
بين قبول ورفض الساسة.. مصير غامض يواجهه اللاجئون في أوروبا
منذ عشر سنوات، أطلقت المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل عبارتها الشهيرة “نستطيع فعل ذلك”، وفتحت أبواب بلادها لنحو مليون طالب لجوء. وحتى اليوم، لا تزال سياسة ألمانيا تثير جدلًا واسعًا في كامل أوروبا.
فهذه الأخيرة استقبلت على مدى تلك الأعوام مئات الآلاف من المهاجرين، ووجدت شعارات “مرحبًا بالسوريين والعراقيين والأفغان” مكانًا لها في زمن أوروبي بحدود مفتوحة، أعلنت عن بدايته ميركل.
“سننجح في ذلك”
وحينها، قالت ميركل: “نحن قادرون على ذلك، وعندما يعترض طريقنا شيء ما يجب التغلب عليه. سننجح في ذلك”. وسمح القرار التاريخي بدخول أكثر من مليون ومئة ألف لاجئ إلى ألمانيا وحدها في 2015 و2016.
اليوم، وبعد عشر سنوات، لا يزال الشاب السوري أنس موداماني -وهو واحد من السوريين الذين وثقوا حفاوة استقبال ميركل- على عهد الامتنان.
وقال موداماني اللاجئ السوري في برلين: إن “السيدة ميركل هي البطلة التي أنقذت حياتنا. لقد منحتنا فرصة دخول هذا البلد والاندماج فيه. لقد منحتنا الأمان”.
وقد يكون الأمان الذي يتحدث عنه أنس يتمثل في كون ثلثَي اللاجئين الذين وصلوا ألمانيا في 2015 حصلوا على وظائف، وكثير منهم حصلوا على جنسية البلد المضيف، ونجحوا في الاندماج.
زمن تشديد سياسة الهجرة
لكن زمن ميركل توقف في نهاية 2021؛ بحلول زمن حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف، وبأولوية تشديد سياسة الهجرة.
ويوضح المستشار الألماني فريدريش ميرتس: “لا يمكننا الاستمرار في إثقال كاهل مدننا وبلداتنا، وكذلك مجتمعنا ككل، بالهجرة غير النظامية“.
وبالنبرة المعادية للمهاجرين نفسها، صدحت أصوات اليمين المتطرف في إيطاليا وبولندا والمجر وحتى في إسبانيا والدنمارك.
وشدد الاتحاد الأوروبي قواعد اللجوء في اتفاق الهجرة، المقرر أن يدخل حيز التنفيذ في الصيف القادم، بينما تعهد حزب “إصلاح المملكة المتحدة” في بريطانيا بترحيل أكثر من 600 ألف مهاجر غير نظامي.
وبين كلمة “سننجح” التي قالتها ميركل سابقًا، و”لم ننجح” التي يقولها ميرتس اليوم، عشر سنوات استقبلت فيها دول أوروبا نحو أربعة ملايين وأربعمئة ألف لاجئ، لا تزال مصائرهم تتقلب على مزاج القبول والرفض.