الأسواق الناشئة تنتعش بدعم من علي بابا

الأسواق الناشئة تنتعش بدعم من علي بابا

اتجهت أسهم الأسواق الناشئة نحو تحقيق أول مكاسب لها في 5 أيام، مدفوعةً بارتفاع أسهم الذكاء الاصطناعي في هونغ كونغ والصين. وارتفع مؤشر “MSCI”، للأسواق الناشئة بنسبة 0.7%، مع صعود سهم مجموعة علي بابا القابضة المحدودة بنسبة 19% في هونغ كونغ – وهو أعلى مستوى له في 3 سنوات – بعدما أعلنت الشركة عن زيادة في إيرادات الذكاء الاصطناعي، بحسب “بلومبيرغ”.

ويأتي ذلك على النقيض من السوق الآسيوية الأوسع نطاقًا، حيث تعرضت الأسهم لضغوط عقب موجة بيع مكثفة في قطاع التكنولوجيا ضربت وول ستريت. ولم يشهد مؤشر “MSCI” لأسواق العملات الناشئة تغيّرًا يُذكر، إذ قلّصت عطلة عيد العمال في الولايات المتحدة نشاط التداول. وسجّلت الروبية أكبر ارتفاع لها مقابل الدولار في آسيا بعد تدخل بنك إندونيسيا للدفاع عن العملة، في أعقاب الاضطرابات السياسية التي شهدتها البلاد خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وكتب وي خون تشونغ، كبير الاستراتيجيين في بنك بي إن واي ميلون في هونغ كونغ، في مذكرة: “بينما نعتقد أن هذه الاضطرابات ستكون قصيرة الأمد على الأرجح، سيعمل المستثمرون بلا شك على تقليص مخاطر محافظهم الاستثمارية في إندونيسيا أو زيادة حجم استثماراتهم فيها”. أما بالنسبة للأسهم الإندونيسية، فقد شهدت تراجعًا حادًا، اليوم الاثنين، بعد تصاعد الاحتجاجات خلال عطلة نهاية الأسبوع، بينما يترقب المستثمرون التطورات في تايلاند عقب قرار المحكمة الدستورية إنهاء رئاسة باتونغتارن شيناواترا للحكومة يوم الجمعة.

في تركيا، فقد استقرت عوائد السندات المحلية لأجل عامين – والتي كانت قد شهدت انخفاضًا الأسبوع الماضي – بعدما أظهرت البيانات نموًا اقتصاديًا بنسبة 4.8% على أساس سنوي في الربع الثاني. وارتفع الطلب المحلي بأسرع وتيرة له منذ أكثر من عام، فيما ظل الاقتصاد صامدًا رغم رفع البنك المركزي أسعار الفائدة بشكل طارئ في آذار/آذار.

وبحسب “بلومبيرغ”، يشير تقرير الناتج المحلي الإجمالي إلى أن البنك المركزي “لن يخفض أسعار الفائدة بالسرعة المتوقعة حاليًا”، وفقًا لما ذكره ويليام جاكسون، المحلل في كابيتال إيكونوميكس، في مذكرة. كما سجّل الناتج المحلي الإجمالي لبولندا نموًا بدعم من ارتفاع الطلب المحلي في الربع الثاني، بحسب البيانات الصادرة اليوم الاثنين.

 

وانضم الزلوتي البولندي إلى نظرائه الإقليميين في الارتفاع مقابل اليورو والدولار. ويتابع المستثمرون أيضًا تطورات الرسوم الجمركية الأميركية، بعدما قضت محكمة الاستئناف الفيدرالية يوم الجمعة بعدم قانونية معظم الرسوم الجمركية العالمية التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترامب.

لطالما ارتبطت تحركات الأسواق الناشئة بالتقلبات العالمية، إذ تشكّل بيئة استثمارية حساسة للتغيرات السياسية والاقتصادية. فمنذ أزمة آسيا المالية في التسعينيات إلى تداعيات جائحة كورونا، ظلّت هذه الأسواق مرآة لمدى توازن التدفقات المالية العالمية، والتأثير المباشر لقرارات السياسة النقدية في الاقتصادات الكبرى، خصوصًا الولايات المتحدة. 

وتلعب الشركات التكنولوجية العملاقة، مثل علي بابا، دورًا متزايد الأهمية في تحريك مؤشرات الأسواق، حيث أصبحت استثمارات الذكاء الاصطناعي أحد المحركات الرئيسية للنمو، إلى جانب العوامل التقليدية مثل أسعار الفائدة، الاستقرار السياسي، وحركة العملات. وفي المقابل، تبقى التحديات قائمة مع استمرار التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، وتداعيات القرارات القضائية المتعلقة بالرسوم الجمركية الأميركية.

وتكشف التطورات الأخيرة أن مكاسب الأسواق الناشئة لا تزال هشة، فهي وإن كانت مدفوعة بانتعاش شركات التكنولوجيا الكبرى وارتفاع الطلب المحلي في بعض الاقتصادات، إلا أنها تبقى عرضة لاضطرابات سياسية مفاجئة، وضغوط خارجية مرتبطة بالسياسات النقدية والرسوم التجارية. وبينما يترقب المستثمرون مسار أسعار الفائدة الأميركية وتداعيات التوترات الجيوسياسية، يبقى أداء الأسواق الناشئة رهينة التوازن بين محفزات النمو المحلية والتحديات العالمية، ما يجعلها في موقع حساس بين فرص الصعود ومخاطر التراجع.