الحوثيون في مواجهة الاختراق الإسرائيلي

الحوثيون في مواجهة الاختراق الإسرائيلي

كشف العدوان الإسرائيلي الأخير على اليمن يوم الخميس الماضي والذي أدى إلى مقتل رئيس الحكومة التابعة للحوثيين أحمد الرهوي وعدد من الوزراء وقيادات أمنية خلال اجتماع لهم، عن حالة انكشاف أمني لدى الحوثيين. اللافت أن العدوان الإسرائيلي هذه المرة كان هدفه تنفيذ عملية اغتيال بعد وصول معلومات إلى القيادة العسكرية الإسرائيلية عن وجود هدف ثمين بحسب التسريبات في الإعلام العبري، ما جعلها تتخذ قرار الموافقة على تنفيذ الغارات في اللحظات الأخيرة، وهو ما جعل غارات 28 آب/آب الماضي بمثابة ضربات استثنائية، بعد ما يقرب من 15 مرة شن العدوان الإسرائيلي غاراته على اليمن مستهدفاً بنى تحتية وحيوية مثل مطار صنعاء وموانئ الحديدة ومصنعي أسمنت في عمران وباجل ومحطات توليد طاقة كهربائية.

وكان اللافت أن زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، بادر بنفسه للاعتراف ضمنياً بأن الجماعة تعاني من حالة اختراق أمني. ففي خطاب متلفز له الأحد الماضي، أعلن الحوثي عن تدشين مرحلة جديدة مما سماها “المعركة الأمنية لتحصين الجبهة الداخلية من الاختراق”، مؤكداً أنها “معركة أساسية ورديفة للمعركة العسكرية”. خطاب الحوثي حمل إشارات إلى مسلحي جماعته الذين دشنوا حملة اعتقالات واسعة في المدن والمحافظات الواقعة تحت سيطرة الجماعة، شملت عدداً من المقربين من رئيس وزراء الحوثيين الذي قُتل في الغارات الإسرائيلية، كما استهدفت قيادات وناشطين في “المؤتمر الشعبي العام”، وسائقي دراجات نارية، وامتدت لتشمل أيضاً عدداً من موظفي الأمم المتحدة في صنعاء والحديدة.

أعلن الحوثي عن تدشين مرحلة جديدة مما سماها المعركة الأمنية لتحصين الجبهة الداخلية من الاختراق

وتعكس الاعتقالات حالة التخبّط التي تعاني منها الجماعة، والتي تحاول تحديد كيفية حصول الجانب الإسرائيلي على المعلومات التي قادته لاستهداف اجتماع الخميس، حيث يتوقع الحوثيون وجود ثغرات تقنية وتكنولوجية قادت الإسرائيليين للوصول إلى بعض المعلومات، غير أن التخوف الأبرز من أن تكون إسرائيل قد نجحت بتحقيق اختراق بشري لجسد الجماعة الذي يعتمد في هيكليته على قيادات تعمل في الظل، ومتوارية عن الأنظار، بموازاة قيادات بارزة بلا صلاحيات مهمة.

مخاوف الحوثيين من الاختراق

وجاءت ضربة الخميس بعد أيام من تحذير عضو المجلس السياسي الأعلى للحوثيين اللواء سلطان السامعي، في حوار مع قناة تلفزيونية حوثية، من أن “الاختراقات موجودة داخل الجماعة وبشكل أكبر مما حصل لحزب الله في لبنان ومما حصل في إيران”. ومع ذلك فإن الضربة الإسرائيلية تعد قليلة التأثير مقارنة بالضربات التي تلقاها حزب الله اللبناني، فالضربة الإسرائيلية لم تستهدف زعيم الحوثيين، ولا القيادات العسكرية للجماعة، كما لم تستهدف أعضاء المجلس الجهادي الذي يمثل السلطة العليا في هيكل الجماعة، والقيادة الفعلية التي تتخذ القرارات وتوجّه السياسات. فالحكومة التي كانت هدفاً للاستهداف والتي تمثل شكلياً حكومة شراكة بين الحوثيين والمؤتمر الشعبي العام ـ جناح صنعاء، هي حكومة غير معترف بها، ولا تمتلك أي صلاحيات على أرض الواقع، كون الوزارات تدار من قبل “المشرفين” المعينين من قبل الجماعة، أي أنها هيكل صوري يمكن تغيير الأسماء فيها من دون إحداث أي تغيير حقيقي.

ومع ذلك تعد الغارات الإسرائيلية الأخيرة بمثابة تحوّل مهم في قواعد الاشتباك التي يفرضها الجانب الإسرائيلي. كما أن وصول الجانب الإسرائيلي لاستهداف الحكومة يحمل رسالة إلى الحوثيين مفادها بأن المرحلة التي كان الإسرائيليون فيها بلا معلومات استخباراتية ولا بنك أهداف معين قد طُويت، وأن قيادات الجماعة باتت مهددة بالاغتيال أكثر من أي وقت مضى.

