نقل موقع أكسيوس عن مصدرين مطلعين، قولهما إن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، التقى الخميس مسؤولين قطريين في باريس، وناقش معهم جهود التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة.
وأفادت مصادر أخرى بأن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، أجرى أمس محادثات هاتفية مع مسؤولين قطريين ومع ويتكوف. وقال مصدر مطلع على تفاصيل المحادثات: “حتى الآن، لم يُحرز أي تقدم في المفاوضات، ويعود ذلك أساساً إلى الموقف الإسرائيلي”. من جانبه، قال مسؤول إسرائيلي كبير: “لا يوجد أي تحرك أميركي يُذكر. حماس لم تُخفف من موقفها بما يكفي في الوقت الحالي. لا أحد يملك أرنباً ليسحبه من القبعة في الوقت الحالي”.
وأمس الأربعاء، أكد قادة إسرائيليون، رفضهم إنهاء الحرب على غزة عبر صفقة شاملة مع حركة حماس، ما يقلص مجدداً من آمال إنهاء حرب الإبادة في غزة قريباً. وجاء ذلك عبر سلسلة بيانات لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ومسؤولين في حكومته، بمن فيهم وزراء الأمن، يسرائيل كاتس، والمالية، بتسلئيل سموتريتش، والأمن القومي، إيتمار بن غفير.
بدورها، قالت حركة حماس إنها لا تزال تنتظر الرد الإسرائيلي على المقترح الذي قدمه الوسطاء في 18 آب/آب الماضي لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، والذي وافقت عليه الحركة والفصائل الفلسطينية. وجددت حركة حماس في تصريح صحافي “تأكيد استعدادها للذهاب إلى صفقة شاملة يُطلَق بموجبها سراح جميع أسرى العدو لدى المقاومة، مقابل عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين لدى الاحتلال، ضمن اتفاق ينهي الحرب على قطاع غزة وانسحاب قوات الاحتلال كافة من كامل القطاع وفتح المعابر لإدخال احتياجات القطاع كافة وبدء عملية الإعمار”. كذلك جددت الحركة “تأكيد موافقتها على تشكيل إدارة وطنية مستقلة من التكنوقراط لإدارة شؤون قطاع غزه كافة وتحمل مسؤولياتها فوراً في كل المجالات”.
وعقب بيان الحركة، زعم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن “هذه مجرد مناورة أخرى لحماس، لا جديد فيها”، وأضاف: “يمكن للحرب أن تنتهي فوراً بالشروط التي حددها المجلس الوزاري المصغر (الكابينت)”. وتشمل هذه الشروط، وفق مكتب نتنياهو “الإفراج عن جميع المختطفين (المحتجزين) وتجريد حماس من سلاحها ونزع السلاح في قطاع غزة، والسيطرة الأمنية الإسرائيلية على القطاع، وتشكيل حكومة مدنية بديلة”. وأضاف مكتب نتنياهو: “هذه الشروط وحدها هي التي ستمنع حماس من إعادة التسلح وتكرار مجزرة السابع من تشرين الأول، مرة تلو الأخرى، كما وعدت”.
من جانبه، زعم وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في بيان، أن “حماس تواصل الخداع، وترديد كلمات فارغة، لكنها ستدرك قريبًا أنها مضطرة إلى الاختيار بين خيارين”، واستدرك كاتس: “قبول شروط إسرائيل لإنهاء الحرب، وأهمها الإفراج عن جميع المختطفين وتفكيك أسلحتها، أو أن تتحول (مدينة) غزة إلى نسخة من (مدينتي) رفح (جنوب) وبيت حانون (شمال)”. وختم بقوله: “الجيش الإسرائيلي مستعد بكامل قوته”.
وقبل نحو أسبوعين، أعلنت حركة حماس موافقتها على مقترح اتفاق قدمه الوسطاء لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً، ولكن إسرائيل تمتنع عن إعلان موقفها منه. ووجّه نتنياهو، في 20 آب/آب الماضي، بتسريع تنفيذ خطة احتلال مدينة غزة، وسط تحذيرات دولية من تداعيات كارثية.
