الاضطرابات تجتاح أكبر دولة إسلامية في العالم.. فما الذي يجب معرفته؟

الاضطرابات تجتاح أكبر دولة إسلامية في العالم.. فما الذي يجب معرفته؟

تظاهر مئات الطلاب في المدن الإندونيسية الكبرى أمس الاثنين، متحدين تحذيرات من شن حملة ضدهم بعد عطلة نهاية الأسبوع التي شهدت اضطرابات دامية أسفرت عن مقتل 8 أشخاص في أسوأ أعمال عنف تشهدها البلاد منذ أكثر من عقدين.

واندلعت المظاهرات الاثنين الماضي بسبب ما يقول المحتجون إنها رواتب وبدلات سكن مرتفعة لأعضاء البرلمان، وسرعان ما تطورت الاحتجاجات إلى أعمال شغب الخميس بعد انتشار مقطع فيديو يظهر مركبة للشرطة تصدم دراجة أجرة نارية وتدهس سائقها الشاب.

وتعددت مطالب المحتجين، لكن شرارة الاحتجاجات اشتعلت تنديدا بإعلان حصول النواب على بدل سكن أعلى بنحو 10 مرات من الحد الأدنى للأجور في العاصمة جاكرتا.

تبرز الاضطرابات استياءً عميقا من المؤسسة السياسية الإندونيسية وسلوك الشرطة وأولويات الإنفاق الحكومي. كما أنها بالغة الأهمية لأكبر دولة ذات أغلبية مسلمة في العالم، حيث يُنظر إلى الاستقرار السياسي على أنه أمر حيوي للأمن والنمو الاقتصادي للمنطقة ككل.

Protesters shout slogans during a protest, against lavish allowances given to parliament members, outside the parliament in Jakarta, Indonesia, Monday, Sept. 1, 2025. (AP Photo/Achmad Ibrahim)
المتظاهرون رددوا شعارات خلال احتجاج ضد المخصصات السخية الممنوحة لأعضاء البرلمان (أسوشيتد برس)

وتمثل هذه الأزمة أخطر تحدٍّ يواجه الرئيس برابوو سوبيانتو حتى الآن، الذي تخضع قيادته لتحد حقيقي مع اتساع نطاق الاحتجاجات في أرخبيل جنوب شرق آسيا وجذبها اهتمامًا دوليا.

ما الذي حصل حتى الآن؟

نظمت مجموعات طلابية مظاهرات في جاكرتا ويوجياكارتا وباندونغ وماكاسار، رغم الدوريات العسكرية المكثفة ونقاط التفتيش الشرطية.

وفي ماكاسار، تجمع الطلاب بالقرب من مبنى البرلمان المحلي الذي أُضرمت فيه النيران خلال اضطرابات الأسبوع الماضي، وجابت مواكب الجيش شوارع جاكرتا الرئيسية، حيث انتقلت المدارس إلى التعليم عن بُعد، وطلبت الشركات من موظفيها العمل من منازلهم.

وأكدت الشرطة اعتقال أكثر من 1200 شخص في جميع أنحاء البلاد، وإصابة أكثر من 700 آخرين، وقدر المحافظ الخسائر بنحو 3.4 ملايين دولار.

إعلان

وكانت هناك أعمال شغب ونهب، حيث هوجمت منازل قادة سياسيين، بمن فيهم وزير المالية، وأُحرقت مكاتب حكومية، بحسب الرواية الرسمية.

وفي باندونغ، أشعل المتظاهرون النار في الإطارات، وفي تيرناتي استخدمت الشرطة الغاز المدمع لمنع الحشود من اقتحام مباني البرلمان. وقال مسؤولون إن 4 قتلى على الأقل خلال عطلة نهاية الأسبوع سقطوا نتيجة “عنف غوغائي وحرق متعمد” في ماكاسار.

سوبيانتو أعلن تخفيضا لمخصصات النواب لامتصاص الغضب الشعبي (رويترز)

محاولة التهدئة

وفي محاولة لتهدئة الغضب الشعبي، أعلن الرئيس سوبيانتو عن تخفيضات في مخصصات النواب. ومع ذلك، أشاد في الوقت نفسه بقوات الأمن على “تضحياتها” ومنح ترقية لأربعين شرطيا مصابًا.

