خطة اليوم التالي في غزة.. ماذا جهّز البيت الأبيض بمشاركة كوشنر وبلير؟

خطة اليوم التالي في غزة.. ماذا جهّز البيت الأبيض بمشاركة كوشنر وبلير؟

في أروقة البيت الأبيض، التأم اجتماع غير اعتيادي وفق التسريبات، جمع الرئيس الأميركي دونالد ترمب ومبعوثه الشخصي ستيف ويتكوف ومستشاره السابق وصهره جاريد كوشنر برفقة توني بلير رئيس وزراء بريطانيا الأسبق.

وكان محور اللقاء بحث خطة اليوم التالي في غزة كما رشح من وسائل الإعلام الأميركية، التي لمَّحت بإشارة لافتة إلى إعادة تدوير أدوار قديمة، خلال وجود وفد إسرائيلي في واشنطن.

صياغة واقع جديد لغزة

وحملت تصريحات ويتكوف نبرة حاسمة حين تحدث عن قرب نهاية الحرب قبل انقضاء العام، مؤكدًا رفض واشنطن لأي صفقة جزئية للمحتجزين وهذا موقف تتقاطع فيه واشنطن وتل أبيب، بحسب تعبيره.

وأوحت التسريبات الإعلامية بأن واشنطن تدفع باتجاه صياغة واقع جديد للقطاع. واقعٌ يقوم على استبعاد حماس تمامًا من الحكم ويمنح إسرائيل اليد العليا في غزة، تحت غطاء إنساني واقتصادي جذاب.

وأمام هذه التصريحات والتسريبات الأميركية، تواصل القاهرة والدوحة حراكًا دبلوماسيًا مكثفًا لوقف نزيف الدم في غزة، حيث يؤكد وزيرا خارجية البلدين خلال لقاء في العلمين أن الأولوية تبقى لوقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية العاجلة.

غير أن جهودهما تصطدم بتعنت إسرائيلي واضح وتجاهل دولي متزايد، ما يفاقم خطر المجاعة ويؤجج المأساة، وفق تصريحات الوزيرين. وحملت هذه الكلمات أيضًا مناشدة للعالم للضغط على إسرائيل لوقف الحرب، وإصرارًا على رفض مشروع التهجير تحت أي سبب أو ذريعة.

“خطة لليوم التالي” للحرب في غزة

وفي هذا الإطار، تقول سيسيل شي، المستشارة السابقة في وزارة الخارجية الأميركية وكبيرة الباحثين في مجلس شيكاغو للشؤون العالمية، إن “الحديث يدور عن اليوم التالي في غزة، لا عن نهاية الحرب، وهذا ما يثير القلق”، مضيفة أن “تسريبات للإعلام أشارت إلى أن ترمب متقزز من الوضع بأسره، من قتل الأطفال والمجاعة”، حسب قولها.

ورأت شي، في حديثها إلى التلفزيون العربي من شيكاغو، أن “استدعاء جاريد كوشنر وتوني بلير يوحي بأنهما عملا لفترة على بلورة خطة لليوم التالي في غزة”.

وتوضح أن انخراط جاريد كوشنر في الملف يعني أن دولًا خليجية تستشرف لعب دور فيه، إضافة إلى بعض الليبراليين في إسرائيل”، مشيرة في المقابل إلى أن “وجود توني بلير يُعد خبرًا سارًا، كونه يمتلك خبرة طويلة في فلسطين واطلاعًا على تفاصيل التاريخ وما نصّت عليه الاتفاقية بين مصر وإسرائيل”، حسب قولها.

وتقول: إنّ “توني بلير لا يؤمن بطرد الفلسطينيين، في حين ينظر كوشنر إلى إعادة إعمار غزة عبر علاقاته مع دول الخليج”، مؤكدة أن “أي حديث عن اتفاق سلام في واشنطن يجب أن يسبقه وقف لإطلاق النار”.