قالت مصادر إسرائيلية ان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيجري، مساء الأحد، “تقييماً للوضع” في الضفة الغربية خلال لقائه الوزراء وكبار مساعديه لمناقشة إمكانية تطبيق السيادة الإسرائيلية على أجزاء من الضفة الغربية.
ونفى مسؤول إسرائيلي أن يكون الاجتماع مُخصصاً لموضوع الضم، ويقول إن هذا الأمر ليس مُدرجاً على جدول الأعمال الرسمي.
وفي ذات السياق، قالت مصادر لصحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قرر استبعاد مسألة فرض “السيادة” على الضفة الغربية من جدول اجتماع سيُعقد مساء الخميس، بعدما اعتبرت الإمارات أن هذه الخطوة تمثل “خطاً أحمر”.
وسيركز الاجتماع، وفق الصحيفة، على الوضع الأمني في الضفة الغربية قبيل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث تستعد عدة دول للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وأكدت الإمارات في بيان حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه إلى أن “ضمّ (أراض) في الضفة الغربية سيشكّل خطاً أحمر بالنسبة للإمارات”.
ودعت الإمارات التي طبّعت علاقاتها مع إسرائيل، إلى وقف خطط الضمّ في الضفة الغربية المحتلة، محذّرة من أنها ستقوّض بشكل خطير اتفاقيات التطبيع التي أقيمت في العام 2020 بين البلدين.
كما قالت مساعدة وزير الخارجية الإماراتي للشؤون السياسية لانا نسيبة إنه “منذ البداية، نظرنا إلى الاتفاقيات كوسيلة تمكّننا من الاستمرار في دعم الشعب الفلسطيني وتطلعه المشروع إلى إقامة دولة مستقلة”.
وأضافت أن “المقترحات الخاصة بضم أجزاء من الضفة الغربية، والتي يُقال إنها قيد النقاش داخل الحكومة الإسرائيلية، تأتي في إطار مسعى يهدف، بكلمات أحد الوزراء الإسرائيليين، إلى ‘دفن فكرة الدولة الفلسطينية'”.
وكانت بريطانيا وفرنسا من بين 21 دولة وقّعت بياناً مشتركاً اعتبرت فيه أن موافقة إسرائيل على المشروع “أمر غير مقبول وانتهاك للقانون الدولي”.
الاستيطان الإسرائيلي: هل تسعى إسرائيل إلى منع إمكانية إقامة دولة فلسطينية؟
بي بي سي توثق هجوم مستوطنين إسرائيليين على مزرعة فلسطينية في الضفة الغربية
دعا وزراء اليمين المتطرف في الأشهر الأخيرة علناً إلى ضم إسرائيل لمناطق في الضفة الغربية
“الوضع في الضفة الغربية قد ينفجر في أي لحظة”
وحذرت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من أن “الوضع في الضفة الغربية قد ينفجر في أي لحظة”، مشيرة إلى الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها المنطقة، إضافة إلى حالة الغموض السياسي.
وكشف وزير المالية الاسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الذي سيحضر الاجتماع، أمس عن مقترح لإسرائيل لضم 82 في المئة من أراضي الضفة الغربية.
وفي وقت سابق من هذا العام، وافق الكنيست على اقتراح غير ملزم بضم الضفة الغربية بأغلبية 71 صوتاً مقابل 13.
وفي تطور آخر، هدّد وزير الدفاع الاسرائيلي، يسرائيل كاتس، بشن حرب على الضفة الغربية، بالقول: “إذا انقلبت الأجهزة الأمنية للسلطة ووجّهت أسلحتها ضد الجيش الاسرائيلي ، فان الأخير سيخوض حرباً تنتهي بالحسم، وان اسرائيل لن تسمح بانتفاضة جديدة”.
وقالت “القناة 14” الإسرائيلية: “أصدر كاتس تعليماته للجيش الإسرائيلي، في اجتماع مغلق عُقد الأربعاء مع قادة الجيش، بإعداد خطة حاسمة في الضفة الغربية، في حال حدوث سيناريو متطرف في المنطقة”، على حد تعبيرها.
