by | Sep 4, 2025 | أخبار العالم
أعلن الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم الخميس، سقوط صاروخ أطلق من اليمن في منطقة مفتوحة.
وأضاف “وفقًا للسياسة المتبعة، لم يتم تفعيل أي إنذارات”.
وكان الجيش ذكر في وقت سابق، أنه رصد إطلاق صاروخ من اليمن باتجاه إسرائيل، وأن أنظمة الدفاع الجوي تعمل على اعتراضه. وهذا هو ثالث صاروخ في أقل من 24 ساعة.
إسرائيل تعلن اعتراض صاروخين أُطلقا من اليمن
وأمس الأربعاء، قال الجيش الإسرائيلي في بيانين تفصل بينهما نحو عشر ساعات، إنّه تم اعتراض صاروخين أطلقا من اليمن، مع تفعيل صفارات الإنذار مرتين.
وفي وقت سابق، أفاد الجيش عن اعتراض صاروخ واحد، مشيرًا إلى أنّ هذه هي المرة الأولى التي يتسبّب فيها صاروخ أُطلق من اليمن بتفعيل صفارات الإنذار داخل إسرائيل منذ الضربة الإسرائيلية على صنعاء التي أسفرت عن اغتيال رئيس حكومة الحوثيين أحمد غالب الرهوي و11 مسؤولًا رفيعي المستوى الخميس الماضي.
من جانبهم، تبنّى الحوثيون الهجومين.
وقال المتحدث العسكري باسمهم يحيى سريع إنّ الأول تمّ بواسطة “صاروخين باليستيّين أحدهما نوع فلسطين2 المتشظي ذو الرؤوس المتعددة، والآخر نوع ذو الفقار، استهدفا أهدافًا حساسة للعدو الإسرائيلي في منطقة يافا المحتلة”.
وأضاف سريع “عملياتنا مستمرة وبوتيرة متصاعدة خلال المرحلة القادمة”.
وفي بيان لاحق، أعلن سريع شنّ عمليتين غرب القدس وفي حيفا بشمال إسرائيل. وأشار إلى أن “القوات المسلحة اليمنية… استهدفت هدفًا مهمًا وحساسًا للعدو الإسرائيلي غرب مدينة القدس المحتلة وذلك بصاروخ باليستي فرط صوتي نوعِ فلسطين2″، وأطلقت مسيّرة “استهدفت هدفًا حيويًا… في منطقة حيفا المحتلة”.
ويشن الحوثيون هجمات على إسرائيل باستخدام صواريخ وطائرات مسيرة، إضافة إلى استهداف سفن مرتبطة بها أو متجهة نحوها، ويقولون إن هجماتهم تأتي ردًا على الإبادة الإسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة.
by | Sep 4, 2025 | أخبار العالم
أكد قادة إسرائيل، مساء الأربعاء، رفضهم إنهاء الحرب على غزة عبر صفقة شاملة مع حركة حماس، ما يقلص مجددا من آمال إنهاء حرب الإبادة في غزة قريباً. وجاء ذلك عبر سلسلة بيانات لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ومسؤولين في حكومته بمن فيهم وزراء الأمن، يسرائيل كاتس، والمالية، بتسلئيل سموتريتش، والأمن القومي، إيتمار بن غفير.
وأكدت حركة حماس استعدادها للذهاب إلى صفقة شاملة بعد ساعات من دعوة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أمس الأربعاء، حماس إلى الإفراج “فوراً” عن جميع المحتجزين الإسرائيليين العشرين (الأحياء)، متعهداً بأن “الأمور ستتغير بسرعة”. وقالت الحركة، في بيان: “لا تزال حماس تنتظر رد العدو الصهيوني على المقترح الذي قدمه الوسطاء للحركة في 18 آب/ آب الماضي، والذي وافقت عليه الحركة والفصائل الفلسطينية”.
وأضافت الحركة: “نؤكد استعدادنا إلى صفقة شاملة يتم بموجبها إطلاق سراح جميع أسرى العدو لدى المقاومة، مقابل عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين لدى الاحتلال، ضمن اتفاق ينهي الحرب على غزة وانسحاب كافة قوات الاحتلال من كامل القطاع وفتح المعابر لإدخال احتياجات القطاع كافة وبدء عملية الإعمار”.
