ستانيسلاف بيتروف.. قصة “الرجل الذي أنقذ العالم” من حرب نووية

ستانيسلاف بيتروف.. قصة “الرجل الذي أنقذ العالم” من حرب نووية

خلال الحرب الباردة في الثمانينيات من القرن الماضي، بلغ التوتر بين الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفيتي ذروته، إذ نشر البلدان صواريخ نووية متوسطة المدى في أوروبا.

في ذلك الوقت، اعتبر الرئيس الأميركي رونالد ريغان أنّه من الممكن توجيه ضربة قاتلة لما سمّاه “إمبراطورية الشر”، فأطلق خطته الشهيرة “حرب النجوم” التي كان يُفترض أن تُعطّل الصواريخ النووية السوفيتية، كما أرسل أربعين سفينة أميركية إلى المحيط الهادئ لمحاكاة حرب شاملة مع الاتحاد السوفيتي.

في المقابل، كان الرئيس السوفيتي يوري أندروبوف يعتقد أنّ الولايات المتحدة تستعد لتكون صاحبة الضربة النووية الأولى. لذلك أطلق العملية السرية العملاقة “ريان”، التي كلّف بموجبها 300 جاسوس سوفيتي يعملون في الغرب بمراقبة أي استعدادات محتملة لهجمات ذرية.

في خضمّ هذا القلق العالمي، وتحديدًا بتاريخ 26 أيلول/ أيلول 1983، كان الضابط السوفيتي ستانيسلاف بيتروف في الخدمة في مركز الإنذار المبكر “سربوخوف-15″، عندما تلقّى إنذارًا يُفيد بأنّ الولايات المتحدة أطلقت للتو خمسة صواريخ باليستية عابرة للقارات من إحدى قواعدها باتجاه الاتحاد السوفياتي.

لم يكن أمام بيتروف سوى لحظات قليلة ليُقرّر ما سيفعله. فلو اتّبع البروتوكول العسكري وأبلغ رؤساءه بالتحذير، لكانوا على الأرجح سيشنّون ضربات نووية انتقامية، ما قد يؤدي إلى اندلاع حرب عالمية شاملة. لكنّ بيتروف شعر بأنّ الإنذار غير منطقي، فاختار الانتظار ليرى ما سيحدث. وبقراره هذا، غيّر مجرى التاريخ، ليُعرف لاحقًا بـ”الرجل الذي أنقذ العالم”.

من هو ستانيسلاف بيتروف؟

وُلِد بيتروف في مدينة فلاديفوستوك عام 1939، ونشأ متأثّرًا بوالده الذي شارك في الحرب العالمية الثانية. التحق بقوات الدفاع الجوي السوفياتية في أوائل السبعينيات، وترقّى حتى وصل إلى رتبة مقدم.

شملت مهامه مراقبة نظام الإنذار المبكر الجديد المخصص لاكتشاف الهجمات الصاروخية الباليستية من الدول المعادية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة. وخلال فترة خدمته، كانت توترات الحرب الباردة في أوجها. ففي عام 1983 رفض الرئيس الأميركي ريغان تجميد سباق التسلح، بينما كان زعيم الاتحاد السوفيتي آنذاك يوري أندروبوف يعيش هاجس الضربة الأميركية الأولى.

شملت مهام بيتروف مراقبة نظام الإنذار المبكر الجديد الذي يكشف هجمات الصواريخ الباليستية من الدول المعادية

شملت مهام بيتروف مراقبة نظام الإنذار المبكر الجديد الذي يكشف هجمات الصواريخ الباليستية من الدول المعادية- غيتي

وفي الأول من أيلول/ أيلول من العام نفسه، أسقطت الدفاعات السوفيتية طائرة مدنية كورية جنوبية كانت متجهة من ألاسكا إلى سيول، ما أدى إلى مقتل جميع ركابها البالغ عددهم 269 شخصًا. وحينها، زعم الاتحاد السوفييتي أنّ الطائرة كانت في مهمة تجسس لكنها ضلّت مسارها بسبب خطأ ملاحي، غير أنّ العالم صبّ جام غضبه على الاتحاد السوفيتي. وبعد ثلاثة أسابيع فقط، وجد بيتروف نفسه أمام إنذار بوجود خمسة صواريخ متجهة إلى بلاده.