ونقلت عن كاتس خلال الاجتماع “ان هدف الحكومة هو الحفاظ على الاستقرار، ولكن إذا انقلبت الأجهزة الأمنية للسلطة ووجّهت أسلحتها ضدنا، فسنخوض حربا تنتهي بالحسم، ولن نسمح بانتفاضة جديدة”.
ويعيش نحو 500 ألف إسرائيلي في مستوطنات بالضفة الغربية وسط ثلاثة ملايين فلسطيني.
وتدين الأمم المتحدة بانتظام النشاط الاستيطاني الإسرائيلي باعتباره غير قانوني بموجب القانون الدولي، وأحد أهم العقبات إلى جانب العنف المستمر بين الجانبين، أمام التوصل إلى حل سلمي دائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين من خلال قيام دولة فلسطينية تبسط سلطتها على الضفة الغربية وقطاع غزة.
دعت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة، اليوم الخميس، إلى مظاهرات واسعة للضغط من أجل التوصل إلى اتفاق تبادل، متهمة الحكومة الإسرائيلية بعرقلة جهود إنهاء الحرب، في مقابل حرص حماس على إنجازها.
وقالت الهيئة -في بيان- إن “الوقت يوشك على النفاد”، معتبرة أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة لمصير الأسرى الإسرائيليين والمجتمع الإسرائيلي ككل.
ودعت الهيئة المواطنين إلى النزول إلى الشوارع للمطالبة بإعادة جميع الأسرى وإنهاء الحرب، كما ناشدت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والوسطاء، بمن فيهم الإدارة الأميركية، الدعوة الفورية لاستئناف المفاوضات.
وأضافت أن “البشارة المنتظرة للمجتمع الإسرائيلي تكمن في قبول مقترح ويتكوف ليكون جزءا من اتفاق شامل لإعادة الأسرى الـ48″.
حماس أحرص من إسرائيل
وفي سياق متصل، خرج عشرات من طلاب الثانوية في مدينة “رمات هشارون” وسط إسرائيل، في مسيرة احتجاجية رفعوا خلالها شعارات تطالب بإبرام صفقة تبادل فورية.
وقال ليران برمان، وهو شقيق أسيرين في غزة، إن “حماس تبدو أكثر حرصا على إبرام الصفقة وإنهاء الحرب من حكومة إسرائيل”.
وأضاف برمان أن جهود حماس لإعادة الأسرى الإسرائيليين تواجه عراقيل داخلية من الجانب الإسرائيلي.
في حين أعرب الأسير السابق عومر فنكرت عن “إحباطه من توسع القتال وخيبة أمله من جميع الأطراف”، وأشار إلى أنه كان يأمل في عودة الأسرى الإسرائيليين في هذه المرحلة.
“نتنياهو المعرقل”
من جانبه، اتهم رئيس أركان الجيش السابق غادي آيزنكوت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، بعرقلة الصفقة رغم إعلان رئيس الأركان إيال زامير استيفاء شروط إعادة الأسرى، نافيا أن يكون وزراء اليمين المتشدد مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش هم من يعرقلون الاتفاق.
إعلان
وأوضح آيزنكوت -في تصريحات لإذاعة الجيش- أن نتنياهو وصف المتظاهرين وعائلات الأسرى بـ”الكتائب الفاشية”، لذلك يجب تذكيره بالمظاهرات التي شارك فيها قبل 30 عاما.
في المقابل، قال وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو، الذي دعا لقصف غزة بقنبلة نووية، إن “الحل الوحيد لإعادة المختطفين وضمان عدم تكرار الأمر مستقبلا هو هزيمة حماس”، مضيفا أن على رئيس الأركان التنحي إذا كان عاجزا عن تحقيق ذلك، وليترك الأمور من يده ويدع غيره يفعلها، حسب ما نقلت عنه القناة الـ12 الإسرائيلية.
وتصاعدت الخلافات داخل إسرائيل في الآونة الأخيرة بعد أن أعلنت حركة حماس موافقتها هي والفصائل الفلسطينية على المقترح الذي قدمه الوسيطان (قطر ومصر)، لكن إسرائيل قابلت هذه الخطوة بالتجاهل، ثم بإعلانها رفض “الصفقات الجزئية”، على حد وصفها.