وعقب بيان الحركة، زعم مكتب نتنياهو أن “هذه مجرد مناورة أخرى لحماس، لا جديد فيها”، وأضاف: “يمكن للحرب أن تنتهي فوراً بالشروط التي حددها المجلس الوزاري المصغر (الكابينت)”. وتشمل هذه الشروط، وفق مكتب نتنياهو: “الإفراج عن جميع المختطفين (المحتجزين) وتجريد حماس من سلاحها ونزع السلاح في قطاع غزة، والسيطرة الأمنية الإسرائيلية على القطاع، وتشكيل حكومة مدنية بديلة”. وأضاف مكتب نتنياهو: “هذه الشروط وحدها هي التي ستمنع حماس من إعادة التسلح وتكرار مجزرة السابع من تشرين الأول، مرة تلو الأخرى، كما وعدت”.
من جانبه، زعم وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في بيان، أن “حماس تواصل الخداع، وترديد كلمات فارغة، لكنها ستدرك قريبًا أنها مضطرة للاختيار بين خيارين”، واستدرك كاتس: “قبول شروط إسرائيل لإنهاء الحرب، وأهمها الإفراج عن جميع المختطفين وتفكيك أسلحتها، أو أن تتحول (مدينة) غزة إلى نسخة من (مدينتي) رفح (جنوب) وبيت حانون (شمال)”. وختم بقوله: “الجيش الإسرائيلي مستعد بكامل قوته”.
وقال وزير المالية الإسرائيلي، في بيان: “الأمر بسيط للغاية، إعادة كافة المختطفين، ونزع سلاح حماس، وتجريد غزة من السلاح، وإقامة منطقة أمنية، وحرية العمل الإسرائيلي في القطاع على المدى الطويل”،ومضى سموتريتش: “هذا هو الحد الأدنى لإنهاء الحرب. ليس أقل من ذلك. وسنصل إليه، إما باستسلام حماس وقبول هذه الشروط، أو بتدميرها في الحرب قريباً”.
أما وزير الأمن القومي، المتطرف إيتمار بن غفير، فطالب بإزالة حماس: “لكي لا نضطر للرد على بيانات حماس الجوفاء، يجب ألا تكون هناك حماس”. وتابع في بيان: “هذا يجب أن يكون الرد الوحيد على هؤلاء.. الاختيار بين استسلام كامل مع تفكيك كامل للأسلحة، وهجرة طوعية من القطاع، وإعادة جميع المختطفين فوراً. ودون أي مقابل، كإطلاق سراح آلاف من السنواريين (نسبة إلى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بغزة يحيى السنوار) من السجون، أو أن يتم تدميركم بالكامل”.
بالمقابل، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، على منصة إكس: “الحكومة الإسرائيلية غير ملزمة بقبول شروط حماس، بل ملزمة بالعودة إلى المفاوضات فوراً والسعي لإبرام صفقة”. وأضاف: “من المستحيل ألا نحاول حتى إعادة مختطفينا إلى ديارهم”. وتقدر تل أبيب وجود 48 محتجزاً إسرائيلياً بغزة، منهم 20 أحياء. فيما يقبع في سجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيباً وتجويعاً وإهمالاً طبياً قتل العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وفي 18 آب/آب المنصرم، وافقت حركة حماس على مقترح للوسطاء بشأن صفقة جزئية لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة، إلا أن إسرائيل لم ترد على الوسطاء، رغم تطابق بنوده مع مقترح سابق طرحه المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف ووافقت عليه تل أبيب. وبدلاً من الرد على المقترح بادر نتنياهو نحو إطلاق عملية عسكرية لاحتلال مدينة غزة، بدعوى إطلاق سراح الأسرى وهزيمة حماس، وسط تشكيك كبير في إمكانية تحقيق ذلك من قبل معارضين ومسؤولين سابقين وتأكيد الجيش الإسرائيلي أن العملية تشكل خطرا على حياة الأسرى.
وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ 7 تشرين الأول/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثرمن 63 ألفاً و746 شهيداً، و161 ألفاً و245 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، بالإضافة لآلاف المفقودين ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 367 فلسطينياً بينهم 131 طفلاً، حتى أمس الأربعاء.