حينها، كان على بيتروف أن يُقرّر بسرعة ما إذا كان سيتبع الأوامر بابلاغ رؤسائه بهذه التحذيرات، وبالتالي المجازفة بإثارة سلسلة من ردود الفعل التي لا رجعة فيها. لكنّه اتخذ قراره المصيري والشجاع.

قرار غيّر مجرى التاريخ

حين دوّت صفارات الإنذار وظهرت أمامه كلمة “إطلاق” على الشاشة، بدا بيتروف هادئًا ظاهريًا، لكنّه كان يعيش صراعًا داخليًا كبيرًا.

تلقّى بيتروف تحذيرًا من أنّ الولايات المتحدة أطلقت 5 صواريخ باليستية عابرة للقارات باتجاه الاتحاد السوفييتي

تلقّى بيتروف تحذيرًا من أنّ الولايات المتحدة أطلقت 5 صواريخ باليستية عابرة للقارات باتجاه الاتحاد السوفييتي- غيتي

فمن ناحية، أصرت أجهزة الكمبيوتر على أنّ موثوقية التحذير كانت على أعلى مستوى. كما كان هناك أكثر من عشرين مستوى أمان مُطبّقًا لمنع الإنذارات الكاذبة، ولم يكن بيتروف متأكدًا حتى من إمكانية فشلها جميعًا.

وعن هذه اللحظة، قال بيتروف لمجلة “تايم” عام 2015: 

لقد بنينا النظام لاستبعاد كل احتمالات الإنذارات الكاذبة. وفي ذلك اليوم، أخبرتنا الأقمار الصناعية بأعلى درجة من اليقين أنّ هذه الصواريخ كانت في طريقها إلينا.

ومع ذلك، كان لدى بيتروف شعور داخلي بأنّ هناك خطبًا ما. وقال لصحيفة “واشنطن بوست” الأميركية عام 1999:

 عندما يبدأ الناس حربًا، فإنّهم لا يبدأونها بخمسة صواريخ فقط

بناءً على حدسه، قرّر أن يبلغ القيادة بأنّ الأمر مجرّد عطل في النظام. لو كان مخطئًا، لكانت الصواريخ ستضرب الاتحاد السوفيتي بلا إنذار، أمّا إن كان مصيبًا، فسيمنع كارثة نووية. وبعد عشرين دقيقة مرّت ثقيلة، تبيّن أنّ قراره كان صحيحًا.

ووجد نفسه بين نتيجتين: إذا كان مخطئًا، فستضرب الصواريخ من دون سابق إنذار، مخلفة عددًا لا يُحصى من القتلى السوفييت. أما إذا كان مصيبًا، فسيمنع كارثة نووية محتملة.

عواقب قراره الشجاع

في نهاية المطاف، تبيّن أنّ الإنذار الكاذب حدث عندما أخطأ نظام التحذير بين ضوء الشمس المنعكس على السحب وعوادم محركات الصواريخ الباليستية.

وقال بيتروف لمجلة “تايم”:

كان الأمر كما لو أنّ طفلًا كان يلعب بمرآة تعكس الشمس. وبالصدفة، سقط ذلك الضوء المُبهر في مركز عين النظام.

وعلى الرغم من أنّ بيتروف جنّب العالم حربًا نووية، إلا أنّه لم يُكرّم نظير بطولاته بل حُرم من الترقية ونُقل إلى وظيفة أخرى. كما وبّخه الضبّاط الذين حقّقوا في الحادث لعدم تسجيله كل لحظة بدقة.

