انتقدت “آلية الزناد” الأوروبية.. طهران: مسار المفاوضات مع واشنطن لم يغلق بعد

انتقدت “آلية الزناد” الأوروبية.. طهران: مسار المفاوضات مع واشنطن لم يغلق بعد

أفاد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، اليوم الثلاثاء، بأن مسار المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة لم يُغلق بعد.

وأضاف لاريجاني في منشور على منصة إكس: “نحن نسعى بالفعل إلى مفاوضات عقلانية. لكنهم يُمهدون طريقًا لإلغاء أي محادثات عبر إثارة قضايا غير قابلة للحل، مثل فرض قيود على البرنامج الصاروخي”.

“آلية الزناد”

بدوره، انتقد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي التصريحات الأميركية الداعية إلى مواصلة الدبلوماسية بأنها تخلو من الجدية وحسن النية، مؤكدًا أن واشنطن لا تزال على موقفها ذاته منذ ثلاثة أشهر.

وبشأن التفاوض مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أكد بقائي أن بلاده والوكالة بعد جولتين من المحادثات لم يتوصلا إلى نتيجة نهائية واضحة، معتبرًا أن التصعيد الأوروبي كان له تأثير على صعد مختلفة من بينها علاقة طهران بالوكالة.

وأعلنت الدول الغربية الثلاث فرنسا وبريطانيا وألمانيا، الخميس الفائت بأنها فعّلت آلية “سناب باك” (الزناد) التي تطلق عملية مدتها 30 يومًا لإعادة فرض العقوبات على إيران.

وجاء ذلك بعد أسابيع من التحذيرات من خرق إيران المفترض لاتفاق 2015 مع القوى الدولية الذي فرض قيودًا على برنامجها النووي، علما بأن العقوبات رُفعت بموجب الاتفاق.

وعلّقت إيران تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعدما أطلقت إسرائيل حربًا ضدها استمرت 12 يومًا في حزيران/حزيران الفائت.

وسعت إسرائيل لتدمير إمكانيات إيران النووية بينما قصفت الولايات المتحدة أيضًا ثلاثة مواقع نووية إيرانية أثناء الحرب.

“ضغوطات من البرلمان الإيراني”

وفي هذا الإطار، قال مراسل التلفزيون العربي ياسر مسعود من طهران، إن الحكومة الإيرانية تواجه في الداخل ضغوطًا من البرلمان، الذي يسعى إلى تقنين التزامات إيران بمعاهدة حظر الانتشار النووي.

وأضاف المراسل أن لجنة السياسات الخارجية في البرلمان الإيراني أكدت أن تقنين مثل هذا القرار لا بد أن يخضع لمؤسسات مثل المجلس الأعلى للأمن القومي ومجلس صيانة الدستور.

وراح يقول “يمكن لإيران العودة إلى التخصيب السابق لليورانيوم وكما هو موقع عليه في اتفاق عام 2015 وليس تصفير التخصيب”.

اختتام أعمال قمة منظمة شنغهاي للتعاون.. ما أبرز مخرجاتها؟

اختتام أعمال قمة منظمة شنغهاي للتعاون.. ما أبرز مخرجاتها؟

اختتمت الإثنين أعمال قمة منظمة شنغهاي للتعاون في مدينة تيانجين الساحلية بشمال الصين، بحضور أكثر من عشرين زعيمًا حول العالم.

وحمل البيان الختامي لقمة شنغهاي للتعاون 3 رسائل رئيسية، وهي: “توسيع التعاون مع الأمم المتحدة وهيئاتها، وإطلاق مبادرة لتيسير التجارة بين الدول الأعضاء وإعداد اتفاقية لبناء الثقة في المجال العسكري”.

ووصفت القمة بـ”الأضخم” منذ تأسيس المنظمة قبل أكثر من عقدين.

وتضم منظمة شنغهاي للتعاون 10 دول أعضاء هي الصين والهند وروسيا وباكستان وإيران وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان وبيلاروسيا، و16 دولة بصفة مراقب أو شريك، وتمثّل قرابة نصف سكان العالم و23,5% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. وتقدم على أنها قوّة موازنة لحلف شمال الأطلسي، وبعض دولها غني بمصادر الطاقة.