وأعقبت إسرائيل تلك الخطوة بالإعلان عن موافقتها على خطة عسكرية لاحتلال مدينة غزة تشمل استدعاء 60 ألف جندي احتياط، في وقت تتزايد فيه المخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية التي يعانيها أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع المحاصر.
تتناول جولة الصحافة لهذا اليوم، مقالات تتحدث عن انتقاد لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تحويل قطاع غزة إلى “ريفييرا”، وآخر يتحدث عن سلاح مستخدم في حرب أوكرانيا وُصف بـ”الصادم”، إضافةً إلى مقال يشير إلى أن حظر الهواتف في المدارس “طريقة خاطئة”.
في صحيفة الغارديان، استهل الكاتب، سيمون جنكينز، مقاله بوصف خطة ترامب بشأن غزة بـ “المشينة”، متسائلاً عن إمكانية إخباره بذلك من قبل رئيس الوزراء البريطاني السابق، توني بلير، الذي شارك في النقاش بشأن الخطة في البيت الأبيض.
وقال إن “حضور بلير قد يكون أمراً ساراً إذا استخدم نفوذه لوقف هذا العمل المشين، لكنها ستكون أخبار مروعة إذا كان جزءاً منه” على حد تعبير الكاتب.
وتحدث الكاتب عن أن تفاصيل الخطة التي كشف عنها ترامب للمرة الأولى في شباط/ شباط الماضي تظهر الآن، معتبراً أنها “ترحيل – سجن فعلي – لمليوني فلسطيني” في القطاع.
وأشار إلى إعادة بناء غزة لتصبح “مكاناً للاستثمار في الذكاء الاصطناعي والسياحة، وستكون بمثابة دبي أخرى، تُدرّ ما يصل إلى 400 مليار دولار للمطورين”، فيما “سيكون مقاولو الخطة من القطاع الخاص مؤسسة غزة الإنسانية التي تزود القطاع المتضرر من المجاعة بالطعام”.
وفيما ستتولى واشنطن إدارة قطاع غزة لعشر سنوات على الأقل استناداً إلى الخطة، قال الكاتب “ربما يرى الأمريكيون يوماً ما كياناً فلسطينياً مُصلحاً ومجرّداً من التطرف، مستعداً ليحل محلّه”.
ورأى “من غير المتصور أن تعتبر الخطة مقبولة في أي مكان، باستثناء إسرائيل”.
ولفت إلى أنه “يقع على عاتق جميع أطراف أي حرب التزام أخلاقي بالتخطيط لتبعاتها”، لكن الكاتب اتهم الولايات المتحدة بالمشاركة في تدمير 90 بالمئة البنية التحتية في غزة وقتل 63 ألفاً من سكانها باعتبار واشنطن “الراعي الرئيسي” لرد إسرائيل على فظائع حماس على حد قوله.
“إذا كانت الأخلاقيات غائبة عن جدول أعمال اجتماع بلير في البيت الأبيض، فإن السؤال هل كانت الواقعية حاضرة؟”، وفق ما تساءل الكاتب. وتحدث عن طرح عدة مقترحات بشأن مستقبل قطاع غزة بينها خطة مصرية مدعومة عربياً لإعادة إعماره بـ 53 مليار دولار.
وقال إنه “لا يمكن لأي خطة قابلة للتنفيذ أن تتضمن تطهيراً جماعياً لأي أرض من سكانها التاريخيين وسرقتها للاستعمار من قبل قوة أجنبية. وغزة لا يمكن أن تكون دبي أخرى”.
ورأى أن واشنطن “ستكون مسؤولة عن موقع بناء محاصر على مدى عشر سنوات، حتى تشعر بالملل وتتركه لمصيره، كما فعلت في سايغون وبغداد وكابول”. وأضاف “قد تكون الولايات المتحدة الدولة الأكثر نجاحاً في العالم، لكن محاولاتها للإمبريالية فاشلة”.
وقال الكاتب إن “غزة تواجه مهمة هائلة لإعادة الإعمار، للولايات المتحدة مسؤولية أخلاقية في المساعدة”، لكنه قال إن ترامب “ابتكر تدخلاً استعمارياً من غير المرجح أن تدعمه أي دولة عربية أو غربية أخرى”، مشيراً إلى سعيه إلى “تبرير واستغلال الغزو المروع لنتنياهو”.
