من هم أبرز قادة حماس الذين “اغتالتهم” إسرائيل أو حاولت اغتيالهم؟

من هم أبرز قادة حماس الذين “اغتالتهم” إسرائيل أو حاولت اغتيالهم؟

إن الحرب التي بدأت بين إسرائيل وحركة حماس وباقي الفصائل الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/تشرين الأول 2023، ليست سوى حلقة من مسلسل مستمر من المواجهات وأعمال العنف والاغتيالات والهجمات الانتحارية منذ تأسيس حركة المقاومة الإسلامية المعروفة باسم حماس عام 1987 على يد رجل الدين الفلسطيني الراحل أحمد ياسين.

شنت الحركة عشرات العمليات الانتحارية داخل إسرائيل قتل فيها مئات الإسرائيليين خلال الانتفاضة الأولى التي اندلعت شرارتها الأولى من قطاع غزة عام 1987 عندما كانت تحت السيطرة الإسرائيلية وامتدت إلى الضفة الغربية وتوقفت مع توقيع اتفاقيات أوسلو عام 1993.

اما الانتفاضة الثانية والتي اندلعت بعد دخول رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق آرييل شارون للمسجد الأقصى عام 2000، فقد كانت أكثر دموية وعنفاً من الانتفاضة الأولى؛ حيث قتل فيها 4200 شخص من الطرفين، بمعدل قتيل إسرائيلي مقابل كل ثلاثة فلسطينيين.

ونفذت إسرائيل عشرات عمليات الاغتيال التي طالت الكوادر في الفصائل الفلسطينية منذ نشوء المقاومة الفلسطينية. وتوقفت هذه العمليات مؤقتاً خلال مفاوضات السلام بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية.

ولطالما اتُهمت إسرائيل بتنفيذ عمليات اغتيال لشخصيات معادية لها، سواء كانت هذه الشخصيات قيادات سياسية، عسكرية، أو نشطاء مناوئين لها.

ورغم هذا، فإن إسرائيل تتبع سياسة تقليدية تتمثل في عدم تبني أو نفي المسؤولية عن هذه العمليات، ما يترك المجال واسعاً للتحليلات والاتهامات.

هذا الغموض الاستراتيجي الذي تنتهجه إسرائيل، يولّد شكوكاً لدى خصومها، خصوصاً عندما تكون الأهداف شخصيات بارزة عُرفت بخصومتها لإسرائيل.

كما أن توقيت بعض العمليات والظروف المحيطة بها تزيد من ترسيخ هذا الاتهام؛ فالتحليلات السياسية والعسكرية عادة ما تربط بين الاغتيالات وأهداف إسرائيل الاستراتيجية، مثل تقويض نفوذ الجماعات المسلحة، أو تقليل التهديدات التي تواجهها في المنطقة.

في المقابل، يتيح هذا الغموض لإسرائيل مساحة من المناورة السياسية والدبلوماسية، حيث يمكنها تجنب تبعات الاعتراف العلني بمسؤوليتها، سواء كانت ردود فعل دولية أو عمليات انتقامية.

وفي النهاية، يظل عدم الاعتراف الرسمي وسيلةً لتحميل خصومها عبء الإثبات.

وفيما يلي قائمة بأبرز قادة حماس الذين اغتالتهم أو قتلتهم إسرائيل أو حاولت اغتيالهم حتى عام 2025:

يحيى السنوار

يحيى السنوار
اعتقلت إسرائيل السنوار ثلاث مرات، وحُكم عليه بعد اعتقاله الثالث في عام 1988 بالسجن مدى الحياة أربع مرات.

يعد يحيى السنوار، الذي ولد في قطاع غزة عام 1962، العقل المدبر لهجمات نفذتها حماس على جنوبي إسرائيل في السابع من تشرين الأول/تشرين الأول العام الماضي، التي أسفرت عن مقتل نحو 1200 شخص، بحسب بيانات الحكومة الإسرائيلية، فضلا عن احتجاز 251 رهينة في غزة، أصبح السنوار أحد أهم أهداف إسرائيل منذ ذلك اليوم.

كان السنوار زعيم حماس في غزة، وأصبح رئيس المكتب السياسي لحماس بعد اغتيال إسماعيل هنية في طهران في تموز/تموز الماضي 2024.

انضم السنوار إلى حركة حماس في سن مبكرة، وأسس جهاز أمن تابع لحماس، أطلق عليه اسم “مجد”، والذي يدير شؤون الأمن الداخلي، ويحقق مع العملاء المشتبه بارتباطهم بإسرائيل، ويتعقب ضباط المخابرات والأمن الإسرائيليين.

  • بعد تأكيد حركة حماس مقتل يحيى السنوار ماذا نعرف عنه؟

اعتقلت إسرائيل السنوار ثلاث مرات، وحُكم عليه بعد اعتقاله الثالث في عام 1988 بالسجن مدى الحياة أربع مرات.

وعلى الرغم من ذلك، كان من بين 1027 سجيناً فلسطينياً أفرجت عنهم إسرائيل مقابل جندي إسرائيلي احتجزته حماس لأكثر من خمس سنوات.

وعاد السنوار إلى منصبه كزعيم بارز في حماس وتولى رئاسة المكتب السياسي للحركة في قطاع غزة في عام 2017.

وقبل توليه هذا المنصب، أدرجت الولايات المتحدة السنوار، في عام 2015، على قائمتها التي تضم “الإرهابيين الدوليين”.

وقُتل السنوار خلال اشتباكه مع الجيش الإسرائيلي في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة في 16 تشرين الأول/تشرين الأول عام 2024.

إسماعيل هنية

رئيس المكتب السياسي لحركة حماس لغاية عام 2024
رئيس المكتب السياسي لحركة حماس لغاية عام 2024

أعلنت حركة حماس فجر الأربعاء 31 تموز/ تموز مقتل رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية في “غارة صهيونية غادرة على مقر إقامته في طهران” بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.

ولم تعلّق إسرائيل أو تُعلن أنها وراء مقتل هنية، إلا بعد خمسة أشهر في كانون الأول/كانون الأول 2024، حين قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إن إسرائيل ستقطع رؤوس قيادات الحوثيين، “تماماً كما فعلنا مع هنية، ويحيى السنوار، وحسن نصر الله في طهران وغزة ولبنان”.

إسرائيل تقر رسميا بمسؤوليتها عن اغتيال إسماعيل هنية في طهران

وقد انتُخب “أبو العبد” كما يُلقب، رئيساً للمكتب السياسي لحركة حماس عام 2017 خلفاً لخالد مشعل، ولم تكن حياته قبل ذلك خالية من الاعتقالات؛ حيث اعتقلته السلطات الإسرائيلية لمشاركته في الاحتجاجات وقت الانتفاضة الأولى عام 1987.

وفي عام 1988، مع صعود حماس إلى الواجهة في غزة كـ “حركة مقاومة رائدة”، اعتُقِل مرة أخرى، لكن هذه المرة سُجن لمدة ستة أشهر.

وفي العام التالي، اعتُقِل هنية من جديد وحُكِم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات.

وبعد إطلاق سراحه عام 1992، قامت إسرائيل بترحيله مع كبار قادة حماس، عبد العزيز الرنتيسي ومحمود الزهار وأكثر من 400 ناشط آخر، إلى جنوب لبنان.

  • من هو رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية؟

وأمضى النشطاء أكثر من عام في معسكر مرج الزهور، حيث حظيت الجماعة الإسلامية بتغطية إعلامية غير مسبوقة وأصبحت معروفة في جميع أنحاء العالم.

وعاد هنية إلى غزة في كانون الأول/كانون الأول عام 1993 وعُين عميداً للجامعة الإسلامية.

وكانت علاقته الوطيدة بمؤسس الحركة أحمد ياسين، هي ما جعلته صاحب شعبية، ليصبح رئيس مكتب الحركة لاحقاً.

وقبل مقتل هنية، قُتل ثلاثة من أبنائه الذين كانوا موجودين في غزة؛ وهم حازم وأمير ومحمد برفقة أطفالهم الصغار، حين كانوا يهمون بالتوجه لزيارة أقرباء لهم في مخيم الشاطئ للاجئين غربي غزة في عيد الفطر الماضي.

ولم يغادر قطاع غزة عدد كبير من أفراد عائلة هنية، وقبيل وصول أبنائه الثلاثة وأحفادهم إلى أقاربهم بلحظات، وبينما كانوا يسيرون في الشارع مستقلين سيارة مدنية، باغتتهم طائرة إسرائيلية بعدة صواريخ، ما أدى إلى تدمير سيارتهم وتطاير أجسادهم ومقتلهم جميعاً.

لماذا قتلت إسرائيل أبناء وأحفاد رئيس حركة حماس إسماعيل هنية؟

محمد الضيف

محمد الضيف
الضيف معروف بقدرته على الهرب من الاغتيال، لكن إسرائيل تقول من جانبها إنها قتلته في تموز/تموز 2024

كان محمد الضيف رئيس الجناح العسكري لحماس، كتائب القسام، ويُعتقد أنه كان أحد المخططين الرئيسيين لهجوم السابع من تشرين الأول/تشرين الأول الماضي الذي شنته حماس على إسرائيل.

ويعد الضيف شخصية غامضة، عُرِف لدى الفلسطينيين باسم “العقل المدبر”، ولدى الإسرائيليين باسم “القط ذو السبعة أرواح”.

وكانت السلطات الإسرائيلية قد حكمت عليه بالسجن في عام 1989، وبعد ذلك شكل “كتائب القسام” بهدف أسر جنود إسرائيليين.

وبعد إطلاق سراحه، ساعد في هندسة بناء الأنفاق التي سمحت لمقاتلي حماس بالدخول إلى إسرائيل من غزة.

  • من هو محمد الضيف الذي أعلنت إسرائيل اغتياله في غزة؟

كان الضيف أحد أكثر الشخصيات المطلوبة لدى إسرائيل، ووجهت له تهمة التخطيط والإشراف على تفجيرات الحافلات التي قتلت عشرات الإسرائيليين في عام 1996، والتورط في أسر وقتل ثلاثة جنود إسرائيليين في منتصف تسعينيات القرن الماضي.

سجنته إسرائيل في عام 2000، لكنه هرب في بداية الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

وفي إحدى محاولات اغتياله في عام 2002، نجا الضيف لكنه فقد إحدى عينيه، وقالت إسرائيل إنه فقد أيضا إحدى قدميه ويده، وإنه كان يعاني من صعوبة في الكلام.