وأثناء زيارته جرحى الشرطة في جاكرتا، ذكّر الرئيس الجمهور بضرورة الحصول على موافقة قانونية على الاحتجاجات وإنهائها بحلول الساعة السادسة مساءً، وهو تصريح يراه المنتقدون تحذيرا وليس تنازلًا.

ورفضت جماعات طلابية رد الرئيس، ووصفته بأنه غير كافٍ ومنفصل عن مطالب الشعب، ويرى المحتجون أن المسألة لا تتعلق فقط بالامتيازات المالية، بل تتعلق أيضًا باستعادة الثقة في المؤسسات العامة والمطالبة بإصلاح حقيقي للشرطة.

وفي غضون ذلك، أجّلت العديد من منظمات المجتمع المدني مظاهراتها، مشيرة إلى الاعتقالات الجماعية والأجواء القمعية التي تجعل الاحتجاج السلمي شبه مستحيل.

Protesters shout slogans during a protest, against lavish allowances given to parliament members, outside the parliament in Jakarta, Indonesia, Monday, Sept. 1, 2025. (AP Photo/Achmad Ibrahim)
المحتجون لم يتوقفوا عن التظاهر حتى بعد محاولة الرئيس لتهدئة النفوس (أسوشتيد برس)

وعلى الصعيد الدولي، أعربت الصين -أكبر شريك تجاري لإندونيسيا- عن دعمها لقدرة سوبيانتو على إدارة الأزمة، مما يعكس القلق الإقليمي بشأن استقرار إندونيسيا.

وباعتبارها أكبر ديمقراطية واقتصاد في جنوب شرق آسيا، يُعدّ الاستقرار الداخلي لإندونيسيا أمرًا بالغ الأهمية للأمن الإقليمي الأوسع والنمو الاقتصادي.

ويواجه الرئيس سوبيانتو الآن لحظة فارقة، فقدرته على تجاوز هذه الأزمة -موازنة الإصلاحات الجادة مع ضرورة استعادة النظام- لن تُشكّل رئاسته فحسب، بل ستُحدد أيضًا ما إذا كانت إندونيسيا ستبقى قوة استقرار في منطقة متزايدة التقلب.

كيف تتحكم البراكين في الأمطار والفيضانات حول العالم؟

كيف تتحكم البراكين في الأمطار والفيضانات حول العالم؟

تكشف دراسة جديدة أن البراكين لا تغيّر فقط شكل الجبال أو المناخ مؤقتا، بل يمكنها إعادة رسم خريطة الأمطار والفيضانات على كوكب الأرض بأكمله.

وأكدت دراسات سابقة أن الانفجارات البركانية الكبرى قادرة على تبريد الأرض عبر إطلاق غازات هائلة إلى طبقات الجو العليا، لكن الدراسة الجديدة أبرزت دورا آخر أكثر أهمية.

فهذه الانفجارات قادرة أيضا على تغيير أنماط هطول الأمطار عالميا، إذ تجعل مناطق كانت تفيض بالأنهار جافة عطشى، في حين تُغرق أخرى لم تعرف السيول من قبل.

وحسب الدراسة، يحدد الموقع الجغرافي للبركان، شمال أو جنوب خط الاستواء، اتجاه هذا التأثير، وكأنه مفتاح سحري يقلب موازين الطقس.

فعندما يثور بركان ضخم، يطلق كميات هائلة من ثاني أكسيد الكبريت إلى طبقة الستراتوسفير، حيث يتكثف ويتحول إلى جسيمات دقيقة تُسمى “الهباء الجوي”.

تعكس هذه الجسيمات أشعة الشمس وتحجز الحرارة، مما يؤدي إلى تبريد سطح الأرض وتسخين الطبقات العليا من الغلاف الجوي. ويعيد هذا الاختلال الحراري ترتيب أنماط دوران الهواء عالميا.

