احتلال مدينة غزة.. اليونيسيف تحذر من تداعيات كارثية على الأطفال

احتلال مدينة غزة.. اليونيسيف تحذر من تداعيات كارثية على الأطفال

حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، من أن “الطفولة لا يمكن أن تبقى على قيد الحياة” في مدينة غزة، مع استعداد إسرائيل لاقتحام واحتلال المدينة الكبرى وسط عدوان مدمر ومتواصل منذ السابع من تشرين الأول/ تشرين الأول 2023. 

وقالت المتحدثة باسم اليونيسف، تيس إنغرام، في إفادة الخميس: “العالم يطلق ناقوس الخطر بشأن ما يمكن أن يجلبه الهجوم العسكري المكثف في مدينة غزة – كارثة لما يقرب من مليون شخص ما زالوا هناك”.

ويستعد جيش الاحتلال الإسرائيلي حاليًا لاحتلال مدينة غزة، وهي أكبر مدينة في القطاع الفلسطيني المحاصر. وتم استدعاء الآلاف من جنود الاحتياط يوم الثلاثاء.

أجساد الأطفال

وقالت إنغرام خلال تفصيلها للوضع الذي واجهته في قطاع غزة على مدار الأيام التسعة الماضية: “هذا الشيء الذي لا يمكن تصوره ليس وشيكًا – بل هو موجود بالفعل. التصعيد جار“.

وتابعت: “سوء التغذية والمجاعة تضعف أجساد الأطفال، بينما يحرمهم النزوح من المأوى والرعاية، والقصف يهدد كل حركة لهم. هذا هو شكل المجاعة في منطقة حرب، وكان في كل مكان نظرت إليه في مدينة غزة”.

وقالت المسؤولة في اليونيسف إن الوضع في القطاع الفلسطيني: “ليس عرضيًا. إنه نتيجة مباشرة للخيارات التي حولت مدينة غزة، بل والقطاع بأكمله، إلى مكان تتعرض فيه حياة الناس للهجوم، من كل الزوايا، كل يوم”.

وأشارت إلى أن الحياة الفلسطينية يجري تفكيكها على نحو مطرد وأكيد، داعية إسرائيل إلى “مراجعة قواعد الاشتباك الخاصة بها لضمان حماية الأطفال” والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، وكذلك حماس إلى إطلاق سراح جميع المحتجزين. 

المجاعة في غزة

ومنذ بداية شهر آب/ أب الفائت، وصفت المنظمة الدولية الوضع الإنساني في غزة بـ”الصادم”، مؤكدة أن القطاع يواجه خطر مجاعة جسيمة وأن الأزمة الإنسانية تزداد تفاقمًا يومًا بعد يوم.

وقال نائب المدير التنفيذي للمنظمة تيب شيبان، في تصريحات صحفية، إن هناك مؤشرات واضحة تؤكد تجاوز غزة لعتبة المجاعة، مشيرًا إلى أن واحدًا من كل ثلاثة أشخاص يقضي أيامًا كاملة من دون طعام.

وتشن قوات الاحتلال الإسرائيلي حرب إبادة جماعية على قطاع غزة، خلفت حتى الآن – وفق وزارة الصحة- 64 ألفًا و231 شهيدًا بالإضافة إلى 161 ألفًا و583 جريحًا، وأكثر من 10 آلاف مفقود، ومجاعة أودت بحياة المئات، فيما يعيش أكثر من مليوني فلسطيني في ظروف نزوح قسري وسط دمار شامل.

مسؤولون أميركيون: الوقت ينفد أمام لبنان لنزع سلاح حزب الله

مسؤولون أميركيون: الوقت ينفد أمام لبنان لنزع سلاح حزب الله

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب حذرت قبل اجتماع وزاري في بيروت من المقرر عقده اليوم الجمعة، من أن الوقت ينفد أمام قادة لبنان لنزع سلاح حزب الله، وأنهم يخاطرون بفقدان الدعم المالي الأميركي ودعم دول الخليج، وقد يمتد الأمر إلى تجدد الهجمات العسكرية الإسرائيلية، مضيفة أن الولايات المتحدة وإسرائيل ودول الخليج تضغط على الحكومة اللبنانية للتحرك بحزم ضد حزب الله.

