“أوفيك 19”.. سلاح إسرائيل الجديد للتجسّس والمراقبة العسكرية

“أوفيك 19”.. سلاح إسرائيل الجديد للتجسّس والمراقبة العسكرية

أعلنت وزارة الأمن الإسرائيلية ليل الثلاثاء الأربعاء، إطلاق أحدث أقمارها الصناعية المخصّصة لأغراض تجسّسية، من موقع لم يُكشف عنه رسميًا.

وأوضح مراسل التلفزيون العربي في القدس المحتلة أحمد دراوشة، أنّ القمر الصناعي رُصد في تل أبيب وحيفا والضفة الغربية وقطاع غزة وصولًا إلى جنوب لبنان.

ما هو القمر الصناعي “أوفيك 19″؟

وأشار مراسلنا إلى أنّ القمر الصناعي هو من نوع “أوفيك 19” الذي استخدمت إسرائيل النسخة الأولى منه “أوفيك” لأول مرة عام 1988 بهدف المراقبة وجمع معلومات المخابرات لصالح جيش الاحتلال، وتُطلقه بشكل دوري كل عام أو عامين.

وذكر مراسلنا أنّ “أوفيك” يعني “أفق”، وهو واحد من أدوات إسرائيل للتجسّس في المنطقة.

و”أوفيك 19″ هو قمر صناعي متقدّم للغاية للمراقبة، مزوّد برادار الفتحة الاصطناعية، ومصمّم لتوفير قدرات تصوير عالية الدقة في جميع الظروف الجوية”.

وتمّ تصنيع القمر الصناعي الجديد من قبل شركة الصناعات الجوية التابعة للاحتلال (IAI)، وهي شركة حكومية مسؤولة عن تطوير تكنولوجيا الفضاء والأسلحة المتقدمة لصالح الجيش.

وبعد دخوله مداره حول الأرض، سيخضع القمر الصناعي لسلسلة من الاختبارات للتحقق من أدائه وجاهزيته التشغيلية.

وتُعدّ إسرائيل واحدة من 13 دولة تمتلك قدرات إطلاق الأقمار الصناعية، كما تعاونت مع عدد من الدول في مجال تكنولوجيا الأقمار الصناعية، بما في ذلك إيطاليا وفرنسا.

“يونيفيل” تندد بهجوم إسرائيلي “خطير” بالمسيرات على جنودها في جنوب لبنان

“يونيفيل” تندد بهجوم إسرائيلي “خطير” بالمسيرات على جنودها في جنوب لبنان

قالت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) إنّ طائرات مسيرة إسرائيلية أسقطت أربع قنابل يدوية بالقرب من جنود حفظ السلام الذين كانوا يعملون على إزالة عوائق تعرقل الوصول إلى موقع للأمم المتحدة، صباح أمس الثلاثاء. وأضافت، في بيان اليوم الأربعاء “يعد هذا الهجوم من أخطر الهجمات على أفراد يونيفيل وممتلكاتها منذ اتفاق وقف الأعمال العدائية في… تشرين الثاني/ تشرين الثاني الماضي”.

وتابعت “سقطت قنبلة واحدة على بعد 20 متراً، وثلاث قنابل أخرى على بعد حوالي 100 متر من أفراد وآليات الأمم المتحدة”.

وأشارت “يونيفيل” إلى أنه تم إبلاغ جيش الاحتلال الإسرائيلي مسبقاً بأعمال إزالة العوائق التي تقوم بها القوات في المنطقة الواقعة جنوب شرقي قرية مروحين، جنوبي لبنان. وأضافت “حرصاً على سلامة قوات حفظ السلام عقب الحادث، تم تعليق الأشغال التي كانت تجري يوم أمس”.

وصوّت مجلس الأمن بالإجماع، الخميس الماضي، على تمديد مهمة بعثة حفظ السلام في جنوب لبنان حتى نهاية عام 2026، بعد نحو خمسة عقود من عملها هناك. وبموجب القرار الأممي، تنتهي عمليات بعثة “يونيفيل” في جنوب لبنان بنهاية عام 2026، وتبدأ عملية سحب قواتها، البالغ قوامها 10,800 فرد عسكري ومدني إلى جانب المعدات، فوراً بالتشاور مع الحكومة اللبنانية، على أن تكتمل العملية في غضون عام. 

وتشير مسودة القرار إلى أن الهدف من ذلك هو جعل الحكومة اللبنانية “الموفّر الوحيد للأمن” في جنوب لبنان، شمال الخط الأزرق الذي رسمته الأمم المتحدة مع إسرائيل، كما تدعو المسودة إلى سحب قوة “يونيفيل” أفرادها من شمال هذا الخط. وجاء ذلك، بعدما نقل وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، الأسبوع الماضي، موقف إسرائيل الرسمي المطالب بإنهاء عمل قوات يونيفيل في جنوب لبنان إلى وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو. 

