هند رجب حاضرة في مهرجان البندقية.. ألمودوفار يدعو إلى مقاطعة إسرائيل

هند رجب حاضرة في مهرجان البندقية.. ألمودوفار يدعو إلى مقاطعة إسرائيل

طالب المخرج السينمائي بيدرو ألمودوفار، الأربعاء، الحكومة الإسبانية بقطع كل العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع إسرائيل في مواجهة “الإبادة الجماعية” في غزة، وحض رئيس الوزراء الاشتراكي بيدرو سانشيز على “إقناع” حلفائه الأوروبيين بالقيام بالمثل.

وأعلن المخرج الإسباني في مقطع فيديو نُشر على حساب شركته الإنتاجية “إل ديسيو” على إنستغرام، “أنا بيدرو ألمودوفار، مخرج سينمائي، أطالب حكومتنا بقطع كل العلاقات الدبلوماسية والتجارية ومن أي نوع مع دولة إسرائيل، تعبيرًا عن الاشمئزاز في مواجهة الإبادة الجماعية التي ترتكبها بحق شعب غزة على مرأى من العالم أجمع”.

وحث المخرج السبعيني رئيس الوزراء الاسباني بيدرو سانشيز على “محاولة إقناع جميع حلفائنا الأوروبيين بالقيام بالمثل والتوحد في هذا الرفض”.

“إدانة الصمت إزاء الإبادة الجماعية في غزة”

وسبق أن تحدث المخرج المعروف عن الحرب في غزة، ووقع مع فنانين إسبان آخرين مثل خافيير بارديم، رسالةً تُدين “الصمت” إزاء “الإبادة الجماعية” في غزة، نُشرت على هامش مهرجان كان السينمائي في أيار/ أيار.

وتعتبر الحكومة الإسبانية من أشد الأصوات الأوروبية انتقادًا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وللهجمات على غزة.

وفي حزيران/ حزيران، وصف بيدرو سانشيز حرب إسرائيل على قطاع غزة بأنها “إبادة”، ولم يستخدم هذا المصطلح سوى عدد قليل من القادة الدوليين حتى الآن.

واعترف رئيس الوزراء الإسباني رسميًا بدولة فلسطين في أيار 2024 إلى جانب إيرلندا والنرويج، وجعل دعمه الثابت للقضية الفلسطينية إحدى الركائز الأساسية لسياسته الخارجية منذ ثمانية عشر شهرًا، ولكن من دون قطع العلاقات مع إسرائيل.

في غضون ذلك، يحمل مهرجان البندقية السينمائي الذي ينطلق الأربعاء ويشكل محطة بارزة في الموسم السينمائي مضمونًا سياسيًا ساخنًا مرتبطا بأحداث العالم، إذ يتضمن برنامجه مثلًا فيلمًا عن قتل فتاة صغيرة في غزة.

وسيكون افتتاح المهرجان بالعرض العالمي الأول لفيلم “لا غراتسيا” La Grazia للمخرج الإيطالي باولو سورينتينو الذي سبق أن شارك مرارًا في المهرجان.

فيلم صوت هند رجب

مشهد من فيلم “صوت هند رجب”- موقع المهرجان

مواقف واضحة ضد إسرائيل

ويؤدي دور البطولة في هذا الفيلم الممثل المفضّل لسورينتينو، توني سيرفيلّو الذي يلتقي المخرج الإيطالي مجددًا بممثله المفضل، توني سيرفيلو، أحد الموقّعين على رسالة مفتوحة تدعو المهرجان إلى ألا يكون “منصةً فارغة حزينة” بل أن “يتبنى موقفًا واضحًا لا لبس فيه” ضد مآذارات إسرائيل في غزة.

ومن الموقعين أيضًا على الرسالة التي كتبتها مجموعة “البندقية من أجل فلسطين” Venice4Palestine (V4P)، شخصيات أخرى من السينما الإيطالية (مثل ماتيو غاروني وماركو بيلوكيو)، بالإضافة إلى أسماء عالمية مهمة (من كين لوتش إلى أودري ديوان مرورًا بأبيل فيرارا).

ومن المقرر أن تقام السبت في ليدو تظاهرة بدعوة من جماعات داعمة للفلسطينيين ومن سياسيين محليين، للاستفادة من الأضواء المسلطة على المهرجان.

وأثارت التسجيلات الصوتية المستخدمة في الفيلم للمكالمة بين هند رجب وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، قبل استشهادها، تأثرًا في مختلف أنحاء العالم بعد بثها.