وعندما سألوه عن سبب عدم تدوينه لكل تفصيل، أجاب:

لأنّني كنت أحمل الهاتف في يدي وجهاز الاتصال الداخلي في اليد الأخرى، وليس لديّ يد ثالثة.

حافظ الاتحاد السوفيتي على سرية الحادثة لعقد من الزمن. ولكن بعد انهيار البلاد عام 1991، تحدث بيتروف عن تجربته واعتُبر بطلًا.

التكريمات والاعتراف المتأخر

في عام 2004، نال بيتروف جائزة المواطن العالمي “لدوره في تجنّب كارثة”. وبعدها بعامين  كُرِّم في الأمم المتحدة. كما نال بيتروف جائزة دريسدن للسلام عام 2013. علاوة على ذلك، أنتج مخرجون دنماركيون فيلمًا وثائقيًا عن حياته بعنوان “الرجل الذي أنقذ العالم”.

نال ستانيسلاف بيتروف جائزة دريسدن للسلام عام 2013

نال ستانيسلاف بيتروف جائزة دريسدن للسلام عام 2013- rferl.org

ورغم هذه التكريمات، أصرّ ستانيسلاف بيتروف على أنّه لا يستحق الأضواء. كما أقرّ بأنّ شخصًا آخر في منصبه ربما اتخذ قرارًا مختلفًا.

ومن اللافت أنّ بيتروف لم يكن من المفترض أن يكون في الخدمة ليلة 26 أيلول/أيلول 1983، بل كان ينوب عن ضابط مريض.

وحول هذه المصادفة، قال:

لقد كنت في المكان المناسب في الوقت المناسب.

وقال دميتري بيتروف: “بالطبع، غمرني الرعب مما كان يمكن أن يحدث. لقد فوجئت للغاية عندما عرفت ما حدث، وأنّه التزم الصمت حيال ذلك. من الواضح أنّه لم يستطع قول أي شيء في تلك اللحظة التي كان العالم فيها معلقًا بشعرة”.

وكوالده كان دميتري متحفظًا ومتواضعًا عند الحديث عن الحادثة التي كان من الممكن أن تُغيّر مجرى التاريخ. حيث قال:

كان والدي يؤدي عمله، ولم يعتبر نفسه بطلًا قط

قمة شنغهاي.. الصين وروسيا ترفضان إعادة العقوبات الأممية على إيران

قمة شنغهاي.. الصين وروسيا ترفضان إعادة العقوبات الأممية على إيران

أيدت الصين وروسيا، العضوان الدائمان في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إيران اليوم الإثنين في رفضها لتحرك دول أوروبية لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على طهران، التي رفعت قبل 10 أعوام بموجب اتفاق نووي.

ونصت رسالة وقع عليها وزراء خارجية الصين وروسيا وإيران على أن الخطوة التي أقدم عليها الثلاثي الأوروبي، بريطانيا وفرنسا وألمانيا، لإعادة فرض العقوبات تلقائيًا “معيبة من الناحيتين القانونية والإجرائية”.

والصين وروسيا من بين الدول التي وقعت على الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 مع قوى عالمية، من بينها الدول الأوروبية الثلاث المعروفة باسم “الترويكا الأوروبية”.

وقد أعلنت فرنسا وبريطانيا وألمانيا الجمعة الماضية، استعدادها لتأجيل إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران إذا عالجت المخاوف بشأن برنامجها النووي خلال الشهر المقبل، لكن طهران نددت بالعرض ووصفته بأنه غير صادق.

والخميس، فعّلت الدول الثلاث (الترويكا الأوروبية) الآلية المعروفة باسم “آلية الزناد” والتي تسمح بإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على طهران، بموجب اتفاق 2015 حول البرنامج النووي الإيراني (خطة العمل الشاملة المشتركة)، علمًا بأن إمكانية إعادة تفعيل العقوبات تنتهي في تشرين الأول/ تشرين الأول القادم وستسمح آلية “العودة السريعة” بإعادة تفعيل العقوبات التي رفعت بموجب ذلك الاتفاق.

