خبراء للجزيرة نت: حرب روسيا على أوكرانيا أمام سيناريوهين

خبراء للجزيرة نت: حرب روسيا على أوكرانيا أمام سيناريوهين

كييف- بعد مرور أسبوعين تقريبا على قمة ألاسكا واجتماعات واشنطن، يبدو أن شمعة الأمل بوقف الحرب الروسية الأوكرانية بدأت تنطفأ شيئا فشيئا، وأن نار الحرب عادت لتستعر مجددا، وستكون لها الكلمة الفصل حتى إشعار آخر.

واقع تدل عليه عمليات القصف المتبادلة التي تركز على منشآت ومرافق النفط والغاز والطاقة الكهربائية والمياه ومحطات وخطوط السكك الحديد، كما كان عليه الحال قبل أكثر من عام، كما تشير إليه سخونة الجبهات التي اشتعلت كما لم تكن على عدة محاور، حيث يسعى كل جانب إلى تحقيق أكبر قدر من المكاسب لنفسه، والخسائر للآخر.

قمة ترامب (يمين) وبوتين تركت من الأسئلة أكثر مما قدمت من الإجابات حسب مراقبين (رويترز)

أسباب التصعيد

وعندما يخوض السياسيون والمحللون الأوكرانيون في أسباب هذا التصعيد وتوقيته، فإنهم يجمعون على عدة أمور، من أبرزها:

  • كسب الوقت في الميدان: وهذا ما لمح إليه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي قال إن نظيره الروسي فلاديمير بوتين يجيد رياضة التملص، ويختلق الشروط التي تمنع عقد لقاء ثلاثي يجمعهما بوساطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وتنضوي تحت هذا السبب أيضا منافع سياسية وعسكرية، يشرحها للجزيرة نت الخبير العسكري إيفان ستوباك بالقول: “حاول الروس تحقيق مكاسب ميدانية من عمليات الصيف التي خططوا لها، وكان من السذاجة توقع عدولهم عن هذه الخطط بسرعة، استجابة لرغبات ترامب، ولأنهم فشلوا في الميدان وفي حماية أراضيهم من هجمات مسيّراتنا، عادوا لقصف المدن الأوكرانية بوحشية كما نرى”.

  • تحدي الغرب الداعم لكييف: بحسب فولوديمير فيسينكو رئيس مركز الدراسات السياسية التطبيقية “بنتا”، فإن بوتين انتصر على ترامب في ألاسكا، في الوقت الذي كان من المتوقع فيه أن تفرض الولايات المتحدة عقوبات قاسية على موسكو، وفي ألاسكا أيضا، أذل بوتين بنجاح دول الغرب وسخر بصمت من قرار محكمة الجنايات الدولية الصادر بحقه، ثم عاد ليصعد متحديا تلك الدول، ومدعيا أن الدول الأوروبية تعمل مع كييف على إفشال جهود ترامب “الصادقة” لتحقيق السلام.
  • انعدام ثقة الجانبين بالدبلوماسية: وهذا أقل سبب يخوض فيه الأوكرانيون، لكن بعضهم يرى أنه لم توجد بعد أرضية لأي حل دبلوماسي قريب، حتى وإن تحدث الجانبان دائما عن ذلك، أو جرت محادثات السلام على أعلى مستوى.
إعلان

ويرى داعمو هذا الرأي، على قلتهم في المواقع وشبكات التواصل، أنه لا معنى لخفض التصعيد ما دامت المواقف متصلبة، والضمانات الغربية مجرد وعود، والعقوبات الأميركية مجرد وعيد.

إحباط أوكراني

كل ذلك انعكس إحباطا على الشارع الأوكراني، لأن الجهود الأميركية لم تحدث اختراقا، حتى وإن صرح بعكس ذلك الرئيس ترامب، وفق ما يرى مراقبون.