وتسعى قيادة الحوثيين للتقليل من تأثير الضربة الإسرائيلية، إذ تعمَّد عبد الملك الحوثي عدم ذكر قتلى الضربة في خطابه، كما أن الجماعة لم تعلن الحداد على قيادات الدولة الذين قُتلوا بالغارة الإسرائيلية، على الرغم من إعلان الجماعة الحداد إثر مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في تحطم طائرته في أيار/أيار 2024 وكذلك مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في أيلول/أيلول 2024.
وعلى الرغم من عدم امتلاك الحكومة في صنعاء أي صلاحيات، إلا أنها تبقى في نظر الجماعة رمزاً لبقاء مؤسسات الدولة في مناطق سيطرة الحوثيين، وبالتالي من الواجب ترميم ما حل بها بعد مقتل نصف وزرائها، وإصابة وزراء آخرين، ولذا سارع رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين مهدي المشاط إلى تكليف نائب رئيس الوزراء محمد أحمد مفتاح بتصريف الأعمال، وهو من القيادات الحوثية العقائدية، والتي تملك نفوذاً كبيراً داخل الجماعة، وسبق أن حُكم عليه بالإعدام في العام 2005 بتهمة التخابر مع إيران.

جناح داخل جماعة الحوثيين يريد إقصاء المؤتمر الشعبي العام ـ جناح صنعاء من الحكومة

وحتى الآن لم يتم تعيين وزراء جدد في الحكومة. وأفادت مصادر خاصة لـ”العربي الجديد” بأن هناك توجهاً لدى تيار كبير من قيادة الحوثيين يؤيد فكرة استبدال الوزراء وتعيين القيادي في المؤتمر الشعبي العام ـ جناح صنعاء، هشام شرف، رئيساً للحكومة التي من المتوقع أن تظل كسابقاتها بدون صلاحيات، وتبقى الصلاحيات في يد المشرفين الحوثيين. وأضافت المصادر أن هناك جناحاً آخر داخل الجماعة يريد إقصاء المؤتمر الشعبي العام ـ جناح صنعاء من الحكومة، امتداداً لحالة التضييق عليه خلال الأسابيع الماضية، وتعيين حكومة جديدة جميع أعضائها من الحوثيين، مع منحها صلاحيات واسعة بحيث تكون حكومة حرب.

مرحلة جديدة من المواجهة

وقال المحلل العسكري المقدم أحمد المليكي، لـ”العربي الجديد”، إن الضربة الإسرائيلية الخميس الماضي أثّرت على الحوثيين بشكل محدود، نتيجة استهداف قيادات مدنية غير فاعلة في صنع القرار داخل الجماعة، وزاد على ذلك أن الحوثيين أنفسهم قللوا من حجم الضربة عن طريق عدم منحها الاهتمام اللازم. لكنه استدرك أنه يبقى للضربة تأثيرها الناتج عن رمزية الجهة المستهدفة أي حكومة الحوثيين، وكذلك التغير الحاصل في قواعد الاشتباك من خلال البدء بمرحلة الاغتيالات بعد فشل الإسرائيليين بتحقيق أي اختراق في هذا الجانب خلال الفترة الماضية.

واعتبر المليكي أن إسرائيل “تعاني في التعامل مع جماعة الحوثيين نتيجة عوامل عديدة، أهمها أن ساحة اليمن ظلت خارج اهتمام المخابرات الإسرائيلية، والحوثيون لم يكونوا عدواً محتملاً في الحسابات الإسرائيلية، وبالتالي هناك ضعف تام في المعلومات، وغياب شبه تام لبنك أهداف، وهناك صعوبة في التعامل مع اليمن نتيجة المساحة الكبيرة، والمسافة البعيدة أيضاً، فضلاً عن صعوبة التضاريس في اليمن التي تمنح التفوق للحوثيين”.

أحمد المليكي: ستعتمد إسرائيل بشكل رئيسي على الجانب التقني والتكنولوجي في التجسس على قيادات جماعة الحوثي وتتبُّعها

وأشار المحلل العسكري إلى أنه “من الصعوبة جداً أن تعتمد إسرائيل استخبارياً على الجانب البشري، لأن ذلك يحتاج سنوات من الإعداد، وبالتالي ففي المجال الاستخباراتي ستعتمد إسرائيل بشكل رئيسي على الجانب التقني والتكنولوجي في التجسس على قيادات جماعة الحوثيين وتتبُّعها، ويمكن أن تعتمد أيضاً على دعم الولايات المتحدة في هذا الجانب، لكن من المحتمل بشكل كبير أن الجانب الإسرائيلي حصل على معلومات مهمة تتعلق بجماعة الحوثي عن طريق جواسيسه في لبنان وإيران، ولذا فالأيام المقبلة ستكشف عما إذا كان الإسرائيليون قد نجحوا باختراق جماعة الحوثيين، وإلى أي مدى بلغ حجم الاختراق”. وأوضح أن إسرائيل “طالما دخلت مرحلة الاغتيالات في عدوانها على اليمن، فعلى الأرجح أنها ستستمر بتنفيذ غاراتها وفق هذا النهج، خصوصاً مع التصعيد الحوثي والذي بدأ بإطلاق صواريخ انشطارية باتجاه الأراضي المحتلة يصعب اعتراضها، أي أن الطرفين قد غيّرا من قواعد الاشتباك”.