“وجود بلير وكوشنر لا يبعث على الأمل”

من جانبه، يعتبر بشير عبد الفتاح، الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن “وجود بلير وكوشنر لا يبعث على الأمل، ولا سيما أن بلير اخترع وتبنى ذرائع جورج بوش الابن لغزو العراق عام 2003، وهي ذرائع كاذبة ثبت زيفها لاحقًا بعد تدمير الجيش وتسليم البلد لإيران على طبق من ذهب، وحتى الآن لم يتعافَ العراق مما حدث”.

ويضيف عبد الفتاح، في حديثه إلى التلفزيون العربي من القاهرة، أن “بلير يدير معهدًا يتبنى المقاربة ذاتها التي طرحها كوشنر وترمب، والمتمثلة في تحويل غزة إلى لافييرا الشرق الأوسط”.

ويوضح أن “سيناريو التهجير مطروح في غزة، على عكس المقاربة المصرية التي تدعو إلى إعادة إعمار القطاع مع بقاء الفلسطينيين فيه، وبكلفة أقل بكثير مما اقترحته خطة بلير وكوشنر”.

ونوّه عبد الفتاح إلى أن “مصر وقطر تسعيان إلى مبادرة تقوم على وقف العدوان، ودخول المساعدات إلى غزة، وبحث عملية إعادة الإعمار، وإحياء المفاوضات الخاصة بحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية لإنهاء الصراع، وسحب جيش الاحتلال من القطاع، والانطلاق من المرجعيات الدولية لحل الصراع”.

ومضى يقول: إن “المبادرة التي يقدمها بلير وكوشنر تقوم على إعادة احتلال قطاع غزة من قبل إسرائيل، وتهجير الفلسطينيين قسرًا من القطاع أو إبادتهم، ثم ضمّ القطاع ليكون جزءًا من أرض إسرائيل الكبرى التي تحدث عنها نتنياهو”.

ورأى عبد الفتاح أن “هناك رغبة إسرائيلية في الانتقال من تسوية القضية الفلسطينية إلى تصفيتها، عبر احتلال مزيد من أراضي الضفة الغربية لمنع إقامة الدولة الفلسطينية”.

وختم بالقول: “أي حديث عن إعادة إعمار في غزة يجب أن يشار فيه إلى أن إسرائيل هي من دمرتها، وعليها أن تتحمل كلفة إعادة الإعمار”.

“خطة جهنمية”

بدوره، يؤكد مصطفى البرغوثي، الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، أن الحديث عن اليوم التالي في غزة يجب أن يسبقه وقف العدوان ورفع المجاعة ووقف عملية الإبادة الجارية في القطاع.

ويضيف البرغوثي، في حديث إلى التلفزيون العربي من رام الله، أن الولايات المتحدة ترفض التوصل إلى اتفاق جزئي في غزة، “وهو ما يضعنا أمام خطة جهنمية، لا سيما أن توني بلير يُنظر إليه كرمز للموت والدمار في الشرق الأوسط”.

ويضيف: “هناك محاولات لتهجير كامل قطاع غزة وتحويله إلى مشروع ربحي، من خلال السيطرة على بئر الغاز في غزة الذي يُقدّر بـ60 مليار دولار، وكذلك إقامة قناة بن غوريون المائية”.

ويلفت إلى أن “الولايات المتحدة تفعل ما تريده إسرائيل، ولذلك فقد خدعت واشنطن مصر وقطر عندما تحدثت عن الوساطة”، حسب رأيه.

ذكّرته بإبادة غزة.. تركيا ترفض تصريحات نتنياهو بشأن أحداث 1915

ذكّرته بإبادة غزة.. تركيا ترفض تصريحات نتنياهو بشأن أحداث 1915

شجبت وزارة الخارجية التركية، اليوم الأربعاء تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن أحداث عام 1915 واعترافه بما يسمى بـ”الإبادة الأرمنية”.

وقالت الوزارة في بيان، إن تصريحات نتنياهو “ما هي إلا محاولة استغلال أحداث الماضي المؤلمة لأغراض سياسية”.