وفشلت القوات الإسرائيلية مرة أخرى في اغتيال الضيف خلال هجوم على قطاع غزة في عام 2014، لكنها قتلت زوجته واثنين من أطفاله.

وفي تموز/تموز 2024 أعلنت إسرائيل من جانبها أنها قتلت الضيف في غارة جوية على مجمع في خان يونس.

ولم تؤكد حركة حماس مقتل الضيف حتى نهاية كانون الثاني/كانون الثاني عام 2025، حين أعلن المتحدث باسم كتائب القسام الجناح العسكري، أبو عبيدة، مقتل الضيف برفقة قادة آخرين لحماس.

من هو محمد الضيف الذي أعلنت حركة حماس مقتله؟

مروان عيسى

مروان عيسى
يُعتقد أن مروان عيسى لعب دورا مهما في الهجمات على إسرائيل

تولى مروان عيسى مهمة نائب القائد العام لكتائب القسام ويُعتقد أنه أحد المدبرين الرئيسيين لهجوم السابع من تشرين الأول/تشرين الأول العام الماضي الذي شنته حماس على إسرائيل.

وقد ظل عيسى على قائمة المطلوبين لدى إسرائيل لسنوات، وأصيب في محاولة لاغتياله عام 2006.

احتجزت القوات الإسرائيلية عيسى خلال الانتفاضة الأولى (1987-1993) لمدة خمس سنوات بسبب نشاطه مع حماس.

كما اعتقلته السلطة الفلسطينية عام 1997، لكن أُطلق سراحه بعد بدء الانتفاضة الثانية عام 2000.

وقد استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية منزل عيسى مرتين خلال عمليات عسكرية في غزة عامي 2014 و2021، ما أسفر عن مقتل شقيقه.

  • مروان عيسى: إسرائيل تعلن مقتل نائب القائد العام لكتائب القسام

وأطلقت وسائل إعلام إسرائيلية على عيسى لقب “رجل الظل”، بسبب قدرته على التهرب من العثور عليه، ولم يكن من المعروف شكله حتى عام 2011، عندما ظهر في صورة جماعية التقِطت خلال حفل استقبال للأسرى في صفقة تبادل.

وفي آذار/آذار 2024 أعلنت إسرائيل من جانبها أنها قتلت عيسى في غارة جوية استهدفت نفقاً تحت مخيم للاجئين وسط غزة.

صالح العاروري

صالح العاروري
انتُخب صالح العاروري عام 2010 عضوا في المكتب السياسي لحماس، ثم انتخب نائبا لرئيس الحركة عام 2017

وُلِد صالح العاروري في 19 آب/آب عام 1966 في قرية عارورة الواقعة شمال غرب مدينة رام الله، ودرس الشريعة في جامعة الخليل، وسمي العاروري نسبةً إلى قريته.

وانضم بعمر مبكر لجماعة الإخوان المسلمين، ثم انضم إلى كوادر حركة المقاومة الإسلامية حماس بعد أشهر من انطلاقها عام 1987، وشارك في تأسيس جناح القسام العسكري في الضفة الغربية بين عامي 1991-1992

اعتقلته إسرائيل وفرجت عنه في عام 2007، ثم اعتقلته مرة أخرى وأفرجت عنه في عام 2010.

عقبل الإفراج عنه، انتُخب صالح العاروري عضواً في المكتب السياسي لحماس، ثم انتخب نائبا لرئيس الحركة عام 2017، وهو ما نُظر إليه حينها على أنه تأكيد من حماس على خطها القتالي ضد إسرائيل، وذلك باختيار شخصية تقود العمل العسكري في الضفة، ومقرّبة من إيران، في ثاني أرفع منصب في الحركة.

  • من هو صالح العاروري الذي اغتيل في بيروت؟

ولطالما كان صالح العاروري على رأس المطلوبين لإسرائيل، إذ يوصف بـ “مهندس” الهجمات في الضفة الغربية المحتلة ضد الجنود الإسرائيليين والمستوطنين، وإطلاق الصواريخ من غزة ولبنان، كما أن الإعلام الإسرائيلي وصفه بـ “كابوس إسرائيل” وعرّاب العلاقات مع إيران وحزب الله، وأُدرج على قائمة “الإرهابيين الدوليين” الأمريكية.

وقد اغتيل العاروري، في كانون الثاني/كانون الثاني 2024، في هجوم بطائرة مسيّرة استهدفت مكاتب الحركة في الضاحية الجنوبية في بيروت.

محمد السنوار

محمد السنوار وهو داخل سيارة في نفق ضخم بالقرب من معبر بيت حانون
محمد السنوار وهو داخل سيارة في نفق ضخم بالقرب من معبر بيت حانون

نشرت حركة حماس في 30 آب/ آب، عبر قناتها في تيلغرام قائمة بأسماء قادتها الذين قتلوا على يد الجيش الإسرائيلي، بينهم محمد السنوار، الشقيق الأصغر ليحيى السنوار.

وعُد ذلك تأكيداً لأول مرة من الحركة لمقتل محمد السنوار رغم قيامها بتعديل تلك القائمة لاحقاً وحذف اسم محمد السنوار، بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي في 8 حزيران/ حزيران 2025، التعرُّف على جثة محمد قائد الجناح العسكري لحركة حماس الذي اغتيل في هجوم في خان يونس في أيار/أيار.

ويُعدّ محمد السنوار من أبرز القادة العسكريين في كتائب القسام، ويتمتع بنفوذ واسع داخل الأطر التنظيمية في غزة، إذ شغل سابقاً مناصب قيادية أمنية، وكان من المقربين إلى شقيقه يحيى، ما عزز من احتمالات طرح اسمه كخليفة محتمل.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أعلن في 28 من أيار/أيار مقتل محمد السنوار، “أحد أبرز المطلوبين لإسرائيل” والشقيق الأصغر لزعيم الحركة الراحل يحيى السنوار.

من هو محمد السنوار، الذي أعلن الجيش الإسرائيلي “العثور على جثته”؟

وُلد محمد السنوار عام 1975 في خان يونس، وكان حينها شقيقه يحيى قد بلغ الثالثة عشرة من عمره، هُجّرت عائلتهما من قرية قرب عسقلان عام 1948 واستقرت في جنوب غزة.

وفي عام 1991، سجن محمد السنوار في إسرائيل مدة تسعة أشهر في سجن كتسيعوت “للاشتباه بنشاطه الإرهابي”.

وعلى مر السنين، حاولت إسرائيل استهدافه على الأقل خمس مرات، كما ارتبط اسمه بعملية اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط وبأدوار عسكرية في حرب غزة الحالية.

وعمل محمد متخفياً لفترة طويلة لذا أطلق عليه رجل الظل واكتسب خبرة عملياتية فأصبح عنصراً أساسياً في الاستراتيجية العسكرية في حماس.

ولم يكن كثيرون يعرفون محمد السنوار قبل أن يتم الكشف عن صورته وهو داخل سيارة في نفق ضخم بالقرب من معبر بيت حانون/ إيريز في فيديو نشره الجيش الإسرائيلي نهاية عام 2023.

أبو عبيدة

صورة تظهر أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس
صورة تظهر أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس

أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في 31 آب/آب 2025، مقتل “أبو عبيدة” الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس.

وقبل الإعلان قال الجيش الإسرائيلي في 30 آب/آب، إنه هاجم ما وصفه بـ الشخصية “المركزية” من حماس، في منطقة مدينة غزة شمالي القطاع.

ولم تعلق حركة حماس على الإعلان الإسرائيلي حتى تاريخ تحديث هذه المقالة في 31 آب/آب 2025.

ولطالما لفت أبو عبيدة -الذي يُعتقد بحسب التقارير أن عمره 40 عاماً-، الأنظار بظهوره المتكرر كممثل للجناح العسكري لحركة حماس على وسائل التواصل الاجتماعي ونشره لرسائل الحركة وبياناتها العسكرية، فضلاً عن هالة الغموض التي أحاطته كشخص ملثم لا يكشف عن هويته.

وعُرف أبو عبيدة منذ أوائل إطلالاته عام 2006 متحدثاً رسمياً باسم كتائب القسام، لكن حضوره صار محط الأنظار بشكل متزايد منذ شنِّ حماس هجومها على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/تشرين الأول 2023، إذ أصبح المصدر الأبرز للرواية العسكرية لحركة حماس وتفاصيل المجريات والتطورات على الأرض من منظور الحركة، وتنوعت بياناته بين المصوّرة والمكتوبة والصوتية.

ولطالما تعرضت شخصية أبو عبيدة لنقد لاذع من الناطق باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي، قائلاً في أكثر من مرة إن الاسم الحقيقي لـ “أبو عبيدة” هو “حذيفة الكحلوت”، عارضاً إحدى الصور لـ “أبو عبيدة” يرافقها تأثير يُزيل عنه اللثام، لتظهر ملامح رجل، قال أفيخاي إنه أبو عبيدة. ولم تعلق حماس ولا القسام حينها على تلك الادعاءات.

  • ماذا نعرف عن الملثم أبو عبيدة الواجهة الإعلامية لحماس؟

خالد مشعل

خالد مشعل
مشعل هو أحد مؤسسي حركة حماس

يعتبر خالد مشعل، المولود في الضفة الغربية عام 1956، أحد مؤسسي حركة حماس.

وحاولت وكالة الاستخبارات الإسرائيلية “الموساد”، بتعليمات مباشرة من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اغتيال مشعل عام 1997 أثناء إقامته في الأردن، بعد أن دخل عملاء الموساد الأردن بجوازات سفر كندية مزورة وحُقن مشعل بمادة سامة أثناء سيره في الشارع.

وقد اكتشفت السلطات الأردنية محاولة الاغتيال واعتقلت اثنين من أعضاء الموساد.

زار مشعل، الذي يعيش في قطر، قطاع غزة لأول مرة في عام 2012، واستقبله مسؤولون فلسطينيون وخرجت حشود من الفلسطينيين للترحيب به.

وانتخبت حماس إسماعيل هنية خلفا لمشعل كرئيس لمكتبها السياسي في عام 2017، وأصبح مشعل رئيسا للمكتب السياسي للحركة في الخارج.

من المرشح المحتمل لخلافة إسماعيل هنية، وهل تنوي حماس إخفاء اسمه خشية استهدافه؟

محمود الزهار

محمود الزهار
نجا الزهار من محاولة اغتيال إسرائيلية عام 2003

من أبرز قادة حماس الذين حاولت إسرائيل اغتيالهم محمود الزهار، الذي ولد في غزة عام 1945 لأب فلسطيني وأم مصرية.