من المتوقع أن يُحدث هذا الفيلم “تأثيرًا قويًا على الحاضرين”، بحسب ما قال المدير الفني للمهرجان ألبرتو باربيرا الذي تأثر بشدة عند الإعلان عن اختيار الفيلم في نهاية تموز/ تموز. وقال “آمل ألا يحدث أي جدل”.

اجتماع لترمب وحماس تندد بمبعوثه.. إسرائيل تحصد مزيدًا من أرواح الغزيين

اجتماع لترمب وحماس تندد بمبعوثه.. إسرائيل تحصد مزيدًا من أرواح الغزيين

واصل الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، عدوانه بلا هوادة على قطاع غزة مخلفًا المزيد من الشهداء والجرحى، حيث استشهد ما لا يقل عن 60 فلسطينيًا بينهم 10 من ضحايا حرب التجويع.

وواصلت طائرات الاحتلال شن غارات جوية على مناطق عدة في قطاع غزة، حيث وثقت مقاطع مصورة لحظات قصف الاحتلال عددًا من المنازل في منطقة أبو اسكندر شمالي مدينة غزة ظهر الأربعاء، وضاعف الاحتلال استهدافاته لمناطق الشمال بعد تهديداته وفرضه التهجير على أهالي المنطقة.

شهداء في القصف والتجويع

وأعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع عدد ضحايا التجويع وسوء التغذية إلى 313 شهيدًا.

وسجلت الوزارة وفاة 10 أشخاص، بينهم طفلان، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ليرتفع عدد الأطفال الذين استشهدوا بسبب التجويع وسوء التغذية إلى 119 طفلًا.

ووثقت مشاهد متداولة شن الاحتلال غارات عنيفة على حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة، حيث تظهر المشاهد قيام قوات الاحتلال بعمليات نسف واسعة للمباني وسط إطلاق نار كثيف.

وقصفت مدفعية جيش الاحتلال مناطق متفرقة في بلدة جباليا النزلة شمالي القطاع، كما نسفت مباني سكنية في جباليا النزلة.

“سقوط المدنيين مأساة إنسانية”

من جهته، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، إن “إسرائيل تواجه معركةً متعددة الجبهات، والجيش مستعد للعمل في أي ساحة مجددًا”، حسب قوله.

وتابع زامير خلال جولة ميدانية قام بها في قطاع غزة، أن الجهد في هذه المرحلة يتركز على العمل داخل مدينة غزة، وحسم المعركة ضد حماس.

من ناحيته، أكّد المبعوث الأميركي الخاص لشؤون الشرق الأوسط ستيف ويتكوف أن سقوط المدنيين في غزة يمثل مأساةً إنسانية، مشيرًا إلى ضرورة وقف الحرب المستمرة.

وأشار إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيترأس الأربعاء اجتماعًا رفيعَ المستوى لمناقشة ما يُعرف بـخطة اليوم التالي للحرب في غزة، والتي تُركز على الترتيبات السياسية والإنسانية بعد توقف القتال.

وأوضح ويتكوف أنه زار قطاع غزة مرتين، حيث عبّر السكان عن امتنانهم لجهود الرئيس الأميركي في الملف الفلسطيني، حسب قوله.

“الانحياز لإسرائيل”

من جهتها، اتهمت حركة حماس الإدارة الأميركية بالانحياز لإسرائيل، قبيل اجتماع يعقده الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأربعاء في البيت الأبيض لبحث ما سيحدث في اليوم التالي لانتهاء الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ نحو عامين.

وعبّر القيادي في الحركة عزت الرشق في بيان صحافي عن “استغراب” الحركة لتصريحات أدلى بها المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وحمل فيها حماس مسؤولية عرقلة مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.

وقال الرشق: “لا يمكن فهم هذه المواقف إلا في سياق سياسة الانحياز الأميركي للاحتلال الفاشي، والغطاء الذي تمنحه الإدارة الأميركية لمجرم الحرب (بنيامين) نتنياهو لتمكينه من المضي في جريمة الإبادة الجماعية ضد المدنيين الأبرياء في قطاع غزة”.

“مجرد اجتماع سياسي”

إلى ذلك، قال مسؤول كبير بالبيت الأبيض إن ترمب ترأس الأربعاء اجتماعًا بشأن الحرب في غزة حضره رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير ومبعوث ترمب السابق للشرق الأوسط جاريد كوشنر.