من جهته، قال الباحث السياسي في مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، مراد العريفي، لـ”العربي الجديد” إنه منذ الضربة الأولى التي شنتها إسرائيل ضد الحوثيين في حزيران/حزيران من العام الماضي بدا واضحاً أنها تفتقر إلى المعلومة لتكون ضرباتها ذات تأثير تدميري، لكن الهجوم الأخير الذي استهدف حكومة الحوثيين رغم أنه لم يمس النظام العسكري للجماعة لكنه يشير إلى أن إسرائيل عملت بجهد وبشكل مركز على جمع المعلومات. وأعرب عن اعتقاده أن إسرائيل وصلت إلى ثغرة استخباراتية من خلال عملية مركّبة تربط بين التقنية تتعلق بتتبع الاتصالات والمراقبة الجوية، والوصول على الأرض من خلال الرصد، وهذا الأمر يتعزز مع سلوك إسرائيل في استهداف حزب الله وقادته والقادة الأرفع في إيران.

وأضاف الباحث السياسي أن “الأمر الآخر يتعلق بأن إسرائيل كما اخترقت محور المقاومة، فإنها بالضرورة قد اخترقت جماعة الحوثيين الذين كانوا ضمن دائرة المحور، خصوصاً في ذات المرحلة التي سبقت 7 تشرين الأول/تشرين الأول 2023، حيث كان التنسيق بين فصائل المحور يتم على مستوى واسع، يتعلق باليمن وسورية ولبنان والعراق وإيران”. وتابع أن الأمر الثالث يتعلق بحملة الاعتقالات التي شنتها جماعة الحوثيين، والتي طاولت العشرات من بينهم موظفون يعملون في وكالات الأمم المتحدة، على اعتبار أن هؤلاء لديهم اتصالات مع آخرين، وهي تهم جاهزة ومعدة سلفاً، وهذا الأمر استبقه الحوثيون بحملة اعتقالات واسعة في محافظة الحديدة، حينما كانت التقارير تتحدث عن هجوم مرتقب للقوات الموالية للحكومة اليمنية منتصف العام الحالي. واعتبر أن هذا “يشي أن حماية العسكريين من الاغتيالات الإسرائيلية هو الهمّ الشاغل للحوثيين، حتى بدا الأمر هستيريا أمنية داخلية تحاول من خلالها إيصال رسائل ردع لمن ينتقدها في أي جانب”. وأشار العريفي إلى أنه “بقدر ما خسر الحوثيون واجهتهم الإدارية، فإنهم قادرون على إعادة تشكيل حكومة في أسرع وقت من وجوه مختلفة، ليس بالضرورة من الأطراف المحسوبة على الجماعة، ويبقى من السهل تعويض الشخصيات التي خسروها حيث لم يكونوا يمثلون أي قيمة فاعلة، نظراً لأن القرار الإداري مرتبط بقيادات الظل في الوزارات والجهات الحكومية والتي ترتبط بشكل مباشر بمكتب عبد الملك الحوثي”.

4 سياسيين إيطاليين على متن “أسطول الصمود” المتجه إلى غزة.. تعرف إليهم

4 سياسيين إيطاليين على متن “أسطول الصمود” المتجه إلى غزة.. تعرف إليهم

أعلنت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، الأربعاء، إن 4 برلمانيين إيطاليين سيكونون على متن سفن “أسطول الصمود العالمي” التي ستبحر في 7 أيلول/ أيلول الجاري باتجاه القطاع.

ويأتي هذا التطور فيما يشهد الأسطول تأييدًا دوليًا متصاعدًا بمشاركات من عدة دول، آخرها انضمام مجموعة باكستانية بقيادة النائب السابق في مجلس النواب عن حزب الجماعة الإسلامية مشتاق أحمد خان.

والأحد، انطلقت نحو 20 سفينة ضمن “أسطول الصمود” من ميناء برشلونة الإسباني، تبعتها قافلة أخرى فجر الإثنين من ميناء جنوى شمال غربي إيطاليا، ومن المنتظر أن تلتقي هذه السفن بقافلة أخرى ستنطلق من تونس الأحد المقبل، قبل أن تواصل رحلتها باتجاه غزة خلال الأيام المقبلة.