قمة شنغهاي للتعاون

وخلال افتتاح قمة منظمة شنغهاي للتعاون، وجّه الرئيسان الصيني شي جينبينغ والروسي فلاديمير بوتين انتقادات حادة للغرب.

بدوره، بعث الرئيس الصيني شي جينبينغ برسائل واضحة، دعوة إلى رفض عقلية الحرب الباردة، وتأكيد على أن العالم بحاجة إلى نظام أكثر عدلًا وتوازنًا يقوم على تعددية الأقطاب.

وقال جينبينغ: “الوضع العالمي متقلب وفوضوي يتطلب توسيع التعاون وتعزيز الشراكات الإستراتيجية”.

وأضاف أن دور المنظمة في دعم الأمن الإقليمي والتعاون بين الدول الأعضاء هام جدًا، بكين تقف دومًا إلى جانب العدالة والإنصاف وتعارض الهيمنة وسياسات القوة، ودعا إلى الحفاظ على دور الأمم المتحدة وتعزيز نظام التجارة المتعددة الأطراف.

أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فاستغل القمة للدفاع عن الهجوم الروسي على أوكرانيا، محملًا الغرب مسؤولية الأزمة.

وقال بوتين: “أغتنم الفرصة لأوضح أن الأزمة في أوكرانيا لم تبدأ بهجوم روسي، بل بسبب الانقلاب الذي دعمته أوروبا من خلال محاولاتها المتكررة لضمها إلى الناتو، ما يشكل خطرًا على روسيا.

وعقد شي سلسلة من الاجتماعات الثنائية المتتالية مع عدد من القادة من بينهم الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو، أحد حلفاء بوتين المقرّبين، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الذي يزور الصين للمرة الأولى منذ العام 2018.

ويشارك في القمة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف.

وخلال الاجتماعات، قال مودي لشي إن الهند ملتزمة “المضي قدمًا في علاقاتنا على أساس الثقة المتبادلة والكرامة”.

“صداقة مميزة”

وتتنافس الصين والهند، وهما الدولتان الأكثر تعدادًا للسكان في العالم، على النفوذ في جنوب آسيا، وخاضتا اشتباكًا حدوديًا داميًا عام 2020.

لكن العلاقات بين البلدين بدأت تتحسن في تشرين الأول/ تشرين الأول الماضي عندما التقى مودي شي للمرة الأولى منذ خمس سنوات في قمة عقدت في روسيا.

من جانبه، عقد بوتين لقاء مع مودي استمر قرابة ساعة داخل سيارته المدرّعة قبل اجتماعهما الرسمي، بحسب ما أفادت وسائل إعلام رسمية روسية، والتُقطت صور لهما وهما يتصافحان.

وإذ أشار بوتين إلى “علاقة صداقة مميزة”، أضاف “ننسق جهودنا بشكل وثيق على الساحة الدولية”.

بدوره، نشر مودي عبر إكس صورة تجمعه ببوتين، مرفقة بتعليق “المحادثات معه دائمًا ما تكون مفيدة”.

صورة نشرها رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي  تجمع بالرئيس الروسي

صورة نشرها رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي تجمع بالرئيس الروسي – حساب مودي على إكس

كذلك، عقد بوتين لقاء مع أردوغان، أشاد بعده بجهود أنقرة للتوسط بين روسيا وأوكرانيا. وقال “أنا واثق بأن الدور الخاص الذي تؤديه تركيا في هذه المسائل سيظلّ مطلوبًا”.

وبمناسبة مشاركة بوتين في القمة، حثت كييف بكين على التحرك بشكل أكبر من أجل إحلال السلام في أوكرانيا.

وجاء في بيان لوزارة الخارجية الأوكرانية “نظرًا للدور الجيوسياسي المهم لجمهورية الصين الشعبية، يسعدنا أن تؤدي بكين دورا أكثر فعالية في إرساء السلام في أوكرانيا”.

النووي الايراني

إلى ذلك، عقد بوتين اجتماعًا ثنائيًا مع بزشكيان الإثنين.

وكانت الرئاسة الروسية أوضحت في وقت سابق أن هذا الاجتماع سيركز خصوصًا على برنامج طهران النووي.