وقال المسؤول لوكالة “رويترز”: إن ترمب وكبار المسؤولين في البيت الأبيض وبلير وكوشنر ناقشوا جميع جوانب ملف غزة، بما في ذلك زيادة تسليم المساعدات الغذائية وأزمة المحتجزين وخطط ما بعد الحرب.

ووصف المسؤول الجلسة بأنها “مجرد اجتماع سياسي”، من النوع الذي يعقده ترمب وفريقه بشكل متكرر.

وكان كوشنر، وهو زوج إيفانكا ابنة ترمب، مستشارًا رئيسيًا في البيت الأبيض في فترة ولاية ترمب الأولى في قضايا الشرق الأوسط. كما نشط بلير، الذي كان رئيسًا للوزراء خلال حرب العراق عام 2003، في قضايا الشرق الأوسط.

إنسانيًا، أكد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” فيليب لازاريني، الأربعاء، أن مصير الفلسطينيين في قطاع غزة بات بين القتل قصفًا من الجيش الإسرائيلي والموت تجويعًا جراء الحصار.

وكتب لازاريني منشورًا عبر منصة “إكس”، بدأه بوسم “لا مكان آمن في غزة. لا أحد آمن”. وقال: إنه “بعد مرور ما يقرب من 700 يوم (منذ بدء الحرب)، لا يزال الناس يُقتلون ويُصابون مع تكثيف الجيش الإسرائيلي وتوسيعه لعملياته”.

وتابع: “تُقصف المستشفيات والمدارس والملاجئ ومنازل الناس يوميًا”.

و”يُقتل العاملون في المجال الصحي والصحافيون والعاملون في المجال الإنساني على نطاق لم يشهده أي صراع آخر في التاريخ الحديث”، كما أضاف.

مطالبة بتحقيق بشأن مجزرة مستشفى ناصر

في غضون ذلك، طالبت وزارة الخارجية الألمانية، الأربعاء، إسرائيل بإجراء تحقيق شامل حول الهجوم على مستشفى ناصر في مدينة خانيونس، جنوبي قطاع غزة.

جاء ذلك في مؤتمر صحافي للمتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية مارتن غايسه، بالعاصمة برلين.

وأكد غايسه، أن ألمانيا ترى أن التقرير الأول للجيش الإسرائيلي غير كافٍ، وأنه من الضروري القيام بتحقيق شامل لتحديد المسؤولين الحقيقيين عن الهجوم، مضيفًا أن “هذه الحادثة” تثير تساؤلات جدية للغاية ينبغي توضيح ملابساتها.

وردًا على سؤال حول استشهاد أكثر من 240 صحافيًا في غزة على يد إسرائيل منذ 7 تشرين الأول/ تشرين الأول 2023، قال غايسه، إن “عدد الصحافيين المقتولين في غزة مرتفع جدًا لدرجة لا يمكن تحملها”.

سلّموا رسالة لستارمر.. صحافيون بريطانيون يتظاهرون دعمًا لزملائهم في غزة

سلّموا رسالة لستارمر.. صحافيون بريطانيون يتظاهرون دعمًا لزملائهم في غزة

خرج صحافيون، الأربعاء، في وسط لندن تضامنًا مع زملائهم في غزة عقب قصف إسرائيلي مطلع الأسبوع على مستشفى ناصر في قطاع غزة أودى بحياة 20 شخصًا بينهم خمسة صحافيين.

وتجمع أعضاء من الاتحاد الوطني البريطاني للصحافيين أمام مكاتب ومقر إقامة رئيس الوزراء كير ستارمر في دوانينغ ستريت، حيث سلّموا رسالة يطالبون فيها بالمساءلة وتكثيف الإجراءات البريطانية لحماية العاملين في مجال الإعلام.

ونظموا وقفة احتجاجية وقرأوا بصوت عال أسماء أكثر من 200 صحافي أحصتهم هيئات تعنى بمراقبة الصحافة في عداد الشهداء في غزة منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة من السابع من تشرين الأول/ تشرين الأول 2023.

موجة من الإدانات 

وأسفرت ضربات الإثنين على خانيونس جنوب غزة عن استشهاد 20 شخصًا على الأقل، من بينهم خمسة صحافيين تعاونوا مع قناة الجزيرة وأسوشييتد برس ورويترز، ووسائل إعلام أخرى.

وزعم الجيش الإسرائيلي الثلاثاء أن قواته استهدفت كاميرا تابعة لحماس في الهجوم الذي أثار موجة من الإدانات الدولية.