وأضافت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي مطلوب لدوره في “الإبادة الجماعية” المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني في غزة، وأنه وحكومته يسعيان للتغطية على الجرائم التي ارتكباه، في إشارة إلى مذكرتي الاعتقال اللتين أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 تشرين الثاني/ تشرين الثاني 2024 بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير أمنه السابق يوآف غالانت، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.

نتنياهو يعترف بـ”إبادة الأرمن”

وكان نتنياهو قد شارك الثلاثاء في بودكاست أميركي تم بثه على منصة “يوتيوب” وردّ فيه على سؤال عن سبب عدم اعتراف إسرائيل بـ”الإبادة الأرمنية”، فقال: “في الواقع، أعتقد أننا اعترفنا، أعتقد أن الكنيست أقرّ قانونًا في هذا الشأن”.

فردّ المقدّم باتريك بيت-ديفيد سائلًا إن كان هذا الاعتراف يأتي من رئيس وزراء إسرائيل، فقال نتنياهو: “نعم، لقد فعلت ذلك للتو”.

وكان البرلمان الإسرائيلي ألغى تصويتًا على قرار للاعتراف بـ”الإبادة الأرمنية” عام 2018 بعد معارضة من حكومة نتنياهو. وفي عام 2016، أقرّت لجنة برلمانية بأن “المجازر في حقّ الأرمن في 1915 هي إبادة”.

“تصريحات تتنافى مع الحقائق التاريخية والقانونية”

وجاء في بيان الخارجية التركية: “نستنكر ونرفض تصريحات نتنياهو التي تتنافى مع الحقائق التاريخية والقانونية”.

من جانبه، وصف رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية برهان الدين دوران، تصريحات نتنياهو بشأن أحداث عام 1915، بأنها “نفاق صارخ” يستغل التاريخ والقانون.

ووفقًا لما نقلته وكالة “الأناضول”، قال دوران: “في الوقت الذي يتعرض فيه آلاف الأبرياء في غزة لإبادة جماعية ممنهجة ويموت فيه الأطفال وكبار السن والنساء جراء القنابل الإسرائيلية والجوع، فإن تصريحات نتنياهو بشأن أحداث عام 1915، تعد نفاقًا صارخًا يستغل التاريخ والقانون”.

وأضاف أن ما يحدث في غزة يحمل جميع عناصر الإبادة الجماعية من منظور القانون الدولي.

وذكر أن جرائم قتل عشرات الآلاف من المدنيين والتدمير الممنهج لسبل العيش الأساسية والتهجير القسري الجماعي “ترتكب علنًا أمام العالم”، مضيفًا: “لا قيمة إطلاقًا لصدور حكم يتعلق بالتاريخ من شخص ارتكب مثل هذه الجرائم”.

وتطالب أرمينيا ولوبياتها في أنحاء العالم، تركيا بالاعتراف بما جرى خلال عملية التهجير التي شهدتها أراضي الدولة العثمانية عام 1915 على أنه “إبادة عرقية”، وبالتالي دفع تعويضات.

ووفق اتفاقية 1948، التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة بخصوص منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، يعني مصطلح “الإبادة الجماعية” (العرقية) التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية.

“مأساة” لكلا الطرفين

وتؤكد تركيا عدم إمكانية اطلاق صفة “الإبادة العرقية” على أحداث 1915، بل تصفها بـ “المأساة” لكلا الطرفين، وتدعو إلى تناول الملف بعيدًا عن الصراعات السياسية، وحل القضية عبر منظور “الذاكرة العادلة”، الذي يعني باختصار التخلي عن النظرة الأحادية الجانب إلى التاريخ، وتفهم كل طرف ما عاشه الآخر، والاحترام المتبادل لذاكرة الماضي لدى كل طرف.