وطبقا للصحيفة، تعتبر إدارة ترامب اجتماع مجلس الوزراء، اليوم الجمعة، اختبارا حاسما للإرادة السياسية، مضيفة أن مسؤولين بالإدارة الأميركية -لم تذكر أسماءهم بناء على طلبهم- يخشون من أن تحجم الحكومة اللبنانية عن مواجهة محتملة مع حزب الله. ونقلت عن أحد المسؤولين تحذيرا من أن اتخاذ إجراءات جزئية ضد حزب الله قد يدفع الكونغرس إلى قطع التمويل الأميركي السنوي البالغ 150 مليون دولار للقوات المسلحة اللبنانية.

ورغم أن طلب الميزانية السنوي للرئيس ترامب لم يجدد هذا التمويل بالفعل، إلا أن المسؤولين يقولون إن الكونغرس قد يدعم أي خطة جدية لنزع السلاح بمبالغ مالية للمعدات والرواتب، وحذروا من أن أي تأخير في بيروت سيكون له تأثير معاكس، كما اعتبروا أن المخاوف من شبح حرب أهلية جديدة في البلاد لا أساس لها، خاصة بعد ضعف إيران عقب الهجمات الإيرانية وبعد الإطاحة بالنظام السوري.

ونقلت الصحيفة عن شخص -لم تذكر ما إذا كان مسؤولا في الإدارة أم لا-، أنه ناقش أخيرا مع مسؤول سعودي رفيع المستوى مشارك في الجهود الدبلوماسية أن السعوديين يشاركون الرأي بأن حزب الله لا يتوقع أن يرد على جهود نزع السلاح بعنف واسع النطاق، وأشارت إلى تصريحات السفير الأميركي لدى تركيا توماس برّاك الذي قال في زيارة الأسبوع الماضي إن “حزب الله يمكن إقناعهم بالانضمام إلى دولة لبنانية موحدة، في بيئة غير معادية ودون حرب أهلية”.

فيما أشار المسؤولون الأميركيون إلى أن الخطر الأكبر على لبنان من التأخير أو اتخاذ إجراءات جزئية هو أن إسرائيل ستقرر أن عليها “إنهاء المهمة” من خلال حملة عسكرية جديدة قد تسبب خسائر وأضراراً جسيمة، فيما يعتقد محللون أن إسرائيل قد تنشئ منطقة آمنة خالية من السكان في الجنوب مثلما فعلت في الثمانينيات.

ونقلت “نيويورك تايمز” عن السفير الأميركي السابق لدى المغرب إدوارد غابريال، ورئيس فريق العمل الأميركي المعني بلبنان، قوله إن نجاح أي خطة لا يعتمد فقط على خطة موثوقة لنزع سلاح حزب الله، وإنما أيضا “على ضمانات واضحة بانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية”، مضيفا أن “الوساطة الأميركية لا غنى عنها لتحقيق هذا التوازن”. بينما أشار مسؤول بإدارة ترامب إلى أن إقامة اتصال بين القوات اللبنانية المسلحة وقوات الدفاع الإسرائيلية هدف مهم وضروري.

مدينة غزة تحت النار.. شهداء وجرحى بقصف الاحتلال خيامًا وشققًا سكنية

مدينة غزة تحت النار.. شهداء وجرحى بقصف الاحتلال خيامًا وشققًا سكنية

استشهد عدد من الفلسطينيين، وأُصيب آخرون جراء هجمات مكثفة على مدينة غزة منذ منتصف ليلة الخميس.

ويأتي ذلك ضمن الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل، بحق الفلسطينيين في قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ تشرين الأول 2023.

والخميس، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عن استشهاد 64231 فلسطينيًا منذ 700 يوم من بدء العدوان على القطاع.

الاحتلال يكثف قصفه على مدينة غزة

وفي التفاصيل، أفاد مراسل التلفزيون العربي باستشهاد 19 فلسطينيًا، وسقوط عدد كبير من الجرحى جراء هجمات مكثفة على مدينة غزة منذ منتصف الليل، منهم 3 استشهدوا جراء استهداف الاحتلال خيمة نازحين بالقرب من الجامعة الإسلامية غربي المدينة.

كما استشهد فلسطيني في قصف شقة سكنية في شارع النفق، كما استهدف الاحتلال خيمة نازحين بالقرب من وزارة العمل في مدينة غزة.

إلى ذلك، اندلعت النيران في عمارة سكنية عقب استهدافها بطائرة مسيّرة تابعة للاحتلال في شارع الثلاثين جنوبي مدينة غزة.