تضامن بريطاني مع صحافيي غزة

تجمع أعضاء من الاتحاد الوطني البريطاني للصحافيين أمام مكاتب ومقر إقامة رئيس الوزراء كير ستارمر في دوانينغ ستريت- رويترز

وهذا أحدث هجوم إسرائيلي في سلسلة من الهجمات التي أسفرت عن استهداف صحافيين، ما أدى إلى اتهامات باستهدافهم عمدًا.

وأعلن الاتحاد الوطني للصحافيين في وقت سابق هذا الأسبوع أن أعضاءه سينضمون إلى نقابات شقيقة حول العالم فيما أسماه “48 ساعة من التضامن مع الصحافيين العاملين في غزة”، والتي بدأت الثلاثاء.

وقالت ديبورا هوبسون، الصحافية المستقلة والعضو في الاتحاد الوطني للصحافيين، التي ساعدت في تنظيم الوقفة الاحتجاجية والرسالة الموجهة إلى ستارمر “نحن هنا لإثبات التضامن، ولإظهار مدى صدمتنا كزملاء صحافيين إزاء ما يحدث”.

“رد لا يرقى لما هو مطلوب”

واعتبرت هوبسون رد فعل حكومة ستارمر (يسار الوسط) على مقتل الصحافيين مؤخرًا وكذلك الحوادث السابقة، بأنه “لا يرقى لما هو مطلوب”.

وقالت هوبسون: “لا شيء يدل على أن المملكة المتحدة مستاءة بشدة”.

وأضافت: “لدينا رئيس وزراء محام في مجال حقوق الإنسان”، في إشارة إلى مسيرة ستارمر المهنية قبل دخوله معترك السياسة.

وتابعت: “نتوقع الأفضل من حكومة حزب العمال على أي حال، نظرًا لسمعتها التاريخية في مجال العدالة والمساواة”.

وقال الكاتب والمحرر مايك هولدرنس إنه جاء “لتكريم زملائنا وتخليد ذكراهم، وللمطالبة بأقوى تدابير الحماية” للصحافيين الذين ما زالوا يعملون في غزة وغيرها. وأضاف: “هذه الوقفة الاحتجاجية هي تخليد لذكرى أولئك الذين ضحوا بحياتهم في سبيل نقل الحقيقة”.

سلّموا رسالة لستارمر.. صحافيون بريطانيون يتظاهرون دعمًا لزملائهم في غزة

سلّموا رسالة لستارمر.. صحافيون بريطانيون يتظاهرون دعمًا لزملائهم في غزة

خرج صحافيون، الأربعاء، في وسط لندن تضامنًا مع زملائهم في غزة عقب قصف إسرائيلي مطلع الأسبوع على مستشفى ناصر في قطاع غزة أودى بحياة 20 شخصًا بينهم خمسة صحافيين.

وتجمع أعضاء من الاتحاد الوطني البريطاني للصحافيين أمام مكاتب ومقر إقامة رئيس الوزراء كير ستارمر في دوانينغ ستريت، حيث سلّموا رسالة يطالبون فيها بالمساءلة وتكثيف الإجراءات البريطانية لحماية العاملين في مجال الإعلام.

ونظموا وقفة احتجاجية وقرأوا بصوت عال أسماء أكثر من 200 صحافي أحصتهم هيئات تعنى بمراقبة الصحافة في عداد الشهداء في غزة منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة من السابع من تشرين الأول/ تشرين الأول 2023.

موجة من الإدانات 

وأسفرت ضربات الإثنين على خانيونس جنوب غزة عن استشهاد 20 شخصًا على الأقل، من بينهم خمسة صحافيين تعاونوا مع قناة الجزيرة وأسوشييتد برس ورويترز، ووسائل إعلام أخرى.

وزعم الجيش الإسرائيلي الثلاثاء أن قواته استهدفت كاميرا تابعة لحماس في الهجوم الذي أثار موجة من الإدانات الدولية.

تضامن بريطاني مع صحافيي غزة

تجمع أعضاء من الاتحاد الوطني البريطاني للصحافيين أمام مكاتب ومقر إقامة رئيس الوزراء كير ستارمر في دوانينغ ستريت- رويترز

وهذا أحدث هجوم إسرائيلي في سلسلة من الهجمات التي أسفرت عن استهداف صحافيين، ما أدى إلى اتهامات باستهدافهم عمدًا.

