by | Sep 9, 2025 | أخبار العالم
شهدت الأوساط القضائية في مصر حالة من الغضب والاستياء خلال الأيام الماضية، عقب الكشف عن قرار إعارة اثنين من أبناء كبار المسؤولين القضائيين الحاليين للعمل في محكمة رأس الخيمة بدولة الإمارات، وهو ما أثار جدلاً واسعاً حول معايير اختيار القضاة للإعارة ومدى عدالة الفرص المتاحة.
وبحسب ما أكدته مصادر قضائية مطلعة لـ”العربي الجديد”، فإن قرار الإعارة شمل المستشار يحيى مروان، نجل المستشار عمر مروان، الذي يشغل حالياً منصب مدير مكتب رئيس الجمهورية المصري ووزير العدل السابق، بالإضافة إلى المستشار عمرو عياد، نجل المستشار محمد شوقي عياد، النائب العام الحالي.
وأوضحت المصادر أن الإعارة إلى محكمة رأس الخيمة اعتُبرت من جانب عدد كبير من القضاة تكريساً للمحاباة والمحسوبية. وأفادت روايات متطابقة بأن عملية الاختيار لم تستند إلى معايير واضحة أو قواعد معلنة، بل جرت على حساب قضاة أقدم وأكثر خبرة ظلوا ينتظرون لسنوات فرصاً مماثلة.
ووفقاً للبيانات الرسمية، يشغل المستشار يحيى مروان حالياً منصب رئيس محكمة من الفئة (أ) بالنيابة العامة، وهو منتدب للعمل في التفتيش القضائي. أما المستشار عمرو عياد، فكان يشغل منصب رئيس محكمة من الفئة (ب) بالنيابة العامة، وهو الآخر منتدب للتفتيش القضائي.
وأكد قضاة تحدثوا لـ”العربي الجديد” أن “إعارة القاضيين في هذه المرحلة العمرية المبكرة نسبياً، ورغم محدودية سنوات خبرتهما مقارنة بغيرهما من المرشحين، أثارت تساؤلات عميقة حول مدى العدالة في آليات الاختيار”. وأشاروا إلى أن “هذه الإعارات تمثل فرصة مهنية ومادية نادرة يسعى إليها مئات القضاة في مصر”.
وبحسب ما نقله عدد من القضاة الغاضبين، فقد “قوبلت الإعارة بانتقادات حادة داخل الكواليس، حيث اعتبرها كثيرون تجاوزاً لمبدأ تكافؤ الفرص وتغليباً للاعتبارات الشخصية والعائلية على حساب الكفاءة والخبرة”.
وأشار بعض القضاة إلى أن “قرارات الإعارة للخارج، وخاصة إلى دول الخليج، تخضع عادةً لضوابط دقيقة تشمل مراعاة الأقدمية والتميز في الأداء، فضلاً عن التوازن بين الأقاليم والدوائر القضائية المختلفة، غير أن ما جرى في هذه الحالة تجاهل تلك الضوابط كلياً”.
وأكدت مصادر قضائية مطلعة أن “الغضب لا يقتصر على كون القاضيين المعارين من أبناء كبار المسؤولين، بل يرتبط أساساً بغياب الشفافية في إعلان المعايير التي استند إليها القرار”. وقال أحد المصادر: “المشكلة ليست في شخص القاضيين، فهما زملاء محل تقدير، لكن ما أثار الغضب أن مئات القضاة الأكفاء، بعضهم تجاوز عقدين أو ثلاثة في العمل القضائي، لم يحظوا بفرصة مماثلة رغم استحقاقهم لها، بينما جاء هذا الاختيار مفاجئاً وبدون مبررات معلنة”.