كما تقترح أنقرة القيام بأبحاث حول أحداث 1915 في أرشيفات الدول الأخرى، إضافة إلى الأرشيفات التركية والأرمنية، وإنشاء لجنة تاريخية مشتركة تضم مؤرخين أتراكًا وأرمنًا، وخبراء دوليين.

هند رجب حاضرة في مهرجان البندقية.. ألمودوفار يدعو إلى مقاطعة إسرائيل

هند رجب حاضرة في مهرجان البندقية.. ألمودوفار يدعو إلى مقاطعة إسرائيل

طالب المخرج السينمائي بيدرو ألمودوفار، الأربعاء، الحكومة الإسبانية بقطع كل العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع إسرائيل في مواجهة “الإبادة الجماعية” في غزة، وحض رئيس الوزراء الاشتراكي بيدرو سانشيز على “إقناع” حلفائه الأوروبيين بالقيام بالمثل.

وأعلن المخرج الإسباني في مقطع فيديو نُشر على حساب شركته الإنتاجية “إل ديسيو” على إنستغرام، “أنا بيدرو ألمودوفار، مخرج سينمائي، أطالب حكومتنا بقطع كل العلاقات الدبلوماسية والتجارية ومن أي نوع مع دولة إسرائيل، تعبيرًا عن الاشمئزاز في مواجهة الإبادة الجماعية التي ترتكبها بحق شعب غزة على مرأى من العالم أجمع”.

وحث المخرج السبعيني رئيس الوزراء الاسباني بيدرو سانشيز على “محاولة إقناع جميع حلفائنا الأوروبيين بالقيام بالمثل والتوحد في هذا الرفض”.

“إدانة الصمت إزاء الإبادة الجماعية في غزة”

وسبق أن تحدث المخرج المعروف عن الحرب في غزة، ووقع مع فنانين إسبان آخرين مثل خافيير بارديم، رسالةً تُدين “الصمت” إزاء “الإبادة الجماعية” في غزة، نُشرت على هامش مهرجان كان السينمائي في أيار/ أيار.

وتعتبر الحكومة الإسبانية من أشد الأصوات الأوروبية انتقادًا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وللهجمات على غزة.

وفي حزيران/ حزيران، وصف بيدرو سانشيز حرب إسرائيل على قطاع غزة بأنها “إبادة”، ولم يستخدم هذا المصطلح سوى عدد قليل من القادة الدوليين حتى الآن.

واعترف رئيس الوزراء الإسباني رسميًا بدولة فلسطين في أيار 2024 إلى جانب إيرلندا والنرويج، وجعل دعمه الثابت للقضية الفلسطينية إحدى الركائز الأساسية لسياسته الخارجية منذ ثمانية عشر شهرًا، ولكن من دون قطع العلاقات مع إسرائيل.

في غضون ذلك، يحمل مهرجان البندقية السينمائي الذي ينطلق الأربعاء ويشكل محطة بارزة في الموسم السينمائي مضمونًا سياسيًا ساخنًا مرتبطا بأحداث العالم، إذ يتضمن برنامجه مثلًا فيلمًا عن قتل فتاة صغيرة في غزة.

وسيكون افتتاح المهرجان بالعرض العالمي الأول لفيلم “لا غراتسيا” La Grazia للمخرج الإيطالي باولو سورينتينو الذي سبق أن شارك مرارًا في المهرجان.

فيلم صوت هند رجب

مشهد من فيلم “صوت هند رجب”- موقع المهرجان

مواقف واضحة ضد إسرائيل

ويؤدي دور البطولة في هذا الفيلم الممثل المفضّل لسورينتينو، توني سيرفيلّو الذي يلتقي المخرج الإيطالي مجددًا بممثله المفضل، توني سيرفيلو، أحد الموقّعين على رسالة مفتوحة تدعو المهرجان إلى ألا يكون “منصةً فارغة حزينة” بل أن “يتبنى موقفًا واضحًا لا لبس فيه” ضد مآذارات إسرائيل في غزة.