ولم تتوقف إسرائيل منذ التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في تشرين الثاني/ تشرين الثاني الماضي عن تنفيذ غارات جوية وقصف شبه يومي على الجنوب اللبناني، ما أدى إلى سقوط قرابة 80 لبنانياً سقطوا ضحايا للهجمات الإسرائيلية بحسب تقرير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس مطلع تموز/ تموز الماضي. كما أن إسرائيل ما زالت تحتل خمسة مواقع من المفترض أن تنسحب منها بحسب الاتفاق. لكن الحصيلة وفقاً للأرقام التي يمكن رصدها بناء على ما تعلنه وزارة الصحة اللبنانية أعلى بكثير، إذ بلغت منذ وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني 2024 وحتى 15 آب/ آب المنصرم، 252 شهيداً، و525 جريحاً، فيما شن الاحتلال 620 غارة ونفذ 4300 خرق.

(رويترز، العربي الجديد)

ألقت قنابل قرب موقعها.. اليونيفيل تندد بشنّ إسرائيل هجومًا عليها

ألقت قنابل قرب موقعها.. اليونيفيل تندد بشنّ إسرائيل هجومًا عليها

أعلنت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان “اليونيفيل” اليوم الأربعاء، أنّ طائرات مسيّرة إسرائيلية ألقت قنابل قرب مواقعها في منطقة الخط الأزرق جنوب لبنان، في “أحد أخطر الهجمات على أفرادها وممتلكاتها”، منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان في تشرين الثاني/ تشرين الثاني الماضي.

وقالت قوات “اليونيفيل” في بيان، إنّ مسيّرات تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي ألقت صباح أمس الثلاثاء “أربع قنابل بالقرب من قوات حفظ السلام التابعة لليونيفيل أثناء عملها على إزالة عوائق تعرقل الوصول إلى موقع للأمم المتحدة قرب الخط الأزرق”.

وذكرت أنّ إحدى القنابل سقطت على بُعد 20 مترًا، فيما سقطت القنابل الثلاث الأخرى على بُعد نحو 100 متر من أفراد وآليات الأمم المتحدة، مشيرة إلى أنّها أبلغت جيش الاحتلال بشكل مسبق عن أشغالها في إزالة العوائق في المنطقة الواقعة جنوب شرق بلدة مروحين.

وشدّدت “اليونيفيل” على أنّ أي أعمال تُعرّض قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وممتلكاتها للخطر، وأي تدخّل في المهام الموكلة إليها، “أمر غير مقبول، ويُمثل انتهاكًا خطيرًا للقرار 1701 والقانون الدولي”.

وأكدت أنّه يقع على عاتق الجيش الإسرائيلي مسؤولية ضمان سلامة وأمن قوات حفظ السلام التي تؤدي المهام التي كلّفها بها مجلس الأمن.

وتمّ تبنّي القرار بالإجماع، والذي يُعيد تأكيد دور “اليونيفيل” في دعم الجيش اللبناني وتطبيق القرار 1701، الذي أرسى وقف الأعمال القتالية بعد حرب تموز/ تموز 2006.

وقد جاء القرار وسط ضغوط إسرائيلية لإنهاء مهمة اليونيفيل، فمؤخرًا قالت صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية، إن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، بعث رسالة إلى نظيره الأميركي ماركو روبيو، طالبه فيها بإنهاء عمل القوة الأممية.

الاحتلال يستهدف سيارات الإسعاف.. وضع كارثي في غزة وسط استمرار الحرب

الاحتلال يستهدف سيارات الإسعاف.. وضع كارثي في غزة وسط استمرار الحرب

استشهد عدد من الفلسطينيين، وأصيب آخرون جراء الغارات الإسرائيلية المتفرقة على قطاع غزة منذ منتصف ليلة الثلاثاء.

يأتي ذلك، فيما تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ تشرين الأول 2023.

وأسفر العدوان الإسرائيلي على غزة عن عشرات آلاف الشهداء والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت المئات.

الاحتلال يواصل عدوانه على غزة

وفي التفاصيل، أفاد مراسل التلفزيون العربي عبد الله مقداد فجر الأربعاء باستشهاد 10 فلسطينيين جراء الغارات الإسرائيلية المتفرقة على قطاع غزة منذ منتصف الليلة الماضية.

وأشار المراسل إلى استشهاد 3 فلسطينيين جراء استهداف الاحتلال لمنزل سكني بحي الفواخير وسط مدينة غزة، فيما أسفر قصف آخر على منزل في حي الدرج عن شهيد وعدد من الجرحى.

كما أشار إلى تجدد عمليات القصف في محيط بركة الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة، وسط استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع.