ويرى مراقبون للشأن القضائي أن هذه الواقعة تكشف عن إشكالية أعمق تتعلق بتسييس السلطة القضائية في مصر، عبر ربط مسارات الترقي والإعارات بالمواقع العائلية والنفوذ الوظيفي، وهو ما قد ينعكس سلباً على ثقة القضاة في المؤسسة القضائية ذاتها، ويعمّق الإحساس بوجود تمييز داخلي.
by | Sep 5, 2025 | أخبار العالم
في الوقت الذي باشر فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية لاحتلال مدينة غزة ضمن عملية “عربات جدعون 2″، وهي مرحلة أخرى من حرب الإبادة والتهجير المستمرة، وفي ظل تلميح رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو
، في الأيام الأخيرة، إلى أن لا كثير من الوقت لدى إسرائيل، أفادت صحيفة يسرائيل هيوم العبرية، اليوم الجمعة، بوجود خطة أميركية، تمت صياغتها في تل أبيب، وحطّت في أبو ظبي، لإنهاء الحرب. لكن التفاصيل التي أوردتها الصحيفة، تشي بأن ذلك لن يحدث على ما يبدو، قبل انتهاء جيش الاحتلال من مدينة غزة.
ووفق الصحيفة، “هذه المرة من المفترض أن تكون مختلفة. تُطبخ على نار هادئة خطة سياسية أميركية جديدة. الأمل هو أن يؤدي الحسم في مدينة غزة، إلى جانب خطوة سياسية ختامية بالتعاون مع الدول السنية المعتدلة، إلى إنهاء الحرب”. ولفتت الصحيفة العبرية، إلى وجود خلل ومفارقات في الجداول الزمنية، بشأن المراحل المقبلة من العدوان وقضية “الحسم”، ولمحت إلى أنه حتى في حال “تطهير” غزة، تبقى مخيمات الوسط دون حسم.
وأوضحت في هذا السياق، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي استدعى قوات الاحتياط، وفيما يتحدّث رئيس الأركان إيال زامير عن الحسم، يُؤكد المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) أنه لن يكون هناك توقف، لكن هناك فجوة غير مفهومة في الجداول الزمنية. فمن جهة، أوضح وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر ونتنياهو أنه ممنوع الدخول في صفقة لمدة 60 يوماً، لأنه بعد ذلك لن تكون هناك شرعية لمواصلة الحرب، حتى من جانب الرئيس الأميركي دونالد ترامب
؛ ومن الجهة الأخرى، فإن “تطهير” مدينة غزة من فوق الأرض وتحتها سيستغرق شهوراً، كما حدث في رفح أو خانيونس.
وأشارت الصحيفة إلى وجود العديد من المباني المرتفعة في مدينة غزة، معتبرة أنه “أكثر بكثير مما كان يمكن تصوّره بعد عامين من الحرب”. إضافة إلى ذلك، لا حديث بعد، عن “عربات جدعون 3″، في تسمية مجازية لـ “تطهير” مخيمات الوسط، وعليه، فإن الأمور لا تتوافق مع بعضها. وتابعت الصحيفة أنه من الأفضل التوقف عن التعامل مع القضية على أنها خيار بين أمرين، إما صفقة مؤقتة أو احتلال كامل، مضيفة هناك احتمال حظوظه ليست سيئة، أن الأمر هذه المرة سيكون مختلفاً، ومع التكتم على التفاصيل بسبب الرقابة العسكرية، ذكرت أنه من الناحية العملياتية (العسكرية)، سيكون نمط العمل مختلفاً عن المرحلة الأولى (عربات جدعون 1).
أما الأهم، كما ذكرت الصحيفة، فإن الأمر سيكون مختلفاً من الناحية السياسية أيضاً، في إشارة الى الخطة الأميركية، التي لم تكشف تفاصيلها، لكنها إسرائيلية بالأساس. وكتبت الصحيفة في هذا السياق، أن “خطط ترامب تُشبه إلى حد ما منتجات شركة أبل، بحيث يتم تصنيع الآيفون في الصين، ثم يُنقل إلى الولايات المتحدة حيث يُغلّف ويُلصق عليه ملصق صُنع في أميركا”، موضحة أن الخطط الأميركية، من “صفقة القرن”، مروراً بخطة تهجير سكان قطاع غزة، وصولاً إلى خطة “اليوم التالي”، جميعها وُلدت في تل أبيب، وهذا ينطبق أيضاً على ما يُخطط له الآن، في التنقّلات التي يقوم بها ديرمر بين أبو ظبي وواشنطن وكل ما بينهما.
