الاحتلال يمنع المياه عن الفلسطينيين.. مخطط تجفيف الأرض لتهجير سكانها

الاحتلال يمنع المياه عن الفلسطينيين.. مخطط تجفيف الأرض لتهجير سكانها

تشهد مناطق غزة والضفة الغربية أزمة إنسانية حادة مع تدهور البنى التحتية ونقص حاد في المياه والغذاء، ما يؤثر على حياة أكثر من خمسة ملايين فلسطيني.

وتتزاحم العائلات في قطاع غزة جماعات وفرادى في طوابير طويلة أمام شاحنات توزيع المياه، بحثًا عن جرعة حياة تروي عطش أطفالهم وتلبي احتياجاتهم اليومية.

وبات المشهد اليومي في نقاط توزيع المياه أقرب إلى معركة من أجل البقاء، في ظل تدهور حاد في البنية التحتية وتفشي الأمراض الناتجة عن المياه الملوثة.

الاحتلال دمر 40% من شبكات المياه في غزة

وبحسب تقارير رسمية، تراجعت حصة الفرد من المياه في قطاع غزة بنسبة 97% بسبب تدمير الاحتلال 40% من شبكات المياه، ما ترك السكان غير قادرين على الحصول على المياه النظيفة، في وقت تعتمد أكثر من 90% من الأسر على مصادر غير آمنة.

وتعمل محطات التحلية بنسبة 5% فقط، فيما تسبب الاحتلال الإسرائيلي في تدمير 85% من شبكات الصرف الصحي وخروج جميع محطات المعالجة عن الخدمة، ما أدى إلى تفشي الأمراض المرتبطة بنقص المياه وسوء النظافة بشكل خطير.

ولا يختلف الواقع كثيرًا في الضفة الغربية، فبينما يشتد لهيب الصيف، ينهش العطش آلاف العائلات في ظل هجمات متكررة من المستوطنين تستهدف مصادر المياه.

وفي قرية كفر مالك، أقدم مستوطنون على تخريب نبع عين سامية ما أدى إلى انقطاع المياه عن آلاف السكان في القرى المجاورة.

وتعد شبكة عين سامية مصدرًا حيويًا يزود نحو 110 آلاف نسمة، ويشكل استهدافها تهديدًا خطيرًا في ظل شح الموارد المائية وامتداد فصول الجفاف عامًا بعد آخر، لا سيما منذ اندلاع الحرب في غزة.

و”الماء حق لا ساحة حرب“، وفق منظمات دولية مثل اليونيسف وأطباء بلا حدود، التي حذرت من تحول نقاط توزيع المياه إلى ساحات خطرة وساحات مجازر بسبب عرقلة وصول المياه لمحتاجيها.

إسرائيل ماضية في احتلال المدينة.. غوتيريش: الفظائع لا تنتهي في غزة

إسرائيل ماضية في احتلال المدينة.. غوتيريش: الفظائع لا تنتهي في غزة

أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم الخميس، “سلسلة الفظائع التي لا تنتهي” في غزة، داعيًا إلى المساءلة ومحذرًا من أن ما يشهده القطاع يمكن أن يشكل جرائم حرب.

وقال غوتيريش للصحافيين: “غزة تتراكم فيها الأنقاض، وتمتلئ بالجثث، وتتكدس فيها أمثلة على ما قد يكون انتهاكات خطيرة للقانون الدولي”.

“مرجلة جديدة وخطيرة”

وحذّر من “عواقب مدمرة” لقرار إسرائيل “توسيع عملياتها العسكرية” في مدينة غزة، مشيرًا إلى أنّ الخطوات الأولية التي اتخذتها إسرائيل نحو الاستيلاء على مدينة غزة تُنذر بـ”مرحلة جديدة وخطيرة”.

وأضاف أن “توسيع العمليات العسكرية في مدينة غزة ستكون له عواقب مدمرة”، موضحًا أن ذلك “سيُجبر مئات الآلاف من المدنيين، المنهكين والمُصابين بالصدمة أصلًا، على الفرار مرة أخرى، ما يُعرّض العائلات لخطر أكبر”.

وجاء حديث غوتيريش في وقت يكثّف فيه جيش الاحتلال استعداداته لاقتحام مدينة غزة، حيث يتمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بخطته رغم الخلافات داخل المؤسسة العسكرية.

وقالت مراسلة التلفزيون العربي كريستين ريناوي، من القدس المحتلة، إن إسرائيل تجاهلت الرد الذي وافقت عليه حركة حماس، وهو المقترح الذي وصلها من الوسطاء. وأضافت: “عندما وافقت حماس غيّر نتنياهو موقفه وطالب باتفاق شامل، على الرغم من تمسكه سابقًا باتفاقات جزئية”.

وأوضحت المراسلة أن نتنياهو يواصل المراوغة، إذ يخاطب كل طرف برسالة مختلفة: “لمن يريد الحرب يقول إنه ماضٍ في احتلال غزة، ولمن يطالب بصفقة تبادل يؤكد أنه أوعز ببدء مفاوضات فورية.”

“وصفة تعجيزية”

وتابعت ريناوي: “نتنياهو يشترط لإنهاء الحرب وفق الرؤية الإسرائيلية استسلام حركة حماس ونزع سلاحها، إضافة إلى إعادة الأسرى والسيطرة الأمنية على قطاع غزة، وتسليم إدارته ليس إلى السلطة الفلسطينية ولا إلى حماس، ما يجعلها وصفة تعجيزية لإفشال المقترح الحالي”.

وقالت المراسلة: “الآن لا يوجد ضغط أميركي في ظل حديث إسرائيلي عن نجاح نتنياهو بإقناع ترمب بضرورة احتلال مدينة غزة، وأن إسرائيل عقب ذلك ستكون جاهزة لإنهاء الحرب”.