وأظهرت مقاطع مصورة انتشال عدد من الشهداء عقب استهداف المبنى السكني.

وأسفر استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي خيمة تؤوي نازحين بحي الرمال في مدينة غزة عن عدد من الشهداء منهم أطفال، إلى جانب إصابات متفرقة.

وكان مراسل التلفزيون العربي أفاد في وقت سابق باستشهاد 87 فلسطينيًا منهم 16 من منتظري المساعدات جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة خلال 24 ساعة.

احتلال مدينة غزة

إلى ذلك، تشهد الأحياء الشرقية والشمالية لمدينة غزة نزوحًا واسعًا نحو غربها منذ 13 آب/ آب الماضي، تحت وطأة القصف المكثف، بعدما أعلنت إسرائيل، الجمعة الماضية، المدينة “منطقة قتال خطيرة” التي يقطنها نحو مليون فلسطيني.

وخلال الفترة ذاتها، فجر الجيش الإسرائيلي أكثر من 100 روبوت مفخخ وسط الأحياء السكنية في مدينة غزة، وفق بيان للمكتب الإعلامي الحكومي في القطاع صدر الأربعاء.

كما نفذ أكثر من 70 غارة جوية مباشرة باستخدام الطائرات الحربية، ما أسفر عن استشهاد 1100 فلسطيني وإصابة 6008 آخرين، حسب البيان.

وبحسب الطرح الذي قدمه نتنياهو، فإن الخطة تبدأ بتهجير فلسطينيي مدينة غزة نحو الجنوب، يتبعها تطويق المدينة، ومن ثم تنفيذ عمليات توغل إضافية في مراكز التجمعات السكنية، وفق هيئة البث العبرية الرسمية.

صانعو الخراب.. ما الدور الذي يلعبه جنود سلاح الهندسة الإسرائيلي بغزة؟

صانعو الخراب.. ما الدور الذي يلعبه جنود سلاح الهندسة الإسرائيلي بغزة؟

بين كل الأهداف فإن كتائب ووحدات الهندسة في الجيش الإسرائيلي هي الأهم عند مقاتلي المقاومة الفلسطينية لأسباب عديدة، إذ تسميهم هذه الأخيرة بـ”صانعي الخراب”.

فجنود الهندسة المتنوعة هم المكلفون بتفخيخ المنازل لهدم أحياء كاملة، وشق الطرقات وتفكيك المتفجرات عدا عن تنفيذهم جرائم منها الإعدامات الميدانية.

ووثق مقطع  مصور حصل عليه التلفزيون العربي، إعدام مسن في حي النصر بمدينة غزة، وصفه الجنود بالمخرب، لكنهم اعترفوا لاحقًا أنه كان أعزل، وقد أشار لهم بيديه الخاليتين، ليتبين بعدها أنه من ذوي الاحتياجات الخاصة، ورغم ذلك تفاخر الجندي بقتله وهنأه الضابط وبقية الجنود.

جنود سلاح الهندسة الإسرائيلي 

فهؤلاء الجنود من كتيبة الهندسة المدرعة “أساف 601″، وهي من أهم كتائب الجيش الهندسية إلى جانب “لاهاف 603″، و”هميخان 605″، و”باهَد 614″، والكتيبة الأحدث “همفتس 607”.

ويوجد داخل الكتائب وحدات متخصصة أبرزها “يلهوم”، وهي نخبة الهندسة القتالية المتخصصة في قتال الأنفاق ومعالجة العبوات والدفاع الكيماوي والنووي والتفجير تحت الأرض.

كما أن لكل لواء مشاة سرية هندسية، ولكل لواء مدرعات كتيبة هندسية. كجفعاتي وجولاني، وناحال.

وفي 15 حزيران/ حزيران 2004، نفذت المقاومة الفلسطينية كمينًا مركبًا في حي تل السلطان برفح، حيث بدأ الهجوم باستهداف جرافة “D9” بقذيفة “ياسين 105” مما أدى إلى توقفها.

وعند وصول آليات الدعم، بدأت المرحلة الثانية من الكمين، وتم استهداف ناقلة الجند المدرعة “النمر”، أسفر ذلك عن مقتل 8 جنود جميعهم من سلاح الهندسة، ومن بينهم النقيب وسيم محمود، والرقيب أول ضابط أور بلوموفيتش ضابط الرشاش، والرقيب أول أوزي يشعيا غرابر، وآخرون.

