أقرت أكبر جمعية من العلماء المتخصصين في أبحاث الإبادة الجماعية والتوعية بها حول العالم، قراراً ينص على استيفاء المعايير القانونية التي تثبت ارتكاب إسرائيل إبادة جماعية في غزة، وفق ما ذكره رئيسها يوم الاثنين.
القرار جاء بتأييد 86 في المئة من المصوتين، الذي يبلغ عددهم 500 عضو في الرابطة الدولية لعلماء الإبادة الجماعية، بأنَّ “سياسات إسرائيل ومآذاراتها في غزة تستوفي التعريف القانوني للإبادة الجماعية الوارد في المادة الثانية من اتفاقية الأمم المتحدة لمنع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها الصادر عام 1948″.
ووصفت وزارة الخارجية الإسرائيلية هذا البيان بأنه مشين و”يستند كلياً إلى حملة أكاذيب حماس”.
ودائماً ما تنكر إسرائيل أن عملياتها في القطاع الفلسطيني ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية، وتؤكد أنها تتماشى مع حقها في الدفاع عن نفسها. وتواجه إسرائيل الآن تواجه قضية من هذا النوع أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي.
“لهذه الأسباب يُعتبر الحكم المؤقت لمحكمة العدل الدولية كارثيا على إسرائيل” – الإندبندنت
ويدعو القرار، المؤلف من ثلاث صفحات، إسرائيل إلى “الوقف الفوري لجميع الأعمال التي تُشكل إبادة جماعية وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة، بما في ذلك الهجمات المتعمدة على المدنيين وقتلهم، بمن فيهم الأطفال؛ والتجويع؛ والحرمان من المساعدات الإنسانية والمياه والوقود وغيرها من المواد الأساسية لبقاء السكان؛ والعنف الجنسي والإنجابي؛ والتهجير القسري للسكان”.
تحقيق أممي يتهم إسرائيل بارتكاب “إبادة جماعية” في غزة، وإسرائيل تصفه بأنه “منحاز ويفتقر إلى المصداقية”
في الوقت ذاته، نص القرار نفسه على أن هجوم حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/تشرين الأول عام 2023 يندرج تحت ارتكاب الجرائم الدولية.
وقالت ميلاني أوبراين، رئيسة الرابطة، وأستاذة القانون الدولي في جامعة غرب أستراليا والمتخصصة في الإبادة الجماعية، لرويترز: “هذا بيان قاطع من خبراء في مجال دراسات الإبادة الجماعية، بأن ما يجري على الأرض في غزة هو إبادة جماعية”.
وأضافت: “ما مِن مبرر لارتكاب جرائم حرب، أو جرائم ضد الإنسانية، أو إبادة جماعية، ولا حتى في سبيل الدفاع عن النفس”.
وتعرف الجمعية الدولية لعلماء الإبادة الجماعية نفسها على أنها منظمة عالمية غير حزبية متعددة التخصصات، تسعى إلى تعزيز البحث والتدريس حول طبيعة الإبادة الجماعية وأسبابها وعواقبها، وتطوير دراسات السياسات المتعلقة بمنعها.
ومنذ تأسيس الرابطة الدولية عام 1994، أصدرت جمعية علماء الإبادة الجماعية تسعة قرارات تعترف بوقائع تاريخية أو أحداث جارية على أنها إبادة جماعية.
“توثيق قانوني جديد”
يأتي ذلك مع اقتراب الحرب في غزة من دخول عامها الثالث في تشرين الأول/تشرين الأول المقبل، رداً على هجوم مباغت لحماس في عام 2023، أسفر عن مقتل 1,200 شخص واختطاف أكثر من 250 رهينة، وفقاً للتصريحات الإسرائيلية.
ومنذ ذلك الحين، أسفرت العملية العسكرية الإسرائيلية عن مقتل أكثر من 59 ألف فلسطيني وفقاً للأمم المتحدة، وتدمير أو إتلاف معظم المباني في القطاع، وإجبار جميع سكانه تقريباً على الفرار من منازلهم أكثر من مرة.
من جهتها، وصفت حركة حماس قرار الرابطة الدولية بأنه “توثيق قانوني جديد، يضاف للتقارير والشهادات الدولية التي وثقت ما يتعرض له شعبنا من إبادة جماعية تجري أمام مرأى ومسمع العالم”.