وكان مراسلنا، قد أفاد في وقت سابق باستشهاد أكثر من 110 فلسطينيين جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة منذ فجر الثلاثاء.

ومساء الثلاثاء، ألقت طائرات الكواد كابتر الإسرائيلية قنبلة حارقة على سيارات الإسعاف داخل عيادة الشيخ رضوان، ما أدى إلى نشوب حريق بالمكان شمال غزة.

وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، الثلاثاء، ارتفاع حصيلة الإبادة الإسرائيلية في القطاع إلى 63 ألفًا و633 شهيدًا و160 ألفًا و914 مصابًا منذ 7 تشرين الأول 2023.

“وضع صحي كارثي في غزة”

بدوره، حذر الدكتور محمد أبو سلمية، مدير مجمع الشفاء الطبي، من أن الوضع الصحي والإنساني في قطاع غزة وصل إلى أسوأ مراحله منذ بداية العدوان الإسرائيلي، محذرًا من انهيار كامل للمنظومة الصحية.

وأوضح أبو سلمية في تصريح عبر صفحته على فيسبوك، أن المستشفيات ممتلئة عن آخرها، إذ بلغت نسبة إشغال الأسرّة ما بين 250 إلى 300%، فيما تسجل الأقسام الطبية ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات التهابات الجروح.

وأضاف أن شهر آب/ آب الماضي كان الأعلى في وفيات المجاعة منذ بدء العدوان، وسط توقعات بزيادة الوفيات خلال الفترة المقبلة نتيجة استمرار انعدام الغذاء.

وأكد أن الدواء والمستهلكات الطبية وصلت إلى مرحلة حرجة، حيث يعاني القطاع من عجز يتجاوز 60%، فيما نفدت تمامًا مخزونات أدوية التخدير، البلاتين، والجبس، وأدوية الطوارئ والعمليات، المضادات الحيوية، وأدوية السرطان والأمراض المزمنة.

وأشار إلى أن هذه الأدوية غير متوفرة حتى في مراكز الصحة أو المنظمات الدولية أو الصيدليات الخاصة.

وعلى الصعيد الإنساني، قال إن السكان يعيشون نزوحًا متكررًا في ظروف قاسية، بلا غذاء كافٍ ولا مياه صالحة للشرب، حيث تختلط مياه الاستخدام اليومي بمياه الصرف الصحي.

وختم أبو سلمية بالتشديد على أن “وقف الإبادة الجماعية وحده كفيل بحل هذه الأزمات والتداعيات”، داعيًا المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لوقف الحرب.

إسرائيل لا ترد… لكننا متعايشون

إسرائيل لا ترد… لكننا متعايشون

تملأ جماهير الاحتلال الصهيوني الشوارع منذ أكثر من 20 شهراً رفضاً لما تسميه تخاذل حكومتها حيال مسألة الأسرى في غزّة، تقطع الطرق وتتعطّل المرافق وتعطّل الدراسة، لأنّ هناك، كما تنقل وسائل الإعلام الإسرائيلية، “47 مختطفاً ما زالوا في غزة ولن نتعلم التعايش مع هذا”. هكذا يقول طلّاب ومعلّمو المدارس التي أغلقت أبوابها مع بدء العام الدراسي احتجاجاً على استمرار الحرب على غزّة.

ليس هؤلاء، بالطبع، دُعاة سلام، ولا كارهين للحرب على الشعب الفلسطيني، أو اهتزّت ضمائرهم لقتل ما يقترب من 65 ألفاً من الفلسطينيين، كلّ ما في الأمر أنهم يبحثون عمّا يُعيد لهم ما تبقى من ذويهم الأسرى، ثم ليحترق العالم بعدها، إذ يرفضون فكرة التعايش مع واقعٍ يقول إنّ عشرات من جنودهم أسرى في قبضة المقاومة الفلسطينية لا يزالون.

على الضفة الأخرى، ثمّة مجتمع عربي، شعوباً وأنظمة، متعايش مع فكرة استشهاد 70 إنساناً، على الأقل، يومياً في غزّة، بينهم عشرة على الأقل من منتظري المساعدات، إلى جانب أطفال يموتون جوعاً، من دون أن تتخطّى ردّات الفعل كم دمعة تحتبس في العيون التي ألفت مشاهد الجثث الممزّقة والوجوه المحروقة والدماء التي تتقاطر من عرباتٍ تنقل جرحى إلى مستشفيات، صارت أهدافاً مثالية للقاتل الصهيوني، وبعد الدموع، إن سقطت، بعض دعوات على العدو وعلى المتواطئين معه بالصمت والضعف من الحكّام.