وأعلن الاتحاد الوطني للصحافيين في وقت سابق هذا الأسبوع أن أعضاءه سينضمون إلى نقابات شقيقة حول العالم فيما أسماه “48 ساعة من التضامن مع الصحافيين العاملين في غزة”، والتي بدأت الثلاثاء.

وقالت ديبورا هوبسون، الصحافية المستقلة والعضو في الاتحاد الوطني للصحافيين، التي ساعدت في تنظيم الوقفة الاحتجاجية والرسالة الموجهة إلى ستارمر “نحن هنا لإثبات التضامن، ولإظهار مدى صدمتنا كزملاء صحافيين إزاء ما يحدث”.

“رد لا يرقى لما هو مطلوب”

واعتبرت هوبسون رد فعل حكومة ستارمر (يسار الوسط) على مقتل الصحافيين مؤخرًا وكذلك الحوادث السابقة، بأنه “لا يرقى لما هو مطلوب”.

وقالت هوبسون: “لا شيء يدل على أن المملكة المتحدة مستاءة بشدة”.

وأضافت: “لدينا رئيس وزراء محام في مجال حقوق الإنسان”، في إشارة إلى مسيرة ستارمر المهنية قبل دخوله معترك السياسة.

وتابعت: “نتوقع الأفضل من حكومة حزب العمال على أي حال، نظرًا لسمعتها التاريخية في مجال العدالة والمساواة”.

وقال الكاتب والمحرر مايك هولدرنس إنه جاء “لتكريم زملائنا وتخليد ذكراهم، وللمطالبة بأقوى تدابير الحماية” للصحافيين الذين ما زالوا يعملون في غزة وغيرها. وأضاف: “هذه الوقفة الاحتجاجية هي تخليد لذكرى أولئك الذين ضحوا بحياتهم في سبيل نقل الحقيقة”.

حي الرمال.. شريان غزة النابض الذي حوّله الاحتلال إلى مقبرة جماعية

حي الرمال.. شريان غزة النابض الذي حوّله الاحتلال إلى مقبرة جماعية

أدت حرب الإبادة الجماعية المستمرة على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ تشرين الأول 2023، إلى تدمير كامل للأحياء، لكنّ قصّة حي الرمال في مدينة غزة تُسلّط الضوء على النهج الإسرائيلي في تصعيد العنف بشكل غير مسبوق قبل الدخول في مفاوضات من أجل أي هدنة ممكنة.

وبعد أنّ كان حي الرمال نابضًا بالحياة، يحمل الآن آثار هذا الرعب المنظّم، حيث تقف شوارعه ومنازله شاهدًا وحيدًا على هذا الدمار الذي لا يرحم، وفقًا للكاتبة الفلسطينية داليا أبو رمضان.

وحي الرمال هو واحد من أقدم وأعرق أحياء غزة. اشتهر بجماله وازدهاره وحيويته، إذ يجمع بين الأناقة السكنية والحيوية التجارية.

ويمتد الحي على طول ساحل مدينة غزة، وكان يجذب السكان والزوار على حد سواء بمبانيه الحديثة الشاهقة ومطاعمه الراقية المطلة على البحر، ومؤسساته التعليمية المرموقة.

وقد جعله سوق العمل المزدهر مركزًا اقتصاديًا وثقافيًا في قلب غزة. فخلال الأعياد، كانت العائلات من الشمال والجنوب تتوافد على سوق الحي النابض بالحياة، والذي كان يُعتبر رمزًا للكرامة والرخاء وسط حصار دام عقودًا.

وهذا الأمر جعل جيش الاحتلال يتباهى بتدمير الحي خلال غزوه البري للمدينة، إذ اعتبر جرائمه “ضربةً لرمز قوة أهل غزة وازدهارهم، ومحاولة مدروسة لكسر عزيمة سكانها الذين صمدوا في وجه القصف والدمار”، وفق ما كتبت أبو رمضان في مقال لمنصّة “prism” الأميركية المستقلّة.

حي الرمال غير قابل للتمييز

وبعد أن كان من أكثر مناطق غزة كثافة بالسكان، أصبح حي الرمال الآن غير قابل للتمييز.

فبعد توافد السكان إليه عقب وقف إطلاق النار الذي استمر 60 يومًا عام 2024، استهدف جيش الاحتلال في أيار/ أيار من العام نفسه، وبشكل يومي الحي، كما لو أنّ مجرد وجود المدنيين أصبح مبررًا إسرائيليًا لتحويل الحي إلى ساحة قتل. وكلما ازداد عدد المدنيين في مبانيه وشوارعه، ازدادت الغارات الإسرائيلية شراسة.