ووصفت في بيان لها، “عدم تحرك المجتمع الدولي” ضد إسرائيل ورئيس الوزراء الإسرائيلي في ظل هذه القرارات الدولية بأنه “وصمة عار وعجز غير مبرر وإخفاق مدوٍ في حماية الإنسانية، وتهديد مباشر للسلم والأمن الدوليين”.
كما ثمّنت حماس، في بيان منفصل، الحراك العالمي الذي يقوده الاتحاد الدولي للصحفيين ومنظمة مراسلون بلا حدود، وقالت إنه يعد “فضحاً لسياسة الاحتلال الإجرامية في استهداف وقتل الصحفيين الفلسطينيين، ومحاولاته الممنهجة للنيل من الإعلام والسردية الفلسطينية، بهدف تغييب حقيقة جرائم الإبادة والتجويع التي يرتكبها بحق شعبنا في قطاع غزّة”، مشيرة إلى مقتل أكثر من 247 صحفياً وصحفية في قطاع غزة، وفق الإحصاءات المحلية.
وتتهم منظمات حقوقية دولية ومنظمات غير حكومية إسرائيلية إسرائيل بالفعل بارتكاب “إبادة جماعية”.
وكان المئات من موظفي مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك بعثوا الأسبوع الماضي له رسالة، اطلعت عليها رويترز، يطالبونه فيها بوصف حرب غزة صراحة بأنها إبادة جماعية متواصلة.
نتناول في عرض صحف الاثنين قضايا متنوعة من سياسية إلى اقتصادية مروراً بقضايا اجتماعية تتعلق ببعض العادات والتقاليد.
نبدأ جولتنا من صحيفة الغارديان البريطانية التي قالت، في مقال كتبه فريق التحرير بها، إنه “في كل يوم يرتفع عدد القتلى، وتزداد جرائم الحرب، ويتصاعد الغضب بينما يطالب البابا بوقف ما أسماه ‘العقاب الجماعي’ لسكان غزة”.
وذكرت الصحيفة أن أكثر من 500 من أفراد طواقم العمل الأممية طالبوا المفوض السامي في الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك بتصنيف ما يحدث في غزة على أنه إبادة جماعية.
ورأت الصحيفة أن إسرائيل، وسط كل ذلك ووسط تردي الأوضاع الإنسانية وصعوبة أو في بعض الأحيان استحالة وصول المساعدات الإنسانية الضرورية إلى سكان القطاع الذين أصبح أغلبهم غير قادرين على مواصلة الحياة من ويلات الحرب، بدأت تنقل الحرب إلى مستوى جديد.
فبدلاً من أن تتراجع عن التصعيد العسكري، أعلنت إسرائيل غزة منطقة عمليات عسكرية، وبدأت في محاولة التحكم فيما يصل من معلومات عن الحرب إلى العالم.
وطالبت منظمة مراسلون بلا حدود ومنظمة “آفاز” غير الربحية، التي تدعم الناشطين في مختلف المجالات حول العالم، إسرائيل بالوفاء بالتزاماتها الدولية لحماية الصحفيين والمدنيين علاوة على فتح حدود غزة حتى يتمكن الصحفيون الدوليون من نقل ما يحدث على الأرض بحرية.
كما نشرت الغارديان أسماء صحفيين قُتلوا في غزة مثل فاطمة حسونة، حمزة الدحدوح، وأنس الشريف الذين ذكرتهم لجنة حماية الصحفيين. وهم بنات وأبناء وآباء وشقيقات وأشقاء وأصدقاء أعزاء للكثيرين.
ورغم أنها خسائر إنسانية وشخصية كبيرة، لكنها تمثل في نفس الوقت القضاء على جيل من الصحفيين لا يمكن تعويضه.
وقال مدير منظمة مراسلون بلا حدود تيبوت بروتين: “بالمعدل الحالي لمقتل الصحفيين في غزة على يد الجيش الإسرائيلي، لن يتبق أحد ليطلعكم على ما يحدث على الأرض”.
وأشارت الغارديان إلى أن الخطورة على حياة الصحفيين تزداد لأنه “بينما يفر الجميع من ويلات الحرب، يبقى الصحفيون في القطاع من أجل نقل ما يحدث”.