واللاعب الرئيسي هنا هو منطقة التقاء الرياح المدارية، وهي حزام ضخم من السحب والعواصف يطوّق الأرض شمال خط الاستواء مباشرة، ويُعتبر المسؤول الأول عن هطول الأمطار الغزيرة في المناطق الاستوائية.

وعندما تدفع البراكين هذا الحزام بعيدا عن موقعه الطبيعي، تحدث الكارثة، إذ تتحول مناطق مطيرة إلى أراضٍ قاحلة، وتغرق أخرى جافة تحت سيل من الفيضانات.

لتوضيح حجم التأثير، حلّل باحثو جامعة برينستون الأميركية في الدراسة 3 ثورات بركانية كبرى في القرن الـ20، وهي:

• بركان سانتا ماريا في غواتيمالا عام 1902، وأدى إلى زيادة الفيضانات بنسبة 25% في نصف الكرة الجنوبي المداري، مقابل تراجع التدفقات بنسبة 35% في الشمالي.

• بركان أغونغ في إندونيسيا عام 1963، وقد أحدث النتيجة المعاكسة تقريبا، إذ تراجعت الفيضانات في النصف الجنوبي بنسبة 50%، في حين ارتفعت في النصف الشمالي بنسبة 40%.

إعلان

• بركان بيناتوبو في الفلبين عام 1991، والذي كان حالة استثنائية، إذ قذف غازاته في نصفي الكرة معا، مما أدى إلى تبريد أكثر توازنا.

وكانت النتيجة بشكل عام تقليل الفيضانات في المناطق المدارية، لكن الأمطار في بعض المناطق الصحراوية تزايدت بفضل ظاهرة “الاقتران بين الصحارى والرياح الموسمية”، حيث تجذب حركة الهواء الرطوبة إلى المناطق الجافة.

Smoke billows from Mount Etna volcano, Italy, Monday, حزيران 2, 2025. (AP Photo/Giuseppe Distefano)
تنثر البراكين ما يعرف بالهباء الجوي في طبقات الجو العليا (أسوشيتد برس)

آثار مؤقتة لكن عميقة

بحسب الباحثة غابرييلي فيلاريني التي شاركت في الدراسة، فإن التأثيرات على أنماط الأمطار والفيضانات تكون أقوى خلال العام الذي يلي الانفجار مباشرة، ثم تتراجع تدريجيا مع مرور الوقت، ومع ذلك، فإن هذه السنوات القليلة قد تحمل كوارث طبيعية مدمرة في مناطق لم تكن مستعدة لمثل هذا السيناريو.

وتكمن خطورة هذه النتائج في أبعادها العملية، فالتغيرات المفاجئة في أنماط الأمطار تعني فيضانات مفاجئة في أماكن لا تتوفر بها البنية التحتية المناسبة، أو موجات جفاف في مناطق تعتمد على الزراعة المطرية.

ومع ازدياد الحديث عن مشاريع “الهندسة الجيولوجية”، التي تحاول تقليد آثار البراكين لتبريد الأرض صناعيا، تزداد الحاجة إلى فهم هذه التداعيات جيدا قبل الدخول في تجارب قد تغيّر حركة المياه على الكوكب بأكمله.

وتخلص الدراسة إلى أن البراكين ليست مجرد ظاهرة جيولوجية، تؤثر على المناخ بدرجات الحرارة فقط، بل هي لاعب رئيسي في حركة المياه العالمية، ويمكنها أن تغيّر من خلال غازاتها غير المرئية مواقع الأمطار والفيضانات، وتعيد رسم ملامح الأنهار والسهول.

ويشير كل ذلك إلى أن كوكب الأرض يعمل منظومةً بيئية ومناخية مترابطة، حيث يمكن لثوران بركاني في جزيرة نائية أن يحدد مصير أنهار ومزارع تقع على بُعد آلاف الكيلومترات.