إسرائيل ترفض طرح حماس الأخير حول “الصفقة الشاملة”، ومليون فلسطيني يُتوقع “نزوحهم” من مدينة غزة
الأطفال “سلاح صادم” في حرب أوكرانيا
احتراق شاحنة داخل مستودع في أوديسا بعد غارة روسية بطائرة مسيرة
وفي صحيفة نيويورك تايمز، كتبت ليليا ياباروفا، مقالاً عنونته بـ”الحرب في أوكرانيا تمتلك سلاحاً جديداً صادماً”.
تحدثت الكاتبة عمّا سمته “تجنيد أطفال” بعد الغزو الروسي لأوكرانيا لتنفيذ مهمات سرية في كلا البلدين.
وقالت إن أجهزة الأمن الروسية والأوكرانية “اكتشفت مورداً رخيصاً يسهل الوصول إليه – شباب يمكن تجنيدهم لشن هجمات سرية لمرة واحدة، غالباً دون أن يعرفوا حتى من يعملون لصالحه”.
واعتبرت ذلك “تطوراً صادماً في هذه الحرب الوحشية: تحويل الأطفال إلى أدوات حرب”، فيما يسعى كل طرف إلى “البحث عن طرق جديدة لتنفيذ هجمات داخل أراضي العدو”.
وقالت الكاتبة، التي تعمل صحيفة استقصائية في صحيفة ميدوزا الروسية المستقلة، إن مجهولين يتواصلون مع الأطفال عبر تلغرام أو واتساب أو عبر دردشة ألعاب فيديو ويعرضون عليهم كسب مبلغ مالي بسرعة، ثم يرسلون تعليمات.
وأشارت إلى قراءتها سجلات رسائل بين الأطفال المجندين ومشرفيهم، بينها مشرف يقدم لمجند تركيبة لصنع متفجرات، على حد تعبيرها.
وتحدثت الكاتبة عن تعرض الأطفال لابتزاز للعمل كـ “مخربين”.
واعتقلت أجهزة الأمن الأوكرانية “نحو 175 قاصراً متورطاً في أعمال تجسس وحرق ومخططات تفجير نظّمها عملاء المخابرات الروسية” وذلك منذ ربيع 2024، وفق الكاتبة التي قالت إن أصغرهم يبلغ 12 عاماً.
وفي روسيا التي لا تكشف عن هذه المعلومات، نقلت الكاتبة عن نشطاء في مجال حقوق الإنسان قولهم إن هناك 100 حالة مماثلة.
وقالت الكاتبة إن “عملاء روس حاولوا القضاء على أشخاص وظفوهم عن طريق تفجير متفجرات عن بُعد بينما كان المجندون ينفذون أعمال التخريب”.
بوتين يؤكد أنه سيحقق جميع أهدافه العسكرية في أوكرانيا ويحدد شروطه للسلام
هل حظر الهواتف في المدارس طريقة صحيحة؟
وبعيداً عن حربي غزة وأوكرانيا، كتبت لورين كاندي مقالاً في صحيفة الإندبندنت بعنوان “حظر الهواتف في المدارس طريقة خاطئة للحفاظ على سلامة الأطفال”.
وقالت الكاتبة إن “التخلص من الهواتف الذكية في المدارس يبدو الحل الواضح لمشكلات الأطفال مع الإنترنت مع رفض قاطع لوجودها في الدروس أو ساحات اللعب، مع توفير حافظات للطلاب لإقفال الهواتف فيها كجزء من حظر حكومي إلزامي من بداية الدرس حتى نهايته”.
لكنها رأت حظر استخدام الهاتف في المدارس “ليس الحل لطفولة رقمية أكثر سعادة وصحة”.
وأضافت “إذا كان الحظر يهدف إلى منع الأطفال من مشاهدة المحتوى الضار على الإنترنت، فإن خبراء في الصحة النفسية في المملكة المتحدة والولايات المتحدة يقولون إنه من المرجح ألا يتحقق ذلك”.