(الأناضول)
by | Sep 4, 2025 | أخبار العالم
أعلنت السلطات التركية، أمس الأربعاء، أنها منعت حفلاً للمغني الفرنسي إنريكو ماسياس في إسطنبول، كان من المقرر إقامته يوم الجمعة المقبل، عقب دعوات للاحتجاج ضد الفنان بسبب موقفه المؤيد لإسرائيل. وقالت محافظة إسطنبول، في بيان، إنها كانت تريد منع أي تظاهرات على هامش الحفل “ضد الإبادة الجماعية التي ترتكبها دولة إسرائيل الإرهابية في غزة وداعميها”، لكنها اعتبرت الدعوات للاحتجاج مشروعة.
من جهته، قال الفنان البالغ 86 عاماً، لوكالة فرانس برس: “منذ أكثر من ستين عاماً، نلت شرف الغناء في إسطنبول وإزمير، وهما مدينتان أحبهما بشكل خاص بسبب جمهورهما الاستثنائي”، وأضاف: “أشعر بتفاجؤ وحزن عميقين لعدم تمكني من لقاء جمهوري الذي لطالما شاركته قيم السلام والأخوة”.
وكان ماسياس، الذي دافع مراراً عن عمليات إسرائيل الدامية في غزة، قال في مقابلة مع قناة “ليجند” الفرنسية على يوتيوب، في منتصف آب/آب، إنه “كان يغني دائماً عن السلام بين اليهود والمسلمين. طوال الوقت”، معتبراً أنه “أول يهودي نجح في جمع اليهود والمسلمين”. و أضاف إنريكو ماسياس: “مشكلتي هي أنني لا أستطيع تحمل عنف الإرهابيين.. وإذا كان هناك عنف من الجانب الإسرائيلي، فذلك بسبب حماس”، مؤكداً أنه “ليس لديه أي شيء ضد الفلسطينيين”.
ولم يعد المغني، الذي ولد عام 1938 لعائلة يهودية عربية في مدينة قسنطينة، إلى الجزائر منذ مغادرتها عام 1961 بسبب الانتقادات الموجهة له على خلفية دعمه لإسرائيل. وقال لفرانس برس عام 2013: “ما زلت متفائلاً. إذا ما شاء القدر أن أعود إلى الجزائر، فلن أرفض”.
وقدم ماسياس، خلال مسيرة فنية امتدت لأكثر من 60 عاماً، قرابة 150 أغنية معظمها باللغة الفرنسية، تقوم على موسيقى خفيفة ذات مرجعيات نغمية عربية.
(فرانس برس)
by | Sep 4, 2025 | أخبار العالم
استشهد عدد من الفلسطينيين بينهم طفل، وأصيب آخرون جراء الغارات الإسرائيلية على مناطق متفرقة من قطاع غزة منذ منتصف ليلة الأربعاء.
ومنذ 7 تشرين الأول/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل إبادة جماعية بغزة، أسفرت عن عشرات آلاف الشهداء والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، وآلاف المفقودين، ومئات آلاف النازحين.
وتأتي هذه التطورات فيما أعلنت إسرائيل، الأربعاء، رفضها إنهاء الحرب عبر صفقة شاملة مع حركة حماس، مؤكدة عزمها استمرار العدوان على قطاع غزة، أو موافقة الحركة على شروطها ومن بينها سيطرتها الأمنية على القطاع.
الاحتلال يستهدف خيام النازحين
وأفاد مراسل التلفزيون العربي أحمد البطة، باستشهاد 4 فلسطينيين جراء قصف الاحتلال منزلًا في حي الصبرة بمدينة غزة.
وأضاف أن 4 فلسطينيين، بينهم 3 أطفال استشهدوا جراء غارة إسرائيلية استهدفت خيمة للنازحين في حي تل الهوى جنوب غربي مدينة غزة.
كما أشار إلى وقوع عدد من الإصابات جراء غارة نفذتها طائرة مسيّرة إسرائيلية استهدفت خيامًا للنازحين في حي النصر غرب مدينة غزة.
وكان أكثر من 80 فلسطينيًا استشهدوا بنيران وغارات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة على قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الأخيرة، من بينهم 16 شهيدًا من منتظري المساعدات.