في هذا السياق، يعتقد الكاتب والصحفي ميلان ليليتش أن الرئيس الأميركي ممتعض لعدم إحراز أي تقدم، ويحاول إخفاء فشله بإلقاء اللوم على بوتين أو زيلينسكي.

وأضاف للجزيرة نت: “الناس في أوكرانيا محبطون ويشعرون أنهم خُذلوا مجددا، حتى وإن جرت مكالمات واجتماعات حول ضمانات أمنية قوية وموثوقة لكييف، واستمرار الحرب يشغلهم، والأمل بحل قريب يتلاشى تماما كما كانوا يعتقدون قبل نحو 6 أشهر”.

هذا المزاج العام انعكس حسب نتائج استطلاع حديث للرأي نشرته مجموعة “ريتينغ” نهاية آب/آب الجاري، حيث كشف أن 82% من الأوكرانيين يؤيدون التفاوض، منهم 59% يؤيدون الوصول إلى حلول وسط، وهي أعلى نسبة تؤيد هذا التوجه منذ بداية الحرب، في حين أن نسبة الراغبين باستمرار الحرب حتى النصر انحسرت إلى 11% فقط.

القمة المعقدة

وهكذا يرسم خبراء سيناريوهين اثنين لمسار الحرب، أولهما يتعلق بإمكانية عقد لقاء قمة يجمع بوتين وزيلينسكي وجها لوجه، يؤسس -بطريقة ما- لحل يرسم أولى خطوات السلام، ولكن يبدو أن عقدها لا يقل تعقيدا عن الخلافات الأوكرانية الروسية في رابع سنوات الحرب، ولهذا يتوقع كثيرون ألا يتم قريبا أو أن تكون نتائجه محدودة.

ويقول فولوديمير فيسينكو، رئيس مركز الدراسات السياسية التطبيقية (بنتا)، للجزيرة نت: “اللقاء، إن تم، سيؤدي إلى شيء ما حتما، لكن هذا الشيء لن يكون جذريا ولن يعني اتفاق سلام شامل، باعتقادي أقصى وأسهل وأسرع ما يمكن التوصل إليه هو وقف لإطلاق النار”.

ويضيف “حتى الآن لم يتحدث الكرملين عن أن اللقاء سيتم أو لا، ربما لأن رفضه خط أحمر يغضب ترامب، كما يمكن للرئيس الأميركي إقناع بوتين بعقد اللقاء وخيار هدنة مفتوحة، وأن يسوق هذا الفوز السريع لجمهوره كبداية النهاية للحرب، لكن الوصول إلى تلك النهاية سيستغرق وقتا طويلا بعد ذلك”.

أما ثاني سيناريو متوقع للمشهد، فهو حرب ممتدة حتى 2026، عنوانها الاستنزاف حتى الرمق الأخير، ولكن على أساس معطيات جديدة لم تكن موجودة.

من جانبه، يرى الخبير العسكري إيفان ستوباك أن “بوتين حرك التماثيل الأوروبية النائمة اللطيفة”، وبات الدعم الأوروبي لكييف قويا ونشطا، يشمل السلاح والعقوبات ودراسة إرساله قوات وغير ذلك، “بينما التقدم عبر المفاوضات موجود فقط في خيال ترامب”.

ويضيف: “نرى الآن بداية مرحلة جديدة من حرب استنزاف ستستمر عدة أشهر، الفائز فيها من سيصمد حتى النهاية، والنتيجة ستحدد من سيكون أقوى على طاولة المفاوضات بعد ذلك”.

هل ينفذ ترامب تهديداته وينسحب من الوساطة الأوكرانية الروسية؟

هل ينفذ ترامب تهديداته وينسحب من الوساطة الأوكرانية الروسية؟

تصاعدت التساؤلات حول جدية التهديدات الأميركية بالانسحاب من الوساطة في الأزمة الأوكرانية الروسية، وذلك بعد تصريحات حول انزعاج البيت الأبيض من عدم إبداء الطرفين مرونة في المواقف.