صورة خاصة بالتلفزيون العربي لجنود سلاح الهندسة الإسرائيلي

صورة خاصة بالتلفزيون العربي لجنود سلاح الهندسة الإسرائيلي

وتظهر صور وجدت بحوزة الجنود القتلى توثيقًا لعمليات تخريب وتدمير نفذوها في غرب مدينة غزة خلال بدايات شهر كانون الأول/ كانون الأول لعام 2023.

وبعد مرور 7 أشهر كانت نهايتهم على يد المقاومين في رفح، إذ تقول المقاومة إن خسائر سلاح الهندسة في معركة طوفان الأقصى كبيرة، وقد حصل التلفزيون العربي على 13 مقطعًا مختلفًا لكمائن نفذها مقاتلو القسام، الجناح العسكري لحركة حماس.

في المقابل اعترف الاحتلال بمقتل 75 جنديًا وضابطًا من سلاح الهندسة تحت بند ما سمح بنشره.

ورصدت معظم العمليات في رفح خاصة في مناطق يبنا والشابورة وتل السلطان، كما وثقت هجمات مماثلة في بيت لاهيا وجباليا والريان.

كما أن الكمائن الأخيرة في خانيونس ضمن ما سمته المقاومة بسلسلة عمليات “حجارة داوود“، معظم قتلاها من ضباط وجنود الهندسة.

وكان آخرهم مشغل المعدات الهندسية أبراهام أزولاي الذي حاول المقاومون أسره، ولكنه أبى إلا أن يكون في عداد القتلى.

وفي تل زعرب في رفح رُصدت آليات هندسية استهدفت بـ”السهم الأحمر”، وقاذفة رجوم إضافة إلى الكمائن المركبة شرق رفح والاشتباكات المباشرة كما يظهر في أكثر من مقطع.

وفي بيت لاهيا شمالًا، رُصدت الآليات ثم استهدفت بشكل متزامن بعدة قذائف ياسين منها ميركافا و”D9″.

وفي جباليا كمين محكم لقوة هندسية جنوب دوار الصفطاوي، بدأ برسم المسار المتوقع ثم تجهيز العبوات ثم باستهداف الآليات بقذائف التاندوم لدفعها نحو مسار الكمين وجلب مزيد من التعزيزات قبل تفجير العبوات.

فما يظهر من هذه الكمائن ليس مجرد أرقام بل هو تحول نوعي في طبيعة المواجهة، حيث أصبح العمل الهندسي العسكري هدفًا مباشراً ومتكررًا في هذه المعركة، وبات صانع الخراب في عين الهدف.

ما الدور الذي يلعبه سلاح الهندسة الإسرائيلي؟

وفي هذا الإطار، أكد محلل التلفزيون العربي للشؤون العسكرية والإستراتيجية اللواء المتقاعد محمد الصمادي أن المهام التي تتبعها وحدات الهندسة الإسرائيلية هي “الهدم والتخريب وإفساد في الأرض”.

وفي حديث للتلفزيون العربي من العاصمة الأردنية عمان، أوضح أن منهجية التدمير التي تتبعها إسرائيل تهدف إلى تفريغ القطاع من سكانه، عبر سياسة الأرض المحروقة، حيث تبدأ العمليات بدخول وحدات الهندسة، تمهيدًا لتوغل القوات البرية.

وأشار الصمادي إلى أن هذه الإستراتيجية ليست مجرد أداة عسكرية، بل تحمل أهدافًا سياسية واضحة، معتبرًا أن ما يجري في غزة يمثل أكبر عملية تطهير عمراني ممنهج في التاريخ الحديث.

وأضاف أن الاحتلال يعتمد على القصف المدفعي والجوي، إلى جانب استخدام الطائرات المسيّرة والمروحيات والروبوتات المتفجرة، لتجنب المواجهة المباشرة مع المقاومة التي لا تزال حاضرة، وقد تُلحق به خسائر فادحة.

كما لفت أن الاحتلال يستخدم ما يصل إلى 10 روبوتات في كل منطقة مستهدفة، يحمل كل منها ما بين 5 إلى 7 أطنان من المتفجرات، بهدف محو تلك المناطق بالكامل من الخارطة.

وفي حديث للتلفزيون العربي من غزة، أضاف بصل أن الاحتلال دمر أيضًا كامل المنطقة الجنوبية لحي الزيتون في مدينة غزة.