يواصل الاحتلال عدوانه على غزة منذ 7 تشرين الأول 2023 – غيتي
إسرائيل ترفض إبرام صفقة شاملة مع حماس
وبعد ساعات من دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، حماس إلى الإفراج “فورًا” عن جميع الأسرى الإسرائيليين العشرين (الأحياء)، متعهدًا بأن “الأمور ستتغير بسرعة”، جددت الحركة، استعدادها للذهاب إلى صفقة شاملة مع إسرائيل.
وأضافت الحركة، في بيان: “لا تزال حماس تنتظر رد العدو الصهيوني على المقترح الذي قدمه الوسطاء للحركة في 18 آب/ آب الماضي، والذي وافقت عليه الحركة والفصائل الفلسطينية”.
وتابعت: “نؤكد استعدادنا إلى صفقة شاملة يتم بموجبها إطلاق سراح جميع أسرى العدو لدى المقاومة، مقابل عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين لدى الاحتلال، ضمن اتفاق ينهي الحرب على غزة وانسحاب كافة قوات الاحتلال من كامل القطاع وفتح المعابر لإدخال احتياجات القطاع كافة وبدء عملية الإعمار”.
وعقب بيان الحركة، زعم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن “هذه مجرد مناورة أخرى لحماس، لا جديد فيها”، حسب تعبيره.
وأضاف: “يمكن للحرب أن تنتهي فورً بالشروط التي حددها المجلس الوزاري المصغر (الكابينت)”.
وتشمل هذه الشروط، وفق مكتب نتنياهو، “الإفراج عن جميع المختطفين (الأسرى) وتجريد حماس من سلاحها ونزع السلاح في قطاع غزة، والسيطرة الأمنية الإسرائيلية على القطاع، وتشكيل حكومة مدنية بديلة”.
وقال “هذه الشروط وحدها هي التي ستمنع حماس من إعادة التسلح وتكرار مجزرة السابع من تشرين الأول، مرة تلو الأخرى، كما وعدت” على حد تعبيره.
من جانبه، زعم الأمن الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في بيان لمكتبه، أن “حماس تواصل الخداع، وترديد كلمات فارغة، لكنها ستدرك قريبًا أنها مضطرة للاختيار بين خيارين”.
واستدرك كاتس: “قبول شروط إسرائيل لإنهاء الحرب، وأهمها الإفراج عن جميع المختطفين وتفكيك أسلحتها، أو أن تتحول (مدينة) غزة إلى نسخة من (مدينتي) رفح (جنوب) وبيت حانون (شمال)”.
وختم بقوله: “الجيش الإسرائيلي مستعد بكامل قوته”.
وفي سياق متصل، قال وزير المالية الإسرائيلي سموتريتش، في بيان: “الأمر بسيط للغاية، إعادة كافة المختطفين، ونزع سلاح حماس، وتجريد غزة من السلاح، وإقامة منطقة أمنية، وحرية العمل الإسرائيلي في القطاع على المدى الطويل”.
ومضى سموتريتش: “هذا هو الحد الأدنى لإنهاء الحرب. ليس أقل من ذلك. وسنصل إليه، إما باستسلام حماس وقبول هذه الشروط، أو بتدميرها في الحرب قريبًا”.
وعلى نفس المنوال، قال وزير الأمن القومي المتطرف بن غفير: “لكي لا نضطر للرد على بيانات حماس الجوفاء، يجب ألا تكون هناك حماس”، حسب تعبيره.
بالمقابل، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، على منصة شركة “إكس”: “الحكومة الإسرائيلية غير ملزمة بقبول شروط حماس، بل ملزمة بالعودة إلى المفاوضات فورًا والسعي لإبرام صفقة”.