4 برلمانيين إيطاليين يشاركون في “أسطول الصمود”

وقالت اللجنة عبر حسابها بمنصة شركة “إكس”: “سيكون هناك 4 برلمانيين إيطاليين على متن بعض قوارب أسطول الصمود العالمي التي ستغادر في 7 أيلول باتجاه غزة لتقديم المساعدات للسكان الفلسطينيين وكسر الحصار البحري الذي تفرضه إسرائيل”.

بدورها، أوضحت متحدثة “أسطول الصمود العالمي” ماريا إيلينا ديليا، أن البرلمانيين الإيطاليين هم أرتورو سكوتو عن الحزب الديمقراطي، وأناليزا كورادو، عضوة البرلمان الأوروبي عن الحزب الديمقراطي، والسيناتور ماركو كرواتي من حركة النجوم الخمس، وبينيديتا سكوديري من تحالف اليسار الأخضر.
وأضافت في تصريح صحفي أن “البرلمانيين قرروا المخاطرة بأرواحهم. يمكنكم تخيل مدى أهمية هذا الأمر”.

وذكرت ديليا أنه كان من المخطط الانطلاق غدًا، لكن نظرًا لسوء الأحوال الجوية تم تأجيل الموعد إلى الأحد المقبل.

وحسب وكالة “نوفا” الإيطالية، فقد أكدت سكوديري مشاركتها في الأسطول عبر منشور رسمي، ووصفت المهمة بأنها “أكبر عملية بحرية مدنية لكسر الحصار عن غزة”.

من جهته، أعلن سكوتو مشاركته إلى جانب زميلته أناليزا كورادو، مؤكدًا أن الأسطول “يفعل ما كان ينبغي للحكومات الأوروبية فعله”.

أما كورادو، فقد قالت: إن “مشاركتها تأتي دعمًا للمساعدات الإنسانية”، ووصفت المهمة بأنها “تجسيد استثنائي للتضامن الملموس”.

“أسطول الصمود العالمي”

والأربعاء، أعلن “أسطول الصمود العالمي” انضمام مشاركين باكستانيين إلى رحلته المتجهة لقطاع غزة بهدف كسر الحصار الإسرائيلي المفروض عليه.

وأفاد الأسطول عبر منصة شركة “إكس”، أن مجموعة باكستانية بقيادة النائب السابق عن حزب الجماعة الإسلامية، مشتاق أحمد خان، انضمت إلى قافلة “صمود نوسانتارا” الماليزية.

ويتكون الأسطول من اتحاد أسطول الحرية، وحركة غزة العالمية، وقافلة الصمود، ومنظمة “صمود نوسانتارا” الماليزية.

وبدعم أميركي، ترتكب إسرائيل منذ 7 تشرين الأول/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، أسفرت عن عشرات آلاف الشهداء والجرحى، ومئات آلاف النازحين.

إسرائيل الكبرى: خريطة المصالح

إسرائيل الكبرى: خريطة المصالح

من المُستغرَب أن نرى جهات عربية تندّد بتصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بشأن “إسرائيل الكبرى”، وتطالبه بتوضيحات عما يعنيه وكأنها تسمع بهذا المصطلح أول مرّة. تكمن المشكلة الحقيقية في أن ثمّة من يريد في العالم العربي أن يقتنع ويُقنع بأن “إسرائيل الكبرى” مجرّد وهم لا يمكن أن يتحقق بسبب المواثيق الدولية، بل حتى مصالح الدول الكبرى والديمقراطية، وهناك من يستشهد على صحّة موقفه بإعلان دول غربية عزمها الاعتراف بدولة فلسطينية على البقعة الجغرافية التي أقرّتها اتفاقية أوسلو. ما يسعى إليه هذا المقال لا يتعدّى محاولته التذكير (على مبدأ “شهد شاهد من أهله) بأن القوى الغربية الكبرى هي من استولدت هذا الكيان ليلعب دوراً وظيفيّاً لخدمة الغرب في شراكة جينية كانت الأيديولوجيا الدينية (ولمّا تزل) الواجهة لمصالح كبرى عابرة للجغرافية، وأن لا فرق جوهرياً بين صهيوني علماني وآخر متشدّد دينيّاً في هذه المسألة التي يبدو أنها لم تخطر على بال الساعين إلى الالتحاق بالاتفاقات الإبراهيمية.