ومن الموقعين أيضًا على الرسالة التي كتبتها مجموعة “البندقية من أجل فلسطين” Venice4Palestine (V4P)، شخصيات أخرى من السينما الإيطالية (مثل ماتيو غاروني وماركو بيلوكيو)، بالإضافة إلى أسماء عالمية مهمة (من كين لوتش إلى أودري ديوان مرورًا بأبيل فيرارا).

ومن المقرر أن تقام السبت في ليدو تظاهرة بدعوة من جماعات داعمة للفلسطينيين ومن سياسيين محليين، للاستفادة من الأضواء المسلطة على المهرجان.

وأثارت التسجيلات الصوتية المستخدمة في الفيلم للمكالمة بين هند رجب وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، قبل استشهادها، تأثرًا في مختلف أنحاء العالم بعد بثها.

من المتوقع أن يُحدث هذا الفيلم “تأثيرًا قويًا على الحاضرين”، بحسب ما قال المدير الفني للمهرجان ألبرتو باربيرا الذي تأثر بشدة عند الإعلان عن اختيار الفيلم في نهاية تموز/ تموز. وقال “آمل ألا يحدث أي جدل”.

اجتماع لترمب وحماس تندد بمبعوثه.. إسرائيل تحصد مزيدًا من أرواح الغزيين

اجتماع لترمب وحماس تندد بمبعوثه.. إسرائيل تحصد مزيدًا من أرواح الغزيين

واصل الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، عدوانه بلا هوادة على قطاع غزة مخلفًا المزيد من الشهداء والجرحى، حيث استشهد ما لا يقل عن 60 فلسطينيًا بينهم 10 من ضحايا حرب التجويع.

وواصلت طائرات الاحتلال شن غارات جوية على مناطق عدة في قطاع غزة، حيث وثقت مقاطع مصورة لحظات قصف الاحتلال عددًا من المنازل في منطقة أبو اسكندر شمالي مدينة غزة ظهر الأربعاء، وضاعف الاحتلال استهدافاته لمناطق الشمال بعد تهديداته وفرضه التهجير على أهالي المنطقة.

شهداء في القصف والتجويع

وأعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع عدد ضحايا التجويع وسوء التغذية إلى 313 شهيدًا.

وسجلت الوزارة وفاة 10 أشخاص، بينهم طفلان، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ليرتفع عدد الأطفال الذين استشهدوا بسبب التجويع وسوء التغذية إلى 119 طفلًا.

ووثقت مشاهد متداولة شن الاحتلال غارات عنيفة على حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة، حيث تظهر المشاهد قيام قوات الاحتلال بعمليات نسف واسعة للمباني وسط إطلاق نار كثيف.

وقصفت مدفعية جيش الاحتلال مناطق متفرقة في بلدة جباليا النزلة شمالي القطاع، كما نسفت مباني سكنية في جباليا النزلة.

“سقوط المدنيين مأساة إنسانية”

من جهته، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، إن “إسرائيل تواجه معركةً متعددة الجبهات، والجيش مستعد للعمل في أي ساحة مجددًا”، حسب قوله.

وتابع زامير خلال جولة ميدانية قام بها في قطاع غزة، أن الجهد في هذه المرحلة يتركز على العمل داخل مدينة غزة، وحسم المعركة ضد حماس.

من ناحيته، أكّد المبعوث الأميركي الخاص لشؤون الشرق الأوسط ستيف ويتكوف أن سقوط المدنيين في غزة يمثل مأساةً إنسانية، مشيرًا إلى ضرورة وقف الحرب المستمرة.

وأشار إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيترأس الأربعاء اجتماعًا رفيعَ المستوى لمناقشة ما يُعرف بـخطة اليوم التالي للحرب في غزة، والتي تُركز على الترتيبات السياسية والإنسانية بعد توقف القتال.

وأوضح ويتكوف أنه زار قطاع غزة مرتين، حيث عبّر السكان عن امتنانهم لجهود الرئيس الأميركي في الملف الفلسطيني، حسب قوله.