الحكومات العربية هي الأخرى مُتعايشة مع فكرة الامتياز والتفوّق في التعاطي مع مأساة غزّة، إذ كلّهم أشقاء أوفياء وداعمون أقوياء، وقد فعلوا كلّ ما عليهم القيام به، لكن إسرائيل سيئة، وتتعنّت وترفض مطالبات وقف القتال ومناشداته، وتستهين بجهود الوساطة ولا تُقيم لها وزناً، ولا تردّ على ما يقدّمه لها الوسطاء من صفقات ومقترحات تستجيب لرؤيتها وأهدافها وتلبي طلباتها.

يتعايش الرسميون العرب كذلك مع عقيدة أنّ أفضل الجهاد هو الطرق على أبواب المجتمع الدولي، كي يضغط على إسرائيل ويقنع نتنياهو باحترام الوسطاء والنظر فيما يتوصلون إليه من حلول، تضمن له نزع سلاح المقاومة واستعادة أسراه وضمان ألّا يزعجه أحدُ في المستقبل بمفاجآت من نوعية “7 تشرين الأول”، كما يتعايشون مع اللامنطق واللاأخلاق، حين يتصوّرون أنّ بالإمكان أن تشارك الاحتلال تجارياً واقتصادياً، وتطبّع معه سياسياً، وتعتبر نفسك صاحب الموقف الأكثر شرفاً في دعم كفاح الشعب الفلسطيني في الوقت نفسه، ثم تتهم كلّ من يُطالبك بموقف أكثر شجاعة ورجولة واستجابة لكلّ الاعتبارات القومية والأخلاقية بأنّه من الأعداء، أو على الأقل يخدم الرواية الإسرائيلية والمشروع الصهيوني.

 كلهم لم يألوا جهداً، وكلّهم يوصلون الليل بالنهار سعياً إلى إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني في غزّة، منذ 22 شهراً والنتيجة صفر، إذ يمضي المخطّط الصهيوني للإبادة وابتلاع قطاع غزّة بإيقاع يتسارع شهراً بعد شهر. ورغم ذلك، لا أحد منهم يقرّ بالفشل والعجز والتقصير والخذلان، والاستسلام لمنطق التعايش مع فعل صهيوني يومي، يتطوّر كلّ ساعة، مقابل إغراق المجال العام ببياناتٍ يوميةٍ تشجب وتدين وتندّد، وتناشد المجتمع الدولي الضغط، يستوي في ذلك النظام العربي، باستثناء اليمن العظيم، والدول الإسلامية، باستثناء إيران التي أدّت ما عليها تجاه فلسطين فنالها الإجرام الأميركي الإسرائيلي، عدا ذلك فالكلّ يواصل إصدار النداءات والبيانات الفصيحة، على نحو بات مثيراً للسخرية، مثل هذا التصريح الأحدث للرئيس التركي “المطلوب من الولايات المتحدة أن تقول لإسرائيل كفى للمجازر والظلم في غزة”. ومثل ذلك التصريح الذي يتردّد دورياً كأنه رسالة هاتفية مسجلة “نرفض تهجير الشعب الفلسطيني من الأرض”، بينما الواقع اليومي ينطق إنّ الكيان الصهيوني يلتهم هذه الأرض ويحرقها ويضمّها إلى خرائطه، ليس في غزّة فحسب بل وفي الضفة الغربية ايضاً، من دون أن نسمع عن إجراء عملي واحد من أيّ طرف عربي يمكن أن يكون كابحاً لمشروع التهجير.

ينطق الواقع كلّ يوم بأنّ غزّة لا تقاوم ترسانة العدو الهمجي فحسب، بل هي قبل ذلك في مرمى نيران التعايش المُخجل، مع الوهم الذي يجري تكريسُه منذ سنوات بأن لا قِبَلَ لأحد بالدخول في مواجهة مع إسرائيل، لكنّهم، في الوقت نفسه، لا يكفون عن ادّعاء امتلاك القوّة العسكرية والاقتصادية الجبارة، من دون أن تصدر إشارة واحدة من أشقاء غزّة يمكن أن تزعج الاحتلال أو تدفعه إلى مراجعة حساباته وإعادة التفكير فيما قرّر الذهاب إليه.

وسط هذا الهوان، الذي يبدو أنّه بات خيار العرب الاستراتيجي، تأتي مشاهد أسطول الصمود الإنساني، المُنطلق من برشلونة مارّاً بسواحل إيطاليا مُتجهاً صوب غزّة لكسر الحصار، مئات من السفن الكبيرة والمراكب الصغيرة تحمل آلاف النبلاء من أحرار العالم، من المشهورين والأفراد العاديين، يدركون وحشية الاحتلال وإجراءاته الإجرامية التي تنتظرهم، ورغم ذلك قرّروا الصمود والتحدّي والإبحار نحو غزّة، بجسارة غابت عن أشقائها، المتعايشين بسعادة ورضا مع عجزهم وبلادتهم.