وقالت إن هناك عدداً كبيراً من الصحفيين، والعاملين في قطاع الإعلام، الذين قتلوا في غزة كانوا قد تلقوا تهديدات قبل قتلهم تحذرهم من عملهم الصحفي والإعلامي.
من هم أبرز الصحفيين الذين قُتلوا في حرب غزة منذ عام 2024؟
كيف تستقبل مدينة ويندسور الزفاف الملكي؟
خطة “ريفييرا الشرق الأوسط”
أعادت إسرائيل فرض حصار على قطاع غزة، في 2 آذار/آذار 2025، إذ منعت دخول جميع المساعدات الإنسانية والأدوية والسلع التجارية، بما فيها الوقود والغذاء.
ننتقل إلى صحيفة واشنطن بوست الأمريكية التي نشرت مقالا لكارين ديونغ وكاتي برون يتناول بالتفصيل خطة إدارة ترامب لتحويل قطاع غزة إلى منطقة تحت وصاية أمريكية لمدة 10 سنوات، بهدف تحويلها إلى مركز سياحي وصناعي وتكنولوجي متطور في الشرق الأوسط.
وتتضمن هذه الخطة إخلاءً مؤقتاً لسكان غزة البالغ عددهم أكثر من مليوني شخص، إما من خلال المغادرة “الطوعية” إلى دول أخرى أو نقلهم إلى مناطق آمنة داخل القطاع أثناء إعادة الإعمار.
كما تُصرف، بموجب هذه الخطة، تعويضات مالية للمغادرين بقيمة 5000 دولار نقداً علاوة على دعم إيجار لأربع سنوات، وبدل غذاء لسنة كاملة. ويمكن أيضاً لمن يرغبون في البقاء في القطاع الحصول على “عملات رقمية” تتيح لأصحابها إعادة تطوير ممتلكاتهم أو الحصول لاحقاً على شقق في “مدن ذكية” جديدة يتراوح عددها من ست إلى ثماني مدن.
وأثارت هذه الخطة، التي أُطلق عليها اسم “صندوق إعادة تشكيل وتنمية اقتصاد غزة” (GREAT Trust)، جدلاً واسع النطاق، خاصة مع رفض دول عربية لفكرة تهجير الفلسطينيين من غزة، ولو بصفة مؤقتة، وتعدد المقترحات الدولية حول مستقبل غزة بعد الحرب.
وأشارت كاتبتا المقال إلى أن هذه الخطة، المعروفة إعلامياً “بريفييرا الشرق الأوسط”، تأتي وسط حالة من التوترات وحساسية شديدة من قبل الدول العربية الرافضة للتهجير علاوة على غياب أي رؤية إسرائيلية لإدارة غزة ما بعد الحرب.
ولم يطرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أي خطة واضحة لغزة، سوى نزع سلاح حماس واستعادة الرهائن الإسرائيليين لدى حماس، مع الإصرار على بقاء السيطرة الأمنية الإسرائيلية.
وتقول إسرائيل إنها تسيطر على 75 في المئة من غزة وتخطط لاستكمال السيطرة عليها بينما يدعو وزراء من اليمين المتطرف إلى احتلال دائم وتهجير “طوعي” للفلسطينيين.
يأتي ذلك وسط حديث عن “نقل سكان غزة إلى دول ثالثة مثل ليبيا، وإثيوبيا، وجنوب السودان، وإندونيسيا، وجمهورية أرض الصومال، رغم أن معظمها يعاني من أزمات داخلية”، وفقاً للمقال.
ووسط الانتقادات الموجهة للخطة الأمريكية، أكد ترامب ونتنياهو أن أي تهجير سيكون “طوعياً ومؤقتاً” وسط استعدادات من قبل إسرائيل لهجوم جديد على غزة.
وأشارت الصحيفة أيضاً إلى أن الخطة تقترح وصاية أمريكية – إسرائيلية على غزة لعشر سنوات، دون الإشارة إلى إقامة دولة فلسطينية.
وأكدت أن التمويل سيكون من مستثمرين دوليين، باستخدام أراضي عامة كضمان، وسط مخاوف من “الاستيلاء” على الأراضي. وتضمنت خطة ترامب أن يكون الأمن الداخلي تحت إشراف شركات أجنبية خاصة في البداية، ثم يُنقل تدريجياً إلى شرطة محلية.