وتتهم الدول الغربية إيران بالسعي إلى امتلاك سلاح نووي، وقامت فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة أخيرًا بتفعيل آلية تتيح إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على طهران بعد تعليقها قبل عشرة أعوام، لكن طهران تنفي أن تكون لديها مساع نووية عسكرية وتدافع عن حقها في تطوير برنامج نووي مدني.

وكانت روسيا، دعت الدول الغربية الجمعة إلى “العودة للمنطق وإعادة النظر في قراراتها الخاطئة”، محذرة من “تداعيات لا يمكن إصلاحها” للسياسات التي تنتهجها تلك الدول.

مشاركة نادرة لكيم جونغ أون

ودُعي بعض القادة، من بينهم بوتين وبزشكيان، لتمديد إقامتهم حتى الأربعاء لحضور عرض عسكري ضخم في بكين احتفالًا بالذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية والانتصار على اليابان.

ويدشن العرض سلسلة من الأحداث التي تسعى الصين من خلالها إلى إظهار ليس فقط نفوذها الدبلوماسي، ولكن أيضًا قوتها، في وقت تقدّم نفسها كقطب للاستقرار في عالم منقسم.

ولهذه المناسبة، سيقوم الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بزيارة نادرة خارج بلاده للقاء شي في الصين.

وفي الأثناء، عبَرَ إلى الصين قطار يقلّ الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون، بحسب ما نقلت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء الثلاثاء عن الإذاعة الرسمية في بيونغ يانغ.

ورفعت لافتات في الشوارع بالماندرية والروسية تشيد بـ”روحية تيانجين” و”الثقة المتبادلة” بين موسكو وبكين.

وتعدّ هذه القمّة الأكثر أهمّية للمنظمة منذ إنشائها في العام 2001، وتعقد في ظل أزمات متعدّدة تطال أعضاءها بصورة مباشرة، من المواجهة التجارية بين الولايات المتحدة والصين والهند، إلى الحرب بين روسيا وأوكرانيا، مرورًا بالملّف النووي الإيراني.

قمة شنغهاي.. الصين وروسيا ترفضان إعادة العقوبات الأممية على إيران

قمة شنغهاي.. الصين وروسيا ترفضان إعادة العقوبات الأممية على إيران

أيدت الصين وروسيا، العضوان الدائمان في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إيران اليوم الإثنين في رفضها لتحرك دول أوروبية لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على طهران، التي رفعت قبل 10 أعوام بموجب اتفاق نووي.

ونصت رسالة وقع عليها وزراء خارجية الصين وروسيا وإيران على أن الخطوة التي أقدم عليها الثلاثي الأوروبي، بريطانيا وفرنسا وألمانيا، لإعادة فرض العقوبات تلقائيًا “معيبة من الناحيتين القانونية والإجرائية”.

والصين وروسيا من بين الدول التي وقعت على الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 مع قوى عالمية، من بينها الدول الأوروبية الثلاث المعروفة باسم “الترويكا الأوروبية”.

وقد أعلنت فرنسا وبريطانيا وألمانيا الجمعة الماضية، استعدادها لتأجيل إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران إذا عالجت المخاوف بشأن برنامجها النووي خلال الشهر المقبل، لكن طهران نددت بالعرض ووصفته بأنه غير صادق.

والخميس، فعّلت الدول الثلاث (الترويكا الأوروبية) الآلية المعروفة باسم “آلية الزناد” والتي تسمح بإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على طهران، بموجب اتفاق 2015 حول البرنامج النووي الإيراني (خطة العمل الشاملة المشتركة)، علمًا بأن إمكانية إعادة تفعيل العقوبات تنتهي في تشرين الأول/ تشرين الأول القادم وستسمح آلية “العودة السريعة” بإعادة تفعيل العقوبات التي رفعت بموجب ذلك الاتفاق.

وأطلق الأوروبيون آلية “العودة السريعة للعقوبات” في الأسبوع الماضي، إذ اتهموا إيران بخرق الاتفاق.

 وكان الاتفاق قد أدى إلى تخفيف العقوبات المالية الدولية المفروضة على طهران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.