الزهار: حصلت على الجنسية المصرية بعد الثورة وسأنتخب مرشحا إسلاميا

اعتُقل الزهار في السجون الإسرائيلية عام 1988، بعد أشهر من تأسيس حماس، وكان من بين الذين أبعدتهم إسرائيل إلى جنوب لبنان عام 1992، حيث أمضى عاماً.

وبعد فوز حركة حماس بالانتخابات العامة الفلسطينية عام 2006، انضم الزهار إلى وزارة الخارجية في حكومة رئيس الوزراء إسماعيل هنية التي تشكلت قبل إقالتها في النهاية.

وقد حاولت إسرائيل اغتيال الزهار عام 2003، عندما أسقطت طائرة قنبلة على منزله في مدينة غزة، وأسفر الهجوم عن إصابته بجروح طفيفة، وقُتل ابنه الأكبر خالد.

أما ابنه الثاني حسام، الذي كان عضواً في كتائب القسام، فقد قُتل في غارة جوية إسرائيلية على غزة عام 2008.

عماد عقل

لوحة دعائية للفيلم  الذي  تناول حياة  عماد عقل
دخل عماد عقل السجن لأول مرة وهو في السابعة عشرة من العمر

وُلد عماد حسن إبراهيم عقل في 19 حزيران/حزيران 1971، في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين شمال قطاع غزة، وكان والده يعمل مؤذناً في مسجد “الشهداء” في المخيم.

في عام 1988 اعتقلته السلطات الاسرائيلية لمدة سنة ونصف بتهمة الانتماء لحركة حماس، وبعد الخروج من السجن عاد الى نشاطه السابق فأعيد اعتقاله عام 1990 لمدة شهر ونصف.

وبعدها اتجه عقل الى العمل المسلح في صفوف “كتائب عزالدين القسام” التابعة لحركة حماس حيث انتمى إلى مجموعة تتولى تصفية من يُشتبه في تعاونهم مع إسرائيل.

ثم اتجه عقل إلى تنفيذ العمليات العسكرية ضد الجنود والمستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية؛ حيث كان بمقدور الفلسطينيين التنقل بين غزة والضفة الغربية حينذاك.

نفذ عقل عشرات العمليات العسكرية وقتل 14 شخصاً بين جندي ومستوطن، وبات المطلوب رقم واحد لدى قوات الأمن الإسرائيلية التي كثفت جهودها للوصول إليه.

وفي 24 تشرين الثاني/تشرين الثاني 1993، تمكنت إسرائيل من الوصول إليه؛ حيث حاصرت قوة عسكرية إسرائيلية منزلاً بحي الشجاعية في مدينة غزة كان يختبىء عقل فيه، فقتلته مع أحد مساعديه عندما حاولا الفرار.

وأنتجت حركة حماس فيلماً عن حياة عماد عقل عام 2009 حمل عنوان ” عماد عقل … أسطورة المقاومة”.

يحيى عياش

يحيى عياش
تحول يحيى عياش إلى ما يشبه “أسطورة” لدى الفلسطينيين

يعد يحيى عياش من أبرز وأهم القادة العسكريين في كتائب عز الدين القسام الذين اغتالتهم إسرائيل؛ حيث اتهمته بالمسؤولية عن مقتل عشرات الإسرائيليين عبر تنفيذ سلسلة من التفجيرات والعمليات الانتحارية داخل إسرائيل.

حمل عياش المولود في شمال الضفة الغربية عام 1966 لقب المهندس؛ لأنه كان يحمل شهادة في الهندسة الكهربائية من جامعة بيرزيت، حيث نشط أثناء دراسته الجامعية في صفوف أنصار حماس في الوسط الطلابي.

وخلال فترة قصيرة من انخراطه في العمل المسلح، بات يؤرق المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بسبب القدرات التي كان يتمتع بها، إذ كان يصنع المتفجرات من مواد أولية متوفرة في السوق المحلية.

والد يحي عياش خلال مراسم العزاء في الضفة الغربية
والد يحيى عياش خلال تلقيه العزاء بابنه في الضفة الغربية

ومن أبرز العمليات التي اتهم عياش بتنفيذها، تفجير سيارة مفخخة في مدينة العفولة في 6 نيسان/ نيسان 1994، قتل فيها ثمانية إسرائيليين، وعملية انتحارية في مدينة الخضيرة نفذها عمار عمارنة في 13 نيسان/ نيسان 1994 أدت الى مقتل سبعة إسرائيليين، وعملية تفجير نفذها صالح نزال في تل أبيب قتل فيها 22 إسرائيلياً في 19 تشرين الأول/تشرين الأول 1994.

وبسبب الملاحقة الأمنية الكثيفة، انتقل عياش إلى قطاع غزة أواخر 1994؛ حيث قالت زوجته في وقت لاحق إن زوجها انتقل إلى القطاع في شاحنة خضار في رحلة شاقة.

وقد تمكن جهاز الأمن الإسرائيلي “الشاباك” من إيصال هاتف ملغم إلى عياش في أوائل عام 1996 وبينما كان يتحدث مع والده في الضفة الغربية، جرى تفجير الهاتف عن بعد، حيث يقال إنه فُخخ بنحو 50 غراماً من المتفجرات.

  • من الهمشري إلى العيّاش.. البيجر يعيد زمن الاتصالات القاتلة – في جولة الصحف
حشود فلسطينية
خرج مئات آلاف الفلسطينيين في مسيرات احتجاج للتنديد باغتيال يحيى عياش

جمال سليم وجمال منصور

انصار حماس في مدينة نابلس
خرج نحو 15 ألف فلسطيني في مسيرات للتنديد باغتيال جمال منصور وجمال سليم

في 31 كانون الثاني/كانون الثاني من عام 2001 قصفت طائرات إسرائيلية بالصواريخ، مكتب الإعلام والدراسات التابع لحركة حماس في مدينة نابلس في الضفة الغربية، فقتلت القياديين في الحركة جمال منصور وجمال سليم.

ويُعد جمال منصور المولود في مخيم بلاطة للاجئين في الضفة الغربية عام 1960، من مؤسسي حركة حماس في الضفة الغربية؛ حيث ترأس الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح ثلاث دورات، وسبق ذلك انضمامه إلى جماعة الإخوان المسلمين في المرحلة الثانوية.

وتعرض جمال منصور للاعتقال أكثر من عشر مرات أثناء الانتفاضة الأولى وخلال مرحلة الدراسة. وأبعدته إسرائيل مع المئات من كوادر حماس والجهاد الإسلامي إلى مرج الزهور في جنوب لبنان في كانون الأول/كانون الأول عام 1992، بعد الإفراج عنهم.

وقد اعتقلته السلطة الفلسطينية عام 1997، وظل في السجن حتى اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000.

اما جمال سليم فهو من مواليد عام 1958 في مخيم عين بيت الماء في مدينة نابلس، وهو حاصل على شهادة جامعية في الشريعة الإسلامية من الجامعة الأردنية عام 1982.

وقد عاد سليم إلى الضفة الغربية بعد إنهاء الدراسة ليعمل مدرساً للتربية الإسلامية في نابلس، وما لبث أن انخرط في صفوف حركة حماس بعد تأسيسها عام 1987، فاشتُهِر بخطبه في مسجد “معزوز” في نابلس.

وتولى سليم منصب أمين سر رابطة علماء فلسطين في نابلس، لكن ما لبث أن أبعدته إسرائيل إلى مرج الزهور في جنوب لبنان.

محمود أبو هنود

تشييع ابو هنود
كانت اسرائيل تعتبر محمود أبو هنود قائد كتائب القسام في الضفة الغربية

قالت إسرائيل إن محمود أبو هنود المولود عام 1967 في قضاء نابلس في الضفة الغربية هو قائد كتائب القسام في الضفة، بعد قتله بواسطة صاروخ أطلقته طائرة حربية على السيارة التي كان يستقلها في 23 تشرين الثاني/تشرين الثاني 2001.

وأبو هنود حاصل على درجة بكالوريوس في الشريعة الإسلامية من جامعة القدس عام 1985. وقبل إنهاء دراسته، تولى منصب قائد كتائب القسام في شمال الضفة الغربية، ليصبح مطلوباً لدى إسرائيل.

وكان أبو هنود أيضاً من بين المبعدين إلى مرج الزهور عام 1992.

وشارك أبو هنود في العديد من عمليات إطلاق النار على الإسرائيليين والعمليات الانتحارية عام 1997، وبات من أبرز المطلوبين لدى إسرائيل.

وقالت إسرائيل إن أبو هنود لعب دوراً أساسيا في هجومين داميين في القدس عام 1997 قتل فيهما 21 شخصاً.

وفي عام 2000، حاصرته قوة إسرائيلية داخل منزل في بلدة عصيرة بالضفة الغربية؛ لكنه تمكن من الإفلات بعد أن خاض معركة ضد القوة الإسرائيلية، قتل خلالها ثلاثة جنود إسرائيليين بينما أصيب هو في الكتف.

بعد ذلك، ألقت السلطة الفلسطينية القبض عليه وحكمت عليه بالسجن لمدة 12عاماً بتهمة الانتماء لحركة حماس.

وفي عام 2001، قصفت الطائرات الإسرائيلية سجن نابلس المركزي الذي كان يقبع فيه أبو هنود، لكنه نجا من الموت وفر من السجن، لتبدأ رحلة مطاردته من قبل إسرائيل مجدداً.

وبعد ستة اشهر من فراره من السجن، قتِل أبو هنود.

صلاح شحادة

صلاح شحادة
يعتبر صلاح شحادة مؤسس كتائب القسام حيث شكل جهازاً عسكريا قبل سنوات من تأسيس كتائب القسام

يعتبر صلاح شحادة مؤسس الذراع العسكري لحركة حماس، قبل الإعلان عن تأسيس حركة حماس أواخر 1987 بثلاث سنوات؛ حيث أسس جهازاً عسكرياً حمل اسم “المجاهدون الفلسطينيون” الذي كان عبارة عن مجموعة من الخلايا السرية التي نفذت سلسلة من العمليات ضد إسرائيل. وظل شحادة على رأس قيادة التنظيم إلى أن تحول إلى “كتائب عزالدين القسام” في عام 1991.

وشحادة من مواليد عام 1952 في مخيم الشاطئ في قطاع غزة، وحمل إجازة من المعهد العالي للخدمة الاجتماعية في الإسكندرية، وعمل باحثاً اجتماعياً في العريش حتى عام 1979، حيث عاد بعدها إلى قطاع غزة، وشغل منصب مفتش الشوؤن الاجتماعية في القطاع، وما لبث أن ترك هذا العمل وانتقل إلى العمل في الجامعة الإسلامية في غزة عام 1986.