وتتجاهل الخطة تماماً الموقف العربي الداعم لإقامة دولة فلسطينية، إذ تلتزم السعودية ودولة الإمارات علناً بالاقتراح المصري بشأن غزة وإقامة الدولة الفلسطينية في نهاية المطاف.
هل يمكن أن يقبل الفلسطينيون بدعوات الهجرة عن غزة؟
لماذا ألغى محمود عباس نظام دفع الأموال “لعائلات الأسرى والشهداء والجرحى”؟
وداعاً ثوب الزفاف الفخم
بدأ اتجاه في بريطانيا إلى ارتداء العروسين ملابس بسيطة أثناء حفل الزفاف
ومن عالم السياسة إلى حفلات الزفاف في بريطانيا، إذ رصدت صحيفة التلغراف البريطانية تغيراً كبيراً في مراسم الزفاف يتمثل في ارتداء ثياب بسيطة أثناء حفلات الزفاف.
تشهد بريطانيا تحولاً واضحاً في ثقافة الزواج، إذ تتجه العرائس المعاصرات نحو حفلات زفاف بسيطة وغير تقليدية بعيداً عن المراسم الكلاسيكية التقليدية وثياب الزفاف الفخمة.
وأصبح الزواج في مكاتب التسجيل، يليه استقبال في حانة محلية أو حديقة منزلية من الخيارات الشائعة بين الشخصيات العامة والمبدعين، وهو ما قد يكون مدفوعاً برغبة في توفير التكاليف.
وأصبح ثوب الزفاف القصير هو المفضل لدى العرائس مع ارتداء ملابس من إنتاج علامات تجارية متوسطة الثمن مثل “فيفيان ويسوود” و”ريفوميشن”.
وبلغ هذا الاتجاه نحو مراسم الزفاف البسيطة مداه، إذ أصبح بعض الأزواج يميلون إلى ارتداء سترات رسمية للرجال وفساتين ملونة للنساء أثناء حفلات الزفاف حتى يتسنى لهم الاحتفاظ بها لارتدائها بعد الزفاف.
ويعكس ذلك، إضافة إلى توفير النفقات، رغبة في التعبير عن الذات بعيداً عن القوالب التقليدية كما أنه يأخذ بعين الاعتبار الظروف الاقتصادية الراهنة التي دفعت الكثيرين لتقليص ميزانيات حفلات الزفاف.
لذلك، لم يعد الزفاف مناسبة لمآذارة البذخ واستعراض الثياب باهظة الثمن، بل لحظة شخصية تعبر عن أسلوب العروس وقيمها.
و سواء أُقيم الزفاف في قاعة محلية، على متن قارب، أو في على شكل احتفال بسيط على الشاطئ، فإن العروس الحديثة تختار ما يناسبها، لا ما يُتوقع منها. ويعكس هذا التغيير تزايد الثقة لدى الأجيال الحالية في خطواتهم التي تستهدف كسر العادات والتقاليد المتوارثة والاحتفاء بالبساطة والخصوصية.
شهدت إسرائيل اليوم الاثنين احتجاجات طلابية واسعة مع انطلاق العام الدراسي الجديد، حيث طالبت هيئات طلابية في 70 مدرسة ثانوية الحكومة الإسرائيلية بإبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن طلابا أغلقوا مداخل 17 مدرسة وسط إسرائيل، تعبيرا عن رفضهم استمرار الحكومة في المماطلة بملف الأسرى.
وأشارت الصحيفة إلى أن الهيئات الطلابية أعلنت إضرابا ليوم واحد شمل عشرات المدارس في أنحاء البلاد، في رسالة احتجاجية على تجاهل الحكومة مطالب عائلات الأسرى المحتجزين في غزة.
كما نُظمت وقفة أمام منزل وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي ورئيس فريق التفاوض رون ديرمر، حيث طالب المتظاهرون بسرعة إبرام الصفقة.
وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن طلاب المدارس الثانوية نظموا احتجاجات متزامنة، مؤكدين في بيان لهم “لا يمكننا قبول واقع العودة إلى الحياة الطبيعية في ظل وجود 48 محتجزا في غزة. لا يمكننا بدء العام الدراسي وكأن كل شيء طبيعي. هذا الواقع لا يُطاق”.