وأوضح أن الاحتلال لجأ إلى جميع الوسائل الممكنة لتنفيذ عمليات القتل والتدمير، بما في ذلك الروبوتات المفخخة، والعربات، والجرافات، والحفارات التي سوت المنازل بالأرض.

وأكد بصل أن الاحتلال ينتهج سياسة تدمير ممنهجة ومدروسة، تهدف إلى إزالة كل منزل قائم في أي منطقة تدخلها قواته البرية داخل قطاع غزة.

أميركا تفرض عقوبات على منظمات حقوقية فلسطينية.. ما تداعيات القرار؟

أميركا تفرض عقوبات على منظمات حقوقية فلسطينية.. ما تداعيات القرار؟

فرضت واشنطن عقوبات على 3 منظمات حقوقية فلسطينية طالبت المحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق مع إسرائيل بشأن ارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة، حسبما أظهر الموقع الإلكتروني لوزارة الخزانة الأميركية، الخميس.

وبدعم أميركي، ترتكب إسرائيل منذ 7 تشرين الأول/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

ومنذ ذلك الحين، أسفر العدوان الإسرائيلي عن عشرات آلاف الشهداء والجرحى، ودفع جميع سكان غزة تقريبًا إلى النزوح من منازلهم مرة واحدة على الأقل، وتسبب في أزمة جوع، وصفها مرصد عالمي لمراقبة الجوع بأنها مجاعة.

أميركا تفرض عقوبات على منظمات حقوقية فلسطينية

وأدرجت الولايات المتحدة المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان ومركز الميزان لحقوق الإنسان ومقرهما قطاع غزة، بالإضافة إلى مؤسسة الحق- القانون من أجل الإنسان ومقرها رام الله، في ما قالت الوزارة إنه إدراج مرتبط بالمحكمة الجنائية الدولية.

وطلبت المنظمات الثلاث من المحكمة الجنائية الدولية في تشرين الثاني/ تشرين الثاني 2023 إجراء تحقيق في الغارات الجوية الإسرائيلية على المناطق المدنية المأهولة بالسكان في غزة، فضلًا عن حصار القطاع وتشريد سكانه.

وبعد عام، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الأمن السابق يوآف غالانت، بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وفرضت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب عقوبات على قضاة بالمحكمة الجنائية الدولية، وكذلك المدعي العام بها، بسبب مذكرات الاعتقال الإسرائيلية.

وتأتي العقوبات الأميركية على المنظمات الفلسطينية بعد أيام من إصدار أكبر رابطة أكاديمية من العلماء والمتخصصين في شؤون الإبادة الجماعية في العالم قرارًا ينص على استيفاء المعايير القانونية التي تثبت ارتكاب إسرائيل إبادة جماعية في غزة.

ووصفت إسرائيل هذا الإعلان بأنه مشين و”يستند كليًا إلى حملة أكاذيب حماس”، حسب تعبيرها.

ما تأثير فرض العقوبات؟

من جانبه، اعتبر نائب مدير مركز الميزان لحقوق الإنسان، سمير زقوت، أن القرار الصادر عن الإدارة الأميركية لم يكن مفاجئًا، مؤكدًا أن واشنطن تُعد شريكًا في إبادة الشعب الفلسطيني، وداعمًا تاريخيًا للسياسات والمآذارات التي تنتهك القانون الدولي، بما في ذلك الفصل العنصري، والتهجير القسري، ومخططات التهويد.

وفي حديث للتلفزيون العربي من مدينة دير البلح، أشار زقوت إلى أن جميع الانتهاكات الإسرائيلية التي تخالف قواعد القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان، تقف خلفها الولايات المتحدة بشكل مباشر أو غير مباشر.

وأضاف أن المؤسسات الحقوقية الثلاث تلعب دورًا محوريًا في المواجهة القانونية، من خلال نزع الشرعية عن الاحتلال وكل من يسانده، مستندة في عملها إلى المرجعيات القانونية الدولية دون أي أهداف أو أجندات سياسية.

وأكد زقوت أن العقوبات التي تطال هذه المؤسسات لا تختلف عن تلك التي واجهها شخصيات دولية مثل المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية كريم خان، ومقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية في جنيف فرانشيسكا ألبانيز، وكل من أدان جرائم الحرب الإسرائيلية.

وختم بالقول: “سنواصل جهودنا بكل ما أوتينا من قوة، وسنسعى للبقاء كمؤسسة تقدم خدمات إنسانية جليلة”.