ومضى متابعًا “من المستحيل ألا نحاول حتى إعادة مختطفينا إلى ديارهم”.
by | Sep 4, 2025 | أخبار العالم
كشف العدوان الإسرائيلي الأخير على اليمن يوم الخميس الماضي والذي أدى إلى مقتل رئيس الحكومة التابعة للحوثيين أحمد الرهوي وعدد من الوزراء وقيادات أمنية خلال اجتماع لهم، عن حالة انكشاف أمني لدى الحوثيين. اللافت أن العدوان الإسرائيلي هذه المرة كان هدفه تنفيذ عملية اغتيال بعد وصول معلومات إلى القيادة العسكرية الإسرائيلية عن وجود هدف ثمين بحسب التسريبات في الإعلام العبري، ما جعلها تتخذ قرار الموافقة على تنفيذ الغارات في اللحظات الأخيرة، وهو ما جعل غارات 28 آب/آب الماضي بمثابة ضربات استثنائية، بعد ما يقرب من 15 مرة شن العدوان الإسرائيلي غاراته على اليمن مستهدفاً بنى تحتية وحيوية مثل مطار صنعاء وموانئ الحديدة ومصنعي أسمنت في عمران وباجل ومحطات توليد طاقة كهربائية.
وكان اللافت أن زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، بادر بنفسه للاعتراف ضمنياً بأن الجماعة تعاني من حالة اختراق أمني. ففي خطاب متلفز له الأحد الماضي، أعلن الحوثي عن تدشين مرحلة جديدة مما سماها “المعركة الأمنية لتحصين الجبهة الداخلية من الاختراق”، مؤكداً أنها “معركة أساسية ورديفة للمعركة العسكرية”. خطاب الحوثي حمل إشارات إلى مسلحي جماعته الذين دشنوا حملة اعتقالات واسعة في المدن والمحافظات الواقعة تحت سيطرة الجماعة، شملت عدداً من المقربين من رئيس وزراء الحوثيين الذي قُتل في الغارات الإسرائيلية، كما استهدفت قيادات وناشطين في “المؤتمر الشعبي العام”، وسائقي دراجات نارية، وامتدت لتشمل أيضاً عدداً من موظفي الأمم المتحدة في صنعاء والحديدة.
أعلن الحوثي عن تدشين مرحلة جديدة مما سماها المعركة الأمنية لتحصين الجبهة الداخلية من الاختراق
وتعكس الاعتقالات حالة التخبّط التي تعاني منها الجماعة، والتي تحاول تحديد كيفية حصول الجانب الإسرائيلي على المعلومات التي قادته لاستهداف اجتماع الخميس، حيث يتوقع الحوثيون وجود ثغرات تقنية وتكنولوجية قادت الإسرائيليين للوصول إلى بعض المعلومات، غير أن التخوف الأبرز من أن تكون إسرائيل قد نجحت بتحقيق اختراق بشري لجسد الجماعة الذي يعتمد في هيكليته على قيادات تعمل في الظل، ومتوارية عن الأنظار، بموازاة قيادات بارزة بلا صلاحيات مهمة.
مخاوف الحوثيين من الاختراق
وجاءت ضربة الخميس بعد أيام من تحذير عضو المجلس السياسي الأعلى للحوثيين اللواء سلطان السامعي، في حوار مع قناة تلفزيونية حوثية، من أن “الاختراقات موجودة داخل الجماعة وبشكل أكبر مما حصل لحزب الله في لبنان ومما حصل في إيران”. ومع ذلك فإن الضربة الإسرائيلية تعد قليلة التأثير مقارنة بالضربات التي تلقاها حزب الله اللبناني، فالضربة الإسرائيلية لم تستهدف زعيم الحوثيين، ولا القيادات العسكرية للجماعة، كما لم تستهدف أعضاء المجلس الجهادي الذي يمثل السلطة العليا في هيكل الجماعة، والقيادة الفعلية التي تتخذ القرارات وتوجّه السياسات. فالحكومة التي كانت هدفاً للاستهداف والتي تمثل شكلياً حكومة شراكة بين الحوثيين والمؤتمر الشعبي العام ـ جناح صنعاء، هي حكومة غير معترف بها، ولا تمتلك أي صلاحيات على أرض الواقع، كون الوزارات تدار من قبل “المشرفين” المعينين من قبل الجماعة، أي أنها هيكل صوري يمكن تغيير الأسماء فيها من دون إحداث أي تغيير حقيقي.
ومع ذلك تعد الغارات الإسرائيلية الأخيرة بمثابة تحوّل مهم في قواعد الاشتباك التي يفرضها الجانب الإسرائيلي. كما أن وصول الجانب الإسرائيلي لاستهداف الحكومة يحمل رسالة إلى الحوثيين مفادها بأن المرحلة التي كان الإسرائيليون فيها بلا معلومات استخباراتية ولا بنك أهداف معين قد طُويت، وأن قيادات الجماعة باتت مهددة بالاغتيال أكثر من أي وقت مضى.