في عام 1984، ألقت السلطات الإسرائيلية القبض عليه لأول مرة بتهمة مآذارة أنشطة معادية لإسرائيل، وقضى عامين في السجن دون إثبات ما اتهم به.

وألقي القبض عليه ثانية في عام 1988، واتُّهِم بتشكيل الجهاز العسكري لحركة حماس وإصدار أوامر بخطف جنديين إسرائيليين وقتلهما، وحكم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات.

وبعد انتهاء مدة حكمه، ظل في السجن لمدة عشرين شهراً في الاعتقال الإداري إلى أن خرج من السجن في أيار/أيار 2000.

وقد ورد اسمه على رأس أكثر من لائحة إسرائيلية للمطلوبين الفلسطينيين، لمسؤوليته عن كتائب القسام.

وبعد خروج شحادة من السجن، توارى عن الأنظار، وظل يغير مكان سكنه لتفادي الاعتقال أوعمليات الاغتيال؛ لكن إسرائيل حددت مكانه في 22 تموز/تموز 2002، فألقت طائرة حربية قنبلة تزن أكثر من طن على منزل في حي الدرج شرق مدينة غزة، أدت إلى مقتل صلاح شحادة و18 شخصاً بينهم زوجته ومرافقه القيادي في كتائب القسام زاهر نصار.

إسماعيل أبو شنب

إسماعيل أبو شنب
أمضى إسماعيل أبو شنب أكثر من عشرة أعوام في السجون الاسرائيلية

يعتبر إسماعيل أبو شنب أحد أبرز مؤسسي وقياديي حركة حماس، وأمضى أكثر من عشر سنوات كاملة في السجون الإسرائيلية بتهمة قيادة تنظيم حماس خلال الانتفاضة الأولى.

وأبو شنب من مواليد مخيم النصيرات في قطاع غزة عام 1950، وحصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة المنصورة المصرية عام 1975، وحصل على شهادة الماجستير من جامعة كولورادو الأمريكية عام 1982.

وبعد عودته من الولايات المتحدة، تولى قيادة العمل النقابي في جمعية المهندسين الفلسطينيين في غزة.

واعتقلته إسرائيل في عام 1989 وظل في السجن حتى الإفراج عنه في عام 1997، حيث أعيد انتخابه نقيباً للمهندسين في غزة.

ويعد أبو شنب من مؤسسي “الجمعية الإسلامية” في غزة عام 1976، التي واكبت ظهور “المجمع الإسلامي” وهما المؤسستان اللتان خرجت من رحمهما حركة حماس عام 1987.

لعب أبو شنب دوراً قيادياً منذ انطلاق الانتفاضة الأولى، وعيّنه مؤسس حماس أحمد ياسين نائباً له، وكلفه بالمسؤولية التنظيمية عن قطاع غزة للقيام بمهمة تفعيل أنشطة الانتفاضة فيها.

كما مثل حماس في العديد من اللقاءات مع السلطة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية الأخرى.

واغتالت إسرائيل أبو شنب في 21 آب/آب 2003 بإطلاق مروحية عسكرية بخمسة صواريخ على سيارته.

أحمد ياسين

الشيخ أحمد ياسين
يعتبر الشيخ الراحل أحمد ياسين الأب الروحي لحركة حماس

ولد الشيخ ياسين في عام 1938 في الوقت الذي كانت فيه فلسطين تحت الانتداب البريطاني، وبعد إصابته بالشلل إثر حادث تعرض له في مرحلة الشباب، كرس حياته للدراسات الإسلامية.

انضم ياسين إلى الجناح الفلسطيني من حركة الإخوان المسلمين، لكنه لم يشتهر إلا في الانتفاضة الفلسطينية الأولى التي اندلعت عام 1987، حيث أصبح رئيساً لتنظيم إسلامي جديد أبصر النور، ألا وهو حركة المقاومة الإسلامية أو “حماس”.

وألقى الاسرائيليون القبض عليه عام 1989، وأصدروا بحقه حكما بالسجن مدى الحياة؛ وذلك لأنه أصدر أوامره بقتل كل من يتعاون مع الجيش الاسرائيلي.

وأُطلِق سراحه عام 1997، في عملية تبادل تم بموجبها إطلاق سراحه مقابل عميلين إسرائيليين كانا قد حاولا اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في العاصمة الأردنية عمّان.

  • تعرف على مؤسس حركة حماس احمد ياسين في ذكرى اغتياله

وفي السادس من أيلول/أيلول 2003 تعرض أحمد ياسين لمحاولة اغتيال إسرائيلية، لدى استهداف مروحيات إسرائيلية شقة في غزة كان يوجد بها، وكان يرافقه إسماعيل هنية، أصيب خلالها بجروح طفيفة في ذراعه الأيمن.

وفي 14 آذار/آذار 2004 نفذ عضوان من كتائب القسام من قطاع غزة عملية في ميناء أشدود الإسرائيلي أودت بحياة 10 إسرائيليين وأصيب عشرون بجراح. وحمّلت إسرائيل الشيخ ياسين شخصياً مسؤولية العملية.

وفي 22 آذار/آذار 2004 قتل أحمد ياسين في هجوم شنته مروحيات اسرائيلية بإطلاق 3 صواريخ عليه وهو خارج على كرسيه المتحرك من مسجد المجمّع الإسلامي بحي الصبرة في قطاع غزة.

عبد العزيز الرنتيسي

عبد العزيز الرنتيسي خلال زيارته لمنزل احمد ياسين
قتل عبد العزيز الرنتيسي بعد أقل من شهر من توليه قيادة حماس خلفاً للشيخ أحمد ياسين

هو طبيب وسياسي فلسطيني، من مؤسسي حركة حماس ومن أبرز القيادات السياسية فيها.

تولى الرنتيسي قيادة الحركة في أعقاب اغتيال الشيخ أحمد ياسين في 22 آذار/آذار 2004، لكن بعد أقل من شهر من توليه هذا المنصب اغتالته إسرائيل بإطلاق صاروخ على سيارته في مدينة غزة.

والرنتيسي من مواليد قرية يبنا الواقعة الآن داخل إسرائيل، ولجأت أسرته بعد تأسيس إسرائيل إلى قطاع غزة.

والتحق الرنتيسي بمدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، واضطر للعمل أيضاً في مرحلة مبكرة من العمر ليساهم في إعالة أسرته الكبيرة التي كانت تمر بظروف صعبة.

أنهى دراسته الثانوية عام 1965، وتخرج في كلية الطب بجامعة الإسكندرية عام 1972، ونال منها لاحقاً درجة الماجستير في طب الأطفال، ثم عمل طبيباً في مستشفى ناصر في خان يونس عام 1976.

تولى عدة مناصب مثل عضوية الهيئة الإدارية في المجمع الإسلامي والجمعية الطبية العربية بقطاع غزة والهلال الأحمر الفلسطيني. كما عمل محاضراً في الجامعة الإسلامية في غزة منذ افتتاحها عام 1978.

تعرض الرنتيسي للاعتقال عدة مرات لفترات متباينة بسبب أنشطته المناهضة لإسرائيل. وكان ناطقاً باسم المبعدين إلى مرج الزهور عام 1992. وألقي القبض عليه فور عودته من مرج الزهور عام 1993 حيث ظل قيد الاعتقال حتى أواسط عام 1997.

نجا الرنتيسي من محاولة اغتيال في حزيران/حزيران 2003 عندما أطلقت طائرة إسرائيلية صاروخاً على السيارة التي كان يستقلها في قطاع غزة، لكنه أصيب بجروح فقط.

وبعد أقل من شهر من توليه قيادة حماس، اغتالته إسرائيل في 17 نيسان/نيسان 2004 بعد إطلاق مروحية إسرائيلية صاروخاً على سيارته في قطاع غزة.

عدنان الغول

عدنان الغول
ظلت إسرائيل تطارد الغول 15 سنة وكانت تعتبره صانع القنابل والمتفجرات في حماس

يعد عدنان الغول من الجيل الأول من قياديي ومؤسسي كتائب القسام، وكان من مساعدي يحيى عياش.

وتمكن الغول الذي درس الهندسة في الخارج من تصنيع القنابل والصواريخ والقذائف محلياً، ما أكسب حركة حماس قدرات جديدة لم تكن تملكها سابقاً.

وبدأ الغول المولود في مخيم الشاطئ في غزة عام 1958، نشاطه العسكري ضد إسرائيل قبيل اندلاع الانتفاضة الأولى عام 1987، فشكل مجموعة نفذت عمليات طعن ضد الجنود الإسرائيليين في غزة، لكن أمرها انكشف باعتقال أحد أفرادها، ما دفعه للسفر إلى الخارج، ثم عاد إلى غزة في أوائل التسعينيات ليكمل نشاطه.

وكانت إسرائيل تعتبر الغول خبير المتفجرات الذي صنع صواريخ القسام التي يطلقها الفلسطينيون من شمال قطاع غزة على جنوب إسرائيل. كما حمّلته مسؤولية عدد كبير من الهجمات ضد إسرائيل.

وتعرض الغول لعدة محاولات اغتيال، وكان من أقدم المطلوبين لإسرائيل منذ الثمانينيات.

وفقد اثنين من أبنائه في عمليات إسرائيلية سابقة؛ وهما بلال الذي قتل في 2001 خلال محاولة اغتيال والده، ومحمد وابن عمه في 2002 خلال اقتحام الجيش الإسرائيلي لمنزل الغول الذي دُمِّر كلياً.

وقتل الغول عندما أصاب صاروخ أطلقته طائرة استطلاع إسرائيلية سيارته في غزة، فقتلته إلى جانب رفيقه عماد عباس.

سعيد صيام

سعيد صيام (يمين الصورة) مع القيادي في حماس إسماعيل هنية
يرى البعض أن سعيد صيام هو مهندس العلاقات بين حماس وإيران

تولى القيادي في حركة حماس سعيد صيام وزارة الداخلية الفلسطينية، بعد فوز الحركة في انتخابات 2006 واغتالته إسرائيل أثناء الحرب على قطاع غزة عام 2009.

صيام، المولود في مخيم الشاطئ للاجئين في غزة عام 1959، كان من الوجوه البارزة في حركة حماس منذ تأسسيها عام 1987، واعتقلته إسرائيل أكثر من مرة بسبب نشاطه السياسي، وكان من بين المبعدين إلى مرج الزهور.