وكان مسؤول بالبيت الأبيض قد كشف أن الرئيس دونالد ترامب يبحث جديا التراجع عن جهود وساطته في الحرب الروسية الأوكرانية، ما لم يبد أحد الطرفين مرونة إضافية.

فلماذا قد يتخلى ترامب عن دور الوساطة بهذه الأزمة؟ ومن وجهة نظر الخبير بالشؤون الدولية الدكتور بول ديفيس فإن ترامب يسعى لضمان التوازن والتقدم من الجانبين منذ بداية عهده في كانون الثاني/كانون الثاني، لكنه يواجه تحدياً كبيراً في عدم استعداد أوكرانيا للتراجع عن أراضيها، كما لم تغير روسيا مطالبها منذ بداية العملية العسكرية.

وفي ظل الوضع الراهن وجد ترامب نفسه عالقا بين الموقفين المتصلبين، ويأمل في تدخل الدول الأوروبية بشكل أكثر فعالية لاستئناف المفاوضات.

وكان ترامب قد تعهد عند وصوله للبيت الأبيض بحل الحروب الكبرى التي اندلعت في عهد سلفه جو بايدن، ومن أبرزها الحرب الأوكرانية الروسية والتي حمل بايدن مسؤولية اندلاعها.

وسبق لترامب أن حمل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مسؤولية استمرار الحرب وطالبه بتقديم مزيد من التنازلات، وشهدت العلاقة توترا كبيرا بين الطرفين، قبل أن تخف حدته لاحقا بعد أن عقد صفقات اقتصادية مربحة بين واشنطن وكييف.

ورغم التهديدات الأميركية بالانسحاب من الوساطة، إلا أن ديفيس يستبعد ذلك ويرى أنها تندرج في سياق السياسات التكتيكية التي يعتمدها ترامب في عقد الصفقات التجارية، وعليه فإنه سيواصل مآذارة الضغوط على كلا الطرفين.

ومع أن ترامب أظهر نوعا من الميل إلى جانب روسيا في حربها على أوكرانيا، إلا أنه آذار في أحيان عدة ضغوطات على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وطالبه بتقديم تنازلات من جانبه لوضع حد للحرب مع أوكرانيا.

 

الانسحاب سيكون كارثة

لكن ماذا عن موقف أوروبا فيما لو نفذ ترامب تهديداته وانسحب من الوساطة؟ وهي التي ساندت أوكرانيا بحربها ضد بوتين بكل ما أوتيت من قوة، ولم تبخل بالدعم العسكري والمادي والمعنوي لكييف، وتكبدت في سبيل ذلك أعباء اقتصادية جمة انعكست على المستوى المعيشي لمواطنيها.

إعلان

ومن وجهة نظر أستاذ العلاقات الدولية الدكتور حسني عبيدي فإن أي انسحاب أميركي من الوساطة سيكون كارثياً بالنسبة للدول الأوروبية وأوكرانيا، خاصة أن أوروبا تواجه صعوبة في توفير الضمانات الأمنية الكاملة، وتحديداً في المجال الجوي.

ويتفق الباحث السياسي والإستراتيجي رولاند بيجاموف مع الرأي القائل إن التهديدات الأميركية بالانسحاب من الوساطة مجرد تكتيك، فترامب يسعى للحفاظ على الهيمنة الأميركية، والوساطة بهذا الصراع تمنحه جانبا كبيرا من الهيمنة.

وبالنسبة لموسكو فإنها تتمنى انسحاب واشنطن، لأنها تدرك أن أوروبا لا تستطيع مقاومة روسيا في أوكرانيا بدون الدعم الأميركي، وفق بيجاموف.

وكانت الدول الأوروبية قد نجحت في تغيير الهندسة الدبلوماسية من خلال إقحام نفسها في المفاوضات بعد أن كانت تخشى من الثنائية بين بوتين وترامب على حساب المصالح الأوروبية، لكن هذا الإقحام يبدو أنه لم يرق لسيد البيت الأبيض الذي كان يريد احتكار أي صيغة للحل النهائي.