ورأت أن المحتوى السيء على الإنترنت “سيظل الأطفال يشاهدونه أو يُعرض عليهم”، واقترحت مساعدة الأطفال على “تعلم كيفية التعامل مع هذا المحتوى كجزء أساسي من التربية قبل استخدام الهاتف”.
وتساءلت الكتابة “هل سيوقف الحظر التنمر الإلكتروني؟”، قائلة إن خبراء أبلغوها أن “الحظر قد يُقلل من تكراره، لكنه لن يمنعه”، مضيفة “ربما يجب أن نركز على كيفية التعامل معه في وقت مبكر”.
وقالت إن الحظر “لن يؤدي إلى تحسين علامات الطلبة ولا صحتهم النفسية”، مستندة في ذلك إلى دراسات.
وتؤيد الكاتبة عدم امتلاك الأطفال هواتف للاستخدام الشخصي في المؤسسات التعليمية لكنها “قلقة” من أن الحظر قد يؤدي إلى تخلّي الآباء عن مسؤولية الرحلة الرقمية لأطفالهم لصالح المعلمين وانسحابهم.
وقالت إنه “يمكن تعليم أطفالنا كيفية استخدام هواتفهم جيداً في المدرسة”، مشيرة إلى الآباء ومقدمو الرعاية “الأقدر على دعم الأطفال والمراهقين بأمان من خلال الاستخدام الصحي للهواتف الذكية، عبر تعلم وضع حدود جيدة تتطور مع نموهم”.
ورأت أن “حظر أي شيء يخلق ثقافة السرية والعار، ما قد يعني أن طفلك لن يخبرك إذا شاهد أو تعرض لشيء فظيع على هاتفه، وبالتالي يضطر لمعالجة ذلك بمفرده”.
يسألني كثير من الناس عن مآلات الأمور في الوطن العربي، وإلى أين نحن ذاهبون؟ وماذا تفعل دولة كالأردن حيال أطماع إسرائيل في فلسطين وسورية والأردن نفسه؟ وإلى أي حد سوف ينجح الإسرائيليون وغُلاتهم في تحقيق أحلام بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الذي يبدو تحت زهوة القوة العسكرية طامعاً في تحقيق حلم “إسرائيل الكبرى”. ويتساءل كثيرون من العرب عن حال الأوضاع في الدول العربية حيث يبدو الماء راكداً على السطح. ولكنه ربما يكون أقرب إلى ما قاله الشاعر سُدَيف بن ميمون: لا يغرنك ما ترى من رجال.. إن تحت الضلوع داء دوياً. وقد أدى هذا البيت إلى مقتل سليمان بن هشام بن عبد الملك من قبل أول الخلفاء العباسيين أبي العباس عبد الله بن العباس بن عبد المطلب.
وبالمقابل، هناك من ينادي في الوطن العربي بأن يهبوا للمقاومة قائلاً لوُلِاة الأمر في الوطن العربي ما قاله الشاعر عمران بن حطان الشيباني الوائلي، أحد أهم شعراء الخوارج، في بيته الشهير: أسد عليَّ وفي الحروب نعامةٌ.. ربداء تجفل من صفير الصافر.
أو أن يستَفِز الناسَ والحكامَ للقتال متمثلاً بقول شاعر الخوارج قطري بن الفجاءة الذي قال: فصبراً في مجال الموت صبراً.. فما نيل الخلود بمستطاع، ولا ثوب البقاء بثوب عز.. فيطوى عن أخي الخنع اليراع. ومن الناس من يدعو إلى الذكاء والحكمة والصبر، فقدرة العدو أن يفعل بنا ما يشاء لم تأت بين يوم وليلة، فهي أخضعتنا منذ مرض الإمبراطورية العثمانية حتى الآن (أي في آخر قرن على الأقل) لكثير من المؤامرات والانقلابات والاستعمار والاستيلاء على الثروات وتقسيم الوطن العربي إلى دويلات، وخلق إسرائيل وتغيير الأنظمة بالانقلاب لامتصاص حماس الشعوب، وبحرب عام 1967 وبالفتن الداخلية واختلاف النظم السياسية والحروب والربيع العربي وغيرها… حتى أوصلتنا إلى حالة الوهن والتراجع الذي نعيش فيه وتمثله قصيدة أحمد شوقي التي ألقاها يوم تذكر المناضل المصري مصطفى كامل بعد 17 عاماً من وفاته. ويقول شوقي: إلام الخُلْف بينكم إلاما.. وهذي الضجة الكبرى علاما؟ وفيم يكيد بعضكم لبعض.. وتبدون العداوة والخصاما.