وأطلق الأوروبيون آلية “العودة السريعة للعقوبات” في الأسبوع الماضي، إذ اتهموا إيران بخرق الاتفاق.

 وكان الاتفاق قد أدى إلى تخفيف العقوبات المالية الدولية المفروضة على طهران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.

“محاولة أوروبية لا تستند إلى أي أساس”

وذكرت الرسالة التي نشرها وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في منشور على منصة إكس اليوم الإثنين أن المسار الذي اتخذته بريطانيا وفرنسا وألمانيا “يمثل إساء استخدام لسلطة مجلس الأمن الدولي ومهامه“.

وكتب عراقجي في منشور على منصة إكس: “رسالتنا المشتركة مع زميلي، وزيري خارجية الصين وروسيا، الموقعة في تيانجين خلال قمة منظمة شنغهاي، تعكس الموقف الثابت بأن المحاولة الأوروبية لتفعيل آلية “العودة السريعة للعقوبات” لا تستند إلى أي أساس من الناحية القانونية ومدمرة من الناحية السياسية”.

وتم التوصل إلى الاتفاق النووي عام 2015 في عهد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، وينص على تخفيف العقوبات على إيران مقابل وضع قيود صارمة على أنشطتها النووية.

لكن خلفه دونالد ترمب أنهى الاتفاق فعليًا خلال ولايته الأولى عندما سحب الولايات المتحدة منه أحاديًا وأعاد فرض عقوبات أميركية شديدة تطال الدول التي تشتري النفط الإيراني.

وتبنى ترمب نهجًا دبلوماسيًا في بداية ولايته الثانية، لكن إسرائيل أطلقت في حزيران/ حزيران الفائت حملة قصف واسعة على إيران، شاركت فيها الولايات المتحدة بقصف ثلاث منشآت نووية.

وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الخميس الماضي، إن الولايات المتحدة منفتحة أيضًا على إجراء محادثات مباشرة مع إيران.

وتجاوزت إيران منذ فترة طويلة القيود على إنتاج اليورانيوم المنصوص عليها في اتفاق عام 2015. وتقول طهران إن لها الحق في ذلك بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق. 

وأجرت إيران ودول الترويكا الأوروبية محادثات بهدف إبرام اتفاق نووي جديد بعد أن قصفت إسرائيل والولايات المتحدة منشآتٍ نووية إيرانية في منتصف حزيران/حزيران الفائت.

إلا أن دول الترويكا الأوروبية الثلاث اعتبرت أن محادثات جنيف الأسبوع الماضي لم تسفر عن إشارات تعكس استعداد إيران لإبرام اتفاق جديد.

“نظرة جديدة مؤلمة إلى وحشية الأسد في سوريا”- في الإيكونوميست

“نظرة جديدة مؤلمة إلى وحشية الأسد في سوريا”- في الإيكونوميست

في إطار متابعتنا لأبرز ما تناولته الصحف العالمية، نرصد تقارير ومقالات تتناول قضايا بارزة، من مشروع رقمي يوثق الانتهاكات التي حدثت في السجون السورية في عهد الأسد، إلى تحذيرات أوروبية تتعلق بالملف النووي الإيراني، وصولاً إلى الجدل المتزايد بشأن تأثير حقن إنقاص الوزن وارتفاع أسعارها.

نبدأ جولتنا من صحيفة الإيكونوميست البريطانية التي نشرت تقريراً يفيد بأن فريقاً من الصحفيين والنشطاء السوريين أطلقوا مشروعاً رقمياً جديداً يحمل اسم “متحف سجون سوريا”، وهو موقع تفاعلي يقدّم سرداً شاملاً “للدور القاتم” الذي لعبه سجن صيدنايا في عهد نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد.