هناك مصادر عديدة لو أراد هذا المقال ذكرها لاحتاج إلى صفحاتٍ وصفحات، لكن يكفينا أن نعود إلى بضعة مصادر لندرك أن فكرة “إسرائيل الكبرى” كانت الغاية والهدف للحركة الصهيونية، حتى قبل سنوات من قيام دولة الاحتلال عام 1948. هربرت سايدبوتهام (1872-1940) صحافي صهيوني بريطاني، وأحد مؤسّسي اللجنة الصهيونية في فلسطين البريطانية. كان ينادي قبل بداية الحرب العالمية الأولى بقيام “الدولة اليهودية في فلسطين” خدمة لمصالح الإمبراطورية البريطانية، وعلى وجه التحديد في قناة السويس بعد تفكّك الدولة العثمانية. وفي كتابٍ جمع فيه مقالاتٍ له تحت عنوان “إنكلترا وفلسطين: مقالات لاستعادة الدولة اليهودية” (لندن، كونستابل، 1918) يشدّد سايدبوتهام على أن “فلسطين بشاطئها المطلّ على البحر الأحمر هي المفتاح الأساسي للتجارة مع الهند” (ص22)، متسائلاً، في الوقت نفسه، “إلى أي حدٍّ تتطابق فكرة الدولة اليهودية في فلسطين مع مصالح الإمبراطورية البريطانية؟ أو لنسأل أولاً ما هي المصالح البريطانية، وإن وجدناها تتوافق مع إنشاء دولة يهودية، ففي مقدورنا عندئذٍ أن نعترف أن هذه الفكرة تحقق مصالحنا السياسية والعسكرية” (ص 147).

قبل نشره هذا الكتاب، كتب سايدبوتهام مقالة بعنوان “للدفاع عن مصر” ردّاً على مقالة نشرتها صحيفة Le Temps في باريس بشأن الطريقة التي تستطيع من خلالها قوات الحلفاء المحتشدة في مصر أن تحقّق النصر في الحرب قبل الهجوم العثماني الثاني على قناة السويس صيف 1916. كان البريطانيون قبل خريف 1917 عاجزين عن اختراق خطوط الدفاع التركية بين غزّة وبئر السبع عندما طرح سايدبوتهام فكرة استولت على عقول السياسيين البريطانيين وجنرالاتهم: “لا يمكنك أن تحظى بشريان المواصلات الرئيس مع الهند والشرق في حالة حرب. يجب أن يكون لديكم حصنٌ منيع، الأمر الذي يحتِّم عليكم الاستيلاء على غزّة على الطريق الساحلي، وصولاً إلى جبال يهودا التي تتحكّم في هذا الطريق. هذا المنطق نفسه والجغرافيا ذاتها، اللذان كانا يشملان ممالك إسرائيل ويهودا في كل حرب بين ممالك النيل وممالك ما بين النهرين، باتا يعملان حالياً لصالح الدفاع عن مصر ضد الأتراك”. ويستطرد سايدبوتهام في مقالة أخرى بعنوان “الجغرافية العسكرية” في الكتاب المذكور (ص 23) بقوله إن فلسطين الجديدة (الدولة اليهودية) “إن تحالفت مع القوة التي تتحكم في البحار… ستصبح أمة مكتفية بذاتها، بل أشدّ قوة من فلسطين القديمة، وأكثر ازدهاراً وليس مجرّد حصن مثالي للدفاع عن مصر فحسب”، في إشارة واضحة إلى بريطانيا التي كانت القوة البحرية الأكبر في العالم. يضاف إلى ذلك أنه طالب الحركة الصهيونية بالعمل على استمالة الولايات المتحدة، بصفتها قوة اقتصادية وعسكرية صاعدة حينئذٍ لدعم الدولة اليهودية في فلسطين.

قبل عام من نشر كتاب سايدبوتهام، نشر بن غوريون بالاشتراك مع إسحاق بن تسيفي (مؤرّخ وزعيم عمّالي ورئيس دولة الاحتلال من 1952 إلى 1963) كتاباً بعنوان “أرض إسرائيل”، بهدف كسب تأييد اليهود الأميركيين المشروع الصهيوني. وبعد عام، نشرت لجنة فلسطين البريطانية مقالاً قدّم فيها بن غوريون وتسيفي وجهة نظرهما بشأن الشروط الجغرافية الضرورية للدولة اليهودية، ورسما حدودها على الشكل التالي: لبنان شمالاً، والصحراء السورية شرقاً، وشبه جزيرة سيناء جنوباً، والأبيض المتوسط غرباً.

ثمة من يريد في العالم العربي أن يقتنع ويُقنع بأن “إسرائيل الكبرى” مجرّد وهم لا يمكن أن يتحقق بسبب المواثيق الدولية!