فهل دودُنا في عودنا؟ وهل نسهل على أعدائنا مهمتهم في تجزئتنا وتهديد وجودنا وثقافتنا وحضارتنا ومستقبلنا؟ وعلى الجانب الآخر، نرى الناس بين من يقول لك إن إسرائيل قد هيأت نفسها ليوم عظيم تحاربنا فيه وتحقق احتلالها لنا وطردها أناسنا من أوطانهم حتى تصبح الأوطان ملكاً لها. ويقول إن استعمال الحكمة والذكاء والرؤية غير كاف في زمن يحتلون فيه كل يوم أراضي جديدة لنا. فهاهم قد احتلوا أجزاء من ريف دمشق ومن جنوب سورية على امتداد الحدود مع الأردن، ويقايضون على اعتراف النظام السوري الجديد باحتلالهم هضبة الجولان. وهم مستقرون في جنوب لبنان ويتوسعون في التنكيل بأهل غزة ودفعهم من شمال القطاع إلى جنوبه، وماضون في مصادرة آلاف الدونمات في الضفة الغربية. فما الذي ننتظره بعد ذلك؟ إنهم يحققون مكاسب على الأرض ويستثمرون الفرصة السانحة لهم. فهل نمنحهم هذه الفرصة ونحن ندرك نياتهم وعمق الشرور التي يظهرونها ويضمرونها لنا؟
ولكن فلنتوقف للحظة، لماذا تقوم دولة عملاقة كالولايات المتحدة ورئيسها ووزير خارجيتها بالإصرار على عدم منح الوفد الفلسطيني والرئيس محمود عباس تأشيرات دخول إلى الولايات المتحدة من أجل حضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة؟ وما هو الهدف من وراء ذلك؟ واضح أن الهدف في أساسه هو بإيعاز من إسرائيل. ولا أستبعد دوراً لجاريد كوشنر ورئيس وزراء المملكة المتحدة الأسبق توني بلير في هذا المنع لتصغير قدرة الجانب الفلسطيني على المناورة لزيادة عدد الدول التي ستعترف بدولة فلسطين هذا الشهر. وإذا كان العرب الحاضرون عندهم الاستعداد، فإنهم قادرون على أداء هذا الدور دعماً لفلسطين وتأمين عدد محترم من الأصوات الأوروبية واللاتينية والأفريقية المعترفة بفلسطين دولةً مستقلةً على كامل الأرض المحتلة عام 1967.
كذلك، فإن قيام أي دولة باتخاذ إجراءات قد توصف بأنها ذات طبيعة عسكرية أو قتالية أو دفاعية، فالأميركان والإسرائيليون يرصدونها ويسجلونها. وعلى سبيل المثال، فقد تلقيت طلبات من عدة جهات لمقابلات حول مشروع “خدمة العلم” الذي طرحه الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، قبل أكثر من أسبوعين. وكذلك، فإنهم يتساءلون عن سبب زيارة وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي إلى روسيا، وإلغاء التأشيرات بين البلدين والدخول في استثمارات كبيرة مشتركة خاصة في مجال السياحة وغيرها. وهذا طبعاً لن يحول دون إصرار الأردن على السير في الأمرين بغض النظر عن مواقف الريبة التي تبديها إسرائيل والولايات المتحدة.