إندونيسيا: وزيرة المالية تتعهد بإصلاحات بعد نهب منزلها

إندونيسيا: وزيرة المالية تتعهد بإصلاحات بعد نهب منزلها

في مشهد يعكس حجم التوترات الاجتماعية في إندونيسيا، تعهدت وزيرة المالية سري مولياني إندراواتي بتحسين السياسات الاقتصادية والاجتماعية للحكومة، وذلك بعد أن تعرض منزلها القريب من العاصمة جاكرتا للنهب خلال عطلة نهاية الأسبوع، ضمن احتجاجات عنيفة شهدتها البلاد ضد ارتفاع تكاليف المعيشة واتساع فجوة عدم المساواة. الوزيرة، التي تعتبر إحدى أبرز الشخصيات الاقتصادية في البلاد، نشرت سلسلة من الرسائل عبر حسابها الشخصي في “إنستغرام” أمس الاثنين، شكرت فيها المواطنين على رسائل التعاطف والدعم، وقالت: “نعتذر، لا شك أن هناك قصوراً في عملنا، وسنواصل الإصلاح والتحسين باستمرار”، مضيفة أن مهامها “معقدة للغاية”، لكنها ملتزمة بالاستماع لمطالب الشارع.

الاحتجاجات، التي اندلعت الأسبوع الماضي في عدة مدن كبرى مثل جاكرتا وسورابايا وباندونغ، تصاعدت إلى أعمال عنف أودت بحياة ما لا يقل عن خمسة أشخاص وأدت إلى إصابة المئات، فضلاً عن أضرار بالبنية التحتية. وقد استهدفت مجموعات من الغاضبين منازل وزراء ونواب، بما في ذلك منزل إندراواتي، حيث أظهرت صور متداولة عبر وسائل الإعلام فوضى ودماراً في مقتنيات المنزل. وأكدت الوزيرة أنها ستظل ملتزمة بالاستمرار في عملها، نافية الشائعات التي راجت في الأيام الأخيرة حول احتمال استقالتها. وقالت: “أنا أقسمت على احترام الدستور والقانون، وسأواصل أداء مهامي بما يضمن الاستقرار المالي للدولة”، مشيرة إلى أن التعبير عن الغضب يجب أن يتم عبر الوسائل القانونية مثل المراجعة القضائية، لا عبر “الفوضى أو العنف أو الترهيب”.

تأتي هذه الأحداث في وقت حساس بالنسبة لإندونيسيا، إذ تواجه الحكومة بقيادة الرئيس برابوو سوبيانتو ضغوطاً متزايدة لمعالجة قضايا التضخم وارتفاع أسعار الغذاء والوقود، إضافة إلى مخاوف من تفاقم البطالة وتباطؤ الاستثمارات. وينظر إلى إندراواتي على نطاق واسع من قبل المستثمرين الدوليين باعتبارها شخصية قادرة على الحفاظ على الانضباط المالي وضمان استقرار الأسواق.
ونشرت الوزيرة صوراً من اجتماع وزاري طارئ عقد مساء أول أمس الأحد برئاسة الرئيس سوبيانتو، ركز على كيفية التعامل مع تداعيات الاحتجاجات واستعادة ثقة الشارع.

من جهته، قال الخبير الاقتصادي أنغوس دارماوان إن تصريحات إندراواتي كانت ضرورية لطمأنة الأسواق، إذ أن “أي إشارة إلى احتمال مغادرتها المنصب قد تؤدي إلى اضطراب في ثقة المستثمرين الأجانب، خاصة في ظل تراجع العملة المحلية الروبية وتذبذب أسعار السندات الحكومية”. وبحسب تقارير أولية، فإن الاحتجاجات اندلعت بسبب تزايد السخط على ارتفاع الأسعار، حيث تشير بيانات رسمية إلى أن معدل التضخم تجاوز 4% في تموز، مدفوعًا بزيادة أسعار الوقود والمواد الغذائية. كما أثارت السياسات الضريبية الأخيرة، التي اعتبرها المحتجون مجحفة بحق الطبقات المتوسطة والفقيرة، غضب الشارع ودعت نقابات عمالية ومنظمات طلابية إلى تصعيد الاحتجاجات.