وكانت مجزرة 7 أيار 2024، التي ارتكبها الاحتلال في المطعم التايلندي بشارع الوحدة واحدة من أفظع الجرائم التي شهدها الحي، حيث استشهد 33 فلسطينيًا وأُصيب 86 آخرين، معظمهم من الطلاب والخريجين الذي تجمّعوا للدراسة عازمين على مواصلة السعي وراء أحلامهم رغم الحرب.

ومع بدء الحديث عن إمكانية التوصّل إلى وقف إطلاق نار مؤقت في أواخر حزيران/ حزيران الماضي، جدّد الاحتلال مجازره في حي الرمال، مرتكبًا مجزرة الخيام قرب مدرسة العائلة المقدّسة في 27 من الشهر ذاته، ما أدى إلى استشهاد نحو 19 شخصًا، وفقدان آخرين.

واستمرّت سلسلة متواصلة من الفظائع التي حوّلت حي الرمال وقطاع غزة بأكمله إلى أرض يسودها الموت، وحصاد لا ينضب للشهداء. هؤلاء أناس كان لهم عائلات، ومستقبل، وأحلام.

وقصف جيش الاحتلال الإسرائيلي برج شوا وحصري ومحطة للوقود مليئة بالمدنيين قرب مطعم الجرجاوي في شارع الوحدة، ما أسفر عن استشهاد 20 فلسطينيًا وجرح العشرات.

وفي مجزرة مقهى الباقة في 30 حزيران، سقط ما لا يقل عن 41 شهيدًا وأصيب أكثر من 75 آخرين بجروح بالغة.

ففي مدينة لم يبقَ فيها أي مكان آمن، ولا مقاه عاملة، وإنترنت محدود، كان مقهى “الباقة” ملتقى للغزيّين، بينما كان الشاطئ المُواجه للمقهى ملاذًا لهم والمكان الوحيد الذي كانوا يشعرون فيه بالحرية.

كل يوم أسوأ من سابقه

في الثالث من تموز/ تموز الماضي، استيقظ سكان حي الرمال على صراخ النازحين في مدرسة مصطفى حافظ، حيث كانوا يركضون مشتعلين من المبنى، بعد أن قصفتهم طائرات الاحتلال.

وقد وقفت سيارات الإسعاف يومها عاجزة لعدم وجود ماء أو معدات، بينما حاول الناجون استخدام جرار الماء وأيديهم العارية لإطفاء النيران وإنقاذ الجرحى.

واستشهد نحو 15 شخصًا في القصف، معظمهم من النساء والأطفال.

وفي أوائل تموز أيضًا، استهدفت إسرائيل محطة تحلية المياه بالقرب من ساحة الجندي المجهول. وبعد أن كانت الساحة مليئة بالأشجار، أصبحت تعجّ بخيام النازحين والدخان والقصف.

في مرحلة ما، كان حي الرمال جزءًا من شمال غزة لأنّه يقع قبل حاجز نتساريم مباشرة، وهو الجدار الفاصل بين شمال غزة وجنوبها، ولأنّه كان يضمّ مستشفى الشفاء، أحد أوائل المراكز الطبية التي استهدفتها إسرائيل ودمرتها.

لكنّ كل يوم يبدو أسوأ من سابقه، حيث تشتدّ مخالب الاحتلال أكثر في قطاع غزة، بينما يُكافح سكان الحي وقطاع غزة عمومًا من أجل البقاء.

ومع إعلان الاحتلال خطة احتلال مدينة غزة، يشعر سكان حي الرمال والمدينة بالقلق من التهجير.

وقالت: “بعد أن عانينا قرابة عامين من القصف والقتل والدمار، استسلمنا للحياة بين الأنقاض. المدينة مُدمرة، منازل سُوّيت بالأرض، وشوارع لا تُعرف معالمها، وأحياء خالية من الحياة. تحمّلنا قصفًا لا هوادة فيه، وجوعًا مُريعًا، وألمًا لفقدان أحبائنا، ومع ذلك تشبّثنا بهذه الأرض، حاملين ذكريات من رحلوا، والحياة التي كانت تملأ شوارعها يومًا ما”.

وأردفت: “الآن، تُريد إسرائيل إجبارنا على الرحيل، لتمحو ليس فقط الأنقاض، بل أيضًا الذكريات التي حملناها لسنوات، مُهددةً بمحو غزة من قلوبنا إلى الأبد”.