by | Sep 3, 2025 | أخبار العالم
نقل موقع أكسيوس الأميركي، الأربعاء، عن مصدرين مطلعين قولهما إن الإمارات العربية المتحدة أبلغت إدارة دونالد ترامب أن ضم إسرائيل للضفة الغربية المحتلة سيضر باتفاقيات أبراهام (اتفاقيات التطبيع) ويقوض آمال الرئيس الأميركي في توسيعها.
يأتي ذلك في وقت تتصاعد فيه دعوات من اليمين المتطرف في إسرائيل لاتخاذ قرار ضم الضفة، رداً على استعداد دول غربية، بينها فرنسا وبريطانيا وأستراليا وكندا وبلجيكا، للاعتراف بدولة فلسطين خلال اجتماعات الأمم المتحدة في أيلول/ أيلول الجاري .
وقال مسؤول إماراتي رفيع المستوى لـ”أكسيوس”: “هذه الخطط (الضم)، إذا نفذت، ستلحق ضررًا بالغًا بالعلاقة الإماراتية الإسرائيلية، وستُلحق ضررًا لا يُمكن إصلاحه بما تبقى من رؤية الاندماج الإقليمي”، مضيفا: “الخيار أمام إسرائيل الآن هو الضم أو الاندماج”. وتابع أن الضم سيكون “بمثابة رصاصة الرحمة على حل الدولتين”، مشددا على أن الإدعاء بأن إسرائيل ستفعل ذلك ردا على موجة الاعترافات القادمة بفلسطين “غير قابل للتصديق”.
وبينما منع ترامب عمليات الضم الإسرائيلية المخطط لها مرتين خلال ولايته الأولى، لم يتخذ موقفًا بعد هذه المرة. وزعم مسؤولان إسرائيليان أن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أشار في اجتماعات خاصة إلى أنه لا يعارض ضم الضفة الغربية، وأن إدارة ترامب لن تعرقل ذلك.
ونقل أكسيوس عن مصدرين مطلعين أن مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف يُعارض هذا الرأي. وقال المسؤولان إن ويتكوف “يعتقد أن ضمّ إسرائيل للأراضي سيُعقّد قدرة الولايات المتحدة على العمل مع العالم العربي على خطة ما بعد الحرب لغزة، ويُقوّض فرص التوصل إلى اتفاق سلام سعودي إسرائيلي”. ولم يستجب البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية لطلب التعليق.
ووفقا لـ”أكسيوس”، يكتسب موقف الإمارات أهمية خاصة، إذ كانت أول دولة عربية تدين هجمات حركة حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول/تشرين الأول 2023، وحافظت على علاقاتها مع إسرائيل طوال حرب غزة، بل وعملت مع الحكومة الإسرائيلية على خطة لما بعد الحرب.
وكان الرئيس الإماراتي محمد بن زايد قد زار الرياض، اليوم الأربعاء، والتقى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، حيث استعرضا تطورات الأوضاع الإقليمية، وفي مقدمتها مستجدات الأحداث في فلسطين.
ومن المتوقع أن يعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتماعاً لمناقشة فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة، يوم الخميس. ويُعد هذا الاجتماع الثاني من نوعه وفق موقع واينت العبري، الذي أوضح أن نتنياهو سيعقد يوم الخميس اجتماعاً مصغّراً لمناقشة التداعيات الأمنية المترتبة على اعتراف عدد من الدول بالدولة الفلسطينية خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة. وسيتناول الاجتماع عدة أمور، من بينها خطوات الرد المحتملة على هذا التحرك، بما في ذلك فرض السيادة الإسرائيلية.