آلاف يتظاهرون في إندونيسيا والسلطات تشدد الإجراءات الأمنية

آلاف يتظاهرون في إندونيسيا والسلطات تشدد الإجراءات الأمنية

تظاهر آلاف الأشخاص بعدة مدن في إندونيسيا، اليوم الاثنين، في ظل تشديد السلطات إجراءاتها الأمنية ونشر الجيش في العاصمة، وسط اضطرابات عنيفة أسفرت عن مقتل ستة أشخاص ودفعت الرئيس برابوو سوبيانتو إلى اعتماد تدابير أكثر حزماً. وأجبرت الاحتجاجات التي بدأت الاثنين الماضي رفضاً لامتيازات مالية مخصصة للمسؤولين، خصوصاً بدَلات السكن للنواب، الرئيس على إلغاء جزء منها. كما يندد المحتجون بالصعوبات الاقتصادية.

وبدأت الاحتجاجات سلمياً واتسع نطاقها لتطاول مدناً رئيسية بما فيها العاصمة. وشهدت أعمال عنف عقب انتشار فيديو يظهر مركبة للشرطة تصدم دراجة نارية أجرة في جاكرتا وتدهس سائقها الشاب خلال تظاهرات للاحتجاج على الأجور المنخفضة والمخصصات للمسؤولين. وتجمّع أكثر من 300 شخص بعد ظهر الاثنين أمام مقر البرلمان في العاصمة وسط انتشار عشرات الجنود.

وفي بالمبانغ بجزيرة سومطرة، نزل الآلاف الى الشوارع احتجاجاً، بينما شارك المئات بتجمعات في جزيرة بورنيو ومدينة يوغياكارتا (وسط). وقالت الطالبة نافتا كيسيا كيماليا أثناء مشاركتها في التحركات “هدفنا الرئيسي هو إصلاح البرلمان. نأمل أن يأتي (النواب) للقائنا. نريد التحدث إليهم مباشرة”، مضيفة “هل يريدون الانتظار حتى فرض الأحكام العرفية؟”. وتعد هذه الاحتجاجات الأكثر ضخامة وعنفاً منذ تولي برابوو سابيانتو السلطة في تشرين الأول/تشرين الأول الماضي.

والأحد، سعى الرئيس إلى معالجة مطالب المحتجين عبر الإعلان عن إلغاء جزء من المخصّصات المقدّمة لأعضاء البرلمان، والتي قوبلت باعتراضات شديدة. وبينما أكد أنّ “الحق في التجمّع السلمي يجب أن يُحترم ويُحمى”، أبدى حزماً كبيراً وقال “لا نستطيع أن ننكر وجود دلائل على أعمال غير قانونية… تصل إلى حد الخيانة والإرهاب”. وأثار مقتل الشاب سائق الدراجة النارية الخميس غضباً عارماً في صفوف المحتجين انعكس عنفاً في الاحتجاجات والاحتكاكات مع قوات إنفاذ القانون.

والاثنين، قال أغوس ويجايانتو المسؤول في الشرطة الوطنية إنّ تحقيقاً كشف ارتكاب شرطيين أفعالاً إجرامية، مضيفاً أن العنصرين اللذين سيمثلان أمام المحكمة الأربعاء “قد يُفصلا”. وأوقف سبعة عناصر من الشرطة. ونصبت الشرطة حواجز في أنحاء عدة من جاكرتا الاثنين بعدما أفاد المتحدث باسمها الأحد بأنّ عناصرها يقومون بدوريات لـ”حماية المواطنين”. بدورهم، قام الجنود بدوريات في عموم المدينة حيث انتشر أيضاً قنّاصة.

وكانت مجموعة واحدة على الأقل من منظمي التحركات، وهي تحالف النساء الإندونيسيات، ألغت دعوتها إلى التظاهر بسبب تعزيز الإجراءات الأمنية. وشاهدت صحافية في فرانس برس انتشار مئات الجنود حول نصب موناس التذكاري في العاصمة وفي محيط القصر الجمهوري. وبدت شوارع جاكرتا أقل اكتظاظاً من المعتاد بعدما أعلنت العديد من المدارس والجامعات في جاكرتا أنّ الدراسة ستتم عبر الإنترنت حتى الثلاثاء على الأقل. وطلبت العديد من الشركات من موظفيها العمل عن بعد.

