاً شركة الأقمار الاصطناعية توركسات وحصة في مشغل الاتصالات المحمول توركسل.

على الصعيد المالي، أعلنت الشركة تحقيق أرباح صافية بلغت 4.87 مليارات ليرة تركية (119 مليون دولار) في الربع الثاني من 2025، بزيادة 14% عن الفترة نفسها من العام الماضي. كما ارتفعت أسهمها 39% في بورصة إسطنبول منذ بداية العام، ما يعكس ثقة المستثمرين في أدائها المستقبلي.

ويمثل الاتفاق امتداداً لدور القطاع الخاص في تشغيل المرافق العامة ضمن إطار “عقود الامتياز”، حيث تمنح الحكومة حق تشغيل المرافق مقابل رسوم واستثمارات طويلة الأمد. وبذلك، لا تقتصر الصفقة على ضمان إيرادات مالية للحكومة، بل تهدف أيضًا إلى تسريع رقمنة الاقتصاد التركي وتعزيز جاهزية البنية التحتية للاتصالات لمواكبة ثورة الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي حتى منتصف القرن الحالي.