وجه وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، انتقادا حادا للتصريحات المنسوبة إلى رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، بشأن الضمانات الأمنية العسكرية لأوكرانيا.
وقال بيستوريوس، اليوم الاثنين، إنه يعتقد بقوة أن من الخطأ مناقشة مثل هذه المواضيع قبل الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع كييف أو موسكو.
وأضاف بيستوريوس، للصحفيين، خلال زيارة لمصنع أسلحة في بلدة ترويسدورف بالقرب من كولونيا، “بصرف النظر عن حقيقة أن الاتحاد الأوروبي ليس له أي ولاية أو صلاحية فيما يتعلق بنشر قوات، بغض النظر لمصلحة من أو لأي غرض، فإنني سأكون حذرا للغاية بشأن تأكيد مثل هذه الاعتبارات أو التعليق عليها بأي شكل”.
وقال وزير الدفاع الألماني إن هناك مداولات جارية حول “ما قد يكون ممكنا، وما قد لا يكون ممكنا، وتحت أي ظروف وتحفظات يمكن تصور شيء من هذا القبيل”.
ومع ذلك، قال بيستوريوس إن مناقشة هذا الأمر علنا في الوقت الحالي أمر “خاطئ تماما”، وذلك في توبيخ نادر لفون دير لاين من جانب أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي.
وجاءت تصريحات بيستوريوس ردا على تقارير إعلامية أفادت بأن فون دير لاين تحدثت عن خريطة طريق لنشر قوة متعددة الجنسيات في أوكرانيا في حال التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وقالت فون دير لاين، لصحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية، إن الخطط المتعلقة بهذا الأمر أصبحت الآن جاهزة بكل تفاصيلها تماما.
تعرّض نظام تحديد المواقع العالمي في طائرة تقل رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين إلى التشويش أثناء استعدادها للهبوط في بلغاريا الأحد، بحسب ما أعلن الاتحاد الأوروبي الإثنين.
وأشارت المفوضية الأوروبية إلى أن السلطات البلغارية تشتبه بأن التشويش “كان نتيجة تدخل صارخ” من موسكو، لكن لم يتضح إن كانت الرحلة المستأجرة استُهدفت عمدًا.
تشويش لنظام تحديد المواقع
وفي مؤتمر صحافي في بروكسل، قالت الناطقة باسم المفوضية الأوروبية أريانا بوديستا “يمكننا فعلًا تأكيد حدوث تشويش لنظام تحديد المواقع”.
وكانت فون دير لايين (66 عامًا) في بلغاريا في إطار جولة تشمل سبع دول تعد على “الخطوط الأمامية” في الاتحاد الأوروبي، أي أنها في الخاصرة الشرقية للتكتل ومعرّضة أكثر لتهديدات روسيا.
وذكرت المفوضية بأن المنطقة شهدت “أنشطة تشويش وخداع كثيرة من هذا النوع”، مضيفة أنّها فرضت عقوبات على عدة شركات يُعتقد بأنها تورّطت في ذلك.
من جهتها، أكّدت الحكومة البلغارية الحادثة. وقالت في بيان: “إنه خلال الرحلة التي كانت تقل رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين إلى بلوفديف، تم تحييد إشارات الأقمار الاصطناعية التي تنقل معلومات إلى نظام تحديد المواقع العالمي للملاحة التابع للطائرة”.
هبوط آمن
وهبطت الطائرة بأمان في مطار بلوفديف الدولي في جنوب بلغاريا من دون أن تضطر لتغيير مسارها.
وذكرت صحيفة “فايننشال تايمز” التي كانت أول وسيلة إعلامية تكشف عن الحادثة، أن الطائرة أُجبرت على استخدام الخرائط الورقية للهبوط.
كشفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين عن وجود ما وصفتها بـ”خطة دقيقة إلى حدّ ما” لإرسال قوات أوروبية إلى أوكرانيا، وذلك في إطار ترتيبات ضمانات أمنية قد تُطرح في حال التوصل إلى اتفاق سلام محتمل بين كييف وموسكو. وفي مقابلة مع صحيفة فايننشال تايمز، قالت فون ديرلاين، إن التحضيرات تتمّ ضمن ما يُعرف بـ”تحالف الراغبين”، وهو تكتل يضم أكثر من 30 دولة، منها دول أوروبية كبرى مثل ألمانيا وفرنسا، إلى جانب دول غير منضوية في الاتحاد الأوروبي كالنرويج والمملكة المتحدة.
وأضافت فون ديرلاين: “لدينا خريطة طريق واضحة، وهناك اتفاق مع البيت الأبيض بشأن الخطوات المقبلة”. ووصفت التنسيق بين الأوروبيين والولايات المتحدة بأنه بمثابة “شبكة أمان”، مشيرة إلى أن الأوروبيين سيتصدرون مشهد الضمانات، بينما سيكون الأميركيون “في المرتبة الثانية”.
تحالف مرن.. خارج مظلة الاتحاد الأوروبي
توضّح فون ديرلاين أن إرسال قوات إلى أوكرانيا لا يتم بقرار موحد من الاتحاد الأوروبي، بل يعود إلى سيادة كل دولة على حدة، إذ إن “نشر الجنود هو قرار سيادي لكل برلمان وطني”. وتتطلب المشاركة عودة الدول الراغبة إلى برلماناتها الوطنية للحصول على موافقة مشرعيها على هذه المشاركة. ويقوم التصور الأوروبي على أن يشكل “تحالف الراغبين” نواة هذه القوات، وهو تحالف غير رسمي، لكنه يعبّر عن تقارب سياسي وأمني بين دول مستعدة لتحمّل كلفة الانتشار في أوكرانيا بعد الحرب، بهدف ضمان استقرار الاتفاق، وردع أي تصعيد روسي مستقبلي. وقد جاءت هذه التصريحات بعد مطالبة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال الأسابيع الأخيرة بضمانات غربية قوية مقابل الدخول في مفاوضات جادة حول وقف إطلاق النار أو اتفاق سلام طويل الأمد.
ووفق ما نقلته “فايننشال تايمز”، فإن لقاءً جمع الرئيس زيلينسكي، والرئيس الأميركي دونالد ترامب، وعدداً من القادة الأوروبيين في واشنطن الشهر الفائت، جرى خلاله الاتفاق على نموذج تقاسم المسؤوليات الأمنية، بحيث تتصدر أوروبا الجبهة، وتلعب واشنطن دوراً داعماً من الخلف بحيث تكون أوروبا في “خط الدفاع الأول”. وأيّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب هذا التوجه، مؤكداً أن “أوروبا ستكون خط الدفاع الأول في أي اتفاق ضمانات لأوكرانيا”، لكنه شدد على أن واشنطن “لن تتخلى عن التزاماتها”، بل ستشارك في توفير الحماية ضمن هيكل دولي أوسع.
الكرملين يرد: خط أحمر وأوروبا تُفشل خطط ترامب للسلام
في المقابل، أثارت هذه التصريحات غضب الكرملين، الذي اعتبر أن التحرك الأوروبي بقيادة فون ديرلاين يُقوّض المساعي الأميركية للتوصل إلى اتفاق سلام. وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، في تصريحات نقلتها وكالة رويترز أمس، إن “الضمانات الأمنية التي تحدثت عنها أوروبا ستجعل من المستحيل تنفيذ خطط دونالد ترامب لإحلال السلام”. وأكد بيسكوف أن روسيا “مستعدة لحل النزاع بالطرق السياسية والدبلوماسية”، لكن غياب أي تجاوب من كييف، حسب قوله، يجعل موسكو مستمرة في عمليتها العسكرية الخاصة. وأضاف:”حتى الآن، لم نر أي مؤشرات من الجانب الأوكراني على رغبة في التفاوض. وسنواصل عملياتنا طالما بقي الوضع على حاله”.