“محاولة أوروبية لا تستند إلى أي أساس”

وذكرت الرسالة التي نشرها وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في منشور على منصة إكس اليوم الإثنين أن المسار الذي اتخذته بريطانيا وفرنسا وألمانيا “يمثل إساء استخدام لسلطة مجلس الأمن الدولي ومهامه“.

وكتب عراقجي في منشور على منصة إكس: “رسالتنا المشتركة مع زميلي، وزيري خارجية الصين وروسيا، الموقعة في تيانجين خلال قمة منظمة شنغهاي، تعكس الموقف الثابت بأن المحاولة الأوروبية لتفعيل آلية “العودة السريعة للعقوبات” لا تستند إلى أي أساس من الناحية القانونية ومدمرة من الناحية السياسية”.

وتم التوصل إلى الاتفاق النووي عام 2015 في عهد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، وينص على تخفيف العقوبات على إيران مقابل وضع قيود صارمة على أنشطتها النووية.

لكن خلفه دونالد ترمب أنهى الاتفاق فعليًا خلال ولايته الأولى عندما سحب الولايات المتحدة منه أحاديًا وأعاد فرض عقوبات أميركية شديدة تطال الدول التي تشتري النفط الإيراني.

وتبنى ترمب نهجًا دبلوماسيًا في بداية ولايته الثانية، لكن إسرائيل أطلقت في حزيران/ حزيران الفائت حملة قصف واسعة على إيران، شاركت فيها الولايات المتحدة بقصف ثلاث منشآت نووية.

وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الخميس الماضي، إن الولايات المتحدة منفتحة أيضًا على إجراء محادثات مباشرة مع إيران.

وتجاوزت إيران منذ فترة طويلة القيود على إنتاج اليورانيوم المنصوص عليها في اتفاق عام 2015. وتقول طهران إن لها الحق في ذلك بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق. 

وأجرت إيران ودول الترويكا الأوروبية محادثات بهدف إبرام اتفاق نووي جديد بعد أن قصفت إسرائيل والولايات المتحدة منشآتٍ نووية إيرانية في منتصف حزيران/حزيران الفائت.

إلا أن دول الترويكا الأوروبية الثلاث اعتبرت أن محادثات جنيف الأسبوع الماضي لم تسفر عن إشارات تعكس استعداد إيران لإبرام اتفاق جديد.

لحضور قمة هي الأهم لمنظمة شنغهاي.. بوتين في الصين

لحضور قمة هي الأهم لمنظمة شنغهاي.. بوتين في الصين

وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأحد، إلى مدينة تيانجين في شمال الصين لحضور قمة إقليمية يستضيفها نظيره شي جينبينغ، ويشارك فيها حوالى 20 من قادة العالم.

وسيكون بوتين والرئيسان الإيراني مسعود بزشكيان، والتركي رجب طيب إردوغان، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ضمن 20 من قادة العالم الذين سيحضرون قمة منظمة شنغهاي للتعاون المقرر عقدها يومي الأحد والإثنين في مدينة تيانجين.

ودُعي بعضهم، من بينهم بوتين وبزشكيان، لتمديد إقامتهم حتى الأربعاء لحضور استعراض عسكري ضخم في بكين احتفالًا بالذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية والانتصار على اليابان.

ولهذه المناسبة، سيقوم الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بزيارة نادرة خارج بلاده للقاء شي في الصين المجاورة.

وأصبحت كوريا الشمالية أحد أهم حلفاء روسيا في حربها ضد أوكرانيا. وتؤكد وكالات الاستخبارات الكورية الجنوبية وغربية أن كوريا الشمالية أرسلت آلاف الجنود للقتال إلى جانب روسيا. ولا يزال من غير المؤكد إمكان عقد محادثات بين الرئيسين الروسي والكوري الشمالي اللذين سيحضران الاستعراض العسكري سويًا.

محادثات ثنائية

ومن المقرر أن يجري بوتين محادثات مع نظيره الصيني في بكين الثلاثاء، بعد أن يناقش الصراع في أوكرانيا مع نظيره التركي في تيانجين الإثنين، والملف النووي مع نظيره الإيراني. ومن المقرر أيضًا أن يلتقي رئيس الوزراء الهندي في اليوم نفسه.