وتُذكر الصحيفة بأنه منذ سقوط الأسد، شرع السوريون في توثيق نصف قرن من “القمع الذي أفرغ بلادهم من الحياة”، مؤكدة أن “قلب هذه القصة يكمن في سجون سوريا، حيث لا يوجد سجن أكثر شهرة ورعباً من صيدنايا”.

وتشير الصحيفة إلى أن المشروع الرقمي الجديد يُعد “تذكاراً وأرشيفاً جنائياً، كما يوفر تجربة مؤلمة وواقعية للزائرين”.

وتبرز الإيكونوميست أن جولة فيديو بزاوية 360 درجة تتيح للمشاهدين الدخول إلى غرف الإعدام، كما تكشف الوثائق عن العبارات التي استُخدمت لوصف موت السجناء، كما تتضمن شهادات مصورة يحكي فيها الناجون قصصهم عن قسوة الحراس، وفق ما جاء في التقرير.

وترى الصحيفة أن كلاً من “حافظ الأسد وابنه استعملا السجون لاحتجاز المعارضين من مختلف التيارات”، لافتة إلى أنه مع تحوّل الانتفاضة “السلمية” في سوريا إلى حرب أهلية، تحولت السجون إلى أماكن للإعدام بقدر ما كانت مراكز للاعتقال.

وتوضح الصحيفة في تقريرها أن سجن صيدنايا كان يعتبر بالنسبة لمعارضي النظام “نهاية رحلة معقدة عبر شبكة التعذيب ومراكز التحقيق في سوريا”. كما تضيف أن المشروع الرقمي يعرض ذلك بشكل مفصل.

“كان الإعدام يتم غالباً شنقاً في ساعات الفجر الأولى. أحياناً يجَوّع السجناء قبل الإعدام لتسهيل الموت. وفي حالات الاكتظاظ التي تعيق الإعدام شنقاً، كان الحراس يلجأون إلى ضرب السجناء حتى الموت أو خنقهم”، وفق ما جاء في التقرير.

وتضيف الصحيفة أنه بالرغم من سقوط حكم الأسد، لا يزال مئات الآلاف من السوريين يبحثون عن أقاربهم المفقودين، وتبقى آليات عمل أجهزة النظام غامضة. إلا أن الأرشيف يقدم أدلة مهمة، حيث يسجل أسماء الضباط الذين أشرفوا على سجن صيدنايا، ويشرح بالتفصيل الإجراءات القانونية أو غيابها التي أوصلت البعض إلى هناك.

وتفيد الصحيفة بأن الموقع الإلكتروني سيكون متاحاً للجميع، من عائلات المفقودين السوريين إلى محامي حقوق الإنسان والمؤرخين، في خطوة قد تُسهم مستقبلاً في تحقيق لحظة من المحاسبة، وفقاً لما ذكرته الإيكونوميست.

  • رسائل من الغُربة: سوريون بين كسر حاجز الخوف وفقدان الأمان
  • ما هي السجون التي جسدت آلة القمع والرعب في سوريا؟

“الملف النووي الإيراني يتطلب تحركاً دبلوماسياً عاجلاً”

صورة بالأقمار الصناعية تظهر تدمير عدة مبانٍ في مركز أصفهان النووي بعد الغارات الجوية، مع آثار حريق وانهيار أسقف.
مركز أصفهان للتكنولوجيا النووية، إيران، 22 حزيران/حزيران 2025

ودعت صحيفة لوموند الفرنسية في افتتاحيتها، الدول الأوروبية، التي ظلت ملتزمة بالاتفاق النووي لعام 2015 رغم انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى اتخاذ قرار بحلول نهاية آب/آب بشأن إعادة فرض العقوبات الدولية على البرنامج النووي الإيراني.