وكان وزير الدفاع سجافري شمس الدين قد حذّر الأحد من أن الجيش والشرطة سيتخذان “إجراءات حازمة” ضد “مثيري الشغب واللصوص”، وذلك بعد نهب منزل وزير المال. وارتفعت حصيلة الضحايا إلى ستة قتلى. ولقي ثلاثة أشخاص على الأقل حتفهم بعد حريق أشعله متظاهرون الجمعة في مبنى المجلس في مدينة ماكاسار (شرق). وقتل شخص آخر في ماكاسار الجمعة بعدما تعرض للضرب على أيدي حشود اشتبهت في أنه عنصر مخابرات، وفق ما أفاد محمد فضلي طاهر، المسؤول في وكالة الكوارث المحلية، فرانس برس الأحد. وفي يوغياكارتا، أكدت جامعة أميكوم يوغياكارتا مقتل طالبها رضا سيندي براتاما خلال الاحتجاجات، لكن الظروف المحيطة بمقتله ما زالت غير واضحة. والسبت، أعلنت منصة التواصل الاجتماعي تيك توك، تعليق ميزة البث المباشر في إندونيسيا “لبضعة أيام… بسبب تصاعد العنف خلال التظاهرات”.

(فرانس برس)

استنفار أمني في إندونيسيا بعد مقتل 6 أشخاص خلال احتجاجات

استنفار أمني في إندونيسيا بعد مقتل 6 أشخاص خلال احتجاجات

عززت السلطات الإندونيسية الإجراءات الأمنية اليوم الاثنين بعد مقتل 6 أشخاص في اضطرابات اندلعت على خلفية تصاعد الاحتجاجات التي عمت البلاد، تنديدا بتدني الأجور مقابل زيادة مخصصات المسؤولين.

وبدأت الاحتجاجات الاثنين الماضي بشكل سلمي في مدن رئيسية بإندونيسيا، من ضمنها العاصمة جاكرتا، تنديدا بالأجور المنخفضة والمخصصات التي تقدم للمسؤولين.

واتسع نطاق الاحتجاجات ليشمل مدنا رئيسية في الأرخبيل، بينها يوغياكرتا وباندونغ وسيمارانغ وسورابايا في جاوة، وميدان في مقاطعة سومطرة الشمالية.

وتحسبا لاندلاع المزيد من التظاهرات اليوم الاثنين في أنحاء جديدة من الدولة الأرخبيل أقامت الشرطة نقاط تفتيش في أنحاء العاصمة جاكرتا، وقال ناطق باسم الشرطة إن عناصرها يقومون بدوريات في المدينة أيضا “لحماية المواطنين وإعطاء شعور بالأمان”.

وحذر وزير الدفاع سجافري شمس الدين أمس من أن الجيش والشرطة سيتخذان “إجراءات حازمة” ضد ما وصفهم “بمثيري الشغب واللصوص” بعد نهب منزل وزير المالية.

ونشرت الشرطة مركبات مدرعة ودراجات نارية أمام البرلمان مساء أمس، في استعراض للقوة ومحاولة لتحذير المتظاهرين.

يأتي ذلك بعد أن لقي 3 أشخاص على الأقل حتفهم بعد حريق أشعله متظاهرون يوم الجمعة الماضي في مبنى المجلس في مدينة ماكاسار شرق البلاد.

وقتل شخص آخر في ماكاسار أيضا بعدما تعرضه للضرب على أيدي حشود اشتبهت في أنه عنصر مخابرات.

وفي يوغياكرتا، أكدت جامعة أميكوم يوغياكرتا مقتل طالبها رضا سيندي براتاما خلال الاحتجاجات، لكن الظروف المحيطة بمقتله ما زالت مبهمة.