وتسعى قيادة الحوثيين للتقليل من تأثير الضربة الإسرائيلية، إذ تعمَّد عبد الملك الحوثي عدم ذكر قتلى الضربة في خطابه، كما أن الجماعة لم تعلن الحداد على قيادات الدولة الذين قُتلوا بالغارة الإسرائيلية، على الرغم من إعلان الجماعة الحداد إثر مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في تحطم طائرته في أيار/أيار 2024 وكذلك مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في أيلول/أيلول 2024.
وعلى الرغم من عدم امتلاك الحكومة في صنعاء أي صلاحيات، إلا أنها تبقى في نظر الجماعة رمزاً لبقاء مؤسسات الدولة في مناطق سيطرة الحوثيين، وبالتالي من الواجب ترميم ما حل بها بعد مقتل نصف وزرائها، وإصابة وزراء آخرين، ولذا سارع رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين مهدي المشاط إلى تكليف نائب رئيس الوزراء محمد أحمد مفتاح بتصريف الأعمال، وهو من القيادات الحوثية العقائدية، والتي تملك نفوذاً كبيراً داخل الجماعة، وسبق أن حُكم عليه بالإعدام في العام 2005 بتهمة التخابر مع إيران.
جناح داخل جماعة الحوثيين يريد إقصاء المؤتمر الشعبي العام ـ جناح صنعاء من الحكومة
وحتى الآن لم يتم تعيين وزراء جدد في الحكومة. وأفادت مصادر خاصة لـ”العربي الجديد” بأن هناك توجهاً لدى تيار كبير من قيادة الحوثيين يؤيد فكرة استبدال الوزراء وتعيين القيادي في المؤتمر الشعبي العام ـ جناح صنعاء، هشام شرف، رئيساً للحكومة التي من المتوقع أن تظل كسابقاتها بدون صلاحيات، وتبقى الصلاحيات في يد المشرفين الحوثيين. وأضافت المصادر أن هناك جناحاً آخر داخل الجماعة يريد إقصاء المؤتمر الشعبي العام ـ جناح صنعاء من الحكومة، امتداداً لحالة التضييق عليه خلال الأسابيع الماضية، وتعيين حكومة جديدة جميع أعضائها من الحوثيين، مع منحها صلاحيات واسعة بحيث تكون حكومة حرب.
مرحلة جديدة من المواجهة
وقال المحلل العسكري المقدم أحمد المليكي، لـ”العربي الجديد”، إن الضربة الإسرائيلية الخميس الماضي أثّرت على الحوثيين بشكل محدود، نتيجة استهداف قيادات مدنية غير فاعلة في صنع القرار داخل الجماعة، وزاد على ذلك أن الحوثيين أنفسهم قللوا من حجم الضربة عن طريق عدم منحها الاهتمام اللازم. لكنه استدرك أنه يبقى للضربة تأثيرها الناتج عن رمزية الجهة المستهدفة أي حكومة الحوثيين، وكذلك التغير الحاصل في قواعد الاشتباك من خلال البدء بمرحلة الاغتيالات بعد فشل الإسرائيليين بتحقيق أي اختراق في هذا الجانب خلال الفترة الماضية.
واعتبر المليكي أن إسرائيل “تعاني في التعامل مع جماعة الحوثيين نتيجة عوامل عديدة، أهمها أن ساحة اليمن ظلت خارج اهتمام المخابرات الإسرائيلية، والحوثيون لم يكونوا عدواً محتملاً في الحسابات الإسرائيلية، وبالتالي هناك ضعف تام في المعلومات، وغياب شبه تام لبنك أهداف، وهناك صعوبة في التعامل مع اليمن نتيجة المساحة الكبيرة، والمسافة البعيدة أيضاً، فضلاً عن صعوبة التضاريس في اليمن التي تمنح التفوق للحوثيين”.