وتشير الصحيفة إلى أنه رغم مرور أكثر من شهرين على الضربات الإسرائيلية الأمريكية ضد إيران، لم يغب ملف البرنامج النووي الإيراني عن الأجندات الدبلوماسية، بل أصبح أكثر إلحاحاً، وهو الأمر الذي يعكس “صعوبة تقييم التأثير الحقيقي للقصف غير المسبوق الذي استهدف الجمهورية الإسلامية في حزيران/حزيران الماضي.”

وترى الافتتاحية أن عزل رئيس المخابرات العسكرية الأمريكية، جيفري كروز، يعكس هذه الحقيقة، حيث أُقيل بعد صدور تقرير من جهازه يقدّر أن البرنامج النووي الإيراني تأخر لعدة سنوات بسبب الضربات، وهو ما تعارض مع تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي أكد فيها تدمير المواقع المستهدفة بشكل كامل.

وتشير الافتتاحية إلى أنه رغم انسحاب الولايات المتحدة الأحادي الجانب من الاتفاق، فقد ضغطت واشنطن على ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة لتفعيل أداة دبلوماسية تعرف بـ “استرجاع العقوبات”، المصممة لتفعيلها عند حدوث انتهاك كبير لشروط الاتفاق، بهدف زيادة الضغط على بلد يعاني من أزمة اقتصادية طاحنة.

وتقول الصحيفة إن اتفاق عام 2015 ينتهي في تشرين الأول/تشرين الأول، وهو ما قد يحرم الأوروبيين من آلية العقوبات، ويزيد من فرص تصعيد التوتر، مع احتمال انسحاب إيران من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية.

وتلفت الافتتاحية إلى أن الأوروبيين مستعدون لعدم إعادة فرض العقوبات بشرطين: الأول، السماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذين عادوا مؤخراً إلى إيران، باستئناف عملهم في المواقع الحساسة، خاصة تلك التي تعرضت للقصف في حزيران/حزيران، والثاني، استئناف حوار جاد مع الولايات المتحدة.

  • “النظام الإيراني يظهر بشكل أكثر صلابة بعد الضربات الأمريكية والإسرائيلية” – مقال رأي في الغارديان
  • من يملك الأسلحة النووية وكيف حصل عليها؟

“لا شيء يضاهي شعور النحافة”

نشرت صحيفة التلغراف البريطانية مقالاً للكاتبة روان بيليغ، عن حقن إنقاص الوزن وارتفاع أسعارها، حيث أشارت إلى أن بعض أصدقائها المقربين أصبحوا “مدمنين على الظهور برشاقة، ويعيشون في حالة قلق شديد بسبب توقع زيادة الأسعار بنسبة 170 في المئة”.

وتشير الكاتبة إلى أن هناك نساء يفضلن التخلي عن أي شيء “بدلاً من التخلي عن حقن فقدان الوزن التي يعتمدن عليها”، وتنقل عن إحداهن قولها: “لا شيء يضاهي شعور النحافة”.

وتضيف بيليغ أن إعلان شركة تصنيع الدواء “تعليق مبيعات عقار مونجارو في المملكة المتحدة حتى تطبيق الأسعار الجديدة، التي يُتوقع أن ترتفع بنسبة 170 في المئة، تسبب في حالة ذعر فورية”.

ويذكر المقال أن التقديرات الأولية تشير إلى أن حوالي 1.5 مليون شخص في المملكة المتحدة يتلقون هذه الحقن حالياً، مما يعكس انتشارها الكبير بين الطبقات التي تخلت عن دروس التمارين الرياضية ونظام الكيتو والصيام لاعتقادهم بأنها بطيئة ومرهقة وغير فعالة، بحسب الكاتبة.

وتعبّر الكاتبة عن قلقها من تأثير ارتفاع الأسعار والنقص المتوقع على الذين فقدوا الوزن مؤخراً، وتساءلت عن احتمالية ظهور سوق سوداء لأدوية إنقاص الوزن نتيجة لذلك.