الرئيس الإندونيسي يتراجع جزئيا عن الامتيازات ويلغي زيارته إلى الصين ويحذر من التصعيد (وكالات)

تراجع ومخاوف

وأجبرت الاحتجاجات التي اندلعت بسبب الامتيازات المالية التي خصصت للمسؤولين، الرئيس برابوو سوبيانتو على إلغاء جزء منها.

إعلان

كما أجبرت سوبيانتو على إلغاء رحلة مقررة إلى الصين خلال هذا الأسبوع لحضور عرض عسكري لإحياء ذكرى نهاية الحرب العالمية الثانية.

وتعهد الرئيس سوبيانتو أمس بإلغاء امتيازات النواب، بما في ذلك بدل السكن المثير للجدل والبالغ 3 آلاف دولار، في محاولة لتهدئة الغضب الشعبي.

وفي مؤتمر صحفي متلفز في جاكرتا، بحضور قادة 8 أحزاب سياسية إندونيسية أمس، قال سوبيانتو إنهم وافقوا على خفض بدل السكن وتعليق الرحلات الخارجية لأعضاء البرلمان. وكان هذا تنازلا نادرا استجابة للغضب الشعبي المتزايد.

وحسب سوبيانتو فإنه بحلول اليوم الاثنين، “سيتم إلغاء بعض البدل وتعليق رحلات العمل الخارجية بموجب وقف مؤقت جديد”.

وأكد سوبيانتو أن حكومته تحترم حرية التعبير المكفولة في دستور إندونيسيا والاتفاقيات الدولية. وقال: “لكن عندما تتحول المظاهرات إلى فوضى، وتدمر المرافق العامة، وتعرض الأرواح للخطر، وتهاجم المنازل أو المؤسسات العامة، فإن ذلك يُعد انتهاكًا خطيرًا للقانون”.

وحذّر سوبيانتو -وهو جنرال سابق- من أن أعمال العنف “قد تتحول إلى خيانة وإرهاب، مؤكدا أن “الدولة لن تتسامح مع محاولات زعزعة استقرار البلاد”.

كما دعا الرئيس الجمهور إلى التعبير عن تطلعاته بطريقة سلمية وبناءة، ووعد بأن تُسمع أصواتهم. وقال “أدعو جميع المواطنين بإخلاص إلى الثقة بالحكومة والتزام الهدوء”، مضيفًا أن حكومته “عازمة على النضال دائمًا من أجل مصالح الشعب والوطن”.

مجموعة أفراد القوات المسلحة الإندونيسية عند النصب التذكاري الوطني استعدادا للانتشار في جاكرتا (رويترز)

محرومون ومدللون

وقبل أسبوع اندلعت شرارة الاحتجاجات في جاكرتا بعد تقارير تفيد بأن جميع المشرعين البالغ عددهم 580 نائبا يتلقون بدل سكن شهريًا قدره 50 مليون روبية (3075 دولارًا)، بالإضافة إلى رواتبهم.

وهذا البدل، الذي تم تقديمه العام الماضي، يعادل ما يقرب من 10 أضعاف الحد الأدنى للأجور في جاكرتا.

ويرى المحتجون أن هذا البدل الجديد ليس مفرطًا فحسب، بل إنه أيضًا يدفع من ميزانية البلاد في وقت يعاني فيه معظم الناس من ارتفاع تكاليف المعيشة والضرائب وارتفاع معدلات البطالة.

واتسع نطاق الاحتجاجات وازداد عنفًا في أعقاب وفاة سائق سيارة الأجرة عفان كورنياوان البالغ من العمر 21 عامًا.

وأثار مقطع فيديو نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر وفاته خلال تجمع جماهيري في جاكرتا الخميس الماضي، صدمةً في البلاد وأثار استياءً واسع النطاق ضد قوات الأمن.

وتردد أن كورنياوان كان يقوم بتوصيل طلبية طعام عندما وقع في الاشتباك، وقال شهود عيان للتلفزيون المحلي إن السيارة المدرعة التابعة لوحدة لواء الشرطة المتنقلة التابعة للشرطة الوطنية انطلقت فجأة مسرعةً عبر حشد المتظاهرين واصطدمت بكورنياوان ودهسته.