بداية العام الدراسي الجديد
وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت، فقد بدأ العام الدراسي الجديد في إسرائيل بمشاركة مليونين و587 ألف طالب وطالبة بعد انتهاء العطلة الصيفية، لكن أجواء العودة إلى المدارس طغى عليها غضب الطلاب وأهالي الأسرى.
وتأتي هذه التطورات بالتوازي مع استمرار مظاهرات عائلات الأسرى في مختلف المدن الإسرائيلية للضغط على الحكومة من أجل إبرام صفقة تبادل، حتى لو كان الثمن وقف الحرب على غزة.
وكانت حركة حماس قد وافقت على مقترح الوسطاء، الذي يتضمن وقفا لإطلاق النار لمدة 60 يوما، يتم خلالها التفاوض على وقف شامل للحرب، إلى جانب تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية وانسحاب الجيش الإسرائيلي من بعض المواقع في القطاع.
لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة- رفض العرض، متمسكا بخطة توسيع العمليات العسكرية لاحتلال مدينة غزة، وسط تحذيرات متزايدة من كارثة إنسانية.
إعلان
ومنذ 7 تشرين الأول/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية في قطاع غزة بدعم أميركي مطلق، مما أسفر حتى مساء أمس الأحد عن استشهاد 63 ألفا و459 فلسطينيا وإصابة 160 ألفا و256 آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 9 آلاف مفقود ومجاعة قتلت 339 فلسطينيا، بينهم 124 طفلا.
بوق “الشوفار” آلة موسيقية تستخدم في طقوس الديانة اليهودية، تُصنع من قرن حيوان ذي تجويف طبيعي، يُصدر النفخ فيه صوتا يشبه الأنين أو الصرخة، ويُعد سماع هذا الصوت وصية مركزية وفرضا دينيا أثناء عيد رأس السنة العبرية (روش هشناه).
استُخدم الشوفار عبر التاريخ في المناسبات الدينية وأثناء تتويج الملوك، وأيضا في مراسم أداء اليمين الدستورية لرئيس الوزراء الإسرائيلي، وأدى دورا مهما في الحروب وحشد القوات وإعلان “النصر”.
وأثناء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة انتشرت مقاطع مصورة في مواقع التواصل الاجتماعي تظهر جنود الاحتلال الإسرائيلي وهم ينفخون في البوق قبيل انطلاق مدرعاتهم وجيوشهم في معارك ضد المقاومة الفلسطينية.
ما بوق الشوفار؟
هو آلة موسيقية تُآذار بها بعض الطقوس في الديانة اليهودية، تُصنع من قرن حيوان ذي تجويف طبيعي، وغالبا من قرن كبش. يُصدر النفخ فيه صوتا يشبه الأنين أو الصرخة، ويُعد سماع هذا الصوت الوصية المركزية في عيد رأس السنة اليهودية، حسب مصادر عبرية.
وتُقسم أصوات الشوفار إلى 3 أنماط رئيسية:
“تكعاه” وهي نفخة طويلة متصلة.
“شفريم” وهي 3 نفخات قصيرة متقطعة.
“تروعة” وهي سلسلة من 9 نفخات قصيرة ومتتابعة.
وبحسب الديانة اليهودية، يتعين على المكلف (المستمع للطقس) سماع 30 صوتا من الشوفار أثناء المناسبة الدينية.
بوق الشوفار يصدِر النفخ فيه صوتا يشبه الأنين ويُعد سماعه فرضا دينيا أثناء عيد رأس السنة اليهودية (غيتي)
أنواع الشوفار
إلى جانب الشوفار التقليدي المصنوع من قرون الكباش، ظهرت أنواع أخرى منها ما هو مصنوع من قرن الكودو، وهو نوع من الظباء يُصنف ضمن “الحيوانات الطاهرة” في الديانة اليهودية.
كما توجد شوفارات مصنوعة من قرون الماعز، وأخرى من قرون الآرام (واحدها رئم)، وهي نوع من الظباء الصحراوية المعروفة في أفريقيا والشرق الأوسط. أما قرن الوعل فيُعتبر صالحا أيضا لعمل الشوفار، غير أن ندرته وارتفاع ثمنه جعلا استخدامه محدودا ونادر الانتشار.