ويشتبه العديد من حلفاء كييف في أن بكين تدعم موسكو ضد أوكرانيا، لكن الصين تؤكد أنها تلتزم الحياد وتتهم الدول الغربية بإطالة أمد الصراع عبر تسليح أوكرانيا.

ووصف الرئيس الصيني العلاقات مع روسيا الثلاثاء بأنها “الأكثر أهمية من الناحية الإستراتيجية بين الدول الكبرى” في عالم “مضطرب ومتغير”.

من جهته، صرح بوتين لوكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) بأن القمة “ستعزز قدرة منظمة شنغهاي للتعاون على مواجهة تحديات العالم المعاصر والتهديدات التي يطرحها، وتوطّد التضامن في الفضاء الأوراسي المشترك”.

وقبيل القمة، تكثفت الإشادات الصينية بالتعددية التي ستكون منظمة شنغهاي للتعاون نموذجًا لها بعيدًا عن “عقليات الحرب الباردة ومفاهيم المواجهة الجيوسياسية البالية” وفق “شينخوا”، في تلميحات لا لبس في أنها موجهة إلى الأميركيين وحلفائهم الغربيين.

منظمة شنغهاي

وتضم منظمة شنغهاي للتعاون 10 دول أعضاء و16 دولة بصفة مراقب أو شريك، وتمثل قرابة نصف سكان العالم و23,5% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. وهي تقدم على أنها قوة موازنة لحلف شمال الأطلسي (الناتو).

وتعد هذه القمة الأكثر أهمية للمنظمة منذ إنشائها في العام 2001، مع الأزمات المتعددة التي تؤثر بشكل مباشر على أعضائها: المواجهة التجارية بين الولايات المتحدة والصين والهند، والحرب في أوكرانيا، والنزاع النووي الإيراني…

لكن هناك أيضا خلافات داخل المنظمة. فالصين والهند، وهما الدولتان الأكثر سكانًا في العالم، تتنافسان على النفوذ في جنوب آسيا، وقد خاضتا اشتباكًا حدوديًا داميًا عام 2020. لكنهما تعملان حاليًا على تعزيز علاقتهما خصوصًا مع الرسوم الجمركية الأميركية التي فرضها الرئيس دونالد ترمب على البلدين.

الرئيس الإيراني: لا نسعى للحرب وسنقف في وجه أي معتد

الرئيس الإيراني: لا نسعى للحرب وسنقف في وجه أي معتد

قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، في مقابلة بثها التلفزيون الإيراني مساء الجمعة، إن “إيران لم تسع يوماً ولن تسعى إلى الحرب“، مؤكداً في الوقت نفسه أن بلاده “ستقف بقوة في وجه أي معتد”. واتهم الولايات المتحدة وإسرائيل بـ”ارتكاب جرائم اغتيال وبمحاولات لتقسيم إيران” منذ عام 1979 حتى اليوم. وتأتي المقابلة بعد يوم على إعلان فرنسا وبريطانيا وألمانيا (الترويكا الأوروبية) تفعيل ما يسمى آلية العودة السريعة للعقوبات على إيران (سناب باك) بسبب اتهامات لها بانتهاك الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

واعتبر بزشكيان أن أعداء إيران “أخطؤوا في تقديراتهم خلال الحرب الأخيرة في حزيران/حزيران الماضي”، حين اعتقدوا أن “إيران في أضعف موقع، وأن أي هجوم سيقود الشعب إلى الشوارع وينهار النظام والثورة”، مؤكداً أن هذا النوع من “الطمع والخطأ ليس بالأمر الجديد”. ودعا الشعب والمسؤولين إلى “صون وحدة الصف والتضامن”، مشدداً على أن “تكاتف الشعب يجعل أي قوة عاجزة عن التجرؤ على النيل من هذه الأرض”.

وتابع بزشكيان “إيران وطن لجميع أبنائها، وليست حكراً على فئة بعينها”، محذراً من أن “الأصوات التي تمزق وحدة الصف، وغياب العدالة بحق شرائح في المجتمع، أخطر من آلية سناب باك نفسها”. واعتبر أن “ثمرة الوحدة الوطنية ظهرت جلياً في الحرب الأخيرة”، التي شنّتها إسرائيل على إيران في حزيران/ حزيران الماضي، ودامت 12 يوماً تخللتها ضربات أميركية على المنشآت النووية الرئيسية الثلاث في إيران.