“الانحياز لإسرائيل”

من جهتها، اتهمت حركة حماس الإدارة الأميركية بالانحياز لإسرائيل، قبيل اجتماع يعقده الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأربعاء في البيت الأبيض لبحث ما سيحدث في اليوم التالي لانتهاء الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ نحو عامين.

وعبّر القيادي في الحركة عزت الرشق في بيان صحافي عن “استغراب” الحركة لتصريحات أدلى بها المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وحمل فيها حماس مسؤولية عرقلة مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.

وقال الرشق: “لا يمكن فهم هذه المواقف إلا في سياق سياسة الانحياز الأميركي للاحتلال الفاشي، والغطاء الذي تمنحه الإدارة الأميركية لمجرم الحرب (بنيامين) نتنياهو لتمكينه من المضي في جريمة الإبادة الجماعية ضد المدنيين الأبرياء في قطاع غزة”.

“مجرد اجتماع سياسي”

إلى ذلك، قال مسؤول كبير بالبيت الأبيض إن ترمب ترأس الأربعاء اجتماعًا بشأن الحرب في غزة حضره رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير ومبعوث ترمب السابق للشرق الأوسط جاريد كوشنر.

وقال المسؤول لوكالة “رويترز”: إن ترمب وكبار المسؤولين في البيت الأبيض وبلير وكوشنر ناقشوا جميع جوانب ملف غزة، بما في ذلك زيادة تسليم المساعدات الغذائية وأزمة المحتجزين وخطط ما بعد الحرب.

ووصف المسؤول الجلسة بأنها “مجرد اجتماع سياسي”، من النوع الذي يعقده ترمب وفريقه بشكل متكرر.

وكان كوشنر، وهو زوج إيفانكا ابنة ترمب، مستشارًا رئيسيًا في البيت الأبيض في فترة ولاية ترمب الأولى في قضايا الشرق الأوسط. كما نشط بلير، الذي كان رئيسًا للوزراء خلال حرب العراق عام 2003، في قضايا الشرق الأوسط.

إنسانيًا، أكد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” فيليب لازاريني، الأربعاء، أن مصير الفلسطينيين في قطاع غزة بات بين القتل قصفًا من الجيش الإسرائيلي والموت تجويعًا جراء الحصار.

وكتب لازاريني منشورًا عبر منصة “إكس”، بدأه بوسم “لا مكان آمن في غزة. لا أحد آمن”. وقال: إنه “بعد مرور ما يقرب من 700 يوم (منذ بدء الحرب)، لا يزال الناس يُقتلون ويُصابون مع تكثيف الجيش الإسرائيلي وتوسيعه لعملياته”.

وتابع: “تُقصف المستشفيات والمدارس والملاجئ ومنازل الناس يوميًا”.

و”يُقتل العاملون في المجال الصحي والصحافيون والعاملون في المجال الإنساني على نطاق لم يشهده أي صراع آخر في التاريخ الحديث”، كما أضاف.

مطالبة بتحقيق بشأن مجزرة مستشفى ناصر

في غضون ذلك، طالبت وزارة الخارجية الألمانية، الأربعاء، إسرائيل بإجراء تحقيق شامل حول الهجوم على مستشفى ناصر في مدينة خانيونس، جنوبي قطاع غزة.

جاء ذلك في مؤتمر صحافي للمتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية مارتن غايسه، بالعاصمة برلين.

وأكد غايسه، أن ألمانيا ترى أن التقرير الأول للجيش الإسرائيلي غير كافٍ، وأنه من الضروري القيام بتحقيق شامل لتحديد المسؤولين الحقيقيين عن الهجوم، مضيفًا أن “هذه الحادثة” تثير تساؤلات جدية للغاية ينبغي توضيح ملابساتها.

وردًا على سؤال حول استشهاد أكثر من 240 صحافيًا في غزة على يد إسرائيل منذ 7 تشرين الأول/ تشرين الأول 2023، قال غايسه، إن “عدد الصحافيين المقتولين في غزة مرتفع جدًا لدرجة لا يمكن تحملها”.