ومع اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000، برز صيام كأحد القادة السياسيين للحركة، وكان ممثلاً للحركة في لجنة المتابعة العليا للفصائل الفلسطينية، وانتخب عضواً في المكتب السياسي للحركة وكان مسؤولاً عن العلاقات الخارجية فيها.

بدأ اسم صيام يظهر في قوائم الاغتيال الإسرائيلية بعد اغتيال عبد العزيز الرنتيسي وأحمد ياسين عام 2004، ونشرت الصحافة العبرية اسمه ضمن 16 اسما مرشحاً للاغتيال قبيل الحرب على غزة في نهاية عام 2008.

تولى صيام وزارة الداخلية بعد فوز حماس (كتلة التغيير والإصلاح) بأغلب مقاعد المجلس التشريعي في انتخابات عام 2006، وبعد أن وجد صعوبة في التعامل مع قادة الأجهزة الأمنية الموالين لحركة فتح والرئيس الفلسطيني، شكل القوة التنفيذية المساندة للأجهزة الأمنية في أيار/أيار 2006.

بعد ذلك بنحو عام، وجد صيام نفسه في مواجهة مع الأجهزة الأمنية، وهي المواجهة التي قادت حركة حماس إلى السيطرة على مقرات الأجهزة الأمنية في قطاع غزة يوم 14 حزيران/حزيران 2007.

وقبل فرض الحصار على غزة، قام صيام أثناء توليه وزارة الداخلية بزيارة عدد من الدول بينها سوريا وإيران، ويقال إنه وضع حجر الأساس لعلاقة الحركة مع إيران التي دعمت موازنة حكومة الحركة.

وقتل صيام في غارة نفذها الطيران الحربي الإسرائيلي يوم 15 كانون الثاني/كانون الثاني 2009 أثناء الحرب على قطاع غزة، وأدت الغارة إلى مقتل شقيقه وستة آخرين.

أحمد الجعبري

رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس خالد مشعل وأحمد الجعبري عقب الإفراج عنه في صفقة تبادل السجناء بين حماس وإسرائيل
قالت إسرائيل إن الجعبري (يسار) هو رئيس أركان كتائب القسام

انضم أحمد الجعبري المولود في قطاع غزة عام 1960 في بداية نشاطه السياسي إلى حركة فتح، لكن خلال وجوده في السجن تعرف على أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي، فتوطدت علاقته بقادة حركة حماس؛ حيث انضم إليها بعد خروجه من السجن عام 1995. وبعد الإعلان عن تأسيس الحركة عام 1987، تولى مسؤولية “دائرة شؤون الأسرى والمحررين” وانتخب في المكتب السياسي للحركة لدورتين.

توطدت علاقة الجعبري بقائد كتائب القسام محمد الضيف ومهندس المتفجرات والصواريخ عدنان الغول؛ فساهم إلى جانبهم مع صلاح شحادة في تأسيس كتائب القسام وتولى قيادة منطقة غزة في الكتائب، فألقى جهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة الفلسطينية القبض عليه بتهمة الانتماء لكتائب القسام.

وبعد الخروج من السجن في عام 2000، أصبح الجعبري ثالث الضيف وشحادة في المجلس العسكري لكتائب القسام.

وبعد إصابة محمد الضيف بجروح بالغة في محاولة الاغتيال التي تعرض لها في عام 2003، بات الجعبري القائد الفعلي لكتائب القسام باعتباره نائباً للضيف، وبات يحمل لقب “رئيس أركان حماس” و “الرقم الصعب” حسب وصف القيادات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية.

ولمع نجم الجعبري خلال الحرب على غزة أواخر عام 2008 وأوائل عام 2009، حيث تولى مهمة التصدي للقوات الإسرائيلية التي توغلت داخل القطاع.

اتهمت إسرائيل الجعبري بالمسؤولية عن تخطيط وتنفيذ عدد كبير من العمليات العسكرية ضد إسرائيل، وظل المطلوب رقم واحد لديها وحاولت اغتياله أربع مرات.

ويتهم الجعبري بالإشراف على عملية احتجاز الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في عام 2006، وظل في عهدته طوال ست سنوات، وبعد مفاوضات معقدة ومطولة، جرت مبادلة شاليط بـ 1047 سجيناً وسجينة فلسطينية أواخر عام 2011.

وفي 14 تشرين الثاني/ تشرين الثاني 2012، نجحت إسرائيل في الوصول إليه، فاستهدفته بغارة جوية عندما كان في سيارة بالقرب من مجمع الخدمة العامة في مدينة غزة بعد أسبوع من عودته من الحج.

رائد العطار

شاب يقبل صورة رائد العطار
قتل العطار في قصف جوي لمنزل في رفح الى جانب اثنين من قادة حماس

قُتل رائد العطار، عضو المجلس العسكري لكتائب القسام إلى جانب محمد أبو شمالة ومحمد برهوم في غارة جوية استهدفت منزلاً في رفح في قطاع غزة في 21 آب/ آب 2014.

كان العطار أحد مؤسسي كتائب القسام ويقود “لواء رفح” في الكتائب عند مقتله.

وكانت إسرائيل تضع العطار على قائمة أبرز المطلوبين للاغتيال والتصفية، ووصفه جهاز الشاباك بأنه أحد أقوى قادة “القسام”، وأنه المسؤول عن منطقة رفح عسكرياً بأكملها، كما اتهمه ببناء منظومة أنفاق حماس.

وكان يتوقع أن يخلف القائد العسكري للكتائب محمد الضيف في حال مقتل الأخير.

وخطط العطار للهجوم الذي شنته كتائب القسام في منطقة كرم أبو سالم عام 2006 وقتل فيه جنديان إسرائيليان ونجحت في خطف جلعاد شاليط.

كما حملته إسرائيل مسؤولية قتل الضابط في الجيش الإسرائيلي هدار غولدن خلال عملية “الجرف الصامد” الإسرائيلية في 8 كانون الثاني/كانون الثاني 2014 والاحتفاظ بجثته.

وحسب صحيفة يديعونت أحرونوت، انخرط العطار في العمل المسلح في صفوف كتائب القسام عام 1994، حيث شارك في الهجوم على موقع عسكري إسرائيلي على الحدود بين مصر وإسرائيل قتل فيه ضابط إسرائيلي.

كما شارك العطار في تخطيط وتنفيذ هجوم على موقع إسرائيلي في رفح عام 2001 أصيب فيه أربعة جنود إسرائيليين.

وكان العطار من المخططين لعملية اختراق السياج الأمني المحاط بقطاع غزة عام 2012 والهجوم على موقع عسكري إسرائيلي قرب كرم أبو سالم، وقتل أربعة جنود إسرائيليين من البدو.

حركة حماس تقر بمقتل محمد السنوار بعد ثلاثة أشهر من إعلان إسرائيل اغتياله، فمن هو؟

حركة حماس تقر بمقتل محمد السنوار بعد ثلاثة أشهر من إعلان إسرائيل اغتياله، فمن هو؟

أقرت حركة حماس مساء السبت، بمقتل محمد السنوار ، القيادي في جناحها العسكري والشقيق الأصغر لزعيمها السابق يحيى السنوار خلال منشور لها في منصة تليغرام، بعد قرابة شهرين من تأكيد الجيش الإسرائيلي التعرف على جثته في حزيران/حزيران الماضي.

وتضمن منشور حماس صوراً وأسماءً قالت إنها تُعرض للمرة الأولى لقادة قتلوا في الحركة، ووصفت محمد السنوار بـ”الشهيد القائد محمد السنوار أبو إبراهيم”، وهي المرة الأولى التي تتحدث فيها الحركة عن مقتله.

وشن الجيش الإسرائيلي في أيار/أيار هجوماً على خان يونس في جنوب القطاع، وقال إنه استهدف محمد السنوار، الشقيق الأصغر ليحيى السنوار زعيم الحركة الذي اغتالته إسرائيل خلال الحرب الجارية أيضاً.

وبعد نحو شهر، أعلن الجيش الإسرائيلي، التعرُّف على جثة محمد السنوار “رسمياً وبشكل مؤكد” على جثة قائد الجناح العسكري للحركة الذي اغتيل في هجوم على خان يونس.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أعلن في 28 من أيار/أيار من العام الجاري، مقتل محمد السنوار، “أحد أبرز المطلوبين لإسرائيل” والشقيق الأصغر لزعيم الحركة الراحل يحيى السنوار، غير أن الحركة لم تعلّق على إعلان نتنياهو.

فمن هو محمد السنوار؟

منذ مقتل يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، واغتيال محمد الضيف، قائد أركان كتائب القسام الذراع العسكري للحركة، تصاعدت التكهنات بشأن هيمنة محمد السنوار على قرار الحركة في القطاع في ظل استمرار الحرب في غزة منذ ما يقرب من عام ونصف العام، واستمرار المفاوضات بهدف التوصل لاتفاق لتبادل الرهائن والسجناء والمعتقلين بين إسرائيل وحماس.

ويُعدّ محمد السنوار من أبرز القادة العسكريين في كتائب القسام، ويتمتع بنفوذ واسع داخل الأطر التنظيمية في غزة، إذ شغل سابقاً مناصب قيادية أمنية، وكان من المقربين إلى شقيقه يحيى، ما عزز من احتمالات طرح اسمه كخليفة محتمل.

  • من هو يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحماس الذي قُتل في اشتباك مع الجيش الإسرائيلي؟

وعلى مر السنين، حاولت إسرائيل استهدافه على الأقل خمس مرات، كما ارتبط اسمه بعملية اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط وبأدوار عسكرية في حرب غزة الحالية.

ورغم ندرة المعلومات المتوفرة من المصادر العربية والفلسطينية حول شخصية محمد السنوار، ووفقاً لما أفاد به صحفيون فلسطينيون في حديث مع بي بي سي، فإن قلة المعطيات تعود إلى طبيعته العسكرية وتحركه بعيداً عن الأضواء، إلا أن المعلومات التالية هي المتوفرة حوله.

مولده ونشأته

وُلد محمد السنوار عام 1975 في خان يونس، وكان حينها شقيقه يحيى قد بلغ الثالثة عشرة من عمره، هُجّرت عائلتهما من قرية قرب عسقلان عام 1948 واستقرت في جنوب غزة.

في عام 1991، سجن محمد السنوار في إسرائيل مدة تسعة أشهر في سجن كتسيعوت “للاشتباه بنشاطه الإرهابي”.