كما أن ترامب لم يخف ضيقه من تشجيع الأوروبيين للرئيس الأوكراني على رفض التنازلات الكبيرة، في حين يطالبون واشنطن بتقديم المزيد من الضمانات الأمنية والمساعدات العسكرية.

وكانت صحيفة تلغراف البريطانية قد نقلت عن مسؤولين غربيين أن ترامب يبحث مع الأوروبيين نشر قوات خاصة تضم متعاقدين أميركيين لإعادة بناء دفاعات أوكرانيا، وحماية مصالح بلاده.

وبحسب الصحيفة فإن نشر المتعاقدين الأميركيين في أوكرانيا يتعلق بخطة سلام طويلة الأمد يتواصل بحثها، وإنه سيشكل رادعا فعليا لبوتين.

لكن هذا الأمر لن تقبله موسكو التي أكدت مرارا رفضها وجود قوات أجنبية في الأراضي الأوكرانية.

كما أنه سيطرح إشكاليات قانونية للدول الأوروبية التي تحتاج للتفكير مليّاً بهذا الاقتراح، خاصة وكما أشار ديفيس فإن المتعاقدين العسكريين لن يكونوا في مواقع تسمح لهم بالاشتباك المباشر، بل سيركزون على تعزيز القدرات العسكرية الأوكرانية وتدريبهم على استخدام الأنظمة الأميركية والأوروبية.

القدرة على الإيلام

على أرض المعركة أظهرت أوكرانيا مقدرتها على ضرب العمق الروسي بنجاح، خاصة الفترة الأخيرة من خلال استهداف مصانع ومرافق النفط الروسية، مما أدى إلى اضطرابات في أنظمة الصواريخ ومصانع الطائرات المسيّرة.

ومن وجهة نظر كثيرين فإن الضربات الأوكرانية لمصافي النفط أهداف عسكرية مشروعة تؤثر على قدرات الجيش الروسي، بينما الرد الروسي استهدف أهدافاً مدنية.

وفي دليل على الألم الذي لحق بالروس جراء الضربات الأوكرانية، اعتبر ديفيس حضور بوتين قمة شنغهاي دليلا واضحا على تأثر الاقتصاد الروسي، وحاجتها لتعزيز الصادرات النفطية للصين وتقوية العلاقات مع الهند.

وفي تقييمه للوضع الراهن، شبّه ديفيس الوضع الراهن بما كان الأمر عليه خلال الحرب العالمية الأولى، حيث لا يستطيع أي من الطرفين التحرك بطريقة حاسمة ضد الآخر.

لذلك فإن الحل من وجهة نظره يكمن في تنازلات متبادلة، بحيث تقبل أوكرانيا بضياع شبه جزيرة القرم وتتقبل روسيا سيادة أوكرانيا مع ضمانات أمنية معينة.

لكن البعض يرى أن الرئيس الروسي قد يكون غير مستعد لأي صفقة سلام في الوقت الراهن، مفضلاً التوسع أكثر للدخول في مفاوضات من موقع أقوى، مما سيكلف الأوكرانيين والأوروبيين ثمناً باهظاً.

إعلان
أوكرانيا: روسيا لم تسيطر بالكامل على أي مدينة خلال الصيف

أوكرانيا: روسيا لم تسيطر بالكامل على أي مدينة خلال الصيف

قالت القوات المسلحة الأوكرانية، اليوم الأحد، إن القوات الروسية لم تتمكن من السيطرة الكاملة على أي مدينة أوكرانية كبرى رغم ادعاءات موسكو بشن هجوم ناجح خلال الصيف، مضيفة أنها “بالغت بوضوح” في تقدير المساحات التي سيطرت عليها. وقال فاليري جيراسيموف، رئيس هيئة الأركان العامة الروسية، أمس السبت، إن القوات الروسية سيطرت منذ شهر آذار/آذار على أكثر من 3500 كيلومتر مربع من الأراضي الأوكرانية، فضلاً عن إحكام السيطرة على 149 قرية.