أحمد المليكي: ستعتمد إسرائيل بشكل رئيسي على الجانب التقني والتكنولوجي في التجسس على قيادات جماعة الحوثي وتتبُّعها
وأشار المحلل العسكري إلى أنه “من الصعوبة جداً أن تعتمد إسرائيل استخبارياً على الجانب البشري، لأن ذلك يحتاج سنوات من الإعداد، وبالتالي ففي المجال الاستخباراتي ستعتمد إسرائيل بشكل رئيسي على الجانب التقني والتكنولوجي في التجسس على قيادات جماعة الحوثيين وتتبُّعها، ويمكن أن تعتمد أيضاً على دعم الولايات المتحدة في هذا الجانب، لكن من المحتمل بشكل كبير أن الجانب الإسرائيلي حصل على معلومات مهمة تتعلق بجماعة الحوثي عن طريق جواسيسه في لبنان وإيران، ولذا فالأيام المقبلة ستكشف عما إذا كان الإسرائيليون قد نجحوا باختراق جماعة الحوثيين، وإلى أي مدى بلغ حجم الاختراق”. وأوضح أن إسرائيل “طالما دخلت مرحلة الاغتيالات في عدوانها على اليمن، فعلى الأرجح أنها ستستمر بتنفيذ غاراتها وفق هذا النهج، خصوصاً مع التصعيد الحوثي والذي بدأ بإطلاق صواريخ انشطارية باتجاه الأراضي المحتلة يصعب اعتراضها، أي أن الطرفين قد غيّرا من قواعد الاشتباك”.
من جهته، قال الباحث السياسي في مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، مراد العريفي، لـ”العربي الجديد” إنه منذ الضربة الأولى التي شنتها إسرائيل ضد الحوثيين في حزيران/حزيران من العام الماضي بدا واضحاً أنها تفتقر إلى المعلومة لتكون ضرباتها ذات تأثير تدميري، لكن الهجوم الأخير الذي استهدف حكومة الحوثيين رغم أنه لم يمس النظام العسكري للجماعة لكنه يشير إلى أن إسرائيل عملت بجهد وبشكل مركز على جمع المعلومات. وأعرب عن اعتقاده أن إسرائيل وصلت إلى ثغرة استخباراتية من خلال عملية مركّبة تربط بين التقنية تتعلق بتتبع الاتصالات والمراقبة الجوية، والوصول على الأرض من خلال الرصد، وهذا الأمر يتعزز مع سلوك إسرائيل في استهداف حزب الله وقادته والقادة الأرفع في إيران.
وأضاف الباحث السياسي أن “الأمر الآخر يتعلق بأن إسرائيل كما اخترقت محور المقاومة، فإنها بالضرورة قد اخترقت جماعة الحوثيين الذين كانوا ضمن دائرة المحور، خصوصاً في ذات المرحلة التي سبقت 7 تشرين الأول/تشرين الأول 2023، حيث كان التنسيق بين فصائل المحور يتم على مستوى واسع، يتعلق باليمن وسورية ولبنان والعراق وإيران”. وتابع أن الأمر الثالث يتعلق بحملة الاعتقالات التي شنتها جماعة الحوثيين، والتي طاولت العشرات من بينهم موظفون يعملون في وكالات الأمم المتحدة، على اعتبار أن هؤلاء لديهم اتصالات مع آخرين، وهي تهم جاهزة ومعدة سلفاً، وهذا الأمر استبقه الحوثيون بحملة اعتقالات واسعة في محافظة الحديدة، حينما كانت التقارير تتحدث عن هجوم مرتقب للقوات الموالية للحكومة اليمنية منتصف العام الحالي. واعتبر أن هذا “يشي أن حماية العسكريين من الاغتيالات الإسرائيلية هو الهمّ الشاغل للحوثيين، حتى بدا الأمر هستيريا أمنية داخلية تحاول من خلالها إيصال رسائل ردع لمن ينتقدها في أي جانب”. وأشار العريفي إلى أنه “بقدر ما خسر الحوثيون واجهتهم الإدارية، فإنهم قادرون على إعادة تشكيل حكومة في أسرع وقت من وجوه مختلفة، ليس بالضرورة من الأطراف المحسوبة على الجماعة، ويبقى من السهل تعويض الشخصيات التي خسروها حيث لم يكونوا يمثلون أي قيمة فاعلة، نظراً لأن القرار الإداري مرتبط بقيادات الظل في الوزارات والجهات الحكومية والتي ترتبط بشكل مباشر بمكتب عبد الملك الحوثي”.