ومن قال إن إسرائيل قادرة على أن تضع جنوداً على أراض عربية تحتلها في لبنان وسورية بالإضافة إلى الضفة الغربية وقطاع غزة. وقد قام كثير من المعلقين الإسرائيليين الصهاينة بالكتابة عن أضغاث الأحلام التي تراود نتنياهو بإسرائيل الكبرى قائلين إن هذا يتعارض ويتنافى مع الأيديولوجية الصهيونية. وقال أحدهم إن حلم الصهيونية كان خلق دولة لليهود تكون غالبية أهلها من اليهود لتكون لهم ملاذاً ومأوى من الشرور التي عانوا منها في أوروبا، وبخاصة إبان الحرب العالمية الثانية. وفي مقابلة مع “سي أن أن” على برنامج كريستيان أمان بور، قال نمرود نوفاك: “إن إسرائيل ستشهد تغيرات تسونامية خاصة إذا اعترفت دول كثيرة بدولة فلسطين، وعلى إسرائيل أن تقبل حل الدولتين، وتعيد أراضي للفلسطينيين لكي يبنوا دولتهم، وعلى تقليل عدد السكان من غير اليهود في إسرائيل لتبقى غالبية المواطنين فيها منهم”.
لا نستطيع، نحن العرب المحللين، أن نركز على ما يقوله بنيامين نتنياهو الذي أرى أنه لا يمكن أن يبقى متزعماً في الصدارة داخل إسرائيل وننسى ما يقوله علماؤهم ومؤرخوهم، وما نشهده من تغيرات في المزاج العالمي ضد إسرائيل، وسقوط الأوثان التي كرسوا مئات الملايين من الدولارات لتثبتها في عقول الناس مثل: “إن انتقاد إسرائيل هو انتقاد لليهود، وإن كل ما يقال عن سلوك بعض اليهود في العالم من نقد سلبي هو نوع من اللاسامية”. هذه الأوثان البالية ليست إلا ما قاله فرانسيس بيكون في رسالته الشهيرة بعنوان Idols of the Minds أو أوثان العقل، وهي كلمات يكتفى بقولها لكي تدمغ إنساناً بنعوت سلبية أو تجعل منه أيقونة تستحق الاحترام وهو لا يساوي شروى نقير.
وادعاء نتنياهو أن إسرائيل هي الضحية وأنها تدافع عن نفسها ما عاد مصدقاً من أحد إلا مَنْ عميت بصيرته عن رؤية الحقائق وإدراكها. والصور التي تبث عن غزة، التي تكرر تدميرها، تذكر بالأحياء اليهودية التي دمرها النازيون. ويستطيع سموتريتش وبن غفير والمتشددون من وزراء إسرائيل ومن أحبائهم الذين يحرفون الكلام عن موضعه أن يتباهوا، وأن يعيثوا في باحات الأقصى وميادين القدس فساداً كما يشاؤون، ولكن قصر الزمان أو امتد قليلاً، فقد بدأت الحلقات تضيق حول رقابهم، ولا بد لهم إن كان لديهم ذكاء أن يستدركوا أمرهم قبل فوات الأوان.
وعلى العرب ألا يقوموا بأعمال تعطي المتطرفين من يهود إسرائيل والعالم الطاقة ليحدثوا فساداً أكبر، بل لا بد أن يتعاونوا مع العقلاء والمعتدلين من اليهود الذين يريدون أن يعيشوا في أمن وأمان مع جيرانهم. هؤلاء يجب أن يجدوا من يؤازرهم في الوطن العربي لا حُباً بهم بالضرورة، ولكن لأن فكرهم كما عكسه نمرود نوفاك، مستشار شمعون بيريز، يتفق مع هدفي حل الدولتين، والعيش بسلام وإنهاء حالة الحروب وإعطاء المنطقة الفرصة لكي تحل أزماتها ومشاكلها الحالية التي تتبلور يوماً بعد يوم، مثل نقص المياه والأمن الغذائي وبطالة الشباب وتحسين الانتاج وإبقاء كلف الإنتاج في متناول يد الجميع.
لا يمكن للوضع الراهن غير المستقر أن يبقى على حاله، وليس المطلوب من العرب الحرب، ولكن رفع مستوى أدائهم في الدفاع عن أوطانهم كي لا تحتل، وعليهم أن يتبنوا مواقف من أصدقائنا في العالم، وعليهم أن يصروا على بناء أوطانهم وتحسين مستوى التعليم ورفع الوعي بأهمية التربية الوطنية حتى لا نعتدي على كل ما هو مال عام، وأن نحافظ على أوطاننا نظيفة، وأن نستثمر مواردها على أفضل شكل ممكن. هذه هي القوة الخفية المطلوبة للمقاومة.