وبحسب مصادر عبرية، يشترط في الشوفار أن يكون مصنوعا من قرن “حيوان طاهر”، وألا يقل طوله عن 10 سنتميترات. كما يشترط أن يتم النفخ من الطرف الضيق للقرن، وهو نهايته الخارجية الطبيعية، لا من الطرف العريض الذي يتصل برأس الحيوان.
إعلان
الدلالات الدينية
ظهرت آلة الشوفار لأول مرة، وفق المصادر العبرية، يوم نزول التوراة على الشعب اليهودي في جبل سيناء. وبحسب النصوص الدينية اليهودية، “كان صوت الشوفار العظيم مصحوبا بالرعود والسحاب الكثيف، مما أثار ارتعاد الشعب الإسرائيلي، ليكون وسيلة الله لتجهيزهم لتسلّم الوصايا العشر”.
ويُحتفل بهذا الحدث في “عيد الشفوعوت” بعد 7 أسابيع من عيد الفصح اليهودي، أي في الخامس والسادس من شهر “سيفان” حسب التقويم العبري.
ويرمز نفخ البوق في بداية السنة العبرية إلى قرب مجيء المخلّص (المسيح المنتظر)، ومن جهة أخرى إلى يوم لم شتات اليهود حول العالم، وأيضا إلى اليوم الذي أمر فيه النبي إبراهيم بذبح ابنه إسحاق قبل أن يفدى بكبش.
كما استُعمل قديما للإعلان عن تتويج ملك جديد على إسرائيل، ليصبح رمزا للسلطة الشرعية ووسيلة رسمية للإعلان عن حكمه.
ووفق تقاليد العديد من المجتمعات اليهودية، بما في فيها أتباع حركة حباد الحسيدية، يبدأ النفخ في “الشوفار” منذ أول أيام شهر أيلول/أيلول، ويهدف ذلك إلى تذكير الشعب بقدوم رأس السنة اليهودية وحث أفراده على مراجعة أفعالهم.
وبحسب المصادر، فإنه في اليوم الأخير من الشهر نفسه، يُمتنع عن النفخ في “الشوفار” بهدف “إرباك الشيطان” وفق التقاليد المتبعة.
ويُعد سماع صوت “الشوفار” في رأس السنة اليهودية “فرضا توراتيا”، وينفخ فيه داخل المعابد وأماكن أخرى.
الحاخام العام للجيش الإسرائيلي شلومو غورين ينفخ في “الشوفار” عند حائط البراق (أرشيف الجيش الإسرائيلي)
الشوفار في الحروب
تقول المصادر العبرية إن “الشوفار” لم يكن في العصور القديمة مجرد أداة للطقوس الدينية فحسب، بل كان أيضا وسيلة للدعوة وتجميع الشعب اليهودي، فقد استخدمه القادة لاستدعاء الجنود وحشدهم للخروج إلى المعارك.
وتذكر روايات إلى أن “الشوفار” لم يكن مجرد سلاح صوتي، بل أيضا إشارة رمزية معنوية مغزاها “تدخل الله وضمان النصر عند الوثوق به”، وأن صوت “الشوفار” كان يستخدمه الجيش الإسرائيلي في سياق الحرب، ليس فقط باعتباره وسيلة رمزية، بل أيضا عنصرا معنويا يرافق القتال تأكيدا على النصر.
وتوضح هذه المصادر أن “الشوفار” كان يُنفخ أثناء الحروب الإسرائيلية ليعزز من الهوية الوطنية للشعب اليهودي ويذكره بدور الحرب في حماية وجوده، كما تؤكد أن نفخ “الشوفار” يتجاوز استعادة الأمن، ليجسد “التحذير واليقظة تجاه من تصفهم بالأعداء، والذين يعلنون عن نياتهم العدائية تجاه اليهود”.
وقد استعمل اليهود “الشوفار” في مناسبات عدة، ومنها وفق التوراة، بعد نحو 40 عاما من خروج بني إسرائيل من مصر، استخدمه اليهود بقيادة يشوع بن نون عند دخولهم أرض كنعان واحتلالهم مدينة أريحا.
وبحسب الروايات، فإنه بعد تطويقهم لأسوار المدينة 7 أيام “نفخ الكهنة في أبواق الكبش، فسقطت الأسوار ودخل جيش إسرائيل المدينة واستولى عليها”.