تقول صحيفة جيروزاليم بوست، إنه ومع تزايد خطورة هجمات حماس على إسرائيل منذ عام 2000 وما بعده، ازدادت الثقة في محمد ومكانته، بمساعدة السمعة التي اكتسبها كونه “شقيق يحيى”، وهي سمعة تعززت خلال فترة وجود يحيى في السجون الإسرائيلية.

وتوطدت علاقته بقادة ميدانيين أصبحوا فيما بعد شخصيات رئيسية، مثل محمد الضيف، وسعد العرابيد، وآخرين شاركوا في تطوير القدرات العسكرية لحماس، وعمل معهم جنباً إلى جنب، بحسب الصحيفة.

ووفقاً لمسؤولين إسرائيليين، كان محمد السنوار من بين المسؤولين عن اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2006، الأمر الذي أدى في النهاية إلى إطلاق سراح شقيقه يحيى في صفقة أفرج فيها عن شاليط مقابل 1027 سجيناً فلسطينياً.

ومنذ عقود، يعيش محمد السنوار متوارياً عن الأنظار، لتجنب القبض عليه أو اغتياله من قبل أجهزة الأمن الإسرائيلية.

“رجل الظل”

عمل متخفياً لفترة طويلة لذا أطلق عليه رجل الظل واكتسب خبرة عملياتية فأصبح عنصراً أساسياً في الاستراتيجية العسكرية في حماس.

ولم يكن كثيرون يعرفون محمد السنوار قبل أن يتم الكشف عن صورته وهو داخل سيارة في نفق ضخم بالقرب من معبر بيت حانون/ إيريز في فيديو نشره الجيش الإسرائيلي نهاية عام 2023.

“أكثر قسوة من يحيى”

وصفت صحيفة جيروزاليم بوست نقلاً عن مصادر عسكرية إسرائيلية محمد السنوار بأنه “أكثر قسوة” من شقيقه يحيى.

وذكرت الصحيفة نقلاً عن المصادر العسكرية: “لن تجد حدثاً رئيسياً في البناء العسكري لحماس على مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية لم يشارك فيه محمد السنوار، شغل منصب قائد خان يونس، وهو منصب رفيع المستوى، وحتى القادة الذين خلفوه خضعوا لتأثيراته. من المهم أن نفهم أنه كان ممثل الضيف على الأرض، يتحدث مع المقاتلين وقادة الألوية والكتائب، مما زاد من نفوذه”.

وتضيف الصحيفة: “كان شديد الولاء للضيف، ولم يضعف موقفه قط، وكان الجميع يعلم أن أي قرار يتخذه يحظى بدعم الضيف، وهي ميزة تمتع بها محمد كثيراً”.

مفاوضات الرهائن والسجناء

وذكرت وسائل إعلام عربية وإسرائيلية، أن المباحثات الرامية إلى التوصل لهدنة في غزة مؤخراً “لم تتعثر” بشكل كامل، لكن محمد السنوار، “الذي تدخل في تلك المفاوضات، أظهر مواقف أكثر تشدداً مقارنة بشقيقه الراحل يحيى السنوار”.

وتشير التقديرات إلى أن محمد “لا يشارك فقط في جهود الحرب الحالية، بل أيضاً في المفاوضات مع إسرائيل بشأن إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والسجناء الفلسطينيين”، كما أن له دوراً كبيراً في بناء الأنفاق في غزة.

إعادة بناء حماس

قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، إن “محمد السنوار يعيد بناء الحركة بتجنيد مقاتلين جدد في قطاع غزة، مما يدفع إسرائيل نحو حرب استنزاف”.

وذكرت الصحيفة أن “حركة حماس تعرضت لضربة قوية في الخريف الماضي بعد اغتيال يحيى السنوار، لكن الحرب المستمرة على القطاع خلقت أيضاً جيلاً جديداً من المقاتلين، وملأت غزة بالذخائر غير المنفجرة التي تعيد الحركة تصنيعها إلى قنابل تستخدمها في معاركها المستمرة بالقطاع”.

ونقلت الصحيفة عن اللواء الإسرائيلي المتقاعد عامير عفيفي قوله: “تعد حملة التجنيد والقتال المستمر تحت قيادة محمد السنوار تحدياً جديداً لإسرائيل”، مشيراً إلى أن “وتيرة إعادة بناء حماس لقدراتها أسرع من وتيرة القضاء عليها من قبل الجيش الإسرائيلي”.

وأكد عفيفي أن محمد السنوار “يدير كل شيء” وأنه “محور جهود إحياء حماس”، وقال إنه بعد اغتيال يحيى السنوار، قرر مسؤولو الحركة في الخارج “تشكيل مجلس قيادة جماعية بدلاً من تعيين رئيس جديد، لكن مقاتلي حماس في غزة لم يمتثلوا، ويعملون الآن بشكل مستقل تحت قيادة السنوار الأصغر” على حد قوله.

نشطاء خليجيون يخططون للإبحار نحو غزة لكسر الحصار

نشطاء خليجيون يخططون للإبحار نحو غزة لكسر الحصار

مع اقتراب نهاية آب/ آب، يستعد ناشطون من الخليج لإطلاق “سفينة الصمود الخليجية” تحت شعار: “خليجيون نبحر لكسر الحصار”، في إطار ما يصفونه بأوسع تحرّك مدني عالمي غير مسبوق وهو “التحالف العالمي لكسر الحصار عن غزة”.

ويُعتبر هذا التحرك جزءاً من “أسطول الصمود العالمي” الذي يضم ناشطين من 44 دولة حول العالم.

ويَجمع هذا التحرّك مبادرات مثل: أسطول الصمود المغاربي، التحالف الدولي لأسطول الحرية، الحركة العالمية نحو غزة، وصمود نوسانتارا. هؤلاء يرون أن التحرّك المدني والشعبي بات ضرورة أمام ما يعتبرونه صمتاً رسمياً وعجزاً دولياً.

ومن المقرّر أن تغادر أول قافلة للتحالف من الموانئ الإسبانية في 31 آب/ آب، تليها قافلة ثانية من تونس في 4 أيلول/ أيلول، على أن تنضم سفن أخرى من مرافئ متوسطية لاحقاً.

كلّ هذه المبادرات تهدف إلى كسر الحصار البحري المفروض على قطاع غزة والذي يؤدي برأيهم إلى كارثة إنسانية.

وفشلت ما تسمّى بـ “المسيرة العالمية إلى غزة” في حزيران/حزيران الماضي في الوصول إلى القطاع برّاً عبر مصر رغم مشاركة مئات الأشخاص من 80 دولة.

صورة تظهر يد طفلة رضيعة تمسك بأصبع سيدة كبيرة توثق معاناة أطفال من سوء تغذية حاد. ويتلقون العلاج في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح، قطاع غزة، في 20 آب/آب 2025.
يسعى ناشطون خليجيون إلى إيصال الأدوية والمساعدات الطبية والغذائية إلى سكان غزة وأطفالها

من هم هؤلاء الناشطون؟

تضم المجموعة مئات الناشطين الحقوقيين والمجتمعيين من دول خليجية. الغالبية خضعت لدورات تدريبية وأنشطة تضامنية قبل الانطلاق.

تواصلت بي بي سي مع عدد من الناشطين الخليجيين، وكانت رغبتهم المشتركة في إخفاء هوياتهم والبلدان الخليجية التي ينتمون إليها لافتة، أقلّه قبل موعد انطلاق السفينة، وذلك لأسباب أمنية ولوجستية، وأيضاً تجنّباً لمآذارة أي ضغوط عليهم ولضمان سلامتهم ونجاح مهمّتهم كما يقولون.

قال المكتب الإعلامي لـ “سفينة الصمود الخليجية” في تصريح لبي بي سي عربي إن السفينة تضم متطوّعين من معظم دول الخليج، بما فيها الدول التي قامت بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل.

وأوضح أن المشاركين سيحملون على متنها أدوية ومساعدات طبّية ومواد غذائية، مشيراً إلى أن المتطوّعين ينتمون إلى فئات عمرية مختلفة ومن كلا الجنسين، بينهم أطباء ومهندسون وناشطون وحقوقيون وأدباء.

وكانت إسرائيل قد اعتقلت ورحّلت إلى خارج أراضيها نشطاء ومشاركين قاموا بمحاولتين سابقتين لكسر الحصار على متن سفينتي مادلين وحنظلة، اللتين اعترضتهما البحرية الإسرائيلية في المياه الدوليّة قبيل وصولهما إلى شواطئ غزة.

إحدى الناشطات الخليجيات من المكتب الإعلامي قالت لبي بي سي عربي، رافضة ذكر اسمها: “علينا أن نكون جزءاً من هذا الحراك العالمي التاريخي الذي يهدف إلى كسر الحصار غير القانوني وإنهاء الإبادة. علينا أن نرفض ما يحدث بكل طريقة ممكنة. على أصواتنا أن تُسمع وأن يُفهم أن شعوب منطقة الخليج شعوب واعية تؤمن بالعدالة والحرية وإنهاء الاحتلال ولا تقف مع الإبادة والحصار الإجرامي والتطبيع بأي شكل من أشكاله”، على حدّ وصفها.

كيف يتم التنسيق؟

يتمّ التنسيق من خلال منصات التواصل الاجتماعي، إضافة إلى منصّة دوليّة مشتركة، هي اللجنة التنسيقية المشتركة لفلسطين. وبحسب النشطاء الخليجيين فإن وسائل التواصل الاجتماعي شكّلت الجسر الأول الذي انطلق منه ناشطو الخليج للتعريف بجهودهم ومشاركتهم.

وأقرّ هؤلاء بأن بعض الأشخاص تردّدوا في البداية في الانضمام إلى المبادرة، لكن هذا الموقف تبدّل بعد حصولهم على المعلومات اللازمة والتواصل المباشر مع المنظّمين، الأمر الذي عزّز تفاعلهم ودعمهم.

وفي هذا الإطار، شدّد المكتب الإعلامي لـ”سفينة الصمود الخليجية” على أن الجهد الفردي قد يبدو محدود الأثر، لكن قوّة العمل المشترك هي التي تصنع النجاح. وأوضح أن المشاركين في هذه المبادرة العالمية ينتمون إلى خلفيات ثقافية وحضارية وعرقية ودينية وجغرافية متعدّدة، لكنهم معا يشكّلون قوّة ضغط يصعب تجاوزها.

وشدّد المكتب على أنهم لا يستطيعون الاكتفاء بمراقبة الأحداث عن بُعد، بل يسعون إلى أن يكونوا جزءاً من الجهود الرامية إلى فتح ممر إنساني يحمل مساعدات رمزية، على حدّ تعبير المكتب الإعلامي.