وكان بيسكوف قد جدّد في وقت سابق موقف بلاده الرافض لأي وجود لحلف شمال الأطلسي (الناتو) داخل الأراضي الأوكرانية، واصفاً ذلك بأنه “أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت موسكو لخوض الحرب”. وشدد على أنه “يمكن القول إن التوغل المتزايد للبنية التحتية العسكرية للناتو داخل أوكرانيا هو من الأسباب الجذرية لهذا الصراع”. إجمالا، بينما تعكف أوروبا والولايات المتحدة على إعداد ترتيبات أمنية طويلة الأمد لأوكرانيا، وتستعد لمرحلة “ما بعد الحرب”، ترى موسكو أن هذه المبادرات تشكل عائقاً أمام أي حل سلمي محتمل. وتبقى ساحة الصراع مفتوحة على احتمالات التصعيد، في ظل تباين الرؤى بين الغرب وروسيا حول “كيفية صناعة السلام”.
أكد كيريل دميترييف الممثل الخاص للرئيس الروسي للتعاون الاقتصادي أن قادة الدول الحضور في قمة منظمة شنغهاي للتعاون في الصين اليوم أصحاب إرادة ويحظون بعقلية التعاون، خلافا للغربيين.
وقال دمترييف الذي يرأس الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة إن ذلك يشكل في حد ذاته تباينا صارخا مع العالم الغربي المُتشرذم.
وأضاف: “كان المشهد مذهلا أمس حيث تعاون العديد من الدول معا بشكل إيجابي وهذا يناقض بشكل حاد العالم الغربي المُتشرذم”.
وتابع: “نرى أن الدول ممزوجة بفكرة التعاون والمشاريع المشتركة والاقتصاد المشترك. لا أحد يعيق أحدا، بل يتعاونون. هذه الروح من التعاون والتآزر بلا شك يراها العالم أجمع على خلفية وجود قوى عديدة، بما فيها أوروبا المُعدّة للعكس من ذلك”.
وتنعقد أكبر قمة في تاريخ المنظمة يومي 31 آب و1 أيلول الجاري في مدينة تيانجين الصينية بمشاركة 20 زعيما من الدول غير الأعضاء، وممثلين عن المنظمات الدولية.
وتأسست المنظمة عام 2001 وتضم روسيا والصين والهند، وإيران، وكازاخستان، وقيرغيزستان، وطاجيكستان، وباكستان، وأوزبكستان، وفي 4 تموز 2024 انضمت بيلاروس رسميا إلى المنظمة خلال قمة أستانا.
ويحظى بصفة المراقب في المنظمة أفغانستان ومنغوليا، فيما تحظى بصفة الشريك في الحوار أذربيجان، وأرمينيا، والبحرين، ومصر، وكمبوديا، وقطر، والكويت، وجزر المالديف، وميانمار، ونيبال، والإمارات، والسعودية، وتركيا، وسريلانكا.
تواصل القوات الروسية تكبيد العدو خسائر كبيرة وتواصل تقدمها على جميع محاور القتال..
وأعلن حاكم جمهورية دونيتسك الشعبية دينيس بوشيلين أن القوات المسلحة الروسية تمكنت من تحرير كامل أراضي جنوب الجمهورية.. في غضون ذلك، أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن روسيا منفتحة على تسوية الصراع الأوكراني بالطرق الدبلوماسية، مضيفًا أن حزب الحرب الأوروبي لا يزال متمسكًا بنهجه ويعوقُ الجهودَ المبذولةَ لحل الأزمة الأوكرانية بالطرق السلمية. فما قدرة الأوربيين على عرقلة جهود التسوية في أوكرانيا؟ وما هي خيارات روسيا في حال استمرار تعنت نظام كييف بتشجيع من أوروبا؟