وذكرت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية في بيان على مواقع التواصل الاجتماعي: “رغم ادعاءات جيراسيموف، لم تُسيطر القوات الروسية بالكامل على أي مدينة رئيسية. الأرقام التي قدمها المحتلون بشأن الأراضي والمناطق التي استولوا عليها مبالغ فيها بشكل كبير”.

بدوره، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الأحد، إن البلاد تخطط لشن ضربات جديدة في عمق روسيا، وذلك بعد هجمات مكثفة استهدفت أصولاً‬ في قطاع الطاقة الروسي على مدى أسابيع. وكتب زيلينسكي على منصة إكس بعد اجتماع مع قائد الجيش الجنرال أولكسندر سيرسكي: “سنواصل عملياتنا النشطة بالطريقة اللازمة تماماً للدفاع عن أوكرانيا. القوات والموارد جاهزة. وجرى التخطيط لضربات جديدة في العمق”.

وقال حاكم منطقة أوديسا الأوكرانية أوليه كيبر وشركة إنتاج الكهرباء (دي.تي.إي.كيه) إن هجوماً روسياً بطائرات مسيرة خلال الليل ألحق أضراراً بأربع منشآت للكهرباء بالقرب من مدينة أوديسا جنوب البلاد، لينقطع التيار الكهربائي عن أكثر من 29 ألف عميل صباح اليوم الأحد. وكتب كيبر على تطبيق تليغرام، أن أكثر المناطق تضرراً هي مدينة تشورنومورسك الساحلية على أطراف أوديسا، حيث أحدث الهجوم دماراً بالغاً بمنازل سكنية ومبان إدارية.

وقال كيبر: “تعمل البنية التحتية الحيوية على المولدات الكهربائية”، وأضاف أن شخصاً واحداً أصيب نتيجة الهجوم. وذكر فياتشيسلاف تشاوس، حاكم منطقة تشيرنيهيف، أن طائرات مسيرة روسية قصفت أيضاً المنطقة الواقعة شمال أوكرانيا صباح اليوم، مما ألحق أضراراً بالبنية التحتية للكهرباء وانقطاع التيار عن 30 ألف منزل، بما في ذلك جزء من مدينة نيزين.

وأعلن الجيش الأوكراني أن روسيا هاجمت أوكرانيا باستخدام 142 طائرة مسيرة خلال الليل، وأن قواته تمكنت من إسقاط 126 منها. ومع ذلك، قصفت الطائرات المسيرة عشرة مواقع. ولم يتطرق الجيش إلى تفاصيل عن الهجمات.

وزادت روسيا خلال الأسابيع القليلة الماضية من وتيرة هجماتها على البنية التحتية الأوكرانية للطاقة والغاز، وهو ما ردت عليه كييف باستهداف مصافٍ لتكرير النفط وخطوط أنابيب روسية. وذكرت (دي.تي.إي.كيه)، أكبر شركة خاصة لإنتاج الكهرباء في أوكرانيا، في بيان، أن أربعاً من منشآتها للكهرباء تعرضت لهجوم خلال الليل. وأضافت: “بمجرد حصول عمال الطاقة على إذن من الجيش وخدمات الإنقاذ، سيشرعون فوراً في فحص المعدات وإجراء أعمال صيانة طارئة”.

(رويترز، العربي الجديد)

مقتل أوكراني في هجوم روسي وزيلينسكي يطالب أوروبا بمزيد من الضمانات الأمنية

مقتل أوكراني في هجوم روسي وزيلينسكي يطالب أوروبا بمزيد من الضمانات الأمنية

أسفر هجوم كبير شنته روسيا ليلة السبت على وسط أوكرانيا وجنوب شرقها عن مقتل شخص على الأقل، وفق ما أفادت به السلطات الأوكرانية اليوم السبت، مع إلحاق أضرار بمنازل ومتاجر في مدن عدة.