وعادة ما تكون المساعدات على متن مثل هذه القوافل رمزية مقارنة بحجم الاحتياجات في غزة، ويقول منظموها إن الهدف الرئيسي هو كسر الحصار.

صورة تظهر مجموعة متنوعة من الأطفال يضعون أيديهم معًا رمزًا للوحدة والعمل الجماعي.
يؤكّد الناشطون الخليجيون أن المشاركين لا يحملون أي أسلحة، بل يبحرون في سفن مدنية تحمل مساعدات

بين سلمية التحرّك وحماية دول الخليج لمواطنيها

ويؤكّد الناشطون الخليجيون على سلمية هذا التحالف العالمي، وأن المشاركين لا يحملون معهم أي أسلحة، بل يبحرون في سفن مدنية تحمل مساعدات رمزية.

ويقول الناشطون لبي بي سي عربي إن هدفاً أساسياً يحرّكهم جميعاً، يتمثّل في مواجهة ما وصفوه بـ”الغطرسة الصهيونية” والاحتجاج السلمي على سياسة التجويع التي لم تتوقّف. مؤكّدين أن الإبحار في المياه الدوليّة أمر قانوني مئة في المئة.

أما عن الصعوبات والتحدّيات فهي متوقّعة بحسب الناشطين الخليجيين، إذ أنهم تمكّنوا من الاستفادة من تجارب السفن المبحرة سابقاً والتي واجهت تحدّيات مختلفة قبل الانطلاق أو أثناءه.

ولا ينكر هؤلاء أن سيناريو التوقيف والاعتقال من قبل القوات الإسرائيلية وارد ومتوقّع، إلا أن هذا الاحتمال تم التخطيط والتحضير للتعامل معه. وهم يؤكّدون أن أي سيناريو لن يمنعهم من الإبحار مرة تلو الأخرى، حتى تحقيق الهدف وهو فتح ممرّ بحري للمساعدات.

صورة لافتة ورقية صفراء كتب عليها "رغيف خبز يساوي حياة في غزة" رفعها طلاب وموظفون من جامعة صنعاء شاركوا في الاحتجاج الذي أقيم ضد استمرار القصف الإسرائيلي على قطاع غزة وحصار المساعدات إلى القطاع في 20 آب 2025 في صنعاء، اليمن.
أكّد ناشطون خليجيون لبي بي سي أنهم لا يستطيعون الاكتفاء بمراقبة ما يجري في غزة عن بُعد

سألت بي بي سي ناشطين خليجيين في إطار “سفينة الصمود الخليجية” عما إذا كانوا يتوقّعون أن تتدخّل حكومات بلادهم للدفاع عنهم في حال تعرّضهم لأي مضايقات أو اعتقال، فأجابوا: ” في تجارب السفن السابقة التي انطلقت لكسر الحصار مثل سفينتي حنظلة ومادلين، تدخّلت الحكومات من أجل مواطنيها الذين أبحروا على متن هاتين السفينتين.”

“ولأن هذه أول تجربة لسفينة تبحر بوجود مواطنين خليجيين، فنحن نأمل من حكوماتنا أن تنتهج الأسلوب نفسه في حال تم التعرّض إلينا”.

وفي عام 2020، طبعت الإمارات والبحرين علاقاتها مع إسرائيل ضمن ما يُعرف بـ “اتفاقيات أبراهام” 2020 بوساطة أمريكية، ثم تبعتها اتفاقية مع المغرب في نهاية العام نفسه. بينما لا توجد للسعودية أو قطر أو الكويت أو عمان علاقات رسمية مع إسرائيل.

استمرار التبرّعات شرط لنجاح المهمّة الخليجية

تقوم المبادرة الخليجية على ركيزتين أساسيتين: التبرّعات المالية والتطوّع. وقد تمكّن المنظّمون ـ حتى لحظة كتابة هذا المقال ـ من تأمين جزء من المبلغ، آملين أن يتأمّن بأكمله من أجل تجهيز السفينة والإبحار بها، وإلا فلن يتمكّنوا من الإبحار.

وفي هذا الصدد، شدّد المكتب الإعلامي لـ”سفينة الصمود الخليجية” على أهمية استمرار حملة التبرّعات للمساهمة في التكاليف اللوجستية عبر الروابط الرسمية للسفينة، وأضاف: “نهيب أيضاً بالطواقم المتخصّصة مثل الربابنة والطواقم البحرية إلى التطوّع على متن السفن. وندعوهم إلى نشر كل ما يستجد عن الحملة كلٌّ من موقعه، من الوسائل الإعلامية التقليدية إلى وسائل التواصل الاجتماعي. وأن يتحدّثوا عن الأسطول من لحظة انطلاقه حتى لحظة وصوله إلى شواطئ غزة “.

ويوضح الناشطون على أن سفينة الصمود الخليجية ليست مجرّد مبادرة على مستوى خليجي، بل هي جزء من حراك مدني عالمي آخذ في التشكّل، يسعى لأن يجعل من البحر نافذة إنسانية “تُكسَر بها جدران الحصار المفروض على غزة منذ سنوات”، كما قالوا لبي بي سي عربي.

وتتحفّظ منظّمات دوليّة ودول عدّة على إيصال المساعدات بصورة غير رسمية أو قانونية، من دون التواصل مع إسرائيل باعتبارها قوّة الاحتلال التي تقع عليها مسؤوليات عدّة بموجب القانون الدولي والاتفاقيات الإنسانية.

الحساسية تتفشى في غزة وسط تكدس المخيمات ونقص الدواء والماء

الحساسية تتفشى في غزة وسط تكدس المخيمات ونقص الدواء والماء

لا يكاد يمر يوم إلا وتذهب جهاد عبدربه إلى المستشفى في مدينة غزة أملا في الحصول على أدوية تخفف عن أبنائها الأربعة حدة الطفح الجلدي الذي استشرى بأجسادهم جميعا مؤخرا.

ولا يستطيع الأطفال النوم بشكل طبيعي كما يفتحون عيونهم بصعوبة بسبب الحساسية والالتهابات التي تغطي أجسادهم ووجوههم خاصة طفلتها سميرة التي لم تكمل عامها الخامس.

وتقول جهاد “على مدار الأربع وعشرين ساعة يطلبون مني أن أحك لهم جلدهم فهم لا يستطيعون التحمل، وكثيرا ما يخلعون ملابسهم بسبب الحساسية.”

ولا يحصل الأطفال إلا على أقل القليل من العلاج بسبب القيود الصارمة التي تفرضها إسرائيل على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة. ولا تكفي جرعات الدواء التي يحصلون عليها إلا لأيام قليلة فقط.

وتقول منظمة الصحة العالمية إن 150 ألف شخص في غزة يعانون من الأمراض الجلدية. وتتفاقم تلك الأمراض بسبب الظروف غير الصحية في مخيمات النزوح من تكدس وندرة المياه وغياب مستحضرات النظافة فضلا عن شح الدواء والطعام وما يترتب عليه من نقص شديد في المناعة.

الظروف غير الصحية في مخيمات النزوح  يترتب عليها نقص شديد في المناعة
تقول منظمة الصحة العالمية إن 150 ألف شخص في غزة يعانون من الأمراض الجلدية

“ولا قطرة ماء”

ظلت جهاد تبحث عن ماء كي يغتسل أبناؤها لعل الماء يهدئ قليلا من قسوة الطفح الجلدي “لكنني لم أجد ولا قطرة ماء”. وتوضح أن سكن الخيام لا يساعد على تحسن حالتهم فالحرارة والعرق “الرمال التي لتلصق على أجسادهم بسبب العرق” يؤدي إلى تدهور الحالة.

وكان مدير دائرة الطب الوقائي في وزارة الصحة بغزة قال في وقت سابق إن حياة أكثر من 500 ألف طفل، دون الخامسة، مهددة بشكل مباشر جراء انتشار الأوبئة والأمراض المعدية في قطاع غزة.

أما علي عبد ربه والد الأطفال الأربعة فيقول إنه أحيانا يشعر بالرغبة في أن يموت “لأنني عاجز أن أفعل شيئا لأولادي” ويوضح أن أقسى فترات اليوم بالنسبة لهم هي فترة الظهيرة. ويضيف أن أبناءه “يودون تقطيع جلدهم بسبب الحساسية.”

ويقول الأطباء في مدينة غزة إن أنواع الأمراض الجلدية التي يتعاملون معها حاليا لم تكن موجودة قبل الحرب.

تطلب سميرة ووالدتها على مدار الأربع وعشرين ساعة حك جلدهم فهم لا يستطيعون التحمل
لا تحصل سميرة وإخوتها إلا على القليل من الدواء بسبب تقييد إسرائيل دخول المساعدات لغزة

وتوضح إيمان حسونة الطبيبة بجمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية أن “الأطفال الذين يأتون إلينا يغطيهم الطفح الجلدي من شعر الرأس وحتى أخمص القدم، وأحيانا تكون مغطاة بالصديد”.

وتوضح حسونة أن الأدوية المتاحة هي مجرد بدائل لا تحمل نفس فاعلية عقاقير “خط الدفاع الأول” نظرا لعرقلة دخول المساعدات. وتكشف أن 70% من المرضى الذين يزورون العيادات حاليا يعانون من الأمراض الجلدية، مشيرة إلى أن الأطباء لا يستطيعون إلا أن يوفروا عشرة بالمئة فقط من العلاج.

يقول الأطباء إن الحالات المرضية التي يتعاملون معها الآن لم يكن لها وجود قبل الحرب
تقول الطبيبة إيمان حسونة إن معظم الحالات الواردة للعيادات تعاني من الأمراض الجلدية

احتمالات النزوح

وبعد إعلان الجيش الإسرائيلي إلغاء أي هدنة إنسانية في مدينة غزة وإعلانها “منطقة قتال خطرة” تبددت الآمال في الحصول على ما يلزم من المساعدات الإنسانية لسكان مدينة. كما تلوح في الأفق موجات نزوح جديدة باتجاه جنوب القطاع هربا من الحملة العسكرية الإسرائيلية، إذ بدأت بعض العائلات تغادر بالفعل المدينة حتى من دون أن يعلم أين ستذهب. ومع النزوح يأتي ترد كبير في الوضع الإنساني والصحي.

وحذر سليم عويس المتحدث باسم اليونيسيف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من أن موجات نزوح جديدة قد تعني “حكما بالموت” على الكثير من السكان، بسبب اكتظاظ كل أماكن النزوح في القطاع فضلا عن عدم توفر أي مقومات للرعاية الصحية ولاإنسانية في تلك المناطق.