وجدد بزشكيان رفضه لتطبيق قانون الحجاب، معتبراً أن تنفيذه “كان سيؤدي إلى زيادة التوتر في المجتمع”. كما أقرّ بأنه من الناحية القانونية “لا يملك صلاحية مطالبة السلطة القضائية بالإفراج عن المعتقلين السياسيين”، مضيفاً: “أتمنى إطلاق سراحهم، لكن الأمر ليس بيدي”، مؤكداً أن حل القضايا المرتبطة بمؤسسات أخرى يتطلب “توافقاً وإجماعاً وطنياً”.

وردّاً على اتهامات أوروبية بعدم التزام إيران التعهدات النووية، قال بزشكيان إن هذه الادعاءات “واهية تماماً”، معلناً أن “طهران لا ترحب بتفعيل آلية سناب باك”. وانتقد معارضي الاتفاق النووي في الداخل، مشيراً إلى أن “من كانوا يرفضون الاتفاق كله في الماضي، أصبحوا اليوم ينتقدون سناب باك”، مضيفاً أن الاتفاق النووي “أقرّ بحق إيران في التخصيب”.

عراقجي يحذر الأوروبيين

وفي سياق متصل، أجرى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اتصالاً هاتفياً مع نظيره المجري بيتر سيارتو، حذر فيه من تداعيات تحرك الدول الأوروبية الثلاث لزيادة الضغط على إيران عبر التهديد بإعادة تفعيل قرارات مجلس الأمن السابقة. وأكد عراقجي أن لإيران “الحق في الرد المناسب”، معتبراً أن هذه الخطوة “تضرّ بشدة بمصداقية أوروبا ومكانتها بوصفها طرفاً مفاوضاً، وتثير شكوكاً عميقة بشأن نياتها الحقيقية”.

وفي منشور عبر منصة “إكس”، قال عراقجي إن “الوقت قد حان ليعلن مجلس الأمن والمجتمع الدولي: كفى”. وأضاف أن الدول الأوروبية الثلاث “تعمل بالوكالة عن إسرائيل والولايات المتحدة لمواصلة الضغط على الشعب الإيراني”، مؤكداً أن سلوكها “سيجعلها بلا تأثير وبلا صلة في تعاملها مع إيران”.

وأشار وزير الخارجية الإيراني إلى أنه شارك في المفاوضات مع الولايات المتحدة طوال العقدين الماضيين، مذكّراً بأن بلاده “شاركت هذا العام في خمس جولات من المفاوضات النووية مع إدارة (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب”، لكنه قال إنه “عشية الجولة السادسة، تعرضت إيران لهجوم من إسرائيل أولاً، ثم من الولايات المتحدة”، واصفاً اتهامات أوروبا لطهران بالانسحاب من التفاوض بأنها “تثير الاشمئزاز”.

واتهم عراقجي الاتحاد الأوروبي بعدم الالتزام بتعهداته في الاتفاق النووي عقب انسحاب واشنطن منه عام 2018، محذراً من أن قرار الدول الأوروبية الثلاث ستكون له “تأثيرات سلبية كبيرة على الدبلوماسية”، وأنه “سيُضعف بشدة المفاوضات الجارية بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية”، كما أنه “سيدفع إيران إلى اتخاذ رد مناسب”. واختتم قائلاً إن الطريق الذي اختارته أوروبا “إذا لم يتم تداركه، فستكون له تبعات خطيرة على صدقية مجلس الأمن وتهديد مباشر للسلام والأمن الدوليين”.

وأمس نقلت “رويترز” عن مسؤول إيراني كبير قوله إن خطوة الدول الأوروبية الثلاث لتفعيل آلية إعادة فرض العقوبات “غير قانونية ومؤسفة”، مضيفاً أن الخطوة هي ضد الدبلوماسية وليست فرصة لها، وقال إن إيران تدرس بعض الخيارات، مثل تقليص التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إطار اتفاق الضمانات، أو حتى الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، مشدداً على أنها لن تتنازل تحت الضغط.