وتصف بيليغ عقلية المهوسيين بفقدان الوزن والرشاقة بأنها “إدمانية ومخيفة”. وتوضح ذلك من خلال تجربتها الشخصية مع اضطراب البوليميا العصبي، الذي سيطر عليها من أواخر مراهقتها وحتى بلوغها 25 عاما من عمرها.

وتختتم بالقول: “لو لم أتعلم كيف أسيطر على رغباتي وأتوقف عن الأكل عند أول علامات الشبع، ربما كنت سأستخدم هذه الحقن بنفسي، وربما أكون الآن على وشك نوبة هلع بسبب ارتفاع سعر جرعتي”.

ترحيب أميركي.. مجلس الأمن يناقش قرار إعادة تفعيل العقوبات على إيران

ترحيب أميركي.. مجلس الأمن يناقش قرار إعادة تفعيل العقوبات على إيران

يعقد مجلس الأمن الدولي الجمعة اجتماعًا طارئًا مغلقًا لمناقشة قيام باريس وبرلين ولندن بتفعيل آلية إعادة فرض العقوبات على طهران على خلفية برنامجها النووي، وفق ما أفادت مصادر دبلوماسية الخميس وكالة “فرانس برس”.

وقالت المصادر: إن الاجتماع يعقد بناء على طلب فرنسا والمملكة المتحدة.

وكانت فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا قد فعلت اليوم الآلية التي تتيح إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران بسبب عدم وفائها بالتزاماتها على صعيد برنامجها النووي، وذلك في رسالة إلى مجلس الأمن.

“إعادة فرض سلسلة عقوبات”

وجاء في الرسالة أن الدول الثلاث “ترغب في إبلاغ مجلس الأمن بأنه، استنادًا إلى أدلة عملية، ترى مجموعة إي3 أن إيران لا تحترم التزاماتها” بموجب اتفاق 2015 حول برنامجها النووي، و”تلجأ تاليًا إلى الآلية المعروفة باسم آلية الزناد”، ومهلتها ثلاثون يومًا قبل إعادة فرض سلسلة من العقوبات تم تعليقها قبل عشرة أعوام.

وكان الأوروبيون يلوّحون بهذا التهديد منذ أشهر ويأتي تفعيل الآلية قبل أسابيع من انتهاء صلاحيتها وفيما الدبلوماسية في حالة جمود بعد الحرب التي شنّتها إسرائيل على إيران وضربت خلالها مع الولايات المتحدة منشآت نووية في الجمهورية الإسلامية.

ووصلت المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران إلى طريق مسدود وتراجع تعاون طهران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في حين فشلت محادثات عقدت أخيرًا بين إيران والأوروبيين في تحقيق اختراق.

وأضاف وزراء الخارجية الفرنسي جان نويل بارو والبريطاني ديفيد لامي والألماني يوهان فاديفول في الرسالة أن “مجموعة الثلاث ستستغل فترة الثلاثين يومًا بشكل كامل” لمحاولة إيجاد حل تفاوضي والنجاح في تجنب إعادة فرض العقوبات.

وأوضح بارو أن الدول الثلاث قررت تفعيل الآلية لأنه “لا ينبغي المضي قدمًا في التصعيد النووي” الإيراني.

“غير قانوني وغير ومبرر”

من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الخميس في اتصال هاتفي مع نظرائه الفرنسي والبريطاني والألماني بحسب بيان صادر عن وزارته: إن “الجمهورية الإسلامية الإيرانية سترد بشكل مناسب على هذا الإجراء غير القانوني وغير المبرر الذي اتخذته الدول الأوروبية الثلاث، بهدف حماية حقوقها ومصالحها الوطنية”.

وأكد روبيو في بيانه أن الولايات المتحدة لا تزال مستعدة للتفاعل المباشر مع إيران “للتوصل إلى حل سلمي ودائم للقضية النووية الإيرانية”.