وقال جهاز الطوارئ الحكومي الأوكراني عبر تليغرام “خلال الليل، نفذ العدو ضربات كبيرة” على زاباروجيا.

وأوضح رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية إيفان فيدوروف أن شخصا واحدا على الأقل قتل وأصيب 16 آخرون، بينهم طفلان. وأضاف أن “الضربات الروسية دمرت منازل وألحقت أضرارا بالعديد من المنشآت، بينها مقاه ومؤسسات صناعية”.

وكان حاكم دنيبروبيتروفسك الأوكرانية أعلن في وقت مبكر صباح اليوم السبت أن المنطقة تتعرض “لهجوم كبير”، مشيرا إلى وقوع ضربات في دنيبرو وبافلوغراد.

وكتب سيرغي ليساك على تليغرام “المنطقة تتعرض لهجوم كبير.. يسمع دوي انفجارات”.

ومذ شنت روسيا الحرب على أوكرانيا في شباط/شباط 2022، بقيت دنيبروبيتروفسك بمنأى إلى حد كبير عن المعارك. لكن كييف أقرّت الثلاثاء الماضي بأن قوات روسية دخلت المنطقة، كما أكدت موسكو أنها حققت تقدما ميدانيا.

زيلينسكي يخاطب “الحلفاء”

وفي الجنوب، أفاد حاكم منطقة زاباروجيا إيفان فيدوروف بوقوع انفجارات، ونشر صورة على تليغرام لمنزل محترق في عاصمة المنطقة وانقطاع التيار الكهربائي.

وقال “ضرب الروس المدينة بـ3 مسيّرات على الأقل”.

ومنطقة دنيبروبيتروفسك ليست ضمن المناطق الأوكرانية الخمس التي أعلنت موسكو ضمها، وهي دونيتسك وخيرسون ولوغانسك وزاباروجيا وشبه جزيرة القرم.

سياسيا، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي “الحلفاء”، أمس الجمعة، إلى تعجيل رفع مستوى المحادثات بشأن الضمانات الأمنية لأوكرانيا إلى مستوى القادة.

وقال زيلينسكي إنه يتوقع مواصلة المناقشات مع القادة الأوروبيين الأسبوع المقبل بشأن التزامات “شبيهة بتلك التي يقدمها حلف شمال الأطلسي” لحماية أوكرانيا، وأضاف أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يجب أن يكون جزءا من هذه المحادثات أيضا.

إعلان

وجاء حديث زيلينسكي المقتضب قبيل لقاء مدير مكتبه أندريه يرماك بالمبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف في نيويورك، لمناقشة ضرورة مآذارة المزيد من الضغوط على موسكو.

وقال مسؤول أميركي كبير إن الأوكرانيين دعوا ويتكوف لزيارة أوكرانيا، وأضاف أن الاجتماع أتاح لويتكوف الفرصة للتأكيد على ضرورة اجتماع أوكرانيا وروسيا لإنهاء الحرب.

ويرى مسؤولون في كييف أن التمويل الأميركي، لا سيما في إطار صفقة المعادن الإستراتيجية التي جرى التوصل إليها في وقت سابق العام الجاري، يمثل عنصرا أساسيا في تأمين تسوية سلمية دائمة.

أوكرانيا: هجوم روسي كبير على دنيبروبيتروفسك وانفجارات في زابوريجيا

أوكرانيا: هجوم روسي كبير على دنيبروبيتروفسك وانفجارات في زابوريجيا

أعلن حاكم دنيبروبيتروفسك الأوكرانية، في وقت مبكر صباح السبت، أن المنطقة تتعرض “لهجوم كبير”، مشيراً إلى وقوع ضربات في دنيبرو وبافلوغراد. وكتب سيرغي ليساك على تطبيق تليغرام: “المنطقة تتعرض لهجوم كبير. تُسمع دوي انفجارات”.