ويشكو قطاع من السكان مما يعرف بمرض “السيلياك” أو حساسية الغلوتين التي تؤثر بكل واضح على الجهازين المناعي. ويعتبر مرضى تلك الحساسية من بين أكثر الفئات هشاشة. وتقول إيمان حسونة إن فترة الحرب لم تشهد دخول أي طحين خال من الغلوتين ما دفع المرضى إلى تناول أغذية تحتوي على الغلوتين “ما يسبب له انتكاسة صحية كبيرة وسوء امتصاص للغذاء ومزيد من الإسهال ما يؤدي إلى ضعف المناعة والأنيميا الحادة وفقدان شديد في الوزن”.

وتقول حسونة إن مضاعفات أمراض الحساسية بشكل عام قد ينتج عنها التهاب في أغشية الدماغ تقود إلى الوفاة في النهاية.

“لا أستطيع الحركة”

يضطر أحمد علاء لتناول غذاء غير مناسب لحالته الصحية بسبب المجاعة وغياب الطعام الخالي من الغلوتين.
يعاني أحمد علاء من حساسية الغلوتين منذ عشر سنوات وتدهورت حالته بشدة بعد الحرب

ويعاني أحمد ابن السابعة عشر عاما من مرض السيلياك منذ حوالي عشر سنوات. وتدهورت حالته بشدة بعد الحرب إثر حرمانه من الطعام المناسب. وأصيب بتقيحات شديدة في الجلد جراء ذلك، بجانب انتفاخ قدميه وتورم عينيه. ولا توفر له حياة الخيمة أي سبيل للراحل. ودائما ما تحول والدته أن تبعد عنه الذباب الذي يزيد من التقيحات الجلدية سوءا.

تحول أحمد إلى ما يشبه الهيكل العظمي وتساقط شعره بسبب سوء التغذية. ويخبرنا أنه دائما ما يعاني من الإسهال أو القيء لأنه يضطر لتناول أطعمة مضرة لا تناسب حالته الصحية، فلا يمكنه أن يختار ما يأكل في ظل ندرة الغذاء ولذلك عليه أن يتناول ما هو متوفر. وغالبا ما تكون الوجبة المتاحة يوميا هي صحن من العدس.

ويضيف “لا أستطيع أن أبرح الفراش، لا يمكنني مآذارة حياتي الطبيعية. أتمنى مغادرة فراشي لأرى الناس. لكن مفاصلي تؤلمني طوال الوقت كما أن قدماي متورمتان وأعاني من مغص دائم”.

يتمنى أحمد أن يغادر غزة كي يحصل على العلاج المناسب كما يحلم بأن تتسنى له الفرصة كي يكمل تعليمه. ويظل حلم أحمد وحلم كثيرين غيره من أطفال غزة مرهونا بوقف لإطلاق النار يتيح لهم ولو لمحة من الحياة الهادئة الطبيعية.

سموتريتش يقترح “ضم غزة” إذا رفضت حماس نزع سلاحها، والحركة تعتبره “إقراراً بمشروع التهجير القسري”

سموتريتش يقترح “ضم غزة” إذا رفضت حماس نزع سلاحها، والحركة تعتبره “إقراراً بمشروع التهجير القسري”

دعا وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، الحكومة، الخميس، إلى البدء في ضم مناطق من قطاع غزة إذا استمرت حركة حماس في رفض نزع سلاحها.

وخلال مؤتمر صحفي في القدس، قدم الوزير اليميني المتطرف الذي يعارض بشدة أي اتفاق مع حماس لإنهاء الحرب الدائرة في القطاع منذ نحو عامين، خطته لـ”الانتصار في غزة بحلول نهاية العام”.

وبموجب مقترح سموتريتش، سُيوجه إنذار نهائي إلى حماس لتسليم أسلحتها والتخلي عنها، وإطلاق سراح الرهائن الذين لا يزالون محتجزين في غزة منذ هجوم الحركة في تشرين الأول/تشرين الأول 2023.

كما صرح سموتريتش بأنه في حال رفض حماس، يجب على إسرائيل ضم جزء من القطاع كل أسبوع لمدة أربعة أسابيع، مما يجعل معظم قطاع غزة تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة، مطالباً رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو “اعتماد هذه الخطة كاملة وفوراً”.

ولا يزال في قطاع غزة 49 رهينة من أصل 251، اُحتجزوا ونقلوا إلى غزة في هجوم السابع من تشرين الأول/تشرين الأول، ويقول الجيش الإسرائيلي إن 27 منهم لقوا حتفهم.

  • الاستيطان الإسرائيلي: هل تسعى إسرائيل إلى منع إمكانية إقامة دولة فلسطينية؟
  • نتنياهو ينفى “المماطلة” في إنهاء حرب غزة، و24 دولة تدعو إسرائيل للسماح بدخول “غير مُقيّد” للمساعدات إلى غزة

وخلال تلك الفترة، سيُطلب من الفلسطينيين الانتقال إلى جنوب غزة، ثم ستفرض إسرائيل حصاراً على شمال ووسط القطاع لهزيمة أي مقاتلين متبقين من حماس.

وتأتي تصريحات سموتريتش هذه، في وقت يُكثف فيه الجيش الإسرائيلي هجماته في محيط مدينة غزة، تمهيداً للسيطرة عليها، وسط تزايد قلق المنظمات الإنسانية حول مصير المدنيين هناك.

وتُقدر الأمم المتحدة أن الغالبية العظمى من سكان قطاع غزة الذين يزيد تعدادهم على مليوني نسمة، اضطروا للنزوح مرة واحدة على الأقل خلال نحو عامين من الحرب هرباً من القصف والموت.

من جهتها، نددت حماس بهذا الاقتراح وقالت في بيان إنه “إقرار صريح بمشروع التهجير القسري والتطهير العرقي ضد شعبنا، ودليل دامغ لإدانة الاحتلال أمام محكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية”.

وقد أقرت إسرائيل، الأسبوع الماضي، مشروعاً استيطانياً شرق القدس من شأنه فصل شمال الضفة الغربية المحتلة عن جنوبها، رغم تحذير المجتمع الدولي من أنه سيقوض فرص إقامة دولة فلسطينية متصلة مستقبلاً.

وقال سموتريتش إن هذا المشروع المسمى E1 يهدف إلى “القضاء على فكرة الدولة الفلسطينية”.

صورة للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بتاريخ 26 آب/آب، يرتدي فيها سترة زرقاء وقميصاً أبيض وربطة عنق فيها دوائر صغيرة حمراء وسوداء.
صورة للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بتاريخ 26 آب/آب.

مقترحات لإدارة غزة “بدون حماس”

وفي سياق متصل، قال مصدران مطلعان لموقع “أكسيوس” الأمريكي إن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير، ومبعوث ترامب السابق للشرق الأوسط، جاريد كوشنر، شاركا في اجتماع بشأن غزة في البيت الأبيض، يوم الأربعاء، وقدما للرئيس الأمريكي ترامب أفكاراً لخطة ما بعد الحرب.

كما قال مصدر لـ “أكسيوس” إن بلير وكوشنر خططا لمناقشة أفكار حول كيفية إدارة حكم غزة، دون وجود حماس في السلطة.

ووفقاً للمصدرين، فإن مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكو يناقش، خطة ما بعد الحرب في غزة، مع كوشنر وبلير منذ عدة أشهر.

  • حرب غزة: ما كلفة سيطرة إسرائيل الكاملة على قطاع غزة؟
  • من هو سمير حليلة المرشح لحكم قطاع غزة؟

وكان مسؤول في البيت الأبيض قد قال قبيل الاجتماع: “أكد الرئيس ترامب رغبته في إنهاء الحرب، ويريد السلام والازدهار للجميع في المنطقة. ليس لدى البيت الأبيض أي معلومات إضافية يُشاركها بشأن الاجتماع في الوقت الحالي”.

كما قال المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف لشبكة فوكس نيوز الأمريكية، يوم الثلاثاء: “إنها خطة شاملة للغاية نضعها في اليوم التالي (في غزة)، وسيشاهد كثير من الناس مدى قوتها ومدى حسن نواياها ومدى انعكاسها على الدوافع الإنسانية للرئيس ترامب”.

أقارب لفلسطينيين لقوا حتفهم، نتيجة للهجمات الإسرائيلية على أجزاء مختلفة من مدينة غزة، ينعون أقاربهم الموتى في مستشفى الشفاء خلال إجراءات جنازتهم في 27 آب/آب 2025، وتظهر في الصورة جثة مغطاة بالكفن الأبيض، بينما يبكي شخص بجوارها محاطاً بأشخاص أخرين يواسوه.
أقارب لفلسطينيين لقوا حتفهم، نتيجة لهجمات إسرائيلية على أجزاء مختلفة من مدينة غزة، 27 آب/آب 2025.

موظفون أمميون يطالبون بوصف حرب غزة بأنها”إبادة جماعية”

على جانب آخر، قالت وكالة رويترز إنها اطلعت على رسالة أرسلها مئات من موظفي الأمم المتحدة في مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إلى المفوض السامي، يطلبون منه فيها وصف حرب غزة صراحة بأنها” إبادة جماعية متواصلة”.

وجاء في الرسالة التي وُجهت يوم الأربعاء، أن الموظفين يعتبرون أن “المعايير القانونية للإبادة الجماعية في الحرب الدائرة منذ ما يقرب من عامين بين إسرائيل وحماس في غزة قد استوفت المعايير القانونية للإبادة”، مشيرين إلى حجم ونطاق وطبيعة الانتهاكات الموثقة هناك.

وأضافت الرسالة أن “الفشل في إدانة الإبادة الجماعية المتواصلة يقوض مصداقية الأمم المتحدة ونظام حقوق الإنسان نفسه”.

كما أشارت الرسالة كذلك إلى الفشل الأخلاقي الملحوظ للهيئة الدولية، لعدم بذل المزيد من الجهود لوقف الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994، التي أودت بحياة أكثر من مليون شخص.

  • كيف نميز بين جريمة الإبادة الجماعية والجرائم الأخرى؟

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك: “إن وصف حدث ما بأنه إبادة جماعية أمر متروك لسلطة قانونية مختصة”.

وعلقت وزارة الخارجية الإسرائيلية، قائلة إنها لا ترد على رسائل موظفي الأمم المتحدة الداخليين “حتى لو كانت كاذبة، ولا أساس لها من الصحة، ومغطاة بالكراهية المفرطة تجاه إسرائيل”.