وفي أعقاب حرب الأيام الستة في حزيران/حزيران 1967، احتل الإسرائيليون القدس الشرقية وسيطروا على حائط البراق واحتفلوا عنده، وبعد أداء صلواتهم التلمودية نفخ الحاخام العام للجيش الإسرائيلي شلومو غورين في “الشوفار” معلنا “النصر”.
قال مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة، إن الجيش الإسرائيلي قصف “داخل أسوار مستشفى شهداء الأقصى للمرة الــ14 على التوالي”.
وأوضح المكتب في بيان له، إن طائرات إسرائيلية قصفت “خيمة للنازحين داخل أسوار مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة، وتحديداً قرب العيادة الخارجية بالمستشفى، ما أدى إلى وقوع إصابات في مكان القصف وإلحاق أضرار مادية وتهديد حياة عشرات المرضى داخل المستشفى لخطر الموت بشكل مباشر”.
ودان المكتب بـ”أشد العبارات” ما وصفه بـ”العدوان الهمجي والمستمر ضد المستشفيات، والذي يمثل خرقاً فاضحاً لكافة المواثيق الدولية والإنسانية”، محملاً إسرائيل والإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن “هذه الجرائم المُمنهجة، التي تندرج ضمن سياسة واضحة لتدمير البنية الصحية”.
ولم تعلّق إسرائيل على قصف المستشفى حتى الآن.
بينما أدانت حركة حماس في بيان لها قصف مبنى العيادات الخارجية في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح، معتبرة ذلك “جريمة حرب موصوفة، تهدف إلى تدمير ما تبقى من القطاع الطبي والمرافق المدنية في قطاع غزة”.
ودعة الحركة في البيان الذي نشرته على تلغرام، جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، والأمم المتحدة ومؤسساتها، إلى التحرّك لــ”وقف جرائم الإبادة”، والتدخّل لفرض الحماية للمدنيين والمستشفيات والمؤسسات العامة.
وفي مدينة غزة، أكدت مصادر طبية فلسطينية مقتل الصحافية إسلام عابد مراسلة قناة القدس برفقة زوجها وأبنائها، في قصف جوي إسرائيلي استهدف شقة سكنية بمدينة غزة مساء الأحد.
غزة تودّع صحفييها: حسام يوصي بعلاج زوجته مريضة السرطان، ومريم تترك كليتها لوالدها قبل رحيلها
يأتي ذلك في وقت أكدت فيه وكالة الأنباء الفلسطينية مقتل 90 فلسطينياً على الأقل في قطاع غزة منذ فجر الأحد، جراء العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة.
ونقلت الوكالة عن مصادر طبية، أن القتلى وصلوا إلى مستشفيات القطاع، إذ استقبل مستشفى الشفاء 20 جثة، وعيادة الشيخ رضوان 6 قتلى، ومستشفى الهلال- السرايا 7 قتلى، ومستشفى العودة 9 قتلى، ومستشفى الأقصى 21 قتيلاً، ومستشفى ناصر 27 قتيلاً على الأقل.
وأوضحت المصادر الطبية أن من بين القتلى، 38 شخصاً قتلوا أثناء محاولتهم الوصول إلى مساعدات إنسانية.
محاولة جديدة لكسر الحصار عن غزة
وانطلقت الأحد، سفن محملة بالمساعدات من برشلونة الإسبانية، متجهة إلى غزة، في محاولة جديدة لكسر الحصار البحري الإسرائيلي على القطاع وإيصال الغذاء والإمدادات الإنسانية الأخرى إليه.
نشطاء خليجيون يخططون للإبحار نحو غزة لكسر الحصار
وقالت عضوة اللجنة التوجيهية ياسمين عكار، إن المزيد من القوارب ستنضم إلى الأسطول من اليونان وإيطاليا وتونس.
ويقول المنظمون إنه تمّ جمع حوالي 250 طن من المساعدات في ميناء جنوة شمال غرب إيطاليا، تم تحميل بعضها على متن قوارب انطلقت من جنوة الأحد، بينما سيتم إرسال الباقي إلى ميناء كاتانيا في صقلية، حيث من المقرر أن تنطلق المزيد من السفن إلى غزة في 4 أيلول/أيلول.