ومذ شنت روسيا غزوها لأوكرانيا بقيت دنيبروبيتروفسك بمنأى إلى حد كبير عن المعارك. لكن كييف أقرّت الثلاثاء الفائت بأن قوات روسية دخلت المنطقة، حيث أكّدت موسكو أنها حققت تقدماً ميدانياً. وإلى الجنوب، أفاد حاكم منطقة زابوريجيا إيفان فيدوروف بوقوع انفجارات ونشر صورة على “تليغرام” لمنزل محترق في عاصمة المنطقة وانقطاع التيار الكهربائي. وقال: “ضرب الروس المدينة بثلاث مسيّرات على الأقل”.

وأول من أمس الخميس، شنت روسيا ضربات بصواريخ ومسيرات على مبانٍ تضم شققاً سكنية في العاصمة الأوكرانية، ما أدى إلى مقتل 23 شخصاً على الأقل، بينهم أربعة أطفال، وإصابة حوالى 50 آخرين. كذلك تضررت بعثة الاتحاد الأوروبي ومبنى المركز الثقافي البريطاني ومكاتب مؤسستين إعلاميتين. واستدعى الاتحاد الأوروبي وبريطانيا السفيرين الروسيين في بروكسل ولندن بعد الهجوم. وأكد سلاح الجو الأوكراني، الخميس، أن روسيا أطلقت 598 مسيّرة و31 صاروخاً، في ثاني أكبر هجوم من حيث العدد الإجمالي منذ اندلاع الحرب. وأفادت عن اعتراض 563 طائرة و26 صاروخاً.

وأمس الجمعة، قالت الولايات المتحدة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إن الضربات الصاروخية وهجمات الطائرات المسيرة الروسية على أوكرانيا التي توقع قتلى “تلقي بظلال من الشك على جدية رغبة روسيا في السلام”، محذرة من أن واشنطن قد تعاقب موسكو بإجراءات اقتصادية إذا واصلت الحرب.

وقال الدبلوماسي الأميركي جون كيلي أمام المجلس المؤلف من 15 عضواً، إن “الولايات المتحدة تدعو روسيا الاتحادية إلى تجنب هذه العواقب من خلال وقف العنف والانخراط بشكل بنّاء لإنهاء الحرب”. وأضاف: “يجب على روسيا أن تقرر الآن التحرك نحو السلام. يجب أن يتفق قادة روسيا وأوكرانيا على الاجتماع بشكل ثنائي”. وقال كيلي إن الضربات الروسية على كييف “تلقي بظلال من الشك على جدية رغبة روسيا في السلام. يجب أن تتوقف هذه الضربات على المناطق المدنية على الفور”.

من جانب آخر، تعهدت فرنسا وألمانيا بتكثيف الضغوط على روسيا لإنهاء حربها في أوكرانيا وهددتا بفرض المزيد من العقوبات إذا لم يعقد الرئيس فلاديمير بوتين قمة مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. واعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المستشار الألماني فريدريش ميرز في طولون بجنوب فرنسا، أنه إذا لم يعقد بوتين قمة مع زيلينسكي مع حلول الاثنين، فإن ذلك سيعني أنه “تلاعب” بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، مهدداً بفرض عقوبات على روسيا.

بدوره، قال ميرز إن الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا قد تستمر “لأشهر أخرى”، مضيفاً أن “ليس لديه أوهام” بشأن احتمالات التوصل إلى نهاية سريعة. وفي وقت لاحق، أعلن البيت الأبيض الجمعة أن ترامب لا يزال يعمل على عقد لقاء بين الزعيمين، الروسي والأوكراني، لإنهاء الحرب. واتفق الزعيمان الفرنسي والألماني على إرسال معدات دفاع جوي إضافية إلى أوكرانيا عقب هجوم روسي على كييف الخميس، أدى إلى مقتل 25 شخصاً، وعلى فتح حوار استراتيجي حول الردع النووي. 

(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)