سلّموا رسالة لستارمر.. صحافيون بريطانيون يتظاهرون دعمًا لزملائهم في غزة

سلّموا رسالة لستارمر.. صحافيون بريطانيون يتظاهرون دعمًا لزملائهم في غزة

خرج صحافيون، الأربعاء، في وسط لندن تضامنًا مع زملائهم في غزة عقب قصف إسرائيلي مطلع الأسبوع على مستشفى ناصر في قطاع غزة أودى بحياة 20 شخصًا بينهم خمسة صحافيين.

وتجمع أعضاء من الاتحاد الوطني البريطاني للصحافيين أمام مكاتب ومقر إقامة رئيس الوزراء كير ستارمر في دوانينغ ستريت، حيث سلّموا رسالة يطالبون فيها بالمساءلة وتكثيف الإجراءات البريطانية لحماية العاملين في مجال الإعلام.

ونظموا وقفة احتجاجية وقرأوا بصوت عال أسماء أكثر من 200 صحافي أحصتهم هيئات تعنى بمراقبة الصحافة في عداد الشهداء في غزة منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة من السابع من تشرين الأول/ تشرين الأول 2023.

موجة من الإدانات 

وأسفرت ضربات الإثنين على خانيونس جنوب غزة عن استشهاد 20 شخصًا على الأقل، من بينهم خمسة صحافيين تعاونوا مع قناة الجزيرة وأسوشييتد برس ورويترز، ووسائل إعلام أخرى.

وزعم الجيش الإسرائيلي الثلاثاء أن قواته استهدفت كاميرا تابعة لحماس في الهجوم الذي أثار موجة من الإدانات الدولية.

تضامن بريطاني مع صحافيي غزة

تجمع أعضاء من الاتحاد الوطني البريطاني للصحافيين أمام مكاتب ومقر إقامة رئيس الوزراء كير ستارمر في دوانينغ ستريت- رويترز

وهذا أحدث هجوم إسرائيلي في سلسلة من الهجمات التي أسفرت عن استهداف صحافيين، ما أدى إلى اتهامات باستهدافهم عمدًا.

وأعلن الاتحاد الوطني للصحافيين في وقت سابق هذا الأسبوع أن أعضاءه سينضمون إلى نقابات شقيقة حول العالم فيما أسماه “48 ساعة من التضامن مع الصحافيين العاملين في غزة”، والتي بدأت الثلاثاء.

وقالت ديبورا هوبسون، الصحافية المستقلة والعضو في الاتحاد الوطني للصحافيين، التي ساعدت في تنظيم الوقفة الاحتجاجية والرسالة الموجهة إلى ستارمر “نحن هنا لإثبات التضامن، ولإظهار مدى صدمتنا كزملاء صحافيين إزاء ما يحدث”.

“رد لا يرقى لما هو مطلوب”

واعتبرت هوبسون رد فعل حكومة ستارمر (يسار الوسط) على مقتل الصحافيين مؤخرًا وكذلك الحوادث السابقة، بأنه “لا يرقى لما هو مطلوب”.

وقالت هوبسون: “لا شيء يدل على أن المملكة المتحدة مستاءة بشدة”.

وأضافت: “لدينا رئيس وزراء محام في مجال حقوق الإنسان”، في إشارة إلى مسيرة ستارمر المهنية قبل دخوله معترك السياسة.

وتابعت: “نتوقع الأفضل من حكومة حزب العمال على أي حال، نظرًا لسمعتها التاريخية في مجال العدالة والمساواة”.

وقال الكاتب والمحرر مايك هولدرنس إنه جاء “لتكريم زملائنا وتخليد ذكراهم، وللمطالبة بأقوى تدابير الحماية” للصحافيين الذين ما زالوا يعملون في غزة وغيرها. وأضاف: “هذه الوقفة الاحتجاجية هي تخليد لذكرى أولئك الذين ضحوا بحياتهم في سبيل نقل الحقيقة”.