في كتابه “حدود أمة” (لندن، باتشوورث، 1955، ص 85) عدَّ يوري رعنان (أكاديمي صهيوني أميركي من أصل نمساوي) كتابَ بن غوريون وتسيفي من “الأعمال الرائدة في جغرافية فلسطين الحديثة وتاريخها”، لكنه قدّم تعديلاتٍ تتواءم مع الطروحات الصهيونية بشأن الحدود التي نُشرت بين عامي 1917 و1921. حاول رعنان، في طروحاته الجديدة، التمييز بين مطالب الجناح اليميني المتطرّف بخصوص الشعار التوراتي “من الفرات إلى النيل” ومطالب اليسار العلماني باعتماد الحدود الممتدّة من تل دان (تل القاضي) في الجليل الأعلى شمالاً إلى بئر السبع جنوباً، بيد أن اليسار الصهيوني العلماني، وفي فترة لاحقة، أضاف إلى ذلك ما وصفها بالمناطق التي تكفل لـ”إسرائيل” اقتصاداً صلباً وقدرة دفاعية كبيرة، أي إن الفكر العلماني الصهيوني تجاوز أيضاً الحدود التوراتية ليرسم حدوداً تفرضها متطلبات ديمومة الاحتلال، وهنا نتذكّر كيف كان قادة الاحتلال يركزون منذ 1948 على أهمية الموارد المائية والطاقة والحدود الآمنة. وفي هذا السياق، يشير رعنان في كتابه إلى اهتمام الحركة الصهيونية بالحصول على مياه الليطاني واليرموك وروافده، وثلوج جبل الشيخ من أجل توفير الموارد اللازمة للزراعة وتوليد الطاقة الكهربائية. ويعاود حاييم وايزمن في مذكّراته “المحاولة والخطأ” (نيويورك، هاربر، 1949″ القول بضرورة أن تشمل الحدود الشرقية لفلسطين شرق الأردن وصولاً إلى سكّة الحجاز.

بعد نكسة حزيران (1967)، التقى لفيف من المفكرين والأدباء الصهاينة من مختلف الاتجاهات السياسية، ومنها اليسارية العلمانية، في أحد المقاهي في تل أبيب، وكتبوا بياناً تحت عنوان “من أجل إسرائيل الكبرى”، طالب المجتمعون فيه عدم التفريط في الأراضي الجديدة التي احتلتها إسرائيل، والتعامل معها أنها “أساس مجد قومي لا يمكن التخلّي عنه مطلقاً”. وشدّد البيان على أنه لا يحقّ لأي حكومة منتخبة ديمقراطيّاً التفاوض على الأراضي الجديدة وعلى وحدة “إسرائيل حاضراً ومستقبلاً”. ولقي هذا البيان ترحيباً واسعاً، وكان السبب في تأسيس ما عُرفت لاحقاً “حركة إسرائيل الكبرى” التي اندمجت في حزب الليكود.

في العام 2013، وضع الصحافي الأميركي ماكس بلومنتال كتابه “الحياة والكراهية في إسرائيل الكبرى” (Nation Books, 2013). بفضل جواز سفره وكونه يهوديّاً، التقى قيادات عديدة لأحزاب في كيان الاحتلال ونواباً في الكنيست، واكتشف، في حواراته حتى مع الشباب، كيف صنع التاريخ العقلية السياسية لهذا الكيان، والذي بات بموجبه “الهولوكوست تبريراً للاحتلال”. ويلفت الكاتب الأميركي أن نتنياهو نفسه كان، قبل انتخابه رئيساً للوزراء عام 2009، يرى، في فوزه في الانتخابات، تفويضاً له لكي يكون ضامناً لتحقيق “إسرائيل الكبرى”. ويضيف أن نتنياهو كان مقتنعاً بنجاح هذا الحلم بوساطة التخطيط المدروس والجريء والعمليات العسكرية والعلاقات العامة التي تؤسّس للسردية الصهيونية التوراتية.

فكرة “إسرائيل الكبرى” كانت الغاية والهدف للحركة الصهيونية، حتى قبل سنوات من قيام دولة الاحتلال عام 1948

تؤكّد هذه المصادر التي تتناول فكرة “إسرائيل الكبرى” من 1918 إلى 2013 أن هذا التوجّه بقي ثابتاً حتى بعد اتفاقيات السلام بدءاً بـ”كامب ديفيد” وانتهاءً بالاتفاقات الإبراهيمية. لو عُدنا إلى المقطع المُقتبَش من كتاب سايدبوتهام في إشارته إلى الهند، واستبدلنا كلمة الإمبراطورية البريطانية بالولايات المتحدة، لوجدنا الكاتب يتحدّث عن الممرّ الهندي (مع تعديلات تفرضها المستجدات التاريخية) بشطره الشرقي الذي يبدأ من ميناء موندرا الهندي على الساحل الغربي مروراً بميناء الفجيرة ومن ثم خط السكّة الحديد عبر السعودية والأردن، لنقل البضائع عبر حاوياتٍ موحّدة إلى ميناء حيفا ومنه إلى موانئ أوروبية.

في آذار/ آذار 2023، ألقى وزير المالية في حكومة الاحتلال، سموتريتش، في باريس خطابًا من على منصةٍ تعرض واجهتها خريطة إسرائيل الكبرى بما فيها الضفة الشرقية ’شرق الأردن‘، الأمر الذي أثار يومذاك حفيظة الأردن، فسارع المتحدّث باسم سموتريتش إلى تحميل المسؤولية على عاتق منظّمي الحدث الذي كان مخصصًا لتكريم شخصية صهيونية ترتبط بعصابة الإرغون، وأكدت وزارة خارجية الاحتلال أن “دولة إسرائيل” ملتزمة باحترام سيادة الأردن وبنود معاهدة وادي عربة. على سبيل التذكير فحسب، الإرغون- وتلفظ في العبرية “إرغون تسفائي لئومي” (المنظمة العسكرية القومية) ظهرت في فلسطين التي كانت لا تزال خاضعة للانتداب البريطاني، وكان شعارها يتكوّن من خريطة فلسطين والأردن وعليها صورة بندقية كُتب حولها “راك كاخ” أي (هكذا فحسب). في العام 1943، تولّى مناحيم بيغن الذي وقع مع أنور السادات اتفاقية كامب ديفيد، قيادة هذه العصابة التي شاركت عصابة شتيرن في ارتكاب مجزرة دير ياسين في 9 إبريل/ نيسان 1948.

مراجعة بسيطة لسياسات كيان الاحتلال ماضياً وحاضراً كفيلةٌ بأن تؤكّد ما هو مؤكّد وواضح في العقلية الصهيونية، بينما لا يزال العالم العربي يعاني رؤية مشوّشة جعلته عاجزاً عن إدراك الحقيقة. والأخطر من ذلك كله، باتت فكرة “إسرائيل الكبرى” التي تتقاطع مع مصالح جيو- استراتيجية لمصلحة الغرب الرأسمالي، تتلاقى مع مؤشّرات واضحة لتفتيت الدول العربية، لتصبح فيه الطائفة بديلاً للوطن، ويغدو الاحتلال صديقاً ضد عدو مشترك، وتتحوّل المقاومة إلى عبء يجب التخلص منه.

بصاروخ باليستي فرط صوتي.. الحوثي تعلن ضرب هدف إسرائيلي “مهم وحساس”

بصاروخ باليستي فرط صوتي.. الحوثي تعلن ضرب هدف إسرائيلي “مهم وحساس”

أعلنت القوات التابعة للحوثيين في اليمن مساء الأربعاء، أن قوتها الصاروخية “نفذت عملية عسكرية استهدفت هدفًا مهمًا وحساسًا للعدو الإسرائيلي غرب مدينة القدس المحتلة”.

وفي وقت سابق الأربعاء، أفاد جيش الاحتلال بأنه اعترض صاروخًا أطلق من اليمن، تسبب في تفعيل صفارات الإنذار في مناطق مختلفة من بينها النقب. 

ويشن الحوثيون هجمات على إسرائيل باستخدام صواريخ وطائرات مسيرة، إضافة إلى استهداف سفن مرتبطة بها أو متجهة نحوها، ويقولون إن هجماتهم تأتي ردًا على الإبادة الإسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة.

الحوثي تعلن ضرب أهداف إسرائيلية حساسة

وقالت القوات المسلحة في بيان: إن العملية العسكرية تم تنفيذها “بصاروخ باليستي فرط صوتي نوع فلسطين2، وقد حققت العملية هدفها بنجاح بفضل الله، وتسببت في هروب الملايين من قطعان الصهاينة الغاصبين إلى الملاجئ”، دون تفاصيل أكثر عن ما جرى استهدافه.

وأشار البيان، إلى أن “سلاح الجو المسير في القوات المسلحة اليمنية (قوات الحوثي) نفذ (أيضًا) عملية عسكرية استهدفت هدفًا حيويًا للعدو الإسرائيلي في منطقة حيفا المحتلة (شمال) وذلك بطائرة مسيرة، وقد حققت العملية هدفها بنجاح”.

ووفق البيان، فإن العملية، تأتي “ردًا على جرائم الإبادة الجماعية وجرائم التجويع التي يقترفها العدو الصهيوني بحق إخواننا في قطاع غزة وفي إطار الرد الأولي على العدوان الإسرائيلي على بلدنا”.

وفي وقت سابق الأربعاء، قال المتحدث العسكري لقوات الحوثيين، يحيى سريع، في بيان، إنهم أطلقوا “صاروخًا بالستيًا من نوع فلسطين2 الانشطاري مزود برؤوس متعددة والذي يستخدم للمرة الثانية، وصاروخًا آخر من نوع ذو الفقار نحو يافا (تل أبيب)”.

وأشار سريع، إلى أن العملية أصابت “أهدافًا حساسة وحققت أهدافها بنجاح”، وأنها تسببت في “هروع أعداد كبيرة من الإسرائيليين إلى الملاجئ”.

وصباح الأربعاء، أغلقت السلطات الإسرائيلية المجال الجوي في منطقة مطار بن غوريون في تل أبيب (وسط)، مؤقتًا بعد رصد إطلاق صاروخ من اليمن، ودوت صفارات الإنذار في منطقة تل أبيب الكبرى، إضافة إلى القدس.

والثلاثاء، أعلنت جماعة الحوثي، تنفيذ 4 عمليات عسكرية هاجمت فيها أهدافًا إسرائيلية بينها مبنى هيئة الأركان ومطار بن غوريون، ومحطة كهرباء الخضيرة (شمال) وميناء أسدود (جنوب).

فيلم “صوت هند رجب”.. توسلات طفلة من غزة تهز مهرجان البندقية

فيلم “صوت هند رجب”.. توسلات طفلة من غزة تهز مهرجان البندقية

يحمل فيلم “صوت هند رجب” الذي عُرض لأول مرة الأربعاء في مهرجان البندقية السينمائي التوسلات الأخيرة المؤلمة لطفلة فلسطينية تبلغ من العمر 5 سنوات حوصرت في سيارة تحت القصف الإسرائيلي، ولاقى الفيلم استحسانًا كبيرًا عند عرضه.

وقالت الممثلة سجى الكيلاني للصحفيين في بيان قرأته نيابة عن جميع العاملين في الفيلم: “قصة هند تحمل ثقل شعب بأكمله”.

فيلم “صوت هند رجب”

ويركز العمل الدرامي الواقعي على مشغلي خدمة الهاتف في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني الذين حاولوا لساعات طويلة طمأنة هند رجب العالقة وهي تتوسل لإنقاذها من السيارة، حيث كانت عمتها وعمها و3 من أبناء عمومتها يرقدون بالفعل في عداد الشهداء.

واستخدمت عبارة الفتاة الصغيرة “أنا خائفة جدًا، أرجوكم تعالوا” معززة بمقاطع أصلية أخرى لمكالماتها اليائسة مع مشغلي خدمة الهاتف بشكل قوي طوال الفيلم.

وقالت الكيلاني: “السؤال الحقيقي هو كيف تركنا طفلة تتوسل من أجل الحياة؟ لا يمكن لأحد أن يعيش في سلام بينما يُجبر طفل واحد على التوسل من أجل البقاء على قيد الحياة… دعوا صوت هند رجب يتردد صداه بأنحاء العالم”.

وبعد انتظار دام ثلاث ساعات، حصل الهلال الأحمر أخيراً على الضوء الأخضر من إسرائيل لإرسال سيارة إسعاف لإنقاذ هند. لكن انقطع الاتصال بالفتاة والمنقذين أنفسهما بعد وصول سيارة الإسعاف إلى مكان الواقعة.

وبعد أيام، عُثر على جثة الفتاة مع جثة أقاربها في السيارة. كما تم انتشال أشلاء عاملي الإسعاف الشهيدين من سيارتهما التي تعرضت للقصف.

وزعم جيش الاحتلال في البداية أن قواته لم تكن في نطاق إطلاق النار على السيارة. ومع ذلك، شككت تحقيقات مستقلة في هذا التأكيد، وقال تقرير لاحق للأمم المتحدة إن الجيش الإسرائيلي دمر سيارة هند، ثم قتل المسعفين اللذين كانا يحاولان إنقاذها.

وفي رده على سؤال هذا الأسبوع بشأن تلك الواقعة، قال الجيش الإسرائيلي إن الواقعة التي يعود تاريخها إلى 29 كانون الثاني/ كانون الثاني 2024، لا تزال قيد المراجعة، ورفض الإدلاء بمزيد من التعليقات.

تصفيق حار

وقوبل الفيلم بتصفيق حار استمر 24 دقيقة خلال العرض الأول، وهي أطول مدة مسجلة في هذا المهرجان حتى الآن، مما يشير إلى أنه المرشح الأوفر حظًا لدى الجمهور في الفوز بجائزة الأسد الذهبي التي ستُمنح في السادس من أيلول/ أيلول.

وهتف بعض الأشخاص من الجمهور “فلسطين حرة”.

واستقطب الفيلم بعض الأسماء اللامعة في هوليوود كمنتجين منفذين، مما منحه ثقلًا إضافيًا في صناعة السينما، بما في ذلك الممثلون براد بيت وخواكين فينيكس وروني مارا.

وقالت المخرجة التونسية كوثر بن هنية التي كتبت السيناريو أيضًا إن صوت هند تجاوز مأساة واحدة.

وأضافت “عندما سمعت صوت هند للمرة الأولى، كان هناك ما هو أكثر من صوتها. لقد كان صوت غزة ذاتها تطلب المساعدة… الغضب والشعور بالعجز عن فعل شيء هما من ولّدا هذا الفيلم”.

وقالت كوثر “الرواية المتداولة حول العالم هي أن من يموتون في غزة هم أضرار جانبية. أعتقد أن هذا تجريد من الإنسانية، ولهذا السبب فإن السينما والفن مهمان لإعطاء هؤلاء الناس صوتًا ووجهًا. نحن نقول كفى، كفى هذه الإبادة الجماعية”.

وقال الممثلون الذين أدوا أدوار موظفي الهلال الأحمر إنهم لم يسمعوا تسجيلات هند إلا في موقع التصوير، مما جعل التصوير عملية مؤثرة للغاية.

وقال الممثل الفلسطيني معتز ملحيس: “مرتان لم أستطع فيهما مواصلة التصوير